إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المعاجم العربية وطريقة الكشف فيها! (متجدد)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المعاجم العربية وطريقة الكشف فيها! (متجدد)


    الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ...أما بعد:

    مقدمة

    هذه بعض الفوائد من كتاب مقدمة الصحاح لأحمد عبد الغفور عطّار

    إن مؤلفي المعجمات الأول هم رواد التأليف المعجمي في العربية , ومعاجمهم الطلائع الأولى , وهي التي وضعت كل قواعد المعجم العربي , ومعاجم هؤلاء الرواد لم تُبق لمن بعدهم جديداً في ترتيب المواد , إلاّ في حالات لا تعد جدتها ابتكاراً , وإن كان فيها تيسير على الشُّداة , مثل معجم الشيخ محمد النجاري المصري المتوفى سنة 1332هجرية , الذي جمع فيه اللسان والقاموس ورتب موادهما ترتيباً اتبع فيه طريقة البرمكي , وهي ترتيب المواد على أوائل الحروف – كترتيب معاجمنا الحديثة - وخالفه انه لم يراع الاشتقاق والتجريد , فهو يذكر الكلمة في بابها بالحرف الأول , الذي يُنطَق به , غير ناظر إلى أصالة الحرف الذي تبدأ به الكلمة , فهو يذكر كلمة كتب في حرف الكاف , ويذكر كلمة " مكتب " في حرف الميم , مع أن المعجمين يذكرون كلمة " مكتب " في مادة كتب , وهذه الطريقة سبق إليها ( فلوجل الألماني) .
    ورواد التأليف المعجمي في العربية , وضعوا كل قواعد المعجم , ومن جاء بعدهم حتى هذا العصر لم يضيفوا جديداً إلى نظام السلف , ولم يبتكروا ترتيباً طريفاً , بل سبقهم أولئك الرواد ومشى الخَلَف على نهجهم بعد أن اختاروا طريقة أحدهم , وأغفلوا ماعداها , لأنها أقرب تناولاً , وأكثر تيسيراً وأبعد , عن المشقة , وتركوا غيرها لوعورة الطريق إليها .
    ويلتقي هؤلاء الرواد في كثير من النقاط , ويتفق بعضهم في المنهج , ولكنّ لكل منهم سماته وخصائصه , وفي وسعنا أن نحصر معجمات هؤلاء الرواد – من الخليل حتى البرمكي - في أربع مدارس , كلها وجدت خلال ثلاثة قرون , ابتداء من أواخر القرن الثاني للهجرة , وحتى أواخر القرن الرابع للهجرة , وعلى سبيل التقريب : بدأت قبل وفاة الخليل سنة 170 هجرية أو 175 هجرية , وانتهت سنة 397 هجرية .وكما يلتقي الرواد في بعض نقاط المناهج التي اتبعوها فإن المدارس المعجمية تلتقي في بعض النقاط , وتختلف في بعضها , ولكن لكل منها شخصيتها الخاصة التي تميزها عن سواها .
    وعندما يطلع القارئ على هذه المدارس , ومنهج كل منها , سيرى الفارق بينهن واضحاً جلياً .
    وهذه المدارس أربع في رأينا , إلاّ أن في وسعنا أن نجعل مردّ أصولها إلى نبعين مختلفين , وهي أربع لمن أراد التفصيل , واثنتان لمن أراد الإيجاز والإجمال .
    وهاتان المدرستان هما : مدرسة المعاني , ومدرسة الألفاظ , أما مدرسة المعاني فهي التي اتخذت معاجم رتبتها حسب المعاني والموضوعات , كالغريب المصنف لابي عبيد , أحد الرواد المتقدمين , والمخصص لابن سيده , ويدخل في فصول هذه المدارس كل الرسائل والكتب اللغوية التي اتخذت المعانيَ وسيلتها في ذكر الكلمات .
    أما مدرسة الالفاظ فهي التي بنت قواعدها على علم الأصوات اللغوية , ورتبت المعجم حسب الحروف التي تبتدئ بها أوائل الكلمات على اختلاف في ترتيب الحروف , كالاختلاف بين ترتيب الخليل وأبي عمرو والجوهري والبرمكي والقالي .
    فهؤلاء بنوا معجماتهم على علم الأصوات اللغوية , ورتبوها على الحروف , ولكن كل واحد منهم اتخذ طريقاً خاصاً , فالخليل رتب مواده على الحروف بحسب المخارج , واتبعه القالي على اختلاف يسير , إذ خالف الخليلَ في ترتيب حروف الحلق , وخالفه في ترتيب المجموعات إذ نقلها من مواضعها التي أنزلها فيها الخليلُ دون أن يغير في ترتيب حروف كل مجموعة من المجموعات .
    وأبو عمرو رتّب مواده على ترتيب الحروف الهجائية المعروفة وكذلك البرمكي , أما الجوهري فقد رتب على الحروف ولكنه خالف من سبقه أو لحقه , ممن خالفوا طريقته , خالفهم في أنه لم ينظر إلى أول الكلمة بل نظر إلى آخرها , ثم رتب المواد على حروف الهجاء .
    ولو قسمنا المدارس اللغوبة إلى مجموعتين بهذا الاعتبار , لكان تقسيما ً صحيحاً , إلاّ أننا آثرنا أن نفرد لكل من ألف معجماً بناه على الاصوات اللغوية مدرسة خاصة به , نسبناها إلى رائدها أو إمامها ليكون عملنا أدق وأكثر تفصيلاً . . .

