
الحمد لله وكفى وسلاماً على عباده الذين اصطفى ...وبعد...
مع الجزء الثانى من السلسلة التى نتحدث فيها عن بعض الأحاديث النبوية المباركة ....
وهذا الحديث الذى أتناوله من الأهمية بمكان ألا وهو ::
**قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_((من رأى منكم منكراً فليغيره بيده ،فإن لم يستطع فبلسانه
،فإن لم يستطع فبقلبه ،وذلك أضعف الإيمان ))....رواه مسلم..
،فإن لم يستطع فبقلبه ،وذلك أضعف الإيمان ))....رواه مسلم..
**وكثيراً لا يحسن إخواننا فهم هذا الحديث _وخصوصاً في بداية الإلتزام_فترى بعضهم إذا رأى منكراً ما ،كإمرأة مثلاً بغير حجاب شرعى أراد أن يضربها لتتحجب!!!حتى لا يكون ضعيف الإيمان!!وحتى ينال الثواب العظيم في الدنيا والإخرة!!!....
ونرجو لهؤلاء الإخوة أن يعاملهم الله على نيته الحسنة لكنه _ولا شك_قد أساء للإسلام وللدعوة
"وقد يأثم" وليس ما فعله هو مفهوم الحديث.....
ونرجو لهؤلاء الإخوة أن يعاملهم الله على نيته الحسنة لكنه _ولا شك_قد أساء للإسلام وللدعوة
"وقد يأثم" وليس ما فعله هو مفهوم الحديث.....
**إن حديث الرسول الكريم يمكن فهمه فهماً صحيحاً إذا بدأنا بتأمل أخر الحديث ((فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان))...بمعنى أن إنكار أى منكر بالقلب هو فرض على كل مسلم _ومسلمة_بمجرد رؤيته أى الذى ""يثاب فاعله ويأثم تاركه""....
**ولقد جُعل الإنكار بالقلب فرضاً لأنه في إستطاعة كل فرد فليس هناك أدنى من ذلك يمكن فعله تجاه المنكر !!...فليحذر المسلم حذراً شديداً التهاون مع قلبه فىهذا الأمر حتى لا يتعود على وجود المنكر وحتى يظل دائماً عازماً على تغييره عند استطاعته.....
**فإذا ما أنهى المسلم _والمسلمة_المرحلة الأولى من إنكار المنكر وهى""مرحلة الإنكار القلبى""
نظر في الأمر ،هل في استطاعته الإنتقال للمرحلة التى بعدها وهى مرحلة "الإنكار باللسان""أم لا؟؟
نظر في الأمر ،هل في استطاعته الإنتقال للمرحلة التى بعدها وهى مرحلة "الإنكار باللسان""أم لا؟؟
**ومما يعينه على تقدير استطاعته الشخصية عليه أن يسأل نفسه ،هو في أى درجة من الدرجات الأتية:::
_1_الدرجة الأولى::
*وهى أن يغلب على ظنه أن كلامه سيأتى بنتيجة ويقل المنكر أو يختفى ولن يصاب بضرر ما
((كقتل مثلاً أو ضرب شديد لا يحتمله أو سجن شديد لا يحتمله أو أى نوع لا يحتمله وهذا يختلف من شخص لأخر _وكل أعلم بطاقاته_أما الشتم والضرب الخفيف فلا يعد ضرراً وإن كان الأمر أيضاً
يختلف بإختلاف الطباع والنفوس))...
((كقتل مثلاً أو ضرب شديد لا يحتمله أو سجن شديد لا يحتمله أو أى نوع لا يحتمله وهذا يختلف من شخص لأخر _وكل أعلم بطاقاته_أما الشتم والضرب الخفيف فلا يعد ضرراً وإن كان الأمر أيضاً
يختلف بإختلاف الطباع والنفوس))...
_فى هذه الحالة يجب _أى يثاب فاعله ويأثم تاركه_على الداعى إنكار المنكر بلسانه..
