إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ولاية المتغلب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ولاية المتغلب

    ولاية المتغلب (1)

    من هو المتغلب؟ وما ولاية؟

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته أجمعين، وبعد:
    ما زال كثيرٌ من العلماء المعاصرين يُحذِّرون الناسَ من الخروج على الحكام (وولاة الأمور) المعاصرين، رغم أن الأغلبية الساحقة منهم طغاة علمانيون، يحاربون الشريعة، ويُضَيِّقون على الدعوة والدعاة، ويبيحون المعاصي كالربا والاختلاط وغيره بموجب القانون، مما يعني التجويز والاستحلال! يعني بتشريع مخالف للشريعة وبقوانين ودساتير مناهضة للدين عقيدة وشريعة، وليس فقط معصية عينٍ عَصاها الحاكم في واقعة مُعيَّنة! بل هم:" يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُون"[التوبة،30]، يضاهئون كفرةَ اليهود والنصارى في عزل الدِّين عن قيادة الدنيا وسياستها بشريعته، ويضاهئونهم في اتِّخاذ شركاء يشرعون من الدين ما لم يأذن به الله -عز وجل-، بعدما شنقوا آخر ملِك بأمعاء آخر قسيس! لأنهما تعاونا على تعبيد الجماهير لأنفسهما باسم الدين والإله، فكانت العَلمانية التي لا دين لها ولا إله! وكانت المضاهاة بين قسٍّ وعالم، وبين ملِكٍ وحاكم!
    ومن خالفهم في مخالفاتهم عوقب بموجب (دِين الملِك) أي قانون الحاكم أو الملك الذي يعاقب على الطاعة، ويكرم على المعصية.. يكرمون على العهر والدعارة والدياثة والفسوق والعصيان، وعلى والتمثيل الخليع والغناء الفاحش، وعلاوات وترقيات لمن تفنن في قتل الإسلاميين وحربهم.. وفي المقابل يهينون ويضيقون على الحشمة والحياء والالتزام، سجون أو إقامة جبرية (حبس في بيته) لعالم أقام درسا يطالب فيه بتحكيم الشريعة أو يتكلم فيه عن فضيلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أو ينصر إخوانه من وراء الصحاري والبحار، أو يرمونهم بالتخابر ضد الوطن.. وفصلٌ من التدريس لمدرس يفصل بين الذكور والإناث في الفصل (قاعة التدريس)، بتهمة التمييز بين الذكور والإناث، أو احتقار المرأة... فضلا عن عقود وعهود مع يهود.. فضلا عن حصار المسلمين وقطع الماء عنهم والهواء.. ومجاهدة للمجاهدين... كل هذا وهم ولاة أمور تجب طاعتهم وتنفذ أحكامهم! بفتوى القساوسة.. أقصد مضاهئيهم من شيوخ السلطان من بني جلدتنا!
    علماء البلاط وشيوخ السلطان

    كل ذلك والفتاوى تترى من (علماء) تُحَرِّم وتُجَرِّم الخروج على و(عن) هؤلاء الحكام والملوك، وبإيعاز أو بأمر من ولاة الأمر والملوك بإخراج هذه الفتاوى، وإقرارها وتكرارها في كل واد وناد..
    لكن وكما يقال: الفتاوى تتغير أو (تتلون) بتغير الزمان والمكان، أو بتلون المحيط الذي تعيش فيه الحرباء!!
    فقد وجب –هذه المرة- الخروجُ أو على الأقل صحَّ الخروج على الحاكم إذْ كان مسلمًا، ولا يوالي يهود، ولا يحل ما حرم الله، ولا يحرم ما أحل.. فجوزوا الخروج عليه، وإعانة من خرج عليه بالمال والرجال إذا كان الخارج عليه طاغوتا ولم يكن داعية مسلما أو شبابا مسلما يبتغي تحكيم شرع الله.. أما لما كان يخرج بعض الإسلاميين على هؤلاء الطواغيت فكان يقوم علماء هؤلاء الطواغيت يضللون الخارجين!!
    لقد انقلب السيسي على مرسي.. وخرج على الحاكم، ولي أمر المصريين.. وبدلا من أن نجد الفتاوى التي تحرم الخروج على الحكام، وتصف السيسي بالخارجية على الأقل(وهو أخبث من الخوارج).. بدلا من ذلك نجد عقيدة عدم الخروج على الحكام هذه المرة تطوى ولا تروى.. وتوضع في الأدراج.. وتُستَخْرج لها فتاوى أخرى.. اسمها زورًا : طاعة الحاكم المتغلب!!
    أنا لم أستغرب موقف بعض حكام وملوك الخليج، لا أقول الداعم للانقلاب.. بل المدبر للانقلاب والراعي له.. ثم الداعم والمغذي له، والمنفق عليه بلا حساب، والمحامي عنه عند الغرب، والمتطوع بتخويف الغرب من حكم الإخوان.. ( وفوبيا الإخوان).. لم أستغرب موقفهم هذا لأني أعرف حقيقتهم من زمان، وأعرف عنهم أفضع من هذا وأشنع وأبشع.. لكن البوح بالحقيقة في غير حينها المناسب لا يصدقها أحد، وبل وربما إلى الآن لا يصدقها البعض..
    لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا

    ) لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لكم(، فلعل الله- سبحانه- أراد أن يرحم أمته فيكشف ستره عن قِطاع كبير وقُطَّاع طُرُقٍ كثيرين من حكام وملوك و(دعاة) و(علماء) و(خطباء) ووزراء وإعلاميين و(إسلاميين!):) مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ( [آل عمران: ١٧٩]، فعلينا فِعْلاً أن نؤمن كما جاء في هذه الآية، بأن هذه حكمة الله في قدره وقضائه، وهذه رحمته بالمؤمنين وبِصَفِّهِم.. فتميز الصفوف نصر لها وأمان.
    بل لعله كما قال تعالى:")وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ([البقرة: ٢١٦]، و)فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًاالنساء: ١٩. وقوله تعالى:)إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ([النور: ١١]، وولله إنه لمن أعظم الإفك أن يوصَف المجاهدون بأنفسهم وأموالهم سليما بأنهم خوارج خائنون، ويوصَف الطغاة الخارجون على شريعة الله بالحرب بأنهم ولاة أمور وطنيون! وإن لكل امرئ منهم ما اكتسب من إثم الإفساد في الدين والدنيا، بالفعل أو بالفتوى.
    فليس الأغرب هو تصرف أولياء الأمر و(ألويته) من الحكام والملوك، ولكن الأغرب من ذلك فِعال أولياء الأمور من(العلماء)؛ والفتاوي الجاهزة التي أجهزت على الحق الذي مع المظلومين، وجعلتهم خوارج وأهل فتنة.. ويعنى ذلك جواز قتالهم وقتلهم واستحلال دمائهم.. لأن التوصيف يقتضي الحكم بأنهم كلاب النار.. وأنهم شر قتيل تحت أديم السماء.. وقد سُحبت أحاديث الخوارج وأُسدلت ستائرها على الإخوة والإخوان في مصر!! وكما كان يقال: (اقتله يا أمير المؤمنين.. ودمه في عنقي!)، فقد أعاد التاريخ نفسه.. التاريخ البائس طبعاً!.
    إنما العلم الخشية

