إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قيام الليل وما يتعلق به من أحكام وآداب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قيام الليل وما يتعلق به من أحكام وآداب

    قيام الليل وما يتعلق به من أحكام وآداب
    أولاً: قيام الليل عموماً:
    *أ. الآيات:
    1- قال تعالى: { وَالَّذِينَ يِبِيتُونَ لِرَبّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَـٰمًا} [الفرقان:64].
    قال سعيد بن جبير: "يعني يصلون بالليل"([1]).
    وقال ابن جرير: "والذين يبيتون لربهم يصلون لله، يراوحون بين سجودٍ في صلاتهم وقيام"([2]).
    وقال السيوطي: "ينتصبون لله على أقدامهم، ويفترشون وجوههم سجداً لربهم، تجري دموعهم على خدودهم خوفاً من ربهم".
    قال الحسن: لأمرٍ ما سهر ليلهم، ولأمر ما خشع نهارهم"([3]).
    2- وقال تعالى: {تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ ٱلْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَـٰهُمْ يُنفِقُونَ} [السجدة:16].
    قال الحسن: "يعني قيام الليل"([4]).
    وقال مجاهد: "يقومون يصلون من الليل"([5]).
    وقال ابن كثير: "يعني بذلك قيام الليل، وترك النوم والاضطجاع على الفرش الوطيئة"([6]).
    3- وقال تعالى: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ ءانَاء ٱلَّيْلِ سَـٰجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ ٱلآخِرَةَ وَيَرْجُواْ رَحْمَةَ رَبّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِى ٱلَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ} [الزمر:9].
    قال ابن عباس: "من أحب أن يهوِّن الله عليه الوقوف يوم القيامة، فليره الله في ظلمة الليل ساجداً أو قائماً يحذر الآخرة، ويرجو رحمة ربه"([7]).
    وقال ابن كثير: "قال ابن عباس والحسن والسُدّي وابن زيد آناء الليل جوف الليل"([8]).
    4- وقال تعالى: {كَانُواْ قَلِيلاً مّن ٱلَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ* وَبِٱلأَسْحَـٰرِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الذاريات:17، 18].
    قال الحسن: "كابدوا قيام الليل"([9]).
    وقال أيضاً: "مدوا في الصلاة ونشطوا حتى كان الاستغفار بسحر"([10]).
    وقال القرطبي: "{كَانُواْ قَلِيلًا مّن ٱلَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ} أي: ينامون قليلاً من الليل ويصلون أكثره"([11]).

    *ب. الأحاديث:

    1- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أفضل الصيام، بعد رمضان، شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة، بعدالفريضة، صلاة الليل)) ([12]).
    قال النووي: "فيه دليل لما اتفق العلماء عليه أن تطوع الليل أفضل من تطوع النهار"([13]).
    2- وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: كان الرجل في حياة النبي صلىالله عليه وسلم إذا رأى رؤيا قصها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتمنَّيت أن أرى رؤيا فأقصها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكنت غلاماً شاباً، وكنت أنامُ في المسجد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرأيت في النوم كأن ملكين أخذاني، فذهبا بي إلى النار، فإذا هي مطوية كطي البئر، وإذا لها قرنان، وإذا فيها أُناسٌ قد عرفتهم، فجعلت أقول: أعوذ بالله من النار، قال: فلقينا ملك آخر فقال لي:لم تُرَع. فقصصتها على حفصة، فقصتها حفصة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:((نِعْم الرجل عبد الله لوكان يُصلي من الليل، فكان بعدُ لا ينام من الليل إلا قليلاً)) ([14]).
    قال ابن حجر: "شاهد الترجمة قوله: ((نِعْم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل)) فمقتضاه أن من كان يصلي من الليل يوصف بكونه نعم الرجل"([15]).
    وقال أيضاً: وفي الحديث تنبيه على أن قيام الليل مما يُتقى به النار"([16]).
    3- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:((يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عُقدٍ، يضرب على مكان كل عقدة: عليك ليلٌ طويل فارقد،فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدةٌ، فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلى انحلت عقدةٌ،فأصبح نشيطاً طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان))([17]).
    قال ابن حجر: "والذي يظهر أن في صلاة الليل سراً في طيب النفس وإن لم يستحضر المصلى شيئاً مما ذكر، وكذا عكسه، وإلى ذلك الإشارة بقوله تعالى: {إِنَّ نَاشِئَةَ ٱلَّيْلِ هِىَ أَشَدُّ وَطًْأ وَأَقْوَمُ قِيلًا} [المزمل:6]. وقد استنبط بعضهم منه أن من فعل ذلك مرةً ثم عاد إلى النوم لا يعود إليه الشيطان بالعقد المذكور ثانياً([18]).
    4- وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن في الليل لساعةً لا يوافقها رجلٌ مسلم يسأل الله خيراً من أمر الدنيا والآخرة، إلا أعطاه إياه، وذلك كل ليلةٍ)) ([19]).
    قال النووي: "فيه إثبات ساعة الإجابة في كل ليلة ويتضمن الحث على الدعاء في جميع ساعات الليل رجاء مصادفتها"([20]).
    5- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((رحم الله رجلاً قام من الليل فصلى، وأيقظ امرأته فصلَّت، فإن أبت نضح في وجهها من الماء، ورحم الله امرأة قامت من الليل فصلَّت، وأيقضت زوجها فإن أبى نضحت في وجهه الماء))([21]).
    قال الطيبي: "وفيه أن من أصاب خيراً ينبغي له أن يتحرى إصابته الغير، وأن يحب له ما يحب لنفسه، فيأخذ بالأقرب فالأقرب. فقوله صلى الله عليه وسلم: ((رحم الله رجلاً فعل كذا)) تنبيه للأمة بمنزلة رش الماء على الوجه لاستيقاظ النائم، وذلك أنه صلى الله عليه وسلم لما نال ما نال بالتهجد من الكرامة والمقام المحمود، أراد أن يحصل لأمته نصيب وافر من ذلك، فحثهم عليه على سبيل التلطف، حيث عدل من صيغة الأمر إلى صيغة الدعاء لهم"([22]).
    6- وعن أبي سعيد وأبي هريرة قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((من استيقظ من الليل وأيقظ امرأته فصليا ركعتين جميعاً، كتبا من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات))([23]).
    قال أبو الطيب شمس الحق العظيم آبادي: "وفي الحديث إشارة إلىتفسير الآية الكريمة: {وَٱلذٰكِـرِينَ ٱللَّهَ كَثِيرًا وَٱلذٰكِرٰتِ أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيمًا} [الأحزاب:35] ([24]).

