حيِّز التفكير . . وخطر السقوط الكبير!!
أنت المسؤول وحدك عن إتاحة أي مساحة لوساوس الشيطان في ذهنك؛ كي يصول ويجول فيه بهواجسه الخبيثة!!
فعلى الرغم من أن الله تعالى يؤاخذ العبد بفعله فقط وليس بتفكيره، إلا أن الشيطان يستثمر تلك المساحة التي يتيحها له العبد من التفكير، ليقوم بتحويلها إلى (مطبخ) لطهي الوجبات القذرة من المعاصي والآثام التي يخطط لإيقاعه فيها!!
وبمجرد ما تحيط بالعبد ظروف مشابهة لما صاغه الشيطان من سيناريوهات أو بالأحرى (بما تم تخميره وإعداده في الذهن) من وجبات تلك الوساوس التي أضحت جاهزة بفضل ترك العبد المساحة الكافية من حيِّز تفكيره للشيطان؛ كي يقوم بإعدادها دون محاولة التضييق عليه فيها أو طرده منها؛ قامت النفس بشن هجوم مباغتٍ على العبد؛ لنيل حصتها من تلك الوجبة الناضجة بقذارة معاصيها!!
فإذا ما وافق ذلك حالة من ضعف الإيمان لدى العبد؛ عجز عن الصمود أمام رغبات نفسه الأمارة بالسوء، ووقع فريسة في شباك الشيطان التي نسجها له بسيناريوهات الإثم المبين؛ فكان ذلك بمثابة السقوط الكبير له!!
والأصل في المؤمن الصادق مع ربه، أنه يقيم العديد من الحواجز الدفاعية، لتأمين حصونه الإيمانية، من مجرد اقتراب تلك الوساوس الشيطانية منها، وإذا ما حدث وباغته الشيطان بتلك الوساوس؛ فإنه يقوم على الفور بتشغيل آلات الإتلاف والفرم التي نصبها خصيصاً لذلك!!
وهذه الآلات تتمثل فيما قد روَّض العبد المخلص قلبه عليه من معاني تعظيم الله عز وجل والخوف منه، واستحضار مراقبته في السر والعلن، أو تذكر وحشة القبر وظلمته وفناء الأجساد فيها، أو تذكر السير على الصراط وسط أهوال يوم المحشر، إلى غير ذلك من الحقائق الصارخة التي لا تصمد أمامها شهوات الدنيا وفتنها؛ مهما تنوعت ألوانها!!
إن العبد المؤمن قد يبلغ بأعماله الصالحات علياء المجد في أعين الناس، ولكنه بغفلته عن مراقبة أحوال قلبه، وتساهله في إتاحة مثل تلك المساحة من حيز التفكير لوساوس الشيطان؛ لاقتناص الفرصةالمباغتة؛ كي يبذر في قلبه بذرة السوء، ليستمرئ مع مرور الوقت سرحان خياله معها؛ وذهابه بعيداً إلى حيث الأجواء التي تحدث لديه حالة من الاستئناس بسيناريوهاتها الخبيثة؛ فإن ذلك كفيل والعياذ بالله بأن تترعرع في قلبه شجرة خبيئة السوء، المورثة حتماً لسوء الخاتمة عياذاً بالله تعالى!!
إن حيز التفكير، ليعتبر بمثابة الكواليس الخفية التي يقوم فيها الشيطان بتحضير سيناريوهات الإيقاع بالعبد في شتى ألوان المعاصي، وبالأخص المتعلقة بالشهوة الحيوانية منها!! وعليه وجب على العبد المخلص لربه أن يحول بينه وبين الدخول إلى حيز تفكيره بأي من تلك السيناريوهات، لأن الأصل أن يشغلها دائماً بما ينفعه في أمر آخرته، سواء أكانت هموم الدعوة إلى الله، أو الإصلاح أو السعي في شتى ألوان العمل الصالح!!
فالنفس إلم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية، وإنك إن تركت للشيطان أي مساحة من حيز التفكير؛ لكان ذلك سبباً في السقوط الكبير!!
فاللهم اجعل وساوس قلوبنا خشيتك وذكرك
تعليق