إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

شهر الله المحرم .. شهر الصيام

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شهر الله المحرم .. شهر الصيام








    بسم الله.... الحمد لله الباسط الواسع، والصلاة والسلام على نبينا محمد خير نبي وشافع، الذي قال بعد صيام عاشوراء:
    «لئن بقيت إلى قابل لأصومنَّ التاسع» [مسلم].

    وعلى آله وصحبه وخلفائه، وكل من بهم مقتد، ولهم تابع... وبعد:

    شهر الله المحرم.. شهر الصيام

    أيها الأحبة، اعلموا:

    أن لله أشهر وأياما يتفضل فيها على عباده المسلمين بمزيد من الطاعات والقربات، ويتكرم فيها عليهم بعظيم الدرجات والحسنات. ومن تلك الأشهر: (شهر الله المحرم) والذي من فضائله:

    أولا: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أفضل الصيام بعد رمضان، شهر الله المحرم...» [مسلم].

    ثانيًا: صوم يوم عاشوراء: "وهو اليوم العاشر من محرم"، سُئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن صوم يوم عاشوراء فقال: «يكفر السنة الماضية» [مسلم].

    فائدة:

    سمي عاشوراء: لأنه اليوم الذي يقع في العاشر من الشهر ، كأن يقال:
    تاسوعاء: أي اليوم الذي يقع في التاسع من أي شهر،
    ثاموناء: أي اليوم الذي يقع في الثامن من أي شهر... وهكذا...

    أيها المسلمون:

    يوم (عاشوراء) يوم علمنا النبي -صلى الله عليه وسلم- العمل الذي ينبغي علينا فعله فيه لنيل مرضاة الله -تعالى-، وهو: (الصيام)... عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: «قدم النبي -صلى الله عليه وسلم- المدينة، فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: ما هذا؟ قالوا: هذا يوم صالح، هذا يوم نجى الله بني إسرائيل من عدوهم، فصامه موسى، قال: فأنا أحق بموسى منكم، فصامه وأمر بصيامه» [متفق عليه، واللفظ للبخاري].

    كذلك أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بمحالفة اليهود بصيام يوم قبله.. فعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لئن بقيت إلى قابل -أي السنة القادمة- لأصومن التاسع» [مسلم]









    الحمد لله القائل: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ} [التوبة: 36].

    والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم القائل : « ... السنة اثنا عشر شهراً منها أربعة حرم: ثلاثة متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادي وشعبان». [رواه البخاري 2958].

    وبعد: فإن مواسم الخير كثيرة، يومية وأسبوعية وشهرية وسنوية ومن مواسم الخير الإكثار من صيام النافلة في شهر المحرم.

    قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم : «أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم» [رواه مسلم 1982].

    خبر عاشوراء

    عن أبن عباس رضي الله عنهما قال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم عاشوراء فقال: «ما هذا ؟ قالوا: هذا يوم صالح، هذا يوم نجَى الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى، قال: فأنا أحق بموسى منكم، فصامه وأمر بصيامه» [رواه البخاري 1865].

    فضل عاشوراء:

    عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء، وهذا الشهر يعنى شهر رمضان» [رواه البخاري 1867]، ومعنى يتحرى أي: يقصد صومه لتحصيل ثوابه.

    وقال صلى الله عليه وسلم: «صيام يوم عاشوراء، إني احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله» [رواه مسلم 1976].

    فلا يفوتك أخي المسلم وأنت يا أختاه هذا الفضل العظيم تكفير ذنوب سنة كاملة. فلله الحمد والمنة.

    ما معنى عاشوراء – تاسوعاء؟

    قال الإمام النووي في المجموع: عاشوراء وتاسوعاء اسمان ممدودان، هذا هو المشهور في كتب اللغة. قال أصحابنا: "عاشوراء هو اليوم العاشر من المحرم، وتاسوعاء هو التاسع منه".

    وبه قال جمهور العلماء.. وهو ظاهر الأحاديث ومقتضي إطلاق اللفظ، وهو المعروف عند أهل اللغة.
    وهو اسم إسلامي لا يُعرف في الجاهلية (كشاف القناع، صوم المحرم ج2).

