&&&00حجة رسولنا صلى الله عليه وسلم لمن أراد الحج 00&&&
عزمه صلى الله عليه وسلم على الحج
لما عزم صلى الله عليه وسلم على الحج أعلم الناس أنه حاج فتجهزوا للخروج معه وسمع بذلك من حول المدينة فقدموا يريدون الحج مع الرسول صلى الله عليه وسلم ووافاه في الطريق خلائق لا يحصون . وخرج من المدينة نهارا بعد الظهر بقين من ذي القعدة بعد أن صلى الظهر بها أربعا ، وخطبهم قبل ذلك خطبة علمهم فيها الإحرام وواجباته وسننه فصلى الظهر ثم ترجل وادهن ولبس إزاره ورداءه وخرج فنزل بذي الحليفة فصلى بها العصر ركعتين .
الإحرام والاستعداد له
ثم بات بها وصلى المغرب والعشاء والصبح والظهر وكان نساؤه كلهن معه وطاف عليهن تلك الليلة فلما أراد الإحرام اغتسل غسلا ثانيا لإحرامه ثم طيبته عائشة وبيدها بذريرة وطيب فيه مسك في بدنه ورأسه حتى كان وبيض المسك يرى من مفارقه وحليته ثم استدامة ولم يغسله ثم لبس إزاره ورداءه ثم صلى الظهر ركعتين ثم أهل بالحج والعمرة في مصلاه ولم ينقل انه صلى لإحرام ركعتين .
وقلد قبل الإحرام بدنه نعلين وأشعرها في جانبها الأيمن فشق صفحة سنامها وسلت الدم عنها
.
التـــــــــــــــــلبيـــــــــــــــــــة
ثم لبى فقال { لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد و النعمة لك والملك لا شريك لك } ورفع صوته بهذه التلبية حتى سمعه أصحابه وأمرهم بأمر الله له أن يرفعوا أصواتهم بالتلبية .
وخيرهم صلى الله عليه وسلم بين الأنساك الثلاثة ثم ندبهم عند دنوهم من مكة إلى فسخ الحج والقران إلى العمرة لمن لم يكن معه هدي ثم حتم ذلك عليهم عند المروة .
ثم سار الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يلبي بتلبية المذكورة والناس معه يزيدون وينقصون فيها وهو يقرهم
دخــــــــــــوله صلى الله عليه وسلم مكة
دخلها نهارا من أعلاها من الثنية العليا ثم سار حتى دخل المسجد وذلك ضحى وروى انه إذا نظر البيت قال { اللهم زد البيت تشريفا وتعظيما وتكريما ومهابة} وروى عنه أنه عند رؤيته يرفع يديه ويكبر ويقول { اللهم أنت السلام ومنك السلام حينا ربنا بالسلام اللهم زد هذا البيت تشريفا وتعظيما وتكريما ومهابة وزد من حجه أو اعتمره تكريما وتشريفا وتعظيما وبرا }
دخوله صلى الله عليه وسلم المسجد الحرام والطواف بالكعبة
فلما دخل المسجد عمد إلى البيت ولم يركع تحية المسجد فإن تحية المسجد الحرام هي الطواف فلما حاذى الحجر استلمه ولم يزاحم عليه ولم يتقدم عنه إلى جهة الركن اليماني ولم يرفع يديه ولم يقل نويت بطوافي هذا الأسبوع كذا وكذا ولا افتتحه بالتكبير ولا حاذى الحجر بجميع بدنه ثم أنفتل عنه وجعله على شقه الأيمن بل استقبله واستلمه ثم اخذ على يمينه ولم يدع عند الباب ولا تحت الميزاب ولا عند ظهر الكعبة وأركانها ولا وقت الطواف ذكرا معيناً بل حفظ عنه بين الركنين { ربنا ءاتنا في الدنيا في الدنيا حسنه وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار }
الرمل في الأشواط الثلاثة
ورمل في طوافه هذه الثلاثة الأشواط وقارب بين خطاه واضطبع بردائه فجعله على احد كتفيه وأبدى كتفه الآخر ومنكبه وكلما حاذى الحجر الأسود أشار إليه واستلمه بمحجنه وقبل المحجن وهو عصا محنية الرأس
استلامه للحجر الأسود والركن اليماني
وثبت عنه صلى الله عليه وسلم انه استلم الركن اليماني ولم يثبت انه قبله ولا قبل يده عند استلامه وثبت عنه صلى الله عليه وسلم قبل الحجر الأسود وثبت عنه انه استلمه بيده فوضع يده عليه ثم قبلها وثبت عنه أنه استلمه بمحجنه فهذه الصفات . وذكر انه إذا استلم الركن قال وكلما أتى للحجر الأسود قال ولم يستلم صلى الله عليه وسلم ولم يمس من الأركان إلا اليمانيين فقط .
