إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رحلة المتفقهين في التعلم للدين // مفهرس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رحلة المتفقهين في التعلم للدين // مفهرس



    رحلة المتفقهين في التعلم للدين


    تعلن واحة العلوم الشرعيه عن مبادره بعمل رحلة جديده للمتفقهين في الدين




    مهلاً مهلاً أيها المتفقه


    فإن لكل شيء أسباب فما هي أسباب رحلتنا حتي تكون علي بصيرةٍ مما تتعلمه وتعرفه

    إخوتاه



    قال الله تعالي (إِنَّمَا يَخشَى اللِّهَ مِن عِبَادِهِ العُلمآء)





    قال تعالي(يَرفَعِ اللَّه الّذِينَ آَمَنُواْ مِنكُم وَالّذِينَ أُتُواْ العِلمَ دَرَجَاتٍ )



    فالعلماء هم أكثر الناس خشيه لله تعالي , فالعلم عبادة القلب إذا ابتغي به وجه الله تعالي ,فتعلمه لله قربة .ومدارسته ذكر .والبحث عنه جهاد .وتعلمه صدقة .لأنه معالم الحلال والحرام وبيان سبيل الجنه .والمؤنس في الوحشه .والمحدث في الخلوة .والجليس في الوحدة .والصاحب في الغربة..والدليل علي السراء .والمعين علي الضراء .والزين عند الأخلاء والسلاح علي الأعداء .

    بالعلم يبلغ العبد منازل الأخيار في الدرجات .ومجالسة الأصفياء في الدنيا ,ومرافقة الأبرار في الأخرة ,وبالعلم توصل الأرحام ,وتفصل الأحكام وبه يعرف الحلال من الحرام

    بالعلم يعرف الله ويُوحَّد,وبالعلم يطاع الله ويعبدُ

    فخير الدنيا والأخره مع العلم وشر الدنيا والأخره مع الجهل

    وإذا كان هذا شأن العلم :فإن القلب ليتفطر كمداً ويقطر حسرة علي عمر الدعوة الذي لم يثمر إلا أعداداً ضئيله تنحصر علي أصابع اليدين من طلبة العلم المجتهدين

    وها نحن الآآآآن حري بنا لنعيد فتح هذه القضيه

    (قضية التعلم)

    ها نحن الآآآن في تلك الرحله نذهب لنعود بميراث الأنبياء

    نعود برجال ونساء يعز بهم الله هذا الدين ويعيدوا للأمة مجد العلم الذي ضاع إلا ما رحم الله

    لا يخفي علي الكثير مننا لقد غابت المنهجيه وكثرت الدعاوي وانتشرت الآراء الباطله وتلك علامة الساعة:فشرطها أن يزداد الجهل ويقل العلم.



    يا أيها المتفقه


    هذا ندائي معكَ منذُ اللحظة .فلتكن كما يراد منك,وتعال لنجوب معاً في رياض العلم نقطف منها ما يبلغك سؤالك وسؤال أمتك

    وأصدق ــ لا تواضعا بل أعتراف ــ أنني لم يكن لي أدني فضل في كتابة أي كلمة من كل ما ستقرأه


    إنما أنا فقط أقرأ وأكتب ما قرأت ، وأجمع وأرتب بعد ما طفت في بستان الحكماء ،وحلقت في أفاق العلماء ،وأبحرت في بطون الكتب ،فانتقيت لك زهوراً طالما استرعت انتباهي فأخذت بلبي وأخترت لك زاداً كان لي غذاءً يوماً ،فآثرت وما أستأثرت




    فاللهم أعنا علي رضاك وأغفر لنا ذللنا من خطأ أو نسيان





    التعديل الأخير تم بواسطة *أمة الرحيم*; الساعة 29-01-2018, 11:43 PM.
    يا الله
    علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة


  • #2
    رد: رحلة المتفقهين في التعلم للدين

    يمضي علي إنطلاق الرحلة أوقات

    فالآن وقت حمل الزاد لمواصلة الجهد في طول الطريق

    أي نعم فالطريق طويل يحتاج لزاد كبير

    فتزود من الآن يا أخا الإسلام

    الزاد الأول

    الإخلاص الإخلاص

    النيات النيات

    فإن عليكم من الله عيناً ناظرةً

    قالت تعالي { وما أومروا إلا ليعبدوا الله .....}

    قال صلي الله عليه وسلم {بشر هذه الأمة بالسناء والتمكين في البلاد،والنصر والرفعة في الدين،ومن عمل منهم بعمل الآخرةللدنيا فليس له في الآخرةِ من نصيب}

    إن من أخطر الأسباب التي تحول بين الأمة وبين التمكين هو {فساء النيه}


    يــأيها المتفقه

    لماذا نتعلم ؟؟ لماذا نتفق؟؟ لماذا نطلب العلم



    قال صلي الله عليه وسلم {من طلب العلم ليباهي به العلماء ،ويماري به السفهاء أو ليصرف وجوه الناس إليه ،فهو في النار }


    فهذا الحديث الخطير قاضٍ بأنَّ على طالب العلم أن يصحح نيته في طلبه ، فلا يكون إلا لله وحده ، يبتغى عنده الرضوان ، ويرجو لديه الثواب ، لا ليرتفع به في أعين الناس ، ويعلو به فوق أعناقهم