    *ج. آثار عن بعض الصحابة والسلف في فضل قيام الليل:

    1- قال ابن عمر رضي الله عنهما حين حضرته الوفاة: (ما آسى على شيء من الدنيا إلا على ظمأ الهواجر ومكابدة الليل)([25]).
    2- وقال ابن عباس رضي الله عنهما: (شرف الرجل قيامه بالليل وغناه استغناؤه عما في أيدي الناس)([26]).
    3- وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (فضل صلاة الليل على صلاة النهار كفضل صدقة السر على صدقة العلانية)([27]).
    4- وقال عمرو بن العاص رضي الله عنه: (ركعة بالليل أفضل من عشر بالنهار)([28]).
    5- وقيل للحسن: ما بال المتهجدين من أحسن الناس وجوهاً؟ قال:"لأنهم خلوا بالرحمن فألبسهم من نوره نوراً"([29]).
    6- وقال أيضاً: "ما نعلم عملاً أشد من مكابدة هذا الليل، ونفقة هذا المال"([30]).
    7- وعن الأوزاعي: "بلغني أنه من أطال قيام الليل خفف الله عنه يوم القيامة"([31]).
    8- وقال يزيد الرقاشي: "بطول التهجد تقر عيون العابدين وبطول الظمأ تفرح قلوبهم"([32]).
    9- وقال أيضاً: "قيام الليل نور للمؤمن يوم القيامة، يسعى من بين يديه ومن خلفه، وصيام العبد يُبعده من حرِّ السعير"([33]).
    10- وقال شريك: "من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار"([34]).

    *د. آداب قيام الليل:

    1. ذكرُ الله سبحانه وتعالى عند القيام:
    إذا استيقظ الإنسان من نومه لصلاة الليل استحبّ له أن يذكر الله تعال تأسياً بالنبي صلى الله عليه وسلم.
    فعن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف قال: سألت عائشة أم المؤمنين: بأي شيء كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يفتتح صلاته إذا قام من الليل؟ قالت: كان إذاقام من الليل افتتح صلاته: ((اللهم! رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السموات الأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيهمن الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم))([35]).
    قال النووي: "يسن لكل من استيقظ في الليل أن يمسح النوم عن وجهه وأن يتسوك وأن ينظر في السماء وأن يقرأ الآيات التي في آخر آل عمران: {إِنَّ فِى خَلْقِ ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلأرْضِ} [آل عمران:190] الآيات، ثبت كل ذلك في الصحيحين([36]) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم"([37]).
    2. التسوك عند القيام للتهجد:
    عن حذيفة رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك([38]).
    قال ابن دقيق العيد: "فيه دليل على استحباب السواك في هذه الحالة وهي القيام من النوم. وعلته أن النوم مقتضى لتغير الفم والسواك هو آلة التنظيف للفم فيسن عند مقتضى التغير"([39]).
    3. استفتاح القيام بركعتين خفيفتين:
    عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذاقام من الليل ليصلي افتتح صلاته بركعتين خفيفتين ([40]).
    قال النووي: "هذا دليل على استحبابه لينشط بهما لما بعدهما"([41]).
    4. ترك القيام عند النعاس:
    عن عائشة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا نعس أحدكم وهو يصلي فليرقد، حتى يذهب عنه النوم، فإن أحدكم إذا صلى وهو ناعس لا يدري لعله يستغفر فيسب نفسه))([42]).
    قال النووي: "وفيه الحث على الإقبال على الصلاة بخشوع وفراغ قلب ونشاط، وفيه أمر الناعس بالنوم أو نحوه مما يذهب عنه النعاس"([43]).
    5. طول القيام:
    عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أفضل الصلاة طول القنوت)) ([44]).
    قال النووي: "المراد بالقنوت هنا القيام باتفاق العلماء فيما علمت"([45]).
    وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلةً، فلم يزل قائماً حتى هممتُ بأمر سوء، قلنا: وما هممت؟ قال: هممت أن أقعد وأذر النبي صلى الله عليه وسلم)([46]).
    قال ابن حجر: "وفي الحديث دليل على اختيار النبي صلى الله عليه وسلم تطويل صلاة الليل، وقد كان ابن مسعود قوياً محافظاً على الاقتداء بالنبي صلىالله عليه وسلم، وما همَّ بالقعود إلا بعد طول كثير ما اعتاده"([47]).
    6. إيقاظ الأهل لصلاة القيام:
    عن أم سلمة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم استيقظ ليلةً فقال: ((سبحان الله، ماذا أنزل الليلة من الفتنة؟ ماذا أنزل من الخزائن؟ منيوقظ صواحب الحجرات؟ يا رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة))([48]).
    وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طرقه وفاطمة بنت النبي عليه السلام ليلةً فقال: ((ألا تصليان؟!))([49]).
    قال ابن بطال: "في حديث أم سلمة وحديث علي فضل صلاة الليل وإنباه النائمين من الأهل والقرابة"([50]).
    7. الإكثار من الدعاء والاستغفار:
    عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن في الليل لساعةً، لا يوافقها رجلٌ مسلم يسأل الله خيراً من أمر الدنيا والآخرة، إلا أعطاه إياه، وذلك كل ليلةٍ))([51]).
    8. ترك المشقة على النفس في القيام:
    عن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي امرأةٌ فقال: ((من هذه؟))، فقلت: امرأةٌ لا تنام، تصلي، قال: ((عليكم من العمل ماتطيقون، فوالله، لا يملُّ الله حتى تملوا)) ([52]).
    قال القاضي عياض: "ظاهره الإنكار لما تقدم من تكلُّف ما لايُطاق ويشق من العبادة، وقد جاء المعنى مفسراً في حديث مالك في الموطأ ([53])، قال: (فكره ذلك حتى عرفت الكراهة في وجهه)"([54]).
    9. النوم بعد قيام الليل:
    عن عائشة رضي الله عنها قالت: (ما ألفي رسول الله صلى الله عليه وسلم السحر الأعلى في بيتي أو عندي إلا نائماً) ([55]).
    قال القاضي عياض: "تعني ـ والله أعلم ـ قبل الفجر وبعد قيامه،ثم ينام ليستريح من تعب القيام، وينشط لصلاة الصبح، والنوم بعد القيام آخر الليل مستحسن"([56]).

