اخواني اليوم اتكل معكم عن صفة جميلة هي صفة الصبر وعبادة قلبية قلت ان تجد بين الناس اليوم على الرغم من محبة الله لها ومحبة الله للمتصفين بها الا وهي الصبر
اولا اتكلم معكم عن تعريف الصبر وانواعه
الصبر:
إذا ما أتاك الدهر يوماً بنكبة
فأفرغ لها صبراً ووسع لها صدرا
فإن تصاريف الزمان عجيبة
فيوماً ترى يسراً ويوماً ترى عسرا
ولرب ضائقة يضيق بها الفتى
وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت
وكنت احسب انها لا تفرج
-ومدحوه قائلين:
والصبر في النائبات صعب
لكن فوات الثواب أصعب
إن الصبر خمس مراتب: الصابر والمصطبر والمتصبر والصبور والصبار، وهي درجات بعضها فوق بعض من حيث درجة الاحتمال وعظيم الأجر.
وقيل: إن الصبر له من اسمه حظ، فهو مر مذاقه.. لكن عواقبه أحلى من الشهد.
- ومما نقله ابن القيم في مدارج السالكين أنه: "حبس النفس عن الجزع والتسخط، وحبس اللسان عن الشكوى، وحبس الجوارح عن المعصية
الصبر هو ثلاثة انواع
اولا- الصبر على الطاعة
ثانيا- الصبر على المعصية
ثالثا- الصبر على اقدار الله
اولا الصبر على الطاعة هوالصبر من اهل العمل الصالح وفيه ثلاثه اشياء1-قبله واثناءه وبعده
1-الصبر على العمل الصالح يكون خالص لوجه الله
2- اثناءها استحضر النيه
3-بعده اكتم على العمل لانه بفضل الله لانى عملت هذاالعمل برضا الله فلا اتكبر
قال احد السلف صبرت على قيام الليل سنة ( اي على مشقته فتارة يقوم الليل وتارة يقوم بركعتين وتارة لا يقوم.. الخ) ثم ذقت حلاوته عشرون سنة وهنا اقول يا اخي الكريم هلا فعلا انت تنوي على طاعة الله والصبر عليها لتفوز برضا الله وبملذات الاخرة ونعيمها هنيئا لك اخي الصابر في الطاعة ولعلي اكون مثلك ان شاء الله
الصبر على المعصيه
هذا صبر المحبين حبى لله يجعلنى استحى من الله -صبر الناس يكون لمحبة الله وان المعصيه شئم
مثل -الامراض والاوجاع والفواحش والمصائب
يا لشئم المعصية فعلا ويا لها من لذة مؤقته تورث ظلمة في القلب وسواد تجلب بعد ذلك المشقة في الاخرة وعذاب في الاخرة اخي في الله هل تذكرت هذا معي وانت تعصي الله انها تجلب لك عذاب الاخرة والنار ويا له من عذاب هل تتذكر وانت تعصي مقدره الله عليك وانه يستطيع ان يخسف بك الارض أو تذكرت انه يراك على المعصية ( عبدي اذا كنت تعلم اني اراك فلم جعلتني اهون الناظرين اليك)اخي في الله هل تذكرت عظم اجر الصبر على المعصية. حاول وادعو لي ان اكون معك منهم ان شاء الله
(ان عظم الجزاء مع عظم البلاء وان الله اذا احب قوم ابتلاهم فمن رضى فله الرضا ومن سخط فله السخط
ولرفع الدرجات يشعر الانسان بالهم والغم والنكد وهذا علو عند الله وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان شعر المسلم باى مصيبه فى جسدة فكتمها كان حقا على الله ان يغفر له اما الصبر على اقدار الله الصبر على المرض مثل المراة السوداء التى كانت تصرع فقال لها الرسول ان صبرتى دخلتى الجنه وان شئتى دعوت لكى بالشفاء
قالت لا ادعوا لى الا اتكشف وانا اصرع فدعا لله وكان الصحابه يقولون هذه امراة من اهل الجنة ومثل آل ياسر كم عذبوا -صبرا آل ياسر فان موعدكم الجنة صبروا واحتسبو ومثل اذا ابتليت عبدى بحبيبتيه ادخلته الجنة
منازل الصبر ثلاثه
1-صبر بالله
2-صبرلله
3-صبر مع الله
اولا-صبربالله هومعناها الاستعانه به (واصبر وما صبرك الا بالله)يعنى ان لم يصبرك الله لم تصبر
