كيف نحافظ على لغتنا؟
تعويد الأذن سماع العربية الفصيحة في البيت كالإنصات للدروس والأفلام الهادفة التي تتخذ منها أسلوباً للحديث في القنوات الهادفة .
تعويد اللسان النطقَ بها ، وإن كانت البداية غريبة والتعبير بها صعباً فسرعان ما يصبح الأمر عادة ، والإصرار أمام الآخرين على النطق بها، ولو استهجنوا فعلتنا ووصمونا بمخالفة المجتمع أو بالتفاصح أو التعالم فإنهم سيعتادون منا ذلك ثم يقلدوننا ، فكل جديد مستغرب .
يساعد على ذلك قراءةُ القرآن والحديث وقراءةُ تفسير كليهما بصورة مستمرة ونقاشُ الأفكار والآراء الواردة ، فالتكرار كفيل بتقويم اللسان ، وملْك الجَنان
ولقراءة القصص الهادفة والكتب ذات الأسلوب الرصين بصوت مسموع دور في صقل لغتنا الفصيحة ، والدربةِ عليها والمران .
وقد جربت هذا مع أسرتي وتلامذتي حتى خارج الصف فلاقيت نجاحاً مطّرِداً ثم استعملت لغتنا الجميلة في السوق ، فنظر الناس إليّ أول الأمر مستغربين يحسبونني غريباً عنهم ثم اعتادوا علي ذلك ، ولربما جارَوْنِي أولاً ثم قلدوني ، ثم استمرأوا ذلك ورغبوا فيه .
إن الدعاة إلى الله تعالى يجدون لذة في مخاطبة الناس باللغة الفصيحة ويعتبرون ذلك عبادة ، وقربى إلى الله سبحانه. إنّ لغتنا هي هوّيتنا وعونُنا إلى فهم ديننا .
وهي القاسم الثقافي المشترك في العالم العربي ، ولن يستطيع أحدنا إذا سافر إلى المغرب العربي مثلاً أو المشرق ان يتفاهم مع إخوانه هناك ابتداءً إلا بالعربية التي يفهمها الجميع فلو قلت لأحدهم " كيف حالك؟" لفهموها جميعاً دون استثناء، ويقولها المغاربة بلهجتهم الدارجة " كيداير " بمعنى علامَ تدور ؟ أو ماذا تفعل؟ ويقولها الجزائريون " وشراك " بمعنى أي شيء وراءك؟ أي خبرنا ويقول أهل سوريا والشام " إيشلونك "؟ أيّ شيء لونك وما تغيّراتك؟ ويقول أهل الخليج " ايشحالك؟" ما حالك؟ وهكذا .. ونقول جميعاً " الآن "ويقولها أهل المدن " هلّق " أو هلّأ " ويقولها أهل الريف والبادية " هالقيت " وريف حمص " هلّقتينة " بمعنى هذا الوقت وأهل مصر " دي الوقت " وصعيدهم " دلوقيت " ومنهم من يقول : " ها الساع " بمعنى هذه الساعة " ولربما تصير " هسّا " وهذا الوقت " تصبح عند الجزائريين " دروك " وعند بعض أهل الريف نسمع لفظ " الحين "كما هو ، وقد تسمعه " الحز " " مختصرة بـ " الحـَ " في كثير من الاحيان ..وأمثال هذا كثير .. ولو اعتادوا العربية ورجعوا إليها لفهم الجميع بعضُهم على بعض بسهولة ، ولست ممن يقولون : إن القنوات الفضائية عوّضت ، فهي مشوشة وتزيد الطين بَلّة
[SIZE=4][COLOR=#0000ff]
تعويد الأذن سماع العربية الفصيحة في البيت كالإنصات للدروس والأفلام الهادفة التي تتخذ منها أسلوباً للحديث في القنوات الهادفة .
تعويد اللسان النطقَ بها ، وإن كانت البداية غريبة والتعبير بها صعباً فسرعان ما يصبح الأمر عادة ، والإصرار أمام الآخرين على النطق بها، ولو استهجنوا فعلتنا ووصمونا بمخالفة المجتمع أو بالتفاصح أو التعالم فإنهم سيعتادون منا ذلك ثم يقلدوننا ، فكل جديد مستغرب .