    فيا أيها المتفقه

    أخلص نيتك وطهر قلبك من الرياء واقصد وجه الله بتوجهك تكسب خيري الدنيا والأخرةِ وإلا فالخسار والدمار وخراب الديار
    قال رسول الله صلي الله عليه وسلم
    (إن روح القدس نفث في روعي، أن نفسا لن تموت حتى تستكمل أجلها، وتستوعب رزقها، فاتقوا الله، وأجملوا في الطلب، ولا يحملن أحدكم استبطاء الرزق أن يطلبه بمعصية الله، فإن الله تعالى لا ينال ما عنده إلا بطاعته)
    صحيح الألباني (2085)


    قال أبو يوسف ـرحمه الله ـ "يا قوم أريدوا بعملكم الله تعالي ،فإني لم أجلس مجلساً قط أنوي فيه أن أتواضع إلا لم أقم حتي أعلوهم ،ولم أجلس مجلساً قط أنوي فيه أن أعلوهم إلا لم أقم حتي أفتضَحََ




    فالنيه هي الأصل ,والله الحسيب والرقيب مطلع علي السرائر والضمائر لا تخفي عليه خافيه



    قال بعض السلف : أعز شيئ في الدنيا الإخلاص ، وكم أجتهد في إسقاط الرياء عن قلبي ، وكأنه ينبت فيه على لون آخر.

    وكان من دعائهم : اللهم إني أستغفرك مما تبت إليك منه ثم عدت فيه ، واستغفرك مما جعلته لك على نفسي ثم لم أف لك به ، واستغفرك مما زعمت أنى أردت به وجهك فخالط قلبي منه ما قد علمت .
    ومن أجل تلك العزة والندرة للإخلاص كان هذا اللقاء اليوم حول إخلاص النية في طلب العلم وأسسها وكيفيتها ومعوقاتها و .. و ... ! .





    تابعونا
    يا الله
    علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة

    تعليق


    • #3
      رد: رحلة المتفقهين في التعلم للدين

      ماشاء الله رائع
      متابعة معكم ان شاء الله

      تعليق


      • #4
        رد: رحلة المتفقهين في التعلم للدين

        هيا الآآآن نتعرف علي


        من أرهق الزهاد
        وأرعد الخائفين الأبرار

        وأتعب في تحصيله المحسنين الأتقياء

        حقيقة الإخلاص
        بعض الناس يسمع بالإخلاص ، فيظن أنَّ الإخلاص أن يقول : نويت أتعلم لله ، أو مثل ذلك ، وما مثله إلا كمثل رجل جائع ، وأمامه طعام ، وهو يقول : نويت أن آكل . فهل بهذا شبع ؟!! أو مثل رجل عطش فقال : نويت أن أرتوي ، فهل بهذا ارتواء ؟!! لا والله ، بل الإخلاص شيء آخر .
        الإخلاص : انبعاث القلب إلى جهة المطلوب التماسًا .
        وقال بعضهم : الإخلاص تغميض عين القلب عن الالتفات إلى سوى الله تعالى .
        وقيل : الإخلاص سر بين الله وبين العبد ، لا يعلمه ملك فيكتبه ، ولا شيطان فيفسده ، ولا هوى فيميله .
        فالإخلاص تصفية الفعل عن ملاحظة المخلوقين ، فمتى أفردت ربك بالطاعة ، ونسيت رؤية الخلق بدوام نظرك إلى الخالق ، فقد تحقق لك الإخلاص .
        روى الإمام البخاري في صحيحه في كتاب الإيمان برقم ( 54 ) فقال عَنْ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
        {الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ وَلِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لدُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ .}


        لماذا نتعلم ؟ لماذا نتفقه ؟ لماذا نطلب العلم ؟

        هذه تساؤلات نريد جواب قبل الشروع في العلم


        العلم عبادة من العبادات ، وقربة من القرب ، فإنْ خلصت فيه النية قُبِل وزكا ، ونمت بركته ، وإن قصد به غير وجه الله تعالى حبط وضاع ، وخسرت صفقته .
        روى الإمام الترمذي في جامعه برقم ( 2654 ) فقال عَنْ ابْنِ عُمَرَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
        {مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ لِيُمَارِيَ بِهِ السُّفَهَاءَ أَوْ لِيُبَاهِيَ بِهِ الْعُلَمَاءَ أَوْ لِيَصْرِفَ وُجُوهَ النَّاسِ إِلَيْهِ فَهُوَ فِي النَّارِ .}

        فهذا الحديث الخطير قاضٍ بأنَّ على طالب العلم أن يصحح نيته في طلبه ، فلا يكون إلا لله وحده ، يبتغى عنده الرضوان ، ويرجو لديه الثواب ، لا ليرتفع به في أعين الناس ، ويعلو به فوق أعناقهم .

