السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخ ملتزم ... أخت ملتزمة
هل يجوز أن نقول ذلك؟
الحمد لله كما أمر والصلاة والسلام على خير البشر الشفيع المشفع في المحشر وآله وصحبه ومن تبعهم إلى يوم الدين وبعد ...
أخ ملتزم
أخت ملتزمة
مصطلحات جديدة نستخدمها عندما نريد أن نصف أخا أو أختا أنه (أنها) مستقيم (مستقيمة) على الشرع والعمل به، والاتباع لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، والتي هي حقيقة الالتزام، فنقول ملتزم أو ملتزمة.
لقد جعلنا كلمة " ملتزم " أو " أخ وأخت " مرتبطة بالقيام ببعض الفروض والطاعات و...
وأكثرنا يعتمد لقب "أخ" .. للملتحي ، و"أخت" للمنتقبة
وهذا ما أوقعنا في إشكالات كثيرة .. مما حدا بالبعض إلى استحداث مسميات جديدة !
حيث أننا وجدنا أنفسنا أمام نماذج في منتهى منتهى السوء ، بل ربما لم يجد المرء في جاهليته (أقصد قبل استقامته وإن كنت لا أحب هذه التسمية أيضا ) نماذجَ بهذا السوء ..
فيقع في ألوان من الحيرة
فيضطر إلى أن يقول :
فلان أخ ... ولكنه ( كذا وكذا ..)
واشتدت الحاجة إلى تقسيم جديد .. !
وانتشرت المقولة الشهيرة
( الإخوة ثلاثة أنواع :
أخ أخ ! ..
وأخ فخ! ..
وأخ طخ !!)
(وإن كنت ما زلت أبحث عن معنى هذه الأخيرة)
و حتى بعض الأخوات أيضا على هذا النسق (معذرة)
وجنح البعض إلى التقسيم باعتبار المستوى العلمي :
فهذا ملتزم طالب علم /
وهذا ملتزم عامي ..!
وإذا أردنا معرفة مفاسد هذا المسلك
(وذا ليس تشاؤما وإنما هو من الواقعية)
فلننظر إلى أعداد المنتكسين ..
وعدوى الفتور ..
وقسوة القلوب ..
والفشل حتى في بناء النشاطات الإجتماعية
وحل مشكلات هذا الباب وفق الهدى الرباني ..
وهذا
(إن لم أكن مغاليا)
من أهم الأسباب التي تهدد حصوننا من الداخل
والحل من وجهة نظري أن يلتزم كل منا شيخا مشهود له بالعلم والتقوى والصلاح : شيخا عالما عاملا وليس (عامل عالم) ذلك ليحدوه الطريق ولو حتى بالسؤال عبر وسائل الاتصال المختلفة يسأل ليهتدي وليعرف أين الطريق إلى الله؟
والسؤال محل موضوعنا :
هل يجوز شرعا أن نصف أحدا بهذه الصفة العظيمة (ملتزم - ملتزمة)؟
لكي نقف على إجابة مقنعة لهذا السؤال يجب أن نأصل في مفاهيمنا أمرا مهما وهو أنه
لا يجوز للمسلم أن يزكي نفسه أو أحدا غيره
إلا أن يقول هو كذا إن شاء الله
ودليل ذلك من كتاب الله
( فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى)
(سورة النجم/ 32)
أي
فلا تشهدوا لأنفسكم بأنها زكية بريئة من الذنوب والمعاصي. قاله القرطبي في تفسيره
وفي السنة عن محمد بن عمرو بن عطاء قال:
سميت ابنتي بَرّةَ، فقالت لي زينب بنت أبي سلمة: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن هذا الاسم، وسميت بَرَّة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تزكوا أنفسكم، إن الله أعلم بأهل البر منكم". فقالوا: بم نسميها؟ قال: "سموها زينب"
صحيح مسلم برقم (2142).