صلاته صلى الله عليه وسلم خلف المقام بعد الطواف
فلما فرغ من طوافه جاء خلف المقام فقرأ {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى } فركع ركعتين والمقام بينه وبين البيت قرأ فيهما بعد الفاتحة ب سورتي الإخلاص وقراءته الآية بيان منه المراد بفعله فلما فرغ من صلاته أقبل على الحجر فاستلمه
سعيه صلى الله عليه وسلم بين الصفا والمروة
ثم خرج إلى الصفا من الباب الذي يقابله فلما دنى منه قرأ { إن الصفا والمروة من شعائر الله } ثم رقى عليه حتى رأى البيت فاستقبل القبلة فوحد الله وكبره وقال{لا إله إلا الله وحده لا شريك له لك الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير لا إله إلا الله وحده أنجز وحده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده }ثم دعا بين ذلك قال مثل هذا ثلاث مرات ثم نزل إلى المروة يمشى فلما انصبت قدماه سعى حتى إذا جاوزا الوادي وأصعد مشى وذلك الميلين الأخضرين في ؟أول السعي فكان إذا وصل المروة رقى عليها واستقبل البيت وكبر الله ووحده وفعل كما فعل على الصفا
التــــــــــــحلل الأول
فلما أكمل سعيه عند المروة أمر كل من لا هدي معه أن يحل حتما وأمرهم أن يحلوا الحل كله وأن يبقوا كذلك ‘لى يوم التروية ولم يحل من أجل هديه وهناك قال { لو استقبلت من أمري ما استدبرت لما سقت الهدي ولجعلتها عمره } وهناك دعا بالمغفرة للمحلقين 3 وللمقصرين مره .
إقامته صلى الله عليه وسلم بمكة قبل يوم التروية
وكان يصلي مدة مقامه إلى يوم التروية بمنزله بالمسلمين بظاهر مكة فأقام 4 أيام يقصر الصلاة فلما كان يوم الخميس ضحى توجه بمن معه من المسلمين إلى منى فأحرم بالحج من كان أحل منهم من رحالهم ولم يدخلوا إلى المسجد بل أحرموا ومكة خلف ظهورهم .
ذهابه صلى الله عليه وسلم إلى منى يوم التروية
فلما وصل إلى منى نزل وصل بها الظهر والعصر وبات فيها
سيرة صلى الله عليه وسلم إلى عرفة يوم التاسع
فلما طلعت الشمس سار إلى عرفة وكان من الصحابة الملبي ومنهم المكبر وهو يسمع ولا ينكر فوجد قبة ضربت له بنمره بأمره فنزل فيها حتى إذا زالت الشمس أمر بناقته القصواء فرحلت ثم سار حتى أتى بطن الوادي من أرض عرنة
خــــــــــــــطبة الــــــــــــــــــــــــــــوداع
فخطب الناس وهو على راحلته خطبة عظيمة قرر فيها قواعد الإسلام وهدم فيها قواعد الشرك وقرر فيها تحريم المحرمات من الداء والأموال والأعراض ووضع ربا الجاهلية كله وأبطله ووصاهن بالنساء خير وذكر الحق الذي عليهن ولهن ووصى الأمة بالاعتصام بكتاب الله وأخبرهم أنهم لن يضلوا ما دموا متمسكين به ثم أخبرهم أنهم مسئولون عنه واستنطقهم بماذا يقولون وبماذا يشهدون فقالوا نشهد انك قد بلغت وأديت ونصحت فرفع إصبعه إلى السماء واستشهد الله عليهم 3 مرات وأمرهم أن يبلغ شاهدهم غائبهم وخطب خطبة واحده ولم تكن خطبتين جلس بينهم .
