البـكـــاء فـي الصـلاة وضـوابـطه
للشـيخ الحـويني - حفظه الله -
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ،،
أما بعد ،،
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ،،
وكل محدثة بدعه وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ،،
فهذا ما جاء في محاضرة للشيخ الحبيب أبو اسحاق الحويني - حفظه الله - وهي بعنوان (ماغرك بربك الكريم) ...
في الجزء الثاني من المحاضرة بعد الصلاة (وكانت قراءة الشيخ خاشعة جداً أبكت من خلفه) وبدأ الشيخ بتأصيل موقف أهل السنة والجماعة من البكاء في الصلاة وضوابطه فكان ما يلي ...
"القرآن الكريم كتاب لا يسمعه المخلصون لا سيما إن كان هناك شحنه في صدر الإنسان ، ثم سمع كلام الله فندم على ذنبه أو أحس بتقصير في جنب الله ، لا شك أن هذا كله يتفاعل بالدمع لكن البكاء له آداب.
لما تطالع كتب الفقه تجد أن الفقهاء
- وأنا أقول هذا الكلام بغض النظر عن صحته أم لا أنا لا أناقش مرجوحيته أو أناقش رجحانه -
إنما يجعلون البكاء من مكروهات الصلاة.
والحقيقة لا بد من تأويل كلام من قال هذا على البكاء الذي يدخل إلى حد الصراخ ،
فإن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
- أفضل الخلق بعد الأنبياء -
كانوا إذا بكوا في الصلاة ما كانوا يفعلون كما نفعل نحن الآن ،
كنت تشعر لهم خنينا كخنين الصبي ،
تشعر بحشرجة في الصدور لكن لا تسمع أصواتاً وقد كانوا أعبد لله منا وأفضل وأحب للقرآن ،
كيف وهم الذين قاتلوا على تنزيله وقاتلوا على تأويله ونحن ورثنا الكتاب.
يستحيل يكون عندنا ولو في الجملة من العاطفة الجياشة لكلام الله ما كان عند الصحابة ومع ذلك ما كنت تسمع أو ما قرأنا أن الصحابة كانوا يبكون بهذه الأصوات العالية.
ربما يحتج محتج
لما ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قال لعائشة
(مروا ابا بكر فليصل بالناس ، قالت يا رسول الله إن أبا بكر رجل أسيف - كثير الأسف والحزن إذا قرأ القرآن لا يتبين من ورائه قرائته من بكائه -)
إذا ما معنى هذا الكلام؟
معناه أن صوته عالٍ أولدرجة أن الذي وراء أبو بكر الصديق لا يستطيع أن يعرف في أي سورة يقرأ من شدة بكاءه ،
فيقال هذا للقارئ لأن فمه مفتوح فمعذور فإذا خرج الصوت فمه مفتوح يقرأ فإذا خرج الصوت فمعذور لكن أن ساكت وفمك مغلق.
على المرأ أن يتق الله تبارك وتعالى ،
إن البكاء محمده بلا شك ،
لكن البكاء لون من ألوان الورع ،
لإنك تبكي إذا سمعت آيات الله هذه محمده بلا شك ،
لكن ألا تخاف على ورعك أن يظهر فنفسك ترائي فيحبط عمك؟
إن العاقل يجب أن يخشى.
كان أيوب السختياني رحمه الله
ومن سوء حظ الأمة أنها لا تعرف عظمائها ولا علمائها ولا أبرارها ،
وأيوب بن تميم السختياني أحد الأبذاذ الكبار من أقران مالك ، كان إذا بكى يرشح أنفه بالماء
– وهذا شيء طبيعي -
فكان يمسح ويقول ما أشد الزكام ، حتى لا يتبين أحد أن هذا بكاء!!!.
ما أشد الزكام
وذات مرة في مجلس الفضيل بن عياض قرأ آية فبكى رجل ،
قال
إن كنت صادقاً في بكاءك فقد كشفت نفسك
وإن كنت كاذباً فقد كذبت على الله ،
وكان علماؤنا من أسلافنا يخفون الورع كأنه عوره.
