رد الشيخ حسين بن محمود على من وصف المجاهدين بالخوارج
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .. أما بعد؛
فقد ظهر لنا في الآونة الأخيرة من تجرّأ بالكلام على أشراف المسلمين وساداتهم من أُمراء الثغور وقادة المجاهدين .. دوى صوت أنكر الأصوات في البقاع ترمي أسياد الناس بشتى التهم التي يضحك منها أهل الرَّضاع .. اجتمع شياطين الإنس في دار الندوة الأمريكية ليتّفقوا على كلمة يقولونها ليرموا بها المؤمنين كما فعل أسلافهم الذين قالوا: "ساحر كذّاب".
ولما كان الأشراف في الثغور يصدون أعداء الإسلام ويضربون المسامير في نعش رأس الكفر والطغيان عُبّاد الصلبان ، وقد انشغلوا بفتح الجبهات وتعبأة الصفوف وسد الثغور عن هؤلاء السُّفهاء كان لزاماً – لحقهم علينا – أن نكتب هذه الكلمات التي تبين سفاهة هذه "الحمير المُستأجرة" وهذا التلبيس الذي خرج من رؤوس أبناء إبليس ليصدوا الناس عن التقرب إلى الله بحب أسياد الناس من المجاهدين الماجدين الذّابّبين عن حياض الدين .. نسأل الله لهم النصر والتمكين ..
تقول "الحمير المستأجرة" التي ركب الحكام والأمريكان ظهورها يقودونها إلى هاوية الهلاك بما يفترون على المؤمنين الكذب من حيث يشعرون ولا يشعرون ، يقولون: بإن هؤلاء المجاهدين ومن والاهم: من الخوارج الذين خرجوا على الدين !!
فأقول ، مستعيناً بالله :
أولاً: إن سمة الخوارج البارزة أنهم يكفّرون مرتكب الكبيرة !! ونحن لا نكفّر مرتكب الكبيرة ، بل ولا حتى مرتكب ناقض من نواقض الإسلام حتى نبين له ونُقيم عليه الحجة .
ثانياً: الخوارج يستحلون دماء المسلمين ، ونحن لا نستحل دماء المسلمين إلا القاتل المتعمد ، والثيب الزاني ، والخارج عن دينه المفارق لجماعة المسلمين ، وهذه أحكام عطّلها أسيادكم الحكام .
ثالثاً: قالت "الحمير المستأجرة" بأن المجاهدين يكفرون ولاة أمور المسلمين ، يقولون هذا لحاجة في أنفسهم: فهم يريدون أن يشبهوا هؤلاء الحكام بعلي ومعاوية وعمر بن العاص رضي الله عنهم أجمعين ، وهيهات هيهات .. إن المجاهدين لا يكفّرون علي أو معاوية أو عمر (رضي الله عنهم) ولكنهم يكفّرون من والى المشركين وحارب الدين ونحّى شرع الله وحكّم قوانين الكافرين لأن من له الحكم وحده والأمر يقول "وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْكَافِرُونَ" (المائدة44) " ، ويقول سبحانه " وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ " (المائدة : 51) ، فهذه أحكام الله من فوق سبع سموات ولكن الحمير لا يعقلون .
رابعاً: الخوارج يضعون الدليل في غير ما يدل عليه !!
ونحن قد جئناكم بالأدلة من القرآن والسنة والإجماع وأقوال الأئمة العلماء سلفاً وخلفاً في كفر من شرّع للناس غير شرع الله ، وفي كفر من والى أعداء الله ، أما أنتم فقد صرفتم نصوص القرآن والسنة في الجهاد والحاكمية إلى غير مصرفها وحّملتموها مالا تحتمل من التأويل إرضاءاً لأربابكم من دون الله !!
خامساً: الخوارج يرون وجوب الخروج على الحاكم لارتكاب الفسق أو الظلم ، ونحن لا نرى الخروج على الحاكم إلا إذا رأينا منه كفراً بواحاً عندنا فيه من الله برهان ، يحكم فيه ذوي العلم والمعرفة من العلماء الأجلّاء الذين يقولون الحق ولا يخافون في الله لومة لائم.
سادساً: الخوارج يُنكرون الشفاعة ، ونحن نُقرّها وندعوا الله الثبات على دينه حتى نلقى النبي صلى الله عليه وسلم فننالها ، أمّا المبدّلون المُحدِثون في دين الله فيقال لهم "سحقاً سحقاً ، وبُعداً بُعدا".