صلاة الظهر والعصر جمعا وقصرا
فلما أتمها أمر بلال فأذن ثم أقام فصلى الظهر ركعتين أسر فيهما القراءة ثم أقام فصلى العصر ركعتين أيضا
موقفه صلى الله عليه وسلم في عرفات
فلما فرغ من صلاته ركب حتى أتى الموقف فوقف في ذيل الجبل عند الصخرات واستقبل القبلة وجعل جبل المشاة بين يديه وكان على بعيره فأخذ في الدعاء والتضرع والابتهال إلى غروب الشمس وأمر الناس أن يرفعوا عن بطن عرنة وأخبر أن عرفة كلها موقف واخبرهم أن خير الدعاء يوم عرفة
من دعاءه صلى الله عليه وسلم في يوم عرفة
وذكر من دعائه صلى الله عليه وسلم في الموقف { اللهم لك الحمد كالذي تقول وخيرا ًمما نتقول اللهم لك صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي وإليك مآبي ولك رب تراثي اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ووسوسة الصدر وشتات الأمر اللهم إني أعوذ بك من شر ما تجئ به الريح ومما ذكر من دعائه هناك { اللهم إنك تسمع كلامي وترى مكاني وتعلم سري وعلانيتي ولا يخفى عليك شئ من أمري أنا البائس الفقير المستغيث المستجير الوجل المشفق المقر المعترف بذنوبه أسألك مسألة المسكين وابتهل إليك ابتهال المذنب الذليل وأدعوك دعاء الخائف الضرير من خضعت لك رقبته وفاضت عيناه وذل جسده ورغم أنفه لك وكن بي رؤوفا رحيما يا خير المسئولين ويا خير المعطين ؟ }
وكان أكثر دعائه لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد بيده الخير وهو على كل شئ قدير }
الإفاضــــــــــة من عرفـــــــــــــــات
فلما غربت الشمس أفاض من عرفات وهو يقول{أيها الناس عليكم السكينة فإن البر ليس بالإضاع } أي بالإسراع وأفاض من طريق المأزمين ودخل عرفة من طريق الضب . وكان يلبي في مسيرة ذلك لا يقطع التلبية
وصــــــــــوله إلى مزدلــــــــــــــــفة
ثم سار حتى أتى مزدلفة فتوضأ وضوء الصلاة ثم أمر بالأذان فأذن المؤذن ثم أقام فصلى المغرب قبل حط الرحال وتبريك الجمال فلما حطوا رحالهم أمر فأقيمت الصلاة ثم صلى العشاء بإقامة بلا أذان ولم يصل بينهما شئ ثم نام حتى أصبح ولم يحي تلك الليلة ولا صح عنه في أحياء ليلتي العيدين شئ
الإذن للضــــعفة أن يــــــتقدموا إلى مـــــــــنى
وأذن تلك الليلة لضعفه أهله أن يتقدموا إلى منى قبل طلوع الفجر وكان عند غيبوبة القمر وأمرهم أن لا يرموا الجمرة حتى تطلع الشمس فلما طلع الفجر صلاها في أول الوقت بأذن وإقامة
وصــــــــوله صلى الله عليه وسلم إلى المشعر الحرام
ثم ركب حتى أتى موقفه عند المشعر الحرام فاستقبل القبلة وأخذ في الدعاء والتضرع والتكبير والتهليل والذكر حتى أسفر جدا ووقف صلى الله عليه وسلم في موقفه وأعلم الناس أن مزدلفة كلها موقف ثم سار مردفا الفضل وهو يلبي في مسيره .
التـــــــــــقاطه صلى الله عليه وسلم الحصى
وفي طريقه ذلك أمر ابن عباس أن يلقط له حصى الجمار سبع حصيات ولم يكسرها من الجبل تلك الليلة كما يفعله من لا علم عنده ولا التقطها بالليل فالتقط له سبعا من حصى الخذف فجعل ينفضهن في كفه ويقول { أمثال هؤلاء فرموا وإياكم والغلو في الدين فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين }
إســـــراعه صلى الله عليه وسلم في وادي محسر
فلما أتى بطن محسر حرك ناقته وأسرع السير وهذه كانت عادته في المواضع التي نزل بها بأس الله بأعدائه فإن هناك أصاب أصحاب الفيصل ما قص الله ولذلك سمي وادي محسر لأن الفيل حسر فيه .
رمـــي جـــــــمرة العـــــــقبة يوم العـــــــيد
وسلك الطريق الوسطى بين الطريقين وهي التي تخرج على العقبة الكبرى حتى أتى منى فأتى جمرة العقبة فوقف في أسفل الوادي وجعل البيت عن يساره ومنى عن يمينه واستقبل الجمرة وهو على راحلته فرماها راكبا بعد طلوع الشمس واحدة بعد واحده يكبر مع كل حصاة وحينئذ قطع التلبية .
