إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

معا لحفظ منظومة سلم الوصول إلى علم الأصول في توحيد الله واتباع الرسول

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #61
    رد: معا لحفظ منظومة سلم الوصول إلى علم الأصول في توحيد الله واتباع الرسول

    قال الشيخ حافظ رحمه الله تعالى:

    باقٍ فَلاَ يَفْنَى وَلاَ يَبِيدُ ... وَلاَ يَكُونُ غَيْرَ مَا يُرِيدُ
    مُنفَرِدٌ بِالْخَلْقِ وَالإرَادَهْ ... وَحَاكِمٌ جَلَّ بِمَا أرَادَهْ
    فَمَنْ يَشَأْ وَفَّقَهُ بِفَضْلِهِ ... وَمن يَشَأْ أَضَلَّهُ بِعَدْلِهِ
    فَمِنْهُمُ الشَّقِيُّ والسَّعِيدُ ... وَذَا مُقَرَّبٌ وَذَا طَريدُ
    لِحِكْمَةٍ بَالِغَةٍ قَضَاهَا ... يَسْتَوْجِبُ الْحَمْدَ عَلَى اقتِضَاهَا
    وهُوَ الَّذِي يَرَى دَبِيبَ الذَرِّ ... في الظُّلُمَاتِ فَوْقَ صُمِّ الصَّخْرِ

    وَسَامِعٌ لِلْجَهْرِ وَالإِخفاتِ ... بِسَمْعِهِ الْوَاسِعِ لِلأَصْوَاتِ
    وَعِلْمُهُ بِمَا بَدَا وَمَا خَفِي ... أحَاطَ عِلْما بالْجَليِّ وَالْخَفِي
    وَهُوَ الْغَنِيُّ بِذَاتِهِ سُبْحَانَهُ ... جَلَّ ثَنَاؤُهُ تَعَالى شَانُهُ
    وكُلُّ شَيْءٍ رِزْقُهُ عَليْهِ ... وَكُلُّنَا مُفْتَقِرٌ إِلَيْهِ
    كَلَّمَ مُوسَى عَبْدَهُ تَكْلِيمًا ... وَلَمْ يَزَلْ بِخَلْقِهِ عَلِيمًا
    كَلَامُهُ جَلَّ عَنِ الْإِحْصَاءِ ... وَالْحَصْرِ وَالنَّفَادِ وَالْفَنَاءِ
    لَوْ صَارَ أَقْلَامًا جَمِيعُ الشَّجَرِ ... وَالْبَحْرُ تُلْقَى فِيهِ سَبْعَةُ أَبْحُرِ
    وَالْخَلْقُ تَكْتُبُهُ بِكُلِّ آنِ ... فَنَتْ وَلَيْسَ الْقَوْلُ مِنْهُ فَانِ
    وَالْقَوْلُ فِي كِتَابِهِ الْمُفَصَّلْ ... بِأَنَّهُ كَلَامُهُ الْمُنَزَّلْ
    عَلَى الرَّسُولِ الْمُصْطَفَى خَيْرِ الْوَرَى ... لَيْسَ بِمَخْلُوقٍ وَلَا بِمُفْتَرَى
    يُحْفَظُ بِالْقَلْبِ وَبِاللِّسَانِ ... يُتْلَى كَمَا يُسْمَعُ بِالْآذَانِ

    كَذَا بِالَابْصَارِ إِلَيْهِ يُنْظَرُ ... وَبِالْأَيَادِي خَطُّهُ يُسَطَّرُ
    وَكُلُّ ذِي مَخْلُوقَةٌ حَقِيقَهْ ... دُونَ كَلَامِ بَارِئِ الْخَلِيقَهْ
    جَلَّتْ صِفَاتُ رَبِّنَا الرَّحْمَنِ ... عَنْ وَصْفِهَا بِالْخَلْقِ وَالْحَدَثَانِ

    الشرح:
    قال الشيخ حافظ رحمه الله تعالى:

    ( وكل ذي ) المذكورات من القلب ، وحافظته ، وذاكرته ، واللسان وحركته ، والآذان وأسماعها ، والأبصار ونظرها ، والأيادي وكتابتها ، وأدوات الكتابة من أوراق وأقلام ومداد ، كلها ( مخلوقة حقيقه ) ليس في ذلك توقف ، ( دون ) القرآن الذي هو ( كلام ) الله - تعالى - ( بارئ الخليقه ) .

    قال
    الإمام أحمد رحمه الله تعالى : يتوجه العبد لله - تعالى - بالقرآن خمسة أوجه ، وهو فيها غير مخلوق : حفظ بقلب ، وتلاوة بلسان ، وسمع بأذن ، ونظرة ببصر ، وخط بيد . فالقلب مخلوق ، والمحفوظ غير مخلوق ، والتلاوة مخلوقة ، والمتلو غير مخلوق ، والسمع مخلوق ، والمسموع غير مخلوق ، والنظر مخلوق ، والمنظور إليه غير مخلوق ، والكتابة مخلوقة ، والمكتوب غير مخلوق . انتهى .

    فأعمال العباد مخلوقة ، والقرآن حيثما تصرف ، وأين كتب ، وحيث تلي ، كلام الله - تعالى - غير مخلوق .



    جلت صفات ربنا الرحمن عن وصفها بالخلق والحدثان


    فليس من صفات الله - تعالى - شيء مخلوق ، تعالى الله عن ذلك ، وتعالى عن أن تكون ذاته محلا للمخلوقات ، بل هو الأول بأسمائه وصفاته قبل كل شيء ، والآخر بأسمائه وصفاته بعد كل شيء ، لم يسبق شيء من صفاته بالعدم ، ولم يعقب بالفناء ، تعالى الله عما يقول الظالمون والجاحدون علوا كبيرا .



    جليبيب النبي هو اللي بحث عنه
    وكمان هو اللي دفنه بإيده
    أصل كل همه كان رضا ربه
    مش زيّنا شهرة وسط عبيده

    تعليق


    • #62
      رد: معا لحفظ منظومة سلم الوصول إلى علم الأصول في توحيد الله واتباع الرسول

      قال الشيخ حافظ رحمه الله تعالى:

      مُنفَرِدٌ بِالْخَلْقِ وَالإرَادَهْ ... وَحَاكِمٌ جَلَّ بِمَا أرَادَهْ
      فَمَنْ يَشَأْ وَفَّقَهُ بِفَضْلِهِ ... وَمن يَشَأْ أَضَلَّهُ بِعَدْلِهِ
      فَمِنْهُمُ الشَّقِيُّ والسَّعِيدُ ... وَذَا مُقَرَّبٌ وَذَا طَريدُ
      لِحِكْمَةٍ بَالِغَةٍ قَضَاهَا ... يَسْتَوْجِبُ الْحَمْدَ عَلَى اقتِضَاهَا
      وهُوَ الَّذِي يَرَى دَبِيبَ الذَرِّ ... في الظُّلُمَاتِ فَوْقَ صُمِّ الصَّخْرِ

      وَسَامِعٌ لِلْجَهْرِ وَالإِخفاتِ ... بِسَمْعِهِ الْوَاسِعِ لِلأَصْوَاتِ
      وَعِلْمُهُ بِمَا بَدَا وَمَا خَفِي ... أحَاطَ عِلْما بالْجَليِّ وَالْخَفِي
      وَهُوَ الْغَنِيُّ بِذَاتِهِ سُبْحَانَهُ ... جَلَّ ثَنَاؤُهُ تَعَالى شَانُهُ
      وكُلُّ شَيْءٍ رِزْقُهُ عَليْهِ ... وَكُلُّنَا مُفْتَقِرٌ إِلَيْهِ
      كَلَّمَ مُوسَى عَبْدَهُ تَكْلِيمًا ... وَلَمْ يَزَلْ بِخَلْقِهِ عَلِيمًا
      كَلَامُهُ جَلَّ عَنِ الْإِحْصَاءِ ... وَالْحَصْرِ وَالنَّفَادِ وَالْفَنَاءِ
      لَوْ صَارَ أَقْلَامًا جَمِيعُ الشَّجَرِ ... وَالْبَحْرُ تُلْقَى فِيهِ سَبْعَةُ أَبْحُرِ
      وَالْخَلْقُ تَكْتُبُهُ بِكُلِّ آنِ ... فَنَتْ وَلَيْسَ الْقَوْلُ مِنْهُ فَانِ
      وَالْقَوْلُ فِي كِتَابِهِ الْمُفَصَّلْ ... بِأَنَّهُ كَلَامُهُ الْمُنَزَّلْ
      عَلَى الرَّسُولِ الْمُصْطَفَى خَيْرِ الْوَرَى ... لَيْسَ بِمَخْلُوقٍ وَلَا بِمُفْتَرَى
      يُحْفَظُ بِالْقَلْبِ وَبِاللِّسَانِ ... يُتْلَى كَمَا يُسْمَعُ بِالْآذَانِ

      كَذَا بِالَابْصَارِ إِلَيْهِ يُنْظَرُ ... وَبِالْأَيَادِي خَطُّهُ يُسَطَّرُ
      وَكُلُّ ذِي مَخْلُوقَةٌ حَقِيقَهْ ... دُونَ كَلَامِ بَارِئِ الْخَلِيقَهْ
      جَلَّتْ صِفَاتُ رَبِّنَا الرَّحْمَنِ ... عَنْ وَصْفِهَا بِالْخَلْقِ وَالْحَدَثَانِ

      فَالصَّوْتُ وَالْأَلْحَانُ صَوْتُ الْقَارِي ... لَكِنَّمَا الْمَتْلُوُّ قَوْلُ الْبَارِي

      الشرح:
      قال الشيخ حافظ رحمه الله تعالى:

      ( فالصوت ) من جهوري وخفي ، ( والألحان ) من حسن وغيره ( صوت القاري ، لكنما المتلو ) المؤدى بذلك الصوت هو ( قول الباري ) جل وعلا .

      وفي الصحيحين عن
      أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه كان يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لم يأذن الله لشيء ما أذن للنبي - صلى الله عليه وسلم - يتغنى بالقرآن . ولابن ماجه بإسناد جيد ، عن فضالة بن عبيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لله أشد أذنا إلى الرجل الحسن الصوت بالقرآن ، من صاحب القينة إلى قينته .

      وعن
      سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : غنوا بالقرآن ، ليس منا من لم يغن بالقرآن ، وابكوا فإن لم تقدروا على البكاء ، فتباكوا .

      رواه البغوي ، ولأبي داود نحوه ، وله عن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول :
      ليس منا من لم يتغن بالقرآن . وله وللنسائي ، وابن ماجه بإسناد جيد ، عن البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : زينوا القرآن بأصواتكم .

      وفي الصحيحين ،
      عن جبير بن مطعم - رضي الله عنه - قال : سمعت رسول - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في المغرب بالطور ، فما سمعت أحدا أحسن صوتا ، أو قراءة منه . الحديث .

      ولابن ماجه ، عن جابر - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن من أحسن الناس صوتا بالقرآن الذي إذا سمعتموه يقرأ ، حسبتموه يخشى الله . ولأبي عبيد ، عن حذيفة بن اليمان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اقرءوا القرآن بلحون العرب وأصواتها ، وإياكم ولحون أهل الفسق وأهل الكتابين ، وسيجيء قوم من بعدي يرجعون بالقرآن ترجيع الغناء والرهبانية والنوح ، لا يجاوز حناجرهم ، مفتونة قلوبهم ، وقلوب الذين يعجبهم شأنهم .

      وفي الصحيحين عن أبي موسى - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :
      يا أبا موسى ، لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود . ففي جميع هذه الأحاديث التصريح بإضافة الصوت والألحان والتغني إلى العبد ; لأنه عمله ، والقرآن المؤدى بذلك الصوت هو كلام الله حقيقة ، وكذلك المهارة بالقرآن ، والتتعتع فيه هو فعل العبد وسعيه لما في الصحيح ، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة ، والذي يقرأ القرآن ، ويتتعتع فيه ، وهو عليه شاق له أجران . وهذا الفرق واضح ، ولله الحمد .

      وعليه أهل السنة والحديث
      كأحمد بن حنبل ، وأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري ، وغيرهما - رحمهم الله تعالى ، ولو كان الصوت هو نفس المتلو المؤدى به كما يقوله أهل الاتحاد ، لكان كل من سمع القرآن من أي تال وبأي صوت كليم الرحمن ، فلا مزية لموسى - عليه السلام - على غيره ، اللهم لك الحمد ، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا ، وهب لنا من لدنك رحمة ، إنك أنت الوهاب .




      جليبيب النبي هو اللي بحث عنه
      وكمان هو اللي دفنه بإيده
      أصل كل همه كان رضا ربه
      مش زيّنا شهرة وسط عبيده

      تعليق


      • #63
        رد: معا لحفظ منظومة سلم الوصول إلى علم الأصول في توحيد الله واتباع الرسول

        قال الشيخ حافظ رحمه الله تعالى:
        ( مسألة ) : اشتهر عن السلف الصالح كأحمد بن حنبل ، وهارون الفروي ، وجماعة أئمة الحديث أن اللفظية جهمية ، واللفظية هم من قال : لفظي بالقرآن مخلوق . قال أئمة السنة - رحمهم الله تعالى : ومن قال : لفظي بالقرآن غير مخلوق ، فهو مبتدع ، يعنون غير بدعية الجهمية ، وذلك لأن اللفظ يطلق على معنيين : أحدهما الملفوظ به ، وهو القرآن ، وهو كلام الله ، ليس فعلا للعبد ولا مقدورا له ، والثاني التلفظ ، وهو فعل العبد وكسبه وسعيه ، فإذا أطلق لفظ الخلق على المعنى الثاني ، شمل الأول ، وهو قول الجهمية ، وإذا عكس الأمر بأن قال : لفظي بالقرآن غير مخلوق ، شمل المعنى الثاني ، وهي بدعة أخرى من بدع الاتحادية . وهذا ظاهر عند كل عاقل ، فإنك إذا سمعت رجلا يقرأ ( قل هو الله أحد ) تقول : هذا لفظ سورة الإخلاص ، وتقول : هذا لفظ فلان بسورة الإخلاص ، إذ اللفظ معنى مشترك بين التلفظ الذي هو فعل العبد ، وبين الملفوظ به الذي هو كلام الله ، عز وجل .

        وهذا بخلاف ما ذكر السلف بقولهم : الصوت صوت القاري ، والكلام كلام الباري ، فإن الصوت معنى خاص بفعل العبد ، لا يتناول المتلو المؤدى بالصوت البتة ، ولا يصلح أن تقول هذا صوت
        قل هو الله أحد ، ولا يقول ذلك عاقل ، وإنما تقول هذا صوت فلان يقرأ قل هو الله أحد ، ونحو ذلك . نعم ، إذا سمع كلام الله - عز وجل - منه - تعالى - بدون واسطة ، كسماع موسى عليه الصلاة والسلام ، وسماع جبريل - عليه السلام ، وسماع أهل الجنة كلامه منه - عز وجل - فحينئذ التلاوة والمتلو صفة الباري - عز وجل - ليس منها شيء مخلوق .
        تعالى الله علوا كبيرا .


        جليبيب النبي هو اللي بحث عنه
        وكمان هو اللي دفنه بإيده
        أصل كل همه كان رضا ربه
        مش زيّنا شهرة وسط عبيده

        تعليق


        • #64
          رد: معا لحفظ منظومة سلم الوصول إلى علم الأصول في توحيد الله واتباع الرسول

          قال الشيخ حافظ رحمه الله تعالى:

          فَمَنْ يَشَأْ وَفَّقَهُ بِفَضْلِهِ ... وَمن يَشَأْ أَضَلَّهُ بِعَدْلِهِ
          فَمِنْهُمُ الشَّقِيُّ والسَّعِيدُ ... وَذَا مُقَرَّبٌ وَذَا طَريدُ
          لِحِكْمَةٍ بَالِغَةٍ قَضَاهَا ... يَسْتَوْجِبُ الْحَمْدَ عَلَى اقتِضَاهَا
          وهُوَ الَّذِي يَرَى دَبِيبَ الذَرِّ ... في الظُّلُمَاتِ فَوْقَ صُمِّ الصَّخْرِ

          وَسَامِعٌ لِلْجَهْرِ وَالإِخفاتِ ... بِسَمْعِهِ الْوَاسِعِ لِلأَصْوَاتِ
          وَعِلْمُهُ بِمَا بَدَا وَمَا خَفِي ... أحَاطَ عِلْما بالْجَليِّ وَالْخَفِي
          وَهُوَ الْغَنِيُّ بِذَاتِهِ سُبْحَانَهُ ... جَلَّ ثَنَاؤُهُ تَعَالى شَانُهُ
          وكُلُّ شَيْءٍ رِزْقُهُ عَليْهِ ... وَكُلُّنَا مُفْتَقِرٌ إِلَيْهِ
          كَلَّمَ مُوسَى عَبْدَهُ تَكْلِيمًا ... وَلَمْ يَزَلْ بِخَلْقِهِ عَلِيمًا
          كَلَامُهُ جَلَّ عَنِ الْإِحْصَاءِ ... وَالْحَصْرِ وَالنَّفَادِ وَالْفَنَاءِ
          لَوْ صَارَ أَقْلَامًا جَمِيعُ الشَّجَرِ ... وَالْبَحْرُ تُلْقَى فِيهِ سَبْعَةُ أَبْحُرِ
          وَالْخَلْقُ تَكْتُبُهُ بِكُلِّ آنِ ... فَنَتْ وَلَيْسَ الْقَوْلُ مِنْهُ فَانِ
          وَالْقَوْلُ فِي كِتَابِهِ الْمُفَصَّلْ ... بِأَنَّهُ كَلَامُهُ الْمُنَزَّلْ
          عَلَى الرَّسُولِ الْمُصْطَفَى خَيْرِ الْوَرَى ... لَيْسَ بِمَخْلُوقٍ وَلَا بِمُفْتَرَى
          يُحْفَظُ بِالْقَلْبِ وَبِاللِّسَانِ ... يُتْلَى كَمَا يُسْمَعُ بِالْآذَانِ

          كَذَا بِالَابْصَارِ إِلَيْهِ يُنْظَرُ ... وَبِالْأَيَادِي خَطُّهُ يُسَطَّرُ
          وَكُلُّ ذِي مَخْلُوقَةٌ حَقِيقَهْ ... دُونَ كَلَامِ بَارِئِ الْخَلِيقَهْ
          جَلَّتْ صِفَاتُ رَبِّنَا الرَّحْمَنِ ...عَنْ وَصْفِهَا بِالْخَلْقِ وَالْحَدَثَانِ

          فَالصَّوْتُ وَالْأَلْحَانُ صَوْتُ الْقَارِي ... لَكِنَّمَا الْمَتْلُوُّ قَوْلُ الْبَارِي
          مَا قَالَهُ لَا يَقْبَلُ التَّبْدِيلَا ... كَلَّا وَلَا أَصْدَقُ مِنْهُ قِيلًا

          الشرح:
          قال الشيخ حافظ رحمه الله تعالى:

          ( ما قاله لا يقبل التبديلا ) قال الله تعالى : ( ما يبدل القول لدي ) ، ( ق : 29 ) ، وقال تعالى : ( واتل ما أوحي إليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته ) ، ( الكهف : 27 ) ، وقال تعالى : ( وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم ) ، ( الأنعام : 115 ) ، وقال تعالى : ( لا تبديل لكلمات الله ) ، ( يونس : 64 ) .

