اخواني في الله
احبكم في الله
في ظل الهجوم الشديد من الغرب والدول الغربية على رسول الله حيث انهم لم يعرفوا رسولنا الكريم ولا صفاته وشمائله الكريمة كانت هناك مسابقة جميلة من مسجد العزيز بالله للدفاع عن رسول الله باعداد بحث للدفاع عن رسول الله وكنت قد اعددت بحث اسميته هذا هو نبي الاسلام نبي الرحمة وهو بحث لا يتكلم عن السيرة النبوية شاملة حيث ان السيرة النبوية الشاملة لرسول الله صلى الله عليه وسلم انما تحتاج الى مجلدات ومجلدات.
ولهذا فقد ركز البحث وركزت في كلامي على احوال العرب والعالم قبل الاسلام وكيف جاءت الرحمة المهداة الى العالم لتخرجهم من الظلمات الى النور وتخرجهم من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد.
وعلى حياته وشمائله الكريمة وصفاته الكريمة واخلاقه الكريمة واراء بعض الغرض فيه
ولي طلب بسيط حيث وجدت هنا في المنتدى منتديات ترجمة الى الغرب وموجهة بالانجليزية ولغات اخرى فإن استطاع احد القائمين على هذه الاقسام ان يترجم هذا الموضوع وينقله لتعم الفائدة الى الغرب وإلى الاخوة الاجانب الذين لا يعرفون العربية حتى تعم الفائدة ويعرف الغرب صفات وشمائل واخلاق رسولنا الكريم والافتراءات التي تعد على هذا النطاق فيكون قد جزاه الله خيرا
واليكم البداية واتكركم مع اول جزء من البحث وهو حال الجزيرة العربية قبل الاسلام لنعرف كيف كانوا يعيشون في ظلام دامس وما الذي قام به الاسلام بعد ذلك والخدمات الجليلة التي جاء بها والخير العظيم الذي جاء به للعالمين حيث قال الله عنه انه رحمة للعالمين لكل العالم الانس والجان وجميع العوالم ايضا.
اترككم مع بداية البحث وانتظر تعليقات اخواني الكرام عن الافادة التي استفادوها وارائهم ومشاركاتهم حتى يثروا الموضوع وحتى تعم الفائدة ونرجو النقل والنشر لجميع من تعرفونهم حتى يعم الثواب والاجر للجميع جعله الله في ميزان حسناتنا وحسناتكم
الفصل الاول
*الجزيرة العربية والعالم قبل بعثته صلى الله عليه وسلم
حالة الجزيرة العربية قبل البعثة:
كانت الجزيرة العربية تعيش في أحط حالات انعدام الأخلاق البشرية. فلو عدنا بذاكرتنا إلى الوراء، حيث الزمن الذي سبق بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، لوجدنا ما يشيب له شعر الوليد من هول ما كان سائدا.
من أبشع ما يمكن أن يتصوره العقل، تلك الأمور التي كانت تحدث في ربوع الجزيرة العربية من وأد للبنات!
بأي ذنب تضيع تلك الروح التي لم يكن يعبأ بها المجتمع، ولا يلقي لها بالا، ولا يضعها في حسبانه؟ تلك الروح التي كانت تفقد حياتها لأنها ليست ذكرا. ومن الذي كان يسلبها حياتها! إنه أبوها!
أي قسوة تلك وأي انحراف أخلاقي هذا، حين يئد الأب فلذة كبده بيديه؟!
لقد كان الرجال في الجزيرة العربية يكرهون إنجاب الإناث، ويعتريهم الهم والضيق حين يشاء الله أن يرزقهم بأنثى.
يقول الله عز وجل مصورا لهذه الصورة البشعة:
"وإذا بُشِّرَ أحدُهم بالأنثى ظلَّ وجهُهُ مُسوّداً وهوكظيم يتوارى مِن القوم مِنْ سُوءِ ما بُشِّر به أيمسِكُهُ عَلى هُون أمْ يَدسُّهُفي التُراب ألا ساء ما يحكمونَ." (سورة النحل 59).
وقد ذكر ابن الأثير في كتابه «أُسد الغابة» في مادة: قيس: أن النبيـ صلى الله عليه وآله وسلم ـسأل قيساً عن عدد البنات اللاتي وأدهنَّ في الجاهلية: فأجاب قيسٌ بأنه وأداثنتي عشرة بنتاً له.