ألا ترون إلى الرجل الذي قص النبي صلى الله عليه وسلم علينا قصته الذي سمع صوتاً في سحابه يقول اسق أرض فلان فمشى وراء الصوت فإذا السحاب يفرغ ماءه في حرة فدخل في بستان الذي سقط فيه المطر فوجد رجل فلاح أو معه فأس وكان يسلك الماء فقال السلام عليك يا فلان بالصوت الذي سمعه في السحابه ،
قال وما أعلمك باسمي يا عبد الله ،
قال إن سمعت صوتاً في السحاب الذي هذا ماؤه يقول اسق أرض فلان فماذا تفعل فيها ،
قال له - وهذا هو الشاهد -
أما وقد قلت ذلك فإن أنظر إلا ما يخرج .... ثم ساق القصة ،،
تأمل كلمة أما قد قلت ذلك أي لولا أنك اكتشفت الأم أنا ما قلت لك لكن لولا أنك قلت ما دام الأمر اتكشف فأنا أفعل كذا وكذا...
وكان محمد بن واسع
- رحمه الله وهو ريحانة التابعيين أو من رياحينهم -
ومن غرر كلامه رحمه الله :
لو كان للذنوب رائحه ماستطاع حد أن يجالسني ،
مع أنه كان من الأبرار وكان من الأخيار ،
محمد بن واسع أحد الرواه عن أنس بن مالك.
كان يبكي بالدمع طول الليل فإذا خرج في الصباح إكتحل حتى لا يظهر ذبول أجفانه من البكاء لا سيما رجل بكَّاء يعني البكاء عنده صفه مستمره وملكه دائمه ،
فالذي يبكي بهذه الصوره تذبل أجفانه فكان يكتحل لأن الكحل يشد الجفن ويعطي العين بهاءا ورونقاً وجمالا...
والبكاء إنما يكون في الآيات التي تقتضي ذلك
يعني الواحد مش واخدها مقاوله ،
يسمع مثلا(وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى) يقعد يعيط ،
لا ..
إنما يبكي إذا ذكرت الجنة والنار ،
يبكي إذا ذكرت آيات الربوبيه ،
يبكي إذا قرأ رحمة الله بالعبيد وجفاء العبيد عنه مع حاجتهم إليه ،
يبكي على نفسه إذا سمع قوله مثلا تبارك وتعالى :
(إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ.)
ومع ذلك هو لا يحسن لأنه سابغ في طغيانه يعمه.
لكن آيات الأحكام يندر أن يبكي المرؤ فيها ،
قال ابن الجوزي - رحمة الله -
في أخبار الحمقى والمغفلين عن رجلٍ قال:
سمعت جاراً لي يضرب بقدميه في الأرض ويبكي فخشيت أن يكون أصابته مُلِمَّه ،
فصعدت على الجدار فإذا هو يقرأ
(وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ) ويدبدب برجليه في الأرض ، قال فعلمت أنه أحمق.
أحمق لأنه يبكي في غير موضع البكاء.
كما قلت يا إخواني البكاء محمده ،
لا يتعلق في ذهن أحد أنني أقرِّعُ أحداً -معاذ الله -
فلا يقرَّع المرؤ على الإحسان وما يقرع على الفعل الحسن
إنما نحن أهل سنه
ومعنى أهل السنه
أننا نلتزم بما فعل أسلافنا ،
لسنا أفضل منهم ،
نبكي كما يبكون ونضحك كما يضحكون ونسكن كما كانوا يسكنون ونتحرك على وفق حركتهم ، هذا هو المقصود.
فإن أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام كانوا
- كما قدمت في هذه الكلمة -
هم أفضل الخلق بعد الأنبياء لأنه لا يوجد في أصحاب نبي قط منذ خلق الله آدم مثل أصحاب نبينا عليه الصلاة والسلام ،
أبدا لا بذلا ولا عطائا ولا إيمانا ولا امتثالا ولا في أي صفة..