    هـ. الأسباب التي بها يتيسَّر قيام الليل:

    قال الغزالي: "اعلم أن قيام الليل عسير على الخلق إلا على من وفق للقيام بشروطه الميسرة له ظاهراً وباطناً.
    فأما الظاهرة: فأربعة أمور:
    الأول: أن لا يكثر الأكل فيكثر الشرب فيغلبه النوم ويثقل عليه القيام.
    الثاني: أن لا يتعب نفسه بالنهار في الأعمال التي تعيا بها الجوارح،وتضعف بها الأعصاب، فإن ذلك أيضاً مجلبة للنوم.
    الثالث: أن لا يترك القيلولة بالنهار.
    الرابع: أن لا يحتقب الأوزار بالنهار، فإن ذلك مما يقسي القلب ويحول بينه وبين أسباب الرحمة.
    وأما الباطنة فأربعة أمور:
    الأول: سلامة القلب عن الحقد على المسلمين، وعن البدع وعن فضول هموم الدنيا.
    الثاني: خوف غالب يلزم القلب مع قصر الأمل.
    الثالث: أن يعرف فضل قيام الليل بسماع الآيات والأخبار والآثار.
    الرابع: وهو أشرف البواعث الحب لله وقوة الإيمان"([57]).

    و. قصص وأشعار في فضل قيام الليل:

    1- كان بعض السلف نائماً فأتاه آت في منامه فقال له: قم فصل، أما علمت أن مفاتيح الجنة مع أصحاب الليل، هم خزانها.
    2- قال عون بن عبد الله:يدخل الله الجنة أقواماً فيعطيهم حتى يملوا وفوقهم ناس في الدرجات العلى، فلما نظروا إليهم عرفوهم، فقالوا: ربنا إخواننا كنا معهم فيم فضلتهم علينا؟ فيقول:هيهات هيهات! إنهم كانوا يجوعون حين تشبعون، ويظمئون حين تروون، ويقومون حين تنامون، ويشخصون حين تخفضون.
    3- وكان بعض السلف يحيي الليل بالصلاة ففتر عن ذلك، فأتاه آتٍ في منامه، فقال له: قد كنت يا فلان تدأب في الخطبة فما الذي قصر بك عن ذلك؟ قال: وما ذلك؟ قال: كنت تقوم مِن الليل، أوَما علمت أن المتهجد إذا قام إلى تهجده قالت الملائكة: قد قام الخاطب إلى خطبته؟!.
    4- ورأى بعضهم في منامه امرأة لا تشبه نساء الدنيا فقال لها: من أنت؟ قالت: حوراء أمة الله، فقال لها:زوجيني نفسك، قالت: اخطبني إلى سيدي وامهرني، قال: وما مهرك؟ قالت: طول التهجد.
    5- نام بعض المتهجدين ذات ليلة، فرأى في منامه حوراء تنشده:
    أتخطب مثلي وعني تنام ونوم المحبين عنا حـرام
    لأنا خُلقنا لكل امرئ كثير الصلاة براه الصيام
    6- وكان لبعض السلف ورد من الليل فنام عنه ليلة، فرأى في منامه جارية كأن وجهها القمر، ومعها رق فيه كتاب مكتوب، فقالت: أتقرأ؟ قال: نعم، فأعطته إياه، ففتحه فإذا فيه مكتوب:

    ألهتـك اللذائـذ والأمـــاني عن الفردوس والظلل الدواني

    أتلهو بالكرى عن طيب عيـشٍ مع الخيرات في غُرف الجنان
    تعيش مخلـداً لا مـوت فيهـا وتنعم في الجنان مع الحسان
    تيقـظ من منـامك إن خـيراً من النـوم التهجد بالقُران
    فاستيقظ قال: فوالله ما ذكرتها إلا ذهب عني النوم.
    7- كان بعض الصالحين له وردٌ فنام عنه، فوقف عليه فتى في منامه، فقال له بصوت محزون:
    تيقظ لساعات من الليل يا فتى لعلـك تحظى في الجنان بحورها
    فتنعم في دارٍ يـدوم نعيمهـا محمد فيهـا والجليـل يزورها
    فقم وتيقظ سـاعة بعد ساعة عساك توفي ما بقي من مهورها
    8- كان بعض السلف الصالح كثير التهجد، فبكى شوقاً إلى الله عز وجل ستين سنة، فرأى في منامه كأنه على ضفة نهر يجري بالمسك به شجرُ لؤلؤ ونبت من قضبان الذهب، فإذا بحورٍ مزيناتٍ يقلن بصوتواحد: سُبحان المسبّح بكل لسان سبحانه، سبحان الموحد بكل مكان سبحانه، سبحان الدائم في كل الأزمان سبحانه، فقال لهن: ما تصنعن هاهنا، فقلن:

    ذرانا إله الناس رب محمـد لقـوم على الأقدام بالليل قوم

    يناجون رب العـالمين إلههـم وتسري هموم القوم والناس نوم
    فقال: بخٍ بخٍ لهؤلاء من هم لقد أقر الله أعينهم بكنَّ، فقلن: أوما تعرفهم؟! قال: لا، فقلن: بلى هؤلاء المتهجدون أصحاب القرآن والسهر.

    9- وروي عن أبي سليمان الداراني أنه قال: ذهب بي النوم ذات ليلة في صلاتي فإذا بها – يعني الحوراء –تنبهني وتقول: يا أبا سليمان! أترقد وأنا أربىّ لك في الخدور منذ خمسمائة سنة؟ وفي رواية عنه أنه نام ليلة في سجوده، قال: فإذا بها قد ركضتني برجلها وقالت: أحبيبي ترقد عيناك والملك يقظان ينظر إلى المتهجدين في تهجدهم، بؤساً لعين آثرت لذة نوم على مناجاة العزيز، قم فقد دنا الفراغ، ولقي المحبّون بعضهم بعضاً، فما هذا الرقاد ياحبيبي وقرة عيني؟ أترقد عيناك وأنا أربى لك في الخدور منذ خمسمائة عام؟ فوثب فزعاً، وقد عرق من توبيخها له، قال: وإن حلاوة منطقها لفي سمعي وقلبي.

    10- وقال أبو سليمان الداراني: إذا جن الليل وخلا كل حبيب بحبيبه، افترش أهل المحبة أقدامهم، وجرت دموعهم على خدودهم أشرف الجليل جل جلاله، ونادى يا جبريل!: بعيني من تلذذ بكلامي واستروح إلى مناجاتي، ناد فيهم يا جبريل! ما هذا البكاء، هل رأيتم حبيباً يعذب أحباءه أم كيف يجمل بي أن أعذب قوماً إذا جنهم الليل تملقوني؟ فبي حلفت إذا قدموا عليّ يوم القيامة لأكشفن لهم عن وجهي ينظرون إلي، وأنظر إليهم.

    11- رأت امرأة من الصالحات فيمنامها كأن حللاً قد فرقت على أهل مسجد محمد بن جحادة، فلما انتهى الذي يفرقها إليه، دعا بسفط مختوم، فأخرج منه حلة صفراء، قالت: فلم يقم لها بصري، فكساه إياها،وقال: هذه لك بطول السهر، قالت: فوالله لقد كنت أراه – تعني محمد بن جحادة – بعد ذلك فأتخايلها عليه – تعني تلك الحلة.

