إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

دولة الاسلام في الأندلس - أمة مسلمة من الولادة حتى الفناء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    رد: دولة الاسلام في الأندلس - أمة مسلمة من الولادة حتى الفناء

    أعتذر لاخوتي الأحبة عن انقطاعي المفاجيء لظروف طارئة
    وأواصل بحول الله ما بدأت
    من أجمل ما سمعت


    تعليق


    • #17
      رد: دولة الاسلام في الأندلس - أمة مسلمة من الولادة حتى الفناء

      5
      أسبانيا قبيل الفتح
      كانت مملكة القوط في أسبانيا تعاني الضعف قبل الفتح العربي بكثير، وكان مجتمع أسبانيا يعاني صنوفاً من البؤس والشقاء وقد مزقته عصور الظلم المتوالية، ذلك أن القوط استأثروا لأنفسهم بالسيادة ولم يمتزجوا بأهل الجزيرة، وكانوا ينعمون بالضياع الواسعة والقصور المنيفة بينما كان سواد الشعب من الفلاحين والأرقاء رقيقي الحال، كما كان في ذلك المجتمع نفوذ كبير لأهل الدين ورجال الكنيسة وكان لهم تأثير كبير على الحكام والسادة رغم خشونتهم.
      أما الشعب فكان يعاني الحرمان والظلم والضرائب والعمل الشاق والسخرة وعليهم يقع عبء الحرب والدفاع عن الوطن إذ أن القوط قد فقدوا روحهم العسكرية بعد أن حلوا بدار السلم والدعة وفقدت جيوش الروم وحدتها وقوتها فصار من ينقمون على الوطن هم جنودهم وهم يؤثرون ممالأة العدو على مدافعته من شدة ما يلقونه من حكامهم من العسف والقهر.
      وكان يهود أسبانيا موضعاً للبغض ومعاناة الجور والاضطهاد من الكنيسة التي تحاول تنصيرهم بشتى السبل ، حتى فرض عليهم الملك سيزبوت 616م التنصر أو النفي أو المصادرة فاعتنق كثير منهم النصرانية كراهية ورياء ورغم ذلك توالت عليهم المحن فاعتزموا التآمر والثورة ولكن أمرهم كان قد افتضح قبل تمام نضجه في عهد الملك ايجيكا فقرر أن ينزع أملاكهم في سائر أسبانيا وأن يشردوا وأن يصيروا عبيداً للملك يهبهم لمن شاء وأن ينزع أبنائهم من السابعة ليربوا على النصرانية وألا يتزوج يهودي إلا بنصرانية ولا نصرانية إلا بيهودي فكان اليهود يرون في المسلمين الفاتحين ملائكة مما يدفعونه من جزية ضئيلة لترك الحرية لهم في ممارسة الشعائر مقابل ما لاقوه من القوط من الظلم الهائل.
      فخلف الملك وتيزا أباه الملك ايجيكا فرد لليهود امتيازاتهم وحاول الحد من سلطان الكنيسة وجمع السلطة في يده فحقد عليه الأحبار ودبروا لاسقاطه بالخروج والثورة ولكن وتيزا أخمد كل ثورة وهدم كل الحصون والمعاقل فزاد حقد خصومه عليه وأولهم دوق تيودفريد الذي نفاه أبوه لقرطبه وسمل عينيه وفي هذه الأثناء كان المسلمين يحاصرون سبتة 708م فأمد وتيزا حاكمها يوليان بأشجع الجند فاستغل خصومه فرصة ضعفه الداخلى ودبروا الثورة التي قادها الزعيم الجريء رودريجو أو رودريك أو لذريق ولد دوق تيودفريد وكان يتزعم حزب رجال الدين والأشراف وجمع جيشاً كبيراً ونادى بنفسه ملكاً على أسبانيا فخرج له وتيزا وقاتله فهزمه ردريك على خلاف بين قولين، الأول: أنه قتل وتيزا في الحرب، والثاني: أنه ظفر به فسمل عينيه انتقاما لأبيه، وخلاصة القول أن ردريك فاز بملك أسبانيا قبل 711م وهو عام الفتح الاسلامي لأسبانيا، وعلى أي حال استمر الصراع بين ردريك وولدي وتيزا سيزبوت وايفا ومعهما عمهما أوباس أسقف طليطلة ورأس الكنيسة الأسبانية ولكن ردريك كان يقظاً لهذه المؤامرات وإن بقى العرش يضطرب بالفتنة والثورة الكامنة.
      وكان من أشد خصوم ردريك يوليان حاكم سبتة ذلك وأنه كان يرتبط بقوة مع بلاط القوط ولكنه كان له ابنة بارعة الحسن تدعى فلورندا أرسلها للبلاط لتلقى التعليم والتربية اللازمين فاغتصبها ردريك، فأقسم أن ينتقم، وكان سيزبوت وايفا ولدي وتيزا قد اتصلا به واتفقاً على على الاستنصار بالمسلمين واعانتهم على غزو اسبانيا، الأمر الذي تشيد به الرواية الاسلامية وتؤكد على دور يوليان في الفتح، كما تشنعه الرواية النصرانية وتعتبره خيانة للوطن.
      والراجح أن تدخل يوليان كان من أهم العوامل التي أعانت المسلمين على فتح أسبانيا والقضاء على القوط فيما بعد.
      وهذا ما سنتمه في المقالة التالية بإذن الله