          ( كلا ) أي لا يكون ذلك ، ( ولا أصدق منه ) أي من الله - تعالى - ( قيلا ) أي قولا ، وهو تمييز محول عن اسم لا ، والتقدير لا قيل أصدق من قيله ، قال الله تبارك وتعالى : (
          الله لا إله إلا هو ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه ومن أصدق من الله حديثا ) ، ( النساء : 87 ) ، وقال تعالى في الآية الأخرى : ( ومن أصدق من الله قيلا ) ، ( النساء : 112 ) أي من أصدق من الله - تعالى - في حديثه وخبره ، ووعده ووعيده ؟ والجواب : لا أحد .

          وفي خطبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :
          إن أصدق الحديث كلام الله ، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم . الحديث .





          جليبيب النبي هو اللي بحث عنه
          وكمان هو اللي دفنه بإيده
          أصل كل همه كان رضا ربه
          مش زيّنا شهرة وسط عبيده

          تعليق


          • #65
            رد: معا لحفظ منظومة سلم الوصول إلى علم الأصول في توحيد الله واتباع الرسول

            قال الشيخ حافظ رحمه الله تعالى:

            وهُوَ الَّذِي يَرَى دَبِيبَ الذَرِّ ... في الظُّلُمَاتِ فَوْقَ صُمِّ الصَّخْرِ

            وَسَامِعٌ لِلْجَهْرِ وَالإِخفاتِ ... بِسَمْعِهِ الْوَاسِعِ لِلأَصْوَاتِ
            وَعِلْمُهُ بِمَا بَدَا وَمَا خَفِي ... أحَاطَ عِلْما بالْجَليِّ وَالْخَفِي
            وَهُوَ الْغَنِيُّ بِذَاتِهِ سُبْحَانَهُ ... جَلَّ ثَنَاؤُهُ تَعَالى شَانُهُ
            وكُلُّ شَيْءٍ رِزْقُهُ عَليْهِ ... وَكُلُّنَا مُفْتَقِرٌ إِلَيْهِ
            كَلَّمَ مُوسَى عَبْدَهُ تَكْلِيمًا ... وَلَمْ يَزَلْ بِخَلْقِهِ عَلِيمًا
            كَلَامُهُ جَلَّ عَنِ الْإِحْصَاءِ ... وَالْحَصْرِ وَالنَّفَادِ وَالْفَنَاءِ
            لَوْ صَارَ أَقْلَامًا جَمِيعُ الشَّجَرِ ... وَالْبَحْرُ تُلْقَى فِيهِ سَبْعَةُ أَبْحُرِ
            وَالْخَلْقُ تَكْتُبُهُ بِكُلِّ آنِ ... فَنَتْ وَلَيْسَ الْقَوْلُ مِنْهُ فَانِ
            وَالْقَوْلُ فِي كِتَابِهِ الْمُفَصَّلْ ... بِأَنَّهُ كَلَامُهُ الْمُنَزَّلْ
            عَلَى الرَّسُولِ الْمُصْطَفَى خَيْرِ الْوَرَى ... لَيْسَ بِمَخْلُوقٍ وَلَا بِمُفْتَرَى
            يُحْفَظُ بِالْقَلْبِ وَبِاللِّسَانِ ... يُتْلَى كَمَا يُسْمَعُ بِالْآذَانِ

            كَذَا بِالَابْصَارِ إِلَيْهِ يُنْظَرُ ... وَبِالْأَيَادِي خَطُّهُ يُسَطَّرُ
            وَكُلُّ ذِي مَخْلُوقَةٌ حَقِيقَهْ ... دُونَ كَلَامِ بَارِئِ الْخَلِيقَهْ
            جَلَّتْ صِفَاتُ رَبِّنَا الرَّحْمَنِ ...عَنْ وَصْفِهَا بِالْخَلْقِ وَالْحَدَثَانِ

            فَالصَّوْتُ وَالْأَلْحَانُ صَوْتُ الْقَارِي ... لَكِنَّمَا الْمَتْلُوُّ قَوْلُ الْبَارِي
            مَا قَالَهُ لَا يَقْبَلُ التَّبْدِيلَا ... كَلَّا وَلَا أَصْدَقُ مِنْهُ قِيلًا
            وَقَدْ رَوَى الثِّقَاتُ عَنْ خَيْرِ الْمَلَا ... بِأَنَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَعَلَا

            فِي ثُلُثِ اللَّيْلِ الْأَخِيرِ يَنْزِلُ ... يَقُولُ هَلْ مِنْ تَائِبٍ فَيُقْبَلُ
            هَلْ مِنْ مُسِيءٍ طَالِبٍ لِلْمَغْفِرَهْ ... يَجِدُ كَرِيمًا قَابِلًا لِلْمَعْذِرَهْ

            الشرح:
            قال الشيخ حافظ رحمه الله تعالى:

            أي ، ومما يجب الإيمان به وإثباته ، وإمراره كما جاء صفة النزول للرب - عز وجل - كما ثبت في الأحاديث الصحيحة المشهورة عن فضلاء الصحابة كأبي بكر الصديق ، وعلي بن أبي طالب ، وأبي هريرة ، وأبي سعيد ، وجبير بن مطعم ، وجابر بن عبد الله ، وعبد الله بن مسعود ، وعمرو بن عبسة ، ورفاعة الجهني ، وعثمان بن أبي العاص الثقفي ، وأبي الدرداء ، وابن عباس ، وعبادة بن الصامت ، وأبي الخطاب ، وعمر بن عامر السلمي ، وغيرهم رضي الله عنهم .

            فعن
            أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ينزل الله ليلة النصف من شعبان ، فيغفر لكل نفس إلا إنسانا في قلبه شحناء أو شرك . رواه جماعة ، عن ابن وهب . وعن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لولا أن أشق على أمتي ، لأخرت العشاء الأخيرة إلى ثلث الليل ، فإنه إذا مضى ثلث الليل ، هبط الله - عز وجل - إلى سماء الدنيا لم يزل بها حتى يطلع الفجر ، فيقول : ألا سائل يعطى ، ألا داع فيجاب ، ألا مذنب يستغفر فيغفر له ، ألا سقيم يستشفي فيشفى . رواه الطبراني في السنة .

            وعن
            أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل ، فيقول : من يدعوني فأستجيب له ؟ من يسألني فأعطيه ؟ من يستغفرني فأغفر له ؟ . أخرجاه في الصحيحين .

            وفي رواية عن
            أبي هريرة ، وأبي سعيد رضي الله عنهما : أنهما شهدا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : إن الله يمهل ، حتى إذا كان ثلث الليل ، هبط إلى السماء الدنيا ، فنادى : هل من مذنب يتوب ؟ هل من مستغفر ؟ هل من سائل ؟ . وفي مسند أحمد - رحمه الله تعالى - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم : ينزل الله كل ليلة إذا مضى ثلث الليل الأول ، فيقول : أنا الملك ، من ذا الذي يستغفرني فأغفر له .

            وحديث أبي هريرة - رضي الله عنه - في النزول قد تعددت طرقه في الصحيحين وسائر الأمهات ، وقد ساقه إمام الأئمة أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة في كتاب التوحيد من أكثر من ثلاثين طريقا ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - إلى النبي - صلى الله عليه وسلم . وفي رواية عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : إن الله ينزل إلى السماء الدنيا ، وله في كل سماء كرسي ، فإذا نزل إلى سماء الدنيا ، جلس على كرسيه ، ثم مد ساعديه فيقول : من ذا الذي يقرض غير عديم ولا ظلوم ، من ذا الذي يستغفرني فأغفر له ، من ذا الذي يتوب فأتوب عليه ، فإذا كان عند الصبح ، ارتفع فجلس على كرسيه . رواه ابن منده ، قال : وله أصل مرسل .

            وعن
            جبير بن مطعم رضي الله عنه ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ينزل الله إلى سماء الدنيا كل ليلة ، فيقول جل جلاله : هل من سائل فأعطيه ؟ هل من مستغفر فأغفر له ؟ . حديث صحيح ، رواه النسائي ، وأبو الوليد الطيالسي .

            وعن جابر - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : إن الله ينزل كل ليلة إلى سماء الدنيا لثلث الليل ، فيقول : ألا عبد من عبيدي يدعوني فأستجيب له ؟ أو ظالم لنفسه يدعوني فأغفر له ؟ ألا مقتر عليه رزقه ؟ ألا مظلوم يستنصرني فأنصره ؟ ألا عان يدعوني فأفك عنه ؟ فيكون ذلك مكانه حتى يفيء الفجر ، ثم يعلو ربنا - عز وجل - إلى السماء العليا على كرسيه . رواه
            الدارقطني .

            وعن
            ابن مسعود رضي الله عنه ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : إن الله - تعالى - إذا كان ثلث الليل الآخر ، نزل إلى سماء الدنيا ، ثم بسط يده ، فقال : من يسألني فأعطيه ؟ حتى يطلع الفجر . حديث حسن ، رواه أحمد في مسنده ، ورجاله أئمة .

            ورواه أبو معاوية بلفظ :
            إن الله - تعالى - يفتح أبواب السماء ، ثم يهبط إلى السماء الدنيا ، ثم يبسط يده فيقول : ألا عبد يسألني فأعطيه ؟ حتى يطلع الفجر . وعن رفاعة الجهني قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا مضى نصف الليل أو ثلث الليل ، نزل الله إلى سماء الدنيا ، فقال : لا أسأل عن عبادي غيري ، من ذا الذي يستغفرني فأغفر له ؟ من ذا الذي يدعوني فأستجيب له ؟ من ذا الذي يسألني فأعطيه ؟ حتى ينفجر الفجر . حديث صحيح ، رواه أحمد في مسنده .

            وعن عثمان بن أبي العاص الثقفي رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : ينزل الله إلى سماء الدنيا كل ليلة فيقول : هل من داع فأستجيب له ؟ هل من سائل فأعطيه ؟ هل من مستغفر فأغفر له ؟ وأن داود خرج ذات ليلة ، فقال : لا يسأل الله شيئا إلا أعطاه ، إلا أن يكون ساحرا أو عشارا . رواه الإمام أحمد بنحوه ، وعن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ينزل الله - تبارك وتعالى - في آخر ثلاث ساعات بقين من الليل ، ينظر في الساعة الأولى منهن في الكتاب الذي لا ينظر فيه غيره ، فيمحو ما يشاء ويثبت ، ثم ينظر في الساعة الثانية في جنة عدن ، وهي مسكنه الذي يسكن ، لا يكون معه فيها إلا الأنبياء والشهداء والصديقون ، وفيها ما لم ير أحد ، ولم يخطر على قلب بشر ، ثم يهبط في آخر ساعة من الليل يقول : ألا مستغفر فأغفر له ؟ ألا سائل فأعطيه ؟ ألا داع فأستجيب له ؟ . رواه عثمان بن سعيد الدارمي .

            وروى
            موسى بن عقبة ، عن إسحاق بن يحيى بن الوليد ، عن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ينزل الله كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر ، فيقول : ألا عبد يدعوني فأستجيب له ؟ ألا ظالم لنفسه يدعوني فأقبله ؟ فيكون كذلك إلى مطلع الصبح ، ويعلو على كرسيه .

            وعن أبي الخطاب - رضي الله عنه - أنه قال ، وقد سئل عن الوتر : أحب أوتر نصف الليل ، فإن الله يهبط من السماء السابعة إلى السماء الدنيا ، فيقول : هل من مذنب ؟ هل من مستغفر ؟ هل من داع ؟ حتى إذا طلع الفجر ارتفع . رواه محمد بن سعد في طبقاته . وعن عمرو بن عامر السلمي - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
            إذا ذهب ثلث الليل ، أو قال نصف الليل ، ينزل الله إلى سماء الدنيا فيقول : هل من عان فأفكه ؟ هل من سائل فأعطيه ؟ هل من داع فأستجيب له ؟ هل من مستغفر فأغفر له ؟ . رواه ابن منده .

            وعن عبيد بن السباق أنه بلغه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ينزل ربنا من آخر الليل ، فينادي مناد في السماء العليا : ألا نزل الخالق العليم ، فيخرج أهل السماء وينادي فيهم مناد بذلك ، فلا يمر بأهل السماء إلا وهم سجود . رواه أبو داود .


            وروى أبو اليمان ، ويحيى بن كثير ، وعبد الصمد بن النعمان ، ويزيد بن هارون ، وهذا سياق حديثه ، أخبرنا حريز بن عثمان ، حدثنا سليم بن عامر ، عن عمرو بن عبسة قال : أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت : يا رسول الله جعلني الله فداك ، شيء تعلمه وأجهله ، ينفعني ولا يضرك ، ما ساعة أقرب من ساعة ، وما ساعة تبقى فيها ؟ يعني الصلاة ، فقال : يا عمرو بن عبسة ، لقد سألتني عن شيء ، ما سألني عنه أحد قبلك . إن الرب - تعالى - يتدلى من جوف الليل فيغفر ، إلا ما كان من الشرك والبغي ، والصلاة مشهودة حتى تطلع الشمس ، فإنها تطلع على قرن الشيطان ، وهي صلاة الكفار ، فأقصر عن الصلاة حتى ترتفع الشمس ، فإذا استعلت الشمس ، فالصلاة مشهودة حتى يعتدل النهار ، فإذا اعتدل النهار ، فأخر الصلاة ، فإنها حينئذ تسجر جهنم ، فإذا فاء الفيء ، فالصلاة مشهودة حتى تدلى للغروب ، فإنها تغيب بين قرني الشيطان ، فأقصر عن الصلاة حتى تجب الشمس . وهو في مسلم مطولا .

            قلت : وهذا في معنى قوله تبارك وتعالى : (
            أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ) ، ( الإسراء : 77 - 78 )، وفي كتاب السنة للخلال ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : ينزل الله كل ليلة إلى سماء الدنيا ثلث الليل الأوسط ، فيقول : من يدعوني فأستجيب له ؟ ومن يسألني فأعطيه ؟ ويترك أهل الحقد لحقدهم . وعن أبي الدرداء رضي الله عنه ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - - قال : إن الله - عز وجل - ينزل في ثلاث ساعات بقين من الليل ، يفتح الذكر من الساعة الأولى ، لم يره أحد غيره ، فيمحو ما يشاء ويثبت ما شاء ، ثم ينزل في الساعة الثانية إلى جنة عدن التي لم ترها عين ، ولم تخطر على قلب بشر ، ولا يسكنها من بني آدم غير ثلاثة : النبيين ، والصديقين ، والشهداء ، ثم يقول : طوبى لمن دخلك ، ثم ينزل في الساعة الثالثة إلى سماء الدنيا بروحه وملائكته ، فينتفض فيقول : قيومي بعزتي ، ثم يطلع إلى عباده فيقول : هل من مستغفر أغفر له ؟ هل من داع أجيبه ؟ حتى تكون صلاة الفجر .

            وكذلكم يقول : (
            وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا ) ، فيشهده الله وملائكة الليل والنهار
            . رواه ابن خزيمة في كتاب التوحيد ، وقد تقدم قريبا بغير هذا اللفظ . وله عن القاسم بن محمد ، عن أبيه أو عمه ، عن جده ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ينزل الله - تعالى - ليلة النصف ، فيغفر للمؤمنين . الحديث .

            رواه ابن زنجويه . وعن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا كان ليلة النصف من شعبان ، هبط الله - تعالى - إلى سماء الدنيا ، فيغفر لأهل الأرض إلا لكافر أو مشاحن . رواه محمد بن الفضل البخاري . وعن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : ينزل ربنا إلى سماء الدنيا في النصف من شعبان ، فيغفر لأهل الأرض إلا لكافر أو مشاحن . قلت : ولا منافاة بين أحاديث تخصيص النزول بليلة النصف من شعبان ، وبين الأحاديث القاضية أنه كل ليلة ، فإن النزول في ليلة النصف من شعبان مطلق ، والنزول في كل ليلة مقيد بالنصف في لفظ ، وبالثلث في آخر ، على أنه ليس في تخصيص النزول بنصف شعبان نفي له فيما عداها ، والأحاديث التي فيها النزول كل ليلة أكثر وأشهر ، وأصح بلا شك ولا مرية .

