إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مختارات من فقه الزكاة في السنة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مختارات من فقه الزكاة في السنة

    الحمد لله رب العالمين وإله الأولين والآخرين الذي أنزل الكتاب هدىً للمتقين ورحمةً للمؤمنين ثمّ الصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين خاتمة مسك النبوة الذي نجّا الله به هذه الأمة من ظلمات الضلال والهوى إلى نور الحق والهدى صلى اللع عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
    أمّا بعد:
    إخواني في فهذه سلسلة مباركة من مختارات في فقه الزكاة من سنة النبي صلى الله عليه وسلم أقدمها لكم لتكون عوناً لمن يقرأها على فهم هذه الفريضة المحكمة من رب العباد الذي فرضها على عباده تطهيراً وتزكية لهم من درن الذنوب والمعاصي والشهوات قال تعالى(خُذََْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِرَهُم وَ تُزَكِيهُم بِّهَا وَ صَلِي عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنُن لَّهُمْ) فالزكاة جعلها الله طهارة وتزكية لعباده الذين يمتثلون أمره سبحانه وأمر نبيه عليه الصلاة والسلام ولكي يستطيع المسلم أن يؤدي هذه الفريضة المحكة لابدّ له من معرفة فقه هذه الفريضة من شروط وأنواع والمقدار الواجب فيها ونصابها وما إلى ذلك من أحكام متعلقة بالزكاة وكل ذلك بينته السنة النبوية المطهرة
    من كلام خير البرية الذي لا ينطق عن الهوى فكل ما يتكلم به في دين الله وحي من عند الله ولذا عباد الله نجد أن السنة النبوية هي المصدر الثاني في التشريع بإجماع الأمة فالسنة هي المبينة والشارحة لما في القرآن من أحكام وفرائض وتشريعات لأن القرآن مجمل والسنة مفصلة وموضحة لمجمل القرآن ولذا عباد الله فإن القرآن محتاج للسنة أكثر من احتياج السنة للقرآن فالسنة هي الشارحة للقرآن المبينة لأحكامه ولذا كثير ما نجد في كتاب الله (وَ أَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَ ءَاتًوا الزَّكاةَ) ولم يرد مقدار الصلاة ولا الزكاة ولا وقتيهما ونجد أن السنة هي التي بينة ذلك وفسرته و أوضحة أن الصلوات خمس صلوات في اليوم والليلة و أن للزكاة نصاباً وهكذا.....
    وبذلك تتضح لنا أهمية السنة لهذا الدين ولذا نجد الصحابة رضوان الله عليهم قد اعتنوا بالسنة عناية كبيرة وكان اعتمادهم عليها في اقضياتهم فمن أجل ذلك بذلوا الجهد الأكبر في حفظ السنة وتبليغيها للأمة فلم يبخلوا لا بوقت ولا بجهد ولابذاكرة وقادة وحفظ لا نظيرله وهذا لما سمعوه من النبي صلى الله عليه وسلم في أهمية السنة وضرورة العناية بها فقال ( ألا أني أوتيت القرآن ومثله معه) مسند الإمام أحمد (4/131) ثم من بعدهم التابعين وتابيعيهم إلى أن جمعت السنة في عهد عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه بأمر منه الى أن حفظت في المسانيد والصحاح واالسنن والمجاميع وهكذا نقلت إلينا نقلاًمتواتراً ثابت بأسانيد صحاح ولذا اهتم علماء الحديث بأمر الإسناد حتى قيل إن الإسناد من الدين وصار الأمر كذلك في بقية علوم الشريعة المطهرة حتى وصلت الينا غدة طرية بين أيدينا اليوم وهذا لأن الله تكفل بحفظ هذا الدين ولأن هذه الأمة من خصائصا علم الإسناد .
    أما عن منهجي في هذه السلسة المباركة:
    ألاً: سوف أقوم على انتقاء الأحاديث من صحيحي البخاري ومسلم
    ثانياً: أقوم بعد ذلك بتخريج الحديث في كتب السنة الآخرى
    ثالثاً:أقوم بوضع ترجمة للراوي الأعلى للحديث
    رابعاً: دراسة السنج عند البخاري لكل حديث بحال رواته مع تجمة لكل راو
    خامساً: قمت بشرح إجمالي للحديث يتضمن مقاصد الحديث وما يشتمل عليه
    من معاني وحكم عظيمة بإيجاز حتى يقف القاريء على معاني الحديث
    سادساً : بينت النواحي اللغوية في كل حديث من معاني ومردات وما جورد فيه من قضايا نحوية
    سابعاً : أما مبحث الأحكام الفقهية فقد تناولتها بالتفصيل والتوضيح للمسائل الفقهية وأقوال العلماء فيها ثم رجحت من اقوال العلماء ما وفقني الله تعالى إاليه وعلقت عليها بما منّ الله به عليّ من فضله وعلمه ، اللهم علملمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا إنك على كل شيء قدير.
    يتبع ..................................