        إذا كان هذا خطورة الإخلاص
        فيطرق علينا السؤال الهام


        كيف نخلص لله ؟؟؟؟


        تابعونا




        يا الله
        علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة

        تعليق


        • #5
          رد: رحلة المتفقهين في التعلم للدين

          كيف يصحح طالب العلم نيته ؟



          إذا ما أراد طالب العلم أن يصحح من نيته فعليه ملاحظة ما يلي :
          1ــ حسن النية :
          روى الإمام البخاري في صحيحه في كتاب الإيمان برقم ( 54 ) فقال عَنْ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
          { الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ وَلِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لدُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ . }متفق عليه واللفظ للبخاري .
          فالله الله على النية، فرب عمل صغير تعظمه النية، ورب عمل كبير تصغره النية.
          وكما قال يحيى بن أبي كثير: تعلموا النية، فإنها أبلغ من العمل . .
          وإنَّ سر نكبات الأمة الإسلامية في المشرق والمغرب هو عدم إخلاص النية ؟!!!!.
          وإليك الدليل العقلي


          فلو صلحت نية طالب العلم عند تلقيه للعلم، وحافظ على سلامتها حتى صار شيخا جليلا تشخص إليه الأبصار، فجهر بالحق ولم تأخذه في الله لومة لائم، وكذلك انتهج بقية العلماء نفس السبيل، فمن أين سيجد السلاطين من يفتي لهم في الدين بما لا يرضي رب العالمين؟!!. فيظهر بذلك الدين، ولايلتبس أمره على المصلين!!!.

          ولو صحت نية الحكام، لبذلوا وسعهم في صلاح حياة الأنام، فيعم بذلك الخير والوئام، وكما قيل : لولا الوئام لهلك الأنام!!!.
          إن النية عبارة عن المحرك والباعث الحقيقي الكامن بين وجدانك، فلا يطلع عليه غيرك.
          فمثلا أنت الآن تريد أن تطلب العلم، فما الذي دفعك إلى ذلك؟!! هل لطلب مكانة اجتماعية، هل من أجل أن يقول الناس عنك: هذا طالب علم ممتاز، أم لأجل النجاح في الجامعة، أم من أجل شهادة تعلقها في الصالون .
          قال ابن جماعة : حسن النية في طلب العلم بأن يقصد به وجه الله تعالى والعمل به، وتنوير قلبه، وتحلية باطنه،والقرب من الله تعالى يوم القيامة ، والتعرض لما أعد لأهله من رضوانه ، وعظيم فضله .
          قال سفيان الثوري : ما عالجت شيئاً أشد عليَّ من نيتي .