وقد افتخر «الفرزدق» بإحياء جدِّه للموؤدات في كثير منشعره إذ قال:
ومنّا الّذي منَع الوائدات وأحيا الوئيد فلميُوأد
هذا، ولم يقتصر الوضع على ذلك الحد، بل انتشرت المهانة للمرأة في المجتمع الجاهلي. كانت المراة كسقط المتاع إذا مات زوجها، أصبحت إرثا لقرابته يفعل فيها ما يشاء. فربما تزوجها لو كانت امرأة ذات حسن وجمال، أو ترد عليه الصداق الذي أخذته من زوجها الميت، أو ربما حبسها حتى الموت، إن لم يكن له حاجة في الزواج منها.
وأما المرأة المطلقة، فلم يكن من حقها أن تتزوج برجل آخر، إلا بعدما يأذن لها مطلقها، وربما أعجبه وأرضاه أن يتركها هكذا تعاني في حياتها نكاية بها. وإذا أذن لها، فيكون ذلك مقابل أن يأخذ منها مهرها الذي يهبه لها زوجها الثاني.
لم تكن المرأة كذلك تتمتع في هذا المجتمع بأي من الحقوق المالية، فلم تكن ترث ولم يكن لها ذمة مالية مستقلة.
ومن ناحية أخرى، كانت الأحقاد والكراهية والعصبية الجاهلية هي الأخلاق السائدة آنذاك بين قبائل العرب. فقد كانت رحى الحرب دائرة لسنوات عديدة بين الأوس والخزرج وهم الذين يقطنون المدينة نفسها ويتجاورون، إلا أنهم خضعوا لأحقاد النفس وسوء الخلق، فأصبحوا أشد الناس عداوة لبعضهم بعضا.
وكانت الأطماع المادية هي المسيطرة على عقول العرب، فانتشرت عادة النهب والإغارة على القبال الأخرى.
هذه حال المجتمع العربي آنذاك. أما من ناحية الدين والعبادة، فلم يكونوا أحسن حالا من وضعهم في الأخلاق والعلاقات الاجتماعية. فقد كانوا يعبدون ما ينحتون. ترى الرجل منهم ذا القوة والجاه والمكانة، يعبد حجرا ويتوسل إليه، ويضعه نصب عينيه في داره، بل ترى هذا الحجر الأصم، أغلى لديه من بعض ولده. وربما صنع الرجل منهم صنما من العجوة، حتى إذا اشتد به الجوع، أكله وكأنه لم يكن يتذلل إليه منذ قليل!
وكانت العبادات متنوعة بين القبائل؛ فمنهم من يعبد الشمس كحمير، ومنهم من يعبد الجن كخزاعة، ومنهم من يعبد القمر ككنانة. وكانت القبائل تعبد الكواكب؛ لكل قبيلة كوكب تعبده، وكأنه هو الذي خلقها!
أما الغالبية العظمى من أهل الجزيرة العربية، فقد كانت تعبد ما يزيد على ثلاثمائة وستينصنماً. وكانت قريش التي بها البيت الحرام، تتاجر بالدين وتجعله مصدرا أساسيا من مصادر الدخل القومي لديها، فكانت تتخذ حول الكعبة العديد والعديد من الأصنام، يستغلون بها الناس، ليعبدوا هذه الحجارة، وتزداد وارداتهم التجارية والمادية إثر هذه العبادة.
أما معاملة الرجل مع أخيه وأبناء عمه وعشيرته فقد كانت موطدة قوية، فقد كانوا يحيون للعصبية القبلية ويموتون لها، وكانت روح الاجتماع سائدة بين القبيلة الواحدة تزيدها العصبية، وكان أساس النظام الاجتماعي هو العصبية الجنسية والرحم، وكانوا يسيرون على المثل السائر : ( انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا ) على المعنى الحقيقي من غير التعديل الذي جاء به الإسلام؛ من أن نصر الظالم كفه عن ظلمه، إلا أن التنافس في الشرف والسؤدد كثيرًا ما كان يفضى إلى الحروب بين القبائل التي كان يجمعها أب واحد، كما نرى ذلك بين الأوس والخزرج، وعَبْس وذُبْيان، وبَكْر وتَغْلِب وغيرها .
