Tweet
:: السابحون عكس التيار ::
(1)
مفيش شك إن أصحاب الطموح العالي لأنهم بيبصوا لهدف عالى برده فدايما الوصول له بيبقي ( مكلف ) .. بمعنى أنهم لازم يضحوا ويدوسوا على نفسهم علشان الهدف ده
ويسبحوا عكس التيار !!
وبما أن ( الجنة ) هي أعظم هدف وأسمى هدف .. فطلاب الجنة هم أصحاب أعلى طموح .. والتيار اللى بيسبحوا عكسه هو أشد تيار وأقوى تيار
تيار ( النفس ) .. لازم تكسره .. تسبح عكسه .. تدوس على هواك .. لا تحب إلا ما يحب الله عزوجل .. مهما كانت نفسك بتتمني المعصية مهما كنت في حاجة إليها مهما كنت بتهواها .. ومهما كانت الطاعة تقيلة على نفسك .. ومش موافقة لما تهواه
***
الدنيا دار ابتلاء و اختبار .. وإحنا فيها ما بين خيارين إما هوى نفوسنا ( نعيش حياتنا بمزاجنا كما نريد ) .. وما بين دين الله عزوجل ( نعيش حياتنا كما يريد الله تعالى )
فالعلاقة ما بين ( الدين ) و ( الهوى ) علاقة عكسية .. علاقة تضاد .. مينفعش تجمع ما بين الإتنين ..
لو اخترت الدين فده = حرمان نفسك مما تشتهي ( من الحاجات اللى ربنا حرمها طبعا مش الشهوات المباحة )
ولو اخترت هوى نفسك فده = نقص الدين ( بالمعاصي ) أو انعدامه تماما ( بالكفر عياذا بالله )
قال الله تعالى : " فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ "
الإمتحان ده فيه ناس نجحت فيه .. ضحت بكل حاجة .. باعت أنفسها لله عزوجل .. تركت هواها لله عزوجل .. واشترت الجنة
وفيه ناس باعت نفسها بالرخيص مقدرتش تتخلص من قيود النفس وعبودية الهوى .. علشان مال .. علشان جاه .. علشان وظيفة .. علشان امرأة .. علشان دنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة .
قال الله تعالى : " فَأَمّا مَن طَغَىَ * وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدّنْيَا * فَإٍنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَىَ * وَأَمّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبّهِ وَنَهَى النّفْسَ عَنِ الْهَوَىَ * فَإِنّ الْجَنّةَ هِيَ الْمَأْوَىَ "
***
إذن فهوى النفس عياذا بالله هو طريق الهلاك كما قال الله النبي صلى الله عليه وسلم : " وأما المهلكات فشح مطاع وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه "
وقال بعضهم : " من أطاع الهوى هوى " يعني : سقط وهلك
والنجاة في مخالفة الهوى والسباحة عكس التيار
لكن ما العلاج ؟ وكيف نتغلب على أهواء نفوسنا ؟ وهل ده معناه إن الحياة في طاعة الله عزوجل أو " التدين " صعب وبيضيق علينا حياتنا ؟!
(2)
بعد الكلام عن هوى النفس وخطره .. وحتمية مخالفته والسباحة عكس تياره .. باقي إننا نوضح الحل وطريقة العلاج
بس نفهم الأول طبيعة المعركة .. المعركة ما بين القلب " مستودع الإيمان " وبين النفس " مستودع الهوي " .. من يكسب هذه المعركة يكون الآخر تابعا خاضعا له .. هدفنا أن يغلب القلب على النفس فتكون له السيادة ويكون الهوى تابعا للإيمان فلا تهوى نفسك إلا ما يحب الله عزوجل كما جاء في الحديث " لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به "
إزاى بقى يغلب القلب النفس ؟!
* قبل كل شئ " استعن بالله ولا تعجز " .. عود لسانك على " اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك " .. الجأ إلى الله بصدق " وإن تصدق الله يصدقك "
* شحن القلب بالإيمان وتغذيته بالأعمال الصالحة وخاصة " أعمال السر " .. والنقطة دي في غاية الأهمية لأنها مصدر قوة القلب .