          فالنية هي الأصل ، والله الحسيب والرقيب ، مطلع على السرائر والضمائر ، لا تخفي عليه خافية ، وكم من عمل يتصور بصورة أعمال الدنيا فيصير بحسن النية من أعمال الآخرة ، وكم من عمل يتصور بصورة أعمال الآخرة فيصير بسوء النية من أعمال الدنيا فلتحذر .
          2 ــ قصد الآخرة :
          ولا يقصد به الأغراض الدنيوية ؛ من تحصيل الرياسة والجاه والمال ، ومباهاة الأقران ، وتعظيم الناس له ، وتصديره في المجالس ونحو ذلك ، فيستبدل الأدنى بالذي هو خير.
          قال أبو يوسف رحمه الله : يا قوم أريدوا بعملكم الله تعالى ، فإني لم أجلس مجلساً قط أنوي فيه أن أتواضع إلا لم أقم حتى أعلوهم ، ولم أجلس مجلساً قط أنوي فيه أن أعلوهم إلا لم أقم حتى أفتضح .
          فعليك أخي في الله أن تخلص نيتك ، وتطهر قلبك من الرياء ، وأن تقصد وجه الله بتوجهك فتكسب خيري الدنيا والآخرة ، و إلا فالخسار والدمار وخراب الديار.
          3 ــ الطاعة : فالعلم رزق لا ينال بالمعصية :
          عن أبي أمامة قال : قال صلى الله عليه وسلم : ((إنَّ روح القدس نفث في روعي أن نفسا لن تموت حتى تستكمل أجلها ، وتستوعب رزقها ، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ، و لا يحملن أحدكم استبطاء الرزق أن يطلبه بمعصية الله فإن الله تعالى لا ينال ما عنده إلا بطاعته))[أخرجه أبو نعيم في الحلية وصححه الألباني في صحيح الجامع (2085)] .
          اعلم أخي في الله أنَّك تطلب الخير من الله ، وما عند الله لا ينال إلا بطاعته .
          4 ــ احذر الرياء :
          قال عبد الله الأنطاكي : من طلب الإخلاص في أعماله الظاهرة ، وهو يلاحظ الخلق بقلبه ، فقد رام المحال ؛ لأنَّ الإخلاص ماء القلب الذي به حياته ، والرياء يميته .
          فلا بد إذاً للنجاة في الآخرة ، وللانتفاع بالعلم في الدنيا ، والنفع به ، من الإخلاص ، رزقنا الله وإياكم إياه .
          5 ـ احذر النفاق :
          احذر أن تكون منافقاً ، وأنت لا تشعر ، مرائياً من حيث لا تعلم ، احذر الشهوة الخفية ،فإنَّ كثيراً من طلاب العلم سقطوا لمَّا غفلوا عن تلك الشهوات الخفية ، وهي عند الله من الكبائر، ولعلها أكبر من الزنى وشرب الخمر ، وهذه الشهوات الخفية تهجم على قلب المتعلم صغيراً كان أو كبيراً ، مشهوراً كان أو مغموراً ، فتفسد عمله ، وتخيِّب قصده ، عافانا الله وإياكم منها. .
          إنها شهوة الترفع وحب الظهور ، شهوة كسب الاحترام والتوقير.، شهوة طلب الشهرة وأن يشار إليه بالبنان.، إنها مصيبة اتخاذ العلم وسيلة لنيل غرض من أغراض الدنيا ؛ لبناء الأمجاد الشخصية ، والعلو على الناس ، والاستعظام عليهم ، واحتقار الآخرين وازدرائهم ، وعيبهم والتشنيع عليهم ، شهوة حب التصدر ، وأن ينشغل الناس به ، وينقادوا إليه ، ثم تكون النتيجة : الكبر.، الغرور.، العجب.، الأنانية ، وحب الذات ،. وعبادة النفس ، والانتصار لها ، والغضب لها ،. وعبادة الهوى .
          وهذه ـ والله ـ بليات نعوذ بالله منها ، تسقط بسببها سماء إيمانك على أرضه ، فلا تقوم للقلب قائمة ، وواللهِ إنَّ القلب ليقشعر من مجرد تعديد هذه الأمراض ، عافانا الله وإياكم منها .
          ولعمر الله إنَّ قضية الرياء والشهوة الخفية لهي الطامة الكبرى ، والمصيبة العظمى ، فشوب النيات يورث الرياء والشرك ، والرياء مدخل النفاق ، والمعصية بريد الفسق ، وهما دهليز الكفر .
          6 ــ البعد عن التكبر والغرور :
          وأكررها مرات ومرات إحذر الغرور والكبرياء، فإنه السم القاتل لطالب العلم، فوالله ما تواضع طالب العلم إلا رفع الله شأنه، وما أصاب الغرور والكبرياء طالب علم إلا أذهب الله بركة علمه، ووالله إنه مجرب في كل وقت وكل حين، فاقبلها ولا تدعها فتكون من الخاسرين.
          واعلم ــ وفقك الله للخير ــ الغرور والكبرياء يصرفك عن الدعوة وحب الهداية للناس ، إلى منافسة الأقران، التي تورث التباغض والتشاحن والغيرة ......
          7 ــ العمل ... العمل :
          لأنه ثمرة العلم النافع، فالعلم إذا لم يصحبه عمل، فهو علم بلا ثمرة، فالنصيحة أن يذهب هذا الطالب لشيء أخر له ثمرة كالتجارة فثمرتها الربح والمال، فلعلها تكون أنفع له من طلب العلم.
          ويدخل في العمل ترك جميع المنكرات، وفعل جميع الطاعات..الخ.
          8 ــ الصبر :
          وأعني بالصبر ، الصبر على كل ما يخدم طلبك للعلم، الصبر على شيخك إذا وجدت منه خلقا لا يعجبك، والصبر على الحفظ إن كان لك وردا وتحافظ عليه، والصبر على قلة الرزق، إن تسبب انشغالك به قلة الوارد المالي .
          9 ــ ترك المراء ولو كنت صادقاً :
          لأن المماراة لا تنشر العلم ، وإنما تنشر البغضاء والشحناء ، وتورث الكبرياء والغرور، وفي المقابل لا بأس بالمناظرات في الحق والمناقشات البناءة،لأن في المناظرات والمناقشات إظهار للحق وإبطال للباطل كما لايخفى، وتدرب على سبر العلوم ، ولكن !! عند المناظرات تضعف النيات، فانتبه لذلك .
          10 ــ عدم الاقتصار على علم واحد في طلب العلم :
          لأن طلب العلم مثل الأعداد له بداية وليس له نهاية. لأنك في البداية تحتاج لمفاتيح العلوم، لتسير في درب العلم هاديا مهديا.
          11 ــ ترك التعصب :
          لا يوجد مانع للوصول إلى الحق مثل التعصب، فمن تعصب لفلان من الناس، أو لجماعة ، أو لمذهب ، أو تيار ، أو شيخ ، أو حاكم ، أو مؤلف ...الخ فاغسل يدك منه، وكبر عليه أربعة ، و ادع الله له بالرحمة فإنه في عداد الأموات، ولن يحيا حتى يدع التعصب إلا للحق، ومثل هذا لا تتعب نفسك في مناقشته ومحاورته، بالله عليك هل يمكن مناقشة الأموت ؟ لا والله ، فهو كذلك لا خير في مناقشته قط حتى يدع التعصب .
          12 ــ اقتصد فيما يروح النفس :
          مما لا شك فيه أن النفس البشرية جبلت على حب المزاح واللعب أحيانا، وهذه لا بأس فيه ، فقد فعله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما هو مشهور ، ولكن ضابط ذلك إذا جاز الفعل شرعا، ولكن محل النصيحة الاقتصاد في ذلك حتى لا يموت القلب .
          13 ــ امسك عليك لسانك :
          فطالب العلم معرض للنيل من عرضه ، ومعرض للحوار مع بعض السفهاء أو الجهلة، ومعرض لمشاغبات الأقران والحاسدين، فإن لم يتحلى برباطة الجأش، وقوة القلب، استدرج يمينا وشمالا حتى يتلف ويسقط في هذا المستنقع الوَحِلِ، كما هو مشاهد في كثير من الأحيان .