يساعد على ذلك قراءةُ القرآن والحديث وقراءةُ تفسير كليهما بصورة مستمرة ونقاشُ الأفكار والآراء الواردة ، فالتكرار كفيل بتقويم اللسان ، وملْك الجَنان
ولقراءة القصص الهادفة والكتب ذات الأسلوب الرصين بصوت مسموع دور في صقل لغتنا الفصيحة ، والدربةِ عليها والمران .
وقد جربت هذا مع أسرتي وتلامذتي حتى خارج الصف فلاقيت نجاحاً مطّرِداً ثم استعملت لغتنا الجميلة في السوق ، فنظر الناس إليّ أول الأمر مستغربين يحسبونني غريباً عنهم ثم اعتادوا علي ذلك ، ولربما جارَوْنِي أولاً ثم قلدوني ، ثم استمرأوا ذلك ورغبوا فيه .
إن الدعاة إلى الله تعالى يجدون لذة في مخاطبة الناس باللغة الفصيحة ويعتبرون ذلك عبادة ، وقربى إلى الله سبحانه. إنّ لغتنا هي هوّيتنا وعونُنا إلى فهم ديننا .
وهي القاسم الثقافي المشترك في العالم العربي ، ولن يستطيع أحدنا إذا سافر إلى المغرب العربي مثلاً أو المشرق ان يتفاهم مع إخوانه هناك ابتداءً إلا بالعربية التي يفهمها الجميع فلو قلت لأحدهم " كيف حالك؟" لفهموها جميعاً دون استثناء، ويقولها المغاربة بلهجتهم الدارجة " كيداير " بمعنى علامَ تدور ؟ أو ماذا تفعل؟ ويقولها الجزائريون " وشراك " بمعنى أي شيء وراءك؟ أي خبرنا ويقول أهل سوريا والشام " إيشلونك "؟ أيّ شيء لونك وما تغيّراتك؟ ويقول أهل الخليج " ايشحالك؟" ما حالك؟ وهكذا .. ونقول جميعاً " الآن "ويقولها أهل المدن " هلّق " أو هلّأ " ويقولها أهل الريف والبادية " هالقيت " وريف حمص " هلّقتينة " بمعنى هذا الوقت وأهل مصر " دي الوقت " وصعيدهم " دلوقيت " ومنهم من يقول : " ها الساع " بمعنى هذه الساعة " ولربما تصير " هسّا " وهذا الوقت " تصبح عند الجزائريين " دروك " وعند بعض أهل الريف نسمع لفظ " الحين "كما هو ، وقد تسمعه " الحز " " مختصرة بـ " الحـَ " في كثير من الاحيان ..وأمثال هذا كثير .. ولو اعتادوا العربية ورجعوا إليها لفهم الجميع بعضُهم على بعض بسهولة ، ولست ممن يقولون : إن القنوات الفضائية عوّضت ، فهي مشوشة وتزيد الطين بَلّة
[SIZE=4][COLOR=#0000ff]
بعض ميزات لغتنا الجميلة
- مفرداتها وفيرة وكل مرادف ذو دلالة جديدة . فالأسد له أسماء كثيرة لكل واحد منها معنى يختص به وللناقة كذلك ، وما من حيوان أو جماد أو نبات إلا وله الكثير من الأسماء والصفات مما يدل على غنى هذه اللغة الرائعة .. ولأنواع الحزن والترح والأسى معان متعددة... ولليوم الآخر- على سبيل المثال أكثر من ثمانين اسماً عددها ابن قيم الجوزية رحمه الله في مدارج السالكين .لكل منها سبب ومعنى يختص به . وهذا ملا نجده في أكثر اللغات الأخرى
- ولغتنا قائمة على جذور متناسقة لا تجدها في اللغات الأخرى قاطبة ....... فالفعل الماضي ذهب ومضارعه يذهب وماضيه اذهب من جذر واحد أما مثيله في الإنجليزية فماضيه "went " ومضارعه وأمره "go " . كلمتان مختلفتان كلياً .. وخذ الفعل " cut" بمعنى قطع ،يقطع،اقطع تجده رسماً واحداً في الأزمنة الثلاثة كلها وتضطر إلى وضعها في جمل كي تعرف الزمن لكل منها . بينما زمن الفعل في العربية معروف .