    ويستحب صيام تاسوعاء مع عاشوراء لما روى عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: حين صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء، وأمر بصيامه قالوا: يا رسول الله، إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع» قال : فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم [رواه مسلم 1916].

    من بدع عاشوراء

    سُئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عما يفعله الناس في يوم عاشوراء من الكحل، والاغتسال، والحنَا، والمصافحة، وطبخ الحبوب، وإظهار السرور، وغير ذلك... هل لذلك أصل أم لا؟

    الجواب: الحمد لله رب العالمين، لم يَرْد في شيء من ذلك حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه، ولا استحب ذلك أحد من أئمة المسلمين لا الأئمة الأربعة ولا غيرهم، ولا روى أهل الكتب المعتمدة في ذلك شيئاً، لا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة، ولا التابعين، ولا صحيحاً ولا ضعيفاً، ولكن روى بعض المتأخرين في ذلك أحاديث مثل ما رووا أن من اكتحل يوم عاشوراء لم يرمد من ذلك العام، ومن اغتسل يوم عاشوراء لم يمرض ذلك العام، وأمثال ذلك ... ورووا في حديث موضوع مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم: "أنه من وسع على أهله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر السنة" ورواية هذاكله عن النبي صلى الله عليه وسلم كذب.

    ثم ذكر رحمه الله ملخصاً لما مر بأول هذه الأمة من الفتن والأحداث ومقتل الحسين رضي الله عنه وماذا فعلت الطوائف بسبب ذلك فقال:

    فصارت طائفة جاهلة ظالمة: إما ملحدة منافقة، وإما ضالة غاوية، تظهر موالاته وموالاة أهل بيته، تتخذ يوم عاشوراء يوم مأتم وحزن ونياحة، وتُظهر فيه شعار الجاهلية من لطم الخدود، وشق الجيوب، والتعزي بعزاء الجاهلية .. وإنشاء قصائد الحزن، ورواية الأخبار التي فيها كذب كثير، والصدق فيها ليس فيه إلا تجديد الحزن، والتعصب، وإثارة الشحناء والحرب، وإلقاء الفتن بين أهل الإسلام، والتوسل بذلك إلى سب السابقين الأولين ... وشر هؤلاء وضررهم على أهل الإسلام لا يحصيه الرجل الفصيح في الكلام ، فعارض هؤلاء قوم إما من النواصب المتعصبين على الحسين وأهل بيته، وإما من الجهال الذين قابلوا الفاسد بالفاسد، والكذب بالكذب، والشر بالشر، والبدعة بالبدعة، فوضعوا الآثار في شعائر الفرح والسرور ويوم عاشوراء كالإكتحال والاختضاب، وتوسع النفقات على العيال، وطبخ الأطعمة الخارجة عن العادة، ونحو ذلك مما يُفعل في الأعياد والمواسم، فصار هؤلاء يتخذون يوم عاشوراء موسماً كمواسم الأعياد والأفراح، وأولئك يتخذونه مأتماً يقيمون فيه الأحزان والأفراح، وكلا الطائفتين مخطئة خارجة عن السنة (الفتاوى الكبرى لابن تيمية) أ.هـ من (رسالة فضل عاشوراء وشهر الله المحرم للشيخ محمد بن صالح المنجد).

    فتوى اللجنة الدائمة عن عاشوراء:

    جاء في سؤال اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء أن بعض الناس، في اليوم العاشر من المحرم يوسعون الطعام على أهلهم، ويبين الخطباء فضائله الدينية والدنيوية ماذا حيثيته، وهكذا بعض الناس يقولون بالتجارب البركة في المال؟

    فجاء الجواب:

    المشروع صيام اليوم العاشر من شهر المحرم مع اليوم التاسع أو الحادي عشر وإذا حث الخطيب أو المدرس الناس على ذلك وبيّن فضله فهو خير، أما التوسعة على الأهل في الطعام ذلك اليوم يقصد أن ذلك مما شُرع تفضيلاً له فهو بدعة، وما ورد في فضل التوسعة فيه على الأهل من الأحاديث لم يصح ( فتاوى اللجنة الدائمة، جمع وترتيب أحمد الدويش 3/52" نقلا عن رسالة خبر عاشوراء – الشريف عبدالله بن علي الحازمي).