    وهذه المدارس الأربع هي :

    1- مدرسة الخليل .
    2- مدرسة أبي عبيد .
    3- مدرسة الجوهري .
    4- مدرسة البرمكي .

    مدرسة الخليل أول مدرسة عرفتها العربية في تاريخ المعجم العربي , والخليل إمام هذه المدرسة وإمام المعجميين العرب عامة , فهو أول من شقّ أمامهم طريق التأليف المعجمي ودلهم عليه , وفتح لهم بابه .
    وقِوام مدرسته ترتيب المواد على الحروف حسب مخارجها , وتقسيم المعجم إلى كتب , وتفريع الكتب إلى أبواب بحسب الأبنية , وحشد الكلمات في الأبواب , وقلبُ الكلمة إلى مختلف الصيغ التي تاتي منها , مثل قوله في باب السين والميم مع الواو والألف والياء : سوم , وسم , سمو , مسو , موس . وإهمال مالم يستعمل إذا لم يجئ , فهو قد أهمل في هذا الباب " ومس " لأن العرب لم تستعمله في رأيه .
    وقد سار بعض رواد التاليف المعجمي على نهج الخليل , فالتزمه الأزهري في " التهذيب " وابن عباد في " المحيط " , والقالي في " البارع " .
    ولم يكن هؤلاء الرواد مقلدين , ولم يتبعوا الخليل في كل دقيقة من دقائق منهجه , بل خالفوه في بعض منهجه , وأضافوا إلى طريقة الخليل أشياء جديدة , وهذا الجديد الذي أضافوه أو المقصد الذي أرادوه , نتيجة تطور التأليف المعجمي الملحوظ بين البادئ المبتكر , والتابع المتأخر , , ,
    فالخليل أراد أن يحصر اللغة – كما حصر العروض – حصراً علمياً , بوساطة الأرقام , وذكر أن عدد أبنية كلام العرب – المستعمل والمهمل - على مراتبها الأربع , من الثنائي والثلاثي والرباعي والخماسي اثنا عشر مليون كلمة .
    وطريقة الخليل في الإحصاء طريقة دقيقة مبنية على علم الحساب , فهو رأى أن الحروف التي تتألف منها الكلمات ثمانية وعشرون , والأبنية أربع .
    ففي الثنائي –مثلا - ذكر أن عدد أبنيته 756 وذلك ناتج من أن عدد الحروف الهجائية 28 وتضرب في 27 وهي الكلمات التي تتركب مع الحرف الذي تبتدئ به الكلمة , بعد ان يسقط هو نفسه في التركيب مع جنسه , فحرف الهمزة مع الباء فالتاء فالثاء حتى الياء يكوّن سبعاً وعشرين كلمة , فسضرب هذا العدد في عدد الحروف ينتج 756 منها المهمل , ومنها المستعمل .
    وهكذا صنع في أبنية الثلاثي فالرباعي فالخماسي .
    وطريقة الخليل هي الفاذة في إحصاء مواد اللغة , ولكن الرقم الذ ذكره ليس هو المستعمل , بل فيه المهمل ة وهو كثير , ولعله أكثر من المستعمل .
    أما أتباع مدرسة الخليل فقد قصدوا على جمع اللغة , ولكنهم أرادوا مع ذلك ان يسموا عملهم بجديد , فوصف الأزهري عمله في كتابه أنه " تهذيب اللغة " ونفيُ الغلط عنها وتصويب ما لحق بعض ألفاظها من تصحيف وتحريف .
    أما ابن دريد فسمى كتابه " جمهرة اللغة " واسمه يدل على مقصده من تأليف معجمه , فهو عنى بتدوين جمهور العربية , أما غيره فيذكره عرضاً , ومقصد ابن عباد في " المحيط " استيعاب المواد واستدراك ما أغفله غيره ممن سبقوه , ومقصد القالي قريب من مقصد الأزهري .
    ومن أوجه الخلاف بين رائد هذه المدرسة وأتباعها أن الخليل جعل كل كتاب في معجمه قائماً على حرف من حروف الهجاء , ومقسوماً إلى أربعة أبواب : الثنائي المضاعف , والثلاثي الصحيح , واللفيف , وجعل الباب الرابع للرباعي والخماسيّ .
    وكذلك صنع القالي , إلاّ أنه أفرد لكل من الرباعي والخماسي باباً , وعزل ماكان ثلاثياً معتلاً بحرف عن اللفيف , وسماه الثلاثي المعتل .
    والأزهري الذي اتبع الخليل وسار على طريقه خطوة خطوة , خالفه في المهموز وأحرف العلّة , فالخليل حشد ماكان معتلاً بحرف أو حرفين مع المهموز دون تفرقة , وجعلهما في باب اللفيف , وأراد الأزهري إفراد المهموز , وعزْله عن المعتل , ولكنه لم يوفق كل التوفيق .
    وصنع الصاحب صُنع الأزهري في باب اللفيف , وافتتح الباب بالصحيح , ثم ما كان مبدوءاًُ بالهمزة , ثم ما كان أوله واواً , ثم ما كان أوله ياء , ولكن لم يتّبع الصاحبُ هذا النهج في الثلاثي المعتل .
    وأراد ابن فارس التخلص من مدرسة العين , ولكنه لم يستطع أن يخرج عنها , فقد تبع العين في بعض الخطوط التي خطّها الخليل , منها : أنّ ابن فارس قسّم معجمه بحسب الأبنية , وهذا هو بعض قواعد كتاب العين .
    واتبع أيضاً طريقة أبي عمرو الشيباني بعد أن أدخل عليها كثيراً من الضبط والإحكام , فهو سار في ترتيب مواد معجمه المجمل والمقاييس على ترتيب حروف الهجاء , وكان ابن فارس أكثر توفيقاً من أبي عمرو في ترتيب الكلمات إذ راعى الحرف الثاني , ولكن البرمكي كان أكثر منهما توفيقاً في هذا السبيل .
    ولعلّ أهم عيوب هذه المدرسة – باستثناء معجمي ابن فارس- وعورة الطريق لمن يريد أم ينتقل في ربوعها , وصدُّها الشادي عن منهلها كل الصدود , وإجهادها العالم الذي يقصدها مسترشداً مستفيداً .