_2_الدرجة الثانية::
**وهى أن يغلب على ظنه أن كلامه سيأتى بنتيجة لكن سيصاب بضرر من الأضرار التى سبق ذكرها...
_فى هذه الحالة لا يجب عليه الإنكار بل ""يُستحب""والمستحب هو (الذى يُثاب فاعله ولا يأثم تاركه) لأن في الإنكار إظهاراً لأخلاق الإسلام وأحكامه ،ولأنه قد يكون تقديره "غير صحيح"،
وتحدث استجابة وأما ما يصيبه من ضرر فله ثوابه الذى يزداد كلما ازداد الضرر...
_فى هذه الحالة لا يجب عليه الإنكار بل ""يُستحب""والمستحب هو (الذى يُثاب فاعله ولا يأثم تاركه) لأن في الإنكار إظهاراً لأخلاق الإسلام وأحكامه ،ولأنه قد يكون تقديره "غير صحيح"،
وتحدث استجابة وأما ما يصيبه من ضرر فله ثوابه الذى يزداد كلما ازداد الضرر...
_3_الدرجة الثالثة::
**وهى أن يغلب على ظنه أن كلامه لا يأتى بنتيجة ولا يصاب بضرر...
في هذه الحالة أيضاً :"لا يجب"عليه الإنكار بل "يستحب" أيضاً لإظهار تعاليم الإسلام ،ولعل فاعل
المنكر ينتهى !!!فمن يدرى؟؟؟
في هذه الحالة أيضاً :"لا يجب"عليه الإنكار بل "يستحب" أيضاً لإظهار تعاليم الإسلام ،ولعل فاعل
المنكر ينتهى !!!فمن يدرى؟؟؟
_هذا وفى الحالتين "الثانية ،والثالثة" نزول حُكم الدعوة من الفرض إلى ""المستحب""يكون في ذلك
الموقف فقط.....وليس دائماً وبمجرد انتهائه تعود الدعوة فرضاً وتظل التضحيات قدر الإمكان
من أجل القيام بها قائمة مفروضة في مواقف الحياة الأخرى....
الموقف فقط.....وليس دائماً وبمجرد انتهائه تعود الدعوة فرضاً وتظل التضحيات قدر الإمكان
من أجل القيام بها قائمة مفروضة في مواقف الحياة الأخرى....
_4_الدرجة الرابعة::
**وهى أن يغلب على ظنه أن كلامه لا يأتى بنتيجة ويصاب بضرر،وفى هذه الحالة ""يحرم ""
إنكار المنكر أى يأثم إذا أنكر ...
إنكار المنكر أى يأثم إذا أنكر ...
_مثال ::
*أن يرى الداعى رجلاً يشرب خمراً ويمسك سكيناً فإذا أنكر عليه شربه سيقتله فعقوبة شرب الخمر الجلد أربعين جلدة (أو ثمانين عند البعض) أما عقوبة القتل أن يُقتل ...فكأن الداعى بإنكاره أوقعه
في إثم أكبر ولذا فيحرم الإنكار...
*أن يرى الداعى رجلاً يشرب خمراً ويمسك سكيناً فإذا أنكر عليه شربه سيقتله فعقوبة شرب الخمر الجلد أربعين جلدة (أو ثمانين عند البعض) أما عقوبة القتل أن يُقتل ...فكأن الداعى بإنكاره أوقعه
في إثم أكبر ولذا فيحرم الإنكار...
**ملاحظة مهمة::
_تغليب الظن أن الكلام سيحقق نتيجة أو تقدير مقدار الإصابة بالضرر متروك لتقدير كل فرد لقدرته
وإمكاناته ...لكن ليتق الله تعالى فيها ما استطاع ...قال الله (((فاتقوا الله ما استطعتم)))..
وليعلم أنه عزوجل محاسبه عليها يوم القيامة وهو الذى يعلم السر وأخفى ....
_تغليب الظن أن الكلام سيحقق نتيجة أو تقدير مقدار الإصابة بالضرر متروك لتقدير كل فرد لقدرته
وإمكاناته ...لكن ليتق الله تعالى فيها ما استطاع ...قال الله (((فاتقوا الله ما استطعتم)))..
وليعلم أنه عزوجل محاسبه عليها يوم القيامة وهو الذى يعلم السر وأخفى ....
هذا هو الجزء الأول ويتبع إن شاء الله
تعليق