    12- وقال بعضهم:

    يا نفس فاز الصالحون بالتقـى وأبصروا الحق وقلبي قد عمي
    يا حسنهم والليـل قـد جنّهم ونورهم يفـوق نور الأنجـم
    ترنّمـوا بالـذكـر في ليلهم فعيشهم قد طـاب بالترنّـم
    قلوبهم للذكر قـد تفرّغـت دموعهم كاللؤلـؤ منتظـم
    أنوارهم بهم لهم قد أشرقـت وخلع الغفران خـير القسم
    13- قام بعض الصالحين في ليلة باردة، وكان على أخلاق رثة، فضربه البرد، فبكى، فسمع هاتفاً يقول: أقمناك وأنمناهم، ثم تبكي علينا:
    تنبهـوا أيـا أهيـل ودِّي كم ذا الكرى هبّ نسيم نجد
    كم بين خالٍ وجوٍ وساهرٍ وراقـدٍ وكـاتمٍ ومُبـدي
    14- وقال بعضهم:
    الليـل لي ولأحبـابي أحادثهـم قـد اصطفيتهم كي يسمعوا ويعوا
    لهم قلوب بأسـراري لهـا مُلئت علـى ودادي وإرشادي لهم طبعوا
    قد أثمرت شجرات الفهم عندهم فمـا جنوا إذ جنوا مما به ارتفعوا
    سروا فما وهنوا عجزاً ولا ضعفوا وواصلوا حبل تقريبي فما انقطعوا([58])



    ([1]) الدر المنثور(5/141). ([2]) جامع البيان (19/296). ([3]) الدرالمنثور (5/142). ([4]) جامع البيان (20/180). ([5]) جامع البيان (20/180). ([6]) تفسير القرآن العظيم (3/467). ([7]) الجامعلأحكام القرآن (15/239).
    ([8]) تفسير القرآن العظيم (4/51). ([9]) جامع البيان(22/408). ([10]) جامع البيان (22/409). ([11]) الجامعلأحكام القرآن (17/36). ([12]) أخرجه مسلم في كتاب الصيام، باب فضل صوم المحرم رقم (1163).
    ([13]) صحيح مسلم بشرح النووي (8/55). ([14]) أخرجه البخاري في كتاب التهجد، باب فضل قيام الليل رقم (1121) واللفظ له، ومسلم في كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما رقم (2479).
    ([15]) فتح الباري (3/9). ([16]) فتح الباري (3/10).
    ([17]) أخرجه البخاري، كتاب التهجد، باب عقد الشيطان على قافية الرأس إذا لم ُ يُصلِّ بالليل،ومسلم: كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب ما روى فيمن نام الليل أجمع حتى أصبح رقم(776).
    ([18]) فتح الباري (3/33). ([19]) أخرجه مسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب في الليل ساعة مستجاب فيها الدعاء رقم(757).
    ([20]) شرح مسلم للنووي (6/36).
    ([21]) أخرجه أبو داود في كتاب الصلاة، باب قيام الليل، رقم (1308)، والنسائي في كتاب قيامالليل، باب الترغيب في قيام الليل رقم (1610)، وابن ماجه في كتاب إقامة الصلاة،باب ما جاء فيمن أيقظ أهله من الليل رقم (1336)، وابن خزيمة في صحيحه (2/183)،وابن حبان في صحيحه كما في الإحسان(6/306)، والحاكم في المستدرك (1/309) وقال: هذاحديث صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي، وحسَّنه العلامة الألباني في صحيح الترغيب(1/399) رقم (625).
    ([22]) شرح الطيـبي (3/129).
    ([23]) أخرجه أبو داود في كتاب الصلاة، باب الحث على قيام الليل رقم (1451)، وابن ماجه في كتاب إقامة الصلاة باب ما جاء فيمن أيقظ أهله من الليل، رقم (1339)، وابن حبـان فيصحيحـه كما في الإحسان (6/307)، والحاكم في المستدرك (1/316) وقال: هذا حديث صحيحعلى شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي، والحديث صححه العلامة الألباني في صحيح الجامع رقم (330).
    ([24]) عون المعبود (4/325). ([25]) مختصر قيام الليل للمروزي (ص62)، وابن سعد في الطبقات (4/185)، وسير أعلام النبلاء(3/232). ([26]) مختصر قيام الليل للمروزي (ص63)
    .
    ([27]) مختصر قيام الليل للمروزي (ص63)، والطبراني في الكبير (9/205) رقم (8998) و(8999)، وفي(10/179) رقم (10382)، قال الهيثمي في المجمع (2/251) رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات، ورجع الشيخ الألباني وقفه وضعف المرفوع في الجامع الصغير رقم (3980).([28]) مختصرقيام الليل للمروزي (ص63).
    ([29]) مختصر قيام الليل للمروزي (ص58). ([30]) الصلاة والتهجد للخراط (ص298). ([31]) مختصرقيام الليل للمروزي (ص66). ([32]) قيام الليل للمروزي (ص67).
    ([33]) الصلاة والتهجد للخراط (298).([34]) الكامل لابن عدي (2/526). ([35]) أخرجه مسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه، رقم (770).
    ([36]) أخرجه البخاري في كتاب الوضوء، باب قراءة القرآن بعد الحدث رقم (183)، ومسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه رقم (763).
    ([37]) المجموع شرح المهذب (4/45). ([38]) أخرجه البخاري في كتاب الوضوء باب السواك رقم (245) ومسلم في كتاب الطهارة، باب السواك رقم (255).
    ([39]) إحكام الأحكام (1/67).([40]) أخرجه مسلم في كتاب صلاة المسافرين، باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه، رقم (767).
    ([41]) شرحصحيح مسلم للنووي (6/54). ([42]) أخرجه البخاري في كتاب الوضوء باب الوضوء من النوم رقم (212) واللفظ له، ومسلم في كتاب صلاة المسافرين، باب أمر من نعس في صلاته... رقم (786).
    ([43]) شرحصحيح مسلم للنووي ((6/74). ([44]) أخرجه مسلم في كتاب صلاة المسافرين، باب أفضل الصلاة طول القنوت رقم (756).
    ([45]) شرح صحيح مسلم للنووي (6/35). ([46]) أخرجه البخاري في كتاب التهجد، باب طول الصلاة في قيام الليل رقم (1135) واللفظ له،ومسلم في كتاب صلاة المسافرين، باب استحباب تطويل القراءة في صلاة الليل رقم(773).
    ([47]) فتح الباري (3/24). ([48]) أخرجه البخاري في كتاب التهجد، باب تحريض النبي صلى الله عليه وسلم على قيام الليل والنوافل من غير إيجاب .. رقم (1126).
    ([49]) أخرجه البخاري في كتاب التهجد، باب تحريض النبي صلى الله عليه وسلم على قيام الليل والنوافل من غير إيجاب رقم (1127) واللفظ له، ومسلم في كتاب صلاة المسافرين، بابما روى فيمن نام الليل حتى أصبح رقم (775).
    ([50]) شرح صحيح البخاري لابن بطال (3/115). ([51]) تقدم تخريج الحديث والكلام عليه في فضل قيام الليل عموماً.
    ([52]) أخرجه البخاري في كتاب الإيمان، باب أحب الدين إلى الله أدومه رقم (43)، ومسلم في كتاب:صلاة المسافرين، باب أمر من نعس في صلاته... رقم (785)، واللفظ له.
    ([53]) الموطأ في كتاب صلاة الليل، باب ما جاء في صلاة الليل (1/118). ([54]) إكمالالمعلم بفوائد مسلم (3/150).
    ([55]) أخرجه البخاري في كتاب التهجد، باب من نام عند السحر رقم (1133)، ومسلم كتاب صلاة المسافرين باب صلاة الليل رقم (742) واللفظ له.
    ([56]) إكمال العلم بفوائد مسلم (3/88) بتصرف. ([57]) إحياءعلوم الدين (2/38-40) بتصرف. ([58]) كل ماتقدم من القصص والأشعار من كتاب شرح حديث اختصام الملأ الأعلى لابن رجب الحنبلي،(ص57-62) بتصرّف
    التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 14-06-2015, 09:14 PM.
    سيصير الأمر إلى أن تكونوا جنودا مجندة جند بالشام و جند باليمن و جند بالعراق عليك بالشام فإنها خيرة الله من أرضه يجتبي إليها خيرته من عباده فإن أبيتم فعليكم يمنكم و اسقوا من غدركم فإن الله قد توكل لي بالشام و أهله...يومُ الملحمةِ الكبرى فسطاطُ المسلمين بأرضٍ يقالُ لها : ( الغُوطةَ ) ؛ فيها مدينةٌ يقال لها : ( دمشقُ ) ؛ خيرُ منازلِ المسلمين يومئذٍ )).