سابعاً: والخوارج تأثروا بكلام الجهمية في القرآن والرؤية ، وبقول المعتزلة في الصفات ، وقالوا بعدم حجيّة خبر الآحاد ، ولا يرون اتباع السنة التي تخالف القرآن (كالرجم ، ونصاب السرقة وغير ذلك) .. ونحن نقول بما قاله سلف الأمة في القرآن والرؤية وحجية خبر الآحاد وتفصيل السنة للقرآن ، فنحن على عقيدة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي وسائر الصحابة والأئمة الأعلام ومن سار على نهجهم .
ومن هنا يتبيّن أن الذين استأجروا هذه الحمير قد أخطأوا ايما خطأ في اختيار هذه الحمير ، فهذه الحمير أحمر من التي لها نهيق ، ولو كانت لها عقول لاختارت غير (الخوارج) صفة للمجاهدين ، فهؤلاء لا يعرفون معنى تلك الكلمة ..
أما أنتم أيتها " الحمير المستأجرة " ، وحكامكم :
فقد شابهتم القاديانية في عقيدة الجهاد: فقد ألغى القاديانية الجهاد ضد البريطانيين خاصّة وها أنتم تُلغون الجهاد ضد أمريكا خاصّة !!
وحكامكم قاديانية في أسيادهم الأمريكان عُبّاد الصُّلبان: فقد قال القاديانية بأن البريطانيين ولاة أمور ، وها هم حكامكم يملّكون الأمريكا أمركم وهم إنما يحكمونكم بإسمهم !!
وشابه حكامكم السّيخ: الذين أرادوا الجمع بين أحكام الإسلام والنصرانية واليهودية ، فحكامكم خلطوا قانون الأحوال الشخصية الإسلامي (أو بعضه) بقوانين النصارى واليهود التجارية وقانون العقوبات متأثرين بآراء اليهود والمشركين ، وفي هذا مسحة من الجهمية التي تأثرت بآراء اليهودي "ابان بن سمعان" وبالفلاسفة ، وفيه تشبه باليهود الذين آمنوا ببعض الكتاب وكفروا ببعض ، ولكن حكامكم – كعادتهم – فاقوا اليهود في هذا فهم يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون بأكثره: فقد وضعوا بعض قانون الأحوال الشخصية (أحكام النكاح) في دستورهم وتركوا أكثر شرع الله كأحكام المعاملات (واستبدلوها بقوانين الكفار الإقتصادية) ، وأحكام أهل الكفر والسياسة الشرعية (واستبدلوها بأحكام أهل الكفر الدولية) ، والحدود (واستبدلوها بأحكام الجنايات الكفرية) ، وعطّلوا أحكام الجهاد والردّة وغيرها من الأمور الشرعية إرضاءاً لآلهتهم "النصرايهودية" .
وحكامكم شابهوا الجبرية: في اعتقادهم في أمريكا فيعتقدون بأنه لا يكون شيء في الأرض إلا برضى أمريكا وأمرها وعلى هواها وهم عندهم كالأبدال والأقطاب عند الصوفية .. وحكامكم شابهوا القدريّة في ذات الله فيتصرّفون وكأنه ليس لله على أعمالهم سلطان !! فها هم قد جمعوا بين المتناقضيْن فهنيئاً لكم ولهم !!
وأنتم شابهتم الرافضة: في اعتقادكم في حكّامكم فالرافضة يعتقدون عصمة أئمتهم وأنتم تعتقدون عصمة حكامكم .. والرافضة يعتقدون بالإمام المستور وحكامكم إمامهم المستور الذي يحكمهم هو "شارون" ومن ورائه الصهيونية العالمية .. والرافضة عندهم عقيدة "ولاية الفقيه" وحكامكم وليّ مستورهم "بوش" ، ولكن حكامكم فاقوا الرافضة في عقيدة ولاية الفقيه: فالرافضة لم تقل بعصمة "الخميني" أما حكامكم فكلام "بوش" عندهم مقدم على كلام رب العالمين ، فقد قال تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ..." (النساء:144) ، وقال لهم بوش "من ليس معنا فهو ضدنا" فقالوا لبوش: بل نحن معك وجعلوا كتاب الله وراء ظهورهم وهم يعلمون .. والرافضة أفضل من حكامكم حيث يعتقدون بأن الإمامة في أهل بيت النبوة أما حكامكم فالإمامة عندهم في بيوتهم هم !!
