أيها الراحل عذراً في عتابي!!
تركتنا لأهوائك!!
لم تفكر لحظةً في حجم الدمار الذي يمكنك إلحاقه بنا!!
لن نسامحك أمام الله على ما اقترفت . . وقد كنت تستطيع ألا تفعل!!
كم تهاونت واستهنت!! . . وكم سوفت وسوفت!!
مضى بك قطار العمر وأنت بين الأماني والتمنيات والأمنيات!!
تركت الباب مفتوحاً أمام كل خطر يداهمنا . . بل لم تفكر أصلاً في وصده!!
عشت بين أقرانك بمظهر الحُسن . . في حين حملت بين جنبيك قلب الذئاب في خلواتك!!
لِمَ خنت الأمانة ولم تفكر في أن الله مطلعٌ عليك في تلك الخلوات؟!
لم بعتنا بأبخس الأثمان ونحن منك وبك؟!
لماذا جعلت الله أهون الناظرين إليك؟!
كيف يمكننا أن نكشف هذه الغمة التي ابتلعتنا بين أهوالها في أحشاء تلك الظلمة؟!
كيف سيمكننا الوقوف بين يدي الله للسؤال عند البعث؛ وقد بلغت غضبته قمة الذروة!!
ماذا سنفعل حين يأمرنا بالشهادة على تلك الغفلات التي اقترفتها وأنت في غمرة الشهوة؟!
هل بإمكانك أن تجيب عنَّا؟!
أواه ربنا أواه . . فأنَّا له أن يفعل!!
فيا عين على حالنا فلتبكِ . . ولتذرفي الدمعَ
إنها لحظة عتاب
من أعضاء جسدك أيها الراحل غداً
فهلا أعددت لها الجواب بالتوبة اليوم؟!
تعليق