    (مقتطف من الشبكة وبارك الله في واضعه )

    حَسبُنا الله سَيُؤتِينا الله مِن فضْلِه إنّا إلَى الله رَآغِبُونْ

  • #2
    رد: المعاجم العربية وطريقة الكشف فيها! (متجدد)







    تعليق


    • #3
      رد: المعاجم العربية وطريقة الكشف فيها! (متجدد)

      جزاكم الله خيرًا وبارك الله فيكم
      ونفع بكم
      ضل الطريق من ترك الطريق . عودة من جديد

      يامن خذلتنا وخذلت إخوانك .. في وقت احتاجوا فيه نصرتك وعونك لهم .. ولكنك تركتهم ولم تلتفت لهم .!
      ابشر بالخذلان .

      حزب العار

      تعليق


      • #4
        رد: المعاجم العربية وطريقة الكشف فيها! (متجدد)

        اللهم آمين واياكم

        حَسبُنا الله سَيُؤتِينا الله مِن فضْلِه إنّا إلَى الله رَآغِبُونْ

        تعليق


        • #5
          رد: المعاجم العربية وطريقة الكشف فيها! (متجدد)


          الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ...أما بعد:

          المعاجم العربية ومدارسها



          (أ) معاجم الموضوعات المتعدّدة

          أعني بها الكتب التي تشتمل على مفردات موضوعاتٍ عديدةٍ، فالمعجم الواحد كأنّما يجمع عدداً من الرسائل اللغوية التي سبق ذكرها، وهي تتفاوت في السعة والضيق، فمنها ما يشمل أغلب مفردات اللغة، ومنها ما يحوي مفردات عددٍ من الموضوعات، ومن هذه المعاجم ما يلي:

          الغريب المصنف – أبو عبيد القاسم بن سلام ( 150-244هـ )
          الألفاظ الكتابية – عبد الرحمن الهمذاني ( ت 320هـ )
          مُتخيّر الألفاظ – ابن فارس ( ت 395هـ )
          فقه اللغة وسرّ العربية – أبو منصور الثعالبي ( ت 429هـ )
          المخصص في اللغة – ابن سيدة ( 398-458هـ )
          كفاية المتحفظ ونهاية المتلفّظ – ابن الأجدابي ( قبل 600 هـ )
          الإفصاح في فقه اللغة: عبد الفتاح الصعيدي وحسين موسى (دار الكتب المصرية، 1929)

          (ب) معاجم الألفاظ


          سلك المعجميون مسالك متعدّدة في ترتيب ألفاظ معاجمهم، بحيث أصبحت طرقاً معروفةً لمن يريد جمع ألفاظ اللغة وترتيبها، فيختار أحدها ويبني عليها معجمه، وهذا النوع من المعاجم يعتني بترتيب الألفاظ وِفقاً لحروفها، وهو يقابل النوا السابق الذي يرتّب الألفاظ وِفقاً لمعانيها.