      من أجمل ما سمعت


      تعليق


      • #18
        رد: دولة الاسلام في الأندلس - أمة مسلمة من الولادة حتى الفناء

        بارك الله فيكم ونتابع بإذن الله
        وفقكم الله وسددكم
        وأقوال الرسول لنا كتابا وجدنا فيه أقصا مبتغانا
        وعزتنا بغير الدين ذل وقدوتنا شمائل مصطفانا
        صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم

        تعليق


        • #19
          رد: دولة الاسلام في الأندلس - أمة مسلمة من الولادة حتى الفناء

          أخي الحبيب dr_Muslim شكراً لك على تشريف موضوعي بقراءتك
          جمعنا الله وإياك في جنة الفردوس
          أحبك في الله
          من أجمل ما سمعت


          تعليق


          • #20
            رد: دولة الاسلام في الأندلس - أمة مسلمة من الولادة حتى الفناء

            بارك الله فيكم ونفع بكم
            .................................................. ..

            يـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــارب
            انصر المسلمين في كل مكــــــــــــــان

            تعليق


            • #21
              6-على درب الفتح

              6

              على درب الفتح

              أتم العرب فتح المغرب الأقصى بحيازتهم لطنجة وأشرفت جيوشهم على عدوة الأندلس ولم يبق هناك إلا سبتة التي يحكمها يوليان وكانت قد صمدت لمنعتها وقوة حاكمها، وبينا موسى بن نصير يرقب الفرص ويتربص الدوائر حتى يدخل سبتة إذا برسول يوليان يفد على موسى يعرض عليه تسليم المدينة بل ودعوه لدخول أسبانيا، فتفاوض موسى مع يوليان بالمراسلة ويقال أنهما تلاقيا في سبتة أو على سفينة في البحر، فلما رأي موسى سهولة الأمر وما عرض عليه من تسليم سبتة وباقي المعاقل ثم نقل المسلمين بسفنه للأندلس وارشاده، علم أن الفوز ميسور بأمر الله، ولكنه لم يقطع في الأمر حتى كاتب الخليفة الوليد بن عبد الملك بن مروان، فأجابه إلى أن يختبر الأندلس بالسرايا وألا يزج المسلمين إلى أهوال البحر، على أن المسلمين كانوا قد خاضوا البحر قبل ذلك منذ ذات الصواري 34هـ ثم غزو صقلية وسردينيا وأخيرا جزائر البليار، وكان بحر الزقاق (وهو ما كان يسمى به مضيق جبل طارق من قبل) مجازا يسير العبور.وبقى موسي يعد العدة للفتح.
              والراجح أن يوليان عندما دعا موسى للعبور للأندلس لم يقصدوا أن يملك المسلمون أسبانيا ولكنهم عنوا أن يتخلصوا من ردريك واسقاطه ولعله كان يظن أن العرب المسلمون إذا امتلأت أيديهم من أسلاب الأندس قفلوا لأفريقية وصفت لهم الأندلس، وكان موسى من ناحية أخرى يظهر ليوليان أنه لا يقصد ملك أسبانيا وإنشاء دولة مسلمة في أوروبا ، وإنما كان يظهر أنه لا يريد سوى المجد والغنائم، على أي حال فقد أطاع الخليفة، وبدأ مشاريع الفتح بإرسال سرية من خمسمائة مقاتل منهم مائة فارس بقيادة ضابط بربري هو طريف بن مالك وعبروا في أربع من سفن يوليان إلى البقعة المقابلة التي سميت جزيرة طريف وكان ذلك في رمضان 91هـ / يوليو710م وجاست الحملة في الجزيرة الخضراء بإرشاد يوليان فقوبلت بالاكرام والترحيب وأصابت كثيراً من الغنائم ، ولما عاد قص على موسى ذلك فاستبشر بالفوز وأيقن ببلوغ الغاية فجد في اتخاذ الأهبة.
              وفي رجب 92هـ / أبريل 711م جهز موسى جيشا من العرب والبربر قوامه 7000 مقاتل وجعل علية طارقاً بن زياد الليثي وكان حاكما لطنجة ويقال أنه فارسي من همذان ويقال أنه من بطون نفزةوهي ارجح،وأول المسلمين في نسبه جده عبد الله، وكان طارقاً رجلا أشقر طويلا بعينيه حول وبيده شل، ولكنه كان جندياً عظيماً ظهرت شجاعته في غزوات الأندلس، فعبر البحر ونزل عند الصخرة التي سميت بصخرة طارق في يوم الاثنين الخامس من رجب 92هـ / 27 أبريل 711م.