  • #2
    رد: قيام الليل وما يتعلق به من أحكام وآداب

    ثانياً: فضل قيام رمضان خصوصاً:

    أ*. فضل قيام ليالي رمضان (صلاة التراويح):

    قد وردت أحاديث كثيرة دالة على فضل قيام ليالي رمضان وإحيائه بالصلاة ومن ذلك:
    1- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُرغِّب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم فيه بعزيمة فيقول: ((من قام رمضان إيماناً واحتساباً، غفر له ما تقدم من ذنبه))([1]) فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم والأمر على ذلك، ثم كان الأمر في خلافة أبي بكر، وصدراً من خلافة عمر على ذلك.
    قال النووي: "والمراد بقيام رمضان صلاة التراويح"([2]).
    وقال ابن حجر: "إيماناً أي تصديقاً بوعد الله بالثواب عليه،واحتساباً أي: طلباً للأجر لا لقصد آخر من رياء أو نحوه"([3]).
    2- عن أبي ذر رضي الله عنه قال: صمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يُصلِّ بنا حتى بقى سبعٌ من الشهر فقام بنا حتى ذهب ثلث الليل،ثم لم يقم بنا في السادسة، وقام بنا في الخامسة حتى ذهب شطر الليل، فقلنا له: يا رسول الله،لو نفلتنا بقية ليلتنا هذه؟ فقال: ((إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف،كتب له قيام ليلةٍ)).
    ثم لم يصل بنا حتى بقي ثلاث من الشهر، وصلى بنا في الثالثة، ودعا أهله ونساءه، فقام بنا حتى تخوَّفنا الفلاح، قال جُبير بن نفير الراوي عن أبي ذر:قلت: وما الفلاح؟ قال: السحور([4]).
    قال شمس الحق العظيم آبادي: "أي حصل له ثواب قيام ليلةٍ تامة"([5]).
    قال الألباني: "والشاهد من الحديث قوله: ((من قام مع الإمام حتى ينصرف...)) فإنه ظاهر الدلالة على فضيلة صلاة قيام رمضان مع الإمام"([6]).

    ب*. حكم صلاة التراويح:

    قال السرخسي: "التراويح سنة لا يجوز تركها"([7]).
    وقال ابن رشد: "وأجمعوا على أن قيام شهر رمضان مرغَّب فيه أكثرمن سائر الأشهر"([8]).
    وقال النووي: "فصلاة التراويح سنة بإجماع العلماء"([9]).
    وقال ابن قدامة: "وهي سنةٌ مؤكدةٌ"([10]).

    ج. مشروعية قيام الليل جماعة في رمضان:

    قد وردت في هذا أحاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم منها:
    1- عن عائشة رضي الله عنها قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ليلةً من جوف الليل فصلَّى في المسجد، وصلَّى رجالٌ بصلاته، فأصبح الناس فتحدثوا، فاجتمع أكثر منهم، فصلَّى فصلُّوا معه، فأصبح الناس فتحدثوا فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى لصلاته، فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله حتى خرج لصلاة الصبح، فلما قضى الفجر،أقبل على الناس فتشهد ثم قال: ((أما بعد فإنه لم يخف عليَّ مكانكم، ولكني خشيت أن تفترض عليكم فتعجزوا عنها)) فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم والأمر على ذلك([11]).
    قال ابن حجر: "فيه ندب قيام الليل ولا سيما في رمضان جماعة ؛لأن الخشية المذكورة أُمِنت بعد النبي صلى الله عليه وسلم، ولذلك جمعهم عمر بن الخطاب على أبي بن كعب"([12]).
    2- عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: (قمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة ثلاث وعشرين في شهر رمضان إلى ثلث الليل الأول، ثم قمنا معه ليلة خمس وعشرين إلى نصف الليل، ثم قام بنا ليلة سبع وعشرين حتى ظننا أن لا ندرك الفلاح، قال: وكنا ندعو السحور الفلاح) ([13]).
    قال الحاكم: "وفيه الدليل الواضح أن صلاة التراويح في مساجد المسلمين سنة مسنونة، وقد كان علي بن أبي طالب يحث عمر رضي الله عنهما على إقامة هذه السنة إلى أن أقامها"([14]).
    3- حديث أبي ذر رضي الله عنه الذي تقدم، وفيه: ((إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلةٍ)) ([15]).
    قال الترمذي: "واختار ابن المبارك وأحمد وإسحاق الصلاة مع الإمام في شهر رمضان، واختار الشافعي أن يصلي الرجل وحده إذا كان قارئاً"([16]).
    وقال البغوي: "وقيام شهر رمضان جماعة سنة غير بدعة"([17]).
    وقال الألباني: "لا يشك عالم اليوم بالسنة في مشروعية صلاة الليل جماعة في رمضان، هذه الصلاة التي تعرف بصلاة التراويح"([18]).
    وقال أيضاً: "وهذه الأحاديث ظاهرة الدلالة على مشروعية صلاة التراويح جماعة؛ لاستمراره صلى الله عليه وسلم في تلك الليالي، ولا ينافيه تركه صلى الله عليه وسلم لها في الليلة الرابعة؛ لأنه صلى الله عليه وسلم علَّله بقوله:((خشيت أن تفرض عليكم)) ولاشك أن هذه الخشية قد زالت بوفاته صلى الله عليه وسلم أن أكمل الله الشريعة، وبذلك يزول المعلول وهو ترك الجماعة ويعود الحكم السابق، وهو مشروعية الجماعة، ولهذا أحياها عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وعليه جمهور العلماء"([19]).