وحكامكم شابهوا الحلولية: حيث حلّت آلهتهم في اليهود والنصارى الذين حكّموا شريعتهم ونحّوا من أجلها شرع الله ، ولكنهم فاقوا أسلافهم من الحلوليّة الذين كانوا يعتقدون حلول الإله في كل شيء – حتى المسلمين – أما حكامكم فآلهتهم لا تحل إلا في اليهود والنصارى !!
وشابهتم أنتم الأشاعرة والمعتزلة: في ردكم نصوص القرآن والسنة بالشبه العقلية والكلامية والجدالية .
وشابهتم اليزيدية : في تقديس حكامكم كما قدّس اليزيدية يزيد بن معاوية (رضي الله عن أبيه) ، وإن قلتم إننا لا نعتقد ذلك ولكننا نتملّقهم خشية الفتنة فقد جمعتم بين الناصبية اليزيدية والتقيّة الرافظية ، أي جمعتم بين النقيضين.
وشابهتم الخوارج: في تكفير سادات المسلمين من قادة المجاهدين والمرابطين في الثغور ، وشابه حكامكم الخوارج بأنهم أباحوا دماء المسلمين وحقنوا دماء الكافرين ، ولكنكم غلبتم الخوارج بأنكم لم تبيحوا دماء المجاهدين لأنفسكم فقط ولكنكم أبحتموها للنصارى الأمريكان أعداء الله !! وشابهتم الخوارج في صرفكم النصوص إلى غير مصرفها: كنصوص الجهاد ، والحاكمية ، والولاء والبراء ، وأحكام دار الحرب ، وأحكام الكفار .. !!
وشابهتم السوفسطائية: باستخدام التمويه والمغالطة لإفحام الخصوم وإلزامهم بالحجة وتركتم النصوص الثابتة والبديهيات المسلمة والواقع المحسوس الذي يعيشه الناس ودخلتم في جدال وهمي عقيم !!
وشابه حكامكم المزدكية والقرامطة والزنادقة: في نشر الرذيلة والفاحشة بين المسلمين عن طريق وسائل الإعلام التي دخلت جميع البيوت لتهدم البقية الباقية من الأخلاق والقيم الإسلامية ، وفتحوا دور الدعارة والزنا ونشروا المجلات والقصص الهابطة المنحطّة باسم التقدم.
وشابهتم الدروز: في تأليههم الحاكم بأمر الله العبيدي (الفاطمي زوراً) فألّهتم حكامكم بطاعتهم في تحليلهم ما حرّم الله وتحريمهم ما أحل الله وموالاتهم لليهود والنصارى أعداء الله ومعاداتهم للإسلام والمسلمين ، وإن قلتم: إنا لسنا نؤلّههم ، فنقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه ويحلون ما حرم الله فتحلونه .. فتلك عبادتهم" (أحمد والترمذي)
وشابهتم القوميين: في عدم اهتمامكم لما يجري للمسلمين في البلاد الأخرى من قتل وتعذيب وتشريد اتباعاً لحكامكم الذين أعلنوا أن هذه مشاكل داخلية في بلاد أُخرى لا تخصّهم ، وشابه حكامكم البعثيين الذين يفصلون بين العروبة والإسلام ولا يبالون بما يحدث في الدول الإسلامية غير العربية !!
وشابهتم المُرجئة: في عدم التكفير بالأفعال وحصرها في الإعتقاد فقط ، فعندكم أنه: من جعل دستوراً مخالفاً لشرع الله وأرغم الناس بالتحاكم إليه ، ومن والى أعداء الله وحارب أولياء الله ومكّن للكفار في بلاد المسلمين ليس كافراً إذا لم يستحلّ بقلبه كل ذلك !!
وشابهتم الشيوعية: في إشاعة المال ، إلا أن الشيوعية تقول بإشاعتها بين كل الشعب وانتم تقولون بإشاعتها بين الحكام فقط ، فأموال الناس عليهم حلال يشيعونها بين بعضهم البعض فيصرفونها كيف شاؤوا ، فهم إشتراكية فيما ما بينهم ، رأسمالية في ما بينهم وبين شعوبهم !!
وشابهتم غلاة الصوفية والباطنية: في اسقاط التكاليف عن حكامكم ، فهم لا يحكمون بما أنزل الله ولا ينصرون دين الله ومنهم من لا يصلي ومع ذلك فهم عندكم من أولياء الله !!
