رد: معا لحفظ منظومة سلم الوصول إلى علم الأصول في توحيد الله واتباع الرسول
قال الشيخ حافظ رحمه الله تعالى:
وَهْوَ الَّذِي بِهِ الْإِلَهُ أَرْسَلَا ... رُسْلَهُ يَدْعُونَ إِلَيْهِ أَوَّلَا
وَأَنْزَلَ الْكِتَابَ وَالتِّبْيَانَا ... مِنْ أَجْلِهِ وَفَرَّقَ الْفُرْقَانَا
وَكَلَّفَ اللَّهُ الرَّسُولَ الْمُجْتَبَى ... قِتَالَ مَنْ عَنْهُ تَوَلَّى وَأَبَى
حَتَّى يَكُونَ الدِّينُ خَالِصًا لَهُ ... سِرًّا وَجَهْرًا دِقُّهُ وَجُلُّهُ
وَهَكَذَا أَمَّتُهُ قَدْ كُلِّفُوا ... بِذَا وَفِي نَصِّ الْكِتَابِ وُصِفُوا
وَقَدْ حَوَتْهُ لَفْظَةُ الشَّهَادَةِ ... فَهْيَ سَبِيلُ الْفَوْزِ وَالسَّعَادَةِ
مَنْ قَالَهَا مُعْتَقِدًا مَعْنَاهَا ... وَكَانَ عَامِلًا بِمُقْتَضَاهَا
فِي الْقَوْلِ وَالْفِعْلِ وَمَاتَ مُؤْمِنَا ... يُبْعَثُ يَوْمَ الْحَشْرِ نَاجٍ آمِنَا
فَإِنَّ مَعْنَاهَا الَّذِي عَلَيْهِ ... دَلَّتْ يَقِينًا وَهَدَتْ إِلَيْهِ
أَنْ لَيْسَ بِالْحَقِّ إِلَهٌ يُعْبَدُ ... إِلَّا الْإِلَهُ الْوَاحِدُ الْمُنْفَرِدُ
بِالْخَلْقِ وَالرِّزْقِ وَبِالتَّدْبِيرِ ... جَلَّ عَنِ الشَّرِيكِ وَالنَّظِيرِ
وَبِشُرُوطٍ سَبْعَةٍ قَدْ قُيِّدَتْ ... وَفِي نُصُوصِ الْوَحْيِ حَقًّا وَرَدَتْ
فَإِنَّهُ لَمْ يَنْتَفِعْ قَائِلُهَا ...بِالنُّطْقِ إِلَّا حَيْثُ يَسْتَكْمِلُهَا
الْعِلْمُ وَالْيَقِينُ وَالْقَبُولُ ... وَالِانْقِيَادُ فَادْرِ مَا أَقُولُ
وَالصِّدْقُ وَالْإِخْلَاصُ وَالْمَحَبَّهْ ... وَفَّقَكَ اللَّهُ لِمَا أَحَبَّهْ
فَصْلٌ فِي تَعْرِيفِ الْعِبَادَةِ وَذِكْرِ بَعْضِ أَنْوَاعِهَا وَأَنَّ مَنْ صَرَفَ مِنْهَا شَيْئًا لِغَيْرِ اللَّهِ فَقَدْ أَشْرَكَ
ثُمَّ الْعِبَادَةُ هِيَ اسْمٌ جَامِعُ ... لِكُلِّ مَا يَرْضَى الْإِلَهُ السَّامِعُ
وَفِي الْحَدِيثِ مُخُّهَا الدُّعَاءُ ... خَوْفٌ تَوَكُّلٌ كَذَا الرَّجَاءُ
وَرَغْبَةٌ وَرَهْبَةٌ خُشُوعُ ... وَخَشْيَةٌ إِنَابَةٌ خُضُوعُ
وَالِاسْتِعَاذَةُ وَالِاسْتِعَانَهْ ... كَذَا اسْتِغَاثَةٌ بِهِ سُبْحَانَهْ
وَالذَّبْحُ وَالنَّذْرُ وَغَيْرُ ذَلِكْ ... فَافْهَمْ هُدِيتَ أَوْضَحَ الْمَسَالِكْ
وَصَرْفُ بَعْضِهَا لِغَيْرِ اللَّهِ .. شِرْكٌ وَذَاكَ أَقْبَحُ الْمَنَاهِي
فَصَلٌ فِي بَيَانِ ضِدِّ التَّوْحِيدِ وَهُوَ الشِّرْكُ وَكَوْنِهِ يَنْقَسِمُ إِلَى قِسْمَيْنِ أَكْبَرَ وَأَصْغَرَ ، وَبَيَانِ كُلٍّ مِنْهُمَا .