لذلك نحن نلتزم بما كانوا يفعلون ،
البكاء هذا له مقدمات
يعني تشعر أن نفسك هاجت وأن هناك غصه في حلقك ثم بعد ذلك تبكي إذا البكاء لا يطلع مرة واحده فأنت عرفت أن هناك مقدمات حاول أنك تكتم..
حضرت في القاهرة خطبه عند رجل خطيب المسجد كان عباره عن سوق ، هذا ليس بمسجد لا يبكون إنما يولولون ويصرخون ولولا أن شق الجيوب محرم في الصلاة لشقوا الجيوب، على ماذا؟
فأنت تطلع من المسجد تمارس كل أفعال المخالفات فلما هذا البكاء المر. الذي يبكي بهذه الصوره أنا أفهم أنه يتوجع على حياته يرجع يعمل بمقتضى ما سمع لكن يبكي ويولول في المسجد وأول ما يطلع لا ترى أثر عليه هذا مرائي منافق،
فهذا القارئ الإمام الخطيب له طريقه إستفزازيه في القراءه وتعرف أن هناك أناس تستفز في القراءه ،
هناك سماحه في التلاوه لكن هذا استفزازي يعني يخليك تعيط وانت مش عايز تعيط
(ثم لا يموت فيها ولا يحيى)
(ثم لا يمووووووووت ، يموت يموت)
إيه يموت يموت هذه ،
هل هذه كانت قراءة النبي عليه الصلاة والسلام؟؟؟.
(فذكر فذكر فذكر فذكر فذكر)
إيه فذكر دي قلتها ثلاث أربع مرات ليه ،
الرسول عليه الصلاة والسلام كان يكرر الآيه نعم كلها كما ثبن أنه عليه الصلاة والسلام أنه قام بآيه واحده طول الليل
(إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم)
قام ليلة بهذه الآيه،
قم بها واقرأ وكن سمحا لكن لا تمسك كلمة واحده وتقعد تتنطط بها..
بعد المولد الذي حصل والولوله الي حصلت إلتفت إليهم
فقال
-وكما يقول القائل تمخض الجبل فولد فأراً -
قال البكاء يكاد يكون شرطاً في صحة الصلاة!!! ،
من قال إن البكاء يكاد يكون شرط
- ده معندوش فكره خالص ده زي ما يقول العوام في الطراوه-
معندوش فكره خالص لا عن الاصول ولا عن الفروع ،
ده لو طالع المختصرات في كتب المذاهب لعلم أن الفقهاء يجعلون من البكاء من مكروهات الصلاة مش يكاد يكون شرط في صحة الصلاة
كيف هذا يأتى؟؟؟
وهل الصحابه كلهم كانوا بيبكون كلما قرءوا عشان يكاد يكون شرط؟
قال
لكن يا جماع إحنا عايزين ننظم البكاء
- يعني يعملوا عملية ترشيد -
يعني مافيش داعي للصراخ والولوله لأن أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام كانو كيت وكيت وكيت فنحن ننضبط في البكاء ،
فكدت لو كان لي به قوه لكن أنا واثق إني لو كنت أنكرت عليه كنت في خبر كان ،
انضبط أنت في القراءه ينضبطون هم في الصلاة ،
اقرأ صح اقرأ قراءه سمحه كما كان النبي عليه الصلاة والسلام يقرأ.
العجيب أن واحد يسمع آيه يقوم طابب ساكت يغمى عليه ،
ليه يغم عليه؟
لم يصح عن أحد من السلف أنه قُرأ عليه القرآن فغشي عليه وما ينسب لابن مسعود والربيع بن خثيم وهؤلاء
كل أسانيده لا تصح ،
وكان سعيد بن المسيب ريحانة التابعين يقول:
هؤلاء مرائون علامة أن يكون صادقاً أميناً أن يأتيني فيقعد على جدار وسأقرأ عليه القرآن فإن سقط من على الجدار فهو صادق.
طبعاً متبت في الجدا لأنه سيقع على دماغه فهذا مرائي.
أرجو ألا يجد بعض إخواني في صدره شيء من هذه التذكره ،
أنا أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله تبارك وتعالى.