وشابهتم النصارى والكفار: بإطلاق الألقاب كالأصولية والإرهاب والتشدد والغلو على المؤمنين الذين يريدون تحكيم شرع الله والعودة إلى أصل الدين الصافي الذي أتى به النبي صلى الله عليه وسلم على نهج سلف الأمة !!
وشابهتم الباطنية بأن قلتم: إن للنصوص تفاسير لا يعلمها إلا أهل الإختصاص من علمائكم ، ولا ينبغي أن يخوض فيها ويؤولها غير بطارقتكم الذين عطّلوا نصوص الجهاد والحاكمية والولاء والبراء وأحكام أهل الكفر !!
وشابهتم نصارى الكاثوليك: في أن كوّنتم مؤسسات وجمعيات دينية عُليا لا يسع من هو خارجها الإختلاف معها وجعلتم لها ما لبابا الفاتيكان من حقوق على أتباعه ، وجمعتم بين ذلك وبين مشابهة المشْيَخِيّة البروتستانتيّة التي تجعل إدارة المؤسسات الدينية في يد العلمانيين وتترك للعلماء إدارة الأمور الزمنية (المناسبات والأعياد) !!
يا مُستأجري هذه الحمير :
لقد دحض الناس شُبهاتكم وبيّنوا بطلان أقوالكم ، وكشفوا عوراتكم فما زادكم ذلك إلا خبالاً .. فبعد أن تبين بطلان نعتكم محبي ذُروة سنام الإسلام بالخوارج ، أمركم صنمكم الأكبر (أمريكا) أن تبحثوا عما يصرف الناس عن كيده ومكره ومخططاته لاحتلال بلاد الإسلام فوسوست لكم شياطينكم ضرب المسلمين بعضهم ببعض فتجنّيتم على بعض الجماعات الإسلامية ، وأشغلتم الناس بجدالات مذهبية وطائفية وحمّلتم حميركم المستأجرة عبء تأجيج نار الفتنة والفرقة بين المسلمين ليتمكن أعداء الدين من البلاد والعباد ، ولكن هيهات هيهات ، والله لا تأتون بكلمة إلا ردّها المسلمون عليكم بكلمات وكلمات ، ولن تقولوا باطلاً إلا ويقذفه المؤمنون بالحق فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون "يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (التوبة : 32) ، فنحن نرد عليكم بألسنتنا ، وقادتنا يردّون كيد صنمكم الأكبر بتحطيمه قطعة قطعة بفأس الخليل إبراهيم عليه السلام .
وبعد :
فهذه الكلمات موجهة إلى تلك الفئة الضالة التي باعت دنياها بثمن بخس دراهم معدودات في سبيل تثبيط الناس وتخذيلهم عن نصرة الإسلام والمسلمين (وخاصة المجاهدين) بإيعاز من حكام بعض البلاد الذين يأخذون أوامرهم من هُبلهم (أمريكا) التي بدورها تأخذ توجيهاتها من اليهود .. فهؤلاء قد عبدوا الدراهم والمناصب التي في أيدي حكامهم الذين عبدوا الحكومة الأمريكية التي عبدت اليهود الذين عبدوا الشيطان .. فهذه "الحمير المُستأجرة" باعت نفسها لعبيد يعبدون عبيداً يعبدون عبيداً يعبدون الشيطان ، فيا لله ما أحمرَهم !!
أقول " للحمير المُستأجرة " :
انتهوا خيراً لكم ، فوالله لن ينفعكم هؤلاء يوم لا ينفع مال ولا بنون ، وما أنتم فيه إنما هو استدراج لكم من الله الذي أعلن الحرب على من عادى أولياءه ، أما هؤلاء الذين اتبعتموهم فإنهم أول من يتبرّأ منكم يوم يرون عذاب الله ، يوم تقطع بهم الأسباب..
إنكم ميّتون ، فمُلاقون ربكم ، فيسألكم عما كتبتم أو قلتم أو فعلتم ، فلا والله لن تُغني عنكم فلسفتكم ولا مغالطاتكم ولا تحريفكم القول عند الذي يعلم السرّ وأخفى ، إنما ينظر الله إلى ما في قلوبكم وما ترجمتموه من أعمال وأقوال تحكي ما في تلك القلوب من خوف وخشية من الله ، أو زهد في ما عنده .. "وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ" (البقرة : 281)
والله أعلم .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..