    د. لماذا سميت بصلاة التراويح:

    قال ابن منظور: "والترويحة في شهر رمضان: سميت بذلك لاستراحة القوم بعد كل أربع ركعات.
    وفي الحديث: صلاة التراويح؛ لأنهم كانوا يستريحون بين كل تسليمتين، والتراويح: جمع ترويحة، وهي المرة الواحدة من الراحة، تفعيلة منها مثل تسليمة من السلام"([20]).

    هـ. عدد ركعات صلاة التراويح:

    عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه سأل عائشة رضي الله عنها: كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان؟ فقالت: ما كان يزيد في رمضان ولا فيغيره على إحدى عشرة ركعةً، يصلي أربعاً فلا تسأل عن حُسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثاً، فقلت: يا رسول الله أتنام قبل أن توتر؟قال: ((يا عائشة، إن عيني تنامان، ولا ينام قلبي))([21]).
    قال الحافظ بن حجر: "وفي الحديث دلالة على أن صلاته كانت متساوية في جميع السنة"([22]).
    وقد اختلف أهل العلم في عدد صلاة التراويح.
    قال ابن رشد: "واختلفوا في المختار من عدد الركعات التي يقوم بها الناس في رمضان، فاختار مالك في أحد قوليه، وأبو حنيفة والشافعي وأحمد وداود القيام بعشرين ركعة سوى الوتر، وذكر ابن القاسم عن مالك أنه كان يستحسن ستاً وثلاثين ركعة، والوتر ثلاث"([23]).
    ولا شك في أن الأكمل والأفضل هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم وهو الاقتصار على إحدى عشرة ركعة؛ لكن هل الزيادة عليها جائزة أم لا؟
    قال القاضي عياض: "ولا خلاف أنه ليس في ذلك حدٌّ لا يزيد عليه ولا ينقص منه، وأن صلاة الليل من الفضائل والرغائب التي كلما زيد فيها زيد في الأجر والفضل، وإنما الخلاف في فعل النبي صلى الله عليه وسلم وما اختاره لنفسه"([24]).
    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "قيام رمضان لم يوقت النبي صلى الله عليه وسلم فيه عدداً معيناً؛ بل كان هو صلى الله عليه وسلم لا يزيد في رمضان ولا غيره على ثلاث عشرة ركعة، لكن كان يطيل الركعات، فلما جمعهم عمر على أبي بنكعب كان يصلي بهم عشرين ركعة، ثم يوتر بثلاث، وكان يخف القراءة بقدر ما زاد من الركعات؛ لأن ذلك أخف على المأمومين من تطويل الركعة الواحدة.
    ثم كان طائفة من السلف يقومون بأربعين ركعة، ويوترون بثلاث، وآخرون قاموا بست وثلاثين، وأوتروا بثلاث، وهذا كله سائغ، فكيفما قام في رمضان من هذه الوجوه فقد أحسن.
    والأفضل يختلف باختلاف أحوال المصلين، فإن كان فيهم احتمال لطول القيام، فالقيام بعشر ركعات وثلاث بعدها، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي لنفسه في رمضان وغيره هو الأفضل، وإن كانوا لا يحتملونه فالقيام بعشرين هو الأفضل،وهو الذي يعمل به أكثر المسلمين، فإنه وسط بين العشر وبين الأربعين، وإن قام بأربعين وغيرها جاز ذلك ولا يكره شيء من ذلك، وقد نص على ذلك غير واحد من الأئمة كأحمد وغيره.
    ومن ظن أن قيام رمضان فيه عدد مؤقت عن النبي صلى الله عليه وسلم لايزاد فيه ولا ينقص منه فقد أخطأ، فإذا كانت هذه السعة في نفس عدد القيام، فكيف الظن بزيادة القيام لأجل دعاء القنوت أو تركه، كل ذلك سائغ حسن. وقد ينشط الرجل فيكون الأفضل في حقه تطويل العبادة، وقد لا ينشط فيكون الأفضل في حقه تخفيفها.
    وكانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم معتدلة، إذا أطال القيام أطال الركوع والسجود، وإذا خفف القيام خفف الركوع والسجود، هكذا كان يفعل المكتوبات وقيام الليل، وصلاة الكسوف، وغير ذلك"([25]).
    وقال الشوكاني: "فقصر الصلاة المسماة بالتراويح على عدد معين،وتخصيصها بقراءة مخصوصة لم يرد به سنة"([26]).
    وقال الشيخ العثيمين: "والسنة أن يقتصر على إحدى عشرة ركعة يسلم من كل ركعتين؛ لأن عائشة رضي الله عنها سئلت كيف كانت صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان فقالت: ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة، متفق عليه([27]).
    وفي الموطأ عن محمد بن يوسف (وهو ثقة ثبت) عن السائب بن يزيد (وهو صحابي) أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أمر أبي بن كعب وتميماً الداري أن يقوما للناس بإحدى عشرة ركعة([28]).
    وإن زاد على إحدى عشرة ركعة فلا حرج لأن النبي صلى الله عليه وسلمسئل عن قيام الليل فقال: ((مثنى مثنى فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى)) أخرجاه في الصيحيحين([29]). لكن المحافظة على العدد الذي جاءت به السنة مع التأني والتطويل الذي لا يشق على الناس أفضل وأكمل"([30]).

    و. وقت صلاة التراويح:

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "السنة في التراويح أن تصلى بعد العشاء الآخرة، كما اتفق على ذلك السلف والأئمة، فما كان الأئمة يصلونها إلا بعد العشاء على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وعهد خلفائه الراشدين وعلى ذلك أئمة الإسلام، لا يعرف عن أحد أنه تعمد صلاتها قبل العشاء، فإن هذه تسمى قيام رمضان"([31]).

