إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الخشوع

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [تجميع] الخشوع

    بسم الله والصلاه والسلام على خير خلق الله سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم وعلى من اتبع هديه الى يوم الدين

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله الذى هدانا لهذا وما كنا لنهتدى لولا ان هدانا الله

    الموضوع مستوحى من درس الشيخ محمد بن على الشنقيطى
    وهو بعنوان الخشوع (شرح من كتاب مدراج السالكين)



    -----------------------------------------------------
    بسم الله
    كثر من من يعانى من مشكله الخشوع فى الصلاه الا من رحم ربى
    فمنا من قال :انا باقعد اسمع قران ومش ببكى
    :انا حاسس ان قلبى قاسى زى الحجر ويمكن اقسى.

    اسال الله عز وجل ان يفيدكم الموضوع
    نبدا باول امر وهو تعريف الخشوع

    -الخشوع:هو روح العباده وبه يعظم عن الله اجرها ويظهر على العبد اثرها والصلاه بلا خشوع كجسد بلا روح

    طيب يعنى ايه خشوع
    يعنى تبقى واقف بكل ذره ف جسمك فى تذلل وانخفاض لله عز وجل
    اعرف وانت داخل تصلى لميــــــن دانت داخل على ربنا سبحانه وتعالى جبار السماوات والارض الرحمن الرحيم
    واعرف قدرك كعبد اد ايه
    كان انتشر موضوع من فتره عن حجم الكره الارضيه بالنسبه للشمس
    وحجم الشمس بالنسبه لاكبر نجم تم اكتشافه حتى الان
    تخيلو الشمس بالظبط كانت عامله زى نقطه صغيرة اوى اوى اوى جمب كره بحجم الارض مثلا فما بالك بالارض جمب النجم دة ما بالك انت بيك كمخلوق جمب كل دة
    لا والاكبر من كده ان اكبر نجم ده كان متصور فى اكبر مساحه قدر يلتقطها احدث التليسكوبات وكان الصورة كانك جايب مجموعه من حب الارز او السكر وناشرهم جمب بعض والنجم الاكبر اللى تم اكتشافه دة كان مثله كمثل حبه ارز
    فما بالك بخالق السموات والارض
    انا عاوزكم ان شاء الله تشعروا بقدره الله سبحانه وتعالى علشان تبقى فاهم كويس انت بتصلى لمين وتتذكر رحمه ربنا بيه وانت بتقول:

    بسم الله الرحمن الرحيمن
    الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين اياك نعبد واياك نستعين اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين

    طيب انت بتقولنا الكلام دة ليه ؟؟؟؟

    لانى عاوزك تستشعر معايا بقلبك الاحاسيس دى

    عاوزين قلبك يخشع لربنا

    ليـــــــــــــــــــه؟
    لان اذا خشع القلب من الله خضع البدن لخشيه الله
    ف
    ان شاء الله وانت واقف تصلى قيام ليل النهارده تبقى واقف كدة وتكبر تكبيره الاحرام وتقول الله اكبر وانت ف قلبك ان ربنا اكبر اكبر منى ومنك ومن الدنيا ومن كل المشاكل اللى بنقابلها
    وتقف وبكل رجاء تطلب من ربنا رحمته ومغفرته
    واياك ان تنسى ان الراجى خائف والخائف راجى
    يعنى انت بترجو رحمه الله خوفا من عقابه راجيا لرحمته عز وجل

    طيب بتكلمنا ليه فى الخشوع ؟؟؟
    اقرا معايا الايات اللى جايه دى وانت هتفتهم ان شاء الله
    بسم الله الرحمن الرحيم
    قد افلح المؤمنون الذين هم فى صلاتهم خاشعون
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الم يان للذين امنوا ان تخشع قلبوهم لذكر الله

    وصلكم المعنى ؟؟
    طيب نوضح اكتر

    ربنا سبحانه وتعالى بيقول فى سورة البقره

    بسم الله الرحمن الرحيم
    واستعينوا بالصبر والصلاه وانها لكبيره الا على الخاشعين الذين يظنون انهم ملاقو ربهم وانهم اليه راجعون



    يعنى من هم الخاشعين
    الذين يظنون - عندهم يقين انهم ملاقو ربهم وانهم اليه راجعون
    يعنى تبقى واقف بتصلى وكلك يقين فى ان انت هتقابل ربنا سبحانه وتعالى دلوقتى يعنى من الممكن ان يتوفاك الله وانت واقف بتصلى (اللهم ارزقنا حسن الخاتمه)

    طيب نحدد مع بعض النقط بتاعتنا
    بسم الله

    1-الصدق فى تكبيره الاحرام(تكبيره الاحرام وهى اول تكبيره فى الصلاه -اللـــــــــــــــه اكبر-)
    2-الفاتحه ربنا سبحانه وتعالى قسم الصلاه بينه وبين العبد
    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : قال الله تعالى : ( قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل ، فإذا قال العبد : الحمد لله رب العالمين ، قال الله تعالى : حمدني عبدي ، وإذا قال : الرحمن الرحيم ، قال الله تعالى : أثنى علي عبدي ، وإذا قال : مالك يوم الدين ، قال : مجدني عبدي ، وقال مرة : فوض إلي عبدي ، فإذا قال : إياك نعبد وإياك نستعين ، قال : هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل ، فإذا قال : اهدنا الصراط المستقيم ، صراط الذين أنعمت عليهم ، غير المغضوب عليهم ولا الضالين ، قال : هذا لعبدي ولعبدي ما سأل ) وفي رواية : ( قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ، فنصفها لي ونصفها لعبدي ) .
    تخريج الحديث
    الحديث رواه الإمام مسلم وأصحاب السنن الأربعة .