          ولكي تتضح ملامح كلّ مدرسة أقدم تعريفاً بها يوضّح أسسها وخصائصها:

          مدرسة الترتيب الصوتي ( مدرسة العين )

          اختطّ معجم العين للخليل بن أحمد الفراهيدي طريقةً في ترتيب ألفاظ اللغة لم يُسبق إليها، وهي تدلّ – مع صعوبتها – على عبقريةٍ فذّةٍ، فترتيب الألفاظ لم يسلك فيه الترتيب المعروف في وقته وهو الترتيب الألفبائي، وإنما جعل مخارج الحروف عِماده فيه، وهذا الترتيب هو الأساس الأول للمعجم، حيث قسّمه إلى كتبٍ وجعل كلّ حرفٍ كتاباً، ثمّ قسم كل كتابٍ ( حرفٍ ) إلى أقسامٍ بحسب أبنية الكلمات وهو الأساس الثاني، ثمّ قلّب الكلمات التي ذكرها تحت كلّ بناء على الصور المستعملة عند العرب، وهو الأساس الثالث، وأعرض هنا بياناً بالأسس الثلاثة:

          الأساس الأول: ترتيب الحروف

          بدأ بأقصى الحروف مخرجاً فجعلها بداية الترتيب ثمّ الذي يليها من جهة الفم حتى انتهى منها جميعاً، ولكنه لم يبدأ بأقصاها مخرجاً وهي الهمزة لعدم ثباتها على صورة واحدة، فهي تُقلب كثيراً إلى أحد حروف العلّة، ولم يبدأ بالحرف التالي وهو الهاء لضعفها فأخّرها إلى الحرف الثالث، فبدأ بحرف العين الذي يخرج من وسط الحلق وبعده الحاء، وهكذا حتى انتهى إلى حروف الشفتين، ثمّ حروف المدّ وبعدها الهمزة، وإليك الحروف على هذا الترتيب:

          ع / ح / هـ / خ / غ / ق / ك / ج / ش / ض / ص / س / ز / ط / د / ت / ظ / ذ / ث / ر / ل / ن / ف / ب / م / و / ا / ي / أ

          وتحت كلّ حرفٍ من الحروف وُضعت الكلمات التي تخصّه، ولكي لا يحدث تكرير للكلمات فتُذكر تحت كل حرفٍ من حروفها فقد سلَكَ المعجم الطريقة التالية:

          وُضعت كلّ كلمة تحت أقصى حروفها مخرجاً دون النظر إلى موضع الحرف، سواءً كان في بدايتها أم في وسطها أم في آخرها، فمثلاً:

          ( لعب ) أوردها في حرف العين لأنه أقصاها مخرجاً، ولا ترد في غيره.
          ( رزق ) أوردها في حرف القاف لأنه أقصاها مخرجاً، ولا ترد في غيره.
          ( حزن ) أوردها في حرف الحاء لأنه أقصاها مخرجاً، ولا ترد في غيره.
          ( شدّ ) أوردها في حرف الشين لأنه أقصاها مخرجاً، ولا ترد في غيره.
          ( جرى ) أوردها في حرف الجيم لأنه أقصاها مخرجاً، ولا ترد في غيره.
          ( وقى ) أوردها في حرف القاف لأنه أقصاها مخرجاً، ولا ترد في غيره.
          ( كرسوع ) أوردها في حرف العين لأنه أقصاها مخرجاً، ولا ترد في غيره.
          ( عندليب ) أوردها في حرف العين لأنه أقصاها مخرجاً، ولا ترد في غيره.

          يتبيّن ممّا مضى أنّ مخرج الحرف هو الذي يعرّفنا بموضع الكلمة من معجم العين، ولا عبرة بموقع الحرف من الكلمة.

          وبهذه الطريقة فإن الكلمة لا ترد أكثر من مرّة لكونها تُذكر تحت أقصى حروفها مخرجاً في أيّ موضعٍ كان الحرف، ولذا فسنعلم أن الكلمة مهما قلّبنا حروفها فإن تقليباتها تُذكر في موضع واحد، وسيرد ذكر التقليبات في الأساس الثالث.

          الأساس الثاني: تقسيم الأبنية

          جميع الكلمات التي وُضعت تحت الحرف لكونه أقصى حروفها مخرجاً قُسّمت بالنظر إلى حروفها الأصول ووُضعت تحت أبنيتها، فوُضعت الأبنية في أبواب تحت كلّ حرف، ولذا ينقسم الحرف الواحد إلى أبوابٍ تشمل الكلمات مصنّفة بالنظر إلى حروفها الأصلية دون الزائدة، والأبواب هي:
          باب الثنائي الصحيح / ذكر تحته الكلمات الثنائية مثل ( الخاء والقاف ) وفيه: خَقَّ، الخَقْخَقَة، الأُخقوق.
          باب الثلاثي الصحيح / ذكر تحته الكلمات الثلاثيّة دون زوائد.
          باب الثلاثي المعتلّ / ذكر تحته ما فيه حرفان صحيحان وحرف علّة مثل: ( الخاء والطاء وأحد حروف العلّة [ و ا ي ء ] ) وفيه: خطو، خطأ، خوط، وخط، خيط، طيخ، طخي.
          باب اللفيف / ذكر تحته ما فيه حرفا علّة، مثل: ( القاف والواو والياء ) وفيه: قوي، قوقى، وقى، واق، أقا، قاء، أوق.
          باب الرباعي / ذكر تحته الكلمات الرباعيّة مثل: ( القاف والجيم ) وفيه: جنبق، قنفج، جرمق، مجنق، جبلق، جوسق، جلهق.
          باب الخماسي / ذكر تحته الكلمات الخماسيّة، مثل( باب الخماسي من القاف ) وفيه: جنفلق، شفشلق، قنفرش، فلنقس.

