إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

( رجاء لا يدخل إلا صاحب القلب الكبير ... متجدد بمشيئة الله)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ( رجاء لا يدخل إلا صاحب القلب الكبير ... متجدد بمشيئة الله)

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله والصلاة والسلام على خاتم النيين محمد بن عبدلله الصادق الأمين وعلى آل بيته الطيبيين الأطهار وعلى صحابتة رضوان الله عليهم ومن تبعهم وسار على نهجهم إلى يوم الدين

    اُحييكم بتحية الإسلام ( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته )

    ( رجاء لا يدخل إلا صاحب القلب الكبير ... متجدد بمشيئة لله )


    ملاحظة مهمة :- ( هذا حوار بيني وبين نفسي ولا أعني بهِ أحداً )



    إن حقيقة الإسلام هي الإستسلام لله عزوجل ولإحكامه وإتباع رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وهذه هي مقتضيات شهادة لا إله إلاّ الله محمد رسول الله وفي مشارق الإرض ومغاربها يوجد الملايين ممن يدَّعي هذه الشهادة ولكن رصيد بعضهم من الواقع الدال على إيفائهم بمقتضياتها ضعيف إن لم يكن معدوماً أو مناقضاً لهذه المقتضيات ويبين لنا الإمام الطيلاني في هذا الفصل التناقضات بين الإدعاء والفعل في أسلوب روحاني بسيط ومنطقي

    ويحك ! لسانك مسلم ، أما قلبك فلا ، قولك مسلم أما فعلك فلا ، أنت في جلوتك مسلم ، أما في خلوتك فلا !

    قلبك فارغ من الإسلام والإيمان والإيقان ، لامعرفة لك ولاعلم ،فأنت هوس والكلام معك ضائع! يامنافقون ! قد قنعتم بالكلام بألسنتكم ، وقلوبكم مشركة بالخلق

    تكذب حتى في صلاتك لأنك تقول الله أكبر وفي قلبك إلهاً غيره كل ما تعتمد عليه فهو إلهك ،كل شئ تخاف منه وترجوه فهو إلهك ،قلبك لا يوافق لسانك ، فعلك لايوافق قولك ،قل الله أكبر ألف مرة بقلبك ومرة بلسانك ، ماتستحي تقول لاإله إلاّ الله ولك ألف معبود غيره ،تب إلى الله عزوجل من جميع ما أنت فيه

    أرى ظواهركم تشهد بالوحدانية وبواطنكم بالعكس من ذلك ،أرى وجوهكم إلى الكعبة وقلوبكم إلى الدرهم والدينار ! ((من خاف أدلج )) أين الخوف؟ اللهم خلاصاً

    كل من لم يتبع النبي صلى الله عليه وسلم ويأخذ شريعته في يده والكتاب المنُزَّل عليه في اليد الأخرى ولايصل في طريقه إلى الله عزوجل يَهْلَك ويُهلِك ،يَضل ويُضِل ، هما دليلان إلى الحق عزوجل ،القرآن دليلك إلى الحق عزوجل ، والسنة دليلك إلى الرسول صلى الله عليه وسلم

    ويحك ! تنفق مالك باليمين الكاذبة وتخسر دينك لوكان لك عقل لعلمت أن هذه هي الخسارة بعينها تقول والله عزوجل مافي هذه البلدة مثل هذا المتاع ولاعند أحد مثله ، والله إنه يساوى كذا وكذا ،وإنه عَلَيَّ بكذا وكذا وأنت كاذب في كل ماقلته ثم تشهد بالزور وتحلف بالله عزوجل أنك صادق ،عن قريب يجيئك العمى والزمن تأدبوا رحمكم الله تعالى بين يدي الحق عزوجل من لم يتأدب بآداب الشرع أدبته النار يوم القيامة

    كن عاقلاً ! لاتتهوس ولاتتصنع ولاتتكلف ،أنت في هوس وتصنع وتكلف وكذب ورياء ونفاق ،كلُّ همك إستجلاب الخلق اليك

    قد صارت الملوك لكثير من الخلق آلهة ، قد صارت الدنيا والغنى والعافية والحول والقوى آلهة ، ويحكم ! جعلتم الفرع أصلاً ، المرزوق رازقاً ، المملوك مالكاً ، الفقير غنياً ، العاجز قوياً، الميت حياً ،لاكرامة لكم ! لانتبعكم ولانتخذ مذهبكم بل نكون ناحية منكم ،على تل السلامة ،على تل السنة وترك البدعة ، على تل التوحيد والإخلاص وترك الرياء والنفاق ورؤية الخلق بعين العجز والضعف والقهر ،إذا عظمت جبابرة الدنيا وفراعنتها وملوكها وأغنياءها ونسيت الله عزوجل ولم تعظمه فحكمك حكم من عبد الأصنام ، تصير ممن عظمت صنمك

    أنت عبد خبزك وأدمك وحلاوتك وثيابك وسلطانك

    إذا قلت لا اله إلا الله فقد ادعيت ، يقال أيها القائل ألك بينة ؟ ما البينة ؟ إمتثال الأمر والإنتهاء عن النهي والصبر على الآفات والتسليم إلى القدر ، هذا بينة هذه الدعوى ، وإذا عملت هذه الأعمال ما تقبل منك إلاّ بالإخلاص للحق عزوجل ، ولا يقبل قول بلا عمل ولا عمل بلا إخلاص للحق عزوجل وإصابة السنة

    أنت همتك القميص والعمامة والأكل والنكاح والدور والدكاكين والقعود مع الخلق والأنس بهم نحِّ همتك عن هذه الأشياء كلها فإن كان لك فيها قَسَمٌ فإنه يجيئك في وقته وقلبك مستريح من تعب الإنتظار وثقل الحرص !! قائم مع الحق عزوجل ،فما لك وهذا التعب في شئ مفروغ منه

    إني أراك في قيام وقعود وركوع وسجود وسهر وتعب وقلبك لا يبرح من مكانه ولا يخرج من بيت وجوده ولا يتحول عن عادته ،أصدق في طلب مولاك عزوجل وقد أغناك صِدْقُك عن كثير من التعب

    ويحك! كلُّ همك الأكل والشرب واللبس والنكاح وجمع الدنيا والحرص عليها ، عَمّالٌ في أمور الدنيا بطّال في أمور الآخرة

    يا أكلة الحرام ! أنتم تمنعون نفوسكم شرب الماء بالنهار ثم تفطرون على دماء المسلمين ومنكم من يصوم بالنهار ويفسق بالليل

    عند تغير الأحوال وضيقة الرزق تتغيرون عليه لأجل لقمة ،وعند كسر عرض تكفرون كل نعمة لأجل زوال فرد نعمة ،كأنكم جبارون تتحكمون عليه ،إفعل ولا تفعل ،ولم فعلت ؟وكان ينبغي أن يكون كذا ،هذا بعدٌ ومقتٌ وطرد من أنت يا إبن آدم ؟ أنت مخلوق من ماء مهين ،تواضع لربك عزوجل وذُلَّ له

    ضاع عمرك في أكلوا وأكلنا وشربوا وشربنا ولبسوا ولبسنا وجمعوا وجمعنا

    إذا أفلح الواحد منكم وعمل طاعة فهي مشوبة بالعجب ورؤية الخلق وطلب الحمد منهم عليها

    يامدعين الزهد بأقوالكم وأفعالكم ! قد تلبستم بثياب الزهاد وبواطنكم ملأى رغبة وحسرة على الدنيا ،لو خلعتم هذه الثياب أظهرتم الرغبة التي في قلوبكم لقد كان يكون أحب إليكم وأبعد لكم من النفاق

    يامن يدعي العلم ويطلب الدنيا من أبنائها ويذل لهم ! قد أضلك الله على علم ، ذهبت بركة علمك ،ذهب لبه وبقي قشره ،وأنت يامن يدعي العبادة وقلبه يعبد الخلق ويخافهم ويرجوهم ،ظاهر عبادتك لله عزوجل وباطنها للخلق ،كُلُّ طلبك وهمك لما بأيديهم من الدرهم والدينار والحطام ،ترجوا حمدهم وثناءهم ،وتخاف ذمهم وإعراضهم ، تخاف منعهم وترجوا عطاءهم بكثرة تماديك وتخادعك ولين كلامك على أبوابهم ويلك! أنت مشرك منافق ،هراء ،مُداخلٌ زنديق ،ويلك! على من تتبهرج ؟ على من (( يَعْلَمُ خائِنةَ الأَعْيُن وَمَا تُخْفِي الصُّدُور))

    أعط الربوبية حقها ،لاتعمل للحمد والثناء ،لا للعطاء ، لاللمنع

    يامنافق! إيش تهذي ؟ هذيانك فارغ ! كم تقول أنا ومن أنت؟ ترى غيره وتقول أنا! تأنس بغيره وتقول أنا آنس به ! تسمى نفسك راضياً وذلك معارضة ، تسميها صابرة وبقَّةٌ تزعجك وتُكفِّرك ،لاكلام حتى يصير لحمك ميتاً لكثرة الآلام والآفات فيه ، فلاتؤلمه مقاريض الآفات ، فتصير كُلُّكَ خلوة به ! يخلو قلبك عن الدنيا والآخرة فيكون عدماً بالإضافة إليهما وإلى مافيهما ،ووجودك عند امتثال الأمر والإنتهاء عن النهي، فعله يوجدك ،وفعله يحركك ويسكِّنَك وأنت في غيبته معه ، لايثبت لك مقام حتى يصح لك هذا المقام

    إني أراك عند الخلق لاعند الخالق عزوجل ،تؤدي حق النفس والخلق وتسقط حق الحق عزوجل ،تشكر غيره على نعمته!