    3.الخشوع فى الجوارح (العين - الصوت - الوجه - البدن كله....)واعلم اخى الحبيب ان الخشوع سبب معين لفهم القران

    -----------------------------------------------------------------
    اخر جزئيه ودى انا مفهمتهاش كويس فاسمحلوى انقلها كما ذكرها الشيخ

    درجات الخشوع وهم ثلاث درجات

    الاولى =التذلل للامر والاستسلاك للحكم والاتباع للحق
    الثانىه =مراجعه النفس(ترقب افات النفس والعمل ورؤيه فضل كل زى فضل)
    الثالثه =حفظ الحرمات وتصفيه القلب لفاطر السماوات والارض (غض البصرو حافظ وصفاء القلب)

    ------------------------------------------------------

    ربنا يرذقنى واياكم الخشوع فى الصلاه وفى كل وقت لرب السماوات والاض
    اللهم انا نعوذ بك من قلب لا يخشع ومن عين لا تدمع
    اللهم اعفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات سبحانك ولى ذلك والقادر عليه

    وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم

    سبحانك اللهم وبحمدك نستغفرك ونتوب اليك
    ---------------------------------------------------
    احبكم فى الله
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبدالله إبراهيم; الساعة 31-12-2011, 09:46 PM.
    تحميل دورة صيانة المزر بورد هنا او هنا او هنا
    لمتابعة الدوره فيديو من ---> هنا

  • #2
    رد: الخشوع

    جزاك الله خيراً موضوع طيب

    اسال الله ان يرزقنا الخشوع

    تعليق


    • #3
      رد: الخشوع

      المشاركة الأصلية بواسطة محمدسعيد ابراهيم مشاهدة المشاركة
      جزاك الله خيراً موضوع طيب
      جزيت مثله اخى الحبيب هذا من طيب خلقك
      اسال الله ان يرزقنا الخشوع
      امين
      تحميل دورة صيانة المزر بورد هنا او هنا او هنا
      لمتابعة الدوره فيديو من ---> هنا

      تعليق


      • #4
        رد: الخشوع

        جزاك الله خيرا
        الموضوع رائع وجميل
        جزاك الله خيرا
        لكن فى نقطة ايه هى
        ان كل اللى يكتب موضوع عن الصلاة يتكلم عن الصلاة عموما و يركز على قيام الليل ( النافلة ) ويترك ( الواجب ) الصلوات الخمس
        واحد هيقول ايه اللى بيتكلم عليه الاستاذ ده
        هو .........
        انا اقصد لماذا دائما نتكلم على النافلة ونترك الفرض
        الله المستعان
        و جزاك الله خيرا على الموضوع الطيب

        اللهم ارزقنا الخشوع



        تعليق


        • #5
          رد: الخشوع

          المشاركة الأصلية بواسطة احمد السقا مشاهدة المشاركة
          جزاك الله خيرا
          الموضوع رائع وجميل
          جزاك الله خيرا
          جزاك الله مثله اخى الحبيب من طيب خلقك
          لكن فى نقطة ايه هى

          ان كل اللى يكتب موضوع عن الصلاة يتكلم عن الصلاة عموما و يركز على قيام الليل ( النافلة ) ويترك ( الواجب ) الصلوات الخمس
          واحد هيقول ايه اللى بيتكلم عليه الاستاذ ده
          هو .........
          انا اقصد لماذا دائما نتكلم على النافلة ونترك الفرض
          فعلا معاك حق فى النقطه دى والتقصير حصل منى لان كنا بعد صلاه العشاء ففكرت ان اللى هيقوم يصلى اول صلاه هتقابلنا هيا صلاه قيام الليل
          اما رايى فى ان بعض من الاشخاص حين يتكلم عن صلاه قيام الليل ما هو ناتج الا عن حب لها ومدى تعلق القلب بها
          فكره ان ربنا سبحانه وتعالى ينزل فى التلت الاخير من الليل علشان ندعيه سبحانه وتعالى ويستجيب امر عظيم اوى
          واظن ايضا انه حسن ظن بالناس انهم يصلون الفرائض كافه

          (بالله عليك وانت واقف تقيم ليل سامع صوت شخير الناس وبتدعى ربنا وبتقوله سبحانه وتعالى يارب انا مش بعمل ده الا حبا ليك يارب يارب خذ منى حتى ترضى يارب انا عارف انك سبحانك تنزل وتنظر للقائمين فى الليل وتستجيب لدعائهم يارب سامحنى يارب واغفرلى يارب -- بيكون احساسك اية )
          الله المستعان
          اصبت اخى الحبيب الله المستعان
          و جزاك الله خيرا على الموضوع الطيب
          هذا من فضل ربى وجزيت مثله
          اللهم ارزقنا الخشوع
          امين
          احبك فى الله
          تحميل دورة صيانة المزر بورد هنا او هنا او هنا
          لمتابعة الدوره فيديو من ---> هنا

          تعليق


          • #6
            رد: الخشوع

            ،،،،،،
            جزاكم الله خير الجزاء بارك الله فيكم وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه اللهم تقبل و اجعل كل حرف نكتبه في هذا المنتدى المبارك حجة لنا لا علينا مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية

            تعليق


            • #7
              رد: الخشوع

              المشاركة الأصلية بواسطة mohamedicdl مشاهدة المشاركة
              ،،،،،،
              جزاكم الله خير الجزاء بارك الله فيكم وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه اللهم تقبل و اجعل كل حرف نكتبه في هذا المنتدى المبارك حجة لنا لا علينا مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية
              وجزيت مثله اخى الحبيب
              تحميل دورة صيانة المزر بورد هنا او هنا او هنا
              لمتابعة الدوره فيديو من ---> هنا

              تعليق


              • #8
                رد: الخشوع

                جزاك الله خيرا
                موضوع رائع وكلام طيب
                ونسأل الله أن يرزقنا وإياكم وجميع إخواننا الخشوع في الصلاة
                لكن اسمحلي أن اعلق علي شيء بسيط

                كلمه ظن فى القران الكريم المعلوم منها اليقين فى جميع ايات القران الكريم الا ايه واحده وهى فى قوله تعالى :ان بعض الظن اثم
                ما أعلمه وما سمعته من علمائنا لايؤيد ذلك
                وما أعلمه أن لفظة الظن يتم تحديد معناها من سياق الكلام الذي وردت فيه
                وحقيقة أنا أبحث منذ أن قرأت هذا الموضوع بعد إضافته بدقائق
                عن دليل فوجدت بفضل الله
                تفضل أخي