              ونتم بإذن الله في المقالة التالية


              من أجمل ما سمعت


              تعليق


              • #22
                7- الفتح

                أولاً أعتذر لاخوتي عن طول الانقطاع وذلك لانشغالي في العمل وأواصل بإذن الله ما بدأته من التاريخ المشرق والمؤسي للأندلس
                7
                الفتح
                اخترق طارق بن زياد غرب الجزيرة الخضراء وزحف على قلاعها وهزم واليها تيودومير وهزم قوات القوط التي تصدت له، فلما بلغ الخبر ولاة الولايات القريبة عجلوا بالاستغاثة ببلاط طليطلة، وكان ردريك مشغولاً بحرب الخوارج في شمال أسبانيا فهرول إلى طليطلة شاعراً بالخطر الفادح، وبعث بقائد له يسمى اديكو لرد المسلمين حتى يستكمل أهبته، فهزمه طارق واخترق الفرنتيرة La frontera وهي وسط وغرب الجنوب الأسباني قاصدا طليطلة، وبالرغم من الحقد والاختلاف الشديد بين أحزاب القوط المختلفة كما سبق توضيحه إلا أن الجميع اعتصموا بشيء من التوحد إزاء الخطر، وجمع ردريك يوئذ معه معظم أمراء وأشراف وأساقفة طليطلة، وحشد الجند من سائر الأراضى حتى بلغ حشده 90 أو 100 ألف مقاتل وسار جنوبا للقاء طارق بن زياد، فلما وقف طارق على أمر هذه الأهبة بعث يطلب المدد من موسى، فأجابه بخمسة آلاف أخرى فبلغ جيش المسلمين 12 ألف مقاتل وانضم لهم يوليان في قليل من قواته.
                وكان القوط أضعاف المسلمين وكانت المعركة في أرض وعرة، ولكن طارق تقدم إلى الموقعة الحاسمة متوكلاً على الله، وكانت المعركة في يوم الأحد 28 رمضان 92هـ / 17 يوليو 711م،وتناوش الفريقان ثلاثة أيام حتى التحما في اليوم الرابع في معركة عامة استمرت أربعة أيام بين الجيش النصراني الضخم ولكنه متفكك وبين القوات المسلمة القليلة المتماسكة ولعب وجود الأسقف أوباس ويوليان في صفوف المسلمين دوراً كبيراً في بث الفوضى في جيش القوط وانحسمت المعركة في يومها السابع وانجلي الغبار عن هزيمة القوط هزيمة مروعة، ويقال أن ردريك قتل فيها، أو فر وغرق في النهر ، أو سار إلى البرتغال مختفياً أو أن طارقاً قتله وبعث برأسه لموسى بن نصير فبعث بها موسى للخليفة في دمشق.
                أما ما يذكر عن خطبة طارق الشهيرة وقصة حرق السفن فإنها لا تثبت وهي باطلة على أغلب الأقوال ولا تصح نسبتها له على كونه بربريا ليس عربي اللسان ولا فصيح القول ولا عريق الاسلام.
                وبعد،
                فلما هزم القوط تفرقوا ثم اجتمعوا عند استجة في محاولة أخيرة لرد المسلمين فهزموا ثانية، وسار طارق إلى الشمال متجها لطليطلة..
                ونتم في المقالة التالية بفضل الله
                من أجمل ما سمعت


                تعليق

                يعمل...
                X