    هذا ما يسر الله جمعه من خير عاشوراء وفضله وفضل شهر الله المحرم نسأل الله أن ينفع به كل من كتبه وقرأه وسمعه، ونسأله أن يعيننا على الإخلاص في القول والعمل واتباع سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وان يقبل أعمالنا إنه ولي ذلك والقادر عليه والحمد لله رب العالمين.


    محبكم في الله
    عبدالله بن أحمد العلاف الغامدي





    تذكير النجباء بفضائل المحرم وعاشوراء

    نبذة :
    ومن فضائل شهر المحرم ما رواه مسلم من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «أفضل الصيام، بعد شهر رمضان، صيام شهر الله المحرم » [رواه مسلم].




    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

    فضائل المحرم

    قال ابن الجوزي -رحمه الله-: "اعلموا -رحمكم الله- إخواني، أن شهر المحرم شهر شريف القدر، وإنما سمي المحرم لأن القتال كان يحرم فيه" (التبصرة 2/6).

    فهو أحد الأشهر الحرم التي قال الله -تعالى- فيها: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ} [التوبة: 36].
    قال القرطبي: "خص الله -تعالى- الأربعة الأشهر الحرم بالذكر ونهي عن الظلم فيها تشريفا لها، وإن كان منهيا عنه في كل الزمان".
    وذكر في معنى قوله -تعالى-: {فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ} قائلا: أي بارتكاب الذنوب، لأن الله -سبحانه- إذا عظم شيئا من جهة واحدة، صارت له حرمة واحدة، وإذا عظمه من جهتين أو جهات صارت حرمته متعددة، فيضاعف فيه العقاب بالعمل السيء، كما يضاعف الثواب بالعمل الصالح، فإن من أطاع الله في الشهر الحرام في البلد الحرام ليس ثوابه من أطاعه في الشهر الحلال في البلد الحرام. ومن أطاعه في الشهر الحلال في البلد الحرام، ليس ثوابه من أطاعه في شهر حلال في بلد حلال" (الجامع لأحكام القرآن 8 / 134).

    صيام المحرم

    ومن فضائل شهر المحرم ما رواه مسلم من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «أفضل الصيام، بعد شهر رمضان، صيام شهر الله المحرم » [رواه مسلم].
    قال النووي: "فيه تصريح بأنه أفضل الشهور للصوم" (شرح مسلم 7/296).

    وقال ابن رجب: "وهذا الحديث صريح في أن أفضل ما تطوع به من الصيام بعد رمضان صوم شهر الله المحرم... ولكن يقال: إن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يصوم شهر شعبان، ولم ينقل أنه كان يصوم المحرم، إنما كان يصوم عاشوراء، وقوله في آخر سنة: «لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع» [رواه مسلم]. يدل على أنه كان لا يصوم قبل ذلك.

    وقد أجاب الناس على هذا السؤال بأجوبة فيه ضعف والذي ظهر لي -والله أعلم- أن التطوع بالصيام نوعان:
    أحدهما: التطوع المطلق بالصوم، فهذا أفضل المحرم، كما أن أفضل التطوع المطلق بالصلاة قيام الليل.
    والثاني: ما صيامه تبع لصيام رمضان قبله وبعده (كصيام شعبان وست من شوال)، فهذا ليس من التطوع المطلق إنما هو نوع من الصيام ملتحق برمضان وصيامه أفضل من التطوع مطلقا (لطائف المعارف باختصار ص 46).

