الحمد لله مولانا ، والصلاة والسلام على مصطفانا ، وبعدُ :
فإنه من دواعي الخير دفع الشر ، وإن من أعظم أبواب الشر شر الخلاف ، فإنه شر مستطير وبلاء عظيم إذ يوقع به الشيطان النزاع والفرقة بين طائفة المؤمنين حتى يؤول بهم الأمر إلى الغل والحسد والحقد والغيبة بل والتضليل والتبديع والتكفير ...
وقد حذر الشارع من ذلك وأكثر ، قال ربنا تبارك وتعالى : { واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ... }
وقال تعالى : { ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم }
وقال تعالى : { إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء }
وشدد نبينا صلى الله عليه وسلم في الأمر بالإتلاف والنهي عن الاختلاف حتى قال : ( إنما تفرُّقُـكم في الشعاب والأودية من الشيطان ) رواه أحمد وأبو داوود والحاكم ، انظر صحيح الجامع [ 2352 ]
ولما كان الاختلاف واقعاً بالأمر القدري الكوني كنا مأمورين بضبطه بالأمر الشرعي الرباني ...
وضبط الخلاف يكون بمعرفة أسبابه وتجنبها ما استطعنا وبيان أنواعه وحسن تعاملنا معها وحكم كل نوع وموقفنا منها في الدنيا وحكم المختلفين عند ربهم في الآخرة وغير ذلك مما يجنبنا مغبات الخلاف وشره ...
وإذا كان كل هذا الذي ذكرتُ ـ من ضبط الخلاف ـ من باب ( المعرفة ) أي : التأصيل العلمي فإن للتطبيق العملي أعظم الأثر في بيان استيعابها واكتمال تعاليم الإسلام فيها ...
وقد لفت انتباهي أثناء قراءة كتاب الاستقامة لشيخ الإسلام رحمه الله الأمران معاً ـ أعني : التأصيل العلمي والتطبيق العملي على وفقه ـ في إشارات طفيفة قد لا يُتنبه إليها ...
وقد حاد بعضٌ منا عن هذا ، فتجد أحدنا يؤصل ويقعد لقضية الخلاف ثم هو هو عند المحك العملي يخالف ما أصله وأسسه وقعده ! وهذا ـ أرى ـ يرجع لأزمة الانفصام بين العلم والعمل ...
وكتاب الاستقامة هو شبه نقد لرسالة أبي القاسم القشيري ـ رحمه الله تعالى ـ تعرض فيه شيخ الإسلام ـ رحمه الله تعالى ـ لشيء من الكلام عن الخلاف وأسبابه وأنواعه وأثره في الدنيا والآخرة ...
وقد رأيتُ أن أنقل لإخواني هذه الفوائد القيمة لعلها تكون عوناً لنا في ضبط قضية الخلاف والأمن من مغبته ، والله المستعان .
فإنه من دواعي الخير دفع الشر ، وإن من أعظم أبواب الشر شر الخلاف ، فإنه شر مستطير وبلاء عظيم إذ يوقع به الشيطان النزاع والفرقة بين طائفة المؤمنين حتى يؤول بهم الأمر إلى الغل والحسد والحقد والغيبة بل والتضليل والتبديع والتكفير ...
وقد حذر الشارع من ذلك وأكثر ، قال ربنا تبارك وتعالى : { واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ... }
وقال تعالى : { ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم }
وقال تعالى : { إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء }
وشدد نبينا صلى الله عليه وسلم في الأمر بالإتلاف والنهي عن الاختلاف حتى قال : ( إنما تفرُّقُـكم في الشعاب والأودية من الشيطان ) رواه أحمد وأبو داوود والحاكم ، انظر صحيح الجامع [ 2352 ]
ولما كان الاختلاف واقعاً بالأمر القدري الكوني كنا مأمورين بضبطه بالأمر الشرعي الرباني ...
وضبط الخلاف يكون بمعرفة أسبابه وتجنبها ما استطعنا وبيان أنواعه وحسن تعاملنا معها وحكم كل نوع وموقفنا منها في الدنيا وحكم المختلفين عند ربهم في الآخرة وغير ذلك مما يجنبنا مغبات الخلاف وشره ...
وإذا كان كل هذا الذي ذكرتُ ـ من ضبط الخلاف ـ من باب ( المعرفة ) أي : التأصيل العلمي فإن للتطبيق العملي أعظم الأثر في بيان استيعابها واكتمال تعاليم الإسلام فيها ...
وقد لفت انتباهي أثناء قراءة كتاب الاستقامة لشيخ الإسلام رحمه الله الأمران معاً ـ أعني : التأصيل العلمي والتطبيق العملي على وفقه ـ في إشارات طفيفة قد لا يُتنبه إليها ...
وقد حاد بعضٌ منا عن هذا ، فتجد أحدنا يؤصل ويقعد لقضية الخلاف ثم هو هو عند المحك العملي يخالف ما أصله وأسسه وقعده ! وهذا ـ أرى ـ يرجع لأزمة الانفصام بين العلم والعمل ...
وكتاب الاستقامة هو شبه نقد لرسالة أبي القاسم القشيري ـ رحمه الله تعالى ـ تعرض فيه شيخ الإسلام ـ رحمه الله تعالى ـ لشيء من الكلام عن الخلاف وأسبابه وأنواعه وأثره في الدنيا والآخرة ...
وقد رأيتُ أن أنقل لإخواني هذه الفوائد القيمة لعلها تكون عوناً لنا في ضبط قضية الخلاف والأمن من مغبته ، والله المستعان .
تعليق