    لاتعمل شيئاً إلا لله عزوجل ،إني أراك كُلَّكَ خطأ لأنك مع النفس والهوى والدنيا والشهوات واللذات ،تُجَرَّدُك بقَّة ،تُسخطك لقمة ،ترضى لرضا نفسك وتسخط لسخطها ،فأنت عبدها ،زمامك بيدها

    إن أردت صحبة القوم دنيا وآخرة فوافقه في أقواله وأفعاله وإرادته ،إني أراك قد عكست الأمر ، وجعلت مخالفته ومنازعته دأبك بالليل والنهار ، يقول إفعل ولاتفعل كأنه هو العبد وأنت المعبود،سبحانه ماأحلمه ،لولا حلمه لرأيت ضد ماعندك

    يامنافق! أنت عبد الدنيا والخلق ،ترائيهم وتعمل لهم وتنسى نظر الحق عزوجل إليك ، تُظهر أنك تعمل للآخرة وكل عملك وقصدك للدنيا

    أنت مستعجل والمستعجل لايقع بيده شئ ،إذا استعجلت كنت من جند الشيطان ومعه ،وإذا توقفت وثبت وتأدبت وصبرت كنت من جند الرحمن ومعه

    أنتم خلق كُلِّي ، نفس كُلِّي،هوى كُلِّي،غيبة كُلِّية ،طبع كُلِّي ، ماعندكم من الله عزوجل ولا من العارفين خبر

    إني أرى تصاريفك غير تصاريف المراقبين لله عزوجل الخائفين منه ،تواصل أهل الشر والفساد وتفارق الأولياء والأصفياء ، قد فرغت قلبك من الحق عزوجل وملأته من الفرح بالدنيا وأهلها وحطامها

    أنت نفس كُلِّية ،هوى كُلّي ،عادة كلية ،ما عندك من التوكل والتوحيد خبر

    أنت مجتر على الحق عزوجل بأفعالك ، قد ألقيت جلباب الحياء من عينيك وقد جعلته أهون الناظرين إليك ،أنت آخذ بهواك ومتحرك بهواك فلاجرم يهلكك هواك ، إستح من الله عزوجل في جميع أحوالك وأعمل بحكمه

    النفاق قد ثبت على قلبك ، تحتاج إلى الإسلام والتوبة وقطع الرياء

    لاتكذب ! فمالك قلبان بل هو قلب واحد ،بأي شئ إمتلأ فما يسع شيئاً آخر

    لاَتهْذِ ! أنت تدعي ماليس لك وماليس عندك ،أنت نفسك مستولية عليك والخلق والدنيا كلها في قلبك ، هما في قلبك أكبرمن الله عزوجل ، أنت خارج عن حد القوم وعدّهم ، إن أردت الوصول فاشتغل بطهارة قلبك عن الأشياء كلها ، إمتثل الأوامر وإنته عن النواهي وإصبر مع القدر ، وأخرج الدنيا من قلبك وبعد هذا تعال حتى أتكلم معك أخبرك بما وراء ذلك 0 إن فعلت هذا حصل لك الذي تريد وقبل هذا فالكلام هذيان

    كل رغبتك في الدنيا والخلق ،لارغبة لك في ربك عزوجل

    مايقع بيدك من الحق عزوجل شئ بنفاقك وفصاحتك وبلاغتك وتصفير وجهك وترقيع مرقعتك وجمع أكتافك وتوكيلك ،كل ذلك من نفسك وشيطانك وشركك بالخلق وطلب الدنيا منهم

    يامنافق! ما يقع بيدك بنفاقك وتصنعك ، أنت تربي ناموسك ،تربي قبولك في قلوب الخلق ،تربي قبلة يدك ،أنت مشئوم على نفسك في الدنيا والآخرة وعلى من تربيه وتأمره بإتباعك ، أنت مُراء دجال ونصاب على أموال الناس ،لاجرم لاتكون لك دعوة مجابة ولاموضع في قلوب الصديقين ،قد أضلك الله على علم

    أنت أسير الشيطان والهوى والنفس والدنيا والشهوات وماعندك خبر! قلبك في قيد وماعندك خبر!

    لابارك الله فيكم يامنافقون !ما أكثركم! كل شغلكم في عمارة مابينكم وبين الخلق وتخريب مابينكم وبين الحق عزوجل

    أنت نفس وطبع وهوى ! تقعد مع النسوان الأجانب والصبيان ثم تقول لاأبالي بهم كذبت ! لايوافقك الشرع والعقل ،تضيف ناراً إلى نار ،حطباً إلى حطب ،فلا جرم تشتعل دار دينك وإيمانك ،إنكار الشرع لهذا عام لم يستثنى فيه أحد

    يازهاد! وياعباد! أخلصوا وإلاّ فلاتتبعوا ،قد طاب لكم الصوم والصلاة والتخشن في المطعم والملبس من غير نية وإخلاص بل مع حضور النفس ودخول الهوى

    كل حديثكم في الغلاء والرخص ،وأحوال السلاطين والأغنياء ،أكل فلان ،لبس فلان ،إستغنى فلان ،تزوج فلان ، كل هذا هوس ومقت و عقوبة ، توبوا وأتركوا ذنوبكم وارجعوا إلى ربكم دون غيره ، أذكروه وانسوا غيره

    أمرك مبنى على غير أساس فلاجرم تقع حيطانك ،أساسك البدع والضلالات وبناؤك الرياء والنفاق فكيف يثبت لك بناء ،ذلك هوى وطبع ،تأكل وتشرب وتنكح وتجمع بالهوى والطبع ، ليس لك نية صالحة في شئ من ذلك

    قد قام سوق النفاق وأنا مجتهد في إقامة الدين الذي كان عليه نبينا محمد صلى الله تعالى عليه وسلم والصحابة والتابعون له هذا آخر الزمان ! قد صار معبود أكثركم الدينار والدرهم،قد صاروا كقوم موسى عليه السلام الذين أشربوا في قلوبهم العجل،عِجل هذا الزمان الدينار والدرهم

    اني أرى الأكثر منكم محجوبين ! يدَّعون الإسلام وماعندهم من حقيقته شئ ! ويحكم! إسم الإسلام عليكم فحسب لاينفعكم ! تعملون بشرائطه ظاهراً لا باطناً، لايساوي عملكم شيئاً، ليلة القدر لها علامة عند الصالحين من عباد الله عزوجل

    تنحَّ ! ماأنت من القوم ! أنت عبد الخلق وعبد النفس والهوى والشهوات

    معبود أحدكم درهمه وديناره ،إذا ذهب عنه قامت قيامته ويفوته صلاة جمعة أو جماعة لايبالي ! أويموت له ولد فاسق فاجر يكثر جزعه ويطلب الإستئناس بأحد الخلق

    أنت عبد الخلق ،سمنك إذا أقبلوا ،هزالك إذا أدبروا،أنت هالك ،أنت مشرك ، قلبك فارغ من التوحيد ! أنت عبد الخلق ! أنت فارغ من الخيرات ،أنت خارج عن العد ، لاتُعد مع العلماء ولاالمريدين ولاالصالحين

    تريدني أنافقك وأليِّن لك في الكلام ، تفرح نفسك وتعجب وتظن أنها على شئ ، لا ولاكرامة لها ! أنا نار ولا يثبت على النار إلاّ السمندل الذي يبيض ويفرخ ويقوم ويقعد في النار

    ويحك ! تحفظ القرآن ولاتعمل به ،تحفظ سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولاتعمل بها ، تأمر الناس وأنت لاتفعل ، وتنهاهم وأنت لاتنتهي

    أنت هوس في هوس ، عدم في عدم ، جهل في جهل ، تأكل كما تأكل الأنعام من غير تفتيش ولاإحتساب ولاسؤال ، من غير نية من غير أمر من غير فعل

    إلى متى هذا الإباق عن الحق عزوجل والإعراض عنه؟إلى متى عمارة الدنيا وتخريب الآخرة؟إنما لكل واحد منكم قلب واحد فكيف يحب به الدنيا والآخرة؟كيف يكون فيه الخالق والخلق؟ كيف يحصل هذا في حالة واحدة في قلب واحد؟ هذا كذب

    أنت لاتصلح لك الزاوية بل تصلح لك الأسواق ،لايصلح لك أن تطلع على أسرار الله تعالى ،المطلع على أسرار الله تعالى يكون أخرس

    إني أراكم تلعبون بكتاب الله عزوجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم

    ماتستحي تقول بلسانك توكلت على الله وفي قلبك غيره؟

    إذا حضرتم مجالس الذكر تحضرونها للفرجة لا للمداواة ،تعرضون عن وعظ الواعظ وتحفظون عليه الخطأ والزلل وتستهزئون وتضحكون وتلعبون ،أنتم مخاطرون برؤوسكم مع الله عزوجل،توبوا من هذا !

    إيش هذه الغفلة ؟ما أقسى قلوبكم ! صخور أنتم ؟! أقول لكم وغيري يقول لكم وأنتم على حالة واحدة

    ويحك ! قد خسرت ! إستغث إلى الحق ،إرجع إليه بأقدام الندم والإعتذار حتى يخلصك من أيدي أعدائك وينجيك من لجة بحر هلاكك ،تفكر في عاقبة ما أنت فيه وقد سهل عليك تركه

    قد كان لك بعض العذر وأنت صبي وشاب إلى الآن ،قد قاربت الأربعين أو قد جاوزتها وأنت تلعب بما يلعب الصغار

    الأكثر منكم يتبع كل زاعق وناعق ،الأكثر من المتكلمين كلامهم من ألسنتهم لا من قلوبهم ،زعقات المنافق من لسانه ورأسه وزعقات الصادق من قلبه وسره
    هذا عبدُ جاهه ودرهمه ، وهذا عبدُ نفسه وثوبه

    الله عزوجل هو المظهر لمن يشاء من عباده ، هو المنادي عليهم ، هو الجامع لقلوب الخلق على من يريد من عباده ، هو المسخِّر ، تريد أنت بنفاقك أن تجمع قلوب الخلق عليك ؟ لا يجئ من هذا شئ

    كن عاقلاً ! لاإيمان لك! لاعقل لك! لاتمييزلك! أنت قائم مع الخلق ، مشرك بهم ، أنت هالك إن لم تتب ، تَنَحَّ عن طريق القوم ، تنحَّ عن بابهم ، لاتزاحمهم بأكتاف بنيتك دون قلبك ، لاتزاحمهم بنفاقك ودعاويك وهوسك ، إنما يُزاحم القوم بالقلوب والأسرار ، بأكتاف التوكل والصبر على الآفات والرضا بالأقسام

