السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبى بعده .
كلمة قد تبدو للوهلة الأولى غير مفهومة أو مُبهمة لكنها للأسف الحقيقة :
هى لم تكن ثورة !!
دعونا نعود للوراء قليلاً ، حينما نزل الشعب يهتف بحقه فى العيش بعدالة وحرية وكرامة ، للأسف لم يكن يدرك هدف نزوله حينها !!
والدليل على هذا عندما سمع خطاب التنحى سارع الجميع إلى الرحيل من الميدان وهم يحسبون أن ثورتهم قد نجحت .
ودعونى أقول : إن كل من كان يعتقد أن أى ثورة من الثورات كانت بهدف إسقاط الحاكم ، فإنى أقول له ( فتش فى داخلك لتتأكد هل لديك عقل لتفكر به أم لا ) !!!
فالكل يعلم أن مبارك فى سنواته الأخيرة لم يكن سوى واجهة للحكم ، لم يكن سوى حاكم صورى للبلاد ، وأما من كان يحكمنا حقاً فهم من اصطنعوا حماية الثورة ؛ وفى الحقيقة كانوا هم من ينقضون عليها فى الخفاء .
ومن نظر فى تاريخ أى بلد من البلدان كان يحكمها العسكر يجد أن الحاكم ما هو إلا واجهة للحكم فقط وأن من يحكم هو المجلس العسكرى (مهما اختلفت المسميات ) .
ولنضرب مثال : إن النظام يشبه دائرة بها العديد من الحلقات ( الحاكم ، أعوانه ، فلول ، بلطجية ، فساد ، فقر ........... )
وكان الحاكم هو أضعف حلقة فى تلك الدائرة الكبيرة وكان من السهل إسقاطه .
ولا ننسى أبداً ما قاله الرجل الصادق حازم أبو إسماعيل ( إن المجلس العسكرى كان أمامه إما أن يسقط النظام كله وإما أن يسقط حسنى مبارك ليبقى النظام فأختار أن يسقط مبارك ليبقى النظام ) !!!
وها هو قد نجح فى الخطوة الأولى فى الثورة المضادة .
أما الخطو الثانية لم تكن واضحة بالنسبة لى وهى ( لماذا لم يتم تزوير الإنتخابات البرلمانية ) ؟
وكان الأجابة هى لجلب كره ونفور الشعب وعدم وثوقه فى أكبر قوة -الإسلاميين-
وبلا شك كانوا من أهم أسباب تفرق القوى بقصد أو بدون قصد ؛ وبسبب عدم الوعى والضحالة السياسية للشعب حدث ذلك بالفعل فقد تفاجأت بالكثير من الناس تقول ( هو المجلس عملنا إيه طول الفترة اللى فاتت ) وهو نفس ما حدث فى الماضى حينما كان مصطفى النحاس رئيساً لمجلس النواب وكان يُقر العديد من القوانين ولكن الملك (الهئية التنفيذية ) لم يكن يعبأ بها مما جلب نفور الناس من الكيان الوطنى الوحيد حينها ( الوفد ) .
وقد نجح المجلس العسكرى فى تلك الخطوة أيضاً .
الخطوة الثالثة : جس نبض وحدة الشعب القوى السياسية :
حدث ذلك عدة مرات ، ولكن أبرزها عندما تم التزوير ضد الشخص الذى كان بمثابة الكابوس الذى يقلقهم ليلاً و نهاراً ، الذى كان ولا زال كالأسد الهصور ( حازم صلاح أبو إسماعيل ) ولم يقف بجانبه أحد من القوى السياسية وحتى الإسلاميين (اخوان وسلفيين ) وحينها اطمئن المجلس إلى نجاحه بل وتفوقه فى تفرقة الشعب إلى أحزاب كل منها لا يهُمه إلا مصالحه ( كل حزب بما لديهم فرحون )
وتأتى الخطوة الرابعة وهى حل البرلمان والذى يعد إنقلاباً عسكرياً واضحاً ، رغم رفضى لذلك المسمى ؛ فالحكم كان لهم فى عهد مبارك (غير مباشر ) ثم تحول لهم صراحةً (بإنقلاب ) على الثورة
وصدق من قال : حاميها حراميها !!!!!
ونأتى إلى الخطوة الأخيرة وهى : إنتخابات الإعادة :
نحن أمام شخصين قد لا يبدوان مُقنعين إلى حد ما ولكن هل يُمكن بأى حل من الأحوال أن نساوى بين رجل نختلف معه سياسياً ، وبين رجل بيننا وبينه دماء الشهداء !!!!!
وأما توقعى عما سيحدث بعد الإنتخابات :
1 - فى حالة فوز شفيق سيكون الإنقلاب قد إكتمل وبالطبع لن يكون سوى واجهة للحكم فكيف بشخص نحتاج إلى خبراء فك الطلاسم لكى نستعين به لفهم كلام هذا الفشيق أن يحكمنا !
2 - فى حالة فوز الدكتور محمد مرسى :
وهو المتوقع عندى ، ولا يخفى عليكم أن من سيضع صلاحيات الرئيس القادم هو المجلس العسكرى ، وسوف يضع صلاحيات تعجيزية لا تُمكِّن مرسى من السيطرة وحل المشكلات بالصورة المطلوبة ، وسيقوم بإصطناع مشكلات وعقبات لا يستطيع الرئيس تجاوزها ؛ الأمر الذى سيؤدى إلى عدم ثقة الشعب فى مرسى وبالتى فى الإخوان والإسلاميين ؛ وحينها يظهر المجلس فى صورة المنقذ والفارس المغوار الذى سينقذ الشعب من إستبداد الإسلاميين وشرهم !!!
وفى النهاية أرى أن الحل يتمثل فى كلمة واحدة وهى :
لــــــــيــــــبـــــــيـــــا
---------
بالطبع هذا مجرد تحليل وتوقع لما يحدث قد يكون صحيحاً أو خاطئاً ، وقد تتفق أو تختلف معه .
(قل لايعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون )
ولكن يجب علينا أن نأخذ بالأسباب وننزل إلى الإنتخابات وننتخب د . مرسى فهو الأصلح بإذن الله .
نسأل الله أن يحفظ مصر وسائر بلاد المسلمين
اللهم اجعل مصر امناً اماناً وسائر بلاد المسلمين
اللهم ولى أمورنا خيارنا ولا تول امورنا شرارنا .
------
كتبه :
أبـو مـالـك مـحـمـد الـمـصـرى
تعليق