الحمد لله الغفور التواب، وعد المستغفرين بجزيل الثواب،
وجعله أمانًا من العذاب، والصلاة والسلام على النبي المختار، أمر
بالاستغفار، وبشر من لزمه بإزالة الأكدار، وصلى الله عليه وعلى
أصحابه الأخيار، وآله الأبرار، وأزواجه الأطهار، ومن تبعهم
بإحسان في هذه الدار، وسَلِّم تسليمًا كثيرًا، أما بعد:
لقد مدح الله تعالى المستغفرين - خاصة في السحر – وجعل
لهم حميدَ الأََثر، وحسبك بفعل سيد البشر؛ فقد كان يستغفر في
اليوم مائة مرة، فلله ما أبره، اقتدى به من بعده الصالحون، وسار
على ﻧﻬجه المتبعون، فلزموا الاستغفار، وغيره من الأذكار، في العشي
والإبكار؛ زيادًة في الإيمان، وطمعًا في الأمان، فزالت كثير من
همومهم، وكشفت غالب غمومهم، وما كانوا في ضيق إلا يسر الله
تعالى لهم فرجًا، ولا في كرب إلا جعل لهم منه مخرجًا.
وفي المداومة على ذلك تأثير عجيب – بإذن الله تعالى – في
دفع الكروب، ومحو الذنوب، ونيل المطلوب، وإخراج الغل من
القلوب، وتفريج الهموم، وإزالة الغموم، وشفاء الأسقام، وذهاب
الآلام، وحلول البركة، والقناعة بالرزق، والعاقبة الحميدة، وصلاح
النفس، والأهل، والذرية، وإنزال الغيث، وكثرة المال، والولد،
وكسب الحسنات، وغير ذلك من الفوائد.
وبين يديك عدد من الآيات والأحاديث والآثار التي تبين فضل
الاستغفار، وفوائده، وحاجة المسلم له، وتقرأ
قصصًا لمن داوم على الاستغفار فأعقبه ذلك خيرًا؛ لتكون حافزًا
للمداومة عليه، وفي الآيات والأحاديث كفاية.
أوًلا: الآيات
١- قال الله تعالى: {َفاصِْبرْ ِإنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِ َ ذنِْبكَ
وَسَبِّحْ ِبحَمْدِ رَبِّكَ ِبالْعَشِيِّ وَاْلِإبْ َ كا ِ ر} [غافر: ٥٥]
٢- وقال تعالى: {فَاعَْلمْ َأنَّهُ َلا ِإَلهَ ِإلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِ َ ذنِْبكَ
وَلِلْمُؤْمِِنينَ وَاْلمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعَْلمُ مُتََقلَّبَكُمْ وَمَثْوَا ُ كمْ} [محمد: ١٩.]
٣ - وقال تعالى: {ُقل َأؤُنَبِّئُكُمْ ِبخَيْر مِنْ َ ذلِكُمْ لِلَّذِينَ اتََّقوْا عِنْدَ
رَبِِّ همْ جَنَّاتٌ تَجْري مِنْ تَحْتِهَا اْلَأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وََأزْوَاجٌ مُطهَّرَةٌ
وَرِضوَْانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ ِبالْعِبَادِ * الَّذِينَ يَقُوُلون رَبَّنَا ِإنَّنَا آَمَنَّا َفاغفِرْ
َلنَا ُ ذنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّاِ ر * الصَّاِبرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَاِنتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ
وَاْلمُسْتَغْفِرينَ ِباْلَأسْحَاِ ر} [آل عمران: -١٥.-١٧]
٤- وقال تعالى: {وَالَّذِينَ ِإ َ ذا َفعَلُوا فَاحِشًَة َأوْ َ ظَلمُوا َأنْفُسَهُمْ
َ ذكرُوا اللَّهَ فَاسْتَغَْفرُوا لِذنُوِبهمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ ِإلَّا اللَّهُ وََلمْ يُصِرُّوا
