حسن الخلق
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجات قائم الليل وصائم النهار " السلسة الصحيحة
مقدمة
ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه تسليما كثيرا . اللهم إنا نسألك أن تهدينا لأحسن الأخلاق لا يهدينا لأحسنها إلا أنت واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا أنت ...
أما بعد ،،
جاء الإسلام لتحقيق غاية عظيمة والقيام بمهام جسيمة وهي القيام بحق الله وحقوق الخلق ، قال تعالى " وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا" النساء 36
والخلق الحسن أساس القيام بحق الله وحقوق الخلق وبذلك ترفع الدرجات وتكفر السيئات ، عن عائشة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم " رواه أبو داوود
والخلق الحسن ينفع المؤم ن في الدنيا والآخرة ويرفع درجته عند ربه ، وأما الكافر فإنما ينفعه في الدنيا ، ويثيبه الله عليه في العاجلة ، وأما الآخرة فليس له فيها نصيب .
قال القزويني رحمه الله : " ومعنى حسن الخلق : سلامة النفس نحو الأرفق الأحمد من الأفعال ، وقد يكون ذلك في ذات الله تعالى وق يكون فيما بين الناس ." .
فما تعلق بذاته سبحانه :
أن يكون العبد منشرح الصدر بأوامر الله تعالى ونواهيه ، يفعل ما فرض عليه ، طيب النفس به ، وينتهي عما حرم عليه ، راضيا به ، غير متضجر ، أما في المعاملات بين الناس فهو أن يكون سمحا معهم يلتمس لهم الأعذار ويوفي حقوقهم .
حسن الخلق في القرآن :
أثني الله تعالى على رسوله في كتابه العزيز في قوله " وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ " . القلم 4
وقد امتح القرآن الكريم من حسن خلقه ، قال تعالى " وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (65) إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (66) وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا (67) " الفرقان 7
وجعل لقمان حسن الخلق جزءا من وصيته لابنه قال تعالى : يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ ( 17 ) وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (18) وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (19) * " لقمان 17
حسن الخلق في السنة :
عن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اتق الله حيثما كنت ، وأتبع السيئة الحسنة تمحها ، وخالق الناس بخلق حسن " . رواه أحمد والترمذي
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ما شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن ، وإن الله ليبغض الفاحش البذيء " . رواه الترمذي وقال حديث حسن
حقيقة حسن الخلق
تكلم بعض العلماء بكلام جامع بين فيه حقيقة حسن الخلق فقال : هو أن يكون الرجل كثير الحياء ، قليل الأذي ، كثير الصلاح ، صدوق اللسان ، قليل الكلام ، كثير العمل ، قليل الزلل ، قليل الفضول ، بارا وصولا ، وقورا صبورا ، رضيا حليما ، رفيقا عفيفا شفيقا ، لا لعان ولا سباب و لا نماما ولا مغتابا ، و عجولا ولا حقودا ولا بخيلا وحسودا ، بشاشا هشاشا ، يحب في الله ، ويبغض في الله ، ويرضى في الله ، فهذا هو حسن الخلق .
وقال بن المبارك رحمه الله : " حسن الخلق طلاقة الوجه وبذل المعروف وكف الأذى " .
وقال الحسن البصري : " حسن الخلق بسط الوجه وبذل الندى وكف الأذى "
وقال بن القيم رحمه الله : " جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين تقوى الله وحسن الخلق ، لأن تقوي الله تصلح ما بين العبد وبين ربه وحسن الخلق يصلح ما بينه وبين خلقه . فتقوي الله توجب له محبة الله وحسن الخلق يدعو الناس الي محبته .
يقول الشاعر :
يا أيها المتحلي غير شيمته *** ومن سجيته الاكثار والملق
عليك بالقصد فيما أنت فاعله *** ان التخلق يأتي دونه الخلق
من فوائد ( حسن الخلق )
- حسن الخلق من أفضل ما يقرب العبد الي الله تعالي .
- اذا أحسن العبد خلقه مع الناس أحبه الله والناس .
- حسن الخلق يألف الناس ويألفه الناس .
- لا يكرم العبد نفسه بمثل حسن الخلق ولا يهينها بمثل سوئه .
- حسن الخلق سبب في الدرجات وعلو الهمم .
- حسن الخلق سبب في محبة رسول الله صلي الله عليه وسلم والقرب منه يوم القيامة .
- حسن الخلق يحول العدو إلى صديق ، قال تعالى " وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) " فصلت 34
- حسن الخلق سبب لعفو الله وجالب لغفرانه .
- يدرك المرء بحسن الخلق درجة الصائم القائم
- حسن الخلق من أكثر ما يدخل الناس الجنة .
- حسن الخلق يحرم جسد صاحبه على النار .
- حسن الخلق يصلح ما بين الإنسان وما بين الناس .
وكما أن حسن الخلق أمر مطلوب وواجب على المؤمن فتجنب أخلاق السوء امر لازم مؤكد ، لأن سوء الخلق باب من أبواب الإثم ، وينفر الناس ممن اصف به ، ولذلك قيل : من ساء خلقه قل صديقه .
وعلى المسلم أن يصاحب من يدله على محاسن الأخلاق ، وينهاه عن مساوئها ، فإن الصاحب الناصح من خير ما يستفيده المرء في حياته
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجات قائم الليل وصائم النهار " السلسة الصحيحة
مقدمة
ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه تسليما كثيرا . اللهم إنا نسألك أن تهدينا لأحسن الأخلاق لا يهدينا لأحسنها إلا أنت واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا أنت ...