وأيضا هناك فقه في القراءه وهو أن الإمام إذا وجد مثل هذا الصخب لا يتمم الآيات التي يقرأ فيها ،
مش لقاهم بيعيطوا يقول فرصه بقه مد طول اشتغل لا،
الإمام ابن القيم رحمة الله
له كلمه لطيفه جميله تدل على إنه إمام ثاقب واعي يقول: إذا سمعت من ورائك يبكي فاركع ، لماذا؟
لا تجعله ينفس عن نفسه بل اجعل هذه الحسره في قلبه،
أتعرف عندما يكون الواحد حزين ويبكي لحد مايكونش في دمعه في عينه يفوق ويستريح،
إنما من الذي له غصه في حلقه مش عارف يبكي يحس بالألم عدة أيام ويحس بالحزن المكبوت في قلبه عدة أيام وهذا هو المطلوب لا تجعله يستريح فهذا أيضا من فقه الإمام لا سيما إذا رأى وراءه صخب ويجن أن نراعي أن هناك بعض الناس البكاء يزعجه ولكنه حزين في قلبه لو مات له ميت لا يستطيع أن يبكي
لكن الحزن الذي في قلبه لو وزعت حرارته على عدة قلوب لأذابها
وهناك بعض الناس البكاء الكثير يسبب له شوشره فمن حبك لأخيك أنك لا تشوشر عليه.
وهناك بعض الناس
- ويجب على هذا لاإنسان أن يفتش في نفسه -
لا يحب البكاء على الإطلاق ويتهم في قلبه الذي يبكي أنه مرائي فيجب أن يتق الله لأن الذي يبكي هذا رجل سمع آيات الله فانفعل بها لكن نحن نرشد له هذا الإنفعال لكن هو أفضل منك لأنه انفعل مع آيات الله والدور عليك أنت..
.......
......
والحمد لله رب العالمين"
مفرغه من المحاضرة بتصرف بسيط
والله من وراء القصد والهادي إلى سواء السبيل
جزا الله شيخنا الحبيب عنا خيرا وبارك لنا في علمه وعمره
منقــــــــــــــــــول
للشـيخ الحـويني - حفظه الله -
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ،،
أما بعد ،،
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ،،
وكل محدثة بدعه وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ،،
فهذا ما جاء في محاضرة للشيخ الحبيب أبو اسحاق الحويني - حفظه الله - وهي بعنوان (ماغرك بربك الكريم) ...
في الجزء الثاني من المحاضرة بعد الصلاة (وكانت قراءة الشيخ خاشعة جداً أبكت من خلفه) وبدأ الشيخ بتأصيل موقف أهل السنة والجماعة من البكاء في الصلاة وضوابطه فكان ما يلي ...
"القرآن الكريم كتاب لا يسمعه المخلصون لا سيما إن كان هناك شحنه في صدر الإنسان ، ثم سمع كلام الله فندم على ذنبه أو أحس بتقصير في جنب الله ، لا شك أن هذا كله يتفاعل بالدمع لكن البكاء له آداب.
لما تطالع كتب الفقه تجد أن الفقهاء
- وأنا أقول هذا الكلام بغض النظر عن صحته أم لا أنا لا أناقش مرجوحيته أو أناقش رجحانه -
إنما يجعلون البكاء من مكروهات الصلاة.
والحقيقة لا بد من تأويل كلام من قال هذا على البكاء الذي يدخل إلى حد الصراخ ،
فإن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
- أفضل الخلق بعد الأنبياء -
كانوا إذا بكوا في الصلاة ما كانوا يفعلون كما نفعل نحن الآن ،
كنت تشعر لهم خنينا كخنين الصبي ،
تشعر بحشرجة في الصدور لكن لا تسمع أصواتاً وقد كانوا أعبد لله منا وأفضل وأحب للقرآن ،
كيف وهم الذين قاتلوا على تنزيله وقاتلوا على تأويله ونحن ورثنا الكتاب.
يستحيل يكون عندنا ولو في الجملة من العاطفة الجياشة لكلام الله ما كان عند الصحابة ومع ذلك ما كنت تسمع أو ما قرأنا أن الصحابة كانوا يبكون بهذه الأصوات العالية.