    ز. ما يقال من الذكر بعد الوتر:

    قال ابن قدامة: "يستحب أن يقول بعد وتره: سبحان الملك القدوس ثلاثاً، ويمدّ صوته بها في الثالثة؛ لما روى أبي بن كعب قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلّم من الوتر قال: ((سبحان الملك القدوس)) هكذا رواه أبو داود([32]). وروى عبد الرحمن بن أبزى قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بـ{سَبِّحِ ٱسْمَ رَبّكَ ٱلأَعْلَىٰ} [الأعلى:1]، و{قُلْ يٰأَيُّهَا ٱلْكَـٰفِرُونَ} [الكافرون:1]، و{قُلْ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص:1]. وإذا أراد أن ينصرف من الوتر قال: ((سبحان الملك القدوس)) ثلاث مرات ثم يرفع صوته بها في الثالثة، أخرجه الإمام أحمد في المسند([33])"([34]).

    ح. بدع صلاة التراويح:

    1. قراءة سورة الأنعام في رمضان ليلة الجمعة أو في الليلة السابعة:
    سئل شيخ الإسلام ابن تيمية: "عما يصنعه أئمة هذا الزمان من قراءة سورة الأنعام في رمضان في ركعة واحدة ليلة الجمعة، هل هي بدعة أم لا؟
    فأجاب: نعم بدعة، فإنه لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من الصحابة والتابعين ولا غيرهم من الأئمة أنهم تحروا ذلك وإنما عمدة من يفعلهما نقل عن مجاهد وغيره من أن سورة الأنعام نزلت جملة، مشيعة بسبعين ألف ملك فاقرؤوها جملة لأنها نزلت جملة وهذا استدلال ضعيف وفي قراءتها جملة من الوجوه المكروهة أمور.
    منها: أن فاعل ذلك يطول الركعة الثانية من الصلاة على الأولى تطويلاً فاحشاً. والسنة تطويل الأولى على الثانية كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم،ومنها تطويل آخر قيام الليل على أوله، وهو خلاف السنة فإنه كان يطول أوائل ما كان يصليه من الركعات على أواخرها والله أعلم"([35]).
    وقال النووي: "وليحذر كل الحذر مما اعتاده جهلة أئمة كثير من المساجد من قراءة سورة الأنعام بأكملها في الركعة الأخيرة في الليلة السابعة من شهر رمضان زاعمين أنها نزلت جملةً! وهذه بدعة قبيحة وجهالة ظاهرة مشتملة على مفاسد كثيرة..."([36]).
    2. صلاة القدر:
    سئل شيخ الإسلام ابن تيمية: "عن قوم يصلون بعد التراويح ركعتين في الجماعة، ثم في آخر الليل يصلون تمام مائة ركعة، ويسمون ذلك صلاة القدر، وقد امتنع بعض الأئمة من فعلها، فهل الصواب مع من يفعلها؟ أو مع من يتركها؟ وهل هي مستحبة عند أحد من الأئمة أو مكروهة. وهل ينبغي فعلها والأمر بها، أو تركها والنهي عنها؟
    فأجاب: الحمد لله، بل المصيب هذا الممتنع من فعلها، والذي تركها، فإن هذه الصلاة لم يستحبها أحد من الأئمة المسلمين، بل هي بدعة مكروهة باتفاق الأئمة،ولا فعل هذه الصلاة لا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أحد من الصحابة، ولا التابعين، ولا يستحبها أحد من أئمة المسلمين والذي ينبغي أن تترك وينهى عنها"([37]).
    3. الذكر بعد التسليمتين منصلاة التراويح:
    قال ابن الحاج: "وينبغي له أن يتجنب ما أحدثوه من الذكر بعد كل تسليمتين من صلاة التراويح، ومن رفع أصواتهم بذلك والمشي على صوت واحد؛ فإن ذلك كله من البدع، وكذلك ينهى عن قول المؤذن بعد ذكرهم بعد التسليمتين من صلاة التراويح: الصلاة يرحمكم الله؛ فإنه محدث أيضاً، والحدث في الدين ممنوع وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ثم الخلفاء بعده ثم الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين،ولم يذكر عن أحد من السلف فعل ذلك فيسعنا ما وسعهم"([38]).
    وقال الشيخ علي محفوظ: "ومن هنا يعلم كراهة ما أحدث في صلاة التراويح من قولهم عقب الركعتين الأوليين منها: الصلاة والسلام عليك يا أول خلق الله، ونحو ذلك قبل الأخريين وبعضهم يترضى عن الصحابة فعقب الأولى عن أبي بكر والثانية عن عمر والثالثة عن عثمان والرابعة عن علي، وكل ذلك شرع لما لم يشرعه الله على لسان نبيه.
    ولا يقال: إنه لا بأس به حيث إنه صلاة وتسليم عليه صلى الله عليه وسلم، ومن حيث إنه ترضٍّ عن أصحابه لانعقاد الإجماع على سنِّ الترضي عنهم والترحم على العلماء والصلحاء؛ لما فيه من التنويه بعلو شأنهم، والتنبيه على عظم مقامهم،ولكن الناس تفعله على أنه شعار لصلاة التراويح ويرون ذلك حسنا، وهو من تلبيس الشيطان عليهم وهو أيضاً بدعة إضافية"([39]).
    4. قيام السنة كلها كهيئة التراويح:
    قال الباجي في شرح الموطأ: "إن هذا القيام الذي يقوم الناس به في رمضان في المساجد هو مشروع في السنة كلها يوقعونه في بيوتهم، وهو أقل ما يمكن في حق القارئ، وإنما جعل ذلك في المساجد في رمضان لكي يحصل لعامة الناس فضيلة القيام بالقرآن كله وسماع كلام ربهم في أفضل الشهور، انتهى. ولكونه أنزل فيه القرآن جملة واحدة إلى سماء الدنيا، ولكون جبريل عليه السلام كان يدارس القرآن النبي صلى الله عليه وسلم فيه؛ فلأجل هذه الوجوه وما شابهها ناسب محافظة جميع الناس على قيامه، وإن كان القيام في السنة كلها مشروعاً لمن حفظ القرآن ومن لم يحفظه، فمن حفظه؛ قام به في بيته جهراً ولا يقوم به في المسجد - أعني في جماعة كما في رمضان وغير الحافظ يستحب له أن يصلي عدد الركعات بأم القرآن وبما تيسر معها من السور في بيته أيضاً، هذه هي السُنّة الماضية في الأمة؛ خلافاً لما فعله بعض الناس من أنه جعل القيام المعهود في رمضان دائماً في زاويته في جميع السنة، ثم نقلت واشتهرت فصارت تعمل في بعض المواضع المشهورة.
    وقد قال ابن حبيب وغيره من العلماء إنهم يمنعون من ذلك في المساجد وفي كل موضع مشهور، وكذلك لو تواعدوا على أنهم يجمعون في موضع مشهور فإنهم يمنعون منه، فإن فعلوا فهي بدعة ممن فعلها. وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه تعالى عنه فيما تقدم: نعمت البدعة هذه ـ يعني في جمعهم على قارئ واحد في رمضان، على ما تقدم بيانه، فذكره رضي الله تعالى عنه ذلك للتنبيه على أن من فعله على تلك الصفة في غير شهر رمضان فإنه بدعة"([40]).