أما العلاقة بين القبائل المختلفة فقد كانت مفككة الأوصال تمامًا، وكانت قواهم متفانية في الحروب، إلا أن الرهبة والوجل من بعض التقاليد والعادات المشتركة بين الدين والخرافة ربما كان يخفف من حدتها وصرامتها . وأحيانًا كانت الموالاة والحلف والتبعية تفضى إلى اجتماع القبائل المتغايرة . وكانت الأشهر الحرم رحمة وعونًا لهم على حياتهم وحصول معايشهم . فقد كانوا يأمنون فيها تمام الأمن؛ لشدة التزامهم بحرمتها، يقول أبو رجاء العُطاردي : إذا دخل شهر رجب قلنا : مُنَصِّلُ الأسِنَّة؛ فلا ندع رمحًا فيه حديدة ولا سهمًا فيه حديدة إلا نزعناه، وألقيناه شهر رجب . وكذلك في بقية الأشهر الحرم.
وقصارى الكلام أن الحالة الاجتماعية كانت في الحضيض من الضعف والعماية، فالجهل ضارب أطنابه، والخرافات لها جولة وصولة، والناس يعيشون كالأنعام، والمرأة تباع وتشترى وتعامل كالجمادات أحيانا، والعلاقة بين الأمة واهية مبتوتة، وما كان من الحكومات فجُلُّ همتها ملء الخزائن من رعيتها أو جر الحروب على مناوئيها .
بعض احوالهم الاجتماعية الاخرى سوى ما تقدم:
كانت حياة الجاهلية حياة شر، فقد قتل اهل الجاهلية النفس التي حرم الله، ودعوا مع الله الهة اخرى، واتو الفواحش.
وكانوا يقطعون الارحام، ويسيئون الجوار، ويأكل القوي منهم الضعيف. وكان بعضهم ينتزي على ارض بعض.
وكان احدهم يصحب قوما فيقتلهم، ويأخذ اموالهم.
ومن الامور التي تفشت فيهم، الفخر في الاحساب، والطعن في الانساب.
وكان فيهم الحلاف المهين، الهماز المشاء بالنميمة، المناع للخير، المعتد الاثيم، العتل الزنيم.
ومن اخلاقهم ان من سب الرجال سب ابوه وامه. وكان احدهم يسب اخاه، فيعيره بامه.
وكان عندهم جفاء في الفعل والقول، حتى انهم يلتهمون الجارية بالسرقة بدون بينة، اذا فقدوا شيئا، فيعذبوونها، ويفتشونها، حتى يفتشواقبقبلها وهي بريئة.
وكانوا يسيبون العبيد، أي يعتقونهم سائبة.
ومن افعالهم ، الوسم في الوجه بالنار للابل ونحوها.
الحالة الاقتصادية
أما الحالة الاقتصادية، فتبعت الحالة الاجتماعية، ويتضح ذلك إذا نظرنا في طرق معايش العرب. فالتجارة كانت أكبر وسيلة للحصول على حوائج الحياة، والجولة التجارية لا تتيسر إلا إذا ساد الأمن والسلام، وكان ذلك مفقودًا في جزيرة العرب إلا في الأشهر الحرم، وهذه هي الشهور التي كانت تعقد فيها أسواق العرب الشهيرة من عُكاظ وذي المجَاز ومَجَنَّة وغيرها .
وأما الصناعات فكانوا أبعد الأمم عنها، ومعظم الصناعات التي كانت توجد في العرب من الحياكة والدباغة وغيرها كانت في أهل اليمن والحيرة ومشارف الشام، نعم، كان في داخل الجزيرة شيء من الزراعة والحرث واقتناء الأنعام، وكانت نساء العرب كافة يشتغلن بالغزل، لكن كانت الأمتعة عرضة للحروب، وكان الفقر والجوع والعرى عامًا في المجتمع .[1]
[1]-الرحيق المختوم – للكاتب صفي الرحمن المباركفوري
متجدد ان شاء الله وسوف استكمل معكم في المرات القادمة بإذن الله انتظرونا وشاركونا
اللهم اعننا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم اهدنا واهدي بنا واجعلنا سببا لمن اهتدى
اللهم انصر الاسلام واعز المسلمين وانصر اخواننا في سوريا وفلسطين
احبكم في الله
في ظل الهجوم الشديد من الغرب والدول الغربية على رسول الله حيث انهم لم يعرفوا رسولنا الكريم ولا صفاته وشمائله الكريمة كانت هناك مسابقة جميلة من مسجد العزيز بالله للدفاع عن رسول الله باعداد بحث للدفاع عن رسول الله وكنت قد اعددت بحث اسميته هذا هو نبي الاسلام نبي الرحمة وهو بحث لا يتكلم عن السيرة النبوية شاملة حيث ان السيرة النبوية الشاملة لرسول الله صلى الله عليه وسلم انما تحتاج الى مجلدات ومجلدات.
