بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من والاه
و بعد
مع برودة الجوّ و الساعة المبكرة لهذا الحدث
الّا أن الجميع أبى الّا الحضور إليه
و كثير لم ينل الّا سويعات نامها من الليل
فاحتشدت الجموع
و اصطُحبت النّساء و الأطفال
و امتلئ المسجد عن بكرة أبيه
و الكلّ أبى إلا شهود هذا الموقف من البداية
بعد أن تجهّز له بأفضل الثياب و أطيب العطور
نعم
إنّها صلاة العيد
التي لا تأتي بالعام الّا مرتيّن
و لعلّ أركان المسجد لو كان لها لسان لما
توقفت متكلّمة عن فرحها
و لا انفكّت واصفة سعادتها
لكن ما هي إلّا دقائق
الا و انقلب الحال
فعاد الآسى و مشاعر الحزن لتخيّم على هذه الأركان
التي سُعدت صبيحة العيد
و تمثّلت قول الشاعر
السن تضحك و الأحشاء تحترق
و إنّما ضحكها زور و مختلق
يا ربّ باك بعين لا دموع لها
و ربّ ضاحك سنّ ما به رمق
لأنّ من تواجد لاسعادها لا يتذكّرها الاّ ساعتي العيد في كل سنّة
و تناسى
أن صلوات آخر تُقام بين جنبات المسجد في اليوم و الليلة
و تناسى
أن صلاة الجمعة التي تأتي أسبوعيّا مرّة واحدة
تُقام بين جنبات المسجد أيضا
و تناسى
أنّ منّ تعلقّ قلبه بالمساجد من السبعة الذي
يظلّهم الله في ظلّ عرشه يوم لا ظل ّ الّا ظله
و تناسى
أن ّ النبيّ صلى الله عليه و سلّم قد بيّن حرمة الغياب عن الجماعة
منها قوله "صلّى الله عليه و سلم "
" مَنْ سَمِعَ النِّدَاءَ فَلَمْ يَأْتِهِ فَلَا صَلَاةَ لَهُ إِلَّا مِنْ عُذْرٍ " رواه ابن ماجه
و تناسى
أنّ العلماء قد اختلفوا في صلاة العيدين
فمنهم من قال أنّها سنّة مؤكدة و منهم من قال أنّها فرض على الكفاية
و منهم من قال أنّها واجبة
فيا من ازدان المسجد بحضوره صبيحة العيد
ثم آثر الرحيل
هل اختلف العلماء في كون الصلوات الخمس فرضا من الفرائض ؟
و
هل المُساجد شُيّدت لأجل صلاة العيد ؟
لماذا الغياب بعد العيد ؟
لك الجواب ,,
يا من
أضحى التنائي عنك بديلا عن تدانينا
و نــــــاب عن طيــــب لقياك تجـــافينا
لك الجواب ,,,,
---
أسأل الله العظيم أن يجعلنا من المحافظين على صلاة الجماعة
و أن يجعلنا ممّن تعلّقت قلوبهم بالمساجد
حتّى الممات
و آخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
و صلّى لله على نبيّنا محمّد
و على آله و صحبه و سلم
تعليق