  • #2
    الجزء الثاني من مختارات في فقه الزكاة

    تمهيد في موضوع الزكاة

    اعلم رحمك الله قبل الشروع في التكلم عن فقه الزكاة في السنة لابد لنا من معرفة بعض الأمور ليسهل لنا المطلوب .
    تعريف الزكاة في اللغة: الزكاة في اللغة تطلق على عدة معاني:
    هي الماء، يقال زكى الزرع يزكو: أي نما، وهي الطهارة أيضاً، وسمّيت الزكاة زكاو لأنه يزكو بها المال بالبركة ويطهُر بها المرء بالمغفرة. (1)
    وفي الشرع : دفع جزء مخصوص من مال مخصوص لأصناف مخصوصة بشروط مخصوصة.
    وهي:تمليك المال من فقير مسلم غير هاشمي ولا مولاه بشرط قطع المنفعة عن المملك من كل وجه لله تعالى.
    فرضيتها :هي فرضة محكمة ثبتت فرضيتها بالكتاب والسنة
    مشروعيتها: شرعة في السنة الثانية من الهجرة على القول الراجح(2)

    الدليل على مشروعيتها.

    من الكتاب قوله تعالى ( وَ أَقِيمُوا اْلصَّلّاةَ وَ ءَاتُوا الزَّكاةَ) آية 56 من سورة النور

    من السنة: ما روي في صحيح البخاري عن معاذ ابن جبل رضي الله عنه لما بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن قال : له " أعلمه أن الله افترض عليهم صدقة في أمولهم تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم" (3)

    الإجماع: فقد اجتمعت كلمة المسلمون في جميع الأمصار على وجوب الزكاة ، ومن اعتقد عدم وجوبها فقد كفر و إلاّ ما قاتل أبو بكر رضي الله عنه مانعي الزكاة في حروب الردة ، ومن منعها مع الإيمان بوجوبها يؤمر بأدائها (4)

    سبب وجوبها: ملك النصاب من أموال الزكاة بشرط أن يكون فاضلاً عن حوائج الإنسان الأصلية من مأكل ومشرب وملبسومن تلزمه نفقتهم خالياً من الديون الخلو من الدين شرط عند الحنفية (5) ؛ لأنه "صلى الله عليه وسلم قدر المسبب به ، وهو شرط للوجوب ، مع قول كثير من الفقهاء أن سببها : مللك مال مُعدٍ مُرصد للنماء والزيادة فاضل عن الحاجة (6)
    النصاب: هو الحد الذي إذا وصل إليه المال وجبت فيه الزكاة وهو مختلف بحسب اختلاف الأموال التي تجب فيها الزكاة.
    على من تجب:
    1. المسلم يخرج الكافر لأنه غير مخاطب بها
    2. البالغ يخرج الصبي لعموم قوله عليه الصلاة والسلام " رفع القلم عن ثلاث........... والصبي حتى يبلغ"(7)
    3. العاقل يخرج المجنون الذي لا يعقل لأي أمر من الأمور للحديث السبق فذكر المجنون(8)
    4. الحر يخرج العبد فلا زكاة عليه وما ملكت يداه لسيده

    وفي هذا القدر كفاية ولحديث بقية بإذن الله تعالى سبحانك اللهمّ وبحمد نستغفرك ونتوبوا إليك.
    يتبع................
    -------------------------------------------------------
    1. طلبة الطلبة في الإصطلاحات الفقهية ص 90؛ والمعجم الوسيط ج1 ص398.
    2. فتح الباري ، شرح صحيح البخاري ج3 ص171.
    3. صحيح البخاري ج2 ص 242.
    4. المغني لابن قدامة ج2 ص 572 .
    5. خلو الزكاة من الدين هذا شرط عند الحنفية في جميع أموال الزكاة لأنها من العبادات النوطة بالتكليف خلافاً للشافعية وغيرهم انظر بدائع الصنائع ج2 ص615 .
    6. كذا في المحيط البرهاني وغيره من كتب الحنفية البحر الرائق.
    7. المغني لابن قدامة 2/351
    8. المصدر السابق




    تعليق


    • #3
      رد: مختارات من فقه الزكاة في السنة

      جزاكم الله خيراً ونفع الله بكم
      { فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ }
      سورة الرعد الآية 17

      تعليق


      • #4
        رد: الجزء الثاني من مختارات في فقه الزكاة

        جزاكم الله خيراً ونفع الله بكم
        { فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ }
        سورة الرعد الآية 17

        تعليق


        • #5
          رد: مختارات من فقه الزكاة في السنة

          جزاكم الله خيرا وجعله في ميزان حسناتكم

          تعليق

          يعمل...
          X