ربما يحتج محتج
لما ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قال لعائشة
(مروا ابا بكر فليصل بالناس ، قالت يا رسول الله إن أبا بكر رجل أسيف - كثير الأسف والحزن إذا قرأ القرآن لا يتبين من ورائه قرائته من بكائه -)
إذا ما معنى هذا الكلام؟
معناه أن صوته عالٍ أولدرجة أن الذي وراء أبو بكر الصديق لا يستطيع أن يعرف في أي سورة يقرأ من شدة بكاءه ،
فيقال هذا للقارئ لأن فمه مفتوح فمعذور فإذا خرج الصوت فمه مفتوح يقرأ فإذا خرج الصوت فمعذور لكن أن ساكت وفمك مغلق.
على المرأ أن يتق الله تبارك وتعالى ،
إن البكاء محمده بلا شك ،
لكن البكاء لون من ألوان الورع ،
لإنك تبكي إذا سمعت آيات الله هذه محمده بلا شك ،
لكن ألا تخاف على ورعك أن يظهر فنفسك ترائي فيحبط عمك؟
إن العاقل يجب أن يخشى.
كان أيوب السختياني رحمه الله
ومن سوء حظ الأمة أنها لا تعرف عظمائها ولا علمائها ولا أبرارها ،
وأيوب بن تميم السختياني أحد الأبذاذ الكبار من أقران مالك ، كان إذا بكى يرشح أنفه بالماء
– وهذا شيء طبيعي -
فكان يمسح ويقول ما أشد الزكام ، حتى لا يتبين أحد أن هذا بكاء!!!.
ما أشد الزكام
وذات مرة في مجلس الفضيل بن عياض قرأ آية فبكى رجل ،
قال
إن كنت صادقاً في بكاءك فقد كشفت نفسك
وإن كنت كاذباً فقد كذبت على الله ،
وكان علماؤنا من أسلافنا يخفون الورع كأنه عوره.
ألا ترون إلى الرجل الذي قص النبي صلى الله عليه وسلم علينا قصته الذي سمع صوتاً في سحابه يقول اسق أرض فلان فمشى وراء الصوت فإذا السحاب يفرغ ماءه في حرة فدخل في بستان الذي سقط فيه المطر فوجد رجل فلاح أو معه فأس وكان يسلك الماء فقال السلام عليك يا فلان بالصوت الذي سمعه في السحابه ،
قال وما أعلمك باسمي يا عبد الله ،
قال إن سمعت صوتاً في السحاب الذي هذا ماؤه يقول اسق أرض فلان فماذا تفعل فيها ،
قال له - وهذا هو الشاهد -
أما وقد قلت ذلك فإن أنظر إلا ما يخرج .... ثم ساق القصة ،،
تأمل كلمة أما قد قلت ذلك أي لولا أنك اكتشفت الأم أنا ما قلت لك لكن لولا أنك قلت ما دام الأمر اتكشف فأنا أفعل كذا وكذا...
وكان محمد بن واسع
- رحمه الله وهو ريحانة التابعيين أو من رياحينهم -
ومن غرر كلامه رحمه الله :
لو كان للذنوب رائحه ماستطاع حد أن يجالسني ،
مع أنه كان من الأبرار وكان من الأخيار ،
محمد بن واسع أحد الرواه عن أنس بن مالك.
كان يبكي بالدمع طول الليل فإذا خرج في الصباح إكتحل حتى لا يظهر ذبول أجفانه من البكاء لا سيما رجل بكَّاء يعني البكاء عنده صفه مستمره وملكه دائمه ،
فالذي يبكي بهذه الصوره تذبل أجفانه فكان يكتحل لأن الكحل يشد الجفن ويعطي العين بهاءا ورونقاً وجمالا...
والبكاء إنما يكون في الآيات التي تقتضي ذلك
يعني الواحد مش واخدها مقاوله ،
يسمع مثلا(وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى) يقعد يعيط ،
لا ..