كتبه
حسين بن محمود.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .. أما بعد؛
فقد ظهر لنا في الآونة الأخيرة من تجرّأ بالكلام على أشراف المسلمين وساداتهم من أُمراء الثغور وقادة المجاهدين .. دوى صوت أنكر الأصوات في البقاع ترمي أسياد الناس بشتى التهم التي يضحك منها أهل الرَّضاع .. اجتمع شياطين الإنس في دار الندوة الأمريكية ليتّفقوا على كلمة يقولونها ليرموا بها المؤمنين كما فعل أسلافهم الذين قالوا: "ساحر كذّاب".
ولما كان الأشراف في الثغور يصدون أعداء الإسلام ويضربون المسامير في نعش رأس الكفر والطغيان عُبّاد الصلبان ، وقد انشغلوا بفتح الجبهات وتعبأة الصفوف وسد الثغور عن هؤلاء السُّفهاء كان لزاماً – لحقهم علينا – أن نكتب هذه الكلمات التي تبين سفاهة هذه "الحمير المُستأجرة" وهذا التلبيس الذي خرج من رؤوس أبناء إبليس ليصدوا الناس عن التقرب إلى الله بحب أسياد الناس من المجاهدين الماجدين الذّابّبين عن حياض الدين .. نسأل الله لهم النصر والتمكين ..
تقول "الحمير المستأجرة" التي ركب الحكام والأمريكان ظهورها يقودونها إلى هاوية الهلاك بما يفترون على المؤمنين الكذب من حيث يشعرون ولا يشعرون ، يقولون: بإن هؤلاء المجاهدين ومن والاهم: من الخوارج الذين خرجوا على الدين !!
فأقول ، مستعيناً بالله :
أولاً: إن سمة الخوارج البارزة أنهم يكفّرون مرتكب الكبيرة !! ونحن لا نكفّر مرتكب الكبيرة ، بل ولا حتى مرتكب ناقض من نواقض الإسلام حتى نبين له ونُقيم عليه الحجة .
ثانياً: الخوارج يستحلون دماء المسلمين ، ونحن لا نستحل دماء المسلمين إلا القاتل المتعمد ، والثيب الزاني ، والخارج عن دينه المفارق لجماعة المسلمين ، وهذه أحكام عطّلها أسيادكم الحكام .
ثالثاً: قالت "الحمير المستأجرة" بأن المجاهدين يكفرون ولاة أمور المسلمين ، يقولون هذا لحاجة في أنفسهم: فهم يريدون أن يشبهوا هؤلاء الحكام بعلي ومعاوية وعمر بن العاص رضي الله عنهم أجمعين ، وهيهات هيهات .. إن المجاهدين لا يكفّرون علي أو معاوية أو عمر (رضي الله عنهم) ولكنهم يكفّرون من والى المشركين وحارب الدين ونحّى شرع الله وحكّم قوانين الكافرين لأن من له الحكم وحده والأمر يقول "وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْكَافِرُونَ" (المائدة44) " ، ويقول سبحانه " وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ " (المائدة : 51) ، فهذه أحكام الله من فوق سبع سموات ولكن الحمير لا يعقلون .
رابعاً: الخوارج يضعون الدليل في غير ما يدل عليه !!
ونحن قد جئناكم بالأدلة من القرآن والسنة والإجماع وأقوال الأئمة العلماء سلفاً وخلفاً في كفر من شرّع للناس غير شرع الله ، وفي كفر من والى أعداء الله ، أما أنتم فقد صرفتم نصوص القرآن والسنة في الجهاد والحاكمية إلى غير مصرفها وحّملتموها مالا تحتمل من التأويل إرضاءاً لأربابكم من دون الله !!
خامساً: الخوارج يرون وجوب الخروج على الحاكم لارتكاب الفسق أو الظلم ، ونحن لا نرى الخروج على الحاكم إلا إذا رأينا منه كفراً بواحاً عندنا فيه من الله برهان ، يحكم فيه ذوي العلم والمعرفة من العلماء الأجلّاء الذين يقولون الحق ولا يخافون في الله لومة لائم.
سادساً: الخوارج يُنكرون الشفاعة ، ونحن نُقرّها وندعوا الله الثبات على دينه حتى نلقى النبي صلى الله عليه وسلم فننالها ، أمّا المبدّلون المُحدِثون في دين الله فيقال لهم "سحقاً سحقاً ، وبُعداً بُعدا".