ثانيا-الصبر لله وهو ان تكون الباعث على الصبر محبة الله تعالى والتقرب اليه لا لاظهار قوة نفسه او اى غرض
ثالثا-الصبر مع الله-هو دوران العبد مع مراد الله يجعل نفسه وقفا لله على اوامرالله ومحابة وهذا اشد انواع الصبر
واصعبها وهو صبر الصديقين
اخيرا امور تنفى الصبر هى
(الصبر حبس النفس واللسان عن الشكوى الى غير الله والقلب والتسخط والجزع )
1- الشكوى الى المخلوق فاذا شكى العبد ربه الى المخلوق
شكا من يرحمه الى ما لايرحمه
يتنافى الصبر
2-عن اكثر الناس فى نزول المصيبة -ورفع الصوت-ولطم الخدود-وضرب اليدين على اليد الاخرى
والنبى صلى الله عليه وسلم برىء من فعل ذلك
3- من البر كتمان المصيبه والامراض والصدقه
4-والجزع القول السيىء والظن السيىء
ومن جزاء الصبر
قال تعالى (انما يوفى الصبرون اجرهم بغير حساب) ياه ما اعظمه من اله الذي يوفى الاجر بدون حساب اخي في الله هل احببت ان يوفى اجرك بغير حساب يا له من اجر عظيم يا ليتنا نفوز به اللهم اجعلنا من الفائزين بالاجر بغير حساب
وخير مثال يضرب على الصبر قصة سيدنا ايوب وما جزاه الله عن هذا الصبر
حياة أيوب عليه السلام في فقرات:
(أ) أبرز ما تعرض له المؤرخون من حياته عليه السلام ما يلي:
-1 كان أيوب عبداً صالحاً، صاحب غنىً كبير، وأهل وبنين.
قالوا: وكان يملك "البثينة" جميعها، وهي من أعمال دمشق. فقد ابتلاه الله بالرخاء، فآتاه المال والغنى والصحة، وكثرة الأهل والولد، فكان عبداً تقياً، ذاكراً لأنعم الله عليه.
جاء في تفسير المنار: أن أيوب عليه السلام كان أميراً غنياً، عظيماً محسناً.
-2 ثم ابتلاه الله بسلب النعمة، ففقد المال والأهل والولد، ونشبت به الأمراض المضنية المضجرة، فصبر على البلاء، وحمد الله وأثنى عليه، وما زال على حاله من التقوى والعبادة والرضا عن ربه.
-3 فكان في حالتي الرخاء والبلاء مثالاً رائعاً لعباد الله الصالحين، في إرضاء الرحمن وإرغام أنف الشيطان.
-4 قالوا: وكانت له امرأة مؤمنة اسمها (رحمة) من أحفاد يوسف عليه السلام، وقد رافقت هذه المرأة حياة نعمته وصحته، وزمن بؤسه وبلائه، فكانت في الحالين مع زوجها شاكرة فصابرة.
-5 ثم إن الشيطان حاول أن يدخل على أيوب مباشرة في زمن بلائه فلم يؤثّر به، ثم حاول أن يدخل إليه عن طريق امرأته، فوسوس لها، فجاءت إلى أيوب وفي نفسها اليأس والضجر مما أصابه، وأرادت أن تحرك قلبه ببعض ما فيه نفسها، فغضب أيوب وقال لها: كم لبثتُ في الرخاء؟ قالت: ثمانين، قال: كم لبثتُ في البلاء؟ قالت: سبع سنين، قال: أما أستحيي أن أطلب من الله رفع بلائي وما قضيتُ فيه مدة رخائي!!
ثم قال: والله لئن برئت لأضربنك مائة سوط، وحرّم على نفسه أن تخدمه بعد ذلك.
-6 أصبح أيوب بعد ذلك وحيداً يعاني بلاءه ويقاسي شدته صابراً محتسباً، ولما بلغ ذروة الابتلاء: {نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِي الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ} [ص: 41]، ونادى ربّه: {أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين}.
فقال الله له: {ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ} [ص: 42].
اركض برجلك: أي: اضرب الأرض برجلك، وادفع برجلك مكانا ما في الأرض.
فركض برجله، فلما تفجر له الماء شرب واغتسل، فشفاه الله وعاد أكمل ما كان صحة وقوة.