وقد ثبت أيضا في الحديث الذي رواه الإمام أحمد حيث قال: حدثنا عفان، حدثنا وهيب، حدثنا خالد الحَذَّاء، عن عبد الرحمن بن أبي بكْرَة، عن أبيه قال: مدح رَجُلٌ رجلا عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ويلك! قطعت عُنُقَ صاحبك -مرارًا-إذا كان أحدكم مادحا صاحبه لا محالة فليقل: أحسب فلانا -والله حسيبه، ولا أزكي على الله أحدا-أحسبه كذا وكذا، إن كان يعلم ذلك"
المسند (5/45).
فإن قيل :
ألَيْسَ قد قال - عليه الصلاة والسلام- : « واللهِ ، إنّي لأمِينٌ في السَّماءِ ، وأمِينٌ في الأرْضِ » .
أليس هذا من باب التزكية؟
فالجوابُ :
إنَّما قال ذلك حين قال المنافِقُون له : اعدِلْ في القِسْمَة؛ ولأنَّ الله تعالى لمَّا زكَّاه أوَّلاً بِقِيامِ المعْجزةِ ، جاز له ذَلِكَ ، خلافِ غيرِه .
وانظر تفسير اللباب لابن عادل
قلت(أبو أنس):
ومن هذا الباب أيضا زكى نبي الله يوسف نفسه بين يدي ملك مصر و هبْ أنَّه مدح نفسه فمدح النفس لا يكونُ مذموماً؛ إلا إذا قصد به الرجل التَّطاول ، والتفاخر ، والتوصل إلى ما لا يحلُّ ، وأمَّا على هذا الوجه ، فلا نسلِّم أنه يحرمُ ،
جاء نحو ذلك في تفسير اللباب لابن عادل (بتصرف).
الالتزام في اللغة:
قال صاحب مقاييس اللغة:
(لزم) اللام والزاء والميم أصلٌ واحد صحيح، يدلُّ على مصاحَبة الشّيء بالشيء دائماً. يقال: لَزِمه الشَّيءُ يَلْزَمُه.
وفي المصباح المنير في غريب الشرح الكبير
( ل ز م ) : لَزِمَ الشَّيْءُ يَلْزَمُ لُزُومًا ثَبَتَ وَدَامَ وَيَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ أَلْزَمْتُهُ أَيْ أَثْبَتُّهُ وَأَدَمْتُهُ وَلَزِمَهُ الْمَالُ وَجَبَ عَلَيْهِ وَلَزِمَهُ الطَّلَاقُ وَجَبَ حُكْمُهُ وَهُوَ قَطْعُ الزَّوْجِيَّةِ وَأَلْزَمْتُهُ الْمَالَ وَالْعَمَلَ وَغَيْرَهُ فَالْتَزَمَهُ وَلَازَمْتُ الْغَرِيمَ مُلَازَمَةً وَلَزِمْتُهُ أَلْزَمُهُ أَيْضًا تَعَلَّقْتُ بِهِ وَلَزِمْتُ بِهِ كَذَلِكَ .
معجم الفروق اللغوية للعسكري
اللزوم لا يكون إلا في الحق يقال لزم الحق ولا يقال لزم الباطل،
مختار الصحاح
ألْزَمَه الشيء فالْتَزَمَهُ و الالْتِزَامُ أيضا الاعتناق
قلت: (أبو أنس)
والخلاصة من كلام أهل اللغة أن الالْتِزَامَ اعتناق الحق وإيجابه على النفس مع التعلق به والثبات عليه و المداومة على ذلك حتى يصير كصاحبه
قال الشيخ ابن جبرين
لقد اصطُلِح في هذا الزمان أن تطلق كلمة ملتزم على المستقيم على الشرع والمتمسك بالدين.
ولكن الأولى أن نسمي المتدين: (بالمستقيم)،
ونسميه (المتمسك بالشريعة)،
ونسميه: (المطيع لله)،
ونسميه: (عاملاً بالشريعة ومتبعاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم)
وهذا هو الأولى والأرجح.
وانظر فتاوى ابن جبرين.
قال شيخنا الجليل (أبو عبد الله العدوي)
يا إخوان!