    وطبعاً هم ليسوا علماء وإن حشوا رؤوسهم بكثير من الثقافة والمعلومات، وإن حوى أحدهم في رأسه (شيخ كمبيوتر)، وإن هزَّ أعواد المنابر، وإن هَمْلَج وتلجلج، لأن العالم ليس ذلكم؛ وإنما هو الذي يخشى الله:)إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ( [فاطر: ٢٨فالذي لا يخشى الله –خاصة في المسلمين- وفي دمائهم وأعراضهم ليس عالماً، بل متعالم! قيل للشعبي-رحمه الله-: أيها العالم! قال: لست بعالم؛ إنما العالم من يخشى الله. وكان السلف يرددون هذه العبارة مثل سفيان بن عيينة ويحيى بن أبي كثير وغيرهم-رحمهم الله تعالى-، أي أن العلم قرين الخشية، ولذلك قرن النبي-صلى الله عليه وسلم- في وصف نفسه بين العلم والخشية والتقوى: «إن أتقاكم وأعلمكم بالله أنا»[البخاري برقم: 20]، فعِلم بلا تقوى لا قيمة له، ومن قبلُ قال الله تعالى:)يَرْفَعِ اللَّهُالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ([الحديد: 11]، فبدأ بالإيمان قبل العلم.
    تأسف حين تسمع خطيباً في ظل الكعبة المشرفة يردد ما يقوله الملوك.. ويدعم الانقلاب على دولة الإسلام والمسلمين.. ويَجري في هوى الحكام والقيادة الرشيدة والحكومة الحكيمة! ويجعل قيامها مع الطغيان والانقلاب وتقتيل الركع السجود، ودفع الأعطيات للجنود القتلَة... يجعلها قومة مشكورة في قضايا المسلمين ونصرتهم، والبلسم الشافي لجراحاتهم، والآخر يدور في فلك ولي الأمر فيفتي خطباء مملكته بألا تثار قضية مصر في المساجد؛ لأنها تشغل المصلين عن صلاتهم..
    ولكن حين ترجع إلى عقلك تتذكر أن جنود الباطل ليسوا العسكر فقط، وإنما هم أيضاً - شعروا أم لم يشعروا-، علماء وإعلاميون وفنانون وسحرة فرعونيون، ورجال أعمال قارونيون، ووزراء هامانيون.. وأحزاب تزعم أنها إسلامية، بل سلفية! ومن هؤلاء الجنود علماء السوء، علماء اللسان الذين يجادلون بالباطل، قال النبي-صلى الله عليه وسلم-«بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع أحدُهم دينه بِعَرَضٍ من الدنيا»[السلسلة الصحيحة: 758] ، وأخطر من باع دينه بعرض من الدنيا هم علماء السوء، ومَكمن خطرهم أنّ ضررهم عائد على الدين وأهله، لا على أشخاصهم هم فحسبُ.
    كان الإمام الهمام والفارس المغوار يخاطب العابد الزاهد-رحمهما الله- يقول له:
    يا عابد الحرمين لو أبصرتنا لعلمت أنك بالعبادة تلعب
    ولأن أمثال هؤلاء الآن لا عَبدوا حقا ولا جاهدوا صدقا! فإنا لنجد أنفسنا نقول عن بعضهم:
    يا عابث الحرمين لو أبصرتنا لعلمت أنك بالعبادة تعبث
    كان هؤلاء يقولون بأن الخروج على الحكام يجر البلاد إلى الفتنة ويُجري دماءها أنهارًا.. فقلنا: نعم! لكن لا ولاية للطغاة علينا، ولا طاعة لهم علينا، وإنما حفاظا على دماء المسلمين وأعراضهم وقضاياهم.
    ما بالهم اليوم لا يقولون عن السيسي بأنه خرج على الحاكم.. وأنه جر البلاد إلى الفتنة.. وأنه أجري ويجري دماء المسلمين أنهارا؟! وأنه يعتقل الحرائر في سابقة لم يعمل مثلها الصهاينة عليهم لعائن الله.. كل ذلك ولم يقولوا هذا خروج على الحاكم الشرعي.. ولو قالوها لصدقناهم.. ولكنهم قالوا خلافها فخالفناهم، بل خالفوا أنفسهم فكذبناهم بأنفسهم.
    بدلا من ذلك قالوا حاكم متغلب.. وكذَب ملوك الجبر ومفتو الضلال وخطباء الفتنة!
    كذب الملوك والأمراء لأنهم غلَّبوه قبل أن يتغلب وسعوا في تغليبه.. فهم على هذا الهوى قبل أن يتغلب وقد غلَّبوه بتآمرهم وأموالهم ومخابراتهم. وإنما أُخرجت الفتوى للتبرير.. بل للتدليس والمكر والخداع.. لكن:)ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين([الأنفال:3] )ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله([فاطر:43]، فقد حاق بهم الأمر وافتضحوا، وفضيحة الآخرة أخزى، وكيف لا يقولون ذلك وهم أصلا متغلبون، وهم إخوة في الغصب والتغلب وأولياء فيه؟!
    وأكذب منهم مفتوهم وخطباؤهم وأحبار سوء ورهبانها لأن هذا ليس حاكما متغلباً.. وإنما هو عدو منتصر على المسلمين بقوة السيف والسلاح.. أو على الأقل طائفة باغية خرجت على الأمة بالسلاح.
    فهو إن لم يكن مرتدًّا عن الشرع، فهو مرتد عن الديمقراطية التي آمن بها ودعا الناس إليها، ثم انقلب عليها، فذبحها وذبح من فيها ذبح الخِراف!
    فأين هذا من المتغلب؟ ومن هو المتغلب أصلا؟!
    يتبع في حلقتنا القادمة إن شاء الله... وهي أكثر تركيزا