-7 جاءت إليه امرأته، فشهدت ما منَّ الله به عليه من العافية، ففرحت به وأقبلت عليه، وأراد أيوب أن يبرَّ بيمينه فيها ويضربها مائة سوط، فأوحى الله إليه أن يأخذ ضِغْثاً ويضرب امرأته به، ويكون ذلك قد تحلل من يمينه التي حلفها. وهذه من الحيل الشرعية للبرّ باليمين.
-8 ولما اجتاز أيوب بنجاح باهر دور الابتلاء - في حالتي الرخاء والبلاء - اصطفاه الله واجتباه فجعله رسولاً.
-9 وردَّ الله إليه ما كان فيه من النعمة، ووهب له أهله ومِثلَهم معهم برحمته.
قالوا: وقد ولد له (26) ولداً ذكراً، وكان من أولاده (بِشر) اصطفاه الله وجعله رسولاً، وسماه (ذا الكفل).
-10 ويغلب على الظن أن مقام أيوب عليه السلام كان بالشام (في دمشق أو حواليها)، وأن الله أرسله إلى أمة الروم، ولذلك يذكر بعض المؤرخين أنه من أمة الروم.
-11 قالوا: وقد عاش أيوب (93) سنة.
(ب) وقد عرض القرآن الكريم إلى جوانب يسيرة من حياة أيوب عليه السلام، وهي الأمور التالية:
-1 إثبات نبوته ورسالته، وأن الله أوحى إليه.
-2 إشارة إلى قصة بلائه وما مسَّه من الضر، ثم كشف الضر عنه بمغتسل بارد وشراب، ثم هبة الله له أهله ومثلهم معهم.
-3 إشارة إلى يمينه التي حلفها، والطريقة التي علمه الله أن يبرَّ فيها بيمينه.
قال الله تعالى: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِي الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ} [الأنبياء: 84].
وقال تعالى: {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِي الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ * ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ * وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَى لأُوْلِي الأَلْبَابِ * وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ} [ص: 41-44].
اخواني هل بعد ذلك كله لا نستطيع ان نصبر على الطاعة او المعصية او الصبر على اقدار الله بعد ما ينتظرنا في الاخرة من وفاء للصابرين بغير حساب
اترك الاجابة لكم والتعليق ايضا
اللهم اعننا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم اجعلنا من عبادك الصابرين
اولا اتكلم معكم عن تعريف الصبر وانواعه
الصبر:
إذا ما أتاك الدهر يوماً بنكبة
فأفرغ لها صبراً ووسع لها صدرا
فإن تصاريف الزمان عجيبة
فيوماً ترى يسراً ويوماً ترى عسرا
ولرب ضائقة يضيق بها الفتى
وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت
وكنت احسب انها لا تفرج
-ومدحوه قائلين:
والصبر في النائبات صعب
لكن فوات الثواب أصعب
إن الصبر خمس مراتب: الصابر والمصطبر والمتصبر والصبور والصبار، وهي درجات بعضها فوق بعض من حيث درجة الاحتمال وعظيم الأجر.
وقيل: إن الصبر له من اسمه حظ، فهو مر مذاقه.. لكن عواقبه أحلى من الشهد.