عََلى مَا َفعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُون} [آل عمران:١٣٥]
٥- وقال تعالى: {قَا ل يَا َقوِْم لِمَ تَسْتَعْجُِلون ِبالسَّيَِّئةِ قَبْل
الْحَسَنَةِ َلوَْلا تَسْتَغْفِرُون اللَّهَ َلعَلَّكُمْ تُرْحَمُون} [النمل: ٤٦]
٦- وقال تعالى: {الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ُثمَّ ُفصَِّلتْ مِنْ
َلدُن حَكِيم خَِبير * َألَّا تَعْبُدُوا ِإلَّا اللَّهَ ِإنَِّني َلكمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ * وََأنِ
اسْتَغْفِرُوا رَبَّكمْ ُثمَّ تُوبُوا ِإَليْهِ يُمَتِّعْكمْ مَتَاعًا حَسَنًا ِإَلى َأجَل مُسَمى
وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي َفضْل َفضَْلهُ وَِإنْ تَوَلَّوْا َفِإنِّي َأخَافُ عََليْكمْ عَذَابَ يَوٍْم
َ كِبير} [هود:١-٣]
٧- وقال تعالى: {وَِإَلى عَادٍ َأخَاهُمْ هُودًا قَا َل يَا َقوِْم اعْبُدُوا
اللَّهَ مَا َلكمْ مِنْ ِإَلهٍ َ غيْرُهُ ِإن َأنْتُمْ ِإلَّا مُفْتَرُون * يَا َقوِْم َلا َأسَْألُكُمْ عََليْهِ
َأجْرًا ِإن َأجْريَ ِإلَّا عََلى الَّذِي َفطرَِني َأَفَلا تَعْقُِلون * وَيَا َقوِْم اسْتَغْفِرُوا
رَبَّكمْ ُثمَّ تُوبُوا ِإَليْهِ يُرْسِل السَّمَاءَ عََليْكمْ مِدْرَارًا وَيَزدْكُمْ قُوًَّة ِإَلى
قُوَّتِكُمْ وََلا تَتَوَلَّوْا مُجْرمِينَ} [هود: ٥٠-٥٢]
٨- وقال تعالى: {َفقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكمْ ِإنَّهُ َ كان َ غفَّارًا *
يُرْسِل السَّمَاءَ عََليْ ُ كمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكمْ ِبأَمْوَال وَبَِنينَ وَيَجْعَلْ َلكمْ
جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ َلكمْ َأنْهَارًا} [نوح: ١٠-١٢]
٩- وقال تعالى: {ِإنَّا َأنْزَْلنَا ِإَليْكَ الْكِتَابَ ِبالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ
النَّا س ِبمَا َأرَاكَ اللَّهُ وََلا تَكنْ لِلْخَائِِنينَ خَصِيمًا * وَاسْتَغْفِر اللَّهَ ِإنَّ اللَّهَ
، كَان َ غُفورًا رَحِيمًا} [النساء: ١٠٥-١٠٦]
١٠ - وقال سبحانه: {وَمَنْ يَعْمَل سُوءًا َأوْ يَظلِمْ نَفْسَهُ ُثمَّ
يَسْتَغْفِر اللَّهَ يَجدِ اللَّهَ َ غُفورًا رَحِيمًا} [النساء: ١١٠]
١١ - وقال تعالى: {وَِإذْ َقاُلوا اللَّهُمَّ ِإن كَان هَذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ
عِنْدِكَ َفَأمْطِرْ عََليْنَا حِجَارًَة مِنَ السَّمَاءِ َأو اْئتِنَا ِبعَذَاب َألِيم * وَمَا كَان
اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وََأنْتَ فِيهمْ وَمَا كَان اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُون}
[الأنفال: ٣٢-٣٣]
١٢ - وقال تعالى: {ِإذا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَاْلَفتْحُ * وَرََأيْتَ النَّاسَ
يَدْخُُلون فِي دِين اللَّهِ َأفْوَاجًا * َفسَبِّحْ ِبحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ ِإنَّهُ كَان
تَوَّابًا} [النصر].