            وقد ثبت النزول أيضا في عشية عرفة كما روى
            ابن أبي حاتم من حديث أبي الزبير ، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : إذا كان عرفة ، فإن الله ينزل إلى سماء الدنيا ، فيباهي بهم الملائكة ، فيقول : انظروا إلى عبادي ، أتوني شعثا غبرا ، أشهدكم أني قد غفرت لهم .

            ورواه الخلال في السنة من حديث أبي النضر ، عن أيوب ، عن أبي الزبير ، عنه يرفعه : أفضل أيام الدنيا أيام العشر . قالوا : يا رسول الله ، ولا مثلهن في سبيل الله ؟ قال : إلا من عفر وجهه في التراب ، إن عشية عرفة ينزل الله إلى سماء الدنيا ، فيقول للملائكة : انظروا إلى عبادي هؤلاء شعثا غبرا ، جاءوا من كل فج عميق ضاحين ، يسألوني رحمتي ، فلا يرى يوما أكثر عتيقا ولا عتيقة .

            وروى
            خلاد بن يحيى ، حدثنا عبد الوهاب ، عن مجاهد ، عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال : كنت جالسا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فجاء رجلان : أحدهما أنصاري ، والآخر ثقفي ، فذكر الحديث . وفيه : إن الله ينزل إلى السماء الدنيا ، فيقول للملائكة : هؤلاء عبادي جاءوني شعثا غبرا من كل فج عميق ، اشهدوا أني قد غفرت لهم ذنوبهم . رواه طلحة بن مصرف ، عن مجاهد به . وقد روي النزول في رمضان ، وليس هو نافيا له في غيره ، فروى علي بن معبد ، عن عبيد الله بن عمرو ، عن زيد بن أبي أنيسة ، عن طارق ، عن سعيد بن جبير سمعت ابن عباس - رضي الله عنهما - يقول : إن الله - تبارك وتعالى - ينزل في شهر رمضان ، إذا ذهب الثلث الأول من الليل ، هبط إلى السماء الدنيا ، ثم قال : هل من سائل يعطى ؟ هل من مستغفر يغفر له ؟ هل من تائب يتاب عليه ؟ .

            وروى عبيد الله بن موسى : قال ابن أبي ليلى ، عن المنهال ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس في قوله تعالى : ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) ، ( إبراهيم : 27 ) قال : ينزل الله إلى السماء الدنيا في شهر رمضان ، يدبر أمر السنة ، فيمحو ما يشاء غير الشقاوة والسعادة والموت والحياة .

            وإسناده حسن ، وهذا الموقوف له حكم المرفوع عند المحدثين ; لأنه لا يقال من قبل الرأي ، وقد ثبت النزول لفصل القضاء وللتجلي لأهل الجنة ، كما ستأتي الأحاديث إن شاء الله - تعالى - في ذلك .

            ونحن نشهد شهادة مقر بلسانه ، مصدق بقلبه ، مستيقن بما في هذه الأخبار من ذكر
            نزول الرب - جل وعلا - من غير أن نصف الكيفية ; لأن نبينا المصطفى - صلى الله عليه وسلم - لم يصف كيفية نزول خالقنا إلى سماء الدنيا ، وأعلمنا أنه ينزل ، والله - جل وعلا - لم يترك ولا نبيه - صلى الله عليه وسلم - بيان ما بالمسلمين إليه الحاجة من أمر دينهم ، فنحن قائلون مصدقون بما في هذه الأخبار من ذكر النزول ، كما يشاء ربنا ، وعلى ما يليق بجلاله وعظمته - عز وجل - غير متكلفين القول بصفته أو بصفة الكيفية ، إذ النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يصف لنا كيفية النزول ، فنسير بسير النصوص حيث سارت ، ونقف معها حيث وقفت ، لا نعدوها إن شاء الله - تعالى - ولا نقصر عنها ، وقد تكلفت جماعة من مثبتي المتكلمين ، فخاضوا في معنى ذلك ، وفي ذلك الانتقال وعدمه ، وفي خلو العرش منه وعدمه نفيا وإثباتا ، وذلك تكلف منهم ، ودخول فيما لا يعنيهم ، وهو ضرب من التكييف ، لم يأت في لفظ النصوص ، ولم يسأل الصحابة النبي - صلى الله عليه وسلم - عن شيء من ذلك حين حدثهم بالنزول ، فنحن نؤمن بذلك نصدق به كما آمنوا وصدقوا ، فإن قال لنا متعنت أو متنطع : يلزم من إثبات كذا كيت وكيت في أي شيء من صفات الله ، قلنا له : أنت لا تلزمنا نحن فيما تدعيه ، وإنما تلزم قائل ذلك ، وهو رسول الله - صلى الله عليه وسلم . فإن كان ذلك لازما لما قاله حقيقة ، وجب الإيمان به ، إذ لازم الحق حق ، وإن لم يك ذلك لازما له ، فأنت معترض على النبي صلى الله عليه وسلم ، كاذب عليه متقدم بين يديه .


            وروى البيهقي ، عن الحاكم ، عن محمد بن صالح بن هانئ ، سمع أحمد بن سلمة ، سمعت إسحاق بن راهويه يقول : جمعني وهذا المبتدع - يعني : إبراهيم بن أبي صالح - مجلس الأمير عبد الله بن طاهر ، فسألني الأمير عن أخبار النزول فسردتها ، فقال ابن أبي صالح : كفرت برب ينزل من سماء إلى سماء . فقلت : آمنت برب يفعل ما يشاء .

            وقال إسحاق رحمه الله تعالى : دخلت على
            ابن طاهر ، فقال : ما هذه الأحاديث ، يروون أن الله ينزل إلى السماء الدنيا ؟ قلت : نعم ، رواها الثقات الذين يروون الأحكام . فقال : ينزل ، ويدع عرشه ؟ فقلت : يقدر أن ينزل من غير أن يخلو منه العرش ؟ قال : نعم . فقلت : فلم تتكلم في هذا ؟ وقال إسحاق أيضا : قال لي ابن طاهر : يا أبا يعقوب ، هذا الذي تروونه ، ينزل ربنا كل ليلة كيف ينزل ؟ قلت : أعز الله الأمير ، لا كيف ، إنما ينزل بلا كيف . وقال أحمد بن سعيد الرباطي : حضرت مجلس ابن طاهر ، وحضر إسحاق فسئل عن حديث النزول أصحيح هو ؟ قال : نعم . فقال له بعض القواد : كيف ينزل ؟ فقال : أثبته فوق حتى أصف لك النزول ؟ فقال الرجل : أثبته فوق ؟ فقال إسحاق : قال الله تعالى : ( وجاء ربك والملك صفا صفا ) ، ( الفجر : 22 ) فقال ابن طاهر : هذا يا أبا يعقوب يوم القيامة . فقال : ومن يجيء يوم القيامة من يمنعه اليوم ؟ ا هـ من كتاب العلو .

            وهذا الذي قاله إسحاق - رحمه الله تعالى - هو الذي عليه عامة أهل السنة والجماعة ، كما قدمنا عنهم في جميع نصوص الصفات ، وأن مذهبهم إمرارها كما جاءت ، والإيمان بها بلا كيف .



            جليبيب النبي هو اللي بحث عنه
            وكمان هو اللي دفنه بإيده
            أصل كل همه كان رضا ربه
            مش زيّنا شهرة وسط عبيده

            تعليق


            • #66
              رد: معا لحفظ منظومة سلم الوصول إلى علم الأصول في توحيد الله واتباع الرسول

              قال الشيخ حافظ رحمه الله تعالى:

              وَسَامِعٌ لِلْجَهْرِ وَالإِخفاتِ ... بِسَمْعِهِ الْوَاسِعِ لِلأَصْوَاتِ
              وَعِلْمُهُ بِمَا بَدَا وَمَا خَفِي ... أحَاطَ عِلْما بالْجَليِّ وَالْخَفِي
              وَهُوَ الْغَنِيُّ بِذَاتِهِ سُبْحَانَهُ ... جَلَّ ثَنَاؤُهُ تَعَالى شَانُهُ
              وكُلُّ شَيْءٍ رِزْقُهُ عَليْهِ ... وَكُلُّنَا مُفْتَقِرٌ إِلَيْهِ
              كَلَّمَ مُوسَى عَبْدَهُ تَكْلِيمًا ... وَلَمْ يَزَلْ بِخَلْقِهِ عَلِيمًا
              كَلَامُهُ جَلَّ عَنِ الْإِحْصَاءِ ... وَالْحَصْرِ وَالنَّفَادِ وَالْفَنَاءِ
              لَوْ صَارَ أَقْلَامًا جَمِيعُ الشَّجَرِ ... وَالْبَحْرُ تُلْقَى فِيهِ سَبْعَةُ أَبْحُرِ
              وَالْخَلْقُ تَكْتُبُهُ بِكُلِّ آنِ ... فَنَتْ وَلَيْسَ الْقَوْلُ مِنْهُ فَانِ
              وَالْقَوْلُ فِي كِتَابِهِ الْمُفَصَّلْ ... بِأَنَّهُ كَلَامُهُ الْمُنَزَّلْ
              عَلَى الرَّسُولِ الْمُصْطَفَى خَيْرِ الْوَرَى ... لَيْسَ بِمَخْلُوقٍ وَلَا بِمُفْتَرَى
              يُحْفَظُ بِالْقَلْبِ وَبِاللِّسَانِ ... يُتْلَى كَمَا يُسْمَعُ بِالْآذَانِ

              كَذَا بِالَابْصَارِ إِلَيْهِ يُنْظَرُ ... وَبِالْأَيَادِي خَطُّهُ يُسَطَّرُ
              وَكُلُّ ذِي مَخْلُوقَةٌ حَقِيقَهْ ... دُونَ كَلَامِ بَارِئِ الْخَلِيقَهْ
              جَلَّتْ صِفَاتُ رَبِّنَا الرَّحْمَنِ ...عَنْ وَصْفِهَا بِالْخَلْقِ وَالْحَدَثَانِ

              فَالصَّوْتُ وَالْأَلْحَانُ صَوْتُ الْقَارِي ... لَكِنَّمَا الْمَتْلُوُّ قَوْلُ الْبَارِي
              مَا قَالَهُ لَا يَقْبَلُ التَّبْدِيلَا ... كَلَّا وَلَا أَصْدَقُ مِنْهُ قِيلًا
              وَقَدْ رَوَى الثِّقَاتُ عَنْ خَيْرِ الْمَلَا ... بِأَنَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَعَلَا
              فِي ثُلُثِ اللَّيْلِ الْأَخِيرِ يَنْزِلُ ... يَقُولُ هَلْ مِنْ تَائِبٍ فَيُقْبَلُ
              هَلْ مِنْ مُسِيءٍ طَالِبٍ لِلْمَغْفِرَهْ ... يَجِدُ كَرِيمًا قَابِلًا لِلْمَعْذِرَهْ

              يَمُنُّ بِالْخَيْرَاتِ وَالْفَضَائِلْ ... وَيَسْتُرُ الْعَيْبَ وَيُعْطِي السَّائِلْ
              وَأَنَّهُ يَجِيءُ يَوْمَ الْفَصْلِ ... كَمَا يَشَاءُ لِلْقَضَاءِ الْعَدْلِ

              الشرح:
              قال الشيخ حافظ رحمه الله تعالى:

              قال الله تبارك وتعالى : ( هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الأمر وإلى الله ترجع الأمور ) ، ( البقرة : 90 ) ، وقال تبارك وتعالى : ( هل ينظرون إلا أن يأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك ) ، ( الأنعام : 158 ) ، وقال تعالى : ( ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا ) ، ( الفرقان : 25 ) ، وقال تعالى : ( كلا إذا دكت الأرض دكا دكا وجاء ربك والملك صفا صفا ) ، ( الفجر : 21 - 22 ) ، وقال تعالى : ( وأشرقت الأرض بنور ربها ) ( الزمر : 69 ) .

              وفي حديث الصور المشهور الذي ساقه غير واحد من أصحاب المسانيد ، وغيرهم عن
              أبي هريرة رضي الله عنه ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفيه : إن الناس إذا اهتموا لموقفهم في العرصات ، تشفعوا إلى ربهم بالأنبياء واحدا واحدا ، من آدم فمن بعده ، فكلهم يحيد عنها حتى ينتهوا إلى محمد - صلى الله عليه وسلم - فإذا جاءوا إليه ، قال : أنا لها أنا لها ، فيذهب فيسجد لله - تعالى - تحت العرش ، ويشفع عند الله في أن يأتي لفصل القضاء بين العباد ، فيشفعه الله ويأتي في ظلل من الغمام بعدما تنشق السماء الدنيا ، وينزل من فيها من الملائكة ، ثم الثانية ثم الثالثة إلى السابعة ، وينزل حملة العرش والكروبيون ، قال : وينزل الجبار - عز وجل - في ظلل من الغمام ولهم زجل من تسبيحهم ، يقولون : سبحان ذي الملك والملكوت ، سبحان ذي العزة والجبروت ، سبحان الحي الذي لا يموت ، سبحان الذي يميت الخلائق ولا يموت ، سبوح قدوس رب الملائكة والروح ، سبوح قدوس سبحان ربنا الأعلى ، سبحان ذي السلطة والعظمة ، سبحانه سبحانه أبدا أبدا . وعن ابن مسعود رضي الله عنه ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : يجمع الله الأولين والآخرين لميقات يوم معلوم أربعين سنة ، شاخصة أبصارهم إلى السماء ، ينتظرون فصل القضاء ، وينزل الله في ظلل من الغمام من العرش إلى الكرسي . رواه ابن منده ، وقال الذهبي : إسناده حسن .

              وعن
              أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : إذا كان يوم القيامة ، نزل الرب إلى العباد . رواه مسلم . وعن أسماء بنت يزيد - رضي الله عنها - قالت : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : يهبط الرب - تعالى - من السماء السابعة إلى المقام الذي هو قائمه ، ثم يخرج عنق من النار فيظل الخلائق كلهم ، فيقول : أمرت بكل جبار عنيد ، ومن زعم أنه عزيز كريم ، ومن دعا مع الله إلها آخر . رواه أبو أحمد العسال في كتاب السنة . وفي الصحيحين من حديث الشفاعة عن أبي هريرة - رضي الله عنه - وفيه : يجمع الله الناس يوم القيامة فيقول : من كان يعبد شيئا فليتبعه ، فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس ، ويتبع من كان يعبد القمر القمر ، ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت ، وتبقى هذه الأمة فيها شافعوها ، أو منافقوها ، شك إبراهيم - يعني ابن سعد الراوي ، عن ابن شهاب - فيأتيهم الله تعالى فيقول : أنا ربكم . فيقولون : هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا ، فإذا جاء ربنا عرفناه ، فيأتيهم الله في صورته التي يعرفون ، فيقول : أنا ربكم ، فيقولون : أنت ربنا فيتبعونه ، ويضرب الصراط بين ظهري جهنم . وذكر الحديث بطوله . ولهما نحوه من حديث أبي سعيد ، وفيه : حتى يبقى من كان يعبد الله من بر أو فاجر ، فيقال لهم : ما يحبسكم وقد ذهب الناس ؟ فيقولون : فارقناهم ، ونحن أحوج منا إليهم اليوم ، وإنا سمعنا مناديا ينادي ليلحق كل قوم بما كانوا يعبدون ، وإنما ننتظر ربنا ، قال : فيأتيهم الجبار في صورة غير صورته التي رأوه فيها أول مرة ، فيقول : أنا ربكم ، فيقولون : أنت ربنا ، فلا يكلمه إلا الأنبياء . فيقول : هل بينكم وبينه آية تعرفونه ؟ فيقولون : الساق ، فيكشف عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ، ويبقى من كان يسجد لله رياء وسمعة ، فيذهب كيما يسجد ، فيعود ظهره طبقا واحدا . وذكر الحديث ، والأحاديث في هذا كثيرة . قال الذهبي رحمه الله تعالى : أحاديث نزول الباري متواترة ، قد سقت طرقها ، وتكلمت عليها بما أسأل عنه يوم القيامة .




