خبايا صراع النفس!!
سلسلة هامة
(الحلقةالرابعة)
معركة الشهوة!!
القلوبً ثلاثةٌ : قلبٌ حيٌ، وقلبٌ مريضٌ، وقلبٌ ميتٌ!!
وسوف يتضح لنا الفارق جلياً بينهم؛ أثناء مواجهة كل منهم لغريزة الشهوة!!
وسوف تكون مشاهدتنا لأولى معارك الشهوة مع النوع الأول من القلوب، ألا وهو:
القلب الحي
فها هو قلب أبيض يتوسط ساحة المعركة، ينبض مفعماً بالحياة؛ يميل بكل مشاعره نحو جيش الخير، في مشهد يوحي لك بأن بينهما حديث دائم لا ينقطع!!
وهنا ينتقل بنا المشهد على غرفة قيادة جيش الشر؛ لإطلاعنا على كيفية تخطيطهم لمهاجمة ذلك القلب النابض المتألق بالحياة!!
فنجد إبليس اللعين يتوسط قاعة الاجتماعات وحوله جنود الشر بأنواعها، ويدور بينهم الحديث التالي :
أحدهم يدلي برأيه قائلاً :
هذا قلب بشر، ولابد من البحث له عن صورة فاتنة؛ تجذب مشاعرة، وتحدث لديه زلزالاً مدمراً، يفقد على إثره توازنه، ونكون قد أصبناه في مقتل!!
هل يجدي معه ذلك؟!
هذا العبد سرعان ما يصرف نظره إذا ما وقع على أي امرأة؛ فلا يكاد يبقى لي من مفاتن صورتها شيئاً في ذاكرته؛ يعنيني على استثارة مشاعره!!
هل حاولت إغوائه بالبحث في جوجل عن صور بعض المشايخ، فلما ظهرت جميع الصور، حاولت لفت انتباهه لبعض صور الفاتنات التي تظهر جانباً؟!
حاولت ذلك مراراً، ولكن الحذر الدائم منه؛ حال بيني وبين ذلك!!
ادفعه لمزيد من الطعام، وانتظر حتى يمتلئ جوفه، وتنتفج أوداجه، وحاول وسعك الحيلولة بينه وبين الصيام في اليوم التالي تحت أي ذريعة؛ حتى يزداد عليه إفراز ماء ذكورته، واستجدي أي مبررات؛ كي يعيد البحث في الشبكة مرراً وتكراراً، حتى تصيبه في مقتل بصورة فاتنة تأخذ منه لبُّهُ!!
قمت بذلك ذات مرة، ولكنه بعدما وقع في طول النظر، أخذ يبكي ويستغفر الله؛ حتى جعلني من كثرة استغفاره؛ أندم على ما فعلت، لأن هذا الذنب ما زاده من الله إلا قرباً!! بل ولم يمهلني؛ حتى اتبعه في الليل بركعات؛ خارت والله منها أوصالي وارتعدت من شدة بكائه وندمه؛ حتى كدت أظن أن الله سيصرفني عنه أبد الآبدين!!
هبَّ أحد الجنود قائلاً :ألا تستطيع أن تجعل في طريقه أي فتاة تشغله بها؟! سواء من جيرانه أو محيط عمله أو دراسته؟! لقد سبق لي ومررت بتلك التجربة مع عبدٍ شديد الإخلاص، ولكن ما أن نجحت في إيقاعه بحب إحدى الفتيات - على دمامتها - إلا وصار في يدي كالخاتم المطاع!!
فعلت ذلك ذات مرة، ولكنه اختلى بنفسه، وأخذ يتخيل تلك الفتاة بين الدود والتراب، بل وأصر في قرارة نفسه على زيارة المقابر ليلاً، مما خلع قلبي وأنا مجبرٌ على الدخول بصحبته، فلا والله ما إن عاش تلك الأجواء ورجع إلى بيته، إلا وقد تبخرت تلك الفتاة من ذهنه تماماً؛ وصارت هباءً منثوراً، وصدق فيما عزم على قطع العلاقة بها!!
هل يحافظ على صلاة الفجر؟!!
أكون في غمرة نومي، فيوقظني، ويا ليته للفجر فحسب؛ وإنما لقيام الليل!!
هل في أصدقائه من يتهاون بالصلاة؟!!
كان فيهم، واجتهد عليهم؛ حتى صاروا أفضل منه!!
إذاً لابد من إشغاله بالكثير من المباحات الدنيوية؛ حتى يقل ذكره، فتضعف الحياة فيه، وتتاح أمامك الفرصة للنيل منه!!
لا يطيق البعد عن الذكر أبداً، حتى ولو كان منشغلاً بأمرٍ من أمور دنياه؛ حيث يشعر باختناق لو غفل عن الاستغفار، مما جعلني أن الذي دائماً أشعر باختناق، حيث أضعف مني الجسد، وأوهن مني العزيمة!!
هذا القلب يحتاج منا لخطةٍ مركزة، تكون فيها الضربات متتالية؛ بل ومن جميع الاتجاهات، على أن تبدأ أول ضربة مع طلوع الفجر، حيث سيحاول القرين دفعه للسهر ليلتها، ولو في فعل الخيرات، حتى تضيع عليه صلاة الفجر، فإذا ما أصبح بنفس رديئة، كان موعد ضربتنا الأولى لبدء المعركة!!
تابعوا الحلقة القادمة . .
تعليق