ثانيًا:الأحاديث
* عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله :"والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة " (صحيح البخاري)
قال رسول الله "طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارًا كثيرًا"(رواه ابن ماجه بإسناد صحيح، والبيهقي، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب )
و الأحاديث كثيرة في هذا الباب..........
قال رسول الله "طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارًا كثيرًا"(رواه ابن ماجه بإسناد صحيح، والبيهقي، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب )
و الأحاديث كثيرة في هذا الباب..........
القصص
القصة الأولى:
(اللهم اسقنا)
قال الأوزاعي: خرج الناس يستسقون، فقام فيهم بلال بن
سعد فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: {َليْسَ عََلى الضُّعََفاءِ وََلا عََلى
اْلمَرْضَى وََلا عََلى الَّذِينَ َلا يَجِدُون مَا يُنْفُِقون حَرَجٌ ِإذا نَصَحُوا لِلَّهِ
وَرَسُولِهِ مَا عََلى الْمُحْسِِنينَ مِنْ سَِبيل وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [التوبة :٩١]
، وقد أقررنا بالإساءة، فهل تكون مغفرتك إلا لمثلنا؟! اللهم
اغفر لنا وارحمنا واسقنا! فرفع يديه ورفعوا أيديهم فسقوا "
القصة الثانية
(استغفِر الله، استغفر الله)
قال ابن صبيح: شكا رجل إلى الحسن البصري الجدوبة فقال له: استغفر
الله.
وشكا آخر إليه الفقر فقال له: استغفر الله.
وقال له آخر: ادع الله أن يرزقني ولدًا، فقال له: استغفر الله.
وشكا إليه آخر جفاف بستانه، فقال له: استغفر الله.
فقلنا له في ذلك؟ فقال: ما قلت من عندي شيئا، إن الله تعالى
يقول في سورة نوح: {َفقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّ ُ كمْ ِإنَّهُ َ كا َ ن َ غفَّارًا *
يُرْسل السَّمَاءَ عََليْكمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكمْ ِبأَمْوَال وَبَِنينَ وَيَجْعَلْ َلكمْ
جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ َلكمْ َأنْهَارًا} [نوح:١٢]
القصة الثالثة
(تكدر بالها، فرجعت لأحسن حالها)
لم يهدأ لها بال، ولم يقر لها قرار، تشتتت أفكارها، وكثرت
همومها، بعد أن انقلبت حال زوجها بشكل مفاجئ، فأصبح
يضرﺑﻬا، ويهددها، ويسيء معاملتها، - بعد أن قضت معه عدة
سنوات، لم يتكدر عيشهم إلا أيامًا قليلة – فأرجعت تفكيرها
لماضي أيامه، وسالف أزمانه، فتذكرت طيب كلامه، وحسن فعاله،
وكريم خصاله، حينها طال عجبها، وكثر استغراﺑﻬا فما الذي غيره
يا ترى؟! هل نمي إليه كلام لم أقله؟ هل أخطأت من حيث أشعر أم
لا أشعر؟ هل وهل... الخ.
أسئلة تدور في خلدها كل يوم ولم تجد لها جوابًا شا فيًا،
والزوج تزداد أفعاله، حتى كرهت الجلوس معه، والمكوث عنده،
فأخبرت أهلها بحالها، فنصحوها بالصبر، وذكروها بأبنائها، فعلمت
أن الملجأ الوحيد هو الله تعالى، وأنه علام الغيوب، وكاشفالكروب، فلزمت الدعاء والاستغفار، والمحافظة على الأذكار، في
العشي والإبكار، وصيام النهار، وقيام الليل في الأسحار.
، وأتبعت ذلك تعليم أبنائها القرآن الكريم، وسيرة الرسول
راجية من الله تعالى تفريج كرﺑﻬا، وكشف ما ﺑﻬا.