              جليبيب النبي هو اللي بحث عنه
              وكمان هو اللي دفنه بإيده
              أصل كل همه كان رضا ربه
              مش زيّنا شهرة وسط عبيده

              تعليق


              • #67
                رد: معا لحفظ منظومة سلم الوصول إلى علم الأصول في توحيد الله واتباع الرسول

                قال الشيخ حافظ رحمه الله تعالى:

                وَعِلْمُهُ بِمَا بَدَا وَمَا خَفِي ... أحَاطَ عِلْما بالْجَليِّ وَالْخَفِي
                وَهُوَ الْغَنِيُّ بِذَاتِهِ سُبْحَانَهُ ... جَلَّ ثَنَاؤُهُ تَعَالى شَانُهُ
                وكُلُّ شَيْءٍ رِزْقُهُ عَليْهِ ... وَكُلُّنَا مُفْتَقِرٌ إِلَيْهِ
                كَلَّمَ مُوسَى عَبْدَهُ تَكْلِيمًا ... وَلَمْ يَزَلْ بِخَلْقِهِ عَلِيمًا
                كَلَامُهُ جَلَّ عَنِ الْإِحْصَاءِ ... وَالْحَصْرِ وَالنَّفَادِ وَالْفَنَاءِ
                لَوْ صَارَ أَقْلَامًا جَمِيعُ الشَّجَرِ ... وَالْبَحْرُ تُلْقَى فِيهِ سَبْعَةُ أَبْحُرِ
                وَالْخَلْقُ تَكْتُبُهُ بِكُلِّ آنِ ... فَنَتْ وَلَيْسَ الْقَوْلُ مِنْهُ فَانِ
                وَالْقَوْلُ فِي كِتَابِهِ الْمُفَصَّلْ ... بِأَنَّهُ كَلَامُهُ الْمُنَزَّلْ
                عَلَى الرَّسُولِ الْمُصْطَفَى خَيْرِ الْوَرَى ... لَيْسَ بِمَخْلُوقٍ وَلَا بِمُفْتَرَى
                يُحْفَظُ بِالْقَلْبِ وَبِاللِّسَانِ ... يُتْلَى كَمَا يُسْمَعُ بِالْآذَانِ

                كَذَا بِالَابْصَارِ إِلَيْهِ يُنْظَرُ ... وَبِالْأَيَادِي خَطُّهُ يُسَطَّرُ
                وَكُلُّ ذِي مَخْلُوقَةٌ حَقِيقَهْ ... دُونَ كَلَامِ بَارِئِ الْخَلِيقَهْ
                جَلَّتْ صِفَاتُ رَبِّنَا الرَّحْمَنِ ...عَنْ وَصْفِهَا بِالْخَلْقِ وَالْحَدَثَانِ

                فَالصَّوْتُ وَالْأَلْحَانُ صَوْتُ الْقَارِي ... لَكِنَّمَا الْمَتْلُوُّ قَوْلُ الْبَارِي
                مَا قَالَهُ لَا يَقْبَلُ التَّبْدِيلَا ... كَلَّا وَلَا أَصْدَقُ مِنْهُ قِيلًا
                وَقَدْ رَوَى الثِّقَاتُ عَنْ خَيْرِ الْمَلَا ... بِأَنَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَعَلَا
                فِي ثُلُثِ اللَّيْلِ الْأَخِيرِ يَنْزِلُ ...
                يَقُولُ هَلْ مِنْ تَائِبٍ فَيُقْبَلُ
                هَلْ مِنْ مُسِيءٍ طَالِبٍ لِلْمَغْفِرَهْ ... يَجِدُ كَرِيمًا قَابِلًا لِلْمَعْذِرَهْ

                يَمُنُّ بِالْخَيْرَاتِ وَالْفَضَائِلْ ... وَيَسْتُرُ الْعَيْبَ وَيُعْطِي السَّائِلْ
                وَأَنَّهُ يَجِيءُ يَوْمَ الْفَصْلِ ... كَمَا يَشَاءُ لِلْقَضَاءِ الْعَدْلِ

                وَإِنَّهُ يُرَى بِلَا إِنْكَارِ ... فِي جَنَّةِ الْفِرْدَوْسِ بِالْأَبْصَارِ
                كُلٌّ يَرَاهُ رُؤْيَةَ الْعِيَانِ ... كَمَا أَتَى فِي مُحْكَمِ الْقُرْآنِ

                الشرح:
                قال الشيخ حافظ رحمه الله تعالى:

                قال الله تبارك وتعالى : ( وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ) ، ( القيامة : 23 - 24 ) ، وقال تعالى : ( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ) ، ( يونس : 26 ) عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عن الزيادة في كتاب الله - عز وجل - في قوله تعالى : ( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ) قال صلى الله عليه وسلم : الحسنى الجنة ، والزيادة النظر إلى وجه الله عز وجل .
                وقال تعالى : ( لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد ) ، ( ق : 35 ) ، وقال - تعالى - في شأن الكفار : ( كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ) ، ( المطففين : 15 ) فإذا حجب أولياؤه ، فأي فضيلة لهم على أعدائه ؟ وقال تعالى : ( إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون لهم فيها فاكهة ولهم ما يدعون سلام قولا من رب رحيم ) ، ( يس : 55 - 58 ) ، وقال تعالى : ( إن الأبرار لفي نعيم على الأرائك ينظرون ) ، ( المطففين : 22 ، 23 ) ، وهذه الآيات صريحة الدلالة على رؤية المؤمنين ربهم - تبارك وتعالى - لا تقبل تحريفا ولا تأويلا ، ولا يردها إلا مكابر قد ختم الله على سمعه وقلبه ، وجعل على بصره غشاوة ، فمن يهديه من بعد الله .




                جليبيب النبي هو اللي بحث عنه
                وكمان هو اللي دفنه بإيده
                أصل كل همه كان رضا ربه
                مش زيّنا شهرة وسط عبيده

                تعليق


                • #68
                  رد: معا لحفظ منظومة سلم الوصول إلى علم الأصول في توحيد الله واتباع الرسول

                  قال الشيخ حافظ رحمه الله تعالى:

                  وَهُوَ الْغَنِيُّ بِذَاتِهِ سُبْحَانَهُ ... جَلَّ ثَنَاؤُهُ تَعَالى شَانُهُ
                  وكُلُّ شَيْءٍ رِزْقُهُ عَليْهِ ... وَكُلُّنَا مُفْتَقِرٌ إِلَيْهِ
                  كَلَّمَ مُوسَى عَبْدَهُ تَكْلِيمًا ... وَلَمْ يَزَلْ بِخَلْقِهِ عَلِيمًا
                  كَلَامُهُ جَلَّ عَنِ الْإِحْصَاءِ ... وَالْحَصْرِ وَالنَّفَادِ وَالْفَنَاءِ
                  لَوْ صَارَ أَقْلَامًا جَمِيعُ الشَّجَرِ ... وَالْبَحْرُ تُلْقَى فِيهِ سَبْعَةُ أَبْحُرِ
                  وَالْخَلْقُ تَكْتُبُهُ بِكُلِّ آنِ ... فَنَتْ وَلَيْسَ الْقَوْلُ مِنْهُ فَانِ
                  وَالْقَوْلُ فِي كِتَابِهِ الْمُفَصَّلْ ... بِأَنَّهُ كَلَامُهُ الْمُنَزَّلْ
                  عَلَى الرَّسُولِ الْمُصْطَفَى خَيْرِ الْوَرَى ... لَيْسَ بِمَخْلُوقٍ وَلَا بِمُفْتَرَى
                  يُحْفَظُ بِالْقَلْبِ وَبِاللِّسَانِ ... يُتْلَى كَمَا يُسْمَعُ بِالْآذَانِ

                  كَذَا بِالَابْصَارِ إِلَيْهِ يُنْظَرُ ... وَبِالْأَيَادِي خَطُّهُ يُسَطَّرُ
                  وَكُلُّ ذِي مَخْلُوقَةٌ حَقِيقَهْ ... دُونَ كَلَامِ بَارِئِ الْخَلِيقَهْ
                  جَلَّتْ صِفَاتُ رَبِّنَا الرَّحْمَنِ ...عَنْ وَصْفِهَا بِالْخَلْقِ وَالْحَدَثَانِ

                  فَالصَّوْتُ وَالْأَلْحَانُ صَوْتُ الْقَارِي ... لَكِنَّمَا الْمَتْلُوُّ قَوْلُ الْبَارِي
                  مَا قَالَهُ لَا يَقْبَلُ التَّبْدِيلَا ... كَلَّا وَلَا أَصْدَقُ مِنْهُ قِيلًا
                  وَقَدْ رَوَى الثِّقَاتُ عَنْ خَيْرِ الْمَلَا ... بِأَنَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَعَلَا
                  فِي ثُلُثِ اللَّيْلِ الْأَخِيرِ يَنْزِلُ ...
                  يَقُولُ هَلْ مِنْ تَائِبٍ فَيُقْبَلُ
                  هَلْ مِنْ مُسِيءٍ طَالِبٍ لِلْمَغْفِرَهْ ... يَجِدُ كَرِيمًا قَابِلًا لِلْمَعْذِرَهْ

                  يَمُنُّ بِالْخَيْرَاتِ وَالْفَضَائِلْ ... وَيَسْتُرُ الْعَيْبَ وَيُعْطِي السَّائِلْ
                  وَأَنَّهُ يَجِيءُ يَوْمَ الْفَصْلِ ... كَمَا يَشَاءُ لِلْقَضَاءِ الْعَدْلِ

                  وَإِنَّهُ يُرَى بِلَا إِنْكَارِ ... فِي جَنَّةِ الْفِرْدَوْسِ بِالْأَبْصَارِ
                  كُلٌّ يَرَاهُ رُؤْيَةَ الْعِيَانِ ... كَمَا أَتَى فِي مُحْكَمِ الْقُرْآنِ

                  وَفِي حَدِيثِ سَيِّدِ الْأَنَامِ ... مِنْ غَيْرِ مَا شَكٍ وَلَا إِيهَامِ
                  رُؤْيَةَ حَقٍّ لَيْسَ يَمْتُرُونَهَا ... كَالشَّمْسِ صَحْوًا لَا سَحَابَ دُونَهَا
                  وَخُصَّ بِالرُّؤْيَةِ أَوْلِيَاؤُهُ ... فَضِيلَةً وَحُجِبُوا أَعْدَاؤُهُ


                  الشرح:
                  قال الشيخ حافظ رحمه الله تعالى:


                  عن جرير بن عبد الله - رضي الله عنه - قال : كنا جلوسا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فنظر إلى القمر ليلة أربع عشرة ، فقال : إنكم سترون ربكم عيانا ، كما ترون هذا لا تضامون في رؤيته ، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس ، وصلاة قبل غروب الشمس فافعلوا .

                  وفي صحيح مسلم ، عن صهيب - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
                  إذا دخل أهل الجنة الجنة ، يقول الله عز وجل : تريدون شيئا أزيدكم ؟ يقولون : ألم تبيض وجوهنا ؟ ألم تدخلنا الجنة ، وتنجنا من النار ؟ قال : فيكشف الحجاب ، فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم ، ثم تلا هذه الآية ( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة )
                  .




                  جليبيب النبي هو اللي بحث عنه
                  وكمان هو اللي دفنه بإيده
                  أصل كل همه كان رضا ربه
                  مش زيّنا شهرة وسط عبيده

                  تعليق


                  • #69
                    رد: معا لحفظ منظومة سلم الوصول إلى علم الأصول في توحيد الله واتباع الرسول

                    قال الشيخ حافظ رحمه الله تعالى:

                    كَلَّمَ مُوسَى عَبْدَهُ تَكْلِيمًا ... وَلَمْ يَزَلْ بِخَلْقِهِ عَلِيمًا
                    كَلَامُهُ جَلَّ عَنِ الْإِحْصَاءِ ... وَالْحَصْرِ وَالنَّفَادِ وَالْفَنَاءِ
                    لَوْ صَارَ أَقْلَامًا جَمِيعُ الشَّجَرِ ... وَالْبَحْرُ تُلْقَى فِيهِ سَبْعَةُ أَبْحُرِ
                    وَالْخَلْقُ تَكْتُبُهُ بِكُلِّ آنِ ... فَنَتْ وَلَيْسَ الْقَوْلُ مِنْهُ فَانِ
                    وَالْقَوْلُ فِي كِتَابِهِ الْمُفَصَّلْ ... بِأَنَّهُ كَلَامُهُ الْمُنَزَّلْ
                    عَلَى الرَّسُولِ الْمُصْطَفَى خَيْرِ الْوَرَى ... لَيْسَ بِمَخْلُوقٍ وَلَا بِمُفْتَرَى
                    يُحْفَظُ بِالْقَلْبِ وَبِاللِّسَانِ ... يُتْلَى كَمَا يُسْمَعُ بِالْآذَانِ

                    كَذَا بِالَابْصَارِ إِلَيْهِ يُنْظَرُ ... وَبِالْأَيَادِي خَطُّهُ يُسَطَّرُ
                    وَكُلُّ ذِي مَخْلُوقَةٌ حَقِيقَهْ ... دُونَ كَلَامِ بَارِئِ الْخَلِيقَهْ
                    جَلَّتْ صِفَاتُ رَبِّنَا الرَّحْمَنِ ...عَنْ وَصْفِهَا بِالْخَلْقِ وَالْحَدَثَانِ

                    فَالصَّوْتُ وَالْأَلْحَانُ صَوْتُ الْقَارِي ... لَكِنَّمَا الْمَتْلُوُّ قَوْلُ الْبَارِي
                    مَا قَالَهُ لَا يَقْبَلُ التَّبْدِيلَا ... كَلَّا وَلَا أَصْدَقُ مِنْهُ قِيلًا
                    وَقَدْ رَوَى الثِّقَاتُ عَنْ خَيْرِ الْمَلَا ... بِأَنَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَعَلَا
                    فِي ثُلُثِ اللَّيْلِ الْأَخِيرِ يَنْزِلُ ...
                    يَقُولُ هَلْ مِنْ تَائِبٍ فَيُقْبَلُ
                    هَلْ مِنْ مُسِيءٍ طَالِبٍ لِلْمَغْفِرَهْ ... يَجِدُ كَرِيمًا قَابِلًا لِلْمَعْذِرَهْ

                    يَمُنُّ بِالْخَيْرَاتِ وَالْفَضَائِلْ ... وَيَسْتُرُ الْعَيْبَ وَيُعْطِي السَّائِلْ
                    وَأَنَّهُ يَجِيءُ يَوْمَ الْفَصْلِ ... كَمَا يَشَاءُ لِلْقَضَاءِ الْعَدْلِ

                    وَإِنَّهُ يُرَى بِلَا إِنْكَارِ ... فِي جَنَّةِ الْفِرْدَوْسِ بِالْأَبْصَارِ
                    كُلٌّ يَرَاهُ رُؤْيَةَ الْعِيَانِ ... كَمَا أَتَى فِي مُحْكَمِ الْقُرْآنِ

                    وَفِي حَدِيثِ سَيِّدِ الْأَنَامِ ... مِنْ غَيْرِ مَا شَكٍ وَلَا إِيهَامِ
                    رُؤْيَةَ حَقٍّ لَيْسَ يَمْتُرُونَهَا ... كَالشَّمْسِ صَحْوًا لَا سَحَابَ دُونَهَا
                    وَخُصَّ بِالرُّؤْيَةِ أَوْلِيَاؤُهُ ... فَضِيلَةً وَحُجِبُوا أَعْدَاؤُهُ

                    وَكُلُّ مَا لَهُ مِنَ الصِّفَاتِ ... أَثْبَتَهَا فِي مُحْكَمِ الْآيَاتِ
                    أَوْ صَحَّ فِي مَا قَالَهُ الرَّسُولُ ... فَحَقُّهُ التَّسْلِيمُ وَالْقَبُولُ

                    الشرح:
                    قال الشيخ حافظ رحمه الله تعالى:

                    ( وكل ما ) ثبت ( له ) أي لله - عز وجل - ( من الصفات ) الثابتة التي ( أثبتها ) هو - سبحانه وتعالى - لنفسه ، وأخبرنا باتصافه بها ( في محكم الآيات ) من كتابه العزيز مما ذكرناه فيما تقدم ، ومما لم نذكر كقوله تعالى : ( فأينما تولوا فثم وجه الله ) ، ( البقرة : 115 ) ، وقوله : ( كل شيء هالك إلا وجهه ) ، ( القصص : 88 ) ، وقوله تعالى : ( كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ) ، ( الرحمن : 26 - 27 ) ، وقوله تعالى : ( وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه ) ، ( الزمر : 67 ) ، وقوله تعالى : ( وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء ) ، ( الأعراف : 145 ) ، وكقوله تعالى : ( فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه ) ،وقوله في اليهود : ( غضب الله عليهم ) ، ( الممتحنة : 13 ) ، وفي قاتل النفس المحرمة : ( فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه ) ، ( النساء : 93 ) ، وقوله : ( كلوا من طيبات ما رزقناكم ولا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبي ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى ) ، ( طه : 81 ) ، وكقوله تعالى : ( ورحمتي وسعت كل شيء ) ، ( الأعراف : 156 ) ، وكقوله : ( ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما ) ، ( غافر : 7 ) ، وكقوله : ( كتب ربكم على نفسه الرحمة ) ، ( الأنعام : 54 ) ، وقوله : ( وهو الغفور الرحيم ) ، وقوله : ( فبما رحمة من الله لنت لهم ) ، ( آل عمران 159 ) ، وكقوله : ( وهو القوي العزيز ) ، وقوله عن إبليس : ( فبعزتك لأغوينهم أجمعين ) ، ( ص : 82 ) ، وقوله : ( سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين ) ، ( الصافات : 180 ) ، وكقوله : ( الله نور السماوات والأرض ) ، ( النور : 35 ) الآية ، وكقوله : ( إن الله عزيز ذو انتقام ) ، ( المائدة : 95 ) ، وقوله تعالى : ( إنا من المجرمين منتقمون ) ، ( السجدة : 22 ) وغير ذلك من آيات الأسماء والصفات ، صفات ذاته - تعالى - وأفعاله عز وجل .

                    ( أو صح في ما قاله الرسول ) من الأحاديث النبوية الصحيحة كقوله صلى الله عليه وسلم ، عن ربه - عز وجل - يقول الله تعالى : أنا مع عبدي حين يذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ، ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملأ ، ذكرته في ملأ خير منهم . متفق عليه من حديث أبي هريرة ، وقوله صلى الله عليه وسلم : سبحان الله العظيم وبحمده ، عدد خلقه ، ورضاء نفسه ، وزنة عرشه . رواه مسلم والأربعة من حديث ابن عباس رضي الله عنهما .

                    وقوله صلى الله عليه وسلم :
                    لما قضى الله الخلق ، كتب في كتابه على نفسه ، فهو موضوع عنده على العرش : إن رحمتي تغلب غضبي . متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .

                    وعن جابر - رضي الله عنه - قال :
                    لما نزلت هذه الآية ( قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم ) ، ( الأنعام : 65 ) ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : أعوذ بوجهك ، قال : أو من تحت أرجلكم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أعوذ بوجهك ، قال : أو يلبسكم شيعا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : هذا أيسر
                    . رواه البخاري ، وغيره .

                    وقوله صلى الله عليه وسلم : أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة ، أن يحل بي غضبك ، أو ينزل بي سخطك ، لك العتبى حتى ترضى ، ولا حول ولا قوة إلا بك . رواه محمد بن إسحاق في سيرته .