          تابعونا



          يا الله
          علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة

          تعليق


          • #6
            رد: رحلة المتفقهين في التعلم للدين



            معوقات الإخلاص خمسة ـ عافاك الله منهاـ :


            1) الطمع:وعلاجه اليأس ممافي أيدي الناس،وتعلق القلب بالله والرغبةفيماعنده .


            2) حب المدح:وعلاجه علمك أنَّالممدوح حقًامن رضي الله عنه وأحبه، وإنْ ذمَّه الناس .
            قال بعض السلف : مذ عرفت الناس لم أفرح بمدحهم ، ولم أحزن على ذمهم ، فحامدهم مفرط ، وذامهم مفرط .
            وقال آخر : لن يكون العبد من المتقين حتى يستوي عنده المادح والذام .



            3) الرياء:وطريقة نفي الرياء أن يعلم أنَّ الخلق لا ينفعونه ولا يضرونه حقيقة ، فلا يتشاغل بمراعاتهم ، فيتعب نفسه ، ويضر دينه ، ويحبط عمله كله ، ويرتكب سخط الله تعالى ، ويفوت رضاه ، واعلم أنَّ قلب من ترائيه بيد من تعصيه .



            4) العجب: وطريقة نفي الإعجاب أن يعلم أنَّ العمل فضل من الله تعالى عليه ، وأنه معه عارية ، فإنَّ لله ما أخذ ، ولله ما أعطى ، وكل شيء عنده بأجل مسمى ، فينبغي ألا يعجب بشيء لم يخترعه ، وليس ملكاً له ، ولا هو على يقين من دوامه .



            5) احتقارالآخرين واستصغارهم وازدرائهم : وطريقة نفي الاحتقار التأدب بما أدبنا الله تعالى به . قال تعالى : "فلاتزكواأنفسكم"[ النجم/ 32 ] . وقال تعالى : " إنَّ أكرمكم عندالله اتقاكم" [الحجرات/13] ، فربما كان هذا الذي يراه دونه أتقى لله تعالى ، وأطهر قلباً ، وأخلص نية ، وأزكى عملاً ، ثم إنه لا يعمل ماذا يختم له به .

            أيها المتفقه
            يلزمك معرفة الطريق الموصل للإخلاص
            وإليكَ إرشادات السالكين لهذا الدرب



            درر من أقوال السلف
            كان الحسن البصري كثيرًا ما يعاتب نفسه ويوبخها فيقول : تتكلمين بكلام الصالحين القانتين العابدين ، وتفعلين فعل الفاسقين المنافقين المرائين ، والله ما هذه صفات المخلصين .

            وكان يوسف بن أسباط يقول : ما حاسبت نفسي قط إلا وظهر لي أنني مراءٍ خالص.
            كان سفيان الثوري يقول : كل شئ أظهرته من عملي فلا أعده شيئاً ؛ لعجز أمثالنا عن الإخلاص إذا رآه الناس .
            وكان الفضيل بن عياض يقول : إذا كان يُسأل الصادقين عن صدقهم ، مثل إسماعيل وعيسى عليهما السلام ، فكيف بالكاذبين أمثالنا ؟!!
            وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى : من أراد أن يأكل الخبز بالعلم فلتبك عليه البواكي .
            وقال الذهبي ـ رحمه الله ـ : ينبغي للعالم أن يتكلم بنية وحسن قصد ، فإن أعجبه كلامه فليصمت ، وإن أعجبه الصمت فلينطق ، ولا يفتر عن محاسبة نفسه فإنها تحب الظهور والثناء .
            وقال على بن بكار البصري الزاهدـ رحمه الله تعالى ـ : " لأن ألقى الشيطان أحب إليَّ من أن ألقى حذيفة المرعشي ، أخاف أن أتصنع له ، فأسقط من عين الله " .


            وفي ترجمة هشام الدستوائي قال عون بن عمارة : سمعت هشاما الدستوائي يقول : والله ما أستطيع أن أقول أنِّي ذهبت يومًا قط أطلب الحديث أريد به وجه الله عز وجل .
            قلت ـ أي الذهبي ـ : والله ولا أنا ، فقد كان السلف يطلبون العلم لله فنبلوا ، وصاروا أئمة يقتدى بهم ، وطلبه قوم منهم أولا لا لله ، وحصلوه ثم استفاقوا ، وحاسبوا أنفسهم ، فجرهم العلم إلى الإخلاص في أثناء الطريق .
            كما قال مجاهد وغيره : طلبنا هذا العلم ، وما لنا فيه كبير نية ، ثم رزق الله النية بعدُ .
            وبعضهم يقول : طلبنا هذا العلم لغير الله فأبى أن يكون إلا لله .
            فهذا أيضًا حسن ، ثم نشروه بنية صالحة .
            وقوم طلبوه بنية فاسدة لأجل الدنيا ، وليثنى عليهم ، فلهم ما نووا .
            قال صلى الله عليه وسلم : من غزا ينوي عقالاً فله ما نوي
            وترى هذا الضرب لم يستضيئوا بنور العلم ، ولا لهم وقع في النفوس ، ولا لعلمهم كبير نتيجة من العمل ، وإنما العالم من يخشى الله تعالى .