وفي ذلك اليوم العصيب دخل زوجها وبالغ في ضرﺑﻬا أكثر من
العادة، ثم خرج غير آبه بما فعل، ولا آسف لما حصل، فلم يعد
للصبر مجال، ولا لحياﺗﻬا معه جمال، فقامت من مكاﻧﻬا باكية،
واتصلت بأهلها شاكية، وأمرﺗﻬم باﻟﻤﺠيء لأخذها، فجاؤوا
ليصبروها، وبالفرج يذكروها، لكن لما رأو ما ﺑﻬا أشفقوا لحالها،
وفكروا بمآلها، فبينا هم في تلك الحال، وبعد هدوء البال، سمعوا
صوتًا أفزعهم، فقاموا إلى المطبخ مسرعين، فلم يجدوا أثرًا لما سمعوه،
فخرجوا إلى موزع الكهرباء فزعين، فلم يرو شيًئا لما ظنوه، فجالوا
في ساحة البيت، باحثين عن مصدر الصوت، وفجأة ! توقفت
الأنظار، وشخصت الأبصار، وجدوا (بلاطة) خارجة عن مكاﻧﻬا،
فرفعوها حذرين، ووقفوا متأملين، فشاهدوا تحتها شيًئا من عمل
السحر، فانتاﺑﻬم خوف شديد، ثم اهتدوا لأمر سديد؛ فاتصلوا بمن
له خبرة، وأعلموه بالأمر وخبره، فأعطاهم طريقة للتخلص من
السحر وأثره، متوكلين على الله، فلا ملجأ منه إلا إليه.
أما الزوج فكان خارج البيت ولم يعلم الخبر، فجاء مسرعًا بعد
إزالة الأثر، وخافت الزوجة أن يسيء إليها أمام أهلها، لكن الأمر
اختلف، والأمر بينهما ائتلف، فقد جاء ليضحكها بعد ما أبكاها،وليبرئ جرحها بعد ما أنكاها، لقد دخل بثغر باسم، ولنفسه لائم،
ولحسن الفعال ملازم، فرجعت حالهم أحسن من ماضيها، وسابقها
لا يفوق تاليها.
فهذه عاقبة الاستغفار والدعاء ، والالتجاء لرب الأرض
والسماء، فعطاؤه ليس له حدود، وهو ذو الكرم والجود.
القصة الأولى:
(اللهم اسقنا)
قال الأوزاعي: خرج الناس يستسقون، فقام فيهم بلال بن
سعد فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: {َليْسَ عََلى الضُّعََفاءِ وََلا عََلى
اْلمَرْضَى وََلا عََلى الَّذِينَ َلا يَجِدُون مَا يُنْفُِقون حَرَجٌ ِإذا نَصَحُوا لِلَّهِ
وَرَسُولِهِ مَا عََلى الْمُحْسِِنينَ مِنْ سَِبيل وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [التوبة :٩١]
، وقد أقررنا بالإساءة، فهل تكون مغفرتك إلا لمثلنا؟! اللهم
اغفر لنا وارحمنا واسقنا! فرفع يديه ورفعوا أيديهم فسقوا "
القصة الثانية
(استغفِر الله، استغفر الله)
قال ابن صبيح: شكا رجل إلى الحسن البصري الجدوبة فقال له: استغفر
الله.
وشكا آخر إليه الفقر فقال له: استغفر الله.
وقال له آخر: ادع الله أن يرزقني ولدًا، فقال له: استغفر الله.
وشكا إليه آخر جفاف بستانه، فقال له: استغفر الله.
فقلنا له في ذلك؟ فقال: ما قلت من عندي شيئا، إن الله تعالى
يقول في سورة نوح: {َفقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّ ُ كمْ ِإنَّهُ َ كا َ ن َ غفَّارًا *
يُرْسل السَّمَاءَ عََليْكمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكمْ ِبأَمْوَال وَبَِنينَ وَيَجْعَلْ َلكمْ
جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ َلكمْ َأنْهَارًا} [نوح:١٢]
القصة الثالثة
(تكدر بالها، فرجعت لأحسن حالها)
لم يهدأ لها بال، ولم يقر لها قرار، تشتتت أفكارها، وكثرت
همومها، بعد أن انقلبت حال زوجها بشكل مفاجئ، فأصبح
يضرﺑﻬا، ويهددها، ويسيء معاملتها، - بعد أن قضت معه عدة
سنوات، لم يتكدر عيشهم إلا أيامًا قليلة – فأرجعت تفكيرها
لماضي أيامه، وسالف أزمانه، فتذكرت طيب كلامه، وحسن فعاله،
وكريم خصاله، حينها طال عجبها، وكثر استغراﺑﻬا فما الذي غيره
يا ترى؟! هل نمي إليه كلام لم أقله؟ هل أخطأت من حيث أشعر أم
لا أشعر؟ هل وهل... الخ.