                    فحقه التسليم ) له ( والقبول ) الفاء واقعة في جواب كل ما ، فنقول في ذلك : ما ذكره الله - تعالى - عن الراسخين في العلم حيث قال : (
                    والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ) ، ( آل عمران 7 - 8 ) ، ولا نضرب كتاب الله بعضه ببعض ، فنتبع ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله كما يفعله الذين في قلوبهم زيغ ، أعاذنا الله وعصمنا من ذلك بمنه وكرمه وفضله ، إنه سميع مجيب .









                    جليبيب النبي هو اللي بحث عنه
                    وكمان هو اللي دفنه بإيده
                    أصل كل همه كان رضا ربه
                    مش زيّنا شهرة وسط عبيده

                    تعليق


                    • #70
                      رد: معا لحفظ منظومة سلم الوصول إلى علم الأصول في توحيد الله واتباع الرسول

                      قال الشيخ حافظ رحمه الله تعالى:

                      كَلَامُهُ جَلَّ عَنِ الْإِحْصَاءِ ... وَالْحَصْرِ وَالنَّفَادِ وَالْفَنَاءِ
                      لَوْ صَارَ أَقْلَامًا جَمِيعُ الشَّجَرِ ... وَالْبَحْرُ تُلْقَى فِيهِ سَبْعَةُ أَبْحُرِ
                      وَالْخَلْقُ تَكْتُبُهُ بِكُلِّ آنِ ... فَنَتْ وَلَيْسَ الْقَوْلُ مِنْهُ فَانِ
                      وَالْقَوْلُ فِي كِتَابِهِ الْمُفَصَّلْ ... بِأَنَّهُ كَلَامُهُ الْمُنَزَّلْ
                      عَلَى الرَّسُولِ الْمُصْطَفَى خَيْرِ الْوَرَى ... لَيْسَ بِمَخْلُوقٍ وَلَا بِمُفْتَرَى
                      يُحْفَظُ بِالْقَلْبِ وَبِاللِّسَانِ ... يُتْلَى كَمَا يُسْمَعُ بِالْآذَانِ

                      كَذَا بِالَابْصَارِ إِلَيْهِ يُنْظَرُ ... وَبِالْأَيَادِي خَطُّهُ يُسَطَّرُ
                      وَكُلُّ ذِي مَخْلُوقَةٌ حَقِيقَهْ ... دُونَ كَلَامِ بَارِئِ الْخَلِيقَهْ
                      جَلَّتْ صِفَاتُ رَبِّنَا الرَّحْمَنِ ...عَنْ وَصْفِهَا بِالْخَلْقِ وَالْحَدَثَانِ

                      فَالصَّوْتُ وَالْأَلْحَانُ صَوْتُ الْقَارِي ... لَكِنَّمَا الْمَتْلُوُّ قَوْلُ الْبَارِي
                      مَا قَالَهُ لَا يَقْبَلُ التَّبْدِيلَا ... كَلَّا وَلَا أَصْدَقُ مِنْهُ قِيلًا
                      وَقَدْ رَوَى الثِّقَاتُ عَنْ خَيْرِ الْمَلَا ... بِأَنَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَعَلَا
                      فِي ثُلُثِ اللَّيْلِ الْأَخِيرِ يَنْزِلُ ...
                      يَقُولُ هَلْ مِنْ تَائِبٍ فَيُقْبَلُ
                      هَلْ مِنْ مُسِيءٍ طَالِبٍ لِلْمَغْفِرَهْ ... يَجِدُ كَرِيمًا قَابِلًا لِلْمَعْذِرَهْ

                      يَمُنُّ بِالْخَيْرَاتِ وَالْفَضَائِلْ ... وَيَسْتُرُ الْعَيْبَ وَيُعْطِي السَّائِلْ
                      وَأَنَّهُ يَجِيءُ يَوْمَ الْفَصْلِ ... كَمَا يَشَاءُ لِلْقَضَاءِ الْعَدْلِ

                      وَإِنَّهُ يُرَى بِلَا إِنْكَارِ ... فِي جَنَّةِ الْفِرْدَوْسِ بِالْأَبْصَارِ
                      كُلٌّ يَرَاهُ رُؤْيَةَ الْعِيَانِ ... كَمَا أَتَى فِي مُحْكَمِ الْقُرْآنِ

                      وَفِي حَدِيثِ سَيِّدِ الْأَنَامِ ... مِنْ غَيْرِ مَا شَكٍ وَلَا إِيهَامِ
                      رُؤْيَةَ حَقٍّ لَيْسَ يَمْتُرُونَهَا ... كَالشَّمْسِ صَحْوًا لَا سَحَابَ دُونَهَا
                      وَخُصَّ بِالرُّؤْيَةِ أَوْلِيَاؤُهُ ... فَضِيلَةً وَحُجِبُوا أَعْدَاؤُهُ

                      وَكُلُّ مَا لَهُ مِنَ الصِّفَاتِ ... أَثْبَتَهَا فِي مُحْكَمِ الْآيَاتِ
                      أَوْ صَحَّ فِي مَا قَالَهُ الرَّسُولُ ... فَحَقُّهُ التَّسْلِيمُ وَالْقَبُولُ

                      نُمِرُّهَا صَرِيحَةً كَمَا أَتَتْ ... مَعَ اعْتِقَادِنَا لِمَا لَهُ اقْتَضَتْ
                      مِنْ غَيْرِ تَحْرِيفٍ وَلَا تَعْطِيلِ ... وَغَيْرِ تَكْيِيفٍ وَلَا تَمْثِيلِ
                      بَلْ قَوْلُنَا قَوْلُ أَئِمَّةِ الْهُدَى ... طُوبَى لِمَنْ بِهَدْيِهِمْ قَدِ اهْتَدَى

                      الشرح:
                      قال الشيخ حافظ رحمه الله تعالى:

                      أي جميع الآيات والصفات وأحاديثها ( نمرها صريحة ) أي على ظواهرها ( كما أتت ) عن الله - تعالى - وعن رسوله - صلى الله عليه وسلم - - بنقل العدل عن العدل متصلا إلينا ، كالشمس في وقت الظهيرة صحوا ليس دونها سحاب ، ( مع اعتقادنا ) إيمانا وتسليما ( لما له اقتضت ) من أسماء ربنا تبارك وتعالى ، وصفات كماله ، ونعوت جلاله كما يليق بعظمته وعلى الوجه الذي ذكره وأراده ( من غير تحريف ) لألفاظها كمن قال في قوله تعالى : ( وكلم الله موسى تكليما ) ، ( النساء : 164 ) أن التكليم من موسى ، وأن لفظ الجلالة منصوب على المفعولية فرارا من إثبات الكلام ، كما فعله بعض الجهمية والمعتزلة ، وقد عرض ذلك على أبي بكر بن عياش ، فقال أبو بكر : ما قرأ هذا إلا كافر ، قرأت على الأعمش ، وقرأ الأعمش على يحيى بن وثاب ، وقرأ يحيى بن وثاب على أبي عبد الرحمن السلمي ، وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي على علي بن أبي طالب ، وقرأ علي بن أبي طالب على رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( وكلم الله موسى تكليما ) يعني برفع لفظ الجلالة على الفاعلية ، وهو مجمع عليه بين القراء ، روى ذلك ابن مردويه ، عن عبد الجبار بن عبد الله ، عن ابن عياش رحمه الله تعالى .

                      وروى ابن كثير أن بعض المعتزلة قرأ على بعض المشايخ : ( وكلم الله موسى تكليما ) ، فقال له : يا ابن اللخناء ، كيف تصنع بقوله تعالى : (
                      ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه ) ، ( الأعراف : 143 ) يعني أن هذا لا يقبل التحريف ، ولا التأويل .

                      وكما قال
                      جهم بن صفوان - لعنه الله - في قوله تعالى : ( الرحمن على العرش استوى ) ، ( طه : 5 ) حيث قال : لو وجدت سبيلا إلى حكها لحككتها ، ولأبدلتها استولى . وله في ذلك سلف اليهود في تحريف الكلم عن مواضعه ، حيث قال - تعالى لهم : ( وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة ) ، ( البقرة : 58 ) ، فدخلوا يزحفون على أستاههم ، وقالوا : حنطة ، فخالفوا ما أمرهم الله به من الدخول سجدا ، وبدلوا قولا غير الذي قيل لهم فكانجزاؤهم ما ذكره الله - تعالى - حيث يقول : ( فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء بما كانوا يفسقون ) ، ( البقرة : 59 ) ، وجعلهم الله عبرة لمن بعدهم ، فمن فعل كما فعلوا ، فسبيله سبيلهم ، كما مضت سنة الله بذلك : ( أكفاركم خير من أولئكم أم لكم براءة في الزبر ) ، ( القمر : 43 ) .

                      و ( من غير تحريف ) لمعانيها كما فعله الزنادقة أيضا ، كتأويلهم نفسه - تعالى - بالغير ، وأن إضافتها إليه كإضافة بيت الله وناقة الله ، فعلى هذا التأويل يكون قوله تعالى : ( ويحذركم الله نفسه ) ، ( آل عمران : 28 ) أي غيره ، وقوله : ( كتب ربكم على نفسه الرحمة ) ، ( الأنعام : 54 ) أي على غيره ، ويكون قوله - تعالى - عن عيسى ( تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك ) ، ( المائدة : 116 ) أي ولا أعلم ما في غيرك ، ويكون قوله - تعالى - لموسى : ( واصطنعتك لنفسي ) ، ( طه : 41 ) أراد واصطنعتك لغيري ، وهذا لا يقوله عاقل ، بل ولا يتوهمه ولا يقوله إلا كافر .

                      وكتأويلهم وجهه - تعالى - بالنفس مع جحودهم لها كما تقدم ، فانظر لتناقضهم البين ، وهذا يكفي حكايته عن رده ، أما من أثبت النفس وأول الوجه بذلك ، فيقال له : إن الله - تعالى - قال : (
                      ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ) ، ( الرحمن : 27 ) ، فذكر الوجه مرفوعا على الفاعلية ، ولفظ رب مجرور بالإضافة ، وذكر " ذو " مرفوعا بالتبعية نعتا لـ " وجه " ، فلو كان الوجه هو الذات ، لكانت القراءة " ويبقى وجه ربك ذي الجلال والإكرام " بالياء لا بالواو ، كما قال تعالى : ( تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام ) ، ( الرحمن : 78 ) ، فخفضه لما كان صفة للرب ، فلما كانت القراءة في الآية الأولى بالرفع إجماعا ، تبين أن الوجه صفة للذات ليس هو الذات ، ولما رأى آخرون منهم فساد تأويلهم بالذات أو الغير ، لجئوا إلى طاغوت المجاز ، فعدلوا إلى تأويله به أولى ، وأنه كما يقال : وجه الكلام ، ووجه الدار ، ووجه الثوب ، ونحو ذلك ، فتكلفوا الكذب على الله - تعالى - وعلى رسوله - صلى الله عليه وسلم - كل التكلف ، ثم نكسوا على رءوسهم ، فوقعوا فيما فروا منه .

                      فيقال لهم : أليس الثوب والدار والكلام مخلوقات كلها ، وقد شبهتم وجه الله - تعالى - بذلك ؟ فأين الفكاك والخلاص ، ولات حين مناص : (
                      وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين ) ، ( فصلت : 23 ) ، وكما أولوا اليد بالنعمة ، واستشهدوا بقول العرب : لك يد عندي ، أي نعمة ، فعلى هذا التأويل يكون قوله تعالى : ( بل يداه مبسوطتان ) ، ( المائدة : 64 ) يعني نعمتاه ، فلم يثبتوا لله إلا نعمتين ، والله - تعالى - يقول : ( ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة ) ، ( لقمان : 20 ) ، ويكون قوله تعالى : ( لما خلقت بيدي ) ، ( ص : 75 ) أراد بنعمتي ، فأي فضيلة لآدم على غيره على هذا التأويل ، وهل من أحد لم يخلقه الله بنعمته ؟ ويكون قوله تعالى : ( والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه ) ، ( الزمر : 67 ) أراد : مطويات بنعمته ، فهل يقول هذا عاقل ؟ .

                      وقال آخرون منهم " بقوته " استشهادا بقوله تعالى : (
                      والسماء بنيناها بأيد ) ، ( الذاريات : 147 ) أي بقوة ، فيقال لهم : أليس كل مخلوق خلقه الله بقوة ؟ فعلى هذا ما معنى قوله عز وجل : (ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي ) وأي فضل لآدم على إبليس إذ كل منهما خلقه الله بقوته ؟ وما معنى قوله - تعالى - للملائكة : لا أجعل صالح ذرية من خلقت بيدي ، كمن قلت له كن فكان . أفلم يخلق الملائكة بقوته ، وأي فضل لآدم عليهم إن لم يكن خلقه الله بيده التي هي صفته ، نبئوني بعلم إن كنتم صادقين .

                      وكما تأولوا الاستواء بالاستيلاء ، واستشهدوا ببيت مجهول مروي على خلاف وجهه ، وهو ما ينسب إلى الأخطل النصراني :

                      قد استوى بشر على العراق من غير سيف ودم مهراق
                      .

                      فعدلوا عن أكثر من ألف دليل من التنزيل إلى بيت ينسب إلى بعض العلوج ، ليس على دين الإسلام ، ولا على لغة العرب ، فطفق أهل الأهواء يفسرون به كلام الله - عز وجل - ويحملونه عليه مع إنكار عامة أهل اللغة لذلك ، وأن الاستواء لا يكون بمعنى الاستيلاء بوجه من الوجوه البتة .

                      وقد سئل
                      ابن الأعرابي ، وهو إمام أهل اللغة في زمانه ، فقال : العرب لا تقول للرجل استولى على الشيء حتى يكون له فيه مضاد ، فأيهما غلب قيل استولى ، والله سبحانه لا مغالب له . اهـ . وقد فسر السلف الاستواء بعدة معان بحسب أداته المقترنة به ، وبحسب تجريده عن الأداء ، ولم يذكر أحد منهم أنه يأتي بمعنى الاستيلاء حتى انتحل ذلك أهل الأهواء والبدع ، لا باشتقاق صغير ولا كبير ، بل باستنباط مختلق وافق الهوى المتبع .


                      وقد بسط القول في رد ذلك ابن قيم الجوزية - رحمه الله - في كتابه الصواعق ، وبين بطلانه من نيف وأربعين وجها ، فليراجع . وكما أولوا أحاديث النزول إلى سماء الدنيا بأنه ينزل أمره ، فيقال لهم : أليس أمر الله - تعالى - نازلا في كل وقت وحين ، فماذا يخص السحر بذلك ؟ وقال آخرون : ينزل ملك بأمره ، فنسب النزول إليه - تعالى - مجازا . فيقال لهم : فهل يجوز على الله - تعالى - أن يرسل من يدعو ربوبيته ؟ وهل يمكن للملك أن يقول : لا أسأل عن عبادي غيري ؟ من ذا الذي يسألني فأعطيه ؟ من ذا الذي يستغفرني فأغفر له ؟ وهل قصرت عبارة النبي - صلى الله عليه وسلم - عن أن يقول : ينزل ملك بأمر الله ، فيقول : إن الله - تعالى - يقول لكم كذا ، أو أمرني أن أقول لكم كذا ، حتى جاء بلفظ مجمل يوهم بزعمكم ربوبية الملك ، لقد ظننتم بالله - تعالى - ورسوله - صلى الله عليه وسلم - ظن السوء ، وكنتم قوما بورا .

                      وكما أولوا المجيء لفصل القضاء بالمجاز ، فقالوا : يجيء أمره ، واستدلوا بقوله تعالى : (
                      هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي أمر ربك ) ، ( النحل : 33 ) ، فقالوا في قوله تعالى : ( هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله ) ، ( البقرة : 210 ) ، فقالوا : هو من مجاز الحذف ، والتقدير : يأتي أمر الله . فيقال لهم : أليس قد اتضح ذلك غاية الاتضاح أن مجيء ربنا - عز وجل - غير مجيء أمره وملائكته ، وأنه يجيء حقيقة ، ومجيء أمره حقيقة ، ومجيء ملائكته حقيقة ، وقد فصل - تعالى - ذلك ، وقسمه ونوعه تنويعا يمتنع معه الحمل على المجاز ، فذكر - تعالى - في آية البقرة مجيئه ومجيء الملائكة ، وكذا في آية الفجر ، وذكر في النحل مجيء ملائكته ومجيء أمره ، وذكر في آية الأنعام إتيانه ، وإتيان ملائكته ، وإتيان بعض آياته التي هي من أمره ، ثم يقال : ما الذي يخص إتيان أمره بيوم القيامة ؟ أليس أمره آتيا في كل وقت ، متنزلا بين السماء والأرض بتدبير أمور خلقه في كل نفس ولحظة : ( يسأله من في السماوات والأرض كل يوم هو في شأن ) ، ( الرحمن : 29 ) ؟ .

                      وتأولوا النظر إلى الله - عز وجل - في الدار الآخرة بالانتظار ، قالوا : إنه كقوله ( انظرونا نقتبس من نوركم ) ، ( الحديد : 13 ) ، فيقال لهم : أليس إذا كان بمعنى الانتظار تعدى بنفسه لا يحتاج إلى أداة ، كما في قوله : انظرونا ، ألم يضف الله - تعالى - النظر إلى الوجوه التي فيها الإبصار ، ويعده بإلى التي تفيد المعاينة بالبصر عند جميع أهل اللغة ( قل أأنتم أعلم أم الله ) ، أولم يفسره النبي - صلى الله عليه وسلم - بالرؤية الجلية عيانا بالأبصار في أكثر من خمسين حديثا صحيحا ، حتى شبه تلك الرؤية برؤيتنا الشمس صحوا ، ليس دونها سحاب ، تشبيها للرؤية بالرؤية ، لا للمرئي بالمرئي ، ولم يزل الصحابة مؤمنين بذلك ، ويحدثون به من بعدهم من التابعين ، وينقله التابعون إلى من بعدهم ، وهلم جرا ، فنحن أخذنا ديننا عن حملة الشريعة ، عن الصحابة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فأنتم عمن أخذتم ؟ ! ومن شبهاتهم في نفي الرؤية استدلالهم بقوله عز وجل : ( لا تدركه الأبصار ) ، ( الأنعام : 113 ) ، وهذه الآية فيها عن الصحابة تفسيران :

                      أولهما : لا يرى في الدنيا ، وهو مروي
                      عن عائشة - رضي الله عنها ، وبذلك نفت أن يكون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى ربه ليلة المعراج .

