خبايا صراع النفس!!
سلسلةهامة
(الحلقة الثانية)
لا زلنا نواصل الغوص في خبايا النفس؛ للتعرف على متداخلاتها، والوقوف على تفاصيل صراعاتها، بعدما وفقنا الله في الحلقة الأولى لإدراك أخطر أمراضها، والذي كان على ضآلته؛ سبباً رئيساً في نزولنا ونزول أبينا آدم من قبلنا إلى ساحة (ليبلوكم أيكم أحسن عملاً)!! فحُقَّ علينا الاختبار، وما يتبعه من موتٍ ثم بعثٍ ثم حسابٍ!!
إنه مرض الأماني الكاذبة . . الذي يعتبر على حقارته وضألة حجمه، من أعظم بوابات النفس ولوجاً إلى عالم الأوهام!!
وقد شاهدنا كيف عمل هذه المرض عمل السحر في النفس البشرية؛ فحقَّر لديها العظيم على كثرته (الحلال) وعظَّم لديها الحقير على ندرته (الحرام)!! فكانت العاقبة هي الحرمان!!
واليوم مع الوقفة الثانية :
وهي تتعلق بالآثار المباشرة المترتبة على هذا المرض، وأسرعها حدوثاً (المخالفة) فالأماني الكاذبة تمثل المخدر الذي يحدث في النفس نوعاً من الاسترخاء، كي يهون عليها قبول ارتكاب تلك (المخالفة) فتتغافل عن حجم العاقبة، التي لم يتصور آدم مطلقاً أن تكون بهذه الفداحة الشنيعة، وهي (الطرد من الجنة)!!
ولو قمنا بالتدقيق في نوع وحجم (المخالفة) فسوف نجدها لم تتعد (الأكل)!! أي أنها ليست كفراً ولا فجوراً ولا ارتكاب فاحشة!!
ولكنه التأصيل الرباني، الذي يضع أول بند في دستور هذا الكون، وهو أنه ينبغي علينا العلم بأن لهذا الكون إله عظيم في ملكه . . عظيم في سلطانه . . ولاينبغي لأحدٍ أن ينازعه في أمره، وعليه فلا ينبغي علينا النظر إلى حجم (المعصية) ولكن علينا أن ننظر إلى عظمة وجلال من (عصينا)؟!
وعليه أصبحت (لمخالفة) والمقصود بها (المعصية) تمثل محوراً أساسياً، وبؤرة صراع مركزية في الحرب الدائرة بين قوى الخير والشر في النفس البشرية!!
فقوى الشر تريد إيقاع العبد في أكبر قدر منها، كي تصيب قلبه بالقسوة والغلظة التي تهيئه لارتكاب المزيد؛ كي يسهل عليها تدميره، وضياع فرصة العمر عليه، فيكون ضمن حزب الشيطان في نار جهنم!!
أما قوى الخير، فتريد إمداده بالزاد الإيماني الذي يجعله يقوى على مواجهتها، ويبتعد عن ساحاتها؛ كي يسلم من شرورها، ويواصل مسيرته إلى الله في مأمن في سخطه وعقابه، حتى يدركه الموت على فعل الطاعات وترك المنكرات، فيكون ضمن حزب الله في جنات النعيم!!
وبالوصول إلى محور الصراع بين الخير والشر(المعصية) نكون قد حصلنا على المفتاح الثاني الذي سيتيح لنا دخول عالم غريب!!
مليئ بالأحداث المؤلمة والمفرحة على حدٍ سواء!!
حيث سنقف من خلاله على تفاصيل أحداث هذا الصراع، أثناء عرض مباشر؛ لساحة معركة كبيرة، قد تجهز فيها جيشان (جيش الخير وجيش الشر) كلٌ بجنوده ومؤونته وعتاده!!
حيث ستجد نفسك مشدوهاً في متابعة أحداث تلك المعركة!!
أتدري لماذا؟!
لأنك ستجد نفسك هناك!! مطروحاً على أرضها، يتنافس عليك الجيشان، حيث تمثل نفسك بكل ما فيها من خفايا ساحة تلك المعركة الكبيرة!!
فإياك أن تتخلف عن مشاهدة الحلقة القادمة، وما يتبعها من حلقات!! ففيها تفاصيل ما يدور في خلجات نفسك!!
ومنها ستعرف كيف تقود المعركة معنا بإذن الله نحو النجاة!!
تابعوني أحبتي في الحلقة القادمة بإذن الله
في أمان الله
تعليق