حديثٌ من الدار الآخرة!!
ياليتني . . كلمة تخيم مرارة معانيها على جميع الأجواء، بل تكاد تطبق على جميع الصدور والأنفاس!!
ياليتني في صباي فعلت . . . ولم أفعل . . . !!
ياليتني في شبابي لم أتهاون وأتمادي وأغتر وأفعل . . . !!
ياليتني في شيخوختي امتنعت عن . . . ولم أفعل!!
مزيج من المواقف والأفعال والأقوال التي تنأى عن حمل ثقلها الجبال!!
كلها قد أحصاها الله!! وكلها قد علم خباياها الله!! وكلها سوف يسألنا عنه الله!!
فمن ذا الذي تقوى قدماه على حمله في مثل هذا الموقف؛ بعدما مُحيت وفنيت جميع ألوان الاستعتاب، وصار الخوف والهلع وحدهما سيدا الموقف؟!
صراخٌ من كل اتجاه . . عويلٌ يقطِّع الأكباد . . حسرة تحرق القلوب!!
رباه هل لي من عودة؟!
رباه هل لي من مستعتب؟!
رباه ظلمني المجتمع، وجرفني الناس معهم في أودية الغفلة!!
رباه كل ذنوبي هم قد شاركوني فيها!!
رباه كل آثامي هم من دفعوني إليها!!
رباه ضعفت عن مقاومة كل مغرياتهم!!
رباه إلى أين يأخذونني؟!
لا تأمر بي رباه إلى النار؛ فجسدي على الإحراق لا يقوى!!
رباه من لي غيرك، فهل لا زلت تقبل دعاء المضطر إذا دعاك؟!
رباه . . رباه . . رباه
فتعلوا استغاثات الأنبياء والرسل من كل اتجاه قائلة . .
إن الله قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله!! ولن يغضب بعده مثله!!
نفسي نفسي يارب سلم سلم . . يارب سلم سلم!!
هذا المشهد كلنا سيعاينه عمَّا قريب!! فهل يمكننا تداركه باليقظة من الآن؟!
أرجو ذلك
تعليق