وَالشِّرْكُ نَوْعَانِ فَشِرْكٌ أَكْبَرُ ... بِهِ خُلُودُ النَّارِ إِذْ لَا يُغْفَرُ
وَهْوَ اتِّخَاذُ الْعَبْدِ غَيْرَ اللَّهِ ... نِدًّا بِهِ مُسَوِّيًا مُضَاهِي
الشرح:
قال الشيخ حافظ رحمه الله تعالى:
( والشرك ) الذي هو ضد التوحيد ( نوعان ) ; أي ينقسم إلى نوعين :
( فشرك أكبر ) ينافي التوحيد بالكلية ويخرج صاحبه من الإسلام ( به خلود ) فاعله في ( النار ) أبدا ( إذ ) تعليل لأبدية الخلود أي لكونه ( لا يغفر ) قال الله تبارك وتعالى : ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما ) ( النساء : 48 ) وقال تعالى : ( ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا ) ( النساء : 116 ) وقال تعالى : ( لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم وقال المسيح يابني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار ) وقال تعالى : ( فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور حنفاء لله غير مشركين به ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق ) ( الحج : 31 ) .
وفي الصحيح عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من مات يشرك بالله شيئا دخل النار " وقلت أنا : ومن مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة . وفيه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : أتىالنبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال : يا رسول الله ، ما الموجبتان ؟ فقال : " من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة ، ومن مات يشرك بالله شيئا دخل النار " وفيه عنه رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة ، ومن لقي الله يشرك به شيئا دخل النار " وفيه من حديث أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أتاني جبريل عليه السلام فبشرني أنه من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة . قلت : وإن زنى وإن سرق ؟ قال : وإن زنى وإن سرق " . وفيه عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الذنب أعظم عند الله ؟ قال : " أن تجعل لله ندا وهو خلقك " الحديث .
( وهو ) أي الشرك الذي تقدم ذكره في المتن وذكر النصوص فيه في الشرح ( اتخاذ العبد غير الله ) من نبي أو ولي أو ملك أو قبر أو جني أو شجر أو حجر أو حيوان أو نار أو شمس أو قمر أو كوكب أو غير ذلك . ( ندا ) من دون الله ( به مسويا ) الله يحبه كحب الله ويخافه ويخشاه كخشية الله ويتبعه على غير مرضاة الله ويطيعه في معصية الله ويشركه في عبادة الله ( مضاه ) به الله ، قال الله تعالى : ( ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله ) ( البقرة : 165 ) وحكى عنهم في اختصامهم في النار : ( قالوا وهم فيها يختصمون تالله إن كنا لفي ضلال مبين إذ نسويكم برب العالمين ) ( الشعراء 96 - 98 ) وقد أخبرنا الله عز وجل أنهم لم يسووهم به في خلق ولا رزق ولا إحياء ولا إماتة ولا في شيء من تدبير الملكوت ، بل أخبرنا أنهم مقرون لله تعالى بالربوبية : ( ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم ) ( الزخرف : 9 ) وغير ذلك من الآيات والأحاديث التي تقدمت ، ولكنهم سووهم بالله تعالى في حبهم إياهم كحب الله ولم يجعلوا المحبة لله وحده ، في خوفهم منهم وخشيتهم كخشية الله ، ولم يجعلوا الخشية لله والخوف من الله وحده ، وأشركوهم في عبادة الله ولم يفردوا الله بالعبادة دون من سواه ، مع أنهم لم يعبدوهم استقلالا ، بل زعموهم شفعاء لهم عند الله ليقربوهم إلى الله زلفى ، ولكن اعتقدوا تلك الشفاعة والتقريب ملكا للمخلوق ويبطلونه منه ، وأن له أن يشفع بدون إذن الله ، والله تعالى يقول : ( ما من شفيع إلا من بعد إذنه ) ( يونس : 3 ) ولهذا سمى الله تعالى استشفاعهم ذلك شركا ، كما قال تعالى : ( ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون ) ( يونس : 18 ) فجمعوا في ذلك بين شركين : الأول عبادتهم إياهم من دون الله عز وجل ، والثاني جعلهم شفعاء بدون إذن الله عز وجل ، وقال تعالى : ألا لله الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى )
وفي حديث حصين المتقدم ، لما قال له النبي صلى الله عليه وسلم : " كم تعبد اليوم من إله ؟ " قال : سبعة ; ستة في الأرض وواحد في السماء . قال : " فمن تعبد لرغبتك ورهبتك ؟ " قال : الذي في السماء .