    شهر الله

    وقال أيضا: "وقد سمى النبي -صلى الله عليه وسلم- المحرم شهر الله، وإضافته إلى الله تدل على شرفه وفضله، فإن الله -تعالى- لا يضيف إليه إلا خواص مخلوقاته، كما نسب محمد وإبراهيم وإسحاق ويعقوب وغيرهم من الأنبياء إلى عبوديته ونسب إليه بيته وناقته.
    وقد قيل في معنى إضافة هذا الشهر إلى الله -عز وجل-: إنه إشارة إلى أن تحريمه إلى الله -عز وجل- ليس لأحد تبديله، كما كانت الجاهلية يحلونه ويحرمونه مكانه صفرا، فأشار إلى أنه شهر الله الذي حرمه، فليس لأحد من خلقه تبديل ذلك وتغيره.

    شهر الحرام مبارك ميمون *** والصوم فيه مضاعف مسنون
    وثواب صائمه لوجه إلهه *** في الخلد عند مليكه مخزون
    (لطائف المعارف ص 49)

    صيام عاشوراء

    وأما صيام عاشوراء ففي الصحيحين من حديث ابن عباس أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قدم المدينة فرأى اليهود يصومونه ويقولون: هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه، وأغرق فرعون وقومه فصامه موسى شكرا، فنحن نصومه. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «فنحن أحق وأولى بموسى منكم» [رواه مسلم] فصامه وأمر بصيامه.

    وفي الصحيحين من حديثه سلمة بن الأكوع أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمر رجلا من أسلم أن أذن في الناس: «أن من كان أكل فليصم بقية يومه، ومن لم يكن أكل فليصم، فإن اليوم يوم عاشوراء» [اللفظ للبخاري].

    وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يتحرى صيام عاشوراء قصد للثواب والأجر العظيم فعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: "ما رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم، يوم عاشوراء، وهذا الشهر -يعني شهر رمضان-" [متفق عليه، اللفظ للبخاري].

    وسئل النبي -صلى الله عيه وسلم- عن صيام يوم عاشوراء فقال: «يكفر السنة الماضية» [رواه مسلم].
    وفي لفظ: «أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله» [رواه مسلم] قال ابن الجوزي: "وفي الجملة فهو يوم عظيم ينبغي أن يفعل فيه ما يمكن من الخير، فهو و أمثاله مواسم الخيرات فاغتنموها واحذروا الغفلات".

    حكم صيام عاشوراء

    وردت أحاديث -ذكرنا بعضها- تدل على الوجوب، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر بصيامه، بل أمر من أكل أن يمسك ويتم الصيام.
    ومن العلماء من يرى أن صيامه منسوخ بصيام شهر رمضان.
    ومنهم من يرى أن النسخ إنما هو للوجوب وأن الاستحباب ما زال باقيا.

    مراحل صيام عاشوراء

    وقد ذكر ابن رجب -رحمه الله- أن صيام النبي -صلى الله عليه وسلم- لعاشوراء كان على أربع حالات:
    الحالة الأولى: أنه كان يصوم بمكة لا يأمر الناس بصيامه.

    الحالة الثانية: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما قدم المدينة، ورأي صيام أهل الكتاب له، وتعظيمهم له، وكان يحب موافقتهم فيما لم يؤمر به صامه وأمر الناس بصيامه، وأكد الأمر بصيامه والحث عليه حتى كانوا يصومونه أطفالهم قالت الربيع بنت معوذ: "أرسل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار، التي حول المدينة:
    «من كان أصبح صائما، فليتم صومه، ومن كان أصبح مفطرا، فليتم بقية يومه» قالت: فكنا، بعد ذلك، نصومه، ونصوم صبياننا الصغار منهم، إن شاء الله، ونذهب إلى المسجد، فنجعل لهم اللعبة من العهن. فإذا بكى أحدهم على الطعام، أعطيناها إياه عند الإفطار. [رواه مسلم] وفي رواية: فإذا سألونا الطعام، أعطيناهم اللعبة تلهيهم، حتى يتموا صومهم. [رواه مسلم].

    الحالة الثالثة: أنه لما فرض صيام شهر رمضان ترك النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر الصحابة بصيام عاشوراء وتأكيده فيه.

    وفي الصحيحين عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال:
    "صام النبي -صلى الله عليه وسلم- عاشوراء وأمر بصيامه، فلما فرض رمضان ترك" [اللفظ للبخاري].

