رد: ولاية المتغلب
على هامش ولاية المتغلب (9)
هذه حلقة ختامية لهذا البحث الذي طال قليلا، لكنه ليس أطول من ليل بهيم تسير في الأمة ، تبحث عن نور أو بصيص أمل، تبصر به طريقها الواقعي، الذي تكون به نجاتها -بإذن الله- وخروجها من التيه إلى الهدى والرشاد، في ظل اختلاف أبنائها، اختلاف تضاد، وليس اختلاف تنوع فحسب.. ويكفيه طرفا النقيض: هذا يقول عن هذا: ولي أمر متغلب مطاع!! وذاك في الضفة الأخرى يقول: هذا كافر مرتد لا يمنع من الخروج عليه إلا فتنة أضر ومفسدة أكبر.. وكلاهما يدعي أنه إسلامي!
فما أصبت فيه فمن الله وحده وله الحمد والمنة، وما أخطأت فيه فهو مني ومن ىالشيطان، واستغفر الله وأتوب إليه..
تنبيهات:
كل قولي هذا ومنقولي حول ولاية المتغلب، لستُ أدعُ إلى خروج أهوج أو منطق أعوج ولا منهج أدعج ...
وإنما أبيِّن الحقيقة وأصحح المفهوم.. فأنا لا أدعو، بل لا أجيز للمسلمين في الأندلس المسلم أن يخرجوا على ملوك الكفر ونظام الكفر هناك، رغم أن من يحكمهم كافر بلا شبه، وأن البلاد بلادهم بلا شك... لا لحرمة الخروج في ذاته، أو تَعَبُّدا بعبادة الحاكم! ولكن لأن القاعدة تقول:"الأمور بمقاصدها" وتقول:" للوسائل أحكام الغايات" وتقول:"لا ضرر ولا ضرار"...[ والفاهمْ يَفْهَمْ ]..
بدأتـم فتمموا
بل لم أكن أدعو أهل سوريَّا إلى الخروج المسلح على الكافر بشار، ولكنها معركة فُرِضت عليهم لم يختاروها، وأمرٌ بدؤوه فوجب عليهم إتمامه، لأن الوقوف عند هذا الحد مفسدته أعظم مما يحدث وهم يقومون ضده، وقد استبان الصبح للأعشى فضلا عن ذي عينين، وأن المعركة تحالف صليبي صفوي ضد المسلمين، وأنهم ماضون وإن توقف المسلمون...فهنا يقال لهم: بدأتـم فتمموا، ولا تتلوا يوم زحفكم هذا، وإن سالت فيه دماء.. فإنها ليست أقل مما تسيل لو توفتم!
بل لو متم عن آخركم فلعلكم شهداء إن شاء الله، فما تفعلون بحياة الذل والعبودية؟!
كما وأن صبر المصريين على المنقلبين وقَبولهم به سيكون أفدح ضريبة وأكثر ضررًا مما لو واصلوا كفاحهم السلمي، مهما كانت خسائره تبدو فادحة، فإن المواجهة –والحال كما يظهر- أفدح، وللمشروعية أقدح.
وعليهم أن يحافظوا على إسلامهم، وعلى سلميتهم، فإنهم رغمه وبه في جهــاد، حيث إنهم يهتفون بكلمات حقّ عند سلطان ظالم..
قام الربيع العربي في الجزائر في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي، ولم نكن نحب للمسلمين آنذاك- على شبابيتنا حينذاك- أن يدخلوا معتركاً ليسوا عليه بقادرين، ولا لانتصاره من بعدُ بحافظين.. ولكن بدأوا فأتموا حتى خرجوا من النافذة بعد أن دخلوا من (باب) وليس (الباب)!
تحت الصفر
ثم صعَّدوا.. وحملوا السلاح وصعدوا الجبال ثم ترَدَّوْا من شواهقها.. وما كان لهم أن يفعلوا.. وما كنا نحب لهم ذلك.. وقد أفتاهم مشايخ مشاهير، منهم الشيخ الألباني رحمه الله، لما سألوه عن الخروج على الحاكم الجزائري.. فأجابهم بأنه: إذا كان لديكم القدرة المادية والإيمانية فَعَجِّلوا..!!!. ثم ما لبثوا أن عادوا، لا إلى نقطة الصفر فحسب.. بل إلى عشرات من الأعداد السالبة، وعادوا بلا قضية.
