بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد .......
لازلت أيها الأحباب طارقا عند هاتيك الأبواب حاكيا وباكيا وشاكيا أكاد أكون فاقد للصواب، بحثا وتنقيبا عن تلك التي غابت من وراء حجاب ولعلي آمل في هذا الجزء من بعد إذن رب الأرباب أن أجد تلك المتخفية عني وعن الأصحاب فهيا معي أقودكم في رحلة التفتيش هذه لعلكم تكونون سندا لذاك المسكين الذي ظل وكل حتى اضمحل من أثر السؤال والدق فأقول:
بحثت عنها في مجالس العلماء من الذين يقال عنهم المشايخ الفضلاء فلم أجد سوى عالم باع دنياه بآخرته وآخر اشترى عرضا من الدنيا بلقيمات رخيصات لا تسمن ولا تغني من جوع قد يختلط عليك المشهد من قانون المرور في ما يحمل في جعبته الأمامية والورائية هل هو يروح أم يجيء من كثرة البطنة وقلة الفطنة كما قد ينقلب عنك ناموس المنطق فيما يلفظ بسلطان الكلم والقلم أهو صاحي أم يكتب في بلهلية وتراخي كالشارب لشراب الروم يخبط خبط عشواء ..... يبدو فيما يراه الرائي متكمها في ثوبه الأخرص البصير الذي يرى الحق بأم عينينه ولكنه يأبى إلا أن يقول بالإشارة والأمارة ما رأيت وما سمعت ؟؟؟ تناقض فعاله أقواله وأقواله تعاكس ما يحمل جنانه ثم هو بعد ذلك يدعي المعرفة والنصح مع الإرشاد للعصاة من العباد وإصلاح فساد البلاد وفي حقيقة الأمر سلعتهم ولما يروجون له في كساد وجماد ......... إلا ما رحم ربي وقليل ما هم.
بحثت عنها بين المعلمين والمعلمات من المتخرجين والمتخرجات فلم أعثر إلا على لافتة مكتوب عليها بالبند العريض " حدث ولا حرج " إذ بي و ما إن حللت بينهم حتى رأيت ووجدت سمات وملامح أناس في الأوصاف والمقاس يصلحون لكل شيء إلا لأن يعلموا الناشئة ويربو الأجيال وقاية من الوسواس الخناس..... ذلك أن التربية والتعليم في واد بينما هم في زرداب آخر من سوء الأفعال والأقوال إلى التكبر والتغنج في الكلام والأعمال أما عن البهرجة والتهريج من دون مراعاة لحق الحياء للقريب والبعيد هم في تشريد وخطأ غير سديد...... يطعمونه بسب وشتم و وقاحة فلا تحدثني وزد على ذلك الإستطالة في أعراض أبناء الغير تدنيسا وتبخيسا وترخيصا حالهم كحال الذئب يدرس الشاة أو ابن أوى يروغ كما يروغ الثعلب إذا ظفر بالفريسة لم يبقى فيها ولم يذر ....... ثم بعد ذلك يتبجحون فيغنون ويطربون بل ويرقصون على أنغام " شكرا وألف شكر يا أستاذي ؟؟؟ " فعن أي شكر نتحدث وعن أي أستاذ تخبرنا يا هذا؟؟؟ أو تراهم يشعرون في تشدق وتملق " قم للمعلم و وفه التبجيلا *** كاد المعلم أن يكون رسولا " مؤكدين على الصدر ومتناسين العجز الذي به يتم المغزى والغرض فعن أي تبجيل وعن أي قيام تتغنى يا سيدي إذا كان هذا المبجل هو " يبهدل " يأبى إلا أن يبعد عن مسمى الرسول والرسالة بعد السماء عن الأرض واختلاف السنة عن الفرض لايفقه من رسم كلمة " معلم " إلا الاسم في راتبه وتفويت وقته متربصا ومتصيدا للهفوات واللقطات......أما عن الفضائح على صفحات الصحف واللوائح والمنتديات يقرئها الغادي والرائح سواء أكان مستوطنا أو سائح فهي أكبر من أن تحشر في هذه الوقفة وما خفي أعظم من أفاعيل القوم ............... إلا ما رحم ربي وقليل ما هم.
بحثت عنها في مجالس المتعلمين والمتعلمات فلم أجد سوى نسخة مطابقة لما قلت وفات وهل تلد الوالدة إلا التوائم المتشابهات؟؟؟ وقديما قالوا " إذا كان رب البيت على الدف ضاربا فما شيمة أهل البيت إلا الرقص والنقص " ...... إذ بهم وما إن رأوني متوجها نحوهم ومصوبا هامتي صوبهم حتى رفعوا الأيدي لائحين لي من بعيد: إرجع يا هذا فمن تبحث عنها ليست هنا ولا هي بيننا... فهنا وفقط كلام مغروم بالرومانسية مفروم ومن الأدب العفيف محروم ..... فهنا وفقط قتل للوقت و وأد للزمان في مهده باللغو واللغط والقول الهابط الساقط الساخط على مرمى الفحش يتخابط ومعه للأفعال تنحط والأعراض مع الشرف يشتط فينحط..... إلا ما رحم ربي وقليل ما هم.
بحثت عنها بين أرباب المساجد من أئمة و " طلبة " وقيمين فلم أجد سوى مبحلق بعينين ثاقبتين على اتجاهين متناددين عين على تذليل دور العبادة لخدمة المصالح الشخصية و أخرى على قصعة ثريد مزينة بدجاجة مشوية أو قطعة قديد مقلية ..... يلتف حولها كما يلتف الثعبان بالأرنب والأخطبوط بالسمك الأحدب يعصره عصرا ليموت فيلتهمه وصديقنا يسلت القصعة سلتا إلى أوان فناء آخر لقمة من الطعام قد انهمك هو من يماثله في قعقعة الملاعق متناسين المهمة الملقاة على عاتقهم الكل للكسل والخمول يعانق لا الناس أصلحوا ولا المجتمع صلحوا ففلحوا وقد يظهر هذا المظهر المخزي للعيان بشكل أكبر وبيان أوفر حينما يصعد على المنبر ليتحفك بمتحوفة من تحف وذوق الكلام الشجي مشحون بالنصح السخي قد لا تجد بل أقول لن تجد أثر لهذا السخاء فيما يباشر مما يدعي ويقول وصدق المثل السائر " شوف لفعالوا وما تشوفش لقوالوا " .......... إلا ما رحم ربي وقليل ما هم.
المهم يا أحباب ويا أصحاب إلى هنا قد أصابني الإرهاق والأرق من شدة الطرق في المجالس والدق ولكن لن أقطع بصيص الأمل ولا أواصر التفائل في البحث عن مفقودتي التي أتعبني البحث والتفتيش عنها كثيرا وأخذ من وقتي وجهدي رقعا كبيرا وعليه فإني أجددي دعوتي وأنا هكذا في جولتي وصولتي عبر المجالس والقعدات إلى كل من رآها أن يخبرني عنها ويدلني عن مكانها في أقرب الآجال والأحوال أوليتصل بي على عنواني أو هاتفي الذي سيظهر تباعا على الشاشة و إن لم يجدني فليأخذها إلى أقرب مركز لشرطة الآداب والفضيلة وإلا فليحتفظ بها عنده إلى حين عودتي في حلقة أخرى بإذن الله تقبلوا مني تحياتي ولا تنسوا أنا في انتظاركم .............. سلام
تعليق