          حينما نعيد النظر في الكلمات السابق ذكرها في الأساس الأول فإننا نجدها على النحو التالي:

          ( شدّ ) تحت باب الثنائي الصحيح من حرف الشين، ومعها مشتقاتها.
          ( لعب ) تحت باب الثلاثي الصحيح من حرف العين، ومعها مشتقاتها.
          ( رزق ) تحت باب الثلاثي الصحيح من حرف القاف، ومعها مشتقاتها.
          ( حزن ) تحت باب الثلاثي الصحيح من حرف الحاء، ومعها مشتقاتها.
          ( جرى ) تحت باب الثلاثي المعتلّ من حرف الجيم، ومعها مشتقاتها.
          ( وقى ) تحت باب اللفيف من حرف القاف، ومعها مشتقاتها.
          ( كرسوع ) تحت باب الرباعي من حرف العين.
          ( عندليب ) تحت باب الخماسي من حرف العين.
          وأنبّه إلى أن تقسيم الأبنية السابقة يتكرّر تحت كل حرف من حروف المعجم.

          الأساس الثالث : تقليب الكلمات

          تبيّن ممّا سبق أن منهج العين هو تقسيم الكتاب إلى حروف، وتقسيم كل حرف إلى الأبنية المعروفة، ثمّ توزيع الكلمات التي تدخل تحت الحرف المقصود على الأبنية التي تدخل تحتها.
          وأبيّن هنا أن الكلمات التي تدخل تحت كلّ بناءٍ تُقلّب على الصور المستعملة في العربية، ولذا فإن جميع تلك الصور ترد مرّةً واحدةً في تحت أقصى حروفها مخرجاً، ومن الأمثلة السابقة نعرف ما يلي:
          ( لعب، لبع، بلع، بعل، علب، عبل ) هذه التقليبات المختلفة للحروف الثلاثة يرد المستعمل منها تحت حرف العين، في باب الثلاثي الصحيح، في مادة ( علب )، لأنّ العين هي أقصاها مخرجاً، ثمّ اللام لأنها من طرف اللسان، ثمّ الباء لأنها من الشفتين، وهكذا بقيّة الكلمات التي ذكرتها سابقاً تذكر في موضع واحد مع جميع تقليباتها المستعملة.

          وقد استعمل تقليب الكلمات ليكون طريقةً إلى إحصاء جميع الكلمات العربية المستعملة، وليس معناه أنّ جميع التقليبات استعملها العرب، بل منها ما استعمله ومنها ما أهمله، ولكن هذه الطريقة الإحصائية تُبرز له كل الصور الممكنة ليعرف بها المستعمل والمهمل.
          أمّا عدد الصور التي تنتج عن تقليب الكلمات – سواءً المستعمل أم المهمل – فهي على النحو التالي:
          الثنائي ينتج عنه صورتان.
          الثلاثي ينتج عنه ستّ صور.
          الرباعي ينتج عنه أربع وعشرون صورة.
          الخماسي ينتج عنه مائة وعشرون صورة.

          طريقة البحث عن الكلمة في معجم العين:

          عند البحث عن الكلمة نسلك الخطوات التالية:

          1- تعيين الحروف الأصلية للكلمة.
          2- تعيين أقصى حروفها مخرجاً، حيث إنّه هو الحرف الذي تُذكر تحته الكلمة المقصودة، دون النظر إلى موضع الحرف سواءً كان في أولها أو أوسطها أو آخرها.
          3- تعيين بناء الكلمة المقصودة، هل هو ثنائي أم ثلاثي صحيح أم ثلاثي معتلّ أم لفيف أم رباعي أم خماسي، وبعد تعيين بنائها نعرف أنّ الكلمة تقع تحته.
          وكما أشرتُ سابقاً فإن جميع تقليبات الكلمة الواحدة تكون في موضع واحد.
          أعرض مقطعاً من مقدمة العين لتكون أنموذجاً لهذا الكتاب:

          (بسم الله الرحمن الرحيم، بحمد الله نبتدئ ونستهدي وعليه نتوكل وهو حسبنا ونعم الوكيل هذا ما ألفه الخليل بن أحمد البصري رحمة الله عليه من حروف أ ب ت ث مع ما تكلمت به، فكان مدار كلام العرب وألفاظهم، فلا يخرج منها عنه شيء، أراد أن تعرف به العرب في أشعارها وأمثالها ومخاطباتها فلا يشذّ عنه شيء من ذلك، فأعملَ فكره فيه فلم يمكنه أن يبتدئ التأليف من أول أ ب ت ث وهو الألف لأن الألف حرف معتل فلما فاته الحرف الأول كره أن يبتدئ بالثاني وهو الباء إلا بعد حجة واستقصاء النظر، فدبّر ونظر إلى الحروف كلها وذاقها فوجد مخرج الكلام كله من الحلق فصير أولاها بالابتداء أدخل حرف منها في الحلق، وإنما كان ذواقه إياها أنه كان يفتح فاه بالألف ثم يظهر الحرف نحو أب أت أح أع أغ، فوجد العين أدخل الحروف في الحلق فجعلها أول الكتاب ثم ما قرب منها الأرفع فالأرفع حتى أتى على آخرها وهو الميم، فإذا سئلت عن كلمة وأردت أن تعرف موضعها فانظر إلى حروف الكلمة فمهما وجدت منها واحداً في الكتاب المقدم فهو في ذلك الكتاب.