أكرر أنَّ مرادي في هذا البحث هو التأكيد على عدم شرعية هؤلاء الحكام، وعدم مشروعية طاعتهم، وعدم ثبوت ولايتهم، وحرمة مبايعتهم، لا الدعوة إلى الخروج عليهم من غير حساب.. لأنه لا تلازم مطلقاً، وأن معاملتهم تماماً كما تعامل النبي-صلى الله عليه وسلم- مع حكام مكة من قريش، فقد كان يحكمها أبو جهل وأبو سفيان وأمية وأبو البحتري وعقبة وعتبة وشيبة والوليد سادة أو جنرالات... وكان النبي-صلى الله عليه وسلم- يعلم أنهم كفار، وأنهم لا يحكمون بما أنزل الله، ولا يعتقدون أصلا عقيدة التوحيد، فضلا عن تطبيق شريعته.. ومع ذلك لم يحمل سلاحًا، ولم يخرج عليهم بقتال، وكان يقول لأصحابه المستعجلين-رضي الله عنهم-:« لم نؤمر بذلك، ولكن ارجعوا إلى رحالكم » ويتلو عليهم قول الله تعالى:)كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة(.. وكونه لم يخرج عليهم بحرب وسلاح لا يعني أنه كان يسمع ويطيع، حتى حين قالوا له: تعبد إلهنا شهرًا ونعبد إلهك شهراً، فلم يُطعهم في شهرهم ويعصهم في شهره.. وإنما عصاهم في الكل، لأنهم ليسوا أهلا للطاعة أصلا.. فعاش مستضعفاً حتى جعل الله له ولأصحابه مخرجاً، ورزقه مأمنا يُعِدُّ فيه العدة من الرجال والمال والنصال والنبال.. ثم أوقف قريشاً عند حدها، وأظهره الله عليها.
وليس شرطاً أن يتكرر الشريط نفسه، وإنما الأسباب يهيئها الله تعالى للمسلمين حين يكونون أهلا لذلك، فقط عليهم المضي قُدُما في الطريق الصحيح..:"يا أيها الذين آمنوا إن تنصرا الله ينصركم ويثبت أقدامكم * والذين كفرا فتعسا لهم وأضل أعمالهم"[محمد: 7-8]
حين تُفرض المعركة
ولما فُرِضت عليه المعركة في بدر وأُحُد توكل على الله وعزم.. فحتى في بدر لم يكونوا يقصدون الحرب، ولكن أمر أراده الله فقضاه:)وَلَكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا([الأنفال:42]، وما كانوا يريدون ذات الشوكة:) وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ، وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ، وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ [الأنفال:7]. فحين يكون المسلمون في مستوى حمل الأمانة، ويكونون في مقام قيادة الأرض والجموع البشرية، حينها يأذن الله-تعالى- بفرج، ويهيئ أسبابه، ولو كان فيما تكرهه نفوس المؤمنين، وخلاف ما يريدون، كما في يوم بدر، ومع ذلك جعله الله فرقاناً بين الحق وأهله وبين الباطل وأهله، فرقانا إلى قيام الساعة، أظهر الله فيه الدين للعالمين، ولا يزال ظاهراً إلى قيام الساعة.
تحويل الهزيمة إلى نصر.. والعكس
ولمَّا فُرِضت عليهم – ثانيةً- في أُحُد لم يتأخروا عنها، بل تمَّموها رغم الخسائر البشرية والهزيمة العسكرية، فقد أقام النبي-صلى الله عليه وسلم- متابعة ومطاردة لجيش قريش، حتى بلغ حمراء الأسد، ومن وراء ذلك أهداف حربية وسياسية وتربوية:
منها محوِ آثار هزيمة جيشه وتحويلها إلى نصر.