قال الشيخ حافظ رحمه الله تعالى:
وَهْوَ الَّذِي بِهِ الْإِلَهُ أَرْسَلَا ... رُسْلَهُ يَدْعُونَ إِلَيْهِ أَوَّلَا
وَأَنْزَلَ الْكِتَابَ وَالتِّبْيَانَا ... مِنْ أَجْلِهِ وَفَرَّقَ الْفُرْقَانَا
وَكَلَّفَ اللَّهُ الرَّسُولَ الْمُجْتَبَى ... قِتَالَ مَنْ عَنْهُ تَوَلَّى وَأَبَى
حَتَّى يَكُونَ الدِّينُ خَالِصًا لَهُ ... سِرًّا وَجَهْرًا دِقُّهُ وَجُلُّهُ
وَهَكَذَا أَمَّتُهُ قَدْ كُلِّفُوا ... بِذَا وَفِي نَصِّ الْكِتَابِ وُصِفُوا
وَقَدْ حَوَتْهُ لَفْظَةُ الشَّهَادَةِ ... فَهْيَ سَبِيلُ الْفَوْزِ وَالسَّعَادَةِ
مَنْ قَالَهَا مُعْتَقِدًا مَعْنَاهَا ... وَكَانَ عَامِلًا بِمُقْتَضَاهَا
فِي الْقَوْلِ وَالْفِعْلِ وَمَاتَ مُؤْمِنَا ... يُبْعَثُ يَوْمَ الْحَشْرِ نَاجٍ آمِنَا
فَإِنَّ مَعْنَاهَا الَّذِي عَلَيْهِ ... دَلَّتْ يَقِينًا وَهَدَتْ إِلَيْهِ
أَنْ لَيْسَ بِالْحَقِّ إِلَهٌ يُعْبَدُ ... إِلَّا الْإِلَهُ الْوَاحِدُ الْمُنْفَرِدُ
بِالْخَلْقِ وَالرِّزْقِ وَبِالتَّدْبِيرِ ... جَلَّ عَنِ الشَّرِيكِ وَالنَّظِيرِ
وَبِشُرُوطٍ سَبْعَةٍ قَدْ قُيِّدَتْ ... وَفِي نُصُوصِ الْوَحْيِ حَقًّا وَرَدَتْ
فَإِنَّهُ لَمْ يَنْتَفِعْ قَائِلُهَا ...بِالنُّطْقِ إِلَّا حَيْثُ يَسْتَكْمِلُهَا
الْعِلْمُ وَالْيَقِينُ وَالْقَبُولُ ... وَالِانْقِيَادُ فَادْرِ مَا أَقُولُ
وَالصِّدْقُ وَالْإِخْلَاصُ وَالْمَحَبَّهْ ... وَفَّقَكَ اللَّهُ لِمَا أَحَبَّهْ
فَصْلٌ فِي تَعْرِيفِ الْعِبَادَةِ وَذِكْرِ بَعْضِ أَنْوَاعِهَا وَأَنَّ مَنْ صَرَفَ مِنْهَا شَيْئًا لِغَيْرِ اللَّهِ فَقَدْ أَشْرَكَ
ثُمَّ الْعِبَادَةُ هِيَ اسْمٌ جَامِعُ ... لِكُلِّ مَا يَرْضَى الْإِلَهُ السَّامِعُ
وَفِي الْحَدِيثِ مُخُّهَا الدُّعَاءُ ... خَوْفٌ تَوَكُّلٌ كَذَا الرَّجَاءُ
وَرَغْبَةٌ وَرَهْبَةٌ خُشُوعُ ... وَخَشْيَةٌ إِنَابَةٌ خُضُوعُ
وَالِاسْتِعَاذَةُ وَالِاسْتِعَانَهْ ... كَذَا اسْتِغَاثَةٌ بِهِ سُبْحَانَهْ
وَالذَّبْحُ وَالنَّذْرُ وَغَيْرُ ذَلِكْ ... فَافْهَمْ هُدِيتَ أَوْضَحَ الْمَسَالِكْ
وَصَرْفُ بَعْضِهَا لِغَيْرِ اللَّهِ .. شِرْكٌ وَذَاكَ أَقْبَحُ الْمَنَاهِي
فَصَلٌ فِي بَيَانِ ضِدِّ التَّوْحِيدِ وَهُوَ الشِّرْكُ وَكَوْنِهِ يَنْقَسِمُ إِلَى قِسْمَيْنِ أَكْبَرَ وَأَصْغَرَ ، وَبَيَانِ كُلٍّ مِنْهُمَا .
