"ما انتخبناكوش عشان كدة "
قال لى فرحا مستبشرا
" احنا انتخبناكم يا دكتور كلنا انتخبناكم أنا و "الولية" و باقى صحابى "
قلت له مبتسما من تعنى بانتخبناكم ؟؟
قال لى بلهجته البسيطة " انتوا يا دكتور الاسلاميين و الاخوان المسلمين و السنية الناس اللى عايزة تطبق شرع ربنا دى "
لاحظت أنه لا يعى فوارق بين الاصطلاحات لكن ظللت معه متبسطا و قلت له : يعنى على اى رمز و مين انتخبته فى الفردى
قال بكل فخر اخترت الفانوس و الدكتور يسرى هانىء ( و هو من أهم دعاة و رموز جماعة الإخوان المسلمين بالمنصورة ) و الأستاذ طارق قطب ( و هو مرشح الإخوان أيضا )
فقلت له و لكن الفانوس ليس رمزا لحزب الإخوان و لكنه لحزب النور السلفى
قال باندهاش شديد و هى تفرق يعنى يا دكتور مش كلهم سنية و هيقيموا شرع ربنا علشان يكرمنا و يباركلنا و ينصرنا ؟؟؟؟
تداخل رجل آخر فى الحوار و قال له بنبرة ساخرة متشفية "مش أما يتفقوا ما بينهم الأول "
فازداد اندهاش الرجل البسيط و التفت لى قائلا و الفزع يتبدى على قسمات وجهه " ليه يا دكتووور هما مش واحد و لا ايه ؟ ما ترسينى يا دكتور الله يسترك "
اعتصر قلبى ألما و هممت بإجابته لولا أن تدخل " الطرف الثالث" كالعادة و قال بنصاحته المعهودة " واحد ايه يا أخينا دول مقطعين بعض و مش ناويين حتى يتحالفوا جوة البرلمان "
نظرت له نظرة صارمة ألجمته ثم التفت إلى الرجل البسيط و هممت أن أطمئنه ببعض الكلمات لكن هالنى ما رأيت
لقد فوجئت بعيناه و قد اغرورقتا بالدموع بينما ترمقانى بنظرات لوم و عتاب قاسية أحسست أنها تخترق صدرى و تطعن قلبى ثم خرج صوته متهدجا منكسرا و قال من بين دموعه " ليه كدة يا دكتور ؟؟ احنا ما انتخبناكوش عشان كدة احنا انتخبناكم عشان تطبقوا شرع ربنا اللى اشتقناله و نفسنا ربنا يكرمنا بيه و لا نعرف يعنى إيه اخوان و لا نعرف يعنى ايه سلفيين و لا لنا دعوة بمشاكلكم مع بعض احنا نعرف حاجة واحدة بس اسمها الإسلام و عايزينها فى بلدنا و علشان كدة انتخبناكم و والله ما هنسامحكم أبدا لو خنتوا الأمانة دى و قعدتوا فى المجلس تتخانقوا مع بعضكوا "
جرحتنى كلماته و آذتنى دمعاته و هممت أن أرد عليه و أوضح له بعض الأمور و التفاصيل إلا إنه كان قد أعرض عنى و مضى فى طريقه مطأطئا رأسه و مرددا كلمة واحدة ظل صداها يتردد فى أذنى طويلا حتى بعد أن غادر موقفنا الحزين و أنا أراه يغيب عن عينى بخطواته الهرمة المتثاقلة
كلمة ألقاها و انصرف كسيرا و قد تحطمت سعادته على صخرة واقعنا الأليم
كلمة " حسبى الله و نعم الوكيل "
بقلم
د. محمد على يوسف
قال لى فرحا مستبشرا
" احنا انتخبناكم يا دكتور كلنا انتخبناكم أنا و "الولية" و باقى صحابى "
قلت له مبتسما من تعنى بانتخبناكم ؟؟
قال لى بلهجته البسيطة " انتوا يا دكتور الاسلاميين و الاخوان المسلمين و السنية الناس اللى عايزة تطبق شرع ربنا دى "
لاحظت أنه لا يعى فوارق بين الاصطلاحات لكن ظللت معه متبسطا و قلت له : يعنى على اى رمز و مين انتخبته فى الفردى
قال بكل فخر اخترت الفانوس و الدكتور يسرى هانىء ( و هو من أهم دعاة و رموز جماعة الإخوان المسلمين بالمنصورة ) و الأستاذ طارق قطب ( و هو مرشح الإخوان أيضا )
فقلت له و لكن الفانوس ليس رمزا لحزب الإخوان و لكنه لحزب النور السلفى
قال باندهاش شديد و هى تفرق يعنى يا دكتور مش كلهم سنية و هيقيموا شرع ربنا علشان يكرمنا و يباركلنا و ينصرنا ؟؟؟؟
تداخل رجل آخر فى الحوار و قال له بنبرة ساخرة متشفية "مش أما يتفقوا ما بينهم الأول "
فازداد اندهاش الرجل البسيط و التفت لى قائلا و الفزع يتبدى على قسمات وجهه " ليه يا دكتووور هما مش واحد و لا ايه ؟ ما ترسينى يا دكتور الله يسترك "
اعتصر قلبى ألما و هممت بإجابته لولا أن تدخل " الطرف الثالث" كالعادة و قال بنصاحته المعهودة " واحد ايه يا أخينا دول مقطعين بعض و مش ناويين حتى يتحالفوا جوة البرلمان "
نظرت له نظرة صارمة ألجمته ثم التفت إلى الرجل البسيط و هممت أن أطمئنه ببعض الكلمات لكن هالنى ما رأيت
لقد فوجئت بعيناه و قد اغرورقتا بالدموع بينما ترمقانى بنظرات لوم و عتاب قاسية أحسست أنها تخترق صدرى و تطعن قلبى ثم خرج صوته متهدجا منكسرا و قال من بين دموعه " ليه كدة يا دكتور ؟؟ احنا ما انتخبناكوش عشان كدة احنا انتخبناكم عشان تطبقوا شرع ربنا اللى اشتقناله و نفسنا ربنا يكرمنا بيه و لا نعرف يعنى إيه اخوان و لا نعرف يعنى ايه سلفيين و لا لنا دعوة بمشاكلكم مع بعض احنا نعرف حاجة واحدة بس اسمها الإسلام و عايزينها فى بلدنا و علشان كدة انتخبناكم و والله ما هنسامحكم أبدا لو خنتوا الأمانة دى و قعدتوا فى المجلس تتخانقوا مع بعضكوا "
جرحتنى كلماته و آذتنى دمعاته و هممت أن أرد عليه و أوضح له بعض الأمور و التفاصيل إلا إنه كان قد أعرض عنى و مضى فى طريقه مطأطئا رأسه و مرددا كلمة واحدة ظل صداها يتردد فى أذنى طويلا حتى بعد أن غادر موقفنا الحزين و أنا أراه يغيب عن عينى بخطواته الهرمة المتثاقلة
كلمة ألقاها و انصرف كسيرا و قد تحطمت سعادته على صخرة واقعنا الأليم
كلمة " حسبى الله و نعم الوكيل "
بقلم
د. محمد على يوسف
تعليق