الأخ الكريم " حامل المسك "
بارك الله فيك , اللهم ارزقنا البعد عن الجدال , و الاقتداء بسيد الرجال
بعون الله و توفيقه أبدأ التعقيب المختصر على البحث القيم لأخينا الحيبب " د/غيث "
النقطة الأولى : الهدف من التعليق :
ليس معنى ترجيح ندب إعفاء اللحى على وجوبها ترك هذه السنة التي هي من شعائر الإسلام , و من مقومات تميز الشخصية الإسلامية عن غيرها , فالسنة وجدت للعمل بها و ليس لتركها .
و حتى القائلين بندبها و ليس وجوبها يدعون لإعفائها كسنة من سنن الحبيب المصطفى – صلى الله عليه وسلم – لأن من صفة المحب تقليد حبيبه , و المؤمن الحق لا يتملص من السنن و المندوبات , بل في الحديث : “ ..... و ما زال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ..... “ البخاري , و الاقتصاد على الفرائض دون النوافل بالغ الخطورة , لأن الإنسان حينئذ مطالب بإتمام الفرائض على أكمل وجه دون تقصير و إلا عوقب , و لن تكون له نوافل تجبر تقصيره ,و إن صدق كان من أهل النجاة و ليس من أهل الدرجات العليا في الجنة .
و من هؤلاء العلماء الأفاضل فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي , يروي عنه الدكتور عصام العريان إبان موسم حج 1975 أنه عندما التقاه في مخيم منى , ورآه ملتحيا مع أنه ذكر أنها سنة في كتابه الرائع " الحلال و الحرام في الإسلام " , فسأله : “ هاأنت ملتح رغم أنك ذهبت إلى عدم وجوبها ؟ " فأجابه الدكتور القرضاوي : “ إن القول بعدم وجوبها و أنها سنة مؤكدة لا يعني تركها كسنة و عدم الاهتمام بها " , و يقول الدكتور القرضاوي في كتابه حزينا على واقع المسلمين :
" و أقول : بل أصبح الجمهور الأعظم من المسلمين يحلقون لحاهم تقليدا لأعداء دينهم و مستعمري بلادهم من النصارى و اليهود , كما يولغ المغلوب دائما بتقليد الغالب , غافلين عن أمر الرسول بمخالفة الكفار و نهيه عن التشبه بهم , فإن من تشبه بقوم فهو منهم "
و حتى علماء الإسلام السابقين الذين قالوا بندبها " كالنووي و الغزالي و الرملي و عامة الشافعية و القاضي عياض و المرداوي و ابن مفلح و غيرهم " كانوا جميعا يعفون لحاهم و يدعون المسلمين إلى هذه السنة .
فليس الغرض من التعليق دعوة إلى حلق اللحى و لا الاستهانة بإعفائها و التقليل من شأن ذلك , و إلا كان استهزاءا بسنة النبي – صلى الله عليه وسلم .
و لكن الغرض منه هو وضع الأمور في نصابها و إظهار الحق – أو ما أراه حقا – و وضع كل عمل في مرتبته الصحيحة دون تهوين و لا تهويل , و لا إفراط و لا تفريط .
و الله المستعان .
يتبع إن شاء الله
بارك الله فيك , اللهم ارزقنا البعد عن الجدال , و الاقتداء بسيد الرجال
بعون الله و توفيقه أبدأ التعقيب المختصر على البحث القيم لأخينا الحيبب " د/غيث "
النقطة الأولى : الهدف من التعليق :
ليس معنى ترجيح ندب إعفاء اللحى على وجوبها ترك هذه السنة التي هي من شعائر الإسلام , و من مقومات تميز الشخصية الإسلامية عن غيرها , فالسنة وجدت للعمل بها و ليس لتركها .
و حتى القائلين بندبها و ليس وجوبها يدعون لإعفائها كسنة من سنن الحبيب المصطفى – صلى الله عليه وسلم – لأن من صفة المحب تقليد حبيبه , و المؤمن الحق لا يتملص من السنن و المندوبات , بل في الحديث : “ ..... و ما زال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ..... “ البخاري , و الاقتصاد على الفرائض دون النوافل بالغ الخطورة , لأن الإنسان حينئذ مطالب بإتمام الفرائض على أكمل وجه دون تقصير و إلا عوقب , و لن تكون له نوافل تجبر تقصيره ,و إن صدق كان من أهل النجاة و ليس من أهل الدرجات العليا في الجنة .
و من هؤلاء العلماء الأفاضل فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي , يروي عنه الدكتور عصام العريان إبان موسم حج 1975 أنه عندما التقاه في مخيم منى , ورآه ملتحيا مع أنه ذكر أنها سنة في كتابه الرائع " الحلال و الحرام في الإسلام " , فسأله : “ هاأنت ملتح رغم أنك ذهبت إلى عدم وجوبها ؟ " فأجابه الدكتور القرضاوي : “ إن القول بعدم وجوبها و أنها سنة مؤكدة لا يعني تركها كسنة و عدم الاهتمام بها " , و يقول الدكتور القرضاوي في كتابه حزينا على واقع المسلمين :
" و أقول : بل أصبح الجمهور الأعظم من المسلمين يحلقون لحاهم تقليدا لأعداء دينهم و مستعمري بلادهم من النصارى و اليهود , كما يولغ المغلوب دائما بتقليد الغالب , غافلين عن أمر الرسول بمخالفة الكفار و نهيه عن التشبه بهم , فإن من تشبه بقوم فهو منهم "
و حتى علماء الإسلام السابقين الذين قالوا بندبها " كالنووي و الغزالي و الرملي و عامة الشافعية و القاضي عياض و المرداوي و ابن مفلح و غيرهم " كانوا جميعا يعفون لحاهم و يدعون المسلمين إلى هذه السنة .
فليس الغرض من التعليق دعوة إلى حلق اللحى و لا الاستهانة بإعفائها و التقليل من شأن ذلك , و إلا كان استهزاءا بسنة النبي – صلى الله عليه وسلم .
و لكن الغرض منه هو وضع الأمور في نصابها و إظهار الحق – أو ما أراه حقا – و وضع كل عمل في مرتبته الصحيحة دون تهوين و لا تهويل , و لا إفراط و لا تفريط .
و الله المستعان .
يتبع إن شاء الله
تعليق