إنما يبكي إذا ذكرت الجنة والنار ،
يبكي إذا ذكرت آيات الربوبيه ،
يبكي إذا قرأ رحمة الله بالعبيد وجفاء العبيد عنه مع حاجتهم إليه ،
يبكي على نفسه إذا سمع قوله مثلا تبارك وتعالى :
(إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ.)
ومع ذلك هو لا يحسن لأنه سابغ في طغيانه يعمه.
لكن آيات الأحكام يندر أن يبكي المرؤ فيها ،
قال ابن الجوزي - رحمة الله -
في أخبار الحمقى والمغفلين عن رجلٍ قال:
سمعت جاراً لي يضرب بقدميه في الأرض ويبكي فخشيت أن يكون أصابته مُلِمَّه ،
فصعدت على الجدار فإذا هو يقرأ
(وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ) ويدبدب برجليه في الأرض ، قال فعلمت أنه أحمق.
أحمق لأنه يبكي في غير موضع البكاء.
كما قلت يا إخواني البكاء محمده ،
لا يتعلق في ذهن أحد أنني أقرِّعُ أحداً -معاذ الله -
فلا يقرَّع المرؤ على الإحسان وما يقرع على الفعل الحسن
إنما نحن أهل سنه
ومعنى أهل السنه
أننا نلتزم بما فعل أسلافنا ،
لسنا أفضل منهم ،
نبكي كما يبكون ونضحك كما يضحكون ونسكن كما كانوا يسكنون ونتحرك على وفق حركتهم ، هذا هو المقصود.
فإن أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام كانوا
- كما قدمت في هذه الكلمة -
هم أفضل الخلق بعد الأنبياء لأنه لا يوجد في أصحاب نبي قط منذ خلق الله آدم مثل أصحاب نبينا عليه الصلاة والسلام ،
أبدا لا بذلا ولا عطائا ولا إيمانا ولا امتثالا ولا في أي صفة..
لذلك نحن نلتزم بما كانوا يفعلون ،
البكاء هذا له مقدمات
يعني تشعر أن نفسك هاجت وأن هناك غصه في حلقك ثم بعد ذلك تبكي إذا البكاء لا يطلع مرة واحده فأنت عرفت أن هناك مقدمات حاول أنك تكتم..
حضرت في القاهرة خطبه عند رجل خطيب المسجد كان عباره عن سوق ، هذا ليس بمسجد لا يبكون إنما يولولون ويصرخون ولولا أن شق الجيوب محرم في الصلاة لشقوا الجيوب، على ماذا؟
فأنت تطلع من المسجد تمارس كل أفعال المخالفات فلما هذا البكاء المر. الذي يبكي بهذه الصوره أنا أفهم أنه يتوجع على حياته يرجع يعمل بمقتضى ما سمع لكن يبكي ويولول في المسجد وأول ما يطلع لا ترى أثر عليه هذا مرائي منافق،
فهذا القارئ الإمام الخطيب له طريقه إستفزازيه في القراءه وتعرف أن هناك أناس تستفز في القراءه ،
هناك سماحه في التلاوه لكن هذا استفزازي يعني يخليك تعيط وانت مش عايز تعيط
(ثم لا يموت فيها ولا يحيى)
(ثم لا يمووووووووت ، يموت يموت)
إيه يموت يموت هذه ،
هل هذه كانت قراءة النبي عليه الصلاة والسلام؟؟؟.
(فذكر فذكر فذكر فذكر فذكر)
إيه فذكر دي قلتها ثلاث أربع مرات ليه ،
الرسول عليه الصلاة والسلام كان يكرر الآيه نعم كلها كما ثبن أنه عليه الصلاة والسلام أنه قام بآيه واحده طول الليل
(إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم)
قام ليلة بهذه الآيه،
قم بها واقرأ وكن سمحا لكن لا تمسك كلمة واحده وتقعد تتنطط بها..