أسئلة تدور في خلدها كل يوم ولم تجد لها جوابًا شا فيًا،
والزوج تزداد أفعاله، حتى كرهت الجلوس معه، والمكوث عنده،
فأخبرت أهلها بحالها، فنصحوها بالصبر، وذكروها بأبنائها، فعلمت
أن الملجأ الوحيد هو الله تعالى، وأنه علام الغيوب، وكاشفالكروب، فلزمت الدعاء والاستغفار، والمحافظة على الأذكار، في
العشي والإبكار، وصيام النهار، وقيام الليل في الأسحار.
، وأتبعت ذلك تعليم أبنائها القرآن الكريم، وسيرة الرسول
راجية من الله تعالى تفريج كرﺑﻬا، وكشف ما ﺑﻬا.
وفي ذلك اليوم العصيب دخل زوجها وبالغ في ضرﺑﻬا أكثر من
العادة، ثم خرج غير آبه بما فعل، ولا آسف لما حصل، فلم يعد
للصبر مجال، ولا لحياﺗﻬا معه جمال، فقامت من مكاﻧﻬا باكية،
واتصلت بأهلها شاكية، وأمرﺗﻬم باﻟﻤﺠيء لأخذها، فجاؤوا
ليصبروها، وبالفرج يذكروها، لكن لما رأو ما ﺑﻬا أشفقوا لحالها،
وفكروا بمآلها، فبينا هم في تلك الحال، وبعد هدوء البال، سمعوا
صوتًا أفزعهم، فقاموا إلى المطبخ مسرعين، فلم يجدوا أثرًا لما سمعوه،
فخرجوا إلى موزع الكهرباء فزعين، فلم يرو شيًئا لما ظنوه، فجالوا
في ساحة البيت، باحثين عن مصدر الصوت، وفجأة ! توقفت
الأنظار، وشخصت الأبصار، وجدوا (بلاطة) خارجة عن مكاﻧﻬا،
فرفعوها حذرين، ووقفوا متأملين، فشاهدوا تحتها شيًئا من عمل
السحر، فانتاﺑﻬم خوف شديد، ثم اهتدوا لأمر سديد؛ فاتصلوا بمن
له خبرة، وأعلموه بالأمر وخبره، فأعطاهم طريقة للتخلص من
السحر وأثره، متوكلين على الله، فلا ملجأ منه إلا إليه.
أما الزوج فكان خارج البيت ولم يعلم الخبر، فجاء مسرعًا بعد
إزالة الأثر، وخافت الزوجة أن يسيء إليها أمام أهلها، لكن الأمر
اختلف، والأمر بينهما ائتلف، فقد جاء ليضحكها بعد ما أبكاها،وليبرئ جرحها بعد ما أنكاها، لقد دخل بثغر باسم، ولنفسه لائم،
ولحسن الفعال ملازم، فرجعت حالهم أحسن من ماضيها، وسابقها
لا يفوق تاليها.
فهذه عاقبة الاستغفار والدعاء ، والالتجاء لرب الأرض
والسماء، فعطاؤه ليس له حدود، وهو ذو الكرم والجود.
لن أطيل عليكم حتى لا تملوا فما زالت بعض القصص سوف أكتبها إنشاء الله في مواضيع قادمة من كتاب "من عجائب الإستغفار" لصاحبه خالد بن سليمان بن علي الربعي غفر الله له .
تعليق