    محبة ليست هينة حتى يدعيها كل أحد،كم ممن يدعيها وهي بعيدة عنه ، وكم ممن لايدعيها وهي عنده ،لاتحقروا أحداً من المسلمين فإن أسرار الحق عزوجل مبذورة فيهم ، تواضعوا في أنفسكم ولاتتكبروا على عبادالله عزوجل ،تنبهوا من غفلاتكم ،ماأنتم إلاّ في غفلة عظيمة كأنكم قد حوسبتم وعبرتم الصراط ورأيتم منازلكم في الجنة ،ماهذا الإغترار العظيم ؟! كل واحد منكم قد عصى الله عزوجل معاصي كثيرة وهو لايتفكر فيها ولايتوب منها ويظن أنها قد نُسيت ،هي مكتوبة في صحائفكم بتواريخ أوقاتها،يُحاسب ويعاقب على القليل والكثير منها

    الكِدية من الخلق بالقلب كالكِدية منهم باللسان عندي ،لافرق بينهما من حيث الحقيقة

    ويحك! ياجاهلاً بالقدر والمقدِّر ، أتظن أن أبناء الدنيا يقدرون أن يعطوك مالم يقسم لك؟ولكن هذه وسوسة الشيطان الذي قد تمكن من قلبك ورأسك ، لست عبد الله عزوجل ، وإنما أنت عبد نفسك وهواك وشيطانك وطبعك ودرهمك ودينارك ، إجهد أن ترى مفلحاً حتى تفلح بطريقه

    أما حضرت مَنْزولاً به قط ؟ ستأتيك نوبتك ويفرغ منك ملك الموت! يأتي حياتك فيقلعها من مكانها ويفرق بينك وبين أهلك ومحابك ،إجتهد أن لااتُقبَض وأنت كاره للقاء الله عزوجل ،قدِّم مالك إلى الآخرة ،إنتظر الموت فإنك ترى عند الله عزوجل خيراً مما تراه في الدنيا

    تتأدب مع الخلق بحيث لاترفع صوتك على صوت أحدهم حفظاً لأدبك و تبارز الحق عزوجل بالمعاصي وتعارضه في أفعاله ،قبيحٌ بك !

    ماأكسلكم في طاعة الله عزوجل وأقواكم في طاعة عدوه وعدوكم الشيطان الرجيم

    ويحك ! كم تتأول وتترخص ! المتأول غادر

    كلكم موتى القلوب ، أحياء النفوس والأهوية ، طالبي الدنيا

    إلى أي وقت تضيعون عمركم في لاشئ؟ أطلبوا من يدلكم على طريق الآخرة، ياضُلاّلاً عنها!

    الله أكبر ياموتى القلوب ! يامشركين بالأسباب !ياعابدين أصنام عقولهم وقواهم ومعإيشهم ورؤوس أموالهم وسلاطين بلادهم وجهاتهم التي ينتمون إليها

    قد كان لك بعض العذر وأنت صبي وشاب إلى الآن ،قد قاربت الأربعين أو قد جاوزتها وأنت تلعب بما يلعب الصغار

    إذا لم يكن لك علم ولا إخلاص ولا أدب ولاحسن ظن بالشيوخ فكيف يجئ منك شئ ، قد جعلت همك الدنيا وحطامها ،عن قريب يحال بينك وبينها ،أين أنت من القوم الذين همهم همٌّ واحد ،يراقبون الله عزوجل في بواطنهم كما يراقبونه في ظواهرهم ،يهذبون القلب كما يهذبون الجوارح حتى إذا تم لهم هذا كفاهم همَّ الشهوات بأسرها فلا يبقى في قلوبهم إلاّ شهوة واحدة وهي طلب الله عزوجل والقرب منه ومحبته فحسب

    يامنافق! طهَّرَ الله عزوجل الأرض منك ! مايكفيك نفاقك حتى تغتاب العلماء والأولياء والصالحين بأكل لحومهم ، أنت وإخوانك المنافقون مثلك عن قريب تأكل الديدان ألسنتكم ولحومكم وتقطعكم وتمزقكم ،والأرض تضمكم فتسحقكم وتقلبكم

    إذا لم يكن لك باطن صحيح وقلب خال عما سوى الحق عزوجل وإلاّ فمجرد الخلوة لاينفعك

    ويحك! ماتستحي منه عزوجل وقد جعلت دينارك ربك ودرهمك همك ونسيته بالكلية ،عن قريب ترى خبرك

    ويحك! إبك حتى يبكى معك ، أقعد في مصيبتك والبس ثياب العزاء حتى يُقعد معك، أنت محجوب وما عندك خبر

    كن عاقلاً ! لاتزاحم القوم بجهلك بعد ما خرجت من الكتّاب صعدت تتكلم على الناس ،هذا أمر يحتاج إلى أحكام الظاهر وأحكام الباطن ثم الغنى عن الكل ثم يحتاج إلى أن تقع في ضرورتين :الاولى أن لايبقى في بلدتك غيرك فتتكلم على الناس ضرورة ، والأخرى أنك تؤمر بالكلام من حيث قلبك فحينئذ ترقى إلى هذا المقام لترد الخلق إلى الخالق

    أنت لاصدق لك ولاتوحيد ولاإيمان ،إيش اعمل بك ؟ أسُدُّ بك الشق ،أنت خشب نخر لاتصلح إلاّ للنار

    يارجالاً ويانساء ! قد أفلح منكم من كان معه ذرة من الإخلاص ،ذرة من التقوى ، ذرة من الصبر والشكر ، إني أراكم مفاليس!

    ويلك! ماتستحي تطلب من غير الله عزوجل وهو أقرب إليك من غيره ، تطلب من الخلق مالا حاجة لك إليه، معك كَنْز مكنوز وأنت تزاحم الفقراء على حبة وذرة ،إذا مِتَّ إفتضحت ، تظهر مخابيك ومكاتمك وتأخذ اللعنة من جوانبك ، لو كنت عاقلاً إكتسبت ذرة من الإيمان تلقى الله عزوجل بها

    يابائعين الآخرة بالدنيا، يابائعين الحق عزوجل بالخلق، يابائعين ما يبقى بما يفنى ، خسرت تجارتكم وذهبت رؤوس أموالكم ، ويلكم أنتم متعرضون لمقت الله عزوجل وسخطه لأنَّ من تزين للناس بما ليس فبه مَقَته الله عزوج

    أما تستحي ؟ جعلت منظر الخلق مزيناً ومنظر الحق عزوجل منجساً

    ماأوقحك على الله عزوجل ! ما أقلَّ خوفك منه !ما أكبر تهاونك برؤيته!

    لو خُلينا وظاهر العلم لبينا لك ذنوبك وقلنا ياكافر! يافاسق! لكن الشرع قبض أيدينا عن ذلك

    ياجمل الطاحون ! أنت في قيام وقعود بلا إخلاص ، تصلي للناس وتصوم وعيناك إلى أطباق الناس وإلى مافي بيوتهم

    لاينبغي للعالم أن يدخل على الملوك إلا بعد إتقان إيمانه وإتقائه وقوة علمه بالله وزهده وتمكنه من المعرفة والأنس بالله فيدخلون إليهم بقوى ويخرجون عنهم بقوى

    الإسلام يبكي ويستغيث ،يده في رأسه من هؤلاء الفجار ،من هؤلاء الفساق ، أهل البدع والضلال ،من الظلمة ، من اللابسين ثياب الزور ،من المدعين ماليس فيهم

    لابارك الله فيكم يامنافقون فما أكثركم ! كل شغلكم في عمارة مابينكم وبين الخلق وتخريب مابينكم وبين الحق عزوجل ،اللهم سلطِّني على رؤوسهم حتى أطهِّر الأرض منهم

    أنتم أعداء نعم الله تعالى ، إن كان منه إليكم شر تُظهرون ، وإن كان منه إليكم خير تكتمون ! إذا كتمتم نعم الله تعالى ولم تشكروه عليها سلبها منكم

    يتلبس أحدكم بزي الصالحين ، زرقة وصوف وهو عندنا كافر!

    أسأل عني منكراً ونكيراً عند مجيئهما إلى قبرك فإنهما يخبرانك عني ، إسمك مذنب ،اسمك غداً محاسَب ومناقَش، أنت في القبر مذموم لاتدري أمن أهل النار أنت أم من أهل الجنة ؟عاقبتك مبهمة فلا تغتر بصفاء حالك ،ماتدري ما إسمك غداًالقدم الأول ماصح لك كيف تصل إلى الثاني ؟ الإسلام ماصح لك فكيف تصل إلى الإيمان ؟ الإيمان ماصح لك فكيف تصل إلى الإيقان ؟ الإيقان ماصح لك فكيف تصل إلى المعرفة والولاية ؟ كن عاقلاً ، ماأنت على شئ ! كل منكم يطلب الرياسة على الخلق بلا آلة فيه ، إنما تصح الرياسة على الخلق بعد الزهد فيهم وفي الدنيا والنفس والهوى والطبع والإرادة ، الرياسة من السماء تَنْزل لا من الأرض ، الولاية من الحق لا من الخلق

    كن أبداً تابعاً لا متبوعاً ، صاحباً لا مصحوباً ، إرض بالذل والخمول فإن كان لك عند الحق عزوجل ضد ذلك فهو يجيئك في وقته ، عليك بصحبة العبودية وهي امتثال الأمر والإنتهاء عن النهي والصبر على الآفات

    تواصلون الضياء بالظلام في الكد على النفوس التي هي عدوتكم ، ترضون أزواجكم بسخط ربكم ، كثير من الخلق يقدمون رضا أزواجهم وأولادهم على رضا الحق عزوجل

    ويحك ! كيف تدعي طريق هؤلاء القوم وأنت مشرك بك وبغيرك من الخلق ؟ لاإيمان لك وعلى وجه الأرض من تخافه وترجوه ، لازهد لك وفي الدنيا شئ تريده ، لاتوحيد لك وأنت ترى غيره في طريقك إليه ، العارف غريب في الدنيا والآخرة وزاهد فيهما وفيما سوى الحق عزوجل في الجملة ،لارغبة له في غيره .


    ( اللهُم إهدني لهُداك فإنهُ لا هُدا إلا هُداك )

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    التعديل الأخير تم بواسطة ahmadof; الساعة 21-01-2012, 09:22 AM.