بعد المولد الذي حصل والولوله الي حصلت إلتفت إليهم
فقال
-وكما يقول القائل تمخض الجبل فولد فأراً -
قال البكاء يكاد يكون شرطاً في صحة الصلاة!!! ،
من قال إن البكاء يكاد يكون شرط
- ده معندوش فكره خالص ده زي ما يقول العوام في الطراوه-
معندوش فكره خالص لا عن الاصول ولا عن الفروع ،
ده لو طالع المختصرات في كتب المذاهب لعلم أن الفقهاء يجعلون من البكاء من مكروهات الصلاة مش يكاد يكون شرط في صحة الصلاة
كيف هذا يأتى؟؟؟
وهل الصحابه كلهم كانوا بيبكون كلما قرءوا عشان يكاد يكون شرط؟
قال
لكن يا جماع إحنا عايزين ننظم البكاء
- يعني يعملوا عملية ترشيد -
يعني مافيش داعي للصراخ والولوله لأن أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام كانو كيت وكيت وكيت فنحن ننضبط في البكاء ،
فكدت لو كان لي به قوه لكن أنا واثق إني لو كنت أنكرت عليه كنت في خبر كان ،
انضبط أنت في القراءه ينضبطون هم في الصلاة ،
اقرأ صح اقرأ قراءه سمحه كما كان النبي عليه الصلاة والسلام يقرأ.
العجيب أن واحد يسمع آيه يقوم طابب ساكت يغمى عليه ،
ليه يغم عليه؟
لم يصح عن أحد من السلف أنه قُرأ عليه القرآن فغشي عليه وما ينسب لابن مسعود والربيع بن خثيم وهؤلاء
كل أسانيده لا تصح ،
وكان سعيد بن المسيب ريحانة التابعين يقول:
هؤلاء مرائون علامة أن يكون صادقاً أميناً أن يأتيني فيقعد على جدار وسأقرأ عليه القرآن فإن سقط من على الجدار فهو صادق.
طبعاً متبت في الجدا لأنه سيقع على دماغه فهذا مرائي.
أرجو ألا يجد بعض إخواني في صدره شيء من هذه التذكره ،
أنا أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله تبارك وتعالى.
وأيضا هناك فقه في القراءه وهو أن الإمام إذا وجد مثل هذا الصخب لا يتمم الآيات التي يقرأ فيها ،
مش لقاهم بيعيطوا يقول فرصه بقه مد طول اشتغل لا،
الإمام ابن القيم رحمة الله
له كلمه لطيفه جميله تدل على إنه إمام ثاقب واعي يقول: إذا سمعت من ورائك يبكي فاركع ، لماذا؟
لا تجعله ينفس عن نفسه بل اجعل هذه الحسره في قلبه،
أتعرف عندما يكون الواحد حزين ويبكي لحد مايكونش في دمعه في عينه يفوق ويستريح،
إنما من الذي له غصه في حلقه مش عارف يبكي يحس بالألم عدة أيام ويحس بالحزن المكبوت في قلبه عدة أيام وهذا هو المطلوب لا تجعله يستريح فهذا أيضا من فقه الإمام لا سيما إذا رأى وراءه صخب ويجن أن نراعي أن هناك بعض الناس البكاء يزعجه ولكنه حزين في قلبه لو مات له ميت لا يستطيع أن يبكي
لكن الحزن الذي في قلبه لو وزعت حرارته على عدة قلوب لأذابها
وهناك بعض الناس البكاء الكثير يسبب له شوشره فمن حبك لأخيك أنك لا تشوشر عليه.
وهناك بعض الناس
- ويجب على هذا لاإنسان أن يفتش في نفسه -
لا يحب البكاء على الإطلاق ويتهم في قلبه الذي يبكي أنه مرائي فيجب أن يتق الله لأن الذي يبكي هذا رجل سمع آيات الله فانفعل بها لكن نحن نرشد له هذا الإنفعال لكن هو أفضل منك لأنه انفعل مع آيات الله والدور عليك أنت..
.......
......
والحمد لله رب العالمين"
مفرغه من المحاضرة بتصرف بسيط
والله من وراء القصد والهادي إلى سواء السبيل
جزا الله شيخنا الحبيب عنا خيرا وبارك لنا في علمه وعمره
منقــــــــــــــــــول
تعليق