                إن لفظ (الظن) في القرآن الكريم ورد على عدة معان:
                الأول: بمعنى اليقين، ورد على هذا المعنى في مواضع عديدة، منها قوله تعالى: { الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم }، قال أبو حيان : "معناه: يوقنون، قاله الجمهور؛ لأن من وصف بالخشوع لا يشك أنه ملاق ربه، ويؤيده أن في مصحف عبد الله بن مسعود : الذين يعلمون". وقال ابن كثير في معنى الآية: "يعلمون أنهم محشورون إليه يوم القيامة، معروضون عليه، وأنهم إليه راجعون" .
                ونحو هذا قوله تعالى: { وإنا ظننا أن لن نعجز الله في الأرض } (الجن:12)، قال القرطبي : "الظن هنا بمعنى العلم واليقين ". وبحسب هذا المعنى يُفهم قوله تعالى: { إني ظننت أني ملاق حسابيه } (الحاقة:20)؛ وقوله سبحانه: { وظن أنه الفراق } (القيامة:28) .
                قال الطبري ما معناه: العرب قد تسمي اليقين ظناً، والشك ظنًا، نظير تسميتهم المغيث صارخاً، والمستغيث صارخًا... قال: والشواهد من أشعار العرب وكلامها على أن الظن في معنى اليقين، أكثر من أن تحصر .
                الثاني: بمعنى الشك، من ذلك قوله عز وجل: { وإن هم إلا يظنون } (البقرة:78)، قال أبو حيان بعد أن نقل أقوالاً في معنى (الظن) هنا: "وقال آخرون: يشكون" .
                والمتأمل في الآيات التي ورد فيها (الظن) على معنى (اليقين)، أو الآيات التي ورد فيها (الظن) على معنى الشك، يجد أن الحمل على أحد المعنيين مستفاد من المعنى الكلي للآيات، وليس بمقتضى الوضع اللغوي؛ فقوله تعالى: { إني ظننت أني ملاق حسابيه }، لا يستقيم أن يفسر (الظن) هنا بمعنى الشك، أو العلم الذي لا يفيد اليقين؛ وقد روي عن ابن عباس رضي الله عنهما، قوله: { إني ظننت أني ملاق حسابيه }، يقول: أيقنت. ويكون المعنى: أنه ما نجا إلا بخوفه من يوم الحساب، لأنه تيقن أن الله يحاسبه، فعمل للآخرة .
                الثالث: بمعنى التهمة، ومنه قوله تعالى: { الظانين بالله ظن السوء عليهم } (الفتح:6)، قال ابن كثير : "أي: يتهمون الله في حكمه". وعلى هذا المعنى قرئ قوله تعالى: { وما هو على الغيب بظنين } (سورة التكوير:24)، بـ (الظاء)، وهي قراءة ابن كثير و أبي عمرو و الكسائي ؛ والمعنى: وما محمد صلى الله عليه وسلم على ما أنزله الله إليه بمتهم. وقد رجح الآلوسي هذه القراءة، من جهة أنها أنسب بالمقام؛ لاتهام الكفرة له صلى الله عليه وسلم، ونفي (التهمة) أولى من نفي (البخل). ومن قرأها بـ (الضاد)، وهم الجمهور، فمعناها: وما محمد صلى الله عليه وسلم ببخيل، بل يبذل ما أعطاه الله لكل أحد .
                الرابع: بمعنى الوهم والتوهم، ومنه قوله سبحانه: { إن نظن إلا ظنا } (الجاثية:32)، قال ابن كثير : "أي: إن نتوهم وقوعها إلا توهماً، أي: مرجوحاً". وقال الخازن : " أي ما نعلم ذلك إلا حدساً وتوهماً"؛ وعلى هذا المعنى يُحمل قوله تعالى: { وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه } (الأنبياء:87)، قال الراغب : "الأولى: أن يكون من الظن الذي هو التوهم، أي: ظن أن لن نضيِّق عليه"، وهو قول كثير من العلماء في معنى الآية. ويكون معنى { نقدر }، من (القَدْر) الذي هو المنع والتضيق، كقوله تعالى: { ومن قدر عليه رزقه } (الطلاق:7)، وليس من (القدرة)؛ لاختلال المعنى؛ إذ لا يليق بالأنبياء - فضلاً عن غيرهم من البشر - أن يظنوا أن الله غير قادر عليهم .
                الخامس: بمعنى الحسبان، ومنه قوله تعالى: { وأنا ظننا أن لن تقول الإنس والجن على الله كذبا } (الجن:5)، قال الطبري : "قالوا: وأنا حسبنا أن لن تقول بنو آدم والجن على الله كذباً من القول ". وقال ابن كثير : "أي: ما حسبنا أن الإنس والجن يتمالؤون على الكذب على الله في نسبة الصاحبة والولد إليه" .
                السادس: الاعتقاد الخاطئ، كما في قوله تعالى: { فما ظنكم برب العالمين } (الصافات:87)، قال ابن عاشور : "أريد بالظن: الاعتقاد الخطأ؛ والمعنى: أن اعتقادكم في جانب رب العالمين جهل منكر". ومن هذا القبيل قوله سبحانه: { إن بعض الظن إثم } (الحجرات:12)، وقوله تعالى: { إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون } (الأنعام:116)، وقوله عز وجل: { إن الظن لا يغني من الحق شيئا } (يونس:36). وقد ذكر ابن عاشور أن "الظن كثر إطلاقه في القرآن والسنة على العلم المخطئ، أو الجهل المركب، والتخيلات الباطلة" .
                ثم ها هنا قولان منقولان عن السلف بخصوص معنى (الظن) في القرآن؛ أحدهما: عن الضحاك قال: كل ظن في القرآن من المؤمن فهو يقين، ومن الكافر فهو شك. وثانيهما: عن مجاهد قال: كل ظن في القرآن فهو يقين. وقول الضحاك أقرب إلى ما تقرر بخصوص معنى (الظن)؛ أما قول مجاهد فهو يشكل بكثير من الآيات التي تفيد أن المقصود بالظن معناه الحقيقي، الذي هو غير اليقين، كما تبين قريباً. وقد يُحمل قول مجاهد على أن (الظن) الذي يفيد اليقين، هو ما كان متعلقاً بأمور الآخرة، أما ما كان متعلقاً بأمور الدنيا فيفيد الشك، وقد رويت رواية ثانية عن مجاهد تدل على هذا المعنى، وفيها: ظن الآخرة يقين، وظن الدنيا شك؛ ونحو هذا قول قتادة : ما كان من ظن الآخرة فهو علم .
                وقد وضع الزركشي ضابطين للتفريق بين اليقين والشك؛ أحدهما: أن (الظن) حيث وُجد محموداً مثاباً عليه فهو (اليقين)، وحيث وُجد مذموماً متوعداً عليه بالعذاب فهو (الشك). وهذا الضابط يفيد أن السياق هو المعول عليه في تحديد معنى (الظن)، وليس اللفظ نفسه .
                الضابط الثاني: أن كل (ظن) يتصل به (أن) المخففة فهو (شك)، كقوله سبحانه: { بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول } (الفتح:12)، وكل (ظن) يتصل به (أن) المشددة فهو (يقين)، كقوله تعالى: { إني ظننت أني ملاق حسابيه }. والمعنى في ذلك: أن (أنَّ) المشددة للتأكيد، فدخلت في (اليقين)، و(أن) المخففة بخلافها، فدخلت في (الشك) .
                ومما هو جدير بالذكر هنا، أن (الظن) في القرآن الكريم، ورد في مواطن عديدة مذموماً، كما في قوله تعالى: { وما يتبع أكثرهم إلا ظنا إن الظن لا يغني من الحق شيئا } (يونس:36)، وقوله سبحانه: { وأنهم ظنوا كما ظننتم } (الجن:7)، وقوله عز وجل: { وتظنون بالله الظنونا } (الأحزاب:10)، وأغلب ما جاء ذلك في سياق ما يتعلق بباب العقائد التي لا يعول فيها إلا على اليقين .
                ويُشار هنا إلى فائدتين تتعلقان بلفظ (الظن):
                أولهما: أن (الظن) في جميع القرآن جاء بـ (الظاء)، لكن اختلف القراء في قوله تعالى: { بضنين }، فقرأها جمهورهم بـ (الضاد)، وقرأها ابن كثير و أبو عمرو و الكسائي بـ (الظاء)، والقراءتان متواترتان عن النبي صلى الله عليه وسلم .
                ثانيهما: أن فعل (الظن) إذا عُدي بحرف (الباء) أشعر غالباً بظن صادق، كما في قوله تعالى: { وتظنون بالله الظنونا } (الأحزاب:10)، وقال سبحانه: { وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم } (فصلت:23)، أفادها ابن عاشور .
                وعلى ضوء ما تقدم من معانى الظن في القرآن الكريم، يتبين أن السياق العام للآيات هو الذي يقود إلى تحديد المعنى المراد من لفظ (الظن)، أهو اليقين؟ أم الشك؟ أم التوهم؟ أم غيرها من المعاني التي أتينا عليها.