الأخ الملتزم والأخت الملتزمة اصطلاحات جديدة لم تكن دارجة بين أصحاب الرسول, الملتزم والملتزمة هذه الألفاظ ابتعدوا عنها،
قولوا كما قال الله:
{ إنّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ }
[الأحزاب:35]
تلك اصطلاحات دخلت في أوساطنا، واستعلمها حتى بعض المشايخ!! هذا كتاب الله ليس فيه كلمة ملتزم, وكذلك سنة الرسول،
قولوا:
الصالحات والطيبات بالاصطلاحات التي في كتاب ربنا وفي سنة نبينا صلى الله عليه وسلم:
{ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ }
[النور:26]
قولوا:
عبد الله، رجل صالح,
هذه الألفاظ نريد أن نعيدها بدل الأخ الملتزم والأخت الملتزمة,
حتى في اصطلاحات البيوت يأتيك فيها جديد، يقول لك: عم فلان! والصواب عمك فلان، الآن يقول الأب لابنه إذا جاءهم شخص غريب: هذا عم فلان!! لم لا يقول: هذا عمك فلان، ويقول: خالة فلانة! لم لا يقول: خالتك فلانة؟ هذه تعديلات حصلت على الاصطلاحات التي كانت على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، والناس ينساقون وراءها ولا يفكرون, كلٌ يأخذ من فم الآخر ويطبق, فيجب أن تأخذ الذي صدر من في الرسول عليه الصلاة والسلام وتطبقه.أهـ
واستمع سلسلة التفسير لشيخنا الفاضل أبي عبد الله مصطفى العدوي – حفظه الله – ورقم الشريط (58)
************************
نسأل الله أن يمن علينا بطاعته وأن يقبل بقلوبنا على محبته وطاعته وعبادته. ونسأله ان يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته. وأن يجعلنا من المتمسكين بشريعته والذَّابِّين عن دينه والمجاهدين في سبيله، والمبلغين لأمره وشرعه، ومن الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، والداعين إلى الله على بصيرة، وأن يرزقنا الاتباع لسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .
هذا ما تيسر وبالله التوفيق
تقبل الله منا ومنكم
جمعه ورتبة
(أبو أنس)
عفا الله عنه وعنكم
أخ ملتزم ... أخت ملتزمة
هل يجوز أن نقول ذلك؟
الحمد لله كما أمر والصلاة والسلام على خير البشر الشفيع المشفع في المحشر وآله وصحبه ومن تبعهم إلى يوم الدين وبعد ...
أخ ملتزم
أخت ملتزمة
مصطلحات جديدة نستخدمها عندما نريد أن نصف أخا أو أختا أنه (أنها) مستقيم (مستقيمة) على الشرع والعمل به، والاتباع لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، والتي هي حقيقة الالتزام، فنقول ملتزم أو ملتزمة.
لقد جعلنا كلمة " ملتزم " أو " أخ وأخت " مرتبطة بالقيام ببعض الفروض والطاعات و...
وأكثرنا يعتمد لقب "أخ" .. للملتحي ، و"أخت" للمنتقبة
وهذا ما أوقعنا في إشكالات كثيرة .. مما حدا بالبعض إلى استحداث مسميات جديدة !
حيث أننا وجدنا أنفسنا أمام نماذج في منتهى منتهى السوء ، بل ربما لم يجد المرء في جاهليته (أقصد قبل استقامته وإن كنت لا أحب هذه التسمية أيضا ) نماذجَ بهذا السوء ..
فيقع في ألوان من الحيرة
فيضطر إلى أن يقول :
فلان أخ ... ولكنه ( كذا وكذا ..)
واشتدت الحاجة إلى تقسيم جديد .. !
وانتشرت المقولة الشهيرة
( الإخوة ثلاثة أنواع :
أخ أخ ! ..
وأخ فخ! ..
وأخ طخ !!)
(وإن كنت ما زلت أبحث عن معنى هذه الأخيرة)
و حتى بعض الأخوات أيضا على هذا النسق (معذرة)
وجنح البعض إلى التقسيم باعتبار المستوى العلمي :
فهذا ملتزم طالب علم /
وهذا ملتزم عامي ..!
وإذا أردنا معرفة مفاسد هذا المسلك
(وذا ليس تشاؤما وإنما هو من الواقعية)
فلننظر إلى أعداد المنتكسين ..