  • #2
    رد: ( رجاء لا يدخل إلا صاحب القلب الكبير )

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    جزاك الله كل خير على هذا الطرح القيم
    والذي لا يثمن بثمن
    قلوبٌ فارغة من التوحيد
    قلوب كالصخر والله
    تجدهم ينهون صلاتهم ويجلسون
    ويتحدثون ويقولون متى سيفرجها علينا الحاكم بزيادة على الرواتب
    صار الشرك على كل لسان
    والويل ثم الويل لمن ينكر عليهم هذا
    فهو إرهابي متشدد من الخوارج
    رحم الله الشيخ محمد قطب
    عندما كتب كتاب مفاهيم ينبغي أن تصحح
    من هنا كانت إنطلاقة قاعدة تجديد الإسلام
    لكن حسبنا الله ونعم الوكيل
    في كل طاغية تآمر على الإسلام والمسلمين
    وبعدها قدم كتاب هل نحن مسلمون
    ولو سالنا أنفسنا جميعنا هذا السؤال
    هل نحن مسلمون موحدون لله حق التوحيد؟؟
    نسأل الله السلامة السلامة..
    بارك الله فيك أخي الحبيب

    قال الحسن البصري - رحمه الله :
    استكثروا في الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعةً يوم القيامة".
    [حصري] زاد المربين فى تربية البنات والبنين


    تعليق


    • #3
      رد: ( رجاء لا يدخل إلا صاحب القلب الكبير )

      المشاركة الأصلية بواسطة أبوالمعالي مشاهدة المشاركة
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      جزاك الله كل خير على هذا الطرح القيم
      والذي لا يثمن بثمن
      قلوبٌ فارغة من التوحيد
      قلوب كالصخر والله
      تجدهم ينهون صلاتهم ويجلسون
      ويتحدثون ويقولون متى سيفرجها علينا الحاكم بزيادة على الرواتب
      صار الشرك على كل لسان
      والويل ثم الويل لمن ينكر عليهم هذا
      فهو إرهابي متشدد من الخوارج
      رحم الله الشيخ محمد قطب
      عندما كتب كتاب مفاهيم ينبغي أن تصحح
      من هنا كانت إنطلاقة قاعدة تجديد الإسلام
      لكن حسبنا الله ونعم الوكيل
      في كل طاغية تآمر على الإسلام والمسلمين
      وبعدها قدم كتاب هل نحن مسلمون
      ولو سالنا أنفسنا جميعنا هذا السؤال
      هل نحن مسلمون موحدون لله حق التوحيد؟؟
      نسأل الله السلامة السلامة..
      بارك الله فيك أخي الحبيب

      تعليق


      • #4
        رد: ( رجاء لا يدخل إلا صاحب القلب الكبير ... متجدد بمشيئة لله)

        بسم الله الرحمن الرحيم


        الحمد لله والصلاة والسلام على خاتم النيين محمد بن عبدلله الصادق الأمين وعلى آل بيته الطيبيين الأطهار وعلى صحابتة رضوان الله عليهم ومن تبعهم وسار على نهجهم إلى يوم الدين


        اُحييكم بتحية الإسلام ( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته )


        ( رجاء لا يدخل إلا صاحب القلب الكبير ... متجدد بمشيئة لله )


        ملاحظة مهمة :- ( هذا حوار بيني وبين نفسي ولا أعني بهِ أحداً )



        لابد لكل طريق من معالم تدل صاحبها على أنه ما يزال على الجادة أو إنحرف عنها فمن الناس من لم يخطو خطوة واحدة في هذا الطريق وهو يظن أنه من رواده ، ومنهم قد خطى خطوات قليلة ثم ضل الطريق ،ومنهم من لا يزال على الطريق ولكنه قلق لايدري هل الطريق الذي يمشي فيه سالكة وستوصله إلى مبتغاه أم لا ولمعرفة معالم هذا الطريق لابد من السؤال عنها من صالح أهلها ورجال هذه الطريق أثابهم الله تعالى تركوا لنا الإشارات والعلامات الدالة لنبقى ضمن القافلة ولا تتيه بنا السبل

        تدّعي أنك عبده وتطيع سواه ،لو انك عبده على الحقيقة لعاديت فيه وواليت فيه

        إدعيت محبة الله عزوجل ؟أما علمت أن لها شرائط ؟ من شرائط محبته موافقته فيك
        وفي غيرك ومن شرائطها أن لاتسكن إلى غيره وأن تستأنس به ولاتستوحش معه

        ليس الشأن في توبتك ،الشأن في ثبوتك عليها ،ليس الشأن في غرسك ،الشأن في ثبوته وتغصينه وثمرته

        أين عبودية الحق عزوجل ؟ هات حقيقة العبودية وخذ الكفاية في جميع أمورك، إرجع إليه وذل وتواضع لأمره بالإمتثال ولنهيه بالإنتهاء ولقضائه بالصبر والموافقة ،إذا تم لك هذا تمت عبوديتك لسيدك وجاءتك منه الكفاية قال الله عزوجل ((أَلَيْسَ الله بِكافٍ عَبْدَه ))

        إذا حضر بين يديك شئ من الدنيا ورأيت قلبك يشمئز منه فاتركه ،ولكن لاقلب لك ،كُلَّكَ نفس وطبع وهوى

        مادمت قاعداً في بيت نفسك وهواك وطبعك لاتصِح مادمت منازعاً للخلق فيما في أيديهم مستجلباً له بريائك ونفاقك لاصحة لك مادمت راغباً في الدنيا فلا صحة لك مادمت واثقاً بقلبك مع ماسوى الحق عزوجل فلا صحة لك اللهم أُرزقنا الصحة معك

        المريد الصادق كل وارد يرد إليه يعرض أعماله الظاهرة على مرآة الحكم ويعرض أعماله الباطنة على مرآة العلم فإن وافق أعماله المرآتين أدخله على الملك عزوجل ، وإن وافق عمل مرآة دون مرآة لايدخل ، يقعد على الباب ويقال له أحكم أمرك حتى يشكر سعيك ويحمد أمرك فإنه باب لايدخل إليه إلا من باب الحكم والعلم

        القلب إذا إنقلب صار ملكاً يسمع مايسمع الملك ، يعرف مايعرف الملك ثم يزيد فيصير ملكاً عليه

        إذا صحت عبوديتك له أحبك وقوّى حبه وآنسك به وقربَّك منه من غير تعب ولاطلب لك صحبة غيره فتكون راضياً عنه في جميع الأحوال فلو ضيق عليك الأرض يرحبها وسد عليك الأبواب بسعتها لم تسخط عليه ولم تقرب باب غيره ولم تأكل من طعام غيره فتلتحق بموسى عليه السلام حيث قال عزوجل في حقه ((وَحَرَّمْنا عَلَيْهِ المَراضِعَ مِنْ قَبْل))

        إذا صحت خلوتك مع الله عزوجل دهش سرك وصفا قلبك ،يصير نظرك عبراً وقلبك شكراً وروحك ومعناك إلى الحق عز وجل واصلاً

        تدَّعي أن قلبك قد خرج من الخلق وأنت تخافهم وترجوهم ! ظاهرك الزهد وباطنك الرغبة! ظاهرك الحق وباطنك الخلق!

        علامة غفلتك مصاحبتك الغَفَلَة

        العبد إذا عرف الحق عزوجل قرَّبَ قلبَه كل القرب وأعطاه كل العطاء وآنسه كل الأُنس وأعزه كل العز ،فإذا سكن إلى ذلك أزاله عنه ،يفقر يده ويرده إلى نفسه ويجعل بينه وبينه حجاباً ،يختبره لينظر كيف يعمل ؟ يهرب أو يثبت فإذا ثبت رفع الحجب عنه ورده إلى ماكان عليه

        من إزداد علمه ينبغي أن يزداد خوفه من ربه عزوجل وطواعيته له

        إذا عظمت جبابرة الدنيا وفراعنتها وملوكها وأغنيائها ونسيت الله عزوجل ولم تعظمه فحكمك حكم من عبد الأصنام ،تصير ممن عظمت صنمك

        من أراد الله به خيراً أغلق أبواب الخلق في وجهه وقطع عطائهم عنه حتى يرده بذلك إليه ، يقيمه من الغُدر إلى الشط ، يقيمه من لاشئ إلى شئ

        يامدعي العلم ‍‍! أين بكاؤك من خوف الله عزوجل ؟ أين إعترافك بذنوبك ؟ أين مواصلتك للضياء بالظلام في طاعة الله عزوجل؟ أين تأديبك لنفسك ومجاهدتها في جانب الحق وعداوتها فيه

        حكي أن بني إسرائيل أصابتهم شدة فاجتمعوا إلى نبي من أنبيائهم فقالوا له خَبِّرْنا بما يرضي الحق عزوجل حتى نتبعه فيكون سبباً لدفع هذه الشدة عنا ،فسأل الحقَ عزوجل عن ذلك فأوحى الله إليه قل لهم أن أردتم رضاي فارضوا المساكين فإن أرضيتموهم رضيت وأن أسخطتموهم سخطت
        إن وجدت عندك تفرقة بين الغني والفقير عند إقبالهم عليك فلا فلاح لك أكرِم الفقراء الصُبَّرَ وتبرَّك بهم وبلقائهم والجلوس معهم قال النبي صلى الله عليه وسلم ((الفقراء الصُبَّر جلساء الرحمن يوم القيامة))

        إبتداء هذا الأمر الإسلام ، وإمتثال الأمر والإنتهاء عن النهي والصبر على الآفات ، وإنتهاؤه الزهد فيما سوى الحق عزوجل وأن يستوي عنده الذهب والتراب، والحمد والذم، والعطاء والمنع ،والجنة والنار، والنعمة والنقمة ، والغنى والفقر، ووجود وعدمهم ، فإذا تم هذا كان الله عزوجل من وراء ذلك كله ،ثم يأتي التوقيع منه بالإمارة والولاية على الخلق ،كل من رآه ينتفع به لهيبة الله عزوجل ونوره المتلبس به

