بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وىله وصحبه ومن والاه
ثم أما بعد :
ثم أما بعد :
فإخوتي في الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هي خواطر أحدث بها نفسي وأذكرها به وأنصحها بها قبل إخوتي وأخواتي في الله
حتى لا تكون حجة علي يوم القيامة
حتى لا تكون حجة علي يوم القيامة
واسمحوا لي أن أجعل هذا الحديث حديثَ مصارحة ودعوة للمحاسبة
وعذرا على الإطالة فالموضوع جد خطير
كثير منا إلا من رحم ربي يقع فيه
وعذرا على الإطالة فالموضوع جد خطير
كثير منا إلا من رحم ربي يقع فيه
فإننا ـ عباد الله (كل مسلم في موقعه داعية إلى الله) ـ كثيرًا ما ننسى أنفسنا ونحن ندعو غيرنا.
نهتم بالآخرين ونفتّش في معايبهم وننسى في غمرة الموضوع نفوسنا وما فيها من أمراض ومخالفات قد تفتك بنا يومًا من الأيام
وإن نسيان النفس لأمر خطير
وإن نسيان النفس لأمر خطير
يقول الملك جل جلاله ::
وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ [الحشر:19].
إننا بحاجة ماسة للعزيمة الصادقة والوقفة الشجاعة مع هذه النفوس لنفتش وننقّب في أعمالنا الظاهرة والباطنة
وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ [الحشر:19].
إننا بحاجة ماسة للعزيمة الصادقة والوقفة الشجاعة مع هذه النفوس لنفتش وننقّب في أعمالنا الظاهرة والباطنة
وسيتبيّن لنا عند ذلك أمور وأمور
فوالله لولا ستر الله عز وجل ورحمته لما قبل الناس منا كلمة واحدة، وإنما زيّننا في عيون بعضنا جميل ستر الله علينا.
لا أقول ذلك لأفضح المستورَ وأهتك الحجب ليتشفّى من ذلك الآخرون المفسدون
وإنما هي دعوة لنفسي وإخوتي لتصحيح المسار
وإنما هي دعوة لنفسي وإخوتي لتصحيح المسار
فهذا ربنا يعاتب رسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم على مسمع من الناس، ويعاتب الصحابة الكرام بقرآن يتلى إلى يوم القيامة، فليس في الأمر غضاضة.
إنه تنبيه للغافل وتذكير للناسي لإصلاح فساد القلوب
نعم إخوتاه
ولا ينفع العلاج ما لم يعرَض المرض
فإن الاعتراف بوجود المرض مصيبة، ولكن أشد من ذلك وأعظم أن يكون المرض موجودًا فلا يعترف به صاحبه، فيؤوِّل لنفسه ما هو واقع فيه.
فإن الاعتراف بوجود المرض مصيبة، ولكن أشد من ذلك وأعظم أن يكون المرض موجودًا فلا يعترف به صاحبه، فيؤوِّل لنفسه ما هو واقع فيه.
إن هذه الأمراض الظاهرة والباطنة لهي أعظم سبب في عدم القدرة على التأثير في الناس والقضاء على المنكرات
فكم من شخص قد أعجِب الناس بحديثه وكبر في عيونهم قد أحسن الوعظَ والتذكير والتدريس والخطابة وأظهر الحرقة على الدين وفي قلبه من المرض ما الله به عليم.
فكم من شخص قد أعجِب الناس بحديثه وكبر في عيونهم قد أحسن الوعظَ والتذكير والتدريس والخطابة وأظهر الحرقة على الدين وفي قلبه من المرض ما الله به عليم.
عباد الله............
هذا القلب هو ملِك الأعضاء، إذا صلح صلحت وإذا فسد فسدت، لا ينفع عند الله إلا القلب السليم
نعم إخوتاه
يقول ربي وأحق القول قول ربي:
يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ [الشعراء:88، 89].
يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ [الشعراء:88، 89].
فمن عرف قلبه عرف ربه، وكم من جاهل بقلبه ونفسه والله يحول بين المرء وقلبه.
القلب هو الأصل
القلب هو الأصل
فالإيمان قول القلب وعمله وقول اللسان وعمل الجوارح
ومع عظم شأنه تتشاغل بغيره من الأعمال الظاهرة، ((ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله وألا وهي القلب)) متفق عليه.
نعم إخوتي في الله .........
بصلاح القلب تصلح النيات والمقاصد
وتصلح العين فلا تنظر إلى حرام، وتصلح الأذن فلا تسمع إلا حلال، ويصلح اللسان فلا ينطق إلا بمباح، وتصلح اليد والرجل
بل كل كيان الإنسان مرهون بصلاح القلب.