          وقلّب الخليل أ ب ت ث فوضعها على قدر مخرجها من الحلق وهذا تأليفه ( ع ح هـ خ غ ق ك ج ش ض ص س ز ط د ت ظ ث ذ ر ل ن ف ب م و ا ي همزة ).

          قال أبو معاذ عبد الله بن عائذ حدثني الليث بن المظفر بن نصر بن سيار عن الخليل بجميع ما في هذا الكتاب قال الليث قال الخليل كلام العرب مبني على أربعة أصناف على الثنائي والثلاثي والرباعي والخماسي فالثنائي على حرفين نحو قد لم هل لو بل ونحوه من الأدوات والزجر، والثلاثي من الأفعال نحو قولك ضرب خرج دخل مبني على ثلاثة أحرف، ومن الأسماء نحو عمر وجمل وشجر مبني على ثلاثة أحرف، والرباعي من الأفعال نحو دحرج هملج قرطس مبني على أربعة أحرف، ومن الأسماء نحو عبقر وعقرب وجندب وشبهه، والخماسي من الأفعال نحو اسحنكك واقشعر واسحنفر واسبكر مبني على خمسة أحرف... ) الخ...

          المعاجم التي تبعت العين

          سلك طريقة العين عدد من المعاجم، مع اختلافها في اتّباع العين في جميع المنهج أو بتغيير بعض ملامحه، لكن المنهج العامّ نستطيع أن نلمحه في تلك المعاجم، حيث إن ترتيب الحروف ترتيباً صوتياً، وتقسيم كل حرفٍ إلى أحد الأبنية، وتقليب الكلمات تحت كلّ بناء، من أهمّ الأسس التي بُنيت عليها تلك المعاجم مع بعض التغييرات في بعضها.

          يتبع ...

          حَسبُنا الله سَيُؤتِينا الله مِن فضْلِه إنّا إلَى الله رَآغِبُونْ

          تعليق


          • #6
            رد: المعاجم العربية وطريقة الكشف فيها! (متجدد)

            جزاكم الله خيرًا
            سدد الله خطاكم
            ضل الطريق من ترك الطريق . عودة من جديد

            يامن خذلتنا وخذلت إخوانك .. في وقت احتاجوا فيه نصرتك وعونك لهم .. ولكنك تركتهم ولم تلتفت لهم .!
            ابشر بالخذلان .

            حزب العار

            تعليق


            • #7
              رد: المعاجم العربية وطريقة الكشف فيها! (متجدد)

              اللهم آمين واياكم

              حَسبُنا الله سَيُؤتِينا الله مِن فضْلِه إنّا إلَى الله رَآغِبُونْ

              تعليق


              • #8
                رد: المعاجم العربية وطريقة الكشف فيها! (متجدد)

                الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ...أما بعد:

                ومن المعاجم التي سلكت مسلك العين ما يلي:

                1- البارع – أبو عليّ القالي ( 280-356هـ )

                الأساس الأول:

                تقسيم الكتاب إلى الحروف مرتّبةً بحسب مخارجها، لكنّ ترتيبه الحروف اختلف قليلاً عن ترتيب العين، وجاء ترتيبه على النحو التالي:

                هـ، ح، ع، خ، غ، ق، ك، ض، ج، ش، ل، ر، ن، ط، د، ت، ص، ز، س ، ظ، ذ ، ث، ف، ب، م، و، ا، ي

                الأساس الثاني:

                تقسيم الحروف إلى أبنية، وقد اختلفت الأبنية هنا عن العين قليلاً:
                1- باب الثنائي في الخطّ والثلاثيّ في الحقيقة، وقصد به الثنائيّ المضاعف
                2- الثلاثيّ الصحيح
                3- الثلاثيّ المعتلّ
                4- باب الحواشي والأوشاب، وعنى به اللفيف
                5- الرباعيّ
                6- الخماسيّ

                الأساس الثالث:

                تقليب الكلمات على طريقة العين في التقليب.

                2- تهذيب اللغة – أبو منصور الأزهريّ ( 282-370هـ )

                من أهمّ دواعي تأليفه:

                أ- تقييد ما وعاه عن أفواه الأعراب الذين شافههم
                ب- تبيينه الخلل الذي أصاب العربية في بعض الكتب ومنها كتاب العين
                سلك مسلك العين في ترتيب الحروف وتقسيم الأبنية ونظام التقليبات، واعتمد العين أساساً لمعجمه – مع أنه ينكر أن يكون للخليل – وزاد عليه زيادات كثيرة، بعضها نقلها من الأعراب مشافهةً، وبعضها نقلها من الكتب.

                3- المحيط – الصاحب بن عبّاد ( 324-385هـ )

                تبع العين في ترتيب الحروف وتقسيم الأبنية والتقليبات، لكنّه اعتنى بالألفاظ فاستكثر منها مع اختصاره في ذكر المعاني، ولذا فلا تجديد عنده على نظام العين.