        تشبعون وجيرانكم جياع وتدعون أنكم مؤمنون ‍! ما صحَّ إيمانكم

        عندي تستمع وتبكي وإذا جاء الفقير يقسو قلبك ! فدلَّ على أن بكاءك ماكان خالصاً لله عز وجل

        شرط المحبة أن لاتكون لك إرادة مع محبوبك وأن لاتشتغل عنه بدنيا ولاآخرة ولاخلق

        أحب الأشياء إلى المؤمن العبادة ، أحب الأشياء إليه القيام إلى الصلاة وهو قاعد في بيته فقلبه ينتظرالمؤذن ، هو داعي الحق عزوجل ، سمع الأذان ، دخل قلبه سرور ويطير إلى الجوامع والمساجد ، يفرح بمجيء السائل إليه

        قولك لااله إلاّ الله دعوى وتوكلك عليه وثقتك به وإعراض قلبك عن غيره بينة

        ويحك! تدعي العلم وتفرح فرح الجهال وتغضب كغضبهم فرحك بالدنيا وإقبال الخلق عليك ينسيك الحكمة ويقسِّي قلبك، المؤمن لايفرح إلاّ بالله عزوجل لابغيره

        من لاينفعك لَحْظُهُ لاينفعك وعظه

        قد إدعيت المعرفة بالله تعالى ، قل لي ماعلامة معرفته ؟ إيش ترى في قلبك من الحكم والأنوار ؟ ماعلامة أولياء الله تعالى ؟ تظن أن كل من أدعى شيئاً سُلِم إليه ولايطالب ببينة ولايحك ديناره علىالمحك ، من جملة صفات العارف لله عزوجل أنه يصبر على الآفات ويرضى بجميع أقضية الله وأقداره في جميع الأحوال ، في نفسه وأهله وسائر الخلق

        دع عنك التكبر على الحق عزوجل وعلى الخلق فإنه من صفات الجبابرة الذين يكبهم الله عزوجل على وجوههم في نار الجحيم ،إذا أغضبت الحق عزوجل فقد تكبرت عليه، إذا أذن المؤذن فلم تجبه بقيامك إلى الصلاة فقد تكبرت عليه ، إذا ظلمت أحداً من خلقه فقد تكبرت عليه

        علامة طلبك العلم لله عزوجل خوفك ووجلك منه عند مجيء الأمر والنهي ، تراقبه وتذل له في نفسك وتتواضع للخلق من غير حاجة لاطمعاً فيما أيديهم وتصادق في الله عزوجل وتعادي فيه لان الصداقة في غير الله عزوجل عداوة ، الثبات في غيره زوال، العطاء في غيره حرمان

        بيِّنتك ملازمة الكتاب والسنة والعمل بهما والإخلاص في العمل

        المحب للحق عزوجل الصادق في محبته يسلم إليه نفسه وماله وعاقبته ويترك إختياره فيه وفي غيره ،لاتتهمه في تصرفه ، لاتستعجله ،لاتستبخله ، يحلو عنده كل مايصدر إليه منه

        يامن يدعي إرادة الحق عزوجل وهو واقف مع نفسه! كذبت في دعواك! النفس والحق لايجتمعان ، الدنيا والآخرة لايجتمعان ،من وقف مع نفسه فاته الوقوف مع الحق عزوجل ، من وقف مع الدنيا فاته الوقوف مع الآخرة

        من تاب ولم يغير ماكان عليه قبل التوبة فقد كذب في توبته ،التوبة قلْبُ دولة

        إذا خلوت والخلق في قلبك فإنك قاعد وحدك بلاحضور الأنس بالله عزوجل بل النفس والشيطان والهوى قرناؤك ، إذا كان قلبك مستأنساً بالله عزوجل فأنت خال من الخلق وإن كنت بين أهلك وعشيرتك

        من كان في حالة من الأحوال مع ملازمة الشرع ولم يتمن ما فوقها ولاماتحتها ولازوالها ولابقاءها فقد حصل له شرط الرضا والموافقة والعبودية

        ويلك ! لاتكذب ‍! تدعي الرضا وتغيرك بقة ولقمة وكلمة وكسر عرض

        المنافق يستحي من الله عزوجل وقت حضور الخلق عنده ويتواقح عليه وقت خلوته

        من عرف الله عزوجل خرس لسان نفسه وطبعه وهواه وعادته ووجوده ، أما لسان قلبه وسره وحاله ومقامه وعطاءه فينطق بإظهار النعم التي عنده فلهذا يجالسون بالصمت لينتفع بهم ويشرب من الشراب الذي ينضج من قلوبهم

        إذا عملت ورأيت أنَّ قلبك لايدنوا من الحق عزوجل ولاتجد حلاوة العبادة والأنس فاعلم إنك لست بعامل وإنك محجوب لأجل الخلل الذي في عملك ،ماذا الخلل؟ الرياء والنفاق والعجب

        كل من حسن إسلامه وتحقق أقبلَ على مايعنيه وأعرض عما لايعنيه

        أول هذا الأمر شهادة أن لااله الاالله وإنتهاؤه إستواء الحجر والمدر من صح قلبه واتصل بربه عزوجل إستوى عنده الحجر والمدر، والحمد والذم ، والسقم والعافية، والغنى والفقر ، إقبال الدنيا وادبارها

        علامة نفاق المنافق في هذا الزمان أن لايدخل عندي ولايسلم علي إذا لقيني فإن فعل ذلك كان تكلفاً منه

        علامة الولي أن يكون موافقاً من غير لم وكيف مع أداء الأوامر والإنتهاء عن المناهي لاجرم تدوم صحبته له ،يصير في صحبة قربه ،لا يميناً ولا شمالاً ولا وراء بل أماماً فحسب ،يصير صدراً بلا ظهر ،قرباً بلا بعد ،صفاء بلا كدر ،خيراً بلا شر

        لاتدَّعي! أنت تقرصك بقَّة تقوم قيامتك ،يعوزك من عشائك لقمة تقوم قيامتك

        ويحك ! أنت تعوزك لقمة ،تضيع منك حبة ،أو ينكسر لك عرض تقوم قيامتك وتعترض على الله عزوجل وتخرج غيظك في ضرب زوجتك وولدك ، لوكنت عاقلاً من أهل اليقظة والمراقبة لخرست بين يدي الله عزوجل ولرأيت جميع أفعاله نعمة في حقك

        من علامات الصديقين الرجوع إلى الله في كل شئ ،فإذا أرادوا كتمان أحوالهم رجعوا إلى الخلق في الأخذ والعطاء،قلوبهم معه وأبدانهم مع خلقه

        من أدعى حب الله عزوجل من غير ورع في خلوته فهو كذاب من إدَّعى حب الجنة من غير بذل المال والملك فهو كذاب من إدَّعىحب النبي صلى الله عليه وسلم من غير حب الفقر والفقراء فهو كذاب

        إن كان هذا الذي أنا فيه من الله فسيكبر ويكثر ويعظم وعلى رجليه يقوم وبأجنحته يطير على سطوح الخلق ويدخل دورهم ويرونه بعيونهم وقلوبهم ، وإن كان من نفسي وهواي وطبعي وشيطاني وباطلي فسحقاً وبعداً وعن قريب يصغر ويذوب وينقلب ويتفرق وينقطع ،لأن الحق عزوجل لايؤيد كذاباً ولا ينصر منافقاً ولايعطي جاحداً ولايزيد تاركاً للشكر ،كل من يحدث نفسه بشئ من النفاق لايجئ منه شئ بل يكون نفاقه سبب إحتراق دينه

        إذا صح القلب امتلأ رحمة وشفقة على الخلق

        إذا خفي عليّ أصل مال أحدكم أنتظر خروجه فإن خرجت النفقة على الأولاد والأهل والفقراء ومصالح الخلق علمت أنَّ أصله جاء من الحلال ، وإن خرج على الصديقين الذين هم خواص الحق عزوجل علمت أن أصله وتحصيله كان بالتوكل على الحق عزوجل وأنه حلال طَلِقٌ

        كلما صفا قلب العبد رأى النبي صلى الله عليه وسلم في منامه يأمره بشيء وينهاه عن شئ ، يصير كله قلباً وتنعزل بنيته ،يصير سراً بلا جهر ، صفاء بلا كدر ،يتنحى عنه قشر ظاهره إلى ناحية ويبقى لباً بلا قشر ،يصير مع النبي صلى الله عليه وسلم من حيث معناه ،يتربى قلبه معه وبين يديه ، يصير يده في يده ،يكون النبي صلى الله عليه وسلم هو المخاطب عنه ، الحاجب بين يديه

        كلامك يدل على مافي قلبك ،اللسان يدل على مافي قلبك ،اللسان ترجمان القلب ،فإذا كان القلب مختلطاً فتارة يصح الكلام وتارة يبطل ، لاتقدر تغير الشئ عما هو ،وإذا زال تخليطه صح اللسان ،إذا زال الشرك منه صح اللسان وإذا أشرك يقتدي بالخلق ،تغير وتبدل وتعثر وكذب ، من المتكلمين من يتكلم عن قلبه ومنهم من يتكلم عن سره ،ومنهم من يتكلم عن نفسه وهواه وشيطانه وعاداته

        إذا صحبت الخلق بعد صحبة الحق فأنت مع الحق لا مع الخلق ، علامة صحبتك للخلق أنك لاترى النفع والضر من جانب الخلق بل الكل مسلطون عليك مسخرون

        لوكان عندك ثمرة العلم وبركته لما سعيت إلى أبواب السلاطين في حظوظ نفسك وشهواتها،العالم لارجلين له يسعى بهما إلى أبواب الخلق ، والزاهد لايدين له يأخذ بهما أموال الناس ، المحب لله عزوجل لاعينين له ينظر بهما إلى غيره ،المحب الصادق في محبته لو لقى الخلق كلهم ما حلا له النظر إليهم ، لاينظر إلى غير محبوبه ، لاتكبر في عيني رأسه الدنيا ولاتكبر في عيني قلبه الأخرى ،ولايكبر في عيني سره غير المولى


        ( اللهُم إهدني لهُداك فإنهُ لا هُدا إلا هُداك )


        وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

        تعليق


        • #5
          رد: ( رجاء لا يدخل إلا صاحب القلب الكبير ... متجدد بمشيئة لله)