                أنتظر ردك لحذف الجمله من الموضوع



                قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ

                تعليق


                • #9
                  رد: الخشوع

                  المشاركة الأصلية بواسطة أبو عبدالله إبراهيم الطنبولي مشاهدة المشاركة
                  جزاك الله خيرا
                  موضوع رائع وكلام طيب
                  ونسأل الله أن يرزقنا وإياكم وجميع إخواننا الخشوع في الصلاة
                  لكن اسمحلي أن اعلق علي شيء بسيط


                  ما أعلمه وما سمعته من علمائنا لايؤيد ذلك
                  وما أعلمه أن لفظة الظن يتم تحديد معناها من سياق الكلام الذي وردت فيه
                  وحقيقة أنا أبحث منذ أن قرأت هذا الموضوع بعد إضافته بدقائق
                  عن دليل فوجدت بفضل الله
                  تفضل أخي

                  إن لفظ (الظن) في القرآن الكريم ورد على عدة معان:
                  الأول: بمعنى اليقين، ورد على هذا المعنى في مواضع عديدة، منها قوله تعالى: { الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم }، قال أبو حيان : "معناه: يوقنون، قاله الجمهور؛ لأن من وصف بالخشوع لا يشك أنه ملاق ربه، ويؤيده أن في مصحف عبد الله بن مسعود : الذين يعلمون". وقال ابن كثير في معنى الآية: "يعلمون أنهم محشورون إليه يوم القيامة، معروضون عليه، وأنهم إليه راجعون" .
                  ونحو هذا قوله تعالى: { وإنا ظننا أن لن نعجز الله في الأرض } (الجن:12)، قال القرطبي : "الظن هنا بمعنى العلم واليقين ". وبحسب هذا المعنى يُفهم قوله تعالى: { إني ظننت أني ملاق حسابيه } (الحاقة:20)؛ وقوله سبحانه: { وظن أنه الفراق } (القيامة:28) .
                  قال الطبري ما معناه: العرب قد تسمي اليقين ظناً، والشك ظنًا، نظير تسميتهم المغيث صارخاً، والمستغيث صارخًا... قال: والشواهد من أشعار العرب وكلامها على أن الظن في معنى اليقين، أكثر من أن تحصر .
                  الثاني: بمعنى الشك، من ذلك قوله عز وجل: { وإن هم إلا يظنون } (البقرة:78)، قال أبو حيان بعد أن نقل أقوالاً في معنى (الظن) هنا: "وقال آخرون: يشكون" .
                  والمتأمل في الآيات التي ورد فيها (الظن) على معنى (اليقين)، أو الآيات التي ورد فيها (الظن) على معنى الشك، يجد أن الحمل على أحد المعنيين مستفاد من المعنى الكلي للآيات، وليس بمقتضى الوضع اللغوي؛ فقوله تعالى: { إني ظننت أني ملاق حسابيه }، لا يستقيم أن يفسر (الظن) هنا بمعنى الشك، أو العلم الذي لا يفيد اليقين؛ وقد روي عن ابن عباس رضي الله عنهما، قوله: { إني ظننت أني ملاق حسابيه }، يقول: أيقنت. ويكون المعنى: أنه ما نجا إلا بخوفه من يوم الحساب، لأنه تيقن أن الله يحاسبه، فعمل للآخرة .
                  الثالث: بمعنى التهمة، ومنه قوله تعالى: { الظانين بالله ظن السوء عليهم } (الفتح:6)، قال ابن كثير : "أي: يتهمون الله في حكمه". وعلى هذا المعنى قرئ قوله تعالى: { وما هو على الغيب بظنين } (سورة التكوير:24)، بـ (الظاء)، وهي قراءة ابن كثير و أبي عمرو و الكسائي ؛ والمعنى: وما محمد صلى الله عليه وسلم على ما أنزله الله إليه بمتهم. وقد رجح الآلوسي هذه القراءة، من جهة أنها أنسب بالمقام؛ لاتهام الكفرة له صلى الله عليه وسلم، ونفي (التهمة) أولى من نفي (البخل). ومن قرأها بـ (الضاد)، وهم الجمهور، فمعناها: وما محمد صلى الله عليه وسلم ببخيل، بل يبذل ما أعطاه الله لكل أحد .
                  الرابع: بمعنى الوهم والتوهم، ومنه قوله سبحانه: { إن نظن إلا ظنا } (الجاثية:32)، قال ابن كثير : "أي: إن نتوهم وقوعها إلا توهماً، أي: مرجوحاً". وقال الخازن : " أي ما نعلم ذلك إلا حدساً وتوهماً"؛ وعلى هذا المعنى يُحمل قوله تعالى: { وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه } (الأنبياء:87)، قال الراغب : "الأولى: أن يكون من الظن الذي هو التوهم، أي: ظن أن لن نضيِّق عليه"، وهو قول كثير من العلماء في معنى الآية. ويكون معنى { نقدر }، من (القَدْر) الذي هو المنع والتضيق، كقوله تعالى: { ومن قدر عليه رزقه } (الطلاق:7)، وليس من (القدرة)؛ لاختلال المعنى؛ إذ لا يليق بالأنبياء - فضلاً عن غيرهم من البشر - أن يظنوا أن الله غير قادر عليهم .
                  الخامس: بمعنى الحسبان، ومنه قوله تعالى: { وأنا ظننا أن لن تقول الإنس والجن على الله كذبا } (الجن:5)، قال الطبري : "قالوا: وأنا حسبنا أن لن تقول بنو آدم والجن على الله كذباً من القول ". وقال ابن كثير : "أي: ما حسبنا أن الإنس والجن يتمالؤون على الكذب على الله في نسبة الصاحبة والولد إليه" .
                  السادس: الاعتقاد الخاطئ، كما في قوله تعالى: { فما ظنكم برب العالمين } (الصافات:87)، قال ابن عاشور : "أريد بالظن: الاعتقاد الخطأ؛ والمعنى: أن اعتقادكم في جانب رب العالمين جهل منكر". ومن هذا القبيل قوله سبحانه: { إن بعض الظن إثم } (الحجرات:12)، وقوله تعالى: { إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون } (الأنعام:116)، وقوله عز وجل: { إن الظن لا يغني من الحق شيئا } (يونس:36). وقد ذكر ابن عاشور أن "الظن كثر إطلاقه في القرآن والسنة على العلم المخطئ، أو الجهل المركب، والتخيلات الباطلة" .
                  ثم ها هنا قولان منقولان عن السلف بخصوص معنى (الظن) في القرآن؛ أحدهما: عن الضحاك قال: كل ظن في القرآن من المؤمن فهو يقين، ومن الكافر فهو شك. وثانيهما: عن مجاهد قال: كل ظن في القرآن فهو يقين. وقول الضحاك أقرب إلى ما تقرر بخصوص معنى (الظن)؛ أما قول مجاهد فهو يشكل بكثير من الآيات التي تفيد أن المقصود بالظن معناه الحقيقي، الذي هو غير اليقين، كما تبين قريباً. وقد يُحمل قول مجاهد على أن (الظن) الذي يفيد اليقين، هو ما كان متعلقاً بأمور الآخرة، أما ما كان متعلقاً بأمور الدنيا فيفيد الشك، وقد رويت رواية ثانية عن مجاهد تدل على هذا المعنى، وفيها: ظن الآخرة يقين، وظن الدنيا شك؛ ونحو هذا قول قتادة : ما كان من ظن الآخرة فهو علم .
                  وقد وضع الزركشي ضابطين للتفريق بين اليقين والشك؛ أحدهما: أن (الظن) حيث وُجد محموداً مثاباً عليه فهو (اليقين)، وحيث وُجد مذموماً متوعداً عليه بالعذاب فهو (الشك). وهذا الضابط يفيد أن السياق هو المعول عليه في تحديد معنى (الظن)، وليس اللفظ نفسه .
                  الضابط الثاني: أن كل (ظن) يتصل به (أن) المخففة فهو (شك)، كقوله سبحانه: { بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول } (الفتح:12)، وكل (ظن) يتصل به (أن) المشددة فهو (يقين)، كقوله تعالى: { إني ظننت أني ملاق حسابيه }. والمعنى في ذلك: أن (أنَّ) المشددة للتأكيد، فدخلت في (اليقين)، و(أن) المخففة بخلافها، فدخلت في (الشك) .
                  ومما هو جدير بالذكر هنا، أن (الظن) في القرآن الكريم، ورد في مواطن عديدة مذموماً، كما في قوله تعالى: { وما يتبع أكثرهم إلا ظنا إن الظن لا يغني من الحق شيئا } (يونس:36)، وقوله سبحانه: { وأنهم ظنوا كما ظننتم } (الجن:7)، وقوله عز وجل: { وتظنون بالله الظنونا } (الأحزاب:10)، وأغلب ما جاء ذلك في سياق ما يتعلق بباب العقائد التي لا يعول فيها إلا على اليقين .
                  ويُشار هنا إلى فائدتين تتعلقان بلفظ (الظن):
                  أولهما: أن (الظن) في جميع القرآن جاء بـ (الظاء)، لكن اختلف القراء في قوله تعالى: { بضنين }، فقرأها جمهورهم بـ (الضاد)، وقرأها ابن كثير و أبو عمرو و الكسائي بـ (الظاء)، والقراءتان متواترتان عن النبي صلى الله عليه وسلم .
                  ثانيهما: أن فعل (الظن) إذا عُدي بحرف (الباء) أشعر غالباً بظن صادق، كما في قوله تعالى: { وتظنون بالله الظنونا } (الأحزاب:10)، وقال سبحانه: { وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم } (فصلت:23)، أفادها ابن عاشور .
                  وعلى ضوء ما تقدم من معانى الظن في القرآن الكريم، يتبين أن السياق العام للآيات هو الذي يقود إلى تحديد المعنى المراد من لفظ (الظن)، أهو اليقين؟ أم الشك؟ أم التوهم؟ أم غيرها من المعاني التي أتينا عليها.