    ([1]) أخرجه البخاري في كتاب صلاة التراويح، باب فضل من قام رمضان رقم (2009)، ومسلم في كتاب صلاة المسافرين، باب الترغيب في قيام رمضان وهو التراويح رقم (759)، واللفظ له.
    ([2]) شرح صحيح مسلم للنووي (6/58). ([3]) فتح الباري (4/296).
    ([4]) أخرجه الترمذي في كتاب الصوم، باب ما جاء في قيام شهر رمضان، رقم (806)، واللفظ له وقال:هذا حديث حسن صحيح. وأبو داود في كتاب الصلاة باب في قيام شهر رمضان، رقم (1375)،وابن ماجه في كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب ما جاء في قيام شهر رمضان رقم(1327)، والنسائي في كتاب السهر، باب ثواب من صلى مع الإمام حتى ينصرف رقم (1363).
    ([5]) عون المعبود (4/174). ([6]) صلاةالتراويح (ص17). ([7]) المبسوط(2/145)، والبحر الرائق (2/115). ([8]) بدايةالمجتهد (1/487)، التفريع (1/269)، المعونة (1/288).
    ([9]) المجموع(2/526)، التهذيب في فقه الإمام الشافعي (2/233). ([10]) المغني(2/601) والإنصاف (2/180) .
    ([11]) أخرجه البخاري في كتاب صلاة التراويح، باب فضل من قام رمضان رقم (2012) واللفظ له، ومسلم في كتاب صلاة المسافرين، باب الترغيب في قيام رمضان، رقم (761).
    ([12]) فتح الباري (3/18). ([13]) أخرجه المروزي في قيام الليل (ص34)، وأحمد في المسند رقم (18402)، والنسائي في كتاب قيام الليل، باب قيام شهر رمضان رقم (1605)، وابن خزيمة في صحيحه (3/336) رقم (2204)،والحاكم في المستدرك (1/607) رقم (1608)، وقال: "هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه"، وتعقبه الذهبي بقوله: "معاوية إنما احتج به مسلم،وليس الحديث على شرط واحد منهما بل هو حسن". وصححه العلامة الألباني في صلاة التراويح (ص11).
    ([14]) المستدرك على الصحيحين (1/607). ([15]) تقدم تخريجه والكلام عليه. ([16]) سنن الترمذي (3/170). ([17]) شرح السنة (4/119). ([18]) صلاة التراويح (ص10). ([19]) صلاة التراويح (ص14) بتصرف.
    ([20]) لسان العرب مـادة "روح"، وانظـر فتح الباري (4/294)، وسبل السـلام (2/23)،والنهاية لابن الأثير (2/274).
    ([21]) أخرجه البخاري في كتاب التهجد،باب قيام النبي صلى الله عليه وسلم بالليل في رمضان وغيره رقم(1147)، واللفظ له، ومسلم في كتاب صلاة المسافرين، باب صلاة الليل وعدد ركعات النبي صلى الله عليه وسلم في الليل ... رقم (738).
    ([22]) فتحالباري (3/40). ([23]) بداية المجتهد (1/487) وانظر: المبسوط (2/144)، والتفريـع (1/269)، والمجمـوع (2/527)،والمغـني (2/604).
    ([24]) إكمال المعلم بفوائد مسلم (3/82).
    ([25]) مجموع الفتاوى (22/272-273)، (23/112، 113، 120)، وانظر قيام الليل لمحمد بن نصر المروزي (ص220-222)، السنة للبغوي (4/117-125)، والمغني (2/604). وطرح التثريب (3/97)،والحاوي للفتاوى (1/347-350) وتحفة الأحوذي (3/520-532)، وصلاة التراويح للشيخ الألباني، رحمة الله على الجميع.
    ([26]) نيل الأوطار (3/66). ([27]) تقدم تخريجه (ص) .([28]) الموطأ في كتاب الصلاة في رمضان، باب ما جاء في قيام رمضان (1/114) رقم (4).
    ([29]) أخرجه البخاري في كتاب التهجد، باب كيف صلاة النبي صلى الله عليه وسلم رقم (1137)، ومسلم في كتاب صلاة المسافرين، باب صلاة الليل مثنى مثنى ... رقم (749).
    ([30]) كتاب فصول في الصيام والتراويح والزكاة (ص16-17). ([31]) مجموع الفتاوى (23/119-123)، وانظر المجموع للنووي (2/526).
    ([32]) في كتاب الوتر، باب في الدعاء بعد الوتر، رقم (1430)، وصحّحه الألباني في صحيح أبي داود(1267).
    ([33]) المسند(3/406) وأخرجه النسائي (3/235، 244-247). كتاب قيام الليل، وغيره.
    ([34]) المغني(2/601) وانظر: المجموع للنووي (3/511) وقيام رمضان للألباني (ص33). ([35]) مجموع الفتاوى (23/121) .([36]) الأذكار للنووي (ص305).
    ([37]) مجموع الفتاوى (23/122). ([38]) المدخل لابن الحاج (2/443). ([39]) الإبداع (ص285). ([40]) انظر: المدخل(2/446-447).


    المصدر: المنبر
    التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 14-06-2015, 09:16 PM. سبب آخر: حذف رابط خارجي
    سيصير الأمر إلى أن تكونوا جنودا مجندة جند بالشام و جند باليمن و جند بالعراق عليك بالشام فإنها خيرة الله من أرضه يجتبي إليها خيرته من عباده فإن أبيتم فعليكم يمنكم و اسقوا من غدركم فإن الله قد توكل لي بالشام و أهله...يومُ الملحمةِ الكبرى فسطاطُ المسلمين بأرضٍ يقالُ لها : ( الغُوطةَ ) ؛ فيها مدينةٌ يقال لها : ( دمشقُ ) ؛ خيرُ منازلِ المسلمين يومئذٍ )).

    تعليق


    • #3
      رد: قيام الليل وما يتعلق به من أحكام وآداب


      جزاكم الله خيرًا وبارك فيكم
      وينقل لقسم الفقه فهو أنسب له

      "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
      وتولني فيمن توليت"

      "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

      تعليق

      يعمل...
      X