إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

نعيم القلب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نعيم القلب

    الحمد لله و حده
    و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده
    أما بعد
    هناك كثير من الناس إلا من رحم ربي يغتر بأهل الكفر لما لهم من سعة الدنيا و ما وصلوا إليه من التقدم و الازدهار وكذالك رغد العيش تم تجد من هؤلاء المغترين من يشكون احوالهم التي لا تسر احد قريبا كان او بعيد فإذا قيل له ان الحل هو في ترك المعاصي و التوبة إلى المتعالي سارع إلى الأمر,
    متصورا أنه بمجرد أن يعلن توبته وإنابته لربه تعالى ، أنه سينتقل مباشرة إلى النعيم ، فيرتفع عنه البلاء ، وتأتيه الأموال ، ويعيش في رغد من العيش ! وكل ذلك غير لازم البتة ، بل إنه ثمة اختبار وابتلاء لتوبة هذا العبد ، هل هي صادقة أم لا ، وهل هي لله أم ليست له ، وكل ذلك سيجعله في ابتلاء جديد ؛ بل إن مختصر هذه الحياة وحكمتها : أنها تجربة ابتلاء واختبار . قال الله تعالى : ( إِنَّا خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً) (الانسان:2) ؛ فإذا فهم هذه الحقيقة ، فهو حري أن يسلم له قلبه ، وإن لم تسلم له جوارحه ، وظاهر عيشه ، أما بدون وعي ذلك والتنبه إليه ، فهو حري ألا يسلم له قلبه ، حتى وإن سلمت جوارحه ومن هنا جاء عن بعض السلف قولهم " لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من النعيم لجالدونا عليه بالسيوف " وأي نعيم يقصد أولئك العظام ؟ إنه نعيم القلب ، يقينه بربه تعالى ، وفرحه بطاعته ، وسعادته بالتقرب إليه ، ولو عاش في ضيق من الدنيا ، وهذا هو مقياس الحياة الطيبة ، كما ذكره الله تعالى في كتابه الكريم حين قال : ( مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) النحل/ 97 .
    قال الشيخ عبد الرحمن السعدي – رحمه الله - :
    فمَن جمع بين الإيمان والعمل الصالح : ( فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ) وذلك بطمأنينة قلبه ، وسكون نفسه ، وعدم التفاته لما يشوش عليه قلبه ، ويرزقه الله رزقاً حلالاً طيِّباً من حيث لا يحتسب ، ( وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ ) في الآخرة ( أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) من أصناف اللذات مما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ، فيؤتيه الله في الدنيا حسنة ، وفي الآخرة حسنة . " تفسير السعدي " ( ص 448 ) .
    وأما الآخرون من الكفار والعصاة : فاسمع لقول الله تعالى في حقيقة حالهم حين قال : ( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ) طه/ 124 .
    قال ابن كثير – رحمه الله - :
    ( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي ) أي : خالف أمري ، وما أنزلته على رسولي ، أعرض عنه وتناساه ، وأخذ من غيره هداه : ( فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا ) أي : في الدنيا ، فلا طمأنينة له ، ولا انشراح لصدره بل صدره ضيق حَرَج لضلاله ، وإن تَنَعَّم ظاهره ، ولبس ما شاء ، وأكل ما شاء ، وسكن حيث شاء ، فإن قلبه ما لم يخلص إلى اليقين والهدى : فهو في قلق وحيرة ، وشك ، فلا يزال في ريبة يتردد ، فهذا من ضنك المعيشة .
    " تفسير ابن كثير " ( 5 / 322 ، 323 ) .
    فهل من الحكمة في شيء ، أو من العقل الصريح أن نترك ما فتح الله تعالى لنا من أبواب العبودية ، وشرفنا به من الإيمان به ، لأجل اغترارنا بحال أهل الكفر من السعة في الدنيا والرزق : (أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ * نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لا يَشْعُرُونَ)

    .................................................. ..

    يـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــارب
    انصر المسلمين في كل مكــــــــــــــان

  • #2
    رد: نعيم القلب

    بارك الله فيك حبيبي في الله ونفع بك

    تعليق


    • #3
      رد: نعيم القلب

      بارك الله فيك حبيبي

      " لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من النعيم لجالدونا عليه بالسيوف "

      { مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }

      أخــي ستنـيـر الـدمـاء الـظــلام ... وتـزرعــه رحــمــة وســــلام
      فيا سحب غطّـي شعـاع الهـلال ... سيـشـرق بـعـدك بـــدر الـتـمـام

      تعليق


      • #4
        رد: نعيم القلب

        و فيكم بارك الله أحبة الفضلاء
        و جمعنا في ظله يوم لا ظل إلا ظله
        .................................................. ..

        يـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــارب
        انصر المسلمين في كل مكــــــــــــــان

        تعليق


        • #5
          رد: نعيم القلب

          بارك الله فيك أُخي الحبيب ونفع بكم

          ---------------------

          قال ابن رجب رحمه الله: "فأفضل الناس من سلك طريق النبي صلى الله عليه وسلم وخواص أصحابه في الاجتهاد في الأحوال القلبية، فإن سفر الآخرة يقطع بسير القلوب لا بسير الأبدان".

          والقلب ـ يا عباد الله ـ هو موضع نظر الله سبحانه وتعالى من عبده، ففي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا: ((إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم)) . أخرجه مسلم في البر والصلة (4650).

          فيا لله العجب من أقوام صرفوا جلّ اهتمامهم في تحسين ظواهرهم، وغفلوا عن قلوبهم وأفئدتهم، وما أصدق ما قاله ابن القيم رحمه الله:
          فالفضل عند الله ليس بصورة الأعمال بل بحقائق الإيمان
          وبصلاح القلب ـ يا عباد الله ـ تصلح الأجساد، ففي الصحيحين من حديث النعمان بن بشير مرفوعًا: ((ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلَحت صلَح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب)) . أخرجه البخاري في الإيمان (50), ومسلم في المساقاة (2996).

          أيها المؤمنون بالله ورسوله............

          يا من ترجون الله والدار الآخرة، عليكم بحفظ قلوبكم وإصلاحها، وحسن النظر فيها، وبذل المجهود في استقامتها

          واعلموا أنه لن يتم لكم ما ترجونه من صلاح قلوبكم حتى تسلم قلوبكم من أربعة أمور:


          الأمر الأول: أن تسلم من الشرك صغيره وكبيره، فإنه من أعظم مفسدات القلوب، قال ابن القيم رحمه الله: "ولا صلاح له ـ أي: للقلب ـ إلا بتوجيه محبته وعبادته وخوفه ورجائه".
          الأمر الثاني: أن تسلم من البدعة ومخالفة السنة، فإن كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. فإذا امتلأ القلب بالبدع أظلم، وإذا أظلم مرض ولم يصح.
          الأمر الثالث: أن تسلم من الشبهات التي تزيغها وتحملها على اتباع الهوى والتكذيب بالحق.
          الأمر الرابع: أن تسلم من الشهوات التي تمرضها وتفسدها.

          على فكرة : الكلام اللي فات ده عاوز يتكتب بقلم على صفحات القلب لكي تسلم من أي داء يصيب قلبك وطبعا بإذن الله إنتوا كلكم عارفين علاج القلب ما إحنا قلناه قبل كده كتير جدا بس لو عاوزين ممكن نعيد بإذن الله

          بارك الله فيكم ونفع بكم
          وأقوال الرسول لنا كتابا وجدنا فيه أقصا مبتغانا
          وعزتنا بغير الدين ذل وقدوتنا شمائل مصطفانا
          صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم

          تعليق


          • #6
            رد: نعيم القلب

            بارك الله فيكم د مسلم
            أثريتم الموضوع و شرفتموه بمرورك الرائع
            .................................................. ..

            يـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــارب
            انصر المسلمين في كل مكــــــــــــــان

            تعليق

            يعمل...
            X