ان الحمد لله تعالى نحمده....
. ونستغفره ونستهديه
ونعوذ به من شرور أنفسنا ... ومن سيئات أعمالينا
انه من يهديه الله فلا مضل له... ومن يضلل فلا هادى له..
وأشهد أن لا اله الا الله..
وحده لا شريك ولا ند ولا قرين ولامثيل ولا شبيه له سبحانه جل فى علاه...
وأشهد أن محمد عبده ورسوله وصفيه من دون خلقه وحبيبه ..
بلغ الرسالة.. وأدى الامانة ..
ونصح لهذه الامة.. وتركها على المحجة البيضاء ..
لايزيغ عنها الا كل هالك أو ضآل أو مفتون..
اللهم صل وسلم عليه.. وعلى أله.. وصحبه. ومن سار على نهجه ..
واستنى بسنته الى يوم الدين...
,,,,,,,,,,,,,, أما بعد ,,,,,,,,,,,,,,,
*********** مقدمة للموضوع ***********
واستنى بسنته الى يوم الدين...
,,,,,,,,,,,,,, أما بعد ,,,,,,,,,,,,,,,
*********** مقدمة للموضوع ***********
*حرص الاسلام على ترسيخ مبدأ ((مراعاة الأولويات))فى عقول المؤمنين عند تحديد اهدافهم
أو توجيه جهدهم ..أو توظيف امكانياتهم.....
وذلك لان الاطاحة بالاولويات لا تعنى سوى اهدار الجهد والوقت وضياع المصالح الكبيرة..
من أجل فوائد قليلة ..
*ان الحرص على تحديد الاولويات مبدأ معمول به فى أحكام الشريعة الاسلامية...
وذلك فى القرآن والسنة ..
ان النبى صل الله عليه وسلم رد على من سأله من أحق الناس بحسن صحابتى ؟؟؟
فقال((( أمك)))قال ثم من؟؟ قال (((أمك))) قال ثم من قال (((أمك)))قال ثم من قال (((أبوك)))
رواه البخارى ومسلم. عن أبى هريرة ....
فانظر اخى المسلم كيف وضع النبى صل الله عليه وسلم ووضح ترتيب الاولويات فى البر وحسن الصحبة .. فجعل الاولوية الاولى والثانية والثالثة للأم..ثم جعل الاولوية الرابعة للأب... وهذا معلوم لفضل الأم....
وانظرأيضا لقوله صل الله عليه وسلم عندما قال فى الحديث الذى رواه مسلم عن ثوبان رضى الله عنه ـ ((( أفضل دينار ينفقه الرجل على عياله ..ودينار ينفقه الرجل على دآبته فى سبيل الله..ودينار ينفقه على أصحابه فى سبيل الله)))
ان النبى صل الله عليه وسلم قد رتب اولويات الانفاق للرجل فجعل من أهم هذه الاولويات هو انفاق الرجل على عياله ثم تأتى فى المرتبة الثانية الانفاق على دآبته ثم فى المرتبة الثالثة
الانفاق على أصحابه فى سبيل الله عز وجل...
الانفاق على أصحابه فى سبيل الله عز وجل...
*ولم تقتصر الشريعة الاسلامية على ترتيب الاولويات فى أمور البر والنفقة فقط...
بل تعدى هذا الترتيب والتحديد الى الأعمال المحببة لله تعالى أيضا ..
فهناك عبادات وأعمال خير أولى من أخرى .. وان لكل وقت عبادته الخاصه به..
ففى وقت معين تكون العبادة المخصصة له أولى من أى عبادات أخرى..
ففى وقت معين تكون العبادة المخصصة له أولى من أى عبادات أخرى..
سأل رجل النبى صل الله عليه وسلم عن أحب الأعمال الى الله ؟؟.. فأجابه (((الصلاة على وقتها))) قال ثم أى ؟؟قال ((( بر الوالدين))) قال ثم أى؟؟ قال ((( الجهاد فى سبيل الله )))
رواه البخارى ومسلم عن بن مسعود رضى الله عنه
*ومن هذه الادلة والقواعد التى حددها الشرع .. استخلص العلماء والفقهاء القواعد التى تترجم مبدأ
ترتيب الأولويات..
ومن هذه القواعد : ــ
1ـ تقديم الفرض على السنة ..
2ــ تقديم ما يفوت على ما لا يفوت..
3ــ تقديم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة..
4 ــ القيام بفرض العين يقدم عن القيام بفرض الكفايه..
5 ــ تقديم الاهم على المهم ..
وهنا يطرح السؤال نفسه
هل تظن ياأخى الحبيب أن المشرع سبحانه وتعالى بحكمته المطلقة وعلمه المطلق الواسع يقوم بتحديد وترتيب الأولويات التى تخص أمور العبادة ...دون أن يتعرض سبحانه وتعالى الى الأمور التى من شأنها تحديد مصير الأمة بأكملها؟؟؟....
