ﺍﻟﻤُﺘَﻤِﻤَﺔ
ﻟﻜﻼﻡ ﺃﺋﻤﺔ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ
ﻓﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺠﻬﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺍﻷﻛﺒﺮ
ﺟﻤﻊ ﺍﻟﺸﻴﺦ
ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺧﻀﻴﺮ ﺍﻟﺨﻀﻴﺮ
ﻋﻔﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻭﻋﻦ ﻭﺍﻟﺪﻳﻪ ﻭﺃﻫﻠﻪ
ﻭﻣﺸﺎﻳﺨﻪ ﻭﻃﻼﺑﻪ ﻭﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ
ﺍﻟﻘﺼﻴﻢ ـ ﺑﺮﻳﺪﺓ
ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ
ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ
ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺷﺮﻑ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ
ﻭﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ
ﻭﺻﺤﺒﻪ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ ، ﻭﺑﻌﺪ ،
ﻓﻬﺬﻩ ﻣﺘﻤﻤﺔ ﻟﻤﺎ ﻛﺘﺒﻪ ﺃﺋﻤﺔ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ
ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ ﺍﻟﻨﺠﺪﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻌﺬﺭ
ﺑﺎﻟﺠﻬﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺍﻷﻛﺒﺮ ، ﺟﻌﻠﺘﻬﺎ
ﻣﺘﻤﻤﺔ ﻟﻠﻜﺘﺐ ﺍﻵﺗﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪﺛﺖ ﻋﻦ
ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻌﺬﺭ ﺑﺎﻟﺠﻬﻞ ﻭﻫﻲ :
1ـ ﻣﻔﻴﺪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪ ﻓﻲ ﻛﻔﺮ ﺗﺎﺭﻙ
ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﺤﻤﺪ
ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ
2ـ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻻﻧﺘﺼﺎﺭ ﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﻠﻪ
ﺍﻟﻤﻮﺣﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺎﺩﻝ ﻋﻦ
ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ
ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﺑﺎﺑﻄﻴﻦ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ،
3ـ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺗﻜﻔﻴﺮ ﺍﻟﻤﻌﻴﻦ ﻟﻠﺸﻴﺦ
ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺁﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ
ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ،
ﻟﺨﺼﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ،
ﻭﺃﺿﻔﺖ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ، ﻭﻫﻲ ﻓﻲ
ﺍﻷﺻﻞ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻲ ﺍﻟﺠﻤﻊ
ﻭﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺪ ﻓﻲ ﺷﺮﺡ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ
ﻟﻠﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ،
ﻓﺠﻌﻠﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻧﻈﺮﺍ
ﻟﻸﻫﻤﻴﺔ ، ﻭﺗﺴﻬﻴﻼ ﻟﻤﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﻣﻌﺮﻓﺔ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻬﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﻤﻮﻓﻖ
ﺇﻟﻰ ﺳﻮﺍﺀ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ ،
ﻭﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ
ﻭﺻﺤﺒﻪ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ 0
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻻﻭﻝ
ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ
ﻟﻢ ﺗﻈﻬﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ ﻗﺒﻞ ﻋﺼﺮ ﺍﺑﻦ
ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻷﻥ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﺩﻋﻰ ﺍﻟﻌﺬﺭ ﻓﺈﻥ
ﺃﻗﺪﻡ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺪﻝ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﻗﻮﺍﻝ ﻛﻼﻡ
ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﺃﻧﻪ ﻳﻌﺬﺭ ،
ﺛﻢ ﻇﻬﺮﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ ﻓﻲ ﻋﺼﺮ
ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ، ﻭﻇﻬﺮﺕ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪﺑﻦ
ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻮﺭﻳﻦ :
1ـ ﺃﻧﺎﺱ ﺿﻼﻝ ﺃﺛﺎﺭﻭﻫﺎ ﻓﺮﺩ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻲ
ﻣﻔﻴﺪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪ ،
2ـﺃﺧﻒ ﻷﻧﻬﺎ ﻇﻬﺮﺕ ﻓﻲ ﺃﻧﺎﺱ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ
ﺍﻻﺷﺘﺒﺎﻩﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻄﻠﺒﻮﻥ ﺍﻟﺤﻖ ،ﺃﻣﺜﺎﻝ
ﺑﻌﺾ ﻃﻼﺑﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺭﻋﻴﺔ ، ﻭﻓﻲ
ﺍﻻﺣﺴﺎﺀ ﺛﻢ ﺧﻤﺪﺕ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ،
ﺛﻢ ﻇﻬﺮﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻴﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ
ﺍﻟﺤﻔﻴﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﺣﺴﻦ ، ﺗﺒﻨﺎﻫﺎ
ﺩﺍﻭﺩ ﺑﻦ ﺟﺮﺟﻴﺲ ﻭﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮﺭ
ﻓﺘﺼﺪﻯ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ
ﻭﺳﺎﻋﺪﻩ ﺍﺑﻨﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻄﻴﻒ ﻓﻲ ﻣﺼﻨﻔﺎﺕ
ﻣﻌﺮﻭﻓﺔ ،ﻭﺳﺎﻋﺪﻫﻢ ﺃﻳﻀﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ
ﺍﺑﺎﺑﻄﻴﻦ ،
ﺛﻢ ﻇﻬﺮﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻴﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻓﺘﺼﺪﻯ ﻟﻬﺎ
ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ
ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﺑﻦ ﺳﺤﻤﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﺼﻨﻔﺎﺕ
ﻭﻓﺘﺎﻭﻯ ﻭﺳﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺸﻴﺦ
ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻄﻴﻒ ﻭﻫﻤﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ،
ﻭﻻﺯﺍﻟﺖ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻭﺗﺘﺠﺪﺩ ﻛﻞ ﻋﺼﺮ ،
ﻭ ﻫﻨﺎﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ﻣﻦ ﺃﻇﻬﺮ
ﺃﻥ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﻌﺬﺭ ﺑﺎﻟﺠﻬﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻙ
ﺍﻻﻛﺒﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺧﻼﻑ، ﺛﻢ ﻳﺤﻜﻲ ﺍﻟﺨﻼﻑ
ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻟﻴﻦ ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ
ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻭﺍﻟﻤﺬﻛﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﺓ ، ﻣﻊ ﺃﻧﻪ
ﺇﺫﺍ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﻻﻳﻨﺴﺒﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﺣﺪ ،
ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﻨﺴﺒﻪ ﻧﺴﺒﺔ ﻣﻄﻠﻘﺔ ، ﻭ ﻣﻨﺸﺄ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﻫﻮ ﻇﻨﻬﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ
ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﻟﻪ ﻗﻮﻻﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ
ﺣﻴﺚ ﻧﻈﺮﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺑﻌﺾ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﺸﻴﺦ
ﻣﺤﻤﺪ ﻓﻔﻬﻤﻮﺍ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻌﺬﺭ ﺑﺎﻟﺠﻬﻞ ،
ﻭﻫﻮﻣﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻫﻢ ﻭﻇﻦ ﻭﻓﻬﻢ
ﺧﺎﻃﺊ ، ﻭﻫﺬﺍ ﺳﻮﻑ ﻧﺘﻜﻠﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﻥ
ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻓﺼﻮﻝ ﻻﺣﻘﺔ ﻭﻧﺠﻴﺐ
ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻤﻦ ﻓﻬﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻰ
ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﻭﻧﺬﻛﺮ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ
ﻟﺬﻟﻚ ،
ﻭﺍﻟﺨﻼﺻﺔ ﺃﻥ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﻓﻲ
ﻣﺴﺎﻟﺔ ﺍﻟﻌﺬﺭ ﺑﺎﻟﺠﻬﻞ ﻣﺤﺪﺙ ﻟﻢ ﻳﻈﻬﺮ
ﺇﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻫﺬﺍ ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ
ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺬﻛﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﺍﺟﺘﻬﺎﺩ ﻻ
ﻳُﺴﺎﻕ ﻓﻴﻪ ﺧﻼﻑ ، ﻭﻫﺬﻩ ﻣﺜﻞ ﻣﺴﺄﻟﺔ
ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﺇﻥ ﺗﻜﻔﻴﺮ ﺍﻟﺠﻬﻤﻴﺔ ﻓﻴﻪ ﺧﻼﻑ
ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻟﻴﻦ ﺛﻢ ﻳﺤﻜﻲ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﻭﻻ
ﻳﻨﺴﺒﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﺣﺪ ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﻇﻦ ﺧﺎﻃﺊ
ﻣﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻓﻬﻢ ﺧﺎﻃﺊ ﻟﺒﻌﺾ ﻛﻼﻡ
ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ) ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ ﻟﻢ ﻳﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ
ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﺎﺕ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻟﻤﺴﻤﻰ
ﺍﻟﺠﻬﻤﻴﺔ ، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ (
، ﻭﻫﺬﻩ ﻇﻬﺮﺕ ﻓﻲ ﻋﺼﺮ ﺍﻟﺸﻴﺦ
ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺳﺤﻤﺎﻥ ﻓﺮﺩ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﻥ
ﺍﻟﻤﺴﺎﻟﺔ ﻭﻓﺎﻗﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﻜﻔﻴﺮ ﺍﻟﺠﻬﻤﻴﺔ
ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﺎ ﺧﻼﻑ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺭﻓﻊ
ﺍﻻﻟﺘﺒﺎﺱ ﻭﻛﺘﺎﺏ ﻛﺸﻒ ﺍﻟﺸﺒﻬﺘﻴﻦ ،
ﻭﺳﻮﻑ ﻧﻨﻘﻞ ﻛﻼﻣﻪ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ
ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻓﺼﻮﻝ ﻻﺣﻘﺔ ، ﻭﺃﻳﻀﺎ ﺗﺼﺪﻯ
ﻟﺬﻟﻚ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺸﻴﺦ
ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻄﻴﻒ ، ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻭﺃﻣﺎ ﺩﻋﺎﺀ
ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ﻭﺍﻻﺳﺘﻐﺎﺛﺔ ﺑﻬﻢ ﻭﻗﺼﺪﻫﻢ
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻠﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﺸﺪﺍﺋﺪ ﻓﻬﺬﺍ ﻻ ﻳﻨﺎﺯﻉ
ﻣﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﺗﺤﺮﻳﻤﻪ ﻭﺍﻟﺤﻜﻢ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﻦ
ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻓﻠﻴﺲ ﻓﻲ ﺗﻜﻔﻴﺮﻫﻢ
ﻭﺗﻜﻔﻴﺮ ﺍﻟﺠﻬﻤﻴﺔ ﻗﻮﻻﻥ ( ،
)ﺍﻟﻨﺠﺪﻳﺔ 3/66 ( ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺍﻋﻠﻢ ،
ﻟﻜﻼﻡ ﺃﺋﻤﺔ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ
ﻓﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺠﻬﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺍﻷﻛﺒﺮ
ﺟﻤﻊ ﺍﻟﺸﻴﺦ
ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺧﻀﻴﺮ ﺍﻟﺨﻀﻴﺮ
ﻋﻔﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻭﻋﻦ ﻭﺍﻟﺪﻳﻪ ﻭﺃﻫﻠﻪ
ﻭﻣﺸﺎﻳﺨﻪ ﻭﻃﻼﺑﻪ ﻭﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ
ﺍﻟﻘﺼﻴﻢ ـ ﺑﺮﻳﺪﺓ
ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ
ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ
ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺷﺮﻑ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ
ﻭﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ
ﻭﺻﺤﺒﻪ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ ، ﻭﺑﻌﺪ ،
ﻓﻬﺬﻩ ﻣﺘﻤﻤﺔ ﻟﻤﺎ ﻛﺘﺒﻪ ﺃﺋﻤﺔ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ
ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ ﺍﻟﻨﺠﺪﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻌﺬﺭ
ﺑﺎﻟﺠﻬﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺍﻷﻛﺒﺮ ، ﺟﻌﻠﺘﻬﺎ
ﻣﺘﻤﻤﺔ ﻟﻠﻜﺘﺐ ﺍﻵﺗﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪﺛﺖ ﻋﻦ
ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻌﺬﺭ ﺑﺎﻟﺠﻬﻞ ﻭﻫﻲ :
1ـ ﻣﻔﻴﺪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪ ﻓﻲ ﻛﻔﺮ ﺗﺎﺭﻙ
ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﺤﻤﺪ
ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ
2ـ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻻﻧﺘﺼﺎﺭ ﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﻠﻪ
ﺍﻟﻤﻮﺣﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺎﺩﻝ ﻋﻦ
ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ
ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﺑﺎﺑﻄﻴﻦ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ،
3ـ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺗﻜﻔﻴﺮ ﺍﻟﻤﻌﻴﻦ ﻟﻠﺸﻴﺦ
ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺁﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ
ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ،
ﻟﺨﺼﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ،
ﻭﺃﺿﻔﺖ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ، ﻭﻫﻲ ﻓﻲ
ﺍﻷﺻﻞ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻲ ﺍﻟﺠﻤﻊ
ﻭﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺪ ﻓﻲ ﺷﺮﺡ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ
ﻟﻠﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ،
ﻓﺠﻌﻠﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻧﻈﺮﺍ
ﻟﻸﻫﻤﻴﺔ ، ﻭﺗﺴﻬﻴﻼ ﻟﻤﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﻣﻌﺮﻓﺔ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻬﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﻤﻮﻓﻖ
ﺇﻟﻰ ﺳﻮﺍﺀ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ ،
ﻭﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ
ﻭﺻﺤﺒﻪ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ 0
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻻﻭﻝ
ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ
ﻟﻢ ﺗﻈﻬﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ ﻗﺒﻞ ﻋﺼﺮ ﺍﺑﻦ
ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻷﻥ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﺩﻋﻰ ﺍﻟﻌﺬﺭ ﻓﺈﻥ
ﺃﻗﺪﻡ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺪﻝ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﻗﻮﺍﻝ ﻛﻼﻡ
ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﺃﻧﻪ ﻳﻌﺬﺭ ،
ﺛﻢ ﻇﻬﺮﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ ﻓﻲ ﻋﺼﺮ
ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ، ﻭﻇﻬﺮﺕ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪﺑﻦ
ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻮﺭﻳﻦ :
1ـ ﺃﻧﺎﺱ ﺿﻼﻝ ﺃﺛﺎﺭﻭﻫﺎ ﻓﺮﺩ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻲ
ﻣﻔﻴﺪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪ ،
2ـﺃﺧﻒ ﻷﻧﻬﺎ ﻇﻬﺮﺕ ﻓﻲ ﺃﻧﺎﺱ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ
ﺍﻻﺷﺘﺒﺎﻩﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻄﻠﺒﻮﻥ ﺍﻟﺤﻖ ،ﺃﻣﺜﺎﻝ
ﺑﻌﺾ ﻃﻼﺑﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺭﻋﻴﺔ ، ﻭﻓﻲ
ﺍﻻﺣﺴﺎﺀ ﺛﻢ ﺧﻤﺪﺕ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ،
ﺛﻢ ﻇﻬﺮﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻴﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ
ﺍﻟﺤﻔﻴﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﺣﺴﻦ ، ﺗﺒﻨﺎﻫﺎ
ﺩﺍﻭﺩ ﺑﻦ ﺟﺮﺟﻴﺲ ﻭﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮﺭ
ﻓﺘﺼﺪﻯ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ
ﻭﺳﺎﻋﺪﻩ ﺍﺑﻨﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻄﻴﻒ ﻓﻲ ﻣﺼﻨﻔﺎﺕ
ﻣﻌﺮﻭﻓﺔ ،ﻭﺳﺎﻋﺪﻫﻢ ﺃﻳﻀﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ
ﺍﺑﺎﺑﻄﻴﻦ ،
ﺛﻢ ﻇﻬﺮﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻴﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻓﺘﺼﺪﻯ ﻟﻬﺎ
ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ
ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﺑﻦ ﺳﺤﻤﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﺼﻨﻔﺎﺕ
ﻭﻓﺘﺎﻭﻯ ﻭﺳﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺸﻴﺦ
ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻄﻴﻒ ﻭﻫﻤﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ،
ﻭﻻﺯﺍﻟﺖ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻭﺗﺘﺠﺪﺩ ﻛﻞ ﻋﺼﺮ ،
ﻭ ﻫﻨﺎﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ﻣﻦ ﺃﻇﻬﺮ
ﺃﻥ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﻌﺬﺭ ﺑﺎﻟﺠﻬﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻙ
ﺍﻻﻛﺒﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺧﻼﻑ، ﺛﻢ ﻳﺤﻜﻲ ﺍﻟﺨﻼﻑ
ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻟﻴﻦ ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ
ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻭﺍﻟﻤﺬﻛﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﺓ ، ﻣﻊ ﺃﻧﻪ
ﺇﺫﺍ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﻻﻳﻨﺴﺒﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﺣﺪ ،
ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﻨﺴﺒﻪ ﻧﺴﺒﺔ ﻣﻄﻠﻘﺔ ، ﻭ ﻣﻨﺸﺄ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﻫﻮ ﻇﻨﻬﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ
ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﻟﻪ ﻗﻮﻻﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ
ﺣﻴﺚ ﻧﻈﺮﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺑﻌﺾ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﺸﻴﺦ
ﻣﺤﻤﺪ ﻓﻔﻬﻤﻮﺍ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻌﺬﺭ ﺑﺎﻟﺠﻬﻞ ،
ﻭﻫﻮﻣﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻫﻢ ﻭﻇﻦ ﻭﻓﻬﻢ
ﺧﺎﻃﺊ ، ﻭﻫﺬﺍ ﺳﻮﻑ ﻧﺘﻜﻠﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﻥ
ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻓﺼﻮﻝ ﻻﺣﻘﺔ ﻭﻧﺠﻴﺐ
ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻤﻦ ﻓﻬﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻰ
ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﻭﻧﺬﻛﺮ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ
ﻟﺬﻟﻚ ،
ﻭﺍﻟﺨﻼﺻﺔ ﺃﻥ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﻓﻲ
ﻣﺴﺎﻟﺔ ﺍﻟﻌﺬﺭ ﺑﺎﻟﺠﻬﻞ ﻣﺤﺪﺙ ﻟﻢ ﻳﻈﻬﺮ
ﺇﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻫﺬﺍ ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ
ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺬﻛﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﺍﺟﺘﻬﺎﺩ ﻻ
ﻳُﺴﺎﻕ ﻓﻴﻪ ﺧﻼﻑ ، ﻭﻫﺬﻩ ﻣﺜﻞ ﻣﺴﺄﻟﺔ
ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﺇﻥ ﺗﻜﻔﻴﺮ ﺍﻟﺠﻬﻤﻴﺔ ﻓﻴﻪ ﺧﻼﻑ
ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻟﻴﻦ ﺛﻢ ﻳﺤﻜﻲ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﻭﻻ
ﻳﻨﺴﺒﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﺣﺪ ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﻇﻦ ﺧﺎﻃﺊ
ﻣﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻓﻬﻢ ﺧﺎﻃﺊ ﻟﺒﻌﺾ ﻛﻼﻡ
ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ) ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ ﻟﻢ ﻳﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ
ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﺎﺕ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻟﻤﺴﻤﻰ
ﺍﻟﺠﻬﻤﻴﺔ ، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ (
، ﻭﻫﺬﻩ ﻇﻬﺮﺕ ﻓﻲ ﻋﺼﺮ ﺍﻟﺸﻴﺦ
ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺳﺤﻤﺎﻥ ﻓﺮﺩ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﻥ
ﺍﻟﻤﺴﺎﻟﺔ ﻭﻓﺎﻗﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﻜﻔﻴﺮ ﺍﻟﺠﻬﻤﻴﺔ
ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﺎ ﺧﻼﻑ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺭﻓﻊ
ﺍﻻﻟﺘﺒﺎﺱ ﻭﻛﺘﺎﺏ ﻛﺸﻒ ﺍﻟﺸﺒﻬﺘﻴﻦ ،
ﻭﺳﻮﻑ ﻧﻨﻘﻞ ﻛﻼﻣﻪ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ
ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻓﺼﻮﻝ ﻻﺣﻘﺔ ، ﻭﺃﻳﻀﺎ ﺗﺼﺪﻯ
ﻟﺬﻟﻚ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺸﻴﺦ
ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻄﻴﻒ ، ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻭﺃﻣﺎ ﺩﻋﺎﺀ
ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ﻭﺍﻻﺳﺘﻐﺎﺛﺔ ﺑﻬﻢ ﻭﻗﺼﺪﻫﻢ
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻠﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﺸﺪﺍﺋﺪ ﻓﻬﺬﺍ ﻻ ﻳﻨﺎﺯﻉ
ﻣﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﺗﺤﺮﻳﻤﻪ ﻭﺍﻟﺤﻜﻢ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﻦ
ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻓﻠﻴﺲ ﻓﻲ ﺗﻜﻔﻴﺮﻫﻢ
ﻭﺗﻜﻔﻴﺮ ﺍﻟﺠﻬﻤﻴﺔ ﻗﻮﻻﻥ ( ،
)ﺍﻟﻨﺠﺪﻳﺔ 3/66 ( ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺍﻋﻠﻢ ،
تعليق