                4- مختصر العين – أبو بكر الزُبيديّ ( - 379هـ )

                سلك مسلك العين في ترتيب الحروف.

                أمّا تقسيم الأبنية فقد زاد ( باب الثنائي المضاعف من المعتلّ ) فجاءت كما يلي:

                أ- باب الثنائيّ المضاعف الصحيح ب- باب الثلاثيّ الصحيح
                ج- باب الثنائيّ المضاعف من المعتلّ د- باب الثلاثيّ المعتلّ
                هـ - باب الثلاثيّ اللفيف و- باب الرباعيّ
                ز- باب الخماسيّ
                وكذا تقليب الكلمات تبع العين فيها.

                5- المحكم – ابن سيده ( 398-458هـ )

                سلك مسلك العين في منهجه إلاّ أنه خالفه فيما يلي:

                أ- تبع الزبيديّ في زيادة ( باب الثنائيّ المضاعف من المعتلّ )، وفي كثيرٍ من الموادّ التي خالف فيها الزبيدي العين، حيث تبع فيها الزبيديّ، وذلك بسبب كون الزبيديّ أستاذ والده ( إسماعيل )، وعن والده أخذ مختصر العين، وفي كثيرٍ من الموادّ يتطابق المعجمان.
                ب- زاد ابن سيدة ألفاظاً كثيرةً على المختصر، ففاق فيها ما في العين، واعتنى بمسائل النحو والصرف.

                مدرسة الجمهرة

                لصعوبة طريقة العين في ترتيب الحروف فإنّ بعض اللغويين حاول تيسير تلك الطريقة لتكون أسهل للمطّلعين على المعجم، ومن أشهر مَنْ جدّد في طريقة العين ابن دريد في معجمه، ولذا فهو يُعدّ صاحب طريقةٍ جديدةٍ.

                الجمهرة – أبو بكر بن دريد ( 223-321هـ )

                أدخل ابن دريد على منهج العين تغييراتٍ عديدةً محاولةً منه تيسير طريقته المعقّدة، وجاءت تغييراته على النحو التالي:

                الأساس الأول:

                تقسيم المعجم إلى الأبنية .
                قسّم الكتاب إلى الأبنية التالية بالنظر إلى حروفها الأصول:
                أ- الثنائيّ المضاعف وما يلحق به.
                ب- الثلاثيّ وما يلحق به.
                ج- الرباعيّ وما يلحق به.
                د- الخماسيّ وما يلحق به.
                وأتبع هذه الأبواب أبواباً للّفيف والنوادر.

                أي أن ابن دريد جعل تقسيم الأبنية هو الأساس الأول في معجمه، وليس كما جاء في العين، ففي العين قسّم كتابه إلى حروف، وكلّ حرف قسّمه إلى أبنية، أمّا ابن دريد فقد عكس ما في العين، ولذا ففي كل معجمه بناء واحد للثنائي المضاعف، وواحد للثلاثي.. وهكذا، وتحت كل بناء جميع الحروف العربية.

                الأساس الثاني:

                تقسيم كلّ بناء إلى حروف .
                قسّم كلّ بناءٍ إلى أبوابٍ طبقاً للحروف على الترتيب الألفبائيّ، فبدأ بحرف الهمزة، ثم حرف الباء ثم التاء وهكذا بقية الحروف على الصورة التالية:

                أ / ب / ت / ث / ج / ح / خ / د / ذ / ر / ز / س / ش / ص / ض / ط / ظ / ع / غ / ف / ق / ك / ل / م / ن / هـ / و / ي

                3- بدأ كلّ بابٍ بالحرف المعقود له مع ما يليه في الترتيب الألفبائيّ، فمثلاً في باب ( التاء ) بدأ بها مع الثاء، ثمّ بها مع الجيم، وبعد نهاية الحروف تأتي التاء مع الهمزة، ثمّ التاء مع الباء.

                وهنا يختلف الجمهرة عن العين لكونه رتّب الحروف على الترتيب الألفبائي وليس الترتيب الصوتي، وهذا من مواطن التجديد في الجمهرة.

                الأساس الثالث: تقليب الكلمات

                قلّب الألفاظ التي تقع تحت كل حرف على الصور المستعملة في العربية.

                طريقة البحث في الجمهرة:

                للبحث عن كلمة في الجمهرة نسلك الخطوات التالية:

                1- تجريد الكلمة من الحروف الزائدة لنعرف الحروف الأصلية.
                2- تحديد البناء الذي تدخل تحته الكلمة ( الثنائي أو الثلاثي أو الرباعي أو الخماسي )، ثم الاتجاه إلى ذلك البناء في الجمهرة.
                3- البحث عن الكلمة تحت أول حروفها على الترتيب الألفبائي، ثم الذي يليه، ومع الكلمة بقية تقليباتها.
                وإليك أمثلة تطبيقية للبحث عن الكلمات في الجمهرة:

                أمثلة تطبيقية
                (أكل ) نجدها في باب الثلاثي تحت حرف الهمزة ثم الكاف لأن الهمزة أول الحروف على الترتيب الألفبائي ثم الكاف ثم اللام، ونجد معها المستعمل من تقليباتها ( ألك، كلأ، كأل، لكأ، لأك ).

