السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع متجدد لشرح أحاديث نبوية
الحديث الأول
قال صلى الله عليه وسلم
( إنه ليأتي الرجلُ العظيمُ السمينُ يومَ القيامةِ ،
لا يزنُ عند الله جناحَ بعوضةٍ . وقال : اقرؤوا إن شئتم : { فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ وَزْنًا } )
الراوي: أبو هريرة
المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري
إنَّ اللهَ تعالى لا يَنظرُ إلى الأجسامِ والصُّورِ
وإنَّما ينظرُ إلى التَّقوى الَّتي في القلوب، كذا أخبرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم،
وقد ذمَّ اللهُ تعالى المنافقِينَ أصحابَ الأجسامِ القويَّةِ المعتدلةِ،
ولكنَّهم كالأخشابِ المسنَّدَةِ إلى الحائطِ لا يَسمعونَ ولا يعقلونَ فهم أشباحٌ بلا أرواحٍ
فقال تعالى
{وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ} [المنافقون: 4]
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم
عَن مَشهدٍ مِن مشاهدِ يومِ القيامةِ، حيثُ يؤْتَى برَجُلٍ عَظيمٍ سمينٍ،
فلا يزنُ عندَ اللهِ جَناحَ بعوضةٍ؛ لخلُوِّ قلبِه مِنَ الإيمانِ الَّذي هو محلُّ الوزنِ يومَ القيامةِ،
وبه تثقلُ الموازينُ، وكَم مِن عظيمِ الجثَّةِ لا وقْعَ له!
لأنَّ الوقْعَ إنَّما يكون بِالمعاني لا بِالصُّورِ
ثُمَّ ذكرَ أبو هُرَيْرَةَ رضِي اللهُ عنه تصديقًا لِقولِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم
{فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا} [الكهف: 105]
أي: لا نجعلُ لهم مقدارًا أو لا نضعُ لهم ميزانًا توزنُ به أعمالُهم
لأنَّ الميزانَ إنَّما يُنصَبُ لِلَّذينَ خَلَطوا عملًا صالًحا وآخَرَ سيِّئًا،
أو لا نقيمُ لأعمالِهم وزنًا لحقارتِها.
جزاكم الله خيرا
تعليق