كيف نتوب؟!
يا من أبعدته الخطايا عنهم.. إذا أردت لحاقهم
فهذه وصيتي:
لابد والله من قلق وحرقة
إما في زاوية التعبد.. وإما في هاوية الطرد
إما أن تحرق قلبك بنار الندم على التقصير
والشوق الى لقاء الحبيب..
وإلا فنار جهنم أشد حرا..
القلق.. القلق يا من سلب قلبه..
البكاء.. البكاء يا من عظم ذنبه..
كيف نتوب؟؟
إخوتي .. تعالوا الى التوبة ندق بابها.. ونستفتح مغاليقها..
أولا: حقيقة التوبة:
هي الرجوع الى الله.. ولا يصح الرجوع ولا يتم إلا بمعرفة الرب.. كما ذكرناه من قبل.. بمعرفة أسمائه وصفاته.. وآثاره في النفس.. ولا يصح الرجوع إلا بأن تعرف أنك كنت فارّا من الله... أسيرا في قبضة دوك.. أن تعرف إنك لكي تتوب.. فلا بد لك من اليقين.. اليقين بأنك ما وقعت في مخالب عدوك إلا بسبب جهلك بربك.. وجرأتك عليه..
لا بد للتائب أن يعرف كيف جهل ومتى جهل..
لا بد للتائب أن يعلم كيف وقع أسيرا ومتى وقع..
لا بد للتائب أن يؤمن أن التوبة إنما هي عملية شاقة.. تحتاج الى مجهود كبير.. ويقظة تامة.. للتخلص من العدو.. والرجوع والفرار الى الرب.. الرحمن الرحيم.. والعودة من طريق الهلاك الذي أخذه اليه عدوه..
لا بد أن تعرف أيها التائب.. مقدار الخطوات التي قطعتها بعيدا عن الله.. وتعود اليه بعددها..
لا بد أن تعرف المجهود والعقبات التي لا بد لك من اقتحامها للعودة الى الصراط المستقيم..
لا بد أن تعرف أيها التائب.. انك إنما أوتيت من قبل نفسك.. وبسبب متابعتك لهواك..
لا بد أن تعرف أيها التائب.. إنك أوتيت من قبل غفلتك عن الله.. وعدم اعتصامك بحبله..
ولا بد أن تعرف أيها التائب.. إنك إنما أتيت من قبل حسن ظنك بنفسك.. وعدم توبيخك لها عندما تأمرك بالسوء.. عندما استأسدت عليك ولم تردعها.. فظننت أن مكانك عند الله سبحانه وتعالى حال لمعصية.. هو حالك وأنت على الطاعة.. ولم تدر ساعتها هل يؤاخذ الحبيب بما لا يؤاخذ به غيره.. أم أنه يسامح بما لم يسامح فيه غيره..
إنّ من يدخن ويظن أن السيجارة تهدئ أعصابه.. يدخله حسن الظن بالسيجارة وتنسيه نفسه أنه إذا أمسك المصحف فإنّ أعصابه.. وقلبه.. وشيطانه.. وكل ما فيه يهدأ.. تنسيه أن يذكر الله.. فإذا ذكر الله عصمه من شيطان غضبه. وأدخله في حصنه.. وذكره فيمن عنده.. فإذا نسي.. عندها يكله الله الى نفسه فتسوء خاتمته..
لا بد أن تعرف يقينا بأن الله عندما وكلك لنفسك.. فهذا يسبب سقوطك من عينه فهل تقوى على أن تسقط من عين الله..
أخي التائب.. إذا تبين لك ذلك.. وعرفت أنه في طاعة نفسك عطبك وهلاكك يوم ميعادك.. وان في عصيانها نجاتك في آخرتك..
إذا عرفت أن نفسك قد اعتادت سلوك طريق هلكتها.. وألفت طول النفور والاشمئزاز عما يرضي ربك ومولاك..
تعليق