    وفي رواية لمسلم: أن أهل الجاهلية كانوا يصومون يوم عاشوراء، وأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صامه والمسلمون قبل أن يفرض رمضان، فلما فرض رمضان قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن عاشوراء يوم من أيام الله ، فمن شاء صامه ومن شاء تركه».

    الحالة الرابعة: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- عزم في آخر عمره على ألا يصومه مفردا، بل يضم إليه يوما أخر، مخالفة لأهل الكتاب في صيامه.
    ففي صحيح مسلم عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه قال: "حين صام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عاشوراء وأمر بصيامه قالوا: يا رسول الله! إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «فإذا كان العام المقبل -إن شاء الله- صمنا اليوم التاسع» قال: فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-" [رواه مسلم].

    وفي رواية أيضا عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع والعاشر». [المحدث: البهوتي، إسناده جيد] (لطائف المعارف ص 68-72 باختصار).
    فهذه هي الحالة الأخيرة التي توفي عليها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

    أعدل الأقوال في صيام عاشوراء

    وأعدل الأقوال هو استحباب صيام عاشوراء واستحباب أن يصوم معه التاسع مخالفة لأهل الكتاب، وعدم مشابهتهم في اتخاذه عيدا. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "والصحيح أنه يستحب لمن صامه أن يصوم معه التاسع، لأن هذا آخر أمر النبي -صلى الله عليه وسلم-، لقوله: «لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع والعاشر» كما جاء ذلك مفسرا في بعض طرق الحديث فهذا الذي سنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-" (مجموع الفتاوى 25/312).

    وقال ابن رجب: "وأكثر العلماء على استحباب صيامه من غير تأكيد، وممن روى عنه صيامه من الصحابة: عمر وعلى، وعبد الرحمن بن عوف، وأبو موسى وقيس بن سعد، وابن عباس وغيرهم". (لطائف المعارف ص 71).

    مراتب صيام عاشوراء

    وقد رأى بعض العلماء أن يصوم يوما قبله ويوما بعده حتى يدرك يوم العاشر يقينا.
    فقد روى ابن أبي ذئب عن شعبة مولى ابن عباس، عن ابن عباس -رضي الله عنهما-: أنه كان يصوم عاشوراء في السفر، ويوالي بين اليومين خشية فواته.

    وكذلك روي عن أبي إسحاق أنه صام يوم عاشوراء ويوما قبله ويوما بعده وقال: إنما فعلت ذلك خشية أن يفوتني.
    وروي عن ابن سيرين أنه كان يصوم ثلاثة أيام عند الاختلاف في هلال الشهر احتياطا.

    ولذلك قال ابن القيم -رحمه الله-: "فمراتب صومه ثلاثة: أكملها: أن يصام قبله يوم وبعده يوم. ويلي ذلك يصام التاسع والعاشر، وعليه أكثر الأحاديث ويلي ذلك إفراد العاشر وحده بالصوم" (زاد المعاد 2 / 76).

    احذروا البدع

    وهناك كثير من البدع ترتكب في هذا اليوم، لم يشرع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منها شيئا لأمته، وقد نبه عليها شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-، فبعد أن ذكر المشروع في صيام عاشوراء قال: "وأما سائر الأمور، مثل اتخاذ طعام خارج العادة أو تجديد لباس، أو توسيع نفقة، أو اشتراء حوائج العام ذلك اليوم، أو فعل عبادة مختصة كصلاة مختصة به، أو قصد الذبح، أو ادخار لحوم الأضاحي ليطبخ بها الحبوب، أو الاكتحال، أو الاختضاب أو الاغتسال، أو التصافح (يقصد التهنئة) أو التزاور أو زيارة المساجد والمشاهد ونحو ذلك، فهذا من البدع المنكرة التي لم يسنها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا خلفاؤه الراشدون ولا استحبها أحد من أئمة المسلمين، لا مالك ولا الثوري ولا لليث بن سعد ولا أبو حنيفة ولا الأوزاعي، ولا الشافعي، ولا أحمد بن حنبل ولا إسحاق بن راهوية، ولا أمثال هؤلاء من أئمة المسلمين وعلماء المسلمين، وإن كان بعض المتأخرين من أتباع الأئمة قد كانوا يأمرون ببعض ذلك ويرون في ذلك أحاديث وآثارا ويقولون: إن بعض ذلك صحيح فهم مخطئون بلا ريب عند أهل المعرفة بحقائق الأمور وقد قال حرب الكرماني في مسائلة: سئل أحمد بن حنبل عن هذا الحديث: «من وسع على أهله يوم عاشوراء» فلم يره شيئا" (مجموع الفتاوى 25/312).