وعدوى الفتور ..
وقسوة القلوب ..
والفشل حتى في بناء النشاطات الإجتماعية
وحل مشكلات هذا الباب وفق الهدى الرباني ..
وهذا
(إن لم أكن مغاليا)
من أهم الأسباب التي تهدد حصوننا من الداخل
والحل من وجهة نظري أن يلتزم كل منا شيخا مشهود له بالعلم والتقوى والصلاح : شيخا عالما عاملا وليس (عامل عالم) ذلك ليحدوه الطريق ولو حتى بالسؤال عبر وسائل الاتصال المختلفة يسأل ليهتدي وليعرف أين الطريق إلى الله؟
والسؤال محل موضوعنا :
هل يجوز شرعا أن نصف أحدا بهذه الصفة العظيمة (ملتزم - ملتزمة)؟
لكي نقف على إجابة مقنعة لهذا السؤال يجب أن نأصل في مفاهيمنا أمرا مهما وهو أنه
لا يجوز للمسلم أن يزكي نفسه أو أحدا غيره
إلا أن يقول هو كذا إن شاء الله
ودليل ذلك من كتاب الله
( فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى)
(سورة النجم/ 32)
أي
فلا تشهدوا لأنفسكم بأنها زكية بريئة من الذنوب والمعاصي. قاله القرطبي في تفسيره
وفي السنة عن محمد بن عمرو بن عطاء قال:
سميت ابنتي بَرّةَ، فقالت لي زينب بنت أبي سلمة: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن هذا الاسم، وسميت بَرَّة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تزكوا أنفسكم، إن الله أعلم بأهل البر منكم". فقالوا: بم نسميها؟ قال: "سموها زينب"
صحيح مسلم برقم (2142).
وقد ثبت أيضا في الحديث الذي رواه الإمام أحمد حيث قال: حدثنا عفان، حدثنا وهيب، حدثنا خالد الحَذَّاء، عن عبد الرحمن بن أبي بكْرَة، عن أبيه قال: مدح رَجُلٌ رجلا عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ويلك! قطعت عُنُقَ صاحبك -مرارًا-إذا كان أحدكم مادحا صاحبه لا محالة فليقل: أحسب فلانا -والله حسيبه، ولا أزكي على الله أحدا-أحسبه كذا وكذا، إن كان يعلم ذلك"
المسند (5/45).
فإن قيل :
ألَيْسَ قد قال - عليه الصلاة والسلام- : « واللهِ ، إنّي لأمِينٌ في السَّماءِ ، وأمِينٌ في الأرْضِ » .
أليس هذا من باب التزكية؟
فالجوابُ :
إنَّما قال ذلك حين قال المنافِقُون له : اعدِلْ في القِسْمَة؛ ولأنَّ الله تعالى لمَّا زكَّاه أوَّلاً بِقِيامِ المعْجزةِ ، جاز له ذَلِكَ ، خلافِ غيرِه .
وانظر تفسير اللباب لابن عادل
قلت(أبو أنس):
ومن هذا الباب أيضا زكى نبي الله يوسف نفسه بين يدي ملك مصر و هبْ أنَّه مدح نفسه فمدح النفس لا يكونُ مذموماً؛ إلا إذا قصد به الرجل التَّطاول ، والتفاخر ، والتوصل إلى ما لا يحلُّ ، وأمَّا على هذا الوجه ، فلا نسلِّم أنه يحرمُ ،
جاء نحو ذلك في تفسير اللباب لابن عادل (بتصرف).
الالتزام في اللغة:
قال صاحب مقاييس اللغة:
(لزم) اللام والزاء والميم أصلٌ واحد صحيح، يدلُّ على مصاحَبة الشّيء بالشيء دائماً. يقال: لَزِمه الشَّيءُ يَلْزَمُه.