أما بعد ،،
جاء الإسلام لتحقيق غاية عظيمة والقيام بمهام جسيمة وهي القيام بحق الله وحقوق الخلق ، قال تعالى " وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا" النساء 36
والخلق الحسن أساس القيام بحق الله وحقوق الخلق وبذلك ترفع الدرجات وتكفر السيئات ، عن عائشة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم " رواه أبو داوود
والخلق الحسن ينفع المؤم ن في الدنيا والآخرة ويرفع درجته عند ربه ، وأما الكافر فإنما ينفعه في الدنيا ، ويثيبه الله عليه في العاجلة ، وأما الآخرة فليس له فيها نصيب .
قال القزويني رحمه الله : " ومعنى حسن الخلق : سلامة النفس نحو الأرفق الأحمد من الأفعال ، وقد يكون ذلك في ذات الله تعالى وق يكون فيما بين الناس ." .
فما تعلق بذاته سبحانه :
أن يكون العبد منشرح الصدر بأوامر الله تعالى ونواهيه ، يفعل ما فرض عليه ، طيب النفس به ، وينتهي عما حرم عليه ، راضيا به ، غير متضجر ، أما في المعاملات بين الناس فهو أن يكون سمحا معهم يلتمس لهم الأعذار ويوفي حقوقهم .
حسن الخلق في القرآن :
أثني الله تعالى على رسوله في كتابه العزيز في قوله " وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ " . القلم 4
وقد امتح القرآن الكريم من حسن خلقه ، قال تعالى " وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (65) إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (66) وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا (67) " الفرقان 7
وجعل لقمان حسن الخلق جزءا من وصيته لابنه قال تعالى : يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ ( 17 ) وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (18) وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (19) * " لقمان 17
حسن الخلق في السنة :
عن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اتق الله حيثما كنت ، وأتبع السيئة الحسنة تمحها ، وخالق الناس بخلق حسن " . رواه أحمد والترمذي
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ما شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن ، وإن الله ليبغض الفاحش البذيء " . رواه الترمذي وقال حديث حسن
حقيقة حسن الخلق
تكلم بعض العلماء بكلام جامع بين فيه حقيقة حسن الخلق فقال : هو أن يكون الرجل كثير الحياء ، قليل الأذي ، كثير الصلاح ، صدوق اللسان ، قليل الكلام ، كثير العمل ، قليل الزلل ، قليل الفضول ، بارا وصولا ، وقورا صبورا ، رضيا حليما ، رفيقا عفيفا شفيقا ، لا لعان ولا سباب و لا نماما ولا مغتابا ، و عجولا ولا حقودا ولا بخيلا وحسودا ، بشاشا هشاشا ، يحب في الله ، ويبغض في الله ، ويرضى في الله ، فهذا هو حسن الخلق .
وقال بن المبارك رحمه الله : " حسن الخلق طلاقة الوجه وبذل المعروف وكف الأذى " .
وقال الحسن البصري : " حسن الخلق بسط الوجه وبذل الندى وكف الأذى "
وقال بن القيم رحمه الله : " جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين تقوى الله وحسن الخلق ، لأن تقوي الله تصلح ما بين العبد وبين ربه وحسن الخلق يصلح ما بينه وبين خلقه . فتقوي الله توجب له محبة الله وحسن الخلق يدعو الناس الي محبته .
يقول الشاعر :
يا أيها المتحلي غير شيمته *** ومن سجيته الاكثار والملق
عليك بالقصد فيما أنت فاعله *** ان التخلق يأتي دونه الخلق
من فوائد ( حسن الخلق )
- حسن الخلق من أفضل ما يقرب العبد الي الله تعالي .
- اذا أحسن العبد خلقه مع الناس أحبه الله والناس .
- حسن الخلق يألف الناس ويألفه الناس .
- لا يكرم العبد نفسه بمثل حسن الخلق ولا يهينها بمثل سوئه .
- حسن الخلق سبب في الدرجات وعلو الهمم .
- حسن الخلق سبب في محبة رسول الله صلي الله عليه وسلم والقرب منه يوم القيامة .
- حسن الخلق يحول العدو إلى صديق ، قال تعالى " وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) " فصلت 34
- حسن الخلق سبب لعفو الله وجالب لغفرانه .
- يدرك المرء بحسن الخلق درجة الصائم القائم
- حسن الخلق من أكثر ما يدخل الناس الجنة .
- حسن الخلق يحرم جسد صاحبه على النار .
- حسن الخلق يصلح ما بين الإنسان وما بين الناس .
وكما أن حسن الخلق أمر مطلوب وواجب على المؤمن فتجنب أخلاق السوء امر لازم مؤكد ، لأن سوء الخلق باب من أبواب الإثم ، وينفر الناس ممن اصف به ، ولذلك قيل : من ساء خلقه قل صديقه .
وعلى المسلم أن يصاحب من يدله على محاسن الأخلاق ، وينهاه عن مساوئها ، فإن الصاحب الناصح من خير ما يستفيده المرء في حياته
قال الفضيل بن عياض : " إذا خالطت فخالط حسن الخلق ، فإنه لا يدعو إلا إلى خير ، وصاحبه منه في راحة ، ولا تخالط سيء الخلق ، فإنه لا يدعو إلآ إلى شر ، وصاحبه منه في عناء ، ولئن يصاحبني فاجر حسن الخلق ، أحب إلي من أن يصاحبني قارئ سيء الخلق ، إن الفاسق إذا كان حسن الخلق عاش بعقله وخف على الناس وأحبوه ، وإن العبد إذا كان سيء الخلق ثقل على الناس ومقتوه "
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أقربكم مني منزلا يوم القايمة أحاسنكم أخلاقا "
هذا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
تعليق