  • #2
    رد: ولاية المتغلب

    جزاكم الله خير الجزاء ونفع الله بكم
    ورجاءً اخانا ذكر المصدر
    وفقكم الله لكل ما يحبه ويرضاه
    لا تدع مصاعب الحياة تسلب منك أجمل ما فيك !
    بل اسلب من آلامها التى تُميتك أمالك التى تُحييك ..}
    فالألم والأمل حروفهما واحدة ,, فقط تحتاج للترتيب !

    تعليق


    • #3
      رد: ولاية المتغلب

      بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
      ولاية المتغلب (2)
      وقفنا في حلقتنا السابقة على السؤال:
      ..... فأين هذا من المتغلب؟ ومن هو المتغلب أصلا؟!
      ونزيد على ذلك تساؤلات:
      هل يصح التغلُّب أصلاً؟
      وإذا قيل به؛ فهل يكون حالة ضرورة أم حالة سوية عادية؟!
      وإذا قُبِلَ؛ فهل يُقبَلُ مطلقاً، أم أن له شروطاً للطاعة؟
      وعندئذٍ فما شروطُ قَبولِهِ وطاعته؟
      توطئة:
      أصل الطاعة وشرطها:
      أصل الطاعة طاعة الله-تعالى-، وكل طاعة في طاعته فهي طاعة مأمور بها أو مأذون فيها.. وكل طاعة في معصيته فهي معصية منهي عنها.
      وبعد ذلك فالأصل أنه لا تجب طاعة بشر والإتمار بأمره، والانتهاء بنهيه، إلا بدليل ...
      ولا موجب على بشر إطاعة بشر إلا الله – سبحانه وتعالى-، فمن أوجب الله علينا طاعته أطعناه طاعة لله-سبحانه-، فإن عصيناه عصينا الله-عز وجل-.
      وقد أوجب الله علينا طاعة رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، بل وما أرسله إلينا إلا لنطيعه في كل ما جاء به، كما قال تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ[النساء:64].
      ومن هنا وجبت علينا طاعة الله تعالى وطاعة رسول الله-صلى الله عليه وسلم-، ولا يصح توحيد التعبد إلا بالأولى، ولا يصح توحيد الاتِّباع إلا بالثانية، وخلاصتها في قولنا:"لا إله إلا الله، محمد رسول الله". وكما يقول ابن القيم:" ... فهما توحيدان لا نجاة للعبد من عذاب الله إلا بهما: توحيد المرسِل، وتوحيد متابعة الرسول؛ فلا يحاكم إلى غيره ولا يرضى بحكم غيره"[ مدارج السالكين:(2/387-388)].
      ولا يصح سؤالُنا: من هو الله المطاع من بين الآلهة، وما وصفه وفعله؟.. لأنه واحد لا يتعدد.
      ولا يصح سؤالُنا: من هو الرسول المطاع من بين الرسل، أو من بين البشر؟ لأنه واحد لا يتعدد في نبوته، لا يختلف عليه مُسلِمان. ودليل طاعته ثابت من أول مرة يؤمن به المؤمن، ويبقى قائماً إلى يوم القيامة، لا يحتاج المسلم إلى تحقيق مناطه كل مرة.. لأنه-صلى الله عليه وسلم- لا تطرأ عليه الصفات بعد العصمة والممات، ولم تتغير عليه الأحوال.. الموجبة لطاعته المطلقة.
      أما غيره من البشر، فلا تجب طاعته إلا بدليل عينيًّا أو وصفيًّا.. وإن وجبت مرة بدليل، فلا بد من تعاهُد مناط إيجاب الطاعة، فقد يطرأ على الشخص ما يوجب طاعة مرة، وما يُحرِّمها مرة أخرى...