ولهذا فقد ركز البحث وركزت في كلامي على احوال العرب والعالم قبل الاسلام وكيف جاءت الرحمة المهداة الى العالم لتخرجهم من الظلمات الى النور وتخرجهم من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد.
وعلى حياته وشمائله الكريمة وصفاته الكريمة واخلاقه الكريمة واراء بعض الغرض فيه
ولي طلب بسيط حيث وجدت هنا في المنتدى منتديات ترجمة الى الغرب وموجهة بالانجليزية ولغات اخرى فإن استطاع احد القائمين على هذه الاقسام ان يترجم هذا الموضوع وينقله لتعم الفائدة الى الغرب وإلى الاخوة الاجانب الذين لا يعرفون العربية حتى تعم الفائدة ويعرف الغرب صفات وشمائل واخلاق رسولنا الكريم والافتراءات التي تعد على هذا النطاق فيكون قد جزاه الله خيرا
واليكم البداية واتكركم مع اول جزء من البحث وهو حال الجزيرة العربية قبل الاسلام لنعرف كيف كانوا يعيشون في ظلام دامس وما الذي قام به الاسلام بعد ذلك والخدمات الجليلة التي جاء بها والخير العظيم الذي جاء به للعالمين حيث قال الله عنه انه رحمة للعالمين لكل العالم الانس والجان وجميع العوالم ايضا.
اترككم مع بداية البحث وانتظر تعليقات اخواني الكرام عن الافادة التي استفادوها وارائهم ومشاركاتهم حتى يثروا الموضوع وحتى تعم الفائدة ونرجو النقل والنشر لجميع من تعرفونهم حتى يعم الثواب والاجر للجميع جعله الله في ميزان حسناتنا وحسناتكم
الفصل الاول
*الجزيرة العربية والعالم قبل بعثته صلى الله عليه وسلم
حالة الجزيرة العربية قبل البعثة:
كانت الجزيرة العربية تعيش في أحط حالات انعدام الأخلاق البشرية. فلو عدنا بذاكرتنا إلى الوراء، حيث الزمن الذي سبق بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، لوجدنا ما يشيب له شعر الوليد من هول ما كان سائدا.
من أبشع ما يمكن أن يتصوره العقل، تلك الأمور التي كانت تحدث في ربوع الجزيرة العربية من وأد للبنات!
بأي ذنب تضيع تلك الروح التي لم يكن يعبأ بها المجتمع، ولا يلقي لها بالا، ولا يضعها في حسبانه؟ تلك الروح التي كانت تفقد حياتها لأنها ليست ذكرا. ومن الذي كان يسلبها حياتها! إنه أبوها!
أي قسوة تلك وأي انحراف أخلاقي هذا، حين يئد الأب فلذة كبده بيديه؟!
لقد كان الرجال في الجزيرة العربية يكرهون إنجاب الإناث، ويعتريهم الهم والضيق حين يشاء الله أن يرزقهم بأنثى.
يقول الله عز وجل مصورا لهذه الصورة البشعة:
"وإذا بُشِّرَ أحدُهم بالأنثى ظلَّ وجهُهُ مُسوّداً وهوكظيم يتوارى مِن القوم مِنْ سُوءِ ما بُشِّر به أيمسِكُهُ عَلى هُون أمْ يَدسُّهُفي التُراب ألا ساء ما يحكمونَ." (سورة النحل 59).
وقد ذكر ابن الأثير في كتابه «أُسد الغابة» في مادة: قيس: أن النبيـ صلى الله عليه وآله وسلم ـسأل قيساً عن عدد البنات اللاتي وأدهنَّ في الجاهلية: فأجاب قيسٌ بأنه وأداثنتي عشرة بنتاً له.