          المشاركة الأصلية بواسطة محمد عبدالحكيم الكامل مشاهدة المشاركة



          اُحييكم بتحية الإسلام ( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته )
          وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته


          ( رجاء لا يدخل إلا صاحب القلب الكبير ... )
          الله المستعان


          ملاحظة مهمة :- ( هذا حوار بيني وبين نفسي ولا أعني بهِ أحداً )
          جزاك الله خيرا علي التنويه


          إن حقيقة الإسلام هي الإستسلام لله عزوجل ولإحكامه وإتباع رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وهذه هي مقتضيات شهادة لا إله إلاّ الله محمد رسول الله وفي مشارق الإرض ومغاربها يوجد الملايين ممن يدَّعي هذه الشهادة ولكن رصيد بعضهم من الواقع الدال على إيفائهم بمقتضياتها ضعيف إن لم يكن معدوماً أو مناقضاً لهذه المقتضيات
          صدقتم بارك الله فيكم
          فكثر منا يقول أنه مسلم
          وتجده يريد تنحية شرع الله
          وتجده لم يحقق التوحيد الخالص لله
          وتجده يكره من أطلق لحيته وتشبه بالنبي صلي الله عليه وسلم وتجده يشمئز من المنتقبات كما ذكر بعضهم
          إلي الله المشتكي
          نسأل الله أن يصلح أحوالنا
          بظنك أخي الحبيب هل هذا جهل أم تجاهل

          ويحك ! لسانك مسلم ، أما قلبك فلا ، قولك مسلم أما فعلك فلا ، أنت في جلوتك مسلم ، أما في خلوتك فلا !
          قال صلي الله عليه وسلم
          لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاء ، فيجعلها الله هباء منثورا . قال ثوبان : يا رسول الله صفهم لنا ، جلهم لنا ، أن لا نكون منهم و نحن لا نعلم ، قال : أما إنهم إخوانكم ، و من جلدتكم ، و يأخذون من الليل كما تأخذون ، و لكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها

          قلبك فارغ من الإسلام والإيمان والإيقان ، لامعرفة لك ولاعلم ،فأنت هوس والكلام معك ضائع! يامنافقون ! قد قنعتم بالكلام بألسنتكم ، وقلوبكم مشركة بالخلق
          الله المستعان
          شخص يقول أحب وطني
          ويعمل علي تخريبها وتدميرها
          واخر يقول احب فلانا في الله ثم لايحقق تلك المحبة علي حقيقتها
          لكن لماذا كثر ذلك وبالتحديد في زماننا
          نقول كلاما ونفعل خلافه
          هل ذلك عمدا أم لا وهل سببه العصبيه أم الجهل أم أسباب أخري؟؟؟؟؟



          أرى ظواهركم تشهد بالوحدانية وبواطنكم بالعكس من ذلك ،أرى وجوهكم إلى الكعبة وقلوبكم إلى الدرهم والدينار ! ((من خاف أدلج )) أين الخوف؟ اللهم خلاصاً
          نسأل الله أن يتوب علينا
          وهذا سببه الغفلة عن الموت
          وسؤال القبر وعدم تذكر الاخرة
          بظنكم ما هو أول سبيل للخلاص من ذلك؟؟؟

          كل من لم يتبع النبي صلى الله عليه وسلم ويأخذ شريعته في يده والكتاب المنُزَّل عليه في اليد الأخرى ولايصل في طريقه إلى الله عزوجل يَهْلَك ويُهلِك ،يَضل ويُضِل ، هما دليلان إلى الحق عزوجل ،القرآن دليلك إلى الحق عزوجل ، والسنة دليلك إلى الرسول صلى الله عليه وسلم
          نسأل الله أن يرزقنا وإياكم الإتباع


          ردي باللون الأحمر
          ونقاشي بالأخضر
          ولنا عوده بإذن الله
          أحبكم في الله
          قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ

          تعليق


          • #6
            رد: ( رجاء لا يدخل إلا صاحب القلب الكبير ... متجدد بمشيئة لله)

            المشاركة الأصلية بواسطة أبو عبدالله إبراهيم الطنبولي مشاهدة المشاركة
            ردي باللون الأحمر
            ونقاشي بالأخضر
            ولنا عوده بإذن الله
            أحبكم في الله
            بسم الله الرحمن الرحيم

            جُزيت خيراً على مرورك الطيب أخي الحبيب إبراهيم
            وأحبك الذي أحببتنا فيه

            السبب في هذا أخي الحبيب هو طبيعة الصراع بين الحق والباطل
            فالباطل يكره الحق
            ويتمنى زواله
            ويسعى للقضاء عليه أو تحجيمهُ
            ومن ثمَّ يتحيَّن أي فرصة مواتية لتكييل الضربات لهُ
            مستخدمًا كل ما يمكن استخدامه
            من أدوات التنكيل والتشويه المختلفة
            أما سؤالك الأخير
            إن شاء الله تلاقي له جواب في التجديد القادم

            والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

            تعليق


            • #7
              رد: ( رجاء لا يدخل إلا صاحب القلب الكبير ... متجدد بمشيئة لله)

              المشاركة الأصلية بواسطة محمد عبدالحكيم الكامل مشاهدة المشاركة
              بسم الله الرحمن الرحيم

              جُزيت خيراً على مرورك الطيب أخي الحبيب إبراهيم
              وأحبك الذي أحببتنا فيه

              السبب في هذا أخي الحبيب هو طبيعة الصراع بين الحق والباطل
              فالباطل يكره الحق
              ويتمنى زواله
              ويسعى للقضاء عليه أو تحجيمهُ
              ومن ثمَّ يتحيَّن أي فرصة مواتية لتكييل الضربات لهُ
              مستخدمًا كل ما يمكن استخدامه
              من أدوات التنكيل والتشويه المختلفة
              أما سؤالك الأخير
              إن شاء الله تلاقي له جواب في التجديد القادم

              والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
              جزاك الله خيرا أخي الحبيب علي سرعة الرد
              ولي رجاء خاص عندك
              كل ما ستضيفه جديد رجاء قسمه علي فترات
              حتي تكون المشاركه ليست كبيره
              ليسهل علينا أن نتحاور وجميع الأخوه ونحقق المراد بارك الله فيكم
              وأيضا أن يكون الوقت بين كل جديد لابس به حتي نفتح المجال لكل الأخوه في النقاش
              وهذا رجاء ولك مطلق الحريه في ما ستفعل أخي الحبيب
              وتم تثبيت الموضوع
              قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ

              تعليق


              • #8
                رد: ( رجاء لا يدخل إلا صاحب القلب الكبير ... متجدد بمشيئة لله)

                المشاركة الأصلية بواسطة أبو عبدالله إبراهيم الطنبولي مشاهدة المشاركة
                جزاك الله خيرا أخي الحبيب علي سرعة الرد

                وجزاك وبارك فيك إن شاء الله


                ولي رجاء خاص عندك

                أنت تأمُر أمَر وأنا أنفذ إذا شاء الله


                كل ما ستضيفه جديد رجاء قسمه علي فترات
                حتي تكون المشاركه ليست كبيره
                ليسهل علينا أن نتحاور وجميع الأخوه ونحقق المراد بارك الله فيكم

                وبارك فيك أخي الفاضل ملاحظة مهمة وقيمة بنفس الوقت أشكرك


                وأيضا أن يكون الوقت بين كل جديد لابس به حتي نفتح المجال لكل الأخوه في النقاش

                إن شاء الله


                وهذا رجاء ولك مطلق الحريه في ما ستفعل أخي الحبيب

                العفو منك أخي الحبيب نحن هنا لنتعلم منكُم
                وأحبك في الله على هذة الملاحظات
                والحرية لها قُيود وليست مطلقة
                لأننا بشر والبشر يُخطِئون
                وأخطائنا كثيرة . كثيرة جداً



                وتم تثبيت الموضوع

                بارك الله فيك
                وعندي إقتراح إذا أذنت لي

                ( إذا رأيت موضوع يستحق التثبيت . عندها لا يزيد مدة التثبيت عن الشهر )

                والرأي الأول والأخير لكم


                والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                تعليق


                • #9
                  رد: ( رجاء لا يدخل إلا صاحب القلب الكبير ... متجدد بمشيئة لله)

                  جزاكم الله خيرا أخي الحبيب ونفع بكم
                  [CENTER][B][URL="https://forums.way2allah.com/forum/%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85/%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85-%D9%84%D9%84%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8/4455003-%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85-%D9%84%D9%84%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8-%D8%A8%D8%B4%D8%A8%D9%83%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%AA%D9%8A"][COLOR=#FF0000][SIZE=36px][FONT=times new roman]مشروع تحفيظ القرآن الكريم للشباب بشبكة الطريق إلى الله[/FONT][/SIZE][/COLOR][/URL][/B][/CENTER]
                  [CENTER][B][URL="https://forums.way2allah.com/forum/%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85/%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85-%D9%84%D9%84%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8/4455003-%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85-%D9%84%D9%84%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8-%D8%A8%D8%B4%D8%A8%D9%83%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%AA%D9%8A"][COLOR=#0000CD][SIZE=36px][FONT=times new roman](القرآن حياتي)[/FONT][/SIZE][/COLOR][/URL][/B][/CENTER]

                  تعليق


                  • #10
                    رد: ( رجاء لا يدخل إلا صاحب القلب الكبير ... متجدد بمشيئة لله)

                    جزاكم الله خيرا على الموضوع موضوع جميل فعلا وحوار جميل المهم ان يستفيد الجميع منه ويعملوا به
                    دائما ما اقولها اخي الكريم الحوار دائما موجود والنفع دائما موجود ولكن المهم من ينتفع ويعمل ان شاء الله
                    اللهم اعننا على شكرك وحسن عبادتك
                    اللهم اهدنا واهدي بنا واجعلنا سببا لمن اهتدى
                    قال تعالى(رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء،رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ ) قال تعالى(وَﻗُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغيرًا) موقع مداد

                    تعليق


                    • #11
                      رد: ( رجاء لا يدخل إلا صاحب القلب الكبير ... متجدد بمشيئة لله)