ومنها رفع معنويات المسلمين، وتعليمهم –عمليا- أن لكل جواد كبوة، وأن صفحة سوداء لا تُلغي بياض الكراسة، وأن هزيمة يوم ليست نهاية المطاف، ولا نهاية العالم.
ومنها قطع طمع الطامعين في ضعف المسلمين وانكسار قوتهم.
ومنها إرعاب وإرهاب جيش قريش المنتصر بالأمس، وتحويل غلبته إلى هزيمة تنتهي بالفرار من أمام جيش الأمس، لذلك لم يأذن بالخروج معه لغير من شهد غزوة أحد.
ولعل توضيحا أكثر كتبناه هنا:
http://forum.islamacademy.net/showthread.php?t=81004
فلن شاء مشكورا مأجورا -إن شاء الله-
هي مجرد دردشة أو قل: فضفضة..
أسأل الله تعالى أن يبارك فيها، وأن يجعلها فرقانا بين الحق والباطل في هذه المسالة، وأن يكون قد حل عقدة من لساني ليفقهوا قولي، اللهم اكشف عن هذه الكُرب، وجَلِّ عنا الفتن، وأبرم لهذه الأمة إبرامة رشد؛ يُعز فيها أهل طاعتك، ويُذل فيها أهل معصيتك. آمين
اللهم إنا نشهدك على أنَّا نكفر بالطاغوت وبشريعته، وأنَّا نبرأ إليك مما صنعوا.. وأن العداوة قد بدت بيننا وبينهم لسوء فِعالهم.. اللهم إن إنا نسألك.. يا مقلب القلوب كيف تشاء.. ألاَّ تجعل مِن حبهم في قلوبنا مثقال ذرة.. ومع ذلك نسألك اللهم لهم الهداية، رحمة بالأمة ثم رحمة بهم.. اللهم صل وسلم وزد وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه وتابعيه بإحسان.
أخوكم المُسَمَّى عبد الإله طَهور– هداه الله وغفر له ولوالديه والمسلمين أجمعين، الموافقين منهم والمخالفين-.
والله أعلم.
على هامش ولاية المتغلب (9)
هذه حلقة ختامية لهذا البحث الذي طال قليلا، لكنه ليس أطول من ليل بهيم تسير في الأمة ، تبحث عن نور أو بصيص أمل، تبصر به طريقها الواقعي، الذي تكون به نجاتها -بإذن الله- وخروجها من التيه إلى الهدى والرشاد، في ظل اختلاف أبنائها، اختلاف تضاد، وليس اختلاف تنوع فحسب.. ويكفيه طرفا النقيض: هذا يقول عن هذا: ولي أمر متغلب مطاع!! وذاك في الضفة الأخرى يقول: هذا كافر مرتد لا يمنع من الخروج عليه إلا فتنة أضر ومفسدة أكبر.. وكلاهما يدعي أنه إسلامي!
فما أصبت فيه فمن الله وحده وله الحمد والمنة، وما أخطأت فيه فهو مني ومن ىالشيطان، واستغفر الله وأتوب إليه..
تنبيهات:
كل قولي هذا ومنقولي حول ولاية المتغلب، لستُ أدعُ إلى خروج أهوج أو منطق أعوج ولا منهج أدعج ...
وإنما أبيِّن الحقيقة وأصحح المفهوم.. فأنا لا أدعو، بل لا أجيز للمسلمين في الأندلس المسلم أن يخرجوا على ملوك الكفر ونظام الكفر هناك، رغم أن من يحكمهم كافر بلا شبه، وأن البلاد بلادهم بلا شك... لا لحرمة الخروج في ذاته، أو تَعَبُّدا بعبادة الحاكم! ولكن لأن القاعدة تقول:"الأمور بمقاصدها" وتقول:" للوسائل أحكام الغايات" وتقول:"لا ضرر ولا ضرار"...[ والفاهمْ يَفْهَمْ ]..
