قصة المبصر فى مدينة العميان
--------------------------------------------------------------------------------
المبصر فى مدينة العميان
فى مطلع القرن الميلادى الماضى ألّف ه. ج . ويلز تلك الرواية عن المبصر فى مدينة العميان
تلك الرواية التى لخصها الدكتور أحمد خالد توفيق فى مقال رائع فى مجلة الشباب منذ عامين تقريبا و تدور أحداثها الخيالية الرمزية عن ذلك الرجل الذى ساقه القدر إلى مدينة كل سكانها من العميان
لقد ظن الرجل فى البداية أنه سيملك القوم عملا بقاعدة " الأعور وسط العمي مفتح "
لكنه لم يلبث أن اكتشف حقيقة الأمر و أدرك أنهم يريدونه مثلهم
بل لن يقبلوه إلا لو كان مثلهم
أعمى!!
إن طول فترة مباشرتهم للظلام جعلهم يبغضون الضياء و لا يتصورون أن يكون من بينهم من يبصر ذلك الضياء و يرى الدنيا بلون آخر خلاف اللون الأسود الذى يغشى عالمهم
فى الرواية طلبوا من الرجل لكى يستطيع التعايش معهم أن يفقأ ذلك العضو الغريب الذى يجعله مختلفا و يجعله يقول أشياءً و يرى أمورا غير التى ألفوها و اعتادوا عليها
طلبوا منه أن يفقأ عينيه
و كاد أن يفعل
الضغط الدائم و الاستهجان المتواصل و الرفض المستمر لما يقول و يرى جعله يقدم على تلك الخطوة ليستطيع الاندماج
و اللى زى الناس ما يتعبش
المثل بيقول كدة
الذي قرر فقأ عينيه ليندمج! !
لكن بطل القصة تراجع فى آخر لحظة و قرر الاحتفاظ بعينيه
قرر ألا يكون إمعة
قرر ألا يطمس بصره ليكون مثلهم و يعيش بينهم فى سلام
لقد قرر أن يرى حتى لو كان ما يراه مختلفا
للأسف كثير من مبصرى اليوم لم يفعلوا مثله و قرروا أن يركعوا للضغط و ينحنوا للموجة
قرروا أن يخوضوا مع الخائضين حتى لو خالف ذلك ما يرونه و يعتقدونه
حتى لو خالف ضمائرهم و مبادئهم إن كان قد بقى منها شىء فهان عليهم أن يطمسوا النعمة التى أنعم الله عليهم بها فقط ليكونوا مثل الغير
نعمة البصر
و البصيرة ....
و صاروا عميانا بين العميان فإنها لا تعمى الأبصار و لكن تعمى القلوب التى فى الصدور
دكتور محمد على يوسف
فى مطلع القرن الميلادى الماضى ألّف ه. ج . ويلز تلك الرواية عن المبصر فى مدينة العميان
تلك الرواية التى لخصها الدكتور أحمد خالد توفيق فى مقال رائع فى مجلة الشباب منذ عامين تقريبا و تدور أحداثها الخيالية الرمزية عن ذلك الرجل الذى ساقه القدر إلى مدينة كل سكانها من العميان
لقد ظن الرجل فى البداية أنه سيملك القوم عملا بقاعدة " الأعور وسط العمي مفتح "
لكنه لم يلبث أن اكتشف حقيقة الأمر و أدرك أنهم يريدونه مثلهم
بل لن يقبلوه إلا لو كان مثلهم
أعمى!!
إن طول فترة مباشرتهم للظلام جعلهم يبغضون الضياء و لا يتصورون أن يكون من بينهم من يبصر ذلك الضياء و يرى الدنيا بلون آخر خلاف اللون الأسود الذى يغشى عالمهم
فى الرواية طلبوا من الرجل لكى يستطيع التعايش معهم أن يفقأ ذلك العضو الغريب الذى يجعله مختلفا و يجعله يقول أشياءً و يرى أمورا غير التى ألفوها و اعتادوا عليها
طلبوا منه أن يفقأ عينيه
و كاد أن يفعل
الضغط الدائم و الاستهجان المتواصل و الرفض المستمر لما يقول و يرى جعله يقدم على تلك الخطوة ليستطيع الاندماج
و اللى زى الناس ما يتعبش
المثل بيقول كدة
الذي قرر فقأ عينيه ليندمج! !
لكن بطل القصة تراجع فى آخر لحظة و قرر الاحتفاظ بعينيه
قرر ألا يكون إمعة
قرر ألا يطمس بصره ليكون مثلهم و يعيش بينهم فى سلام
لقد قرر أن يرى حتى لو كان ما يراه مختلفا
للأسف كثير من مبصرى اليوم لم يفعلوا مثله و قرروا أن يركعوا للضغط و ينحنوا للموجة
قرروا أن يخوضوا مع الخائضين حتى لو خالف ذلك ما يرونه و يعتقدونه
حتى لو خالف ضمائرهم و مبادئهم إن كان قد بقى منها شىء فهان عليهم أن يطمسوا النعمة التى أنعم الله عليهم بها فقط ليكونوا مثل الغير
نعمة البصر
و البصيرة ....
و صاروا عميانا بين العميان فإنها لا تعمى الأبصار و لكن تعمى القلوب التى فى الصدور
دكتور محمد على يوسف
تعليق