                      وأحبك في الله على هذة الملاحظات
                      والحرية لها قُيود وليست مطلقة
                      لأننا بشر والبشر يُخطِئون
                      وأخطائنا كثيرة . كثيرة جداً
                      جزاكم الله خيرا أخي الحبيب
                      وأصبتم في كلامكم
                      بارك الله فيك
                      وعندي إقتراح إذا أذنت لي

                      ( إذا رأيت موضوع يستحق التثبيت . عندها لا يزيد مدة التثبيت عن الشهر )

                      والرأي الأول والأخير لكم


                      والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                      سنأخذ كلامكم بكل جديه بإذن الله
                      ومدة تثبيت الموضوع يتوقف علي محتوي الموضوع وما يقدمه
                      ونجتهد لنصيب ذلك
                      وجزاكم الله خيرا علي النصائح الجميله والطيبه
                      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                      أحبكم في الله

                      التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبدالله إبراهيم; الساعة 15-01-2012, 10:07 PM.
                      قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ

                      تعليق


                      • #12
                        رد: ( رجاء لا يدخل إلا صاحب القلب الكبير ... متجدد بمشيئة لله)

                        بسم الله الرحمن الرحيم

                        الحمد لله والصلاة والسلام على خاتم النيين محمد بن عبدلله الصادق الأمين وعلى آل بيته الطيبيين الأطهار وعلى صحابتة رضوان الله عليهم ومن تبعهم وسار على نهجهم إلى يوم الدين


                        اُحييكم بتحية الإسلام ( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته )

                        ( رجاء لا يدخل إلا صاحب القلب الكبير ... متجدد بمشيئة لله )

                        ملاحظة مهمة :- ( هذا حوار بيني وبين نفسي ولا أعني بهِ أحداً ... وأرجو من الجميع قراءة التجديدات للفائدة بمشيئة لله )

                        الإسلام دين علم وعمل فالعمل دون علم مفسدة ،والعلم دون عمل وزر

                        العمل دون علم هو الذي أخرج للأُمة الإسلامية كثيراً من الفرق الضالة التي تفاوت الشوط الذي قطعته في الانحراف من فرقة إلى أخرى حسب مساحة الجهل والعلم دون عمل جعل الأمة الإسلامية في ذيل أمم العالم وجعلها تنام في ركود وسبات عميقين والعلم هنا هو علم الإيمان وهو أشرف العلوم ولكنه يشمل كذلك علوم الدنيا، وكلها يجب أن تتجسد في الواقع

                        العلم قشر والعمل لب ، إنما يحفظ القشر حتى يحفظ اللب ، وإنما يحفظ اللب حتى يستخرج منه الدهن ،فإذا لم يكن في القشر لب مايصنع به ؟ وإذا لم يكن في اللب دهن فما يصنع به؟ العلم قد ذهب لأنه إذا ذهب العمل به فقد ذهب ، إيش ينفعك حفظه ودراسته بلا عمل ، ياعالم ! إن أردت خير الدنيا والآخرة فاعمل بعلمك وعلِّم الناس

                        لب العلم العمل ، لاتصح متابعتك للرسول صلى الله عليه وسلم حتى تعمل بما قال ، إذا عملت بما أمرك به إستقبل قلبك وسرك وأدخلهما على ربهما

                        العمل بالعلم تاج العلم ، العمل بالعلم نور العلم ،صفاء الصفاء ،جوهر الجوهر ،لب اللب ،العمل بالعلم يصحح القلب ويطهره

                        لاتَهْتوسوا ! أنتم هوس ! هذا العلم لا ينفعكم بلا عمل .تحتاجون أن تعملوا بهذا السواد على البياض وهو حكم الله عز وجل يقصد الشريعة ، تعملون به يوما بعد يوم وسنة بعد سنة ، حتى تقعَ في أيديكم ثمرته

                        أريد منكم أعمالا بلا كلام

                        العمل بالقرآن يوقفك على مَنْزله ، والعمل بالسنة يوقفك على الرسول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم

                        القول بلا عمل كدار بلا باب ولامرافق ،كَنْزٌ لاينفق منه ،هو مجرد دعوى بلا بينة ،صورة بلا روح ، صنم لايدان له ولا رجلان ولابطش ، معظم أعمالكم كجسد بلا روح

                        تعلم واعمل ثم علم غيرك ، إذا علمت ثم عملت تكلم العلم عنك ، وإن سكتَّ تكلم بلسان العمل أكثر مما تتكلم بلسان العلم

                        القول بلا فعل لايساوي شيئاً والدعوى المجردة بلا بينة لاتساوي شيئاً

                        ويحك ! تضيع زمانك في طلب العلم ولاتعمل به ، فأنت على قدم الجهل في هوس

                        من لم يعمل بعلمه فهو جاهل، وإن كان متقناً لحفظه والعلم بمعانيه ، تعلمك للعلم من غير عمل يردك إلى الخلق وعملك بالعلم يردك إلى الحق عزوجل ويزهدك في الدنيا ويبصرك بباطنك ، يشغلك عن تزيين الظاهر ويلهمك بتزيين الباطن فحينئذ يتولاك الحق عزوجل لأنك قد صلحت له

                        تكلم على الناس بلسان العلم والعمل والإخلاص ولاتتكلم عليهم بلسان العلم بلا عمل فإنه لاينفعك ولاينفع من عندك

                        إذا علمت ولم تعمل كان العلم حجة عليك

                        تعلم واعمل وعلِّم فإن ذلك مجمع لك الخير بأسره

                        إذا سمعت كلمة من العلم وعملت بها وعلمتها غيرك كان لك ثوابان ، ثواب العلم وثواب العمل

                        كم تتعلم ولاتعمل ،أطوِ ديوان العلم ثم اشتغل بنشر ديوان العمل مع الإخلاص وإلاّ فلا فلاح لك

                        تتعلم العلم فحسب ، أنت مجتر على الحق عزوجل بأفعالك ، قد ألقيت جلباب الحياء من عينيك وقد جعلته أهون الناظرين اليك

                        لما لم يعمل بنو إسرائيل بالتوراة مسخ الله عزوجل قلوبهم حجارة وطردهم من بابه ، هكذا أنتم يامحمديين إذا لم تعملوا بالقرآن وتحكموا أحكامه يمسخ قلوبكم ويطردها من بابه

                        أدِّ الأمر وانته عن النهي واصبر على هذه الآفات وتقرب بالنوافل وقد سميت مستيقظاً عاملاً

                        إذا تعلمت للخلق عملت للخلق ، وإذا تعلمت لله عزوجل عملت له

                        أنت هوس ! تؤلف كلامك من الكتب وتتكلم به ، إن ضاع كتابك ماتصنع ؟ أو وقع الحريق في كتبك ؟ أو انطفأ مصباحك الذي تبصر به ، إذا إنكسرت جرتك وتبدد الماء الذي فيها ، أين مقدحتك وكبريتك ومعينك ؟ من تعلم العلم وعمل وأخلص صارت المقدحة والمعين في قلبه نوراً من نور الله عزوجل فيضئ هو وغيره

                        كم تحضر المجالس ولاتعمل بكلمة

                        إن أردت الحق والزيادة والثبات فافعل ماتقول وإلاّ فالويل لك!

                        ( اللهُم إهدني لهُداك فإنهُ لا هُدا إلا هُداك )


                        والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                        تعليق


                        • #13
                          رد: ( رجاء لا يدخل إلا صاحب القلب الكبير ... متجدد بمشيئة لله)

                          ما شاء الله اسال الله ان ينفعنا بك اخى الكريم

                          بن عبد الحكيم

                          تعليق


                          • #14
                            رد: ( رجاء لا يدخل إلا صاحب القلب الكبير ... متجدد بمشيئة الله)

                            بسم الله الرحمن الرحيم

                            الحمد لله والصلاة والسلام على خاتم النيين محمد بن عبدلله الصادق الأمين وعلى آل بيتهِ الطيبيين الأطهار وعلى صحابتة رضوان الله عليهم ومن تبعهم وسار على نهجهم إلى يوم الدين

                            اُحييكم بتحية الإسلام ( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته )

                            ( رجاء لا يدخل إلا صاحب القلب الكبير ... متجدد بمشيئة لله )

                            ملاحظة مهمة :- ( هذا حوار بيني وبين نفسي ولا أعني بهِ أحداً ... وأرجو من الجميع قراءة التجديدات للفائدة بمشيئة لله )

                            بعد أن أدركنا أننا لم نحقق حقيقة الإسلام على الشكل الأمثل وأن علامات الطريق تدل أننا ما نزال في بداية الطريق أو أننا لم نبدأ بعد الطريق ! ولكي نبدأ بتجسيد العلم الذي تعلمناه في واقع معاش لابد لنا من أن نخطو الخطوة الصحيحة في عالم الإيمان

                            الخطوة الأولى التي لابد من تجاوزها لتأصيل إنسانية الإنسان والسير به نحو مدارج الرقي وصولاً إلى أن يكون ملكاً من ملوك المعرفة وهي الدرجة التي لايعلوها إلاّ درجة النبوة والرسالة ،إن هذه الخطوة هي تخطي حاجز النفس لابد من الإستعلاء على طلبات النفس التي لا تتوافق مع أوامر ونواهي الشرع

                            ومن أهم شروط إعتلاء منصة الدعوة إلى الله عز وجل السيطرة الكلية على النفس وأن تكون تابعاً ذليلاً للإرادة المسلمة لله إن عملية تحطيم الذرة هي التي تؤدي إلى الحصول على إشعاع ذري يستخدمه الإنسان الآن في إنارة وبناء حياته وإدامة مؤسساته العلمية والاعلامية كذلك النفس حين تروض ويتم التحكم بها وتطويعها لأوامر الخالق فإنها تخرج كنوزها وتنير حياتها وتبني المجتمع من حولها وليس من المصادفة أن تكون بيعة العقبة ولاسيما الثانبة الباب الذي دخل منه الإسلام نحو العالمية وتأسيس الدولة ، كذلك النفس فإنها العقبة الكبرى التي ما إن تجاوزتها فإنك تكون قد قطعت الشوط الأكبر نحو الوصول إلى مصاف النخبة