رجــــــــوعه صلى الله عليه وسلم إلى منى وخطبته فيها
ثم رجع إلى منى فخطب خطبه بليغة أعلمهم فيها بحرمة يوم النحر وتحريمه وفضله وحرمة مكة على جميع البلاد وأمر بالسمع والطاعة لمن قادهم بكتاب الله وأمر الناس بأخذ مناسكهم عنه وقال { لعلي لا أحج بعد عامي هذا } وعلمهم مناسكهم وأنزل المهاجرين والأنصار منازلهم وأمر الناس أن لا يرجعوا بعده كفار يضرب بعضهم رقاب بعض وأمر بالتبليغ عنه وأخبر أنه { رب مبلغ أوعى من سامع } وقال في خطبته { لا يني يجني جان إلا على نفسه } وأنزل المهاجرين عن يمين القبلة و الأنصار عن يسارها والناس حولهم وفتح الله له أسماع الناس حتى سمعه أهل منى في منازلهم وقال في خطبته تلك وودع حينئذ الناس فقالوا حجة الوداع .
النحر في كل منى وفـــــــــــــجاج مكـــــــــــــة
ونحر صلى الله عليه وسلم بمنحر منى وأعلمهم أن وأن وفيه دليل على أن النحر لا يختص بمنى بل حيث لحر فجاج مكة أجزأه لقوله وسئل أن يبنى له مضله من الحر فقال آ وفيه دليل على اشتراك المسلمين فيها وأن من سبق إلى المكان فهوا أحق به حتى يرتحل عنه و لا يملك بذلك
حـــــلــــــــــــق الـــــــــــــرأس
فلما أكمل نحره استدعى الحلاق فحلق رأسه وقال فقال أما والله يا رسول الله إن ذلك لمن نعمة الله علي ومنة قال ودعا للمحلقين بالمغفرة ثلاثا وللمقصرين مرة وهو دليل على أن الحلق نسك ليس بإطلاق من محظور .
طــــواف الإفــــــــــــــــــــاضة
ثم أفاض إلى مكة قبل الظهر راكبا فطاف طواف الإفاضة ولم يطف غيرة ولم يسع معه هذا هو الصواب ولم يرمل فيه ولا في طواف الوداع .
ســـــــــــــــــــــــــقــــــــــــــــــــيا زمـــــــزم
ثم أتى زمزم وهم يسقون فقال ثم ناولوه الدلو فشرب وهو قائم قيل لأن النهي عن شرب قائما على وجه الاختيار وقيل للحاجة وهو أظهر ثم رجع إلى منى واختلف هل صلى الظهر بها أو بمكة
اليــــــــــــــــــــوم الــــــــثانـــــــــي من أيام العيد
فلما أصبح انتظر زوال الشمس فلما زالت مشى إلى الجمرة ولم يركب فبدأ بالجمرة الأولى التي تلي مسجد الحيف فرماها ب7 حصيات واحدة بعد واحدة يقول مع كل حصاة الله أكبر ثم تقدم عن الجمرة أمامها حتى أسهل فقام مستقبل القبلة ثم رفع يديه ودعا دعاء طويل بقدر سورة البقرة ثم أتى الوسطى فرمها كذلك ثم انحدر ذات اليسار مما يلي الوادي فوقف مستقبل القبلة رافعا يديه يدعوا قريبا من وقوفه الأول ثم أتى جمرة العقبة فاستبطن الوادي وجعل البيت عن يساره فرماها ب7 حصيات ثم رجع ولم يقف عندها ولم يتعجل في يومين بل تأخر حتى أكمل الرمي في الأيام الثلاثة وأفاض يوم الثلاثاء بعد الظهر إلى المحصب وهو الأبطح فصلى به الظهر والعصر والمغرب والعشاء ورقد رقدة ثم نهض إلى مكة فطاف للوداع ليلا سحرا
الخروج من مــــــــكة
وفي الصحيحين انه لما أرد الخروج ولم تكن أم سلمه طافت بالبيت وأرادت الخروج فقال لها ففعلت ولم تصل حتى خرجت فظهر انه صلى الصبح في مكة ثم ارتحل راجعا للمدينة
العــــــــــــودة للمـــــــدينة
فلما أتى ذا الحليفة بات بها فلما رأى المدينة كبر ثلاثا وقال ثم دخلها نهارا .
تقبل الله مني ومنكم صالح الأعمال ... ولاتنسونا من صالح الدعاء
اللهم بلغني حج بيتك يارب
تعليق