وقد افتخر «الفرزدق» بإحياء جدِّه للموؤدات في كثير منشعره إذ قال:
ومنّا الّذي منَع الوائدات وأحيا الوئيد فلميُوأد
هذا، ولم يقتصر الوضع على ذلك الحد، بل انتشرت المهانة للمرأة في المجتمع الجاهلي. كانت المراة كسقط المتاع إذا مات زوجها، أصبحت إرثا لقرابته يفعل فيها ما يشاء. فربما تزوجها لو كانت امرأة ذات حسن وجمال، أو ترد عليه الصداق الذي أخذته من زوجها الميت، أو ربما حبسها حتى الموت، إن لم يكن له حاجة في الزواج منها.
وأما المرأة المطلقة، فلم يكن من حقها أن تتزوج برجل آخر، إلا بعدما يأذن لها مطلقها، وربما أعجبه وأرضاه أن يتركها هكذا تعاني في حياتها نكاية بها. وإذا أذن لها، فيكون ذلك مقابل أن يأخذ منها مهرها الذي يهبه لها زوجها الثاني.
لم تكن المرأة كذلك تتمتع في هذا المجتمع بأي من الحقوق المالية، فلم تكن ترث ولم يكن لها ذمة مالية مستقلة.
ومن ناحية أخرى، كانت الأحقاد والكراهية والعصبية الجاهلية هي الأخلاق السائدة آنذاك بين قبائل العرب. فقد كانت رحى الحرب دائرة لسنوات عديدة بين الأوس والخزرج وهم الذين يقطنون المدينة نفسها ويتجاورون، إلا أنهم خضعوا لأحقاد النفس وسوء الخلق، فأصبحوا أشد الناس عداوة لبعضهم بعضا.
وكانت الأطماع المادية هي المسيطرة على عقول العرب، فانتشرت عادة النهب والإغارة على القبال الأخرى.
هذه حال المجتمع العربي آنذاك. أما من ناحية الدين والعبادة، فلم يكونوا أحسن حالا من وضعهم في الأخلاق والعلاقات الاجتماعية. فقد كانوا يعبدون ما ينحتون. ترى الرجل منهم ذا القوة والجاه والمكانة، يعبد حجرا ويتوسل إليه، ويضعه نصب عينيه في داره، بل ترى هذا الحجر الأصم، أغلى لديه من بعض ولده. وربما صنع الرجل منهم صنما من العجوة، حتى إذا اشتد به الجوع، أكله وكأنه لم يكن يتذلل إليه منذ قليل!
وكانت العبادات متنوعة بين القبائل؛ فمنهم من يعبد الشمس كحمير، ومنهم من يعبد الجن كخزاعة، ومنهم من يعبد القمر ككنانة. وكانت القبائل تعبد الكواكب؛ لكل قبيلة كوكب تعبده، وكأنه هو الذي خلقها!
أما الغالبية العظمى من أهل الجزيرة العربية، فقد كانت تعبد ما يزيد على ثلاثمائة وستينصنماً. وكانت قريش التي بها البيت الحرام، تتاجر بالدين وتجعله مصدرا أساسيا من مصادر الدخل القومي لديها، فكانت تتخذ حول الكعبة العديد والعديد من الأصنام، يستغلون بها الناس، ليعبدوا هذه الحجارة، وتزداد وارداتهم التجارية والمادية إثر هذه العبادة.
أما معاملة الرجل مع أخيه وأبناء عمه وعشيرته فقد كانت موطدة قوية، فقد كانوا يحيون للعصبية القبلية ويموتون لها، وكانت روح الاجتماع سائدة بين القبيلة الواحدة تزيدها العصبية، وكان أساس النظام الاجتماعي هو العصبية الجنسية والرحم، وكانوا يسيرون على المثل السائر : ( انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا ) على المعنى الحقيقي من غير التعديل الذي جاء به الإسلام؛ من أن نصر الظالم كفه عن ظلمه، إلا أن التنافس في الشرف والسؤدد كثيرًا ما كان يفضى إلى الحروب بين القبائل التي كان يجمعها أب واحد، كما نرى ذلك بين الأوس والخزرج، وعَبْس وذُبْيان، وبَكْر وتَغْلِب وغيرها .