وتصلح العين فلا تنظر إلى حرام، وتصلح الأذن فلا تسمع إلا حلال، ويصلح اللسان فلا ينطق إلا بمباح، وتصلح اليد والرجل
بل كل كيان الإنسان مرهون بصلاح القلب.
ولكن دأب الكثير من الناس على الغفلة عن ذلك، فقد نجد من أصيب بأمراض القلوب ودسائسها قد حافظ على الأعمال الظاهرة وتورّع عن بعض الصغائر والمشتبهات.
وأنظر معي أخي في الله يرحمك الله
يقول ابن الجوزي رحمه الله: "رأيت كثيرًا من الناس يتحرزون من رشاش النجاسة ولا يتحرجون من غيبة، ويكثرون من الصدقة ولا يبالون بمعاملات الربا، ويتهجدون بالليل ويؤخرون الفريضة عن الوقت، في أشياء يطول عددها من حفظ فروع وتضييع أصول، فبحثت عن سبب ذلك فوجدته في شيئين: أحدهما العادة، والثاني غلبة هوى في تحصيل المطلوب، فإنه لا يترك سمعًا ولا بصرًا".
قال شيخ الإسلام كلامًا نفسيًا في هذا يقول رحمه الله: "وتمام الورع أن يعلم الإنسان خير الخيرين وشر الشرين، ويعلم أن الشريعة مبناها على تحصيل المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها، ومن لم يفهم ذلك فقد يدع واجبات ويفعل محرمات ويرى ذلك من الورع".
عباد الله..........
إن الأمر إخوتاه جد خطير
فكم من إنسان يصلح أعماله الظاهرة قد يكون في قلبه دسيسة من شبهة أو شهوة لا يعلمها الناس، ولكن يعلمها علام الغيوب، فيؤدي ذلك به إلى خاتمة السوء
ونعوذ بالله منها
فاللهم إستعملنا ولا تستبدلنا يارب
فكم من إنسان يصلح أعماله الظاهرة قد يكون في قلبه دسيسة من شبهة أو شهوة لا يعلمها الناس، ولكن يعلمها علام الغيوب، فيؤدي ذلك به إلى خاتمة السوء
ونعوذ بالله منها
فاللهم إستعملنا ولا تستبدلنا يارب
كما جاء في الحديث: ((إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار، وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة)) رواه البخاري ومسلم.
فلا يعجب أحد بطاعة، ولا يتقاعس مذنب عن التوبة.
فكثير منا إلا من رحم ربي يظن أنه بعمل ما قد بلغ منازل الصديقين بل ولا يرى ذنوبه بجانب هذا العمل فيتمادى فيها لماذا لأنه لا يرى إلا عمله الصالح أما ذنوبه فلا يراها ولا حتى يتوب منها
وإن من أعظم أمراض القلوب الحسد، قليل من هو سالم منه، ولكن بين مقل ومكثر، وهو تمني زوال النعمة عن صاحبها أو هو كراهية نعمة الله على الغير ولو لم يتمنَّ زوالها.
وإن الغل والحقد والشحناء والبغضاء كل أولئك ثمرة من ثمار الحسد ومعارضة لعلم الله عز وجل وحكمته وقدرته.
عباد الله.............
ما أسرع ما يتسرب الإيمان من القلب الغشوش، وعند ذلك لا يكون في أداء العبادة لذة ولا تستفيد منها النفس تقوى ولا عصمة.
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: ((خير الناس ذو القلب المخموم واللسان الصادق))، قيل: ما القلب المخموم؟ قال: ((هو التقي النقي الذي يشنأ الدنيا ويحب الآخرة))، قيل: فمن على أثره؟ قال: ((مؤمن في خلق حسن)) رواه ابن ماجه وصححه الألباني.
وقال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: ((لا تقاطعوا، ولا تدابروا، ولا تباغضوا، ولا تحاسدوا، وكونوا عباد الله إخوانا)) رواه البخاري.
فيا إخوتاه............
أصلحوا ذات بينكم، وأزيلوا الشحناء من بيوتكم، واعلموا أن نعم الله عز وجل ورحمته لا ينزلان على قلوب متنافرة ومتباغضة، طهروا قلوبكم من الغل، أحبوا لإخوانكم ما تحبونه لأنفسكم.
إلام الخلـف بينكـم إلاما وهذي الضجة الكبرى علاما
وفيمَ يكيد بعضكم لبعض وتبدون العداوة والخصامـا
وفيمَ يكيد بعضكم لبعض وتبدون العداوة والخصامـا
يتبع بإذن الله
تعليق