                  أنتظر ردك لحذف الجمله من الموضوع



                  جزاك الله خيراً اصبت اخى

                  شكر الله لك هذا الرد الموفق

                  تعليق


                  • #10
                    رد: الخشوع

                    المشاركة الأصلية بواسطة أبو عبدالله إبراهيم الطنبولي مشاهدة المشاركة
                    جزاك الله خيرا
                    موضوع رائع وكلام طيب
                    ونسأل الله أن يرزقنا وإياكم وجميع إخواننا الخشوع في الصلاة
                    لكن اسمحلي أن اعلق علي شيء بسيط


                    ما أعلمه وما سمعته من علمائنا لايؤيد ذلك
                    وما أعلمه أن لفظة الظن يتم تحديد معناها من سياق الكلام الذي وردت فيه
                    وحقيقة أنا أبحث منذ أن قرأت هذا الموضوع بعد إضافته بدقائق
                    عن دليل فوجدت بفضل الله
                    تفضل أخي

                    إن لفظ (الظن) في القرآن الكريم ورد على عدة معان:
                    الأول: بمعنى اليقين، ورد على هذا المعنى في مواضع عديدة، منها قوله تعالى: { الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم }، قال أبو حيان : "معناه: يوقنون، قاله الجمهور؛ لأن من وصف بالخشوع لا يشك أنه ملاق ربه، ويؤيده أن في مصحف عبد الله بن مسعود : الذين يعلمون". وقال ابن كثير في معنى الآية: "يعلمون أنهم محشورون إليه يوم القيامة، معروضون عليه، وأنهم إليه راجعون" .
                    ونحو هذا قوله تعالى: { وإنا ظننا أن لن نعجز الله في الأرض } (الجن:12)، قال القرطبي : "الظن هنا بمعنى العلم واليقين ". وبحسب هذا المعنى يُفهم قوله تعالى: { إني ظننت أني ملاق حسابيه } (الحاقة:20)؛ وقوله سبحانه: { وظن أنه الفراق } (القيامة:28) .
                    قال الطبري ما معناه: العرب قد تسمي اليقين ظناً، والشك ظنًا، نظير تسميتهم المغيث صارخاً، والمستغيث صارخًا... قال: والشواهد من أشعار العرب وكلامها على أن الظن في معنى اليقين، أكثر من أن تحصر .
                    الثاني: بمعنى الشك، من ذلك قوله عز وجل: { وإن هم إلا يظنون } (البقرة:78)، قال أبو حيان بعد أن نقل أقوالاً في معنى (الظن) هنا: "وقال آخرون: يشكون" .
                    والمتأمل في الآيات التي ورد فيها (الظن) على معنى (اليقين)، أو الآيات التي ورد فيها (الظن) على معنى الشك، يجد أن الحمل على أحد المعنيين مستفاد من المعنى الكلي للآيات، وليس بمقتضى الوضع اللغوي؛ فقوله تعالى: { إني ظننت أني ملاق حسابيه }، لا يستقيم أن يفسر (الظن) هنا بمعنى الشك، أو العلم الذي لا يفيد اليقين؛ وقد روي عن ابن عباس رضي الله عنهما، قوله: { إني ظننت أني ملاق حسابيه }، يقول: أيقنت. ويكون المعنى: أنه ما نجا إلا بخوفه من يوم الحساب، لأنه تيقن أن الله يحاسبه، فعمل للآخرة .
                    الثالث: بمعنى التهمة، ومنه قوله تعالى: { الظانين بالله ظن السوء عليهم } (الفتح:6)، قال ابن كثير : "أي: يتهمون الله في حكمه". وعلى هذا المعنى قرئ قوله تعالى: { وما هو على الغيب بظنين } (سورة التكوير:24)، بـ (الظاء)، وهي قراءة ابن كثير و أبي عمرو و الكسائي ؛ والمعنى: وما محمد صلى الله عليه وسلم على ما أنزله الله إليه بمتهم. وقد رجح الآلوسي هذه القراءة، من جهة أنها أنسب بالمقام؛ لاتهام الكفرة له صلى الله عليه وسلم، ونفي (التهمة) أولى من نفي (البخل). ومن قرأها بـ (الضاد)، وهم الجمهور، فمعناها: وما محمد صلى الله عليه وسلم ببخيل، بل يبذل ما أعطاه الله لكل أحد .
                    الرابع: بمعنى الوهم والتوهم، ومنه قوله سبحانه: { إن نظن إلا ظنا } (الجاثية:32)، قال ابن كثير : "أي: إن نتوهم وقوعها إلا توهماً، أي: مرجوحاً". وقال الخازن : " أي ما نعلم ذلك إلا حدساً وتوهماً"؛ وعلى هذا المعنى يُحمل قوله تعالى: { وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه } (الأنبياء:87)، قال الراغب : "الأولى: أن يكون من الظن الذي هو التوهم، أي: ظن أن لن نضيِّق عليه"، وهو قول كثير من العلماء في معنى الآية. ويكون معنى { نقدر }، من (القَدْر) الذي هو المنع والتضيق، كقوله تعالى: { ومن قدر عليه رزقه } (الطلاق:7)، وليس من (القدرة)؛ لاختلال المعنى؛ إذ لا يليق بالأنبياء - فضلاً عن غيرهم من البشر - أن يظنوا أن الله غير قادر عليهم .