وفي المصباح المنير في غريب الشرح الكبير
( ل ز م ) : لَزِمَ الشَّيْءُ يَلْزَمُ لُزُومًا ثَبَتَ وَدَامَ وَيَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ أَلْزَمْتُهُ أَيْ أَثْبَتُّهُ وَأَدَمْتُهُ وَلَزِمَهُ الْمَالُ وَجَبَ عَلَيْهِ وَلَزِمَهُ الطَّلَاقُ وَجَبَ حُكْمُهُ وَهُوَ قَطْعُ الزَّوْجِيَّةِ وَأَلْزَمْتُهُ الْمَالَ وَالْعَمَلَ وَغَيْرَهُ فَالْتَزَمَهُ وَلَازَمْتُ الْغَرِيمَ مُلَازَمَةً وَلَزِمْتُهُ أَلْزَمُهُ أَيْضًا تَعَلَّقْتُ بِهِ وَلَزِمْتُ بِهِ كَذَلِكَ .
معجم الفروق اللغوية للعسكري
اللزوم لا يكون إلا في الحق يقال لزم الحق ولا يقال لزم الباطل،
مختار الصحاح
ألْزَمَه الشيء فالْتَزَمَهُ و الالْتِزَامُ أيضا الاعتناق
قلت: (أبو أنس)
والخلاصة من كلام أهل اللغة أن الالْتِزَامَ اعتناق الحق وإيجابه على النفس مع التعلق به والثبات عليه و المداومة على ذلك حتى يصير كصاحبه
قال الشيخ ابن جبرين
لقد اصطُلِح في هذا الزمان أن تطلق كلمة ملتزم على المستقيم على الشرع والمتمسك بالدين.
ولكن الأولى أن نسمي المتدين: (بالمستقيم)،
ونسميه (المتمسك بالشريعة)،
ونسميه: (المطيع لله)،
ونسميه: (عاملاً بالشريعة ومتبعاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم)
وهذا هو الأولى والأرجح.
وانظر فتاوى ابن جبرين.
قال شيخنا الجليل (أبو عبد الله العدوي)
يا إخوان!
الأخ الملتزم والأخت الملتزمة اصطلاحات جديدة لم تكن دارجة بين أصحاب الرسول, الملتزم والملتزمة هذه الألفاظ ابتعدوا عنها،
قولوا كما قال الله:
{ إنّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ }
[الأحزاب:35]
تلك اصطلاحات دخلت في أوساطنا، واستعلمها حتى بعض المشايخ!! هذا كتاب الله ليس فيه كلمة ملتزم, وكذلك سنة الرسول،
قولوا:
الصالحات والطيبات بالاصطلاحات التي في كتاب ربنا وفي سنة نبينا صلى الله عليه وسلم:
{ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ }
[النور:26]
قولوا:
عبد الله، رجل صالح,
هذه الألفاظ نريد أن نعيدها بدل الأخ الملتزم والأخت الملتزمة,
حتى في اصطلاحات البيوت يأتيك فيها جديد، يقول لك: عم فلان! والصواب عمك فلان، الآن يقول الأب لابنه إذا جاءهم شخص غريب: هذا عم فلان!! لم لا يقول: هذا عمك فلان، ويقول: خالة فلانة! لم لا يقول: خالتك فلانة؟ هذه تعديلات حصلت على الاصطلاحات التي كانت على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، والناس ينساقون وراءها ولا يفكرون, كلٌ يأخذ من فم الآخر ويطبق, فيجب أن تأخذ الذي صدر من في الرسول عليه الصلاة والسلام وتطبقه.أهـ
واستمع سلسلة التفسير لشيخنا الفاضل أبي عبد الله مصطفى العدوي – حفظه الله – ورقم الشريط (58)
************************
نسأل الله أن يمن علينا بطاعته وأن يقبل بقلوبنا على محبته وطاعته وعبادته. ونسأله ان يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته. وأن يجعلنا من المتمسكين بشريعته والذَّابِّين عن دينه والمجاهدين في سبيله، والمبلغين لأمره وشرعه، ومن الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، والداعين إلى الله على بصيرة، وأن يرزقنا الاتباع لسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .
هذا ما تيسر وبالله التوفيق
تقبل الله منا ومنكم
جمعه ورتبة
(أبو أنس)
عفا الله عنه وعنكم
تعليق