                      ثانيهما : تفسير ابن عباس - رضي الله عنهما - ( لا تدركه ) أي لا تحيط به ، فالنفي للإحاطة لا للرؤية ، وهذا عام في الدنيا والآخرة ، ولم ينقل عن أحد من الصحابة من طريق صحيح ، ولا ضعيف أنه أراد بذلك نفي الرؤية في الآخرة ، فهذا تفسير الراسخين في العلم الذين يعلمون تأويل الكتاب ، هل بينهم من أحد فسر الآية بما افتريتموه ؟ ومن إفكهم ادعاؤهم معنى التأبيد في نفي ( لن تراني ) ، ( الأعراف : 143 ) حتى كذبوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثا مختلقا لفظه : لن تراني في الدنيا ولا في الآخرة . وهو موضوع مكذوب على النبي - صلى الله عليه وسلم - باتفاق أئمة الحديث والسنة ، ولم يقل أحد من أئمة اللغة العربية إن نفي " لن " للتأبيد مطلقا إلا الزمخشري من المتأخرين ، قال ذلك ترويجا لمذهبه في الاعتزال وجحود صفات الخالق ، جل وعلا .

                      وقد رده عليه أئمة التفسير كابن كثير ، وغيره ، ورده ابن مالك في الكافية حيث قال :

                      ومن يرى النفي بلن مؤبدا فقوله اردد وسواه فاعضدا


                      والقائل لموسى ( لن تراني ) هو المتجلي للجبل حتى اندك ، وهو الذي وعد المؤمنين ( الحسنى وزيادة ) ، وهو الذي قال : ( وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ) فاتضح بذلك أن قوله لموسى صلى الله عليه وسلم : ( لن تراني ) إنما أراد عدم استطاعته رؤية الله - تعالى - في هذه الدار ; لضعف القوى البشرية فيها عن ذلك كما قرر - تعالى - ذلك بقوله - جل جلاله : ( ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا ) ، ( الأعراف : 143 ) الآية ، فإذا لم يثبت الجبل لتجلي الله - تعالى - فكيف يثبت موسى لذلك ، وهو بشر خلق من ضعف ؟ وأما في الآخرة فيخلق الله - تعالى - في أوليائه قوة مستعدة للنظر إلى وجهه عز وجل .

                      وبهذا تجتمع نصوص الكتاب والسنة ، وتأتلف كما هو مذهب أهل السنة والجماعة ، وأما من اتبع هواه بغير هدى من الله ، ونصب الخصام أو الجدال والمعارضة بين نصوص الكتاب والسنة ، واتبع ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله ، وما يعلم تأويله إلا الله ، وضرب كتاب الله بعضه ببعض ، وآمن ببعض وكفر ببعض ، وشاق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ، واتبع غير سبيل المؤمنين ، وأضله الله على علم ، وختم على سمعه وقلبه ، وجعل على بصره غشاوة ، فمن يهديه من بعد الله ؟ أعاذنا الله وجميع المؤمنين من ذلك .

                      ولا يتأتى لأحد من أهل التأويل مراده ، ولا يستقيم له تأويله إلا بدفع النصوص بعضها ببعض لا محالة ولا بد ، فإن كتاب الله - تعالى - يصدق بعضه بعضا ، لا يكذبه كما هو مصدق لما بين يديه من الكتاب ومهيمن عليه ، وكذلك سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - تبين الكتاب وتوضحه وتفسره ، وتدل عليه وترشد إليه ، ولا يشك في ذلك ولا يرتاب فيه إلا من اتخذ إلهه هواه ، وأدلى بشبهاته لغرض شهواته (
                      بل الذين كفروا في تكذيب والله من ورائهم محيط ) ، ( البروج : 19 - 20 ) ، وهذا دأبهم في جميع نصوص الأسماء والصفات ، وإنما ذكرنا هذه الجملة مثالا وتنبيها على ما وراء ذلك ، فمن عوفي فليحمد الله ، فالحمد لله الذي هدانا لهذا ، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ، ( وتعطيل ) أي للنصوص بنفي ما اقتضته من صفات كمال الله - تعالى - ونعوت جلاله ، فإن نفي ذلك من لازمه نفي الذات ، ووصفه بالعدم المحض ، إذ ما لا يوصف بصفة هو العدم ، تعالى الله عما يقول الظالمون والجاحدون علوا كبيرا ، ولهذا قال السلف الصالح رحمهم الله - تعالى - في الجهمية : إنهم يحاولون أن يقولوا ليس في السماء إله يعبد ، وذلك لجحودهم صفات كماله ، ونعوت جلاله التي وصف بها نفسه ، ووصفه بها رسوله صلى الله عليه وسلم ، وذلك يتضمن التكذيب بالكتاب والسنة ، والافتراء على الله كذبا ( فمن أظلم ممن كذب على الله وكذب بالصدق إذ جاءه أليس في جهنم مثوى للكافرين والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون ) ، ( الزمر : 32 - 35 ) .

                      ( وغير تكييف ) تفسير لكنه شيء من صفات ربنا - تعالى - كأن يقال استوى على هيئة كذا ، أو ينزل إلى السماء بصفة كذا ، أو تكلم بالقرآن على كيفية كذا ، ونحو ذلك من الغلو في الدين ، والافتراء على الله عز وجل ، واعتقاد ما لم يأذن به الله ، ولا يليق بجلاله وعظمته ، ولم ينطق به كتاب ولا سنة ، ولو كان ذلك مطلوبا من العباد في الشريعة لبينه الله تعالى ، ورسوله صلى الله عليه وسلم ، ولم يدع ما بالمسلمين إليه حاجة إلا بينه ووضحه ، والعباد لا يعلمون عن الله - تعالى - إلا ما علمهم كما قال تعالى : ( ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء ) ، ( البقرة : 255 ) ، وقال تعالى : ( يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما ) ، ( طه : 110 ) فليؤمن العبد بما علمه الله تعالى ، وليقف معه كهذه الصفات الثابتة في الكتاب والسنة ، وليمسك عما جهله ، وليكل معناه إلى عالمه ككيفيتها ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) ، ( الحشر : 7 ) .
                      ( ولا تمثيل ) أي ومن غير تشبيه لشيء من صفات الله بصفات خلقه ، فكما أنا نثبت له ذاتا لا تشبه الذوات ، فكذلك نثبت له ما أثبت لنفسه من الأسماء والصفات ، ونعتقد تنزهه وتقدسه عن مماثلة المخلوقات (
                      ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) ، ( الشورى : 11 ) ، وإذا كان القول على الله بلا علم في أحكام الشريعة ، هو أقبح المحرمات كما قال تعالى : ( قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون ) ، ( الأعراف : 33 ) فكيف بالقول على الله بلا علم في إلهيته وربوبيته ، وأسمائه وصفاته من تشبيه خلقه به أو تشبيهه لخلقه في اتخاذ الأنداد معه ، وصرف العبادة لهم ، وإن اعتقاد تصرفهم في شيء من ملكوته تشبيه للمخلوق بالخالق ، كما أن تمثيل صفاته - تعالى - بصفات خلقه تشبيه للخالق بالمخلوق ، وكلا التشبيهين كفر بالله - عز وجل - أقبح الكفر ، وقد نزه الله - تعالى - نفسه عن ذلك كله في كتابه ، كما قال تعالى : ( قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ) ، وقال تعالى : ( رب السماوات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا ) ، ( مريم : 65 ) ، وقال تعالى : ( فاطر السماوات والأرض جعل لكم من أنفسكم أزواجا ومن الأنعام أزواجا يذرؤكم فيه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) ، وقال تعالى : ( للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء ولله المثل الأعلى وهو العزيز الحكيم ) ، ( النحل : 60 ) ، وقال تعالى : ( فلا تضربوا لله الأمثال إن الله يعلم وأنتم لا تعلمون ) ، ( النحل : 74 ) ، وغير ذلك من الآيات ، بل جميع القرآن من أوله إلى خاتمته في هذا المعنى ، بل لم يرسل الله - تعالى - رسله ، ولم ينزل كتبه إلا بذلك ( والله يقول الحق وهو يهدي السبيل ) ، ( الأحزاب : 4 ) .

                      ( بل قولنا ) الذي نقوله ونعتقده ، وندين الله به هو ( قول أئمة الهدى ) من الصحابة والتابعين فمن بعدهم من الأئمة كأبي حنيفة ، ومالك ، والأوزاعي ، والثوري ، وابن عيينة ، والليث بن سعد ، وحماد بن زيد ، وحماد بن سلمة ، والشافعي ، وأحمد ، وإسحاق بن راهويه ، وأصحاب الأمهات الست ، وغيرهم من أئمة المسلمين قديما وحديثا الذين قضوا بالحق وبه كانوا يعدلون ، وهو إمرارها كما جاءت من غير تكييف وبلا تشبيه ولا تعطيل ، والظاهر المتبادر إلى أذهان المشبهين منفي عنالله عز وجل ، فإن الله - تعالى - لا يشبهه شيء من خلقه ، وليس كمثله شيء ، وهو السميع البصير ، بل الأمر كما قال الأئمة : تفسيرها قراءتها ، وقال نعيم بن حماد الخزاعي شيخ البخاري رحمهما الله تعالى : من شبه الله بخلقه فقد كفر ، ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر ، وليس فيما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيه ، فمن أثبت لله - تعالى - ما أثبته لنفسه مما وردت به الآيات الصريحة ، ووصفه به رسوله - صلى الله عليه وسلم - مما ورد في الأخبار الصحيحة على الوجه الذي يليق بجلال الله وعظمته ، ونفى عن الله النقائض ، فقد سلك سبيل الهدى .

                      وقال
                      الإمام الشافعي رحمه الله تعالى : آمنا بالله وبما جاء عن الله على مراد الله ، وآمنا برسول الله ، وبما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم . وقال أيضا - رحمه الله : لله - تعالى - أسماء وصفات ، جاء بها كتابه ، وأخبر بها نبيه - صلى الله عليه وسلم - أمته ، لا يسع أحدا من خلق الله قامت عليه الحجة ردها ; لأن القرآن نزل بها ، وصح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القول بها ، فيما روى عنه العدول ، فإن خالف ذلك بعد ثبوت الحجة عليه ، فهو كافر ، أما قبل ثبوت الحجة عليه ، فمعذور بالجهل ; لأن علم ذلك لا يدرك بالعقل ولا بالرؤية والفكر ، ولا يكفر بالجهل بها أحد إلا بعد انتهاء الخبر إليه بها ، وتثبت هذه الصفات وينفي عنها التشبيه كما نفى التشبيه عن نفسه - تعالى - فقال سبحانه : ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) .

                      وقال الإمام أحمد - رحمه الله : ليس كمثله شيء في ذاته كما وصف نفسه ، قد أجمل الله الصفة ، فحد لنفسه صفة ليس يشبهه شيء ، وصفاته غير محدودة ولا معلومة إلا بما وصف به نفسه ، قال : فهو سميع بصير بلا حد ولا تقدير ، ولا يبلغ الواصفون صفته ، ولا نتعدى القرآن والحديث ، فنقول كما قال ، ونصف بما وصف به نفسه ، ولا نتعدى ذلك ، ولا يبلغ صفته الواصفون ، نؤمن بالقرآن كله محكمه ومتشابهه ، ولا نزيل عنه صفة من صفاته بشناعة شنعت ، وما وصف به نفسه من كلام ونزول وخلوة بعبده يوم القيامة ، ووضعه كنفه عليه ، فهذا كله يدل على أن الله - سبحانه وتعالى - يرى في الآخرة ، والتحديد في هذا كله بدعة ، والتسليم فيه بغير صفة ، ولا حد إلا ما وصف به نفسه : سميع ، بصير ، لم يزل متكلما ، عالما ، غفورا ، عالم الغيب والشهادة ، علام الغيوب .

                      فهذه صفات وصف بها نفسه ، لا تدفع ولا ترد ، وهو على العرش بلا حد كما قال تعالى : (
                      ثم استوى على العرش ) كيف شاء المشيئة إليه ، والاستطاعة إليه ليس كمثله شيء ، وهو خالق كل شيء ، وهو سميع بصير بلا حد ولا تقدير ، لا نتعدى القرآن والحديث ، تعالى الله عما يقول الجهمية والمشبهة . قلت له : والمشبه ما يقول ؟ قال : من قال بصر كبصري ، ويد كيدي ، وقدم كقدمي ، فقد شبه الله - تعالى - بخلقه ، انتهى .

                      وكلام أئمة السنة في هذا الباب يطول ، وقد تقدم كثير منه في الاستواء ، والكلام ، والنزول ، والرؤية ، وغير ذلك .

                      ( طوبى لمن بهديهم قد اهتدى ) إذ هم خير القرون ، وأعلم الأمة بشريعة الإسلام ، وأولاهم باتباع الكتاب والسنة ، واقتفاء آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبهم حفظ الله الدين على من بعدهم ، فرحمهم الله ، ورضي عنهم وأرضاهم ، وألحقنا بهم سالمين غير مفتونين ، إنه سميع الدعاء .

                      جليبيب النبي هو اللي بحث عنه
                      وكمان هو اللي دفنه بإيده
                      أصل كل همه كان رضا ربه
                      مش زيّنا شهرة وسط عبيده

                      تعليق


                      • #71
                        رد: معا لحفظ منظومة سلم الوصول إلى علم الأصول في توحيد الله واتباع الرسول

                        قال الشيخ حافظ رحمه الله تعالى:

                        وَالْقَوْلُ فِي كِتَابِهِ الْمُفَصَّلْ ... بِأَنَّهُ كَلَامُهُ الْمُنَزَّلْ
                        عَلَى الرَّسُولِ الْمُصْطَفَى خَيْرِ الْوَرَى ... لَيْسَ بِمَخْلُوقٍ وَلَا بِمُفْتَرَى
                        يُحْفَظُ بِالْقَلْبِ وَبِاللِّسَانِ ... يُتْلَى كَمَا يُسْمَعُ بِالْآذَانِ

                        كَذَا بِالَابْصَارِ إِلَيْهِ يُنْظَرُ ... وَبِالْأَيَادِي خَطُّهُ يُسَطَّرُ
                        وَكُلُّ ذِي مَخْلُوقَةٌ حَقِيقَهْ ... دُونَ كَلَامِ بَارِئِ الْخَلِيقَهْ
                        جَلَّتْ صِفَاتُ رَبِّنَا الرَّحْمَنِ ...عَنْ وَصْفِهَا بِالْخَلْقِ وَالْحَدَثَانِ

                        فَالصَّوْتُ وَالْأَلْحَانُ صَوْتُ الْقَارِي ... لَكِنَّمَا الْمَتْلُوُّ قَوْلُ الْبَارِي
                        مَا قَالَهُ لَا يَقْبَلُ التَّبْدِيلَا ... كَلَّا وَلَا أَصْدَقُ مِنْهُ قِيلًا
                        وَقَدْ رَوَى الثِّقَاتُ عَنْ خَيْرِ الْمَلَا ... بِأَنَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَعَلَا
                        فِي ثُلُثِ اللَّيْلِ الْأَخِيرِ يَنْزِلُ ...
                        يَقُولُ هَلْ مِنْ تَائِبٍ فَيُقْبَلُ
                        هَلْ مِنْ مُسِيءٍ طَالِبٍ لِلْمَغْفِرَهْ ... يَجِدُ كَرِيمًا قَابِلًا لِلْمَعْذِرَهْ

                        يَمُنُّ بِالْخَيْرَاتِ وَالْفَضَائِلْ ... وَيَسْتُرُ الْعَيْبَ وَيُعْطِي السَّائِلْ
                        وَأَنَّهُ يَجِيءُ يَوْمَ الْفَصْلِ ... كَمَا يَشَاءُ لِلْقَضَاءِ الْعَدْلِ

                        وَإِنَّهُ يُرَى بِلَا إِنْكَارِ ... فِي جَنَّةِ الْفِرْدَوْسِ بِالْأَبْصَارِ
                        كُلٌّ يَرَاهُ رُؤْيَةَ الْعِيَانِ ... كَمَا أَتَى فِي مُحْكَمِ الْقُرْآنِ

                        وَفِي حَدِيثِ سَيِّدِ الْأَنَامِ ... مِنْ غَيْرِ مَا شَكٍ وَلَا إِيهَامِ
                        رُؤْيَةَ حَقٍّ لَيْسَ يَمْتُرُونَهَا ... كَالشَّمْسِ صَحْوًا لَا سَحَابَ دُونَهَا
                        وَخُصَّ بِالرُّؤْيَةِ أَوْلِيَاؤُهُ ... فَضِيلَةً وَحُجِبُوا أَعْدَاؤُهُ

                        وَكُلُّ مَا لَهُ مِنَ الصِّفَاتِ ... أَثْبَتَهَا فِي مُحْكَمِ الْآيَاتِ
                        أَوْ صَحَّ فِي مَا قَالَهُ الرَّسُولُ ... فَحَقُّهُ التَّسْلِيمُ وَالْقَبُولُ
                        نُمِرُّهَا صَرِيحَةً كَمَا أَتَتْ ... مَعَ اعْتِقَادِنَا لِمَا لَهُ اقْتَضَتْ
                        مِنْ غَيْرِ تَحْرِيفٍ وَلَا تَعْطِيلِ ... وَغَيْرِ تَكْيِيفٍ وَلَا تَمْثِيلِ
                        بَلْ قَوْلُنَا قَوْلُ أَئِمَّةِ الْهُدَى ... طُوبَى لِمَنْ بِهَدْيِهِمْ قَدِ اهْتَدَى

                        وَسَمِّ ذَا النَّوْعَ مِنَ التَّوْحِيدِ ... تَوْحِيدَ إِثْبَاتٍ بِلَا تَرْدِيدِ
                        قَدْ أَفْصَحَ الْوَحْيُ الْمُبِينُ عَنْهُ ... فَالْتَمَسِ الْهُدَى الْمُنِيرَ مِنْهُ

                        الشرح:
                        قال الشيخ حافظ رحمه الله تعالى:

                        ( وسم ذا النوع ) والإشارة بذا إلى ما تقدم من قوله ( إثبات ذات الرب ) إلى هنا وما يدخل في ذلك من معاني الربوبية والأسماء والصفات ( من ) نوعي ( التوحيد ) المشار إليهما بقول : وهو نوعان ( توحيد إثبات ) لاشتماله على إثبات ما أثبته الله لنفسه في كتابه ، وأثبته له رسوله - صلى الله عليه وسلم - ومن قبله من الأنبياء والمرسلين من معاني ربوبيته ، ومقتضى أسمائه وصفاته ، ونفي ما يناقض ذلك كما نفاه عن نفسه تبارك وتعالى . فنؤمن بالله تعالى ، وبما أخبر به عن نفسه - سبحانه - على ألسنة رسله من صفات كماله ، ونعوت جلاله بلا تكييف ولا تمثيل ، وننفي عنه ما نفاه عن نفسه مما لا يليق بجلاله وعظمته ، فإنه أعلم بنفسه وبغيره ، وأصدق قيلا ، وأبين دليلا من غيره ، وقد عكس الزنادقة الأمر فنفوا عنه ما أثبته - تعالى - لنفسه من الأسماء الحسنى والصفات العلى ، وأثبتوا له ما نزه نفسه عنه من أضداد ما تقتضي أسماؤه وصفاته ، وكذبوا بالكتاب وبما أرسل الله به رسله ، وبدلوا قولا غير الذي قيل لهم ، فبعدا لقوم لا يؤمنون .