ان حكمة الله تقتضى ان يجعل ويحدد ويرتب لهذه الامور التى من شأنها تؤثر على مصير الأمة ومستقبل هذا الدين((( أولويات))) معينة تقوم بضبط هذه الأمور...
حتى تستقيم وتوجه فى التوجيه الصحيح لها ...
ومن أخطر هذه الأمور على الاطلاق التى من شأنها تحديد مصير الأمة ويؤثر
عليها بالسلب أو الاجاب... هو (((أمر الجهاد فى سبيل الله تعالى ))
ان الشرع قد جعل وحدد لهذا الأمر وهو(( الجهاد)) ((أولويات))
وهنا يكون السؤال
ما المقصود(( بأولويات الجهاد))
ان الاجابة على هذا السؤال تنطلق من ان القائمين
على أمر الجهاد قد يجدون أنفسهم أمام موقف تتعدد فيه الخصوم...
فأى من هولاء أولى بجهاده من الأخر؟؟
والى أى ميدان يجب أن تنطلق الجيوش؟؟؟
فيجب على القائمين على أمر الجهاد الا جابة على هذه الاسئلة أولا اذا كانوا يريدون جهادا يرضى الله ورسوله واذا كانوا يريدون جهادا صحيحا محققا لاهدافه..
ومن الأهمية بمكان أيضا ادراك أن هذه الأولويات قد تختلف من وقت لأخر مما يحتاج الى نظر دائم فى الواقع المعايش....
وهناك عوامل مؤثرة على تحديد وترتيب أولويات الجهاد ترتيبا صحيحا يتفق مع الشرع والواقع... وهى :
1ـ النظر فى الواقع ومستجداته
2ـ النظر فى قدرات الذات...
3ـ ما هو الهدف الذى سوف يتحقق من الجهاد...
العامل الاول:ـ ان القائمين على أمر الجهاد يجب عليهم النظر ودراسة الواقع وما يطرأ عليه من مستجدات دراسة جيدة حتى يستطيعوا أن يتخذوا القرار الصائب والسليم....
فقد يظهر عدوا جديدا أكثر كراهية للا سلام من أعداء قائمين
وقد يظهر تحالف جديد مكون من أكثر من خصم يستهدف ديار الاسلام والمسلمين وقد ينشأ صراع بين عدوين للاسلام مما يفرض على القائمين على
أمر الجهاد تحديد موقف معين من طرفى الصراع واختيار الموقف
الصحيح،، اما بدعم أحدهما أو اعتزال الطرفين...
العامل الثانى :ــ ان النظر فى قدرات الذات واجبة على القائمين على أمر الجهاد لكى يتم ترتيب أولويات الجهاد ترتيبا صحيصا..
فاننا
قد نجد أن تلك القدرات قد تعجز عن ملاقات عدوين فى آن واحد
مثلا.. أو ربما تعجز تلك القدرات على مجاهدة احدهما
أولاتستطيع تحقيق الأهداف المراده من المجاهدة..
أو ربما يكتشف القائمون على امر الجهاد أن تلك القدرات لاتستطيع الا تحقيق أغراض الدفاع فقط .. دون أغراض الهجوم...
ويجب ايضا على القائمين على أمر الجهاد توجيه الجهاد الى الهدف الصحيح .. حتى لا يأتى الجهاد بنتيجة عكسية .. فيكون هناك الضرر للاسلام والمسلمين...
فلقد رأينا جيوشا تنطلق فى الاتجاه الخاطىء فى ظل عدم توفر القدرة القتالية..
فقد رأينا صدام حسين يتجه فى الاتجاه الخاطىء عندما انطلقت جيوشه فى اتجاه ايران سنة 1980 بعد قيام الثورة الاسلامية هناك
وفى اتجاه الكويت سنة 1990 بدلا من اسرائيل...وهو ما عكس خطا فادحا فى ترتيب أولويات الجهاد والقتال.. ونتج عن ذلك اضعاف العراق بعد تعرضه للعقوبات الاقتصادية وأخيرا سيطرة أمريكا على العراق وعلى مقدراته سنة 2002
وكل ذلك كان يصب فى مصلحة العدو الحقيقى للاسلام والمسلمين..وهو اسرائيل...
اما العامل الثالث:ـ فهو انه يجب على القائمين على أمر الجهاد دراسة ما سوف يتحقق من مصالح ومفاسد ..فان كانت المفاسد المتحققه أكثر من المصالح... فان الجهاد فى هذه الحالة يكون محرم على القائمين عليه....
ــــــــــــــــــ
هذا وجزاكم الله خيرا
والى اللقاء ..مع اللقاء الثانى ان شاء الله تعالى
فى
((((( المحافظة على الدولة الاسلامية الوليدة.. مقارنة .. بين الهدى النبوى وتنظيم القاعدة)))))....
تعليق