- ومما نقله ابن القيم في مدارج السالكين أنه: "حبس النفس عن الجزع والتسخط، وحبس اللسان عن الشكوى، وحبس الجوارح عن المعصية
الصبر هو ثلاثة انواع
اولا- الصبر على الطاعة
ثانيا- الصبر على المعصية
ثالثا- الصبر على اقدار الله
اولا الصبر على الطاعة هوالصبر من اهل العمل الصالح وفيه ثلاثه اشياء1-قبله واثناءه وبعده
1-الصبر على العمل الصالح يكون خالص لوجه الله
2- اثناءها استحضر النيه
3-بعده اكتم على العمل لانه بفضل الله لانى عملت هذاالعمل برضا الله فلا اتكبر
قال احد السلف صبرت على قيام الليل سنة ( اي على مشقته فتارة يقوم الليل وتارة يقوم بركعتين وتارة لا يقوم.. الخ) ثم ذقت حلاوته عشرون سنة وهنا اقول يا اخي الكريم هلا فعلا انت تنوي على طاعة الله والصبر عليها لتفوز برضا الله وبملذات الاخرة ونعيمها هنيئا لك اخي الصابر في الطاعة ولعلي اكون مثلك ان شاء الله
الصبر على المعصيه
هذا صبر المحبين حبى لله يجعلنى استحى من الله -صبر الناس يكون لمحبة الله وان المعصيه شئم
مثل -الامراض والاوجاع والفواحش والمصائب
يا لشئم المعصية فعلا ويا لها من لذة مؤقته تورث ظلمة في القلب وسواد تجلب بعد ذلك المشقة في الاخرة وعذاب في الاخرة اخي في الله هل تذكرت هذا معي وانت تعصي الله انها تجلب لك عذاب الاخرة والنار ويا له من عذاب هل تتذكر وانت تعصي مقدره الله عليك وانه يستطيع ان يخسف بك الارض أو تذكرت انه يراك على المعصية ( عبدي اذا كنت تعلم اني اراك فلم جعلتني اهون الناظرين اليك)اخي في الله هل تذكرت عظم اجر الصبر على المعصية. حاول وادعو لي ان اكون معك منهم ان شاء الله
(ان عظم الجزاء مع عظم البلاء وان الله اذا احب قوم ابتلاهم فمن رضى فله الرضا ومن سخط فله السخط
ولرفع الدرجات يشعر الانسان بالهم والغم والنكد وهذا علو عند الله وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان شعر المسلم باى مصيبه فى جسدة فكتمها كان حقا على الله ان يغفر له اما الصبر على اقدار الله الصبر على المرض مثل المراة السوداء التى كانت تصرع فقال لها الرسول ان صبرتى دخلتى الجنه وان شئتى دعوت لكى بالشفاء
قالت لا ادعوا لى الا اتكشف وانا اصرع فدعا لله وكان الصحابه يقولون هذه امراة من اهل الجنة ومثل آل ياسر كم عذبوا -صبرا آل ياسر فان موعدكم الجنة صبروا واحتسبو ومثل اذا ابتليت عبدى بحبيبتيه ادخلته الجنة
منازل الصبر ثلاثه
1-صبر بالله
2-صبرلله
3-صبر مع الله
اولا-صبربالله هومعناها الاستعانه به (واصبر وما صبرك الا بالله)يعنى ان لم يصبرك الله لم تصبر
ثانيا-الصبر لله وهو ان تكون الباعث على الصبر محبة الله تعالى والتقرب اليه لا لاظهار قوة نفسه او اى غرض
ثالثا-الصبر مع الله-هو دوران العبد مع مراد الله يجعل نفسه وقفا لله على اوامرالله ومحابة وهذا اشد انواع الصبر
واصعبها وهو صبر الصديقين
اخيرا امور تنفى الصبر هى
(الصبر حبس النفس واللسان عن الشكوى الى غير الله والقلب والتسخط والجزع )
1- الشكوى الى المخلوق فاذا شكى العبد ربه الى المخلوق
شكا من يرحمه الى ما لايرحمه
يتنافى الصبر
2-عن اكثر الناس فى نزول المصيبة -ورفع الصوت-ولطم الخدود-وضرب اليدين على اليد الاخرى
والنبى صلى الله عليه وسلم برىء من فعل ذلك
3- من البر كتمان المصيبه والامراض والصدقه
4-والجزع القول السيىء والظن السيىء
ومن جزاء الصبر
قال تعالى (انما يوفى الصبرون اجرهم بغير حساب) ياه ما اعظمه من اله الذي يوفى الاجر بدون حساب اخي في الله هل احببت ان يوفى اجرك بغير حساب يا له من اجر عظيم يا ليتنا نفوز به اللهم اجعلنا من الفائزين بالاجر بغير حساب
وخير مثال يضرب على الصبر قصة سيدنا ايوب وما جزاه الله عن هذا الصبر
حياة أيوب عليه السلام في فقرات:
(أ) أبرز ما تعرض له المؤرخون من حياته عليه السلام ما يلي:
-1 كان أيوب عبداً صالحاً، صاحب غنىً كبير، وأهل وبنين.
قالوا: وكان يملك "البثينة" جميعها، وهي من أعمال دمشق. فقد ابتلاه الله بالرخاء، فآتاه المال والغنى والصحة، وكثرة الأهل والولد، فكان عبداً تقياً، ذاكراً لأنعم الله عليه.
جاء في تفسير المنار: أن أيوب عليه السلام كان أميراً غنياً، عظيماً محسناً.