            وقوم نالوا العلم ، وولوا به المناصب فظلموا ، وتركوا التقيد بالعلم ، وركبوا الكبائر والفواحش فتبًا لهم ، فما هؤلاء بعلماء !!



            وبعضهم لم يتق الله في علمه ، بل ركب الحيل ، وأفتى بالرخص ، وروى الشاذ من الأخبار.
            وبعضهم اجترأ على الله ، ووضع الأحاديث فهتكه الله ، وذهب علمه ، وصار زاده إلى النار. وهؤلاء الأقسام كلهم رووا من العلم شيئًا كبيرًا ، وتضلعوا منه في الجملة ، فخلف من بعدهم خلف بان نقصهم في العلم والعمل ، وتلاهم قوم انتموا إلى العلم في الظاهر ، ولم يتقنوا منه سوى نزر يسير ، أوهموا به أنهم علماء فضلاء ، ولم يدر في أذهانهم قط أنهم يتقربون به إلى الله ؛ لأنهم ما رأوا شيخًا يقتدى به في العلم ، فصاروا همجًا رعاعًا ، غاية المدرس منهم أنْ يحصل كتبا مثمنة يخزنها ، وينظر فيها يوما ما ، فيصحف ما يورده ، ولا يقرره ، فنسأل الله النجاة والعفو ، كما قال بعضهم : ما أنا عالم ، ولا رأيت عالمً



            وفي ترجمة ابن جريج : قال الوليد بن مسلم سألت الأوزاعي وسعيد بن عبد العزيز وابن جريج : لمن طلبتم العلم ؟!! كلهم يقول : لنفسي . غير أنَّ ابن جريج فإنَّه قال : طلبته للناس .

            قال الذهبي ـ رحمه الله ـ تعليقًا على هذا الخبر : " قلت : ما أحسن الصدق ، واليوم تسأل الفقيه الغبي لمن طلبت العلم ؟!! " .
            فيبادر ويقول : طلبته لله ، ويكذب إنَّما طلبه للدنيا ، ويا قلة ما عرف منه "

            رحمك الله أيها الذهبي ، فماذا كنت تقول لو أدركت بعض ما نحن فيه ؟!! وكأني به قد أبصر عيوبنا في هذا الزمان ، من قلة العلماء ، وعدم وجود المربي الأسوة إلا ما رحم الله ، فصار فينا هؤلاء الهمج الرعاع ، دينهم الكذب ، فرحماك ربنا ، وعافيتك أوسع لنا.

            وفي كتاب المحدث الملهم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب قال : من خلصت نيته في الحق ، ولو على نفسه ، كفاه الله ما بينه وبين الناس ، ومن تزين بما ليس فيه شانه الله .



            يا أيها المتفقه

            أنت علي وشك الإندفاع للرحله

            فلتحمل زادك بين جوانحك وهيا ننطلق إذً
            لقد غرب بنا الزمان وحقا إنها وقت الغربه التي طالما سمعناها من النبي العدنان
            لذلك قلت لكَ أن الطريق طويل ولا بد له من مقتضياة

            تابعونا في رحلة المتفقهين



            التعديل الأخير تم بواسطة كريمه بركات; الساعة 07-12-2014, 10:23 PM.
            يا الله
            علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة

            تعليق


            • #7
              رد: رحلة المتفقهين في التعلم للدين

              وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
              جزاكم الله خير الجزاء ونفع بكم
              سبحان الله ....الحمدلله ....الله أكبر ....لا اله الا الله
              غــرفة العنــاية الإيمــانية المركـزة ’’ بادرى بالـدخــول ’’



              تعليق


              • #8
                رد: رحلة المتفقهين في التعلم للدين

                جزاكم الله خيراً ونفع بكم

                اللهم طهر قلوبنا من الرياء

                وبارك الله فيكِ
                التعديل الأخير تم بواسطة كريمه بركات; الساعة 09-12-2014, 03:58 PM.
                .

                تعليق


                • #9
                  رد: رحلة المتفقهين في التعلم للدين

                  هيا ننطلق علي سرعة الطريق

                  الآآآن الاآآآن

                  منطلق علوالهمة


                  فالعلم لايعطيك بعضه

                  حتى تعطيه كلَّك.

                  أيها المتفقه ..


                  لابد لكل سالك إلى الله من همَّة تسيِّره وترقيه ، ومن علم يبصره ويهديه ، والهمَّة في مدلولها ومعناها تعني توجه القلب وقصده ، وأصحاب الهمم العالية من راموا بكليتهم سبيل الحق ، فعكفت قلوبهم على الله ، وجمعوا همتهم عليه ، وفرَّغُوا القلب لمحبته ، والإنابة إليه ، والتوكل عليه ، والاشتغال بمرضاته ، دون كل ما فيه تفريق للقلب وتشتيت له . يقول ابن القيم :رحمه الله