بدأتـم فتمموا
بل لم أكن أدعو أهل سوريَّا إلى الخروج المسلح على الكافر بشار، ولكنها معركة فُرِضت عليهم لم يختاروها، وأمرٌ بدؤوه فوجب عليهم إتمامه، لأن الوقوف عند هذا الحد مفسدته أعظم مما يحدث وهم يقومون ضده، وقد استبان الصبح للأعشى فضلا عن ذي عينين، وأن المعركة تحالف صليبي صفوي ضد المسلمين، وأنهم ماضون وإن توقف المسلمون...فهنا يقال لهم: بدأتـم فتمموا، ولا تتلوا يوم زحفكم هذا، وإن سالت فيه دماء.. فإنها ليست أقل مما تسيل لو توفتم!
بل لو متم عن آخركم فلعلكم شهداء إن شاء الله، فما تفعلون بحياة الذل والعبودية؟!
كما وأن صبر المصريين على المنقلبين وقَبولهم به سيكون أفدح ضريبة وأكثر ضررًا مما لو واصلوا كفاحهم السلمي، مهما كانت خسائره تبدو فادحة، فإن المواجهة –والحال كما يظهر- أفدح، وللمشروعية أقدح.
وعليهم أن يحافظوا على إسلامهم، وعلى سلميتهم، فإنهم رغمه وبه في جهــاد، حيث إنهم يهتفون بكلمات حقّ عند سلطان ظالم..
قام الربيع العربي في الجزائر في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي، ولم نكن نحب للمسلمين آنذاك- على شبابيتنا حينذاك- أن يدخلوا معتركاً ليسوا عليه بقادرين، ولا لانتصاره من بعدُ بحافظين.. ولكن بدأوا فأتموا حتى خرجوا من النافذة بعد أن دخلوا من (باب) وليس (الباب)!
تحت الصفر
ثم صعَّدوا.. وحملوا السلاح وصعدوا الجبال ثم ترَدَّوْا من شواهقها.. وما كان لهم أن يفعلوا.. وما كنا نحب لهم ذلك.. وقد أفتاهم مشايخ مشاهير، منهم الشيخ الألباني رحمه الله، لما سألوه عن الخروج على الحاكم الجزائري.. فأجابهم بأنه: إذا كان لديكم القدرة المادية والإيمانية فَعَجِّلوا..!!!. ثم ما لبثوا أن عادوا، لا إلى نقطة الصفر فحسب.. بل إلى عشرات من الأعداد السالبة، وعادوا بلا قضية.
أكرر أنَّ مرادي في هذا البحث هو التأكيد على عدم شرعية هؤلاء الحكام، وعدم مشروعية طاعتهم، وعدم ثبوت ولايتهم، وحرمة مبايعتهم، لا الدعوة إلى الخروج عليهم من غير حساب.. لأنه لا تلازم مطلقاً، وأن معاملتهم تماماً كما تعامل النبي-صلى الله عليه وسلم- مع حكام مكة من قريش، فقد كان يحكمها أبو جهل وأبو سفيان وأمية وأبو البحتري وعقبة وعتبة وشيبة والوليد سادة أو جنرالات... وكان النبي-صلى الله عليه وسلم- يعلم أنهم كفار، وأنهم لا يحكمون بما أنزل الله، ولا يعتقدون أصلا عقيدة التوحيد، فضلا عن تطبيق شريعته.. ومع ذلك لم يحمل سلاحًا، ولم يخرج عليهم بقتال، وكان يقول لأصحابه المستعجلين-رضي الله عنهم-:« لم نؤمر بذلك، ولكن ارجعوا إلى رحالكم » ويتلو عليهم قول الله تعالى:)كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة(.. وكونه لم يخرج عليهم بحرب وسلاح لا يعني أنه كان يسمع ويطيع، حتى حين قالوا له: تعبد إلهنا شهرًا ونعبد إلهك شهراً، فلم يُطعهم في شهرهم ويعصهم في شهره.. وإنما عصاهم في الكل، لأنهم ليسوا أهلا للطاعة أصلا.. فعاش مستضعفاً حتى جعل الله له ولأصحابه مخرجاً، ورزقه مأمنا يُعِدُّ فيه العدة من الرجال والمال والنصال والنبال.. ثم أوقف قريشاً عند حدها، وأظهره الله عليها.