                            ويترافق مع هذه الخطوة عملية تحرير وتطهير شاملة للقلب فلا يبقى فيه في المحصلة النهائية إلاّ الحق عزوجل ورضاه ، وكذلك تحرير و تطهير الجوارح من أن تشوبها شائبة أو يقيدها قيد من العمل لغير الله تعالى إن عملية التحرير هذه لاتتم بين ليلة وضحاها

                            وإنما تتطلب متابعة ونهوض فورى بعد كل عملية سقوط وتقييم لكل سقطة والرجاء في الله عزوجل ومدده وعدم الركون إلى اليأس وتحديد الهدف الأول والسير نحوه وإزالة كافة العوائق مع التشبث بوسائل النهوض من ثقة كاملة بالله عزوجل والتعرف إليه والتقرب منه وإخلاص العمل له

                            ان التعامل المباشر مع الله عزوجل ومراقبته ومراقبة أفعاله في خلقه ينير للإنسان حقيقة الأشياء من حوله فيعرف عدوه من صديقه إن النتيجة النهائية لهذه التربية هي خلق نماذج إنسانية لها القدرة على الأخذ بيد البشرية و إنقاذها من السقوط والإنهيار العام وقيادتها إلى عالم افضل هذه هي خلاصة منهج الإمام الطيلاني رحمه الله في تربية النفس فلنتدبر ونعمل

                            ☼ إنما عينُ الحق عز وجل على النفس دون غيرها ، وأمرهِ بتركها لأن الدنيا ومافيها وماسوى الحق عزوجل في الجملة تبعٌ للنفس

                            ☼ عِظْ نفسك أولاً ثم عظ غيرك ، عليك بخويصة نفسك ، لاتتعدّ إلى غيرك وقد بقيَ عندك بقية تحتاج إلى إصلاحها

                            ☼ تحتاج في خلوتك إلى ورع يخرجك من المعاصي والزلاَّت،ومراقبة تذكرك نظر الحق عز وجل إليك ، أنت محتاج ومضطر إلى أن يكون هذا معك في خلوتك ، ثم تحتاج إلى محاربة النفس والهـوى والشيطان ، إجعل التقوى سلاحك ،والتوحيد لله عز وجل والمراقبة له والورع في الخلوات والصدق والاستعانة بالله عز وجل جندك ،فهذا السلاح وهذا الجند هم الذي يهزمونه ويهدمونه ويكسرون جيشه

                            ☼ إذا فعلت فعلاً فأزلْ نفسك وهواك وشيطانك منه ولاتفعله إلاّ لله عزوجل وإمتثالاً لأمره ، لاتفعل شيئاً إلاّ بأمر حزم من الله عزوجل ، إما بواسطة الشرع أو بإلهام من الله عزوجل لقلبك مع موافقة الشرع

                            ☼ أتركوا ثم خذوا ، أتركوا الأخذ من أيدي الطبع والهوى والنفس وخذوا من يد القلب والسر ،أتركوا الأخذ من أيدي الخلق وخذوا من يد الخالق ،أطيعوا الرسول (صلى الله عليه وسلم) واقبلوا منه ما يأتيكم به من الأمر والنهي

                            ☼ إزهد فيك وفي الخلق وفي الدنيا يُرِحْك من الخلق

                            ☼ لا تكن مع النفس ولامع الهوى ولامع الدنيا ولامع الآخرة لاتتابع سوى الحق عز وجل وقد وقعت بالكَنْز الذي لايفنى أبداً ، حينئذ تجيئك الهداية من الحق عزوجل التي لاضلال بعدها، لايكن همك ما تأكل وما تشرب وما تلبس وما تنكح، وما تسكن وما تجمع ، كل هذا هَمُّ النفس والطبع ،فأين همُّ القلب والسرّ وهو طلب الحق عز وجل ؟هَمُّك ما أهمك فليكن همك ربك عز وجل وما عنده

                            ☼ قل للنفس لك ما كسبت وعليك ما إكتسبت ،أحد ما يعمل معك ولا يعطيك من عمله شيئا ولابد من العمل والمجاهدة

                            ☼ لاتقبل لها قولاً فإنها لا تأمر إلاّ بالشر ،إن أجبتها فخالفها ففي خلافها صلاح لها

                            ☼ نظر النفس أغمضه وقصِّره ورُدَّه حتى لا يكون نظرها سبباً لهلاكها إلاّ أن تصير تابعة للقلب والسر من جملة أتباعهما ،لا تخرج(أي النفس) لهما عن رأي وتتحد معهما فلايكون بينها وبينهما فرق ،تأمر بما يأمران به وتنهى بما ينهيان عنه وتختار ما يختارانه ،فحينئذ تصير نفساً مطمئنة فيتوافقون على طلب واحد ومقصود واحد، إذا بلغت النفس إلى هذه الحال إستحقت التقصير من مجاهدتها

                            ☼ قال كيف أموت ؟ مُتْ عن متابعة نفسك وهواك وطبعك وعاداتك وعن متابعة الخلق وأسبابهـم

                            ☼ إجهد أن تموت هاهنا بين يدي الحق عز وجل ،إجهد أن تموت نفسك قبل خروج روحك من بدنك ، موّتها بالصبر والمخالفة فعن قريب تحمد عاقبة ذلك ، صبرك يفنى وجزاؤه لا يفنى

                            ☼ أحكم أساس عملك بالتوحيد والإخلاص ثم إبن الأعمال بحول الله عز وجل وقوته لا بحولك وقوتك . عليكم بإماتة نفوسكم وأهويتكم وشياطينكم قبل أن تموتوا عليكم بالموت الخاص قبل الموت العام !

                            ☼ مايتم هذا الأمر بصيام النهار وقيام الليل والتخشن في المطعم والملبس مع وجود النفس والهوى والطبع والجهل ورؤية الخلق ،لايجئ بهذا شئ،ويلك ! أخلصْ تخلَصْ، صدِّق وقد وصلت وقربت ، علِّ همتك وقد علوت ،سلِّم وقد سلمت ، وافق وقد وفِّقت، ارض وقد رضي عنك ،أسرع أنت وقد تمم الحق عزوجل لك

                            ☼ هذا الأمر ليس هو صنعة تعملها ،ليس هو شيئا تأخذه بيدك ترميه،بل هو خطوات أولها الزهد في الدنيا،ثم الزهد في اختيارك،وإزهد في الخلق ، فلا تخافهم ولاترجوهم، وإزهد في جميع ما تأمرك به نفسك،فلا تقبل منها إلاّ بعد مجيء أمر الله عزوجل، والغالب لك من حيث قلبك

                            ☼لاتأكل بنفسك وهواك فإن ذلك حجاب يحجب قلبك عن ربك عزوجل ، المؤمن لايأكل لنفسه وبنفسه ولا يلبس لها ولا يتمتع بل يتقوت ليتقوى على طاعة الله عز وجل ،يأكل بالشرع لا بالهوى

                            ☼ أَخرجْ نفسك والخلق من قلبك واملأه بمكوِّنِهِماحتى يُرَدَّ إليك التكوين،ما هذا شئ يجئ بصيام النهار وقيام الليل ،لكن بطهارة القلوب وصفاء الأسرار

                            ☼ لاسكون لك حتى تمُوِّت نفسك وطبعك وهواك وماسوى مولاك،فحينئذ تحيا بقربه موت ثم نشر ثم إذا شاء أنشرك له ردك إلى الخلق لتنظر في مصالحهم وتردهم إلى بابه يجئ إليك الميل إلى الدنيا والآخرة لتتناول أقسامك منهما ،تجئ لك القوة على مقاساة الخلق فتردهم من ضلالهم وتمتثل أمر الله فيهم

                            ☼ عليك بخُويْصة نفسك حتى تقهرها وتذلها وتستأسرها وتجعلها مَطِيَّتَكَ فتقطع بها فيافي الدنيا حتى تصل إلى الآخرة ،تقطع بها الخلق حتى تصل بها إلى الحق عز وجل،حتى إذا تم لك و قويت أَرْدَفَتَ غيرك

                            ☼ لاكلام حتى تجدد الإسلام وتحقق التوبة بقلبك وتخرج من بيت طبعك وهواك ووجودك وجلب النفع إليك ودفع الضر عنك

                            ☼ لاكلام حتى تخرج عنك بترك نفسك وهواك وطبعك على الباب . أضرب نفسك بسوط الجوع والمنع من الشهوات واللذات والترهات ،وأضرب قلبك بسوط الخوف والمراقبة

                            ☼ لاكلام حتى تقطع الفيافي والقفار ، البَرَّين والبحرين ، بر الخلق وبر النفس، بحر الحكم وبحر العلم والساحل

                            ☼ من أراد الغنى بالله عز وجل فليخرج الأشياء من قلبه شيئا فشيئاً

                            ☼ هذه النفس أمارة بالسوء ،فبَعْدَ كم وكم حتى تأمر بما تأمر به القلب ؟ذَوّبْها بالمجاهدة فإنها إذا ذابت وفنيت إطمأنت إلى القلب ثم يطمئن القلب إلى السر ثم يطمئن السر إلى الحق عز وجل فيكون شُرْبُ الجميع من هنالك

                            حـُـرر بتأريخ 21 / 3 / 1433هـ
                            والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                            .
                            .
                            .
                            .
                            .
                            يـــتـــبــع إن شاء الله


                            تعليق


                            • #15
                              رد: ( رجاء لا يدخل إلا صاحب القلب الكبير ... متجدد بمشيئة الله)

                              إذا صح القلب امتلأ رحمة وشفقة على الخلق
                              موضوووووووع راااااااااااااااااااائع والله
                              وهذه العبارة دخلت قلبي عنوة
                              وبدون إستئذان
                              وما زالت تدندن في أذني وفي قلبي
                              أشكرك أخي الحبيب
                              وعاوز منك حاجة صغيرة
                              إطرح الموضوع على أجزاء
                              أرهقتني وأنا أقرأ
                              فالموضوع قيم وجمييييييل
                              أحبك في الله

                              قال الحسن البصري - رحمه الله :
                              استكثروا في الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعةً يوم القيامة".
                              [حصري] زاد المربين فى تربية البنات والبنين


                              تعليق

                              يعمل...
                              X