                  """ وعلو الهمة أن لا تقف دون الله ، ولا تتعوَّض عنه بشيء سواه ، ولا ترضى بغيره بدلا منه ، ولا تبيع حظها من الله وقربه ، والأنس به ، والفرح والسرور والابتهاج به ، بشيء من الحظوظ الخسيسة الفانية ، فالهمة العالية على الهمم كالطائر العالي على الطيور، لا يرضى بمساقطهم ، ولا تصل إليه الآفات التي تصل إليهم فإنَّ الهمة كلما علت بعدت عن وصول الآفات إليها ، وكلما نزلت قصدتها الآفات من كل مكان ، فإنَّ الآفات قواطع وجواذب ، وهي لا تعلو إلى المكان العالي فتجتذب منه ، وإنَّما تجتذب من المكان السافل ، فعلو همة المرء عنوان فلاحه ، وسفول همته عنوان حرمانه ""
                  وأنت ـ أيها المتفقه ـ


                  لابد لك من التعالي عن سفاسف الأمور ، وأخذ الأهبة ، والتحلي بإرادة لا يفلها الحديد ، فأنت مقدم على أمر عظيم حاله ، خطير شأنه ،

                  أنت مقدم لوراثة الأنبياء ، والارتقاء لمراتب الأولياء الأصفياء ، فلا يصلح لصاحب هذه المنزلة أنْ يحوم حول حطام الدنيا الزائف ، ويجول قلبه في خيالات المحال والبهتان ، فلا تزال أمواج الأماني الكاذبة والخيالات الباطلة تتلاعب به كما تتلاعب الكلاب بالجيفة ، فهذه بضاعة كل نفس مهينة خسيسة سفلية ، ليست لها همَّة تنال بها الحقائق . فأصحاب الهمم السفلية تراهم يتكالبون على الحظوظ الفانية ، من الجاه والسلطان، وحب الرياسة ، والتطواف في البلدان لجمع الأموال والأثمان ، أو الظفر بامرأة ، ويظل مشغول القلب بأمانيه الزائفة ، وتراه حائمًا في الأرض حيران يتمثل صورة مطلوبة في نفسه ، وقد التذ بالظفر بها ، فبينما هو على هذه الحال إذ استيقظ فإذا يده والحصير . أما أصحاب الهمم العالية فيخبرك ابن القيم بحالهم يقول (: وصاحب الهمة العالية أمانيه حائمة حول العلم والإيمان ، والعمل الذي يقربه إلى الله ، ويدنيه من جواره ، فأماني هذا إيمان ونور وحكمة ، وأماني أولئك خدع وغرور






                  أيها المتفقه . .

                  العلم صناعة القلب وشغلُه ، فما لم تتفرغ لصناعته ، وشغلهِ لم تنله ، والقلب له وجهة واحدة ، فإذا وُجِّهَتْ إلى اللذات والشهوات ، انصرفت عن العلم ، ومن لم يُغَلِّب لذة إدراك العلم وشهوته على لذة جسمه وشهوة نفسه : لم ينل درجة العلم أبداً ، فإذا صارت شهوته في العلم ولذته في إدراكه فإنَّه يُرجى له أن يكون من جملة أهله .
                  يا الله
                  علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة

                  تعليق


                  • #10
                    رد: رحلة المتفقهين في التعلم للدين

                    علامـات الهمة العالية


                    ولعلو الهمَّة علامات ، فنقِّب عنها في نفسك ، وتحلَّ بها تفز بمرادك ، فأول


                    1) طلب المعالي من الأمور .


                    يقول ابن الجوزي : " غير أنَّ للطالب المرزوق علامة ، وهو أن يكون مرزوقاً علو الهمة ، وهذه الهمة تولد مع الطفل ، فتراه من زمن طفولته يطلب معالي الأمور ، كما يروى أنه كان لعبد المطلب مفرش في الحِجر ، فكان النَّبي صلى الله عليه وسلم يأتي وهو طفل فيجلس عليه ، فيقول عبد المطلب : إن لابني هذا شأناً.
                    فلابد لك من أنفة من كل خسيس تافه ، تبرأ بنفسك أنْ تخوض فيه ككل ناعق ، ترى الأمور على حقائقها ، فكل ما كان لله يعلق قلبك به ، فلا تنظر لأدنى بل اربط قلبك بسبب إلى السماء ، لا ترضى بالدونية .

                    قال صلى الله عليه وسلم : " إنَّ الله تعالى جميل يحب الجمال ، و يحب معالي الأخلاق ، و يكره سفسافها





                    2) ومن علامات الهمة العالية " الحرص " فاحرص على الطلب فإنَّه من أعظم القُرب .


                    قال صلى الله عليه وسلم : " احرص على ما ينفعك

                    وأعظم ما تحرص عليه وتجود بنفسك لأجله : " طلب العلم " ، والحرص أمارة تعظيم القلب ، ولذلك أنصحك باستفراغ الوسع في " طلب العلم " .