                        ( فائدة ) قال الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى : المتأخرون من أهل النظر قالوا مقالة مولدة ، ما علمت أحدا سبقهم بها ، قالوا : هذه الصفات تمر كما جاءت ، ولا تؤول مع اعتقاد أن ظاهرها غير مراد ، فتفرع من هذا أن الظاهر يعنى به أمران : أحدهما أنه لا تأويل لها غير دلالة الخطاب ، كما قال السلف الصالح : الاستواء معلوم ، وكما قال سفيان وغيره : قراءتها تفسيرها ، يعني أنها بينة واضحة في اللغة ، لا يبتغى بها مضايق التأويل والتحريف ، وهذا هو مبدأ السلف مع اتفاقهم أيضا أنها لا تشبه صفات البشر بوجه ، إذ الباري لا مثل له لا في ذاته ولا في صفاته .

                        الثاني أن ظاهرها هو الذي يتشكل في الخيال من الصفة ، كما يتشكل في الذهن من وصف البشر ، فهذا غير مراد ، فإن الله - تعالى - فرد صمد ، ليس له نظير ، وإن تعددت صفاته ، فإنها حق ، ولكن ما لها مثل ولا نظير ، فمن ذا الذي عاينه ونعته لنا ، ومن ذا الذي يستطيع أن ينعت لنا ، كيف سمع موسى كلامه ؟ والله ، إنا لعاجزون كالون حائرون باهتون في حد الروح التي فينا ، وكيف تعرج كل ليلة إلى بارئها ، وكيف يرسلها ، وكيف تستقل بعد الموت ، وكيف حياة الشهيد المرزوق عند ربه بعد قتله ، وكيف حياة النبيين الآن ، وكيف شاهد النبي أخاه موسى يصلي في قبره قائما ، ثم رآه في السماء السادسة وحاوره ، وأشار إليه بمراجعة رب العالمين ، وطلب التخفيف منه على أمته ، وكيف ناظر موسى أباه آدم ، وحجه آدم بالقدر السابق ، وبأن اللوم بعد التوبة ، وقبولها لا فائدة فيه ، وكذلك نعجز عن وصف هيئتنا في الجنة ، ووصف الحور العين ، فكيف بنا إذا انتقلنا إلى الملائكة وذواتهم وكيفيتها ، وأن بعضهم يمكنه أن يلت
                        قم الدنيا في لقمة ، مع رونقهم وحسنهم وصفاء جوهرهم النوراني ، فالله أعلى وأعظم ، وله المثل الأعلى ، والكمال المطلق ، ولا مثل له أصلا ( آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون ) ، ( آل عمران : 52 ) انتهى كلامه بحروفه .

                        قلت : قوله من ذا الذي عاينه فنعته ، هذا لا معنى له ، فإن المؤمنين يرونه - تعالى - في الجنة عيانا بأبصارهم ، ولا يستطيع أحد منهم نعته - تعالى (
                        لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار ) ، ( ولا يحيطون به علما ) ، وكان حقه أن يقول : من ذا الذي أحاط به علما فنعته .

                        وقوله الثاني أن ظاهرها الذي يتشكل في الخيال . . . الخ ، قد قدمنا أن هذا التصور الفاسد هو الذي يعمل جهلة النفاة على ما صنعوا من النفي حين لم يفهموا من ظاهرها إلا ما يقوم بالمخلوق ، ولم يتدبروا من هو الموصوف ، فأساءوا الظن بالوحي ، ثم قاسوا وشبهوا بعد أن فكروا وقدروا ، ثم نفوا وعطلوا ، فسحقا لأصحاب السعير .

                        ( قد أفصح الوحي المبين ) من الكتاب والسنة ، وكذلك الصحف الأولى عنه غاية الإفصاح ، وشرحه الله تبارك وتعالى أكثر من شرح بقية الأحكام لعظم شأن متعلقه ، ( فالتمس ) اطلب ( الهدى المنير ) أي من الوحي المبين ; لأنه لا سبيل إلى معرفة ذلك إلا منه ، ومن خرج عن الوحي مثقال ذرة ، ضل وغوى ولا بد ، فإنا لا نعلم من علم الله - سبحانه - إلا ما علمنا هو ، فنصدق بما أخبر به عن نفسه ، وأخبرت به رسله عنه ، كما ننقاد ونسلم ، ونمتثل لما أمر ، ونجتنب ما نهى عنه وزجر ، بل إن تأويل الأمر والنهي أخف جرما من تأويل معاني الربوبية والأسماء والصفات ، والتكذيب بالبعث والنشور ، والوعد والوعيد دون التكذيب بما أخبر الله به عن نفسه من الأسماء الحسنى والصفات العلى ، وأخبرت عنه به رسله من ذلك مع أن جرم كل منهما عظيم . أعاذنا الله وجميع المسلمين من الزيغ والضلال ، آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون .





                        جليبيب النبي هو اللي بحث عنه
                        وكمان هو اللي دفنه بإيده
                        أصل كل همه كان رضا ربه
                        مش زيّنا شهرة وسط عبيده

                        تعليق


                        • #72
                          رد: معا لحفظ منظومة سلم الوصول إلى علم الأصول في توحيد الله واتباع الرسول

                          قال الشيخ حافظ رحمه الله تعالى:

                          يُحْفَظُ بِالْقَلْبِ وَبِاللِّسَانِ ... يُتْلَى كَمَا يُسْمَعُ بِالْآذَانِ

                          كَذَا بِالَابْصَارِ إِلَيْهِ يُنْظَرُ ... وَبِالْأَيَادِي خَطُّهُ يُسَطَّرُ
                          وَكُلُّ ذِي مَخْلُوقَةٌ حَقِيقَهْ ... دُونَ كَلَامِ بَارِئِ الْخَلِيقَهْ
                          جَلَّتْ صِفَاتُ رَبِّنَا الرَّحْمَنِ ...عَنْ وَصْفِهَا بِالْخَلْقِ وَالْحَدَثَانِ

                          فَالصَّوْتُ وَالْأَلْحَانُ صَوْتُ الْقَارِي ... لَكِنَّمَا الْمَتْلُوُّ قَوْلُ الْبَارِي
                          مَا قَالَهُ لَا يَقْبَلُ التَّبْدِيلَا ... كَلَّا وَلَا أَصْدَقُ مِنْهُ قِيلًا
                          وَقَدْ رَوَى الثِّقَاتُ عَنْ خَيْرِ الْمَلَا ... بِأَنَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَعَلَا
                          فِي ثُلُثِ اللَّيْلِ الْأَخِيرِ يَنْزِلُ ...
                          يَقُولُ هَلْ مِنْ تَائِبٍ فَيُقْبَلُ
                          هَلْ مِنْ مُسِيءٍ طَالِبٍ لِلْمَغْفِرَهْ ... يَجِدُ كَرِيمًا قَابِلًا لِلْمَعْذِرَهْ

                          يَمُنُّ بِالْخَيْرَاتِ وَالْفَضَائِلْ ... وَيَسْتُرُ الْعَيْبَ وَيُعْطِي السَّائِلْ
                          وَأَنَّهُ يَجِيءُ يَوْمَ الْفَصْلِ ... كَمَا يَشَاءُ لِلْقَضَاءِ الْعَدْلِ

                          وَإِنَّهُ يُرَى بِلَا إِنْكَارِ ... فِي جَنَّةِ الْفِرْدَوْسِ بِالْأَبْصَارِ
                          كُلٌّ يَرَاهُ رُؤْيَةَ الْعِيَانِ ... كَمَا أَتَى فِي مُحْكَمِ الْقُرْآنِ

                          وَفِي حَدِيثِ سَيِّدِ الْأَنَامِ ... مِنْ غَيْرِ مَا شَكٍ وَلَا إِيهَامِ
                          رُؤْيَةَ حَقٍّ لَيْسَ يَمْتُرُونَهَا ... كَالشَّمْسِ صَحْوًا لَا سَحَابَ دُونَهَا
                          وَخُصَّ بِالرُّؤْيَةِ أَوْلِيَاؤُهُ ... فَضِيلَةً وَحُجِبُوا أَعْدَاؤُهُ

                          وَكُلُّ مَا لَهُ مِنَ الصِّفَاتِ ... أَثْبَتَهَا فِي مُحْكَمِ الْآيَاتِ
                          أَوْ صَحَّ فِي مَا قَالَهُ الرَّسُولُ ... فَحَقُّهُ التَّسْلِيمُ وَالْقَبُولُ
                          نُمِرُّهَا صَرِيحَةً كَمَا أَتَتْ ... مَعَ اعْتِقَادِنَا لِمَا لَهُ اقْتَضَتْ
                          مِنْ غَيْرِ تَحْرِيفٍ وَلَا تَعْطِيلِ ... وَغَيْرِ تَكْيِيفٍ وَلَا تَمْثِيلِ
                          بَلْ قَوْلُنَا قَوْلُ أَئِمَّةِ الْهُدَى ... طُوبَى لِمَنْ بِهَدْيِهِمْ قَدِ اهْتَدَى

                          وَسَمِّ ذَا النَّوْعَ مِنَ التَّوْحِيدِ ... تَوْحِيدَ إِثْبَاتٍ بِلَا تَرْدِيدِ
                          قَدْ أَفْصَحَ الْوَحْيُ الْمُبِينُ عَنْهُ ... فَالْتَمَسِ الْهُدَى الْمُنِيرَ مِنْهُ

                          لَا تَتَّبِعْ أَقْوَالَ كُلِّ مَارِدِ ... غَاوٍ مُضِلٍّ مَارِقٍ مُعَانِدِ
                          فَلَيْسَ بَعْدَ رَدِّ ذَا التِّبْيَانِ ... مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنَ الْإِيمَانِ

                          الشرح:
                          قال الشيخ حافظ رحمه الله تعالى:

                          ( لا تتبع ) أيها العبد ( أقوال كل مارد ) على بدعته وزندقته واتباع هواه ( غاو ) زائغ في دينه ، مفتون في عقيدته ( مضل ) لغيره ( مارق ) من الإسلام ( معاند ) لنصوص الكتاب والسنة وما دلت عليه ، مكذب بالكتاب وبما أرسل إليه به رسله ، ( فليس ) لله يبقى ( بعد رد ذا التبيان ) الذي جاء في الكتاب والسنة من الآيات المحكمة الصريحة ، والأحاديث الثابتة الصحيحة ( مثقال ذرة من الإيمان ) في قلب من رد ذلك ; لأن الله - تعالى - هو الحق ، وقوله الحق ( فماذا بعد الحق إلا الضلال ) ، ( يونس : 32 ) ، وقال تعالى : ( وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين ويجادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحق واتخذوا آياتي وما أنذروا هزوا ) ، ( الأنعام : 48 ) ، وقال تعالى : ( ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا فلا يغررك تقلبهم في البلاد ) ، ( غافر : 4 ) ، وقال تعالى : ( إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا ) ، ( فصلت : 40 ) ، وقال تعالى : ( ويوم نحشر من كل أمة فوجا ممن يكذب بآياتنا فهم يوزعون حتى إذا جاءوا قال أكذبتم بآياتي ولم تحيطوا بها علما أم ماذا كنتم تعملون ووقع القول عليهم بما ظلموا فهم لا ينطقون ) ، ( النمل : 83 - 85 ) ، وهذه الآيات يدخل فيها كل مكذب بأي شيء من الكتاب ، فكيف إذا كذب بصفات منزل الكتاب ، بل جحد أن يكون الله - تعالى - تكلم بالكتاب ، ألا لعنة الله على الظالمين .




                          جليبيب النبي هو اللي بحث عنه
                          وكمان هو اللي دفنه بإيده
                          أصل كل همه كان رضا ربه
                          مش زيّنا شهرة وسط عبيده

                          تعليق


                          • #73
                            رد: معا لحفظ منظومة سلم الوصول إلى علم الأصول في توحيد الله واتباع الرسول

                            قال الشيخ حافظ رحمه الله تعالى:

                            يُحْفَظُ بِالْقَلْبِ وَبِاللِّسَانِ ... يُتْلَى كَمَا يُسْمَعُ بِالْآذَانِ

                            كَذَا بِالَابْصَارِ إِلَيْهِ يُنْظَرُ ... وَبِالْأَيَادِي خَطُّهُ يُسَطَّرُ
                            وَكُلُّ ذِي مَخْلُوقَةٌ حَقِيقَهْ ... دُونَ كَلَامِ بَارِئِ الْخَلِيقَهْ
                            جَلَّتْ صِفَاتُ رَبِّنَا الرَّحْمَنِ ...عَنْ وَصْفِهَا بِالْخَلْقِ وَالْحَدَثَانِ

                            فَالصَّوْتُ وَالْأَلْحَانُ صَوْتُ الْقَارِي ... لَكِنَّمَا الْمَتْلُوُّ قَوْلُ الْبَارِي
                            مَا قَالَهُ لَا يَقْبَلُ التَّبْدِيلَا ... كَلَّا وَلَا أَصْدَقُ مِنْهُ قِيلًا
                            وَقَدْ رَوَى الثِّقَاتُ عَنْ خَيْرِ الْمَلَا ... بِأَنَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَعَلَا
                            فِي ثُلُثِ اللَّيْلِ الْأَخِيرِ يَنْزِلُ ...
                            يَقُولُ هَلْ مِنْ تَائِبٍ فَيُقْبَلُ
                            هَلْ مِنْ مُسِيءٍ طَالِبٍ لِلْمَغْفِرَهْ ... يَجِدُ كَرِيمًا قَابِلًا لِلْمَعْذِرَهْ

                            يَمُنُّ بِالْخَيْرَاتِ وَالْفَضَائِلْ ... وَيَسْتُرُ الْعَيْبَ وَيُعْطِي السَّائِلْ
                            وَأَنَّهُ يَجِيءُ يَوْمَ الْفَصْلِ ... كَمَا يَشَاءُ لِلْقَضَاءِ الْعَدْلِ

                            وَإِنَّهُ يُرَى بِلَا إِنْكَارِ ... فِي جَنَّةِ الْفِرْدَوْسِ بِالْأَبْصَارِ
                            كُلٌّ يَرَاهُ رُؤْيَةَ الْعِيَانِ ... كَمَا أَتَى فِي مُحْكَمِ الْقُرْآنِ

                            وَفِي حَدِيثِ سَيِّدِ الْأَنَامِ ... مِنْ غَيْرِ مَا شَكٍ وَلَا إِيهَامِ
                            رُؤْيَةَ حَقٍّ لَيْسَ يَمْتُرُونَهَا ... كَالشَّمْسِ صَحْوًا لَا سَحَابَ دُونَهَا
                            وَخُصَّ بِالرُّؤْيَةِ أَوْلِيَاؤُهُ ... فَضِيلَةً وَحُجِبُوا أَعْدَاؤُهُ

                            وَكُلُّ مَا لَهُ مِنَ الصِّفَاتِ ... أَثْبَتَهَا فِي مُحْكَمِ الْآيَاتِ
                            أَوْ صَحَّ فِي مَا قَالَهُ الرَّسُولُ ... فَحَقُّهُ التَّسْلِيمُ وَالْقَبُولُ
                            نُمِرُّهَا صَرِيحَةً كَمَا أَتَتْ ... مَعَ اعْتِقَادِنَا لِمَا لَهُ اقْتَضَتْ
                            مِنْ غَيْرِ تَحْرِيفٍ وَلَا تَعْطِيلِ ... وَغَيْرِ تَكْيِيفٍ وَلَا تَمْثِيلِ
                            بَلْ قَوْلُنَا قَوْلُ أَئِمَّةِ الْهُدَى ... طُوبَى لِمَنْ بِهَدْيِهِمْ قَدِ اهْتَدَى