أما العلاقة بين القبائل المختلفة فقد كانت مفككة الأوصال تمامًا، وكانت قواهم متفانية في الحروب، إلا أن الرهبة والوجل من بعض التقاليد والعادات المشتركة بين الدين والخرافة ربما كان يخفف من حدتها وصرامتها . وأحيانًا كانت الموالاة والحلف والتبعية تفضى إلى اجتماع القبائل المتغايرة . وكانت الأشهر الحرم رحمة وعونًا لهم على حياتهم وحصول معايشهم . فقد كانوا يأمنون فيها تمام الأمن؛ لشدة التزامهم بحرمتها، يقول أبو رجاء العُطاردي : إذا دخل شهر رجب قلنا : مُنَصِّلُ الأسِنَّة؛ فلا ندع رمحًا فيه حديدة ولا سهمًا فيه حديدة إلا نزعناه، وألقيناه شهر رجب . وكذلك في بقية الأشهر الحرم.
وقصارى الكلام أن الحالة الاجتماعية كانت في الحضيض من الضعف والعماية، فالجهل ضارب أطنابه، والخرافات لها جولة وصولة، والناس يعيشون كالأنعام، والمرأة تباع وتشترى وتعامل كالجمادات أحيانا، والعلاقة بين الأمة واهية مبتوتة، وما كان من الحكومات فجُلُّ همتها ملء الخزائن من رعيتها أو جر الحروب على مناوئيها .
بعض احوالهم الاجتماعية الاخرى سوى ما تقدم:
كانت حياة الجاهلية حياة شر، فقد قتل اهل الجاهلية النفس التي حرم الله، ودعوا مع الله الهة اخرى، واتو الفواحش.
وكانوا يقطعون الارحام، ويسيئون الجوار، ويأكل القوي منهم الضعيف. وكان بعضهم ينتزي على ارض بعض.
وكان احدهم يصحب قوما فيقتلهم، ويأخذ اموالهم.
ومن الامور التي تفشت فيهم، الفخر في الاحساب، والطعن في الانساب.
وكان فيهم الحلاف المهين، الهماز المشاء بالنميمة، المناع للخير، المعتد الاثيم، العتل الزنيم.
ومن اخلاقهم ان من سب الرجال سب ابوه وامه. وكان احدهم يسب اخاه، فيعيره بامه.
وكان عندهم جفاء في الفعل والقول، حتى انهم يلتهمون الجارية بالسرقة بدون بينة، اذا فقدوا شيئا، فيعذبوونها، ويفتشونها، حتى يفتشواقبقبلها وهي بريئة.
وكانوا يسيبون العبيد، أي يعتقونهم سائبة.
ومن افعالهم ، الوسم في الوجه بالنار للابل ونحوها.
الحالة الاقتصادية
أما الحالة الاقتصادية، فتبعت الحالة الاجتماعية، ويتضح ذلك إذا نظرنا في طرق معايش العرب. فالتجارة كانت أكبر وسيلة للحصول على حوائج الحياة، والجولة التجارية لا تتيسر إلا إذا ساد الأمن والسلام، وكان ذلك مفقودًا في جزيرة العرب إلا في الأشهر الحرم، وهذه هي الشهور التي كانت تعقد فيها أسواق العرب الشهيرة من عُكاظ وذي المجَاز ومَجَنَّة وغيرها .
وأما الصناعات فكانوا أبعد الأمم عنها، ومعظم الصناعات التي كانت توجد في العرب من الحياكة والدباغة وغيرها كانت في أهل اليمن والحيرة ومشارف الشام، نعم، كان في داخل الجزيرة شيء من الزراعة والحرث واقتناء الأنعام، وكانت نساء العرب كافة يشتغلن بالغزل، لكن كانت الأمتعة عرضة للحروب، وكان الفقر والجوع والعرى عامًا في المجتمع .[1]
[1]-الرحيق المختوم – للكاتب صفي الرحمن المباركفوري
متجدد ان شاء الله وسوف استكمل معكم في المرات القادمة بإذن الله انتظرونا وشاركونا
اللهم اعننا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم اهدنا واهدي بنا واجعلنا سببا لمن اهتدى
اللهم انصر الاسلام واعز المسلمين وانصر اخواننا في سوريا وفلسطين
تعليق