وليس شرطاً أن يتكرر الشريط نفسه، وإنما الأسباب يهيئها الله تعالى للمسلمين حين يكونون أهلا لذلك، فقط عليهم المضي قُدُما في الطريق الصحيح..:"يا أيها الذين آمنوا إن تنصرا الله ينصركم ويثبت أقدامكم * والذين كفرا فتعسا لهم وأضل أعمالهم"[محمد: 7-8]
حين تُفرض المعركة
ولما فُرِضت عليه المعركة في بدر وأُحُد توكل على الله وعزم.. فحتى في بدر لم يكونوا يقصدون الحرب، ولكن أمر أراده الله فقضاه:)وَلَكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا([الأنفال:42]، وما كانوا يريدون ذات الشوكة:) وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ، وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ، وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ [الأنفال:7]. فحين يكون المسلمون في مستوى حمل الأمانة، ويكونون في مقام قيادة الأرض والجموع البشرية، حينها يأذن الله-تعالى- بفرج، ويهيئ أسبابه، ولو كان فيما تكرهه نفوس المؤمنين، وخلاف ما يريدون، كما في يوم بدر، ومع ذلك جعله الله فرقاناً بين الحق وأهله وبين الباطل وأهله، فرقانا إلى قيام الساعة، أظهر الله فيه الدين للعالمين، ولا يزال ظاهراً إلى قيام الساعة.
تحويل الهزيمة إلى نصر.. والعكس
ولمَّا فُرِضت عليهم – ثانيةً- في أُحُد لم يتأخروا عنها، بل تمَّموها رغم الخسائر البشرية والهزيمة العسكرية، فقد أقام النبي-صلى الله عليه وسلم- متابعة ومطاردة لجيش قريش، حتى بلغ حمراء الأسد، ومن وراء ذلك أهداف حربية وسياسية وتربوية:
منها محوِ آثار هزيمة جيشه وتحويلها إلى نصر.
ومنها رفع معنويات المسلمين، وتعليمهم –عمليا- أن لكل جواد كبوة، وأن صفحة سوداء لا تُلغي بياض الكراسة، وأن هزيمة يوم ليست نهاية المطاف، ولا نهاية العالم.
ومنها قطع طمع الطامعين في ضعف المسلمين وانكسار قوتهم.
ومنها إرعاب وإرهاب جيش قريش المنتصر بالأمس، وتحويل غلبته إلى هزيمة تنتهي بالفرار من أمام جيش الأمس، لذلك لم يأذن بالخروج معه لغير من شهد غزوة أحد.
ولعل توضيحا أكثر كتبناه هنا:
http://forum.islamacademy.net/showthread.php?t=81004
فلن شاء مشكورا مأجورا -إن شاء الله-
هي مجرد دردشة أو قل: فضفضة..
أسأل الله تعالى أن يبارك فيها، وأن يجعلها فرقانا بين الحق والباطل في هذه المسالة، وأن يكون قد حل عقدة من لساني ليفقهوا قولي، اللهم اكشف عن هذه الكُرب، وجَلِّ عنا الفتن، وأبرم لهذه الأمة إبرامة رشد؛ يُعز فيها أهل طاعتك، ويُذل فيها أهل معصيتك. آمين
اللهم إنا نشهدك على أنَّا نكفر بالطاغوت وبشريعته، وأنَّا نبرأ إليك مما صنعوا.. وأن العداوة قد بدت بيننا وبينهم لسوء فِعالهم.. اللهم إن إنا نسألك.. يا مقلب القلوب كيف تشاء.. ألاَّ تجعل مِن حبهم في قلوبنا مثقال ذرة.. ومع ذلك نسألك اللهم لهم الهداية، رحمة بالأمة ثم رحمة بهم.. اللهم صل وسلم وزد وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه وتابعيه بإحسان.
أخوكم المُسَمَّى عبد الإله طَهور– هداه الله وغفر له ولوالديه والمسلمين أجمعين، الموافقين منهم والمخالفين-.
والله أعلم.
تعليق