    نصح وتذكير

    - الصيام سر بين العبد وبين ربه ولهذا يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة عشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله -عز وجل-: إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه من أجلي» [رواه مسلم].

    - و«إن في الجنة بابا يقال له: الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق، فلم يدخل منه أحد ومن دخله لم يظمأ أبدا» [صححه الألباني].

    - «الصيام جنة من النار كجنة أحدكم من القتال» [صححه الألباني].

    - «للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه» [رواه مسلم].

    - قال -تعالى-: {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ} [الحاقة: 24].
    - قال مجاهد وغيره: نزلت في الصوم من ترك لله طعامه وشرابه وشهوته، عوضه الله خيرا من ذلك طعاما وشرابا لا ينفد وأزواجا لا تموت.

    من يرد ملك الجنان ليذر عنه التواني *** وليقم في ظلمة الليل إلى نور القرآن
    وليصل صوما بصوم إن هذا العيش فاني *** إنما العيش جوار الله في دار الأماني

    إخفاء الطاعات

    - لما كان الصيام سرا بين العبد وربه، اجتهد المخلصون في إخفائه بكل طريق، حتى لا يطلع عليه أحد.

    - قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: إذا أصبح أحدكم صائما فليرجل شعره ويدهنه وإذا تصدق بصدقة عن يمينه فليحفظها عن شماله، وإذا صلى تطوعا فليصل داخل بيته.

    - وقال أبو التياح: أدركت أبي ومشيخة الحي إذا صام أحدهم أدهن ولبس صالح ثيابه.

    - صام بعض السلف أربعين سنة لا يعلم به أحد وكان له دكان فكان كل يوم يأخذ من بيته رغيفين، ويخرج إلى دكانه، فيتصدق بهما في طريقه، فيظن أهله أنه يأكلها في السوق ويظن أهل السوق أنه قد أكل في بيته قبل أني جيء.

    - كم يستر الصادقون أحوالهم، وريح الصدق ينم عليهم!.

    - ما أر أحد سريرة إلا ألبسه الله رداءها.

    - ريح الصائم أطيب عند الله من ريح المسك فكلما اجتهد صاحبه على إخفائه، فاح ريحه للقلوب، فتستنشقه الأرواح وربما ظهر بعد الموت ويوم القيامة.

    - لما دفن عبد الله بن غالب، كان يفوح من تراب قبره رائحة المسك فرئي في المنام، فسئل عن تلك الرائحة التي توجد في قبره فقال، تلك رائحة التلاوة والظمأ.

    - وهبني كتمت السر أو قلت غيره *** أتخفي على أهل القلوب السرائر
    - أبى ذاك إن السر في الوجه ناطق *** وإن ضمير القلب في العين ظاهر
    (مختصر من لطائف المعارف ص: 50 - 54)


    مدار الوطن
    إعداد: خالد أبو صالح




    التعديل الأخير تم بواسطة أبومصعب محمود ابراهيم; الساعة 30-07-2012, 05:42 PM. سبب آخر: حزف الروابط



  • #2
    رد: شهر الله المحرم .. شهر الصيام

    اختيار رائع
    جزاك الله عنا كل خير
    ونفع بموضوعك
    قووواك الله وعافاك

    تعليق


    • #3
      رد: شهر الله المحرم .. شهر الصيام

      موضوع رااااااااااائع أخى الحبيب

      جزاك الله خيراً ونفع الله بك


      تعليق


      • #4
        رد: شهر الله المحرم .. شهر الصيام

        المشاركة الأصلية بواسطة احمد هشام كامل مشاهدة المشاركة
        اختيار رائع
        جزاك الله عنا كل خير
        ونفع بموضوعك
        قووواك الله وعافاك