* أخيرا " مجاهدة النفس " .. جهاد بمعنى الكلمة .. تجرجرها وتبعدها عما تهواه لغاية ما تتعود ويبقى ما تهواه هو الحلال فقط .. زى فطام الطفل بالضبط
قال بعض السلف : " عالجت شهوتي عشرين سنة حتى صارت شهوتي المعالجة "
فنفهم من كده إن الموضوع ده تدريجي وبياخد وقت .. آه هنتعب (( مجاهدة )) .. بس في الآخر هنوصل لمرحلة مش هترتاح إلا بالطاعة .. تبقى طاعة ربنا راحتك
ونضرب مثال برغم إنه بسيط إلا إنه مهم جدا وأكيد كتير مننا جربه :
صلاة الفجر في جماعة .. القلب : يريد الصلاة لأنها مراد الله تعالى , والنفس : تريد النوم لأن فيه هواها وراحتها
تدور المعركة بين قلبك ونفسك .. ساعة قلبك يغلب وساعة نفسك تغلب .. على حسب قوة إيمانك وقوة محبتك لله عزوجل
وكل ما إيمانك يزيد وترتقي في سلم الوصول إلى الله عزوجل كل ما ازددت قوة لغاية ما توصل لمرحلة " تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا " مش في صلاة الفرض بس لا وكمان قيام الليل .. جنبك مش عايز السرير مش عايز الراحة .. لأ ده راحته وسعادته لما يسهر بين يدي الله تعالى يدعو ويبكي ويتبتل
بقت نفسك تابعة لقلبك وخاضعة له .. فهواك اللى كنت بتتركه وتخالفه على مضض وبصعوبة بتتركه دلوقتي وتخالفه وأنت مستمتع .. بالعكس ده يمكن كمان يبقي يكون اللى بينغص عليك حياتك ويوجعك أوي إنك تنام ليلة من غير قيام .. تبقي كارثة ومصيبة ويوم مش فايت لما تضيع منك صلاة الفجر
إذن فمخالفة الهوى والإستقامة على الطاعة مش هتخلى حياتنا صعبة وضيقة زى ما الناس متخيلة .. بالعكس مخالفة هواك هو السعادة الحقيقة .. هو جنة الحياة
نختم بهذه الكلمات الرقراقة: " من علامات صدق أن تبذل ما كنت تتمتع به قبل المحبة وإن كرهت تجرعا ( مرحلة المقاومة ) .. فإذا قويت محبتك بذلته رضا وتطوعا ( مرحلة التذوق ).. فإذا قويت محبتك بذلته ذلا وتضرعا ( مرحلة الإستمتاع ) "
نسأل الله تعالى أن يعيننا على نفوسنا وأن يرزقنا وإياكم الثبات على طاعته ويملأ قلوبنا إيمانا به وحبا لطاعته
(1)
مفيش شك إن أصحاب الطموح العالي لأنهم بيبصوا لهدف عالى برده فدايما الوصول له بيبقي ( مكلف ) .. بمعنى أنهم لازم يضحوا ويدوسوا على نفسهم علشان الهدف ده
ويسبحوا عكس التيار !!
وبما أن ( الجنة ) هي أعظم هدف وأسمى هدف .. فطلاب الجنة هم أصحاب أعلى طموح .. والتيار اللى بيسبحوا عكسه هو أشد تيار وأقوى تيار
تيار ( النفس ) .. لازم تكسره .. تسبح عكسه .. تدوس على هواك .. لا تحب إلا ما يحب الله عزوجل .. مهما كانت نفسك بتتمني المعصية مهما كنت في حاجة إليها مهما كنت بتهواها .. ومهما كانت الطاعة تقيلة على نفسك .. ومش موافقة لما تهواه
***
الدنيا دار ابتلاء و اختبار .. وإحنا فيها ما بين خيارين إما هوى نفوسنا ( نعيش حياتنا بمزاجنا كما نريد ) .. وما بين دين الله عزوجل ( نعيش حياتنا كما يريد الله تعالى )
فالعلاقة ما بين ( الدين ) و ( الهوى ) علاقة عكسية .. علاقة تضاد .. مينفعش تجمع ما بين الإتنين ..
لو اخترت الدين فده = حرمان نفسك مما تشتهي ( من الحاجات اللى ربنا حرمها طبعا مش الشهوات المباحة )
ولو اخترت هوى نفسك فده = نقص الدين ( بالمعاصي ) أو انعدامه تماما ( بالكفر عياذا بالله )
قال الله تعالى : " فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ "
الإمتحان ده فيه ناس نجحت فيه .. ضحت بكل حاجة .. باعت أنفسها لله عزوجل .. تركت هواها لله عزوجل .. واشترت الجنة
وفيه ناس باعت نفسها بالرخيص مقدرتش تتخلص من قيود النفس وعبودية الهوى .. علشان مال .. علشان جاه .. علشان وظيفة .. علشان امرأة .. علشان دنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة .
قال الله تعالى : " فَأَمّا مَن طَغَىَ * وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدّنْيَا * فَإٍنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَىَ * وَأَمّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبّهِ وَنَهَى النّفْسَ عَنِ الْهَوَىَ * فَإِنّ الْجَنّةَ هِيَ الْمَأْوَىَ "
***
إذن فهوى النفس عياذا بالله هو طريق الهلاك كما قال الله النبي صلى الله عليه وسلم : " وأما المهلكات فشح مطاع وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه "
وقال بعضهم : " من أطاع الهوى هوى " يعني : سقط وهلك
والنجاة في مخالفة الهوى والسباحة عكس التيار
لكن ما العلاج ؟ وكيف نتغلب على أهواء نفوسنا ؟ وهل ده معناه إن الحياة في طاعة الله عزوجل أو " التدين " صعب وبيضيق علينا حياتنا ؟!
(2)
بعد الكلام عن هوى النفس وخطره .. وحتمية مخالفته والسباحة عكس تياره .. باقي إننا نوضح الحل وطريقة العلاج
بس نفهم الأول طبيعة المعركة .. المعركة ما بين القلب " مستودع الإيمان " وبين النفس " مستودع الهوي " .. من يكسب هذه المعركة يكون الآخر تابعا خاضعا له .. هدفنا أن يغلب القلب على النفس فتكون له السيادة ويكون الهوى تابعا للإيمان فلا تهوى نفسك إلا ما يحب الله عزوجل كما جاء في الحديث " لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به "
إزاى بقى يغلب القلب النفس ؟!
* قبل كل شئ " استعن بالله ولا تعجز " .. عود لسانك على " اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك " .. الجأ إلى الله بصدق " وإن تصدق الله يصدقك "
* شحن القلب بالإيمان وتغذيته بالأعمال الصالحة وخاصة " أعمال السر " .. والنقطة دي في غاية الأهمية لأنها مصدر قوة القلب .
* أخيرا " مجاهدة النفس " .. جهاد بمعنى الكلمة .. تجرجرها وتبعدها عما تهواه لغاية ما تتعود ويبقى ما تهواه هو الحلال فقط .. زى فطام الطفل بالضبط
قال بعض السلف : " عالجت شهوتي عشرين سنة حتى صارت شهوتي المعالجة "
فنفهم من كده إن الموضوع ده تدريجي وبياخد وقت .. آه هنتعب (( مجاهدة )) .. بس في الآخر هنوصل لمرحلة مش هترتاح إلا بالطاعة .. تبقى طاعة ربنا راحتك
ونضرب مثال برغم إنه بسيط إلا إنه مهم جدا وأكيد كتير مننا جربه :
صلاة الفجر في جماعة .. القلب : يريد الصلاة لأنها مراد الله تعالى , والنفس : تريد النوم لأن فيه هواها وراحتها
تدور المعركة بين قلبك ونفسك .. ساعة قلبك يغلب وساعة نفسك تغلب .. على حسب قوة إيمانك وقوة محبتك لله عزوجل
وكل ما إيمانك يزيد وترتقي في سلم الوصول إلى الله عزوجل كل ما ازددت قوة لغاية ما توصل لمرحلة " تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا " مش في صلاة الفرض بس لا وكمان قيام الليل .. جنبك مش عايز السرير مش عايز الراحة .. لأ ده راحته وسعادته لما يسهر بين يدي الله تعالى يدعو ويبكي ويتبتل
بقت نفسك تابعة لقلبك وخاضعة له .. فهواك اللى كنت بتتركه وتخالفه على مضض وبصعوبة بتتركه دلوقتي وتخالفه وأنت مستمتع .. بالعكس ده يمكن كمان يبقي يكون اللى بينغص عليك حياتك ويوجعك أوي إنك تنام ليلة من غير قيام .. تبقي كارثة ومصيبة ويوم مش فايت لما تضيع منك صلاة الفجر
إذن فمخالفة الهوى والإستقامة على الطاعة مش هتخلى حياتنا صعبة وضيقة زى ما الناس متخيلة .. بالعكس مخالفة هواك هو السعادة الحقيقة .. هو جنة الحياة
نختم بهذه الكلمات الرقراقة: " من علامات صدق أن تبذل ما كنت تتمتع به قبل المحبة وإن كرهت تجرعا ( مرحلة المقاومة ) .. فإذا قويت محبتك بذلته رضا وتطوعا ( مرحلة التذوق ).. فإذا قويت محبتك بذلته ذلا وتضرعا ( مرحلة الإستمتاع ) "
نسأل الله تعالى أن يعيننا على نفوسنا وأن يرزقنا وإياكم الثبات على طاعته ويملأ قلوبنا إيمانا به وحبا لطاعته
تعليق