سابعاً: والخوارج تأثروا بكلام الجهمية في القرآن والرؤية ، وبقول المعتزلة في الصفات ، وقالوا بعدم حجيّة خبر الآحاد ، ولا يرون اتباع السنة التي تخالف القرآن (كالرجم ، ونصاب السرقة وغير ذلك) .. ونحن نقول بما قاله سلف الأمة في القرآن والرؤية وحجية خبر الآحاد وتفصيل السنة للقرآن ، فنحن على عقيدة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي وسائر الصحابة والأئمة الأعلام ومن سار على نهجهم .
ومن هنا يتبيّن أن الذين استأجروا هذه الحمير قد أخطأوا ايما خطأ في اختيار هذه الحمير ، فهذه الحمير أحمر من التي لها نهيق ، ولو كانت لها عقول لاختارت غير (الخوارج) صفة للمجاهدين ، فهؤلاء لا يعرفون معنى تلك الكلمة ..
أما أنتم أيتها " الحمير المستأجرة " ، وحكامكم :
فقد شابهتم القاديانية في عقيدة الجهاد: فقد ألغى القاديانية الجهاد ضد البريطانيين خاصّة وها أنتم تُلغون الجهاد ضد أمريكا خاصّة !!
وحكامكم قاديانية في أسيادهم الأمريكان عُبّاد الصُّلبان: فقد قال القاديانية بأن البريطانيين ولاة أمور ، وها هم حكامكم يملّكون الأمريكا أمركم وهم إنما يحكمونكم بإسمهم !!
وشابه حكامكم السّيخ: الذين أرادوا الجمع بين أحكام الإسلام والنصرانية واليهودية ، فحكامكم خلطوا قانون الأحوال الشخصية الإسلامي (أو بعضه) بقوانين النصارى واليهود التجارية وقانون العقوبات متأثرين بآراء اليهود والمشركين ، وفي هذا مسحة من الجهمية التي تأثرت بآراء اليهودي "ابان بن سمعان" وبالفلاسفة ، وفيه تشبه باليهود الذين آمنوا ببعض الكتاب وكفروا ببعض ، ولكن حكامكم – كعادتهم – فاقوا اليهود في هذا فهم يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون بأكثره: فقد وضعوا بعض قانون الأحوال الشخصية (أحكام النكاح) في دستورهم وتركوا أكثر شرع الله كأحكام المعاملات (واستبدلوها بقوانين الكفار الإقتصادية) ، وأحكام أهل الكفر والسياسة الشرعية (واستبدلوها بأحكام أهل الكفر الدولية) ، والحدود (واستبدلوها بأحكام الجنايات الكفرية) ، وعطّلوا أحكام الجهاد والردّة وغيرها من الأمور الشرعية إرضاءاً لآلهتهم "النصرايهودية" .
وحكامكم شابهوا الجبرية: في اعتقادهم في أمريكا فيعتقدون بأنه لا يكون شيء في الأرض إلا برضى أمريكا وأمرها وعلى هواها وهم عندهم كالأبدال والأقطاب عند الصوفية .. وحكامكم شابهوا القدريّة في ذات الله فيتصرّفون وكأنه ليس لله على أعمالهم سلطان !! فها هم قد جمعوا بين المتناقضيْن فهنيئاً لكم ولهم !!
وأنتم شابهتم الرافضة: في اعتقادكم في حكّامكم فالرافضة يعتقدون عصمة أئمتهم وأنتم تعتقدون عصمة حكامكم .. والرافضة يعتقدون بالإمام المستور وحكامكم إمامهم المستور الذي يحكمهم هو "شارون" ومن ورائه الصهيونية العالمية .. والرافضة عندهم عقيدة "ولاية الفقيه" وحكامكم وليّ مستورهم "بوش" ، ولكن حكامكم فاقوا الرافضة في عقيدة ولاية الفقيه: فالرافضة لم تقل بعصمة "الخميني" أما حكامكم فكلام "بوش" عندهم مقدم على كلام رب العالمين ، فقد قال تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ..." (النساء:144) ، وقال لهم بوش "من ليس معنا فهو ضدنا" فقالوا لبوش: بل نحن معك وجعلوا كتاب الله وراء ظهورهم وهم يعلمون .. والرافضة أفضل من حكامكم حيث يعتقدون بأن الإمامة في أهل بيت النبوة أما حكامكم فالإمامة عندهم في بيوتهم هم !!
