هل أحسست يوما أن الأرض قد ضاقت عليك بما رحبت ..
وضاقت عليك نفسك ..
وانتابك الهم والحزن والعجز والكسل ..
فلم تدر أين المفر ؟!!
مهلا يا صاحـــــــــــــب الذنــــــــــــب الثقيــــــــــــل ..
هذه بعض آثار الذنوب والمعاصي ..
فالمعاصي ما تزال بصاحبها حتى تضيق صدره ..
ويقسو قلبه ..
ويعظم همه..
ويزداد حزنه وتتضاعف حيرته ..
ويتمنى أن يموت فرارا من عذاب الدنيا وضنكها ..
فكيف بعذاب الآخرة ؟!!
انتبه يا صاحب الذنب الثقيل
فالمعاصي تزيل النعم
وتجلب النقم
وتسود الوجه
وتظلم القلب
وتوهن البدن
ونتقص الـــــرزق !!
يا صاحــــــــــــب الذنــــــــــــب الثقيــــــــــــــــل .. أبشـــــــــر
فقد تاب قاتل نفس !
وتاب شارب خمر!
وتاب فاعل كذا وكذا ..
أتيأس من رحمة ربك ؟
فإن ربك واسع المغفرة ..
"قُل يَا عِبَادِي الَّذينَ أَسرَفُوا عَلَى أَنفُسِهم لا تَقنَطُوا مِن رَّحمَةِ الله إِنَّ اللهَ يَغفِرُ الذُنُوبَ جَمِيعاً "
فما بينك وبين أن تتوب إلا أن تترك الذنوب .. فعلام تدخل النار؟!
يـــــا صاحـــــــــب الذنب .. أبشــــــــر وأقبــــــــل
ها هو رمضان يلوح ويقترب ..
وأعناق المذنبين تشرئب
هاهي التوبة معروضة ومواسم الطاعات مشهودة
فلئن كنت قد أتعبتك المعاصي ..
وأثقلتك الذنوب
فأعلم أن لك رباً يريدك أن تتوب ..
"وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا "
وفي الحديث : " يا ابن آدم إنك ما دعوتنى ورجوتنى غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي ".
فيــــــــــا أيها العاصــــــــــــي ..
تب إلى الله توبة نصوح ..
واندم ندماً شديداً على ما فعلت من المعاصي والذنوب ..
كيف عصيته وأنت فوق أرضه التى خلق !
وتحت سمائه التى فتق !
تتنفس من هوائه !
وتأكل وتشرب من نعمه وآلائه !
وتعصيه بأعضائك التي أعطاها لك وحرمها غيرك !
أف لك !!
هل تستطيع أن تتحمل خيانة من ربيته وأنعمت عليه ؟ وأنت لم تخلقه ؟
يا لها من نعمة عليك عظيمة أن أمهلك الله حتى هذه اللحظة لتتوب ولم تختطفك ملائكة الموت وانت على عصيانك فتُلقى فى النار !
اخل بنفسك !
اعترف بذنبك !
ناج ربك !
اعصر القلب وتألم !
واترك دموعك تسيل على خديك وأنت تذكر غدراتك وهفواتك وآثامك التى ارتكبتها في حق ربك .. الذي لم يزل لك ساترا ومنعما ومتفضلاً !
طهر قلبك من أوساخ الذنوب ..
وأدران المعاصي ..
وظلمات الشهوات حتى يكون جديرا بأن يكون محطا لرحمة الله
من كتاب كيف نستقبل رمضان وماذا بعده ؟ لأحمد بن فاروق
تعليق