                    قال الإمام النووي في وصيته لطالب العلم : " ينبغي أن يكون حريصًا على التعلم ، مواظبًا عليه في جميع أوقاته ، ليلاً ونهارًأ ، وسفرًا وحضرًا ، ولا يذهب من أوقاته شيئًا في غير العلم إلا بقدر الضرورة لأكل ونوم قدرًا لابد له منه ونحوهما ، كاستراحة يسيرة لإزالة الملل ، وشبه ذلك من الضروريات ، وليس بعاقل من أمكنه درجة ورثة الأنبياء ثمَّ فوتها
                    وسأضرب لك الأمثال ؛ لتستنفر همتك فتعلو من حضيض الدنايا الدنيوية ، إلى قمم المنن الإلهية ، فقد كان سلفنا ـ رحمهم الله ـ يحرصون على العلم وجمعه حرصاً ليس له نظير. قال ابن أبى حاتم : سمعت المزني يقول : قيل للشافعي كيف شهوتك للعلم ؟
                    قال : أسمع بالحرف ـ أي بالكلمة ـ مما لم أسمعه ، فتود أعضائي أن لها سمعًا تتنعم به ، مثل ما تنعمت به الأذنان.
                    فقيل له : كيف حرصك عليه ؟ قال : حرص الجموع المنوع في بلوغ لذته للمال .
                    فقيل له : فكيف طلبك له ؟ قال : طلب المرأة المضلة ولدَها ليس لها غيره.

                    وقد كان ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ يأتي أبواب الصحابة في حرِّ الظهيرة يسألهم عن الحديث. فروى الخطيب البغدادى وابن عبد البر عن ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ أنه قال : " إن كان ليبلغني الحديث عن الرجل فآتى بابه ، وهو قائل ، فأتوسد ردائي على بابه ، تسفي الريح علىَّ من التراب ، فيخرج فيقول : يا ابن عم رسول الله ما جاء بك ؟!! ألا أرسلت إلىَّ فآتيك ؟ فأقول : أنا أحق أن آتيك ، فأسأله عن الحديث " .


                    وهذا ابن معين ـ رحمه الله تعالى ـ خلف له أبوه ألف ألف درهم ، فأنفقها كلها على تحصيل الحديث حتى لم يبق له نعل يلبسه ، وكان حريصاً على لقاء الشيوخ والسماع منهم خشية أن يفوتوه..

                    قال عبد بن حميد : سألني يحيى بن معين عن حديث أوَّلَ ما جلس إليَّ ، فقلت : حدثنا حماد بن سلمة. فقال لو كان من كتابك ، فقمت لأخرج كتابي ، فقبض على ثوبي ، ثم قال : أمله عليَّ ، فإنَّي أخاف أن لا ألقاك ، فأمليته عليه ، ثمَّ أخرجت كتابي فقرأته عليه .


                    ومن أئمة التابعين مكحول الشامي (ت 112 هـ) ـ رحمه الله ـ يقول : أعتقت بمصر فلم أدع بها علمًا إلا حويته فيما أرى ، ثم أتيت العراق ، ثمَّ المدينة فلم أدع بهما علمًا إلا حويته فيما أرى ، ثم أتيت الشام فغربلتها.
                    يا سبحان الله ، انظر إلى علو الهمة ، والطواف بالبلاد والتجوال ، وجمع العلم وإحرازه ، ويا لعجبي من " فغربلتها " ***!!



                    وقد بلغ حرصهم على الطلب أنَّ أحدهم كان ينزل به الهم والحزن ، ويصيبه المرض ، إذا فاته شيء من العلم . فقد ذكروا حديثًا لشعبة لم يسمعه ، فجعل يقول : " واحزناه !! " وكان يقول : إنِّي لأذكر الحديث يفوتني فأمرض . فما يحزن القلب إلا إذا فاته عظيم عنده ، محبوب لديه ، لمَّا جاء إخوة يوسف ليأخذوه ليلعب قال أبوهم : " إنِّي ليحزنني أن تذهبوا به "

                    فكذلك كل محبوب يحزن القلب لفراقه ، فإذا فاتك من العلم شيء فلم تحزن لفواته فاتَّهم نيتك ، واعلم أنَّ بالقلب من العلائق ما قد حال بينك وبين أبواب العلم

                    . أيها المتفقه :


                    أين حرصك على طلب العلم ، وصبرك على تحصيله ، وإن كلفك ذلك الغالي والنفيس ، أين تبكيرك لمجالس العلم ؟ تالله إنَّك ترى من يبكر لحضور درس قبل وقته بساعة أو ساعتين يظل يراشقك بنظراته ممتنًا عليك أنَّه أتى مبكرًا لحضور الدرس ، وما كان هذا حال سلفنا .

                    هذا جعفر بن درستويه يقول : كنا نأخذ المجلس في مجلس عليّ بن المديني وقت العصر ، اليوم لمجلس غدٍ ، فنقعد طول الليل ، مخافة أن لا نلحق من الغد موضعًا نسمع فيه


                    تابعونا

                    يا الله
                    علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة

                    تعليق


                    • #11
                      رد: رحلة المتفقهين في التعلم للدين

                      جزاكم الله خيرا

                      ماااااشاااااء الله تبارك الله



                      تعليق


                      • #12
                        رد: رحلة المتفقهين في التعلم للدين

                        جزاكم الله خيرًا ،،،

                        تعليق


                        • #13
                          رد: رحلة المتفقهين في التعلم للدين

                          جزاكم الله خيراً
                          يا الله
                          علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة

                          تعليق


                          • #14
                            رد: رحلة المتفقهين في التعلم للدين

                            جزاكم الله خيرا
                            اللهم اغفر لابى وارحمه وعافه واعفُ عنه
                            اللهم اجعله من اهل الفردوس الاعلى من الجنه


                            تعليق

                            يعمل...
                            X