                            وَسَمِّ ذَا النَّوْعَ مِنَ التَّوْحِيدِ ... تَوْحِيدَ إِثْبَاتٍ بِلَا تَرْدِيدِ
                            قَدْ أَفْصَحَ الْوَحْيُ الْمُبِينُ عَنْهُ ... فَالْتَمَسِ الْهُدَى الْمُنِيرَ مِنْهُ

                            لَا تَتَّبِعْ أَقْوَالَ كُلِّ مَارِدِ ... غَاوٍ مُضِلٍّ مَارِقٍ مُعَانِدِ
                            فَلَيْسَ بَعْدَ رَدِّ ذَا التِّبْيَانِ ... مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنَ الْإِيمَانِ


                            فصل في بيان النوع الثاني من نوعي التوحيد وهو توحيد الطلب والقصد وأنه معنى لا إله إلا الله

                            هَذَا وَثَانِي نَوْعَيِ التَّوْحِيدِ ... إِفْرَادُ رَبِّ الْعَرْشِ عَنْ نَدِيدِ

                            أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ إِلَهًا وَاحِدَا ... مُعْتَرِفًا بِحَقِّهِ لَا جَاحِدَا

                            الشرح:
                            قال الشيخ حافظ رحمه الله تعالى:


                            ( هذا ) أي الأمر والإشارة إلى ما تقدم من تحقيق النوع الأول من نوعي التوحيد ( وثاني نوعي التوحيد ) هو ( إفراد رب العرش عن نديد ) شريك مساو ، وتفسير ذلك هو ( أن تعبد الله ) سبحانه وتعالى ( إلها ) حال من لفظ الجلالة ( واحدا ) لا شريك له في إلهيته كما لا شريك له في ربوبيته وأسمائه وصفاته ، فإن توحيد الإثبات هو أعظم حجة على توحيد الطلب والقصد الذي هو توحيد الإلهية وبه احتج الله تعالى في كتابه في غير موضع على وجوب إفراده تعالى بالإلهية لتلازم التوحيدين ، فإنه لا يكون إلها مستحقا للعبادة إلا من كان خالقا رازقا مالكا متصرفا مدبرا لجميع الأمور حيا قيوما سميعا بصيرا عليما حكيما موصوفا بكل كمال منزها عن كل نقص ، غنيا عما سواه ، مفتقرا إليه كل ما عداه فاعلا مختارا لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه ولا يعجزه شيء في السماوات ولا في الأرض ولا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض ، ولا تخفى عليه خافية ، وهذه صفات الله عز وجل لا تنبغي إلا له ولا يشركه فيها غيره . فكذلك لا يستحق العبادة إلا هو ولا تجوز لغيره فحيث كان متفردا بالخلق والإنشاء والبدء والإعادة لا يشركه في ذلك أحد وجب إفراده بالعبادة دون من سواه لا يشرك معه في عبادته أحد كما قال تعالى : ( ياأيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون ) ( البقرة : 21 - 22 ) .

                            وقال تبارك وتعالى : (
                            قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون فذلكم الله ربكم الحق فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون ) إلى قوله : ( قل هل من شركائكم من يبدأ الخلق ثم يعيده قل الله يبدأ الخلق ثم يعيده فأنى تؤفكون قل هل من شركائكم من يهدي إلى الحق قل الله يهدي للحق أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون ) ( يونس : 31 - 35 ) وقال تعالى : ( إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يدبر الأمر ما من شفيع إلا من بعد إذنه ذلكم الله ربكم فاعبدوه أفلا تذكرون إليه مرجعكم جميعا وعد الله حقا إنه يبدأ الخلق ثم يعيده ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالقسط والذين كفروا لهم شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك إلا بالحق يفصل الآيات لقوم يعلمون ) ( يونس : 3 - 5 ) .


                            وقال تعالى : ( قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين فقضاهن سبع سماوات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم ) ( فصلت : 9 - 12 ) وقال : ( ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم الذي جعل لكم الأرض مهدا وجعل لكم فيها سبلا لعلكم تهتدون والذي نزل من السماء ماء بقدر فأنشرنا به بلدة ميتا كذلك تخرجون والذي خلق الأزواج كلها وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين ) ( الزخرف : 9 - 13 ) الآيات . وقال تعالى : ( ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله فأنى يؤفكون ) ( الزخرف : 87 ) وغير ذلك من الآيات التي يقرر الله تعالى فيها ربوبيته ويمتن بنعمه وتفرده بأنواع التصرفات ، وعباد الأوثان يقرون بها لله عز وجل ويقرون بأن أوثانهم التي يدعون من دونه مخلوقة لا تملك لأنفسها ولا لعابديها ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا ، ولا تسمع ولا تبصر ولا تغني عنهم شيئا ، ويقرون أن الله هو المتفرد بالخلق والرزق والضر والنفع والتقدير والتدبير وأنواع التصرفات ليس إليهم ولا إلى أوثانهم من ذلك شيء ، بل هو الخالق وما عداه مخلوق ، وهو الرب وما عداه مربوب ، غير أنهم جعلوا له من خلقه شركاء سووهم به في استحقاق العبادة وأنكروا أن يكون تفرد بها وقالوا لمن قال لهم قولوا لا إله إلا الله : ( أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب ) ( ص : 5 ) فألزمهم الله تعالى بما أقروا به من التفرد بالربوبية أن يعملوا بمقتضى ذلك ويلتزموا لازمه من توحيد الإلهية وأن يكفروا بما اتخذوا من دونه كما أقروا بعجزهم وعدم اتصافهم بشيء يستحقون به العبادة ، بل هم أقل وأذل وأحقر وأعجز عن أن يخلقوا ذبابا أو يستنقذوا منه شيئا سلبه .

                            ومن تدبر هذه الآيات التي ذكرنا وما في معناها حق التدبر علم يقينا أن عباد الأوثان مقرون بتوحيد الربوبية وشاهدون بتفرد الله بذلك وأنهم إنما أشركوا بالله تعالى في الإلهية حيث عبدوا معه غيره ، هذا في الظاهر وإلا فأنواع التوحيد متلازمة ، من أشرك غير الله معه في شيء منها فقد أشرك فيما عداه كما سيأتي إن شاء الله تعالى بيانه في بيان الشرك . ومما يقدر ذلك غاية التقدير حديث
                            عمران بن حصين رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبيه حصين قبل إسلامه : " كم تعبد اليوم من إله ؟ " قال : سبعة آلهة ، ستة في الأرض وواحدا في السماء . قال صلى الله عليه وسلم : " فمن تعد لرغبتك ورهبتك ؟ " قال : الذي في السماء . وتقدم أيضا في هذه الآية أنهم إنما كان شركهم بالله في إلهيته في حالة الرخاء وأما في الشدة فكانوا يخلصون الدين لله لعلمهم أنه لا يقدر على كشف ما هم فيه غيره وأن آلهتهم لا تضر ولا تنفع ولا تستطيع شيئا كما قال تعالى : ( فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون ليكفروا بما آتيناهم وليتمتعوا فسوف يعلمون ) ( العنكبوت : 65 - 66 ) وما في معانيها من الآيات مما ذكرنا ومما لم نذكر والمقصود أن الربوبية والإلهية متلازمان لا ينفك نوع منهما عن الآخر ، وأن توحيد الربوبية لم ينكره أحد إلا مكابرة كفرعون ونمرود ، والثنوية الذين اعتقدوا للوجود خالقين اثنين ، تعالى الله عما يقول الظالمون والجاحدون علوا كبيرا . ( معترفا ) حال من فاعل تعبد ( بحقه ) تعالى عليك ، وعلى جميع عباده ( لا جاحدا ) وحقه عليك أن تعبده لا تشرك به شيئا ، كما قال تعالى : ( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا ) ( النساء : 23 ) وقال : ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه ) ( الإسراء : 23 ) وقال تعالى : ( أن اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ) ( المؤمنون : 32 ) وغيرها من الآيات سنذكر ما تيسر منها قريبا إن شاء الله تعالى .

                            وفي الصحيحين
                            عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار فقال لي : " يا معاذ ، أتدري ما حق الله تعالى على العباد وما حق العباد على الله ؟ " قلت : الله ورسوله أعلم . قال : " حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا ، وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا " الحديث .






                            جليبيب النبي هو اللي بحث عنه
                            وكمان هو اللي دفنه بإيده
                            أصل كل همه كان رضا ربه
                            مش زيّنا شهرة وسط عبيده

                            تعليق


                            • #74
                              رد: معا لحفظ منظومة سلم الوصول إلى علم الأصول في توحيد الله واتباع الرسول

                              جزاك الله خيرا وجعل الله مجهودك فى ميزان حسناتك وارجو منك التبسط فى العرض ليسهل قراءت الشرح ونفع الله بك الاسلام والمسلمين

                              تعليق


                              • #75
                                رد: معا لحفظ منظومة سلم الوصول إلى علم الأصول في توحيد الله واتباع الرسول

                                قال الشيخ حافظ رحمه الله تعالى:

                                وَكُلُّ ذِي مَخْلُوقَةٌ حَقِيقَهْ ... دُونَ كَلَامِ بَارِئِ الْخَلِيقَهْ
                                جَلَّتْ صِفَاتُ رَبِّنَا الرَّحْمَنِ ...عَنْ وَصْفِهَا بِالْخَلْقِ وَالْحَدَثَانِ

                                فَالصَّوْتُ وَالْأَلْحَانُ صَوْتُ الْقَارِي ... لَكِنَّمَا الْمَتْلُوُّ قَوْلُ الْبَارِي
                                مَا قَالَهُ لَا يَقْبَلُ التَّبْدِيلَا ... كَلَّا وَلَا أَصْدَقُ مِنْهُ قِيلًا
                                وَقَدْ رَوَى الثِّقَاتُ عَنْ خَيْرِ الْمَلَا ... بِأَنَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَعَلَا
                                فِي ثُلُثِ اللَّيْلِ الْأَخِيرِ يَنْزِلُ ...
                                يَقُولُ هَلْ مِنْ تَائِبٍ فَيُقْبَلُ
                                هَلْ مِنْ مُسِيءٍ طَالِبٍ لِلْمَغْفِرَهْ ... يَجِدُ كَرِيمًا قَابِلًا لِلْمَعْذِرَهْ

                                يَمُنُّ بِالْخَيْرَاتِ وَالْفَضَائِلْ ... وَيَسْتُرُ الْعَيْبَ وَيُعْطِي السَّائِلْ
                                وَأَنَّهُ يَجِيءُ يَوْمَ الْفَصْلِ ... كَمَا يَشَاءُ لِلْقَضَاءِ الْعَدْلِ

                                وَإِنَّهُ يُرَى بِلَا إِنْكَارِ ... فِي جَنَّةِ الْفِرْدَوْسِ بِالْأَبْصَارِ
                                كُلٌّ يَرَاهُ رُؤْيَةَ الْعِيَانِ ... كَمَا أَتَى فِي مُحْكَمِ الْقُرْآنِ

                                وَفِي حَدِيثِ سَيِّدِ الْأَنَامِ ... مِنْ غَيْرِ مَا شَكٍ وَلَا إِيهَامِ
                                رُؤْيَةَ حَقٍّ لَيْسَ يَمْتُرُونَهَا ... كَالشَّمْسِ صَحْوًا لَا سَحَابَ دُونَهَا
                                وَخُصَّ بِالرُّؤْيَةِ أَوْلِيَاؤُهُ ... فَضِيلَةً وَحُجِبُوا أَعْدَاؤُهُ

                                وَكُلُّ مَا لَهُ مِنَ الصِّفَاتِ ... أَثْبَتَهَا فِي مُحْكَمِ الْآيَاتِ
                                أَوْ صَحَّ فِي مَا قَالَهُ الرَّسُولُ ... فَحَقُّهُ التَّسْلِيمُ وَالْقَبُولُ
                                نُمِرُّهَا صَرِيحَةً كَمَا أَتَتْ ... مَعَ اعْتِقَادِنَا لِمَا لَهُ اقْتَضَتْ
                                مِنْ غَيْرِ تَحْرِيفٍ وَلَا تَعْطِيلِ ... وَغَيْرِ تَكْيِيفٍ وَلَا تَمْثِيلِ
                                بَلْ قَوْلُنَا قَوْلُ أَئِمَّةِ الْهُدَى ... طُوبَى لِمَنْ بِهَدْيِهِمْ قَدِ اهْتَدَى

                                وَسَمِّ ذَا النَّوْعَ مِنَ التَّوْحِيدِ ... تَوْحِيدَ إِثْبَاتٍ بِلَا تَرْدِيدِ
                                قَدْ أَفْصَحَ الْوَحْيُ الْمُبِينُ عَنْهُ ... فَالْتَمَسِ الْهُدَى الْمُنِيرَ مِنْهُ

                                لَا تَتَّبِعْ أَقْوَالَ كُلِّ مَارِدِ ... غَاوٍ مُضِلٍّ مَارِقٍ مُعَانِدِ
                                فَلَيْسَ بَعْدَ رَدِّ ذَا التِّبْيَانِ ... مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنَ الْإِيمَانِ


                                فصل في بيان النوع الثاني من نوعي التوحيد وهو توحيد الطلب والقصد وأنه معنى لا إله إلا الله

                                هَذَا وَثَانِي نَوْعَيِ التَّوْحِيدِ ... إِفْرَادُ رَبِّ الْعَرْشِ عَنْ نَدِيدِ

                                أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ إِلَهًا وَاحِدَا ... مُعْتَرِفًا بِحَقِّهِ لَا جَاحِدَا

                                وَهْوَ الَّذِي بِهِ الْإِلَهُ أَرْسَلَا ... رُسْلَهُ يَدْعُونَ إِلَيْهِ أَوَّلَا
                                وَأَنْزَلَ الْكِتَابَ وَالتِّبْيَانَا ... مِنْ أَجْلِهِ وَفَرَّقَ الْفُرْقَانَا

                                الشرح:
                                قال الشيخ حافظ رحمه الله تعالى:

                                ( وهو ) أي توحيد الإلهية الذي به الإله عز وجل ( أرسلا رسله ) من أولهم إلى آخرهم ( يدعون إليه أولا ) قبل كل أمر فلم يدعوا إلى شيء قبله ، فهم وإن اختلفت شرائعهم في تحديد بعض العبادات والحلال والحرام ، لم يختلفوا في الأصل ال
                                ذي هو إفراد الله سبحانه بتلك العبادات افترقت أو اتفقت ، لا يشرك معه فيها غيره ، كما قال صلى الله عليه وسلم : " نحن معاشر الأنبياء أولاد علات ، ديننا واحد " وقد أخبر الله عز وجل عن اتفاق دعوة رسله إجمالا وتفصيلا فقال تعالى : ( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه ) ( الشورى : 13 ) وهؤلاء هم أولو العزم من الرسل : نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم وكذلك بقية الرسل . وقال تعالى : ( واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون ) ( الزخرف : 45 ) وقال تعالى : ( وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون ) ( الأنبياء : 25 ) وقال تعالى : ( ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ) ( النحل : 36 ) .

                                وقال تعالى : (
                                إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وآتينا داود زبورا ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك وكلم الله موسى تكليما رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما ) ( النساء : 163 - 165 ) . وفي الصحيح عن المغيرة رضي الله عنه قال : قال سعد بن عبادة رضي الله عنه : لو رأيت رجلا مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح . فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " تعجبون من غيرة سعد ، والله لأنا أغير منه ، والله أغير مني ، ومن أجل غيرة الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن . ولا أحد أحب إليه العذر من الله ومن أجل ذلك بعث المبشرين والمنذرين . ولا أحد أحب إليه المدحة من الله ، ومن أجل ذلك وعد الله الجنة " .

                                وأما في مقامات التفصيل فقال تعالى : (
                                لقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال ياقوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم ) ( الأعراف : 59 ) إلى آخر الآيات . وقال تعالى : ( وإلى عاد أخاهم هودا قال ياقوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون ) ( الأعراف : 65 ) إلى آخر الآيات . وقال تعالى : ( وإلى ثمود أخاهم صالحا قال ياقوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ) ( الأعراف : 73 ) إلى آخر الآيات . وقال تعالى : ( وإلى مدين أخاهم شعيبا قال ياقوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ) ( الأعراف : 85 ) .

                                ولو ذهبنا نذكر قصص الرسل ومحاورتهم مع قومهم وعواقب ذلك لطال الفصل . وأما نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وسيرته في قومه وصبره على أذاهم وما جرى له معهم فأجلى من الشمس في نحر الظهيرة والقرآن كله من فاتحته إلى خاتمته في شأن ذلك .

                                ( وأنزل ) الله عز وجل ( الكتاب ) اسم جنس لكل كتاب أنزله الله عز وجل على رسله وأشهرها الأربعة وهي : التوراة على موسى موعظة وتفصيلا لكل شيء . والإنجيل على عيسى فيه هدى ونور ومصدقا لما بين يديه من التوراة وهدى وموعظة للمتقين . والزبور على داود الذي كان إذا قرأه أوبت معه الجبال والطير . والقرآن المنزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه . ( والتبيانا ) من عطف التفسير الذي هو أعم من المفسر لأن التبيان منه المتعبد بتلاوته والعلم به وهو الكتاب . ومنه المتعبد بالعمل به فقط وهو السنة وما في معناها . ( من أجله ) أي من أجل التوحيد ( وفرق الفرقانا ) إذ يقول تعالى : (
                                وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا ) ( الإسراء : 106 ) الآيات .



                                جليبيب النبي هو اللي بحث عنه
                                وكمان هو اللي دفنه بإيده
                                أصل كل همه كان رضا ربه
                                مش زيّنا شهرة وسط عبيده

                                تعليق

                                يعمل...
                                X