وحكامكم شابهوا الحلولية: حيث حلّت آلهتهم في اليهود والنصارى الذين حكّموا شريعتهم ونحّوا من أجلها شرع الله ، ولكنهم فاقوا أسلافهم من الحلوليّة الذين كانوا يعتقدون حلول الإله في كل شيء – حتى المسلمين – أما حكامكم فآلهتهم لا تحل إلا في اليهود والنصارى !!
وشابهتم أنتم الأشاعرة والمعتزلة: في ردكم نصوص القرآن والسنة بالشبه العقلية والكلامية والجدالية .
وشابهتم اليزيدية : في تقديس حكامكم كما قدّس اليزيدية يزيد بن معاوية (رضي الله عن أبيه) ، وإن قلتم إننا لا نعتقد ذلك ولكننا نتملّقهم خشية الفتنة فقد جمعتم بين الناصبية اليزيدية والتقيّة الرافظية ، أي جمعتم بين النقيضين.
وشابهتم الخوارج: في تكفير سادات المسلمين من قادة المجاهدين والمرابطين في الثغور ، وشابه حكامكم الخوارج بأنهم أباحوا دماء المسلمين وحقنوا دماء الكافرين ، ولكنكم غلبتم الخوارج بأنكم لم تبيحوا دماء المجاهدين لأنفسكم فقط ولكنكم أبحتموها للنصارى الأمريكان أعداء الله !! وشابهتم الخوارج في صرفكم النصوص إلى غير مصرفها: كنصوص الجهاد ، والحاكمية ، والولاء والبراء ، وأحكام دار الحرب ، وأحكام الكفار .. !!
وشابهتم السوفسطائية: باستخدام التمويه والمغالطة لإفحام الخصوم وإلزامهم بالحجة وتركتم النصوص الثابتة والبديهيات المسلمة والواقع المحسوس الذي يعيشه الناس ودخلتم في جدال وهمي عقيم !!
وشابه حكامكم المزدكية والقرامطة والزنادقة: في نشر الرذيلة والفاحشة بين المسلمين عن طريق وسائل الإعلام التي دخلت جميع البيوت لتهدم البقية الباقية من الأخلاق والقيم الإسلامية ، وفتحوا دور الدعارة والزنا ونشروا المجلات والقصص الهابطة المنحطّة باسم التقدم.
وشابهتم الدروز: في تأليههم الحاكم بأمر الله العبيدي (الفاطمي زوراً) فألّهتم حكامكم بطاعتهم في تحليلهم ما حرّم الله وتحريمهم ما أحل الله وموالاتهم لليهود والنصارى أعداء الله ومعاداتهم للإسلام والمسلمين ، وإن قلتم: إنا لسنا نؤلّههم ، فنقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه ويحلون ما حرم الله فتحلونه .. فتلك عبادتهم" (أحمد والترمذي)
وشابهتم القوميين: في عدم اهتمامكم لما يجري للمسلمين في البلاد الأخرى من قتل وتعذيب وتشريد اتباعاً لحكامكم الذين أعلنوا أن هذه مشاكل داخلية في بلاد أُخرى لا تخصّهم ، وشابه حكامكم البعثيين الذين يفصلون بين العروبة والإسلام ولا يبالون بما يحدث في الدول الإسلامية غير العربية !!
وشابهتم المُرجئة: في عدم التكفير بالأفعال وحصرها في الإعتقاد فقط ، فعندكم أنه: من جعل دستوراً مخالفاً لشرع الله وأرغم الناس بالتحاكم إليه ، ومن والى أعداء الله وحارب أولياء الله ومكّن للكفار في بلاد المسلمين ليس كافراً إذا لم يستحلّ بقلبه كل ذلك !!
وشابهتم الشيوعية: في إشاعة المال ، إلا أن الشيوعية تقول بإشاعتها بين كل الشعب وانتم تقولون بإشاعتها بين الحكام فقط ، فأموال الناس عليهم حلال يشيعونها بين بعضهم البعض فيصرفونها كيف شاؤوا ، فهم إشتراكية فيما ما بينهم ، رأسمالية في ما بينهم وبين شعوبهم !!
وشابهتم غلاة الصوفية والباطنية: في اسقاط التكاليف عن حكامكم ، فهم لا يحكمون بما أنزل الله ولا ينصرون دين الله ومنهم من لا يصلي ومع ذلك فهم عندكم من أولياء الله !!