- كما أن للأفعال المتقاربة الجذور في العربية معاني متشابهةً لا ترى أمثالها في
اللغات الأخرى .. تعال معي إلى الفعل قطع .. ثم بدل الحرف الأخير فقط .. وقل :
قطّ ، قطم، قطف، قطش ، ، وتمعن تجد فيها اشتراكاً في قسم الشيء إلى قطع .. .
وفي الفعل سما المفتوح العين ثلاثة حروف كذلك .. بدّل الحرف الأخير وقل :
سمج ، سمر سمح ، سمك، ، سمق ، سمط، تجد اشتراكها في العلوّ .. وهكذا ... ولعلك بعدما عرفت الطريقة سوف تجربها مع أهلك ورفاقك بدل الحديث في ما لا يفيد .
من عجائب لغتنا أن بإمكاننا أن نكتب ابياتاً من الشعر من حروف ليست بذات نقاط ، من ذلك قول الشاعر :
االـحـمـد لله الصمد
الـلـه لا الـه إلا الـ
أول كل أوّلٍ ،
الحَـوْ ل والطـوْ ل له
الـلـه لا الـه إلا الـ
أول كل أوّلٍ ،
الحَـوْ ل والطـوْ ل له
حـالَ الـسرور والكمد
لـه مـولاك الأحــد
أصـل الأصول والعمد
لا درع إلا مـا سـرد
لـه مـولاك الأحــد
أصـل الأصول والعمد
لا درع إلا مـا سـرد
كما أنك قد تقرأ ما سطّره الشعراء من أبيات أو جمل تُقرأ طرداً وعكساً دون تغيير،كقول الشاعر :
قـمر 'يفرط عمدا 'مشرق'
قـد حلا ،كاذب وعد تابع
قـبسٌ يدعو سناه إن جفا
قـرّ فـي إلف نداها قلبه
قـد حلا ،كاذب وعد تابع
قـبسٌ يدعو سناه إن جفا
قـرّ فـي إلف نداها قلبه
رش ماءَ دمعِ طرف يرمق
لعبا تدعو بـذاك الحِـدق
فـجـناه انس وعد يسبق
بـلـقـاها دنف لا يفرَق
لعبا تدعو بـذاك الحِـدق
فـجـناه انس وعد يسبق
بـلـقـاها دنف لا يفرَق
وكقول أحدهم :
مودّتُه تدوم لكل هولٍ وهل كلُّ مودتُه تدوم؟
وقد يرقش الشاعر شعره بحرف يكرره في كل كلمة كما فعل أحدهم حين التزم حرف الشين ، فقال
فـأشـعاره مشهورة iiومشاعره
شمائلـه معشوقـة كشَـمولـه
شكور ومشكور وحشو مشاشه
شمائلـه معشوقـة كشَـمولـه
شكور ومشكور وحشو مشاشه
وعـشـرته مشكورة وعشائره
ومـشـهده مستبشر ومعاشره
شـهامة شمير يطيش ُمشاجره
ومـشـهده مستبشر ومعاشره
شـهامة شمير يطيش ُمشاجره
وقد تُكرر كلمات أو جمل لفظها واحد ومعناها مختلف ، وهذا من الجناس .. كقول الشاعر :
طرقت الباب حتى كلّ متني فلما كـل متني ، كلمتني
فقالت لي أيا اسماعيلُ صبراً فقلت لهاأيا اسما عيل صبري
فقد ظل يدق الباب حتى تعب ، فلما تعب كلمته ، وقالت له يا إسماعيل اصبر ، فرد عليها قائلاً : يا أسماء نفد صبري .
إنني أدعو شباب أمتنا وشابّاتها أن يتعرفوا جمال اللغة القرآنية فيتلذذوا بها تلذذ الجائع بأطايب الطعام ... كما قالها أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه .. فمعرفة اللغة العربية يفتح آفاقاً رحبة لفهم القرآن الكريم والأدب العربي الرائع الذي شهد الله تعالى للغته بالبيان والشمول والسمو.
تعليق