        بارك الله فيك اخى الفاضل


        تعليق


        • #5
          رد: شهر الله المحرم .. شهر الصيام

          [quote=ابو مالك محمد المصرى;1060185896]
          موضوع رااااااااااائع أخى الحبيب

          جزاك الله خيراً ونفع الله بك


          [/quot

          جزاك الله خيرا اخى الفاضل


          تعليق


          • #6
            رد: شهر الله المحرم .. شهر الصيام

            ما شاء الله بارك الله فيك أخي أحمد
            دائما متألق
            نسأل الله لك مزيدا من التوفيق
            أحبك في الله
            قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ

            تعليق


            • #7
              رد: شهر الله المحرم .. شهر الصيام

              المشاركة الأصلية بواسطة أبو عبدالله إبراهيم الطنبولي مشاهدة المشاركة
              ما شاء الله بارك الله فيك أخي أحمد
              دائما متألق
              نسأل الله لك مزيدا من التوفيق
              أحبك في الله

              بارك الله فيك اخى

              بفضل الله اولا واخيرا ثم
              كلامك الرائع وكلام جميع الاخوة هو ما يجعلنى اتقدم


              تعليق


              • #8
                رد: شهر الله المحرم .. شهر الصيام

                بارك الله فيك اخى
                وفيك بارك أخي الحبيب

                بفضل الله اولا واخيرا ثم
                كلامك الرائع وكلام جميع الاخوة هو ما يجعلنى اتقدم
                ما شاء الله كلامك طيب وأنت فعلا أهل لما نقول
                أنت فعلا متميز ومتألق
                ومواضيعك دائما في وقتها
                أسأل الله أن يختم لنا وإياك بالتوحيد
                قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ

                تعليق


                • #9
                  رد: شهر الله المحرم .. شهر الصيام

                  المشاركة الأصلية بواسطة أبو عبدالله إبراهيم الطنبولي مشاهدة المشاركة
                  وفيك بارك أخي الحبيب

                  ما شاء الله كلامك طيب وأنت فعلا أهل لما نقول
                  أنت فعلا متميز ومتألق
                  ومواضيعك دائما في وقتها
                  أسأل الله أن يختم لنا وإياك بالتوحيد
                  اللهم امين يارب العالمين

                  اسأل الله ان يرزقنا الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب


                  تعليق


                  • #10
                    رد: شهر الله المحرم .. شهر الصيام

                    موضوع رااااااااااائع أخى الحبيب

                    جزاك الله خيراً ونفع الله بك

                    تعليق


                    • #11
                      رد: شهر الله المحرم .. شهر الصيام

                      المشاركة الأصلية بواسطة mohamedicdl مشاهدة المشاركة
                      موضوع رااااااااااائع أخى الحبيب

                      جزاك الله خيراً ونفع الله بك

                      بارك الله فيك اخى الكريم


                      تعليق


                      • #12
                        رد: شهر الله المحرم .. شهر الصيام

                        موضوع رااااااااااائع أخى الحبيب

                        جزاك الله خيراً ونفع الله بك
                        يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك
                        سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله أكبر
                        إنا لله و إنا إليه راجعون وفاة أحد المصلين اسمه(عبد اللطيف) (ادعوا له )

                        تعليق


                        • #13
                          رد: شهر الله المحرم .. شهر الصيام





                          تحميل دورة صيانة المزر بورد هنا او هنا او هنا
                          لمتابعة الدوره فيديو من ---> هنا

                          تعليق


                          • #14
                            رد: شهر الله المحرم .. شهر الصيام

                            المشاركة الأصلية بواسطة الباحث عن التوبة مشاهدة المشاركة
                            :a3:
                            :a7:

                            :a5:

                            بارك الله فيك اخى الحبيب


                            تعليق

                            يعمل...
                            X