                    الخامس: بمعنى الحسبان، ومنه قوله تعالى: { وأنا ظننا أن لن تقول الإنس والجن على الله كذبا } (الجن:5)، قال الطبري : "قالوا: وأنا حسبنا أن لن تقول بنو آدم والجن على الله كذباً من القول ". وقال ابن كثير : "أي: ما حسبنا أن الإنس والجن يتمالؤون على الكذب على الله في نسبة الصاحبة والولد إليه" .
                    السادس: الاعتقاد الخاطئ، كما في قوله تعالى: { فما ظنكم برب العالمين } (الصافات:87)، قال ابن عاشور : "أريد بالظن: الاعتقاد الخطأ؛ والمعنى: أن اعتقادكم في جانب رب العالمين جهل منكر". ومن هذا القبيل قوله سبحانه: { إن بعض الظن إثم } (الحجرات:12)، وقوله تعالى: { إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون } (الأنعام:116)، وقوله عز وجل: { إن الظن لا يغني من الحق شيئا } (يونس:36). وقد ذكر ابن عاشور أن "الظن كثر إطلاقه في القرآن والسنة على العلم المخطئ، أو الجهل المركب، والتخيلات الباطلة" .
                    ثم ها هنا قولان منقولان عن السلف بخصوص معنى (الظن) في القرآن؛ أحدهما: عن الضحاك قال: كل ظن في القرآن من المؤمن فهو يقين، ومن الكافر فهو شك. وثانيهما: عن مجاهد قال: كل ظن في القرآن فهو يقين. وقول الضحاك أقرب إلى ما تقرر بخصوص معنى (الظن)؛ أما قول مجاهد فهو يشكل بكثير من الآيات التي تفيد أن المقصود بالظن معناه الحقيقي، الذي هو غير اليقين، كما تبين قريباً. وقد يُحمل قول مجاهد على أن (الظن) الذي يفيد اليقين، هو ما كان متعلقاً بأمور الآخرة، أما ما كان متعلقاً بأمور الدنيا فيفيد الشك، وقد رويت رواية ثانية عن مجاهد تدل على هذا المعنى، وفيها: ظن الآخرة يقين، وظن الدنيا شك؛ ونحو هذا قول قتادة : ما كان من ظن الآخرة فهو علم .
                    وقد وضع الزركشي ضابطين للتفريق بين اليقين والشك؛ أحدهما: أن (الظن) حيث وُجد محموداً مثاباً عليه فهو (اليقين)، وحيث وُجد مذموماً متوعداً عليه بالعذاب فهو (الشك). وهذا الضابط يفيد أن السياق هو المعول عليه في تحديد معنى (الظن)، وليس اللفظ نفسه .
                    الضابط الثاني: أن كل (ظن) يتصل به (أن) المخففة فهو (شك)، كقوله سبحانه: { بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول } (الفتح:12)، وكل (ظن) يتصل به (أن) المشددة فهو (يقين)، كقوله تعالى: { إني ظننت أني ملاق حسابيه }. والمعنى في ذلك: أن (أنَّ) المشددة للتأكيد، فدخلت في (اليقين)، و(أن) المخففة بخلافها، فدخلت في (الشك) .
                    ومما هو جدير بالذكر هنا، أن (الظن) في القرآن الكريم، ورد في مواطن عديدة مذموماً، كما في قوله تعالى: { وما يتبع أكثرهم إلا ظنا إن الظن لا يغني من الحق شيئا } (يونس:36)، وقوله سبحانه: { وأنهم ظنوا كما ظننتم } (الجن:7)، وقوله عز وجل: { وتظنون بالله الظنونا } (الأحزاب:10)، وأغلب ما جاء ذلك في سياق ما يتعلق بباب العقائد التي لا يعول فيها إلا على اليقين .
                    ويُشار هنا إلى فائدتين تتعلقان بلفظ (الظن):
                    أولهما: أن (الظن) في جميع القرآن جاء بـ (الظاء)، لكن اختلف القراء في قوله تعالى: { بضنين }، فقرأها جمهورهم بـ (الضاد)، وقرأها ابن كثير و أبو عمرو و الكسائي بـ (الظاء)، والقراءتان متواترتان عن النبي صلى الله عليه وسلم .
                    ثانيهما: أن فعل (الظن) إذا عُدي بحرف (الباء) أشعر غالباً بظن صادق، كما في قوله تعالى: { وتظنون بالله الظنونا } (الأحزاب:10)، وقال سبحانه: { وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم } (فصلت:23)، أفادها ابن عاشور .
                    وعلى ضوء ما تقدم من معانى الظن في القرآن الكريم، يتبين أن السياق العام للآيات هو الذي يقود إلى تحديد المعنى المراد من لفظ (الظن)، أهو اليقين؟ أم الشك؟ أم التوهم؟ أم غيرها من المعاني التي أتينا عليها.