وشابهتم النصارى والكفار: بإطلاق الألقاب كالأصولية والإرهاب والتشدد والغلو على المؤمنين الذين يريدون تحكيم شرع الله والعودة إلى أصل الدين الصافي الذي أتى به النبي صلى الله عليه وسلم على نهج سلف الأمة !!
وشابهتم الباطنية بأن قلتم: إن للنصوص تفاسير لا يعلمها إلا أهل الإختصاص من علمائكم ، ولا ينبغي أن يخوض فيها ويؤولها غير بطارقتكم الذين عطّلوا نصوص الجهاد والحاكمية والولاء والبراء وأحكام أهل الكفر !!
وشابهتم نصارى الكاثوليك: في أن كوّنتم مؤسسات وجمعيات دينية عُليا لا يسع من هو خارجها الإختلاف معها وجعلتم لها ما لبابا الفاتيكان من حقوق على أتباعه ، وجمعتم بين ذلك وبين مشابهة المشْيَخِيّة البروتستانتيّة التي تجعل إدارة المؤسسات الدينية في يد العلمانيين وتترك للعلماء إدارة الأمور الزمنية (المناسبات والأعياد) !!
يا مُستأجري هذه الحمير :
لقد دحض الناس شُبهاتكم وبيّنوا بطلان أقوالكم ، وكشفوا عوراتكم فما زادكم ذلك إلا خبالاً .. فبعد أن تبين بطلان نعتكم محبي ذُروة سنام الإسلام بالخوارج ، أمركم صنمكم الأكبر (أمريكا) أن تبحثوا عما يصرف الناس عن كيده ومكره ومخططاته لاحتلال بلاد الإسلام فوسوست لكم شياطينكم ضرب المسلمين بعضهم ببعض فتجنّيتم على بعض الجماعات الإسلامية ، وأشغلتم الناس بجدالات مذهبية وطائفية وحمّلتم حميركم المستأجرة عبء تأجيج نار الفتنة والفرقة بين المسلمين ليتمكن أعداء الدين من البلاد والعباد ، ولكن هيهات هيهات ، والله لا تأتون بكلمة إلا ردّها المسلمون عليكم بكلمات وكلمات ، ولن تقولوا باطلاً إلا ويقذفه المؤمنون بالحق فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون "يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (التوبة : 32) ، فنحن نرد عليكم بألسنتنا ، وقادتنا يردّون كيد صنمكم الأكبر بتحطيمه قطعة قطعة بفأس الخليل إبراهيم عليه السلام .
وبعد :
فهذه الكلمات موجهة إلى تلك الفئة الضالة التي باعت دنياها بثمن بخس دراهم معدودات في سبيل تثبيط الناس وتخذيلهم عن نصرة الإسلام والمسلمين (وخاصة المجاهدين) بإيعاز من حكام بعض البلاد الذين يأخذون أوامرهم من هُبلهم (أمريكا) التي بدورها تأخذ توجيهاتها من اليهود .. فهؤلاء قد عبدوا الدراهم والمناصب التي في أيدي حكامهم الذين عبدوا الحكومة الأمريكية التي عبدت اليهود الذين عبدوا الشيطان .. فهذه "الحمير المُستأجرة" باعت نفسها لعبيد يعبدون عبيداً يعبدون عبيداً يعبدون الشيطان ، فيا لله ما أحمرَهم !!
أقول " للحمير المُستأجرة " :
انتهوا خيراً لكم ، فوالله لن ينفعكم هؤلاء يوم لا ينفع مال ولا بنون ، وما أنتم فيه إنما هو استدراج لكم من الله الذي أعلن الحرب على من عادى أولياءه ، أما هؤلاء الذين اتبعتموهم فإنهم أول من يتبرّأ منكم يوم يرون عذاب الله ، يوم تقطع بهم الأسباب..
إنكم ميّتون ، فمُلاقون ربكم ، فيسألكم عما كتبتم أو قلتم أو فعلتم ، فلا والله لن تُغني عنكم فلسفتكم ولا مغالطاتكم ولا تحريفكم القول عند الذي يعلم السرّ وأخفى ، إنما ينظر الله إلى ما في قلوبكم وما ترجمتموه من أعمال وأقوال تحكي ما في تلك القلوب من خوف وخشية من الله ، أو زهد في ما عنده .. "وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ" (البقرة : 281)
والله أعلم .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..
كتبه
حسين بن محمود.
تعليق