                (قعد) نجدها في باب الثلاثي تحت حرف الدال مع العين لأن الدال أولها على الترتيب الألفبائي ثم العين ثم القاف، أي أنها تحت ( دعق ) ومعها المستعمل من تقليباتها مثل ( دقع، قدع، قعد، عقد، عدق ).

                (عبس) نجدها في باب الثلاثي تحت حرف الباء مع السين لأن الباء أولها ثم السين ثم العين، أي أنها تحت (بسع) ومعها المستعمل من تقليباتها.

                ولو أتيت ببعض الأمثلة التي ذكرتها عند ذكر أسس مدرسة العين لتبيّن لنا الاختلاف في مواقع الكلمات في الجمهرة عنه في العين:

                ( شدّ ) في باب الثنائي تحت حرف الدال لأنه أول حروفها على الترتيب الألفبائي، ومعها تقليباتها المستعملة.

                (لعب) في باب الثلاثي تحت حرف الباء لأنه أولها على الترتيب الألفبائي، ومعها تقليباتها.
                (رزق ) في باب الثلاثي تحت حرف الراء، ومعها تقليباتها.
                (حزن) في باب الثلاثي تحت حرف الحاء، ومعها تقليباتها.

                معجم مقاييس اللغة – أحمد بن فارس ( - 395هـ )

                يُعدّ هذا المعجم قريباً من الجمهرة في المنهج مع بعض الاختلاف

                أهمّ دوافع تأليفه:

                أ- إثبات دوران صيغ المادّة المختلفة حول معنى أصليّ مشترك، وهو ما عبّر عنه بأنّ للغة العرب مقاييس صحيحة وأصولاً تتفرّع منها فروع.
                ب- بيان أنّ أكثر الكلمات الرباعيّة والخماسيّة منحوتة.

                أمّا منهجه فعلى النحو التالي:

                1- قسّم معجمه إلى كتبٍ على ترتيب الحروف الترتيب الألفبائيّ، فبدأ بكتاب الهمزة، ثمّ كتاب الباء وهكذا.

                2- قسّم كلّ كتابٍ إلى ثلاثة أبواب بحسب الأبنية: الثنائيّ المضاعف، ثمّ الثلاثيّ، ثمّ ما زاد على الثلاثيّ المجرّد.

                3- رتّب الكلمات في الأبواب بحسب الحرف الثاني وما بعده، وقد بدأ كلّ بابٍ بالحرف المعقود له مع ما يليه في الترتيب الألفبائيّ، فمثلاً في باب (التاء) بدأ بها مع الثاء، ثمّ بها مع الجيم، وبعد نهاية الحروف تأتي التاء مع الهمزة، ثمّ التاء مع الباء.

                ونلاحظ أنّ معجم مقاييس اللغة اختلف عن الجمهرة في عدة أمور:

                1- قسّم كتابه إلى الحروف مرتّبةً ترتيباً ألفبائياً، فهو كمعجم العين في تقسيم الكتاب إلى الحروف، ولكنه اختلف عنه في أن ترتيبه للحروف ترتيب ألفبائي.

                2- قسّم كلّ حرفٍ إلى الأبنية كطريقة العين، ولكنه اختلف عنه في أن الأبنية ثلاثة (الثنائي المضاعف، الثلاثي، ما زاد على الثلاثي المجرد)،

                ونلاحظ أنه اختلف عن معجم الجمهرة في أنه جعل الأساس الأول هو الحروف، والثاني هو الأبنية، أما الجمهرة فجعل الأبنية الأساس الأول، والحروف الأساس الثاني.

                3- لم يقلّب الكلمات على طريقة الجمهرة وإنما ذكر التقليبات المختلفة لكل كلمة في موضعها، فمثلاً ذكر (لعب ) في الثلاثي من حرف اللام ثم العين، وذكر (علب) في الثلاثي من حرف العين ثم اللام، وكذا ( بلع ) ذكرها في الثلاثي من حرف الباء ثم اللام، وهكذا بقية التقليبات.مجمل اللغة – أحمد بن فارس (- 395هـ) ألفه قبل تأليفه المقاييس، وكان هدفه تدوين الواضح والمشهور والصحيح من كلام العرب واختصاره وإجماله، ولكن المقاييس اشتهر أكثر منه، ومنهجه في المجمل فكمنهجه في مقاييس اللغة.



                يتبع ...

                حَسبُنا الله سَيُؤتِينا الله مِن فضْلِه إنّا إلَى الله رَآغِبُونْ

                تعليق


                • #9
                  رد: المعاجم العربية وطريقة الكشف فيها! (متجدد)

                  جزاكم الله خيرًا
                  وفقكم الله
                  ضل الطريق من ترك الطريق . عودة من جديد

                  يامن خذلتنا وخذلت إخوانك .. في وقت احتاجوا فيه نصرتك وعونك لهم .. ولكنك تركتهم ولم تلتفت لهم .!
                  ابشر بالخذلان .

                  حزب العار

                  تعليق

                  يعمل...
                  X