                    أنتظر ردك لحذف الجمله من الموضوع



                    جزاك الله خيرا اخى الحبيب توكل على الله واحزف الجمله من الموضوع
                    ممكن اكون اخطات فى فهم المعنى وان شاء الله هبحث عن الحلقه واتاكد تانى من الجمله
                    ولكنى اقتنعت بردك
                    جزيت خيرا
                    تحميل دورة صيانة المزر بورد هنا او هنا او هنا
                    لمتابعة الدوره فيديو من ---> هنا

                    تعليق


                    • #11
                      رد: الخشوع

                      جزاك الله خيرا اخى الحبيب توكل على الله واحزف الجمله من الموضوع
                      ممكن اكون اخطات فى فهم المعنى وان شاء الله هبحث عن الحلقه واتاكد تانى من الجمله
                      ولكنى اقتنعت بردك
                      جزيت خيرا
                      جزاك الله خيرا حبيبي في الله
                      تم حذف الجمله
                      ولو توصلت لشيء بإنتظارك لتخبرنا به إن شاء الله
                      قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ

                      تعليق


                      • #12
                        رد: الخشوع

                        جزاكم الله خيرا على هذا التفاهم بين الاخوه
                        و زادكم محبة الى يوم ان تلقوه



                        تعليق


                        • #13
                          رد: الخشوع

                          المشاركة الأصلية بواسطة احمد السقا مشاهدة المشاركة
                          جزاكم الله خيرا على هذا التفاهم بين الاخوه
                          و زادكم محبة الى يوم ان تلقوه
                          امين
                          وجزيت خيرا عن طيب خلقك
                          جمعنا الله واياكم فى ظل عرشه بوم لا ظل الا ظله
                          احبك فى الله
                          تحميل دورة صيانة المزر بورد هنا او هنا او هنا
                          لمتابعة الدوره فيديو من ---> هنا

                          تعليق


                          • #14
                            رد: الخشوع

                            المشاركة الأصلية بواسطة الباحث عن التوبة مشاهدة المشاركة
                            امين
                            وجزيت خيرا عن طيب خلقك
                            جمعنا الله واياكم فى ظل عرشه بوم لا ظل الا ظله
                            احبك فى الله


                            وجزيت خيرا
                            و احبك الله الذى احببتنى فيه



                            تعليق


                            • #15
                              رد: الخشوع

                              دة فيديو للموضوع اللى ذكرته عن احجام الكواكب
                              هنا
                              تحميل دورة صيانة المزر بورد هنا او هنا او هنا
                              لمتابعة الدوره فيديو من ---> هنا

                              تعليق

                              يعمل...
                              X