وَالشِّرْكُ نَوْعَانِ فَشِرْكٌ أَكْبَرُ ... بِهِ خُلُودُ النَّارِ إِذْ لَا يُغْفَرُ
وَهْوَ اتِّخَاذُ الْعَبْدِ غَيْرَ اللَّهِ ... نِدًّا بِهِ مُسَوِّيًا مُضَاهِي
الشرح:
قال الشيخ حافظ رحمه الله تعالى:
( والشرك ) الذي هو ضد التوحيد ( نوعان ) ; أي ينقسم إلى نوعين :
( فشرك أكبر ) ينافي التوحيد بالكلية ويخرج صاحبه من الإسلام ( به خلود ) فاعله في ( النار ) أبدا ( إذ ) تعليل لأبدية الخلود أي لكونه ( لا يغفر ) قال الله تبارك وتعالى : ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما ) ( النساء : 48 ) وقال تعالى : ( ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا ) ( النساء : 116 ) وقال تعالى : ( لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم وقال المسيح يابني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار ) وقال تعالى : ( فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور حنفاء لله غير مشركين به ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق ) ( الحج : 31 ) .
وفي الصحيح عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من مات يشرك بالله شيئا دخل النار " وقلت أنا : ومن مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة . وفيه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : أتىالنبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال : يا رسول الله ، ما الموجبتان ؟ فقال : " من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة ، ومن مات يشرك بالله شيئا دخل النار " وفيه عنه رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة ، ومن لقي الله يشرك به شيئا دخل النار " وفيه من حديث أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أتاني جبريل عليه السلام فبشرني أنه من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة . قلت : وإن زنى وإن سرق ؟ قال : وإن زنى وإن سرق " . وفيه عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الذنب أعظم عند الله ؟ قال : " أن تجعل لله ندا وهو خلقك " الحديث .
( وهو ) أي الشرك الذي تقدم ذكره في المتن وذكر النصوص فيه في الشرح ( اتخاذ العبد غير الله ) من نبي أو ولي أو ملك أو قبر أو جني أو شجر أو حجر أو حيوان أو نار أو شمس أو قمر أو كوكب أو غير ذلك . ( ندا ) من دون الله ( به مسويا ) الله يحبه كحب الله ويخافه ويخشاه كخشية الله ويتبعه على غير مرضاة الله ويطيعه في معصية الله ويشركه في عبادة الله ( مضاه ) به الله ، قال الله تعالى : ( ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله ) ( البقرة : 165 ) وحكى عنهم في اختصامهم في النار : ( قالوا وهم فيها يختصمون تالله إن كنا لفي ضلال مبين إذ نسويكم برب العالمين ) ( الشعراء 96 - 98 ) وقد أخبرنا الله عز وجل أنهم لم يسووهم به في خلق ولا رزق ولا إحياء ولا إماتة ولا في شيء من تدبير الملكوت ، بل أخبرنا أنهم مقرون لله تعالى بالربوبية : ( ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم ) ( الزخرف : 9 ) وغير ذلك من الآيات والأحاديث التي تقدمت ، ولكنهم سووهم بالله تعالى في حبهم إياهم كحب الله ولم يجعلوا المحبة لله وحده ، في خوفهم منهم وخشيتهم كخشية الله ، ولم يجعلوا الخشية لله والخوف من الله وحده ، وأشركوهم في عبادة الله ولم يفردوا الله بالعبادة دون من سواه ، مع أنهم لم يعبدوهم استقلالا ، بل زعموهم شفعاء لهم عند الله ليقربوهم إلى الله زلفى ، ولكن اعتقدوا تلك الشفاعة والتقريب ملكا للمخلوق ويبطلونه منه ، وأن له أن يشفع بدون إذن الله ، والله تعالى يقول : ( ما من شفيع إلا من بعد إذنه ) ( يونس : 3 ) ولهذا سمى الله تعالى استشفاعهم ذلك شركا ، كما قال تعالى : ( ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون ) ( يونس : 18 ) فجمعوا في ذلك بين شركين : الأول عبادتهم إياهم من دون الله عز وجل ، والثاني جعلهم شفعاء بدون إذن الله عز وجل ، وقال تعالى : ألا لله الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى )
وفي حديث حصين المتقدم ، لما قال له النبي صلى الله عليه وسلم : " كم تعبد اليوم من إله ؟ " قال : سبعة ; ستة في الأرض وواحد في السماء . قال : " فمن تعبد لرغبتك ورهبتك ؟ " قال : الذي في السماء .
تعليق