-2 ثم ابتلاه الله بسلب النعمة، ففقد المال والأهل والولد، ونشبت به الأمراض المضنية المضجرة، فصبر على البلاء، وحمد الله وأثنى عليه، وما زال على حاله من التقوى والعبادة والرضا عن ربه.
-3 فكان في حالتي الرخاء والبلاء مثالاً رائعاً لعباد الله الصالحين، في إرضاء الرحمن وإرغام أنف الشيطان.
-4 قالوا: وكانت له امرأة مؤمنة اسمها (رحمة) من أحفاد يوسف عليه السلام، وقد رافقت هذه المرأة حياة نعمته وصحته، وزمن بؤسه وبلائه، فكانت في الحالين مع زوجها شاكرة فصابرة.
-5 ثم إن الشيطان حاول أن يدخل على أيوب مباشرة في زمن بلائه فلم يؤثّر به، ثم حاول أن يدخل إليه عن طريق امرأته، فوسوس لها، فجاءت إلى أيوب وفي نفسها اليأس والضجر مما أصابه، وأرادت أن تحرك قلبه ببعض ما فيه نفسها، فغضب أيوب وقال لها: كم لبثتُ في الرخاء؟ قالت: ثمانين، قال: كم لبثتُ في البلاء؟ قالت: سبع سنين، قال: أما أستحيي أن أطلب من الله رفع بلائي وما قضيتُ فيه مدة رخائي!!
ثم قال: والله لئن برئت لأضربنك مائة سوط، وحرّم على نفسه أن تخدمه بعد ذلك.
-6 أصبح أيوب بعد ذلك وحيداً يعاني بلاءه ويقاسي شدته صابراً محتسباً، ولما بلغ ذروة الابتلاء: {نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِي الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ} [ص: 41]، ونادى ربّه: {أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين}.
فقال الله له: {ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ} [ص: 42].
اركض برجلك: أي: اضرب الأرض برجلك، وادفع برجلك مكانا ما في الأرض.
فركض برجله، فلما تفجر له الماء شرب واغتسل، فشفاه الله وعاد أكمل ما كان صحة وقوة.
-7 جاءت إليه امرأته، فشهدت ما منَّ الله به عليه من العافية، ففرحت به وأقبلت عليه، وأراد أيوب أن يبرَّ بيمينه فيها ويضربها مائة سوط، فأوحى الله إليه أن يأخذ ضِغْثاً ويضرب امرأته به، ويكون ذلك قد تحلل من يمينه التي حلفها. وهذه من الحيل الشرعية للبرّ باليمين.
-8 ولما اجتاز أيوب بنجاح باهر دور الابتلاء - في حالتي الرخاء والبلاء - اصطفاه الله واجتباه فجعله رسولاً.
-9 وردَّ الله إليه ما كان فيه من النعمة، ووهب له أهله ومِثلَهم معهم برحمته.
قالوا: وقد ولد له (26) ولداً ذكراً، وكان من أولاده (بِشر) اصطفاه الله وجعله رسولاً، وسماه (ذا الكفل).
-10 ويغلب على الظن أن مقام أيوب عليه السلام كان بالشام (في دمشق أو حواليها)، وأن الله أرسله إلى أمة الروم، ولذلك يذكر بعض المؤرخين أنه من أمة الروم.
-11 قالوا: وقد عاش أيوب (93) سنة.
(ب) وقد عرض القرآن الكريم إلى جوانب يسيرة من حياة أيوب عليه السلام، وهي الأمور التالية:
-1 إثبات نبوته ورسالته، وأن الله أوحى إليه.
-2 إشارة إلى قصة بلائه وما مسَّه من الضر، ثم كشف الضر عنه بمغتسل بارد وشراب، ثم هبة الله له أهله ومثلهم معهم.
-3 إشارة إلى يمينه التي حلفها، والطريقة التي علمه الله أن يبرَّ فيها بيمينه.
قال الله تعالى: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِي الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ} [الأنبياء: 84].
وقال تعالى: {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِي الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ * ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ * وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَى لأُوْلِي الأَلْبَابِ * وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ} [ص: 41-44].
اخواني هل بعد ذلك كله لا نستطيع ان نصبر على الطاعة او المعصية او الصبر على اقدار الله بعد ما ينتظرنا في الاخرة من وفاء للصابرين بغير حساب
اترك الاجابة لكم والتعليق ايضا
اللهم اعننا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم اجعلنا من عبادك الصابرين
تعليق