كنت أظن . . ولكني اكتشفت . . فقررت!!
. . الحلقة (17) . .
(خبرات الحياة!!)
كنت أظن . .
أنه يجب عليَّ كملتزم عدم الأخذ بأي توجيهات أو نصائح إلا من خلال الشيوخ الذين يتكلمون بقال الله (سبحانه وتعالى) وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وعليه فخبرات الناس في هذه الحياة لا قيمة لها عندي، وليس لها أي وزن ولا اعتبار!! طلما أنها لم تخرج من ألسنة هؤلاء الشيوخ الذين أثق فيهم!!
ولكني اكتشفت . .
أن بلوغ فهمنا وفهم مشايخنا معاً لما قاله الله (سبحانه وتعالى) في كتابه، وما قاله رسوله (صلى الله عليه وسلم) في أحاديثه، لن تتعمق معانيه إلا بتطبيقه على ما تزخر به حياة الناس من تجارب!!
حيث أن ما واجههم فيها من أحداث ومواقف مختلفة، كفيل بأن يلقي لنا الضوء على جوانب متعددة من خبرات هذه الحياة، كي نتمكن - إذا كنَّا حقاً دعاةً شموليين لهذا الدين الشامل – من إيجاد الحلول لمشاكل الناس على ضوء الكتاب والسنة، ولن يتحقق لنا ذلك إلا أن كنَّا بالفعل مستمعين جيدين لخبرات الناس وما واجههم من مختلف المشاكل في هذه الحياة، حيث سيمكننا تنمية خبراتنا الحياتية من جهة، وكذلك تفسير مختلف ما يقع لهم من أحداث، على ضوء توجيهات هذا الدين الشامل من جهة أخرى، فنؤصل ضمناً كل معاني الخير التي يشتمل عليها هذا الدين في نفوسهم؛ من خلال ما نطرحه عليهم من حلولٍ لمشاكلهم، ونجعلهم يعيشون حياتهم في إطار أعمق لفهم هذا الدين، الذي بوسعه أن ينير لهم الطريق وسط تلك الظلمات الحالكة في دروب حياتهم!!
أن أفتح قلبي للناس، وأستمع لهم بكل حرص واهتمام، كي أجعل من مشاكلهم وما واجهوه من خبراتٍ في هذه الحياة، حقلاً عملياً لفهم شمولية هذا الدين، وأبرز بما فتح الله عليَّ من بصيرةٍ، قدرته على التجاوب العملي في حل مشاكل الناس، فأعيش بالدين مع الناس، وأجعلهم يعيشون به!! حيينها فقط، سوف نكون نبض القلوب ومهوى أفئدة الحائرين، كي ندلهم برفق وبصيرة على الله والدار الآخرة!!
محبكم في الله تعالى
أبو مهند القمري
تعليق