      فمثلا يجب على المرأة طاعة زوجها، لا لشخصه بالذات، ولكن لوصف (أو منصب) الزوجية، ولا تجب عليها طاعته إذا زال هذا الوصف بخلع أو طلاق. وهو هو الشخص نفسه.
      وتجب ولاية الأب على ابنته، أو الولي الذكر على مولِّيتِهِ، فيُنكِحَها... وتسقط هذه الولاية بردَّته أو سفهه، فلا يملك من أمرها شيئا، لزوال الشرط، وتنتقل ولايته إلى غيره ممن هو أبعد منه رحماً وقرابة، مسلما رشيداً.
      وتجب إطاعة أمير الجماعة في السفر-مدة السفر- لملابسة السفر، لا لشخصه بالذات، وتأثم بمخالفته في غير المعصية، وينتهي الوجوب عند أول خطوة في الحضَر بعد السفر؛ لزوال الوصف والسبب.
      وتجب طاعة أمير الأمة وحاكمِها في الدولة، بشرطه أو لوصفه، لا بشخصه بالذات، فإن فقد الشرط أو خلا عن الوصف لم تجب طاعته، وتجب موالاته لذات الشرط والوصف، فإن فقد ذلك حرمت موالاته وسقطت ولايته.
      والنبي- صلى الله عليه وسلم- يقول: «من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن أطاع أميري فقد أطاعني، ومن عصى أميري فقد عصاني»[متفق عليه]. والنبي يأمر بطاعة أميره، فمَن أميرُ رسول الله-صلى الله عليه وسلم- وما وصفه، وما فِعْله في نفسه وفي رعيته، وفي خلافته في أمته؟
      والأمير المطاع
      وبعدهـا نقول:
      إنَّ الحاكم والأمير المطاع، الذي أوجب اللهُ علينا طاعتَهُ، وأوجبها علينا رسولُه- صلى الله عليه وسلم- هو فقط المسلم الذي يحكم بشرع الله سبحانه، ويسوس دنيا الناس بدين رب الناس، وإلا فلا سمع ولا طاعة أصلا وفصلا، أما إن حكم المسلمُ بشريعة الله في عباد الله، لكنه أخطأها في فرعيات، أطعناه في معروفها، وعصيناه في منكَرِها.
      منـــكم!!
      الدليل الأول: أن الآية اشترطت في ولاة الأمر المطاعين أن يكونوا من المؤمنين:ï´؟ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاًï´¾[النساء، 59]، وتلاحظ أن الآية ذكرت طاعة الله غير مقرونة ولا مقيدة، لأنه –سبحانه- صاحب الأمر كله، وذكرت طاعة الرسول-صلى الله عليه وسلم- غير مقرونة ولا مقيدة؛ لأنه المبلغ عن ربه-سبحانه- الحاكم بأمره، وحاشاه أن يأمر بغير طاعة الله. أما طاعة أولي الأمر فلم تُذكر مفردة، وإنما فُهِمت من العطف فقط، ولم يُفْرَدوا بالطاعة؛ فدل على أن ولاة الأمر المطاعين هم الطائعون لله ورسوله في شؤون ولايتهم، وعلى رأسها سياسة الدنيا بالدين، أي بتحكيم الشريعة في حياة الناس، وإلا لم تَجُز لهم طاعة ولم تصح لهم ولاية، لا في منكر ولا معروف!. وإنما يُصبر عليهم كما صبر النبي-صلى اله عليه وسلم- وصحابته الكرام على حكام مكة من قريش، فلم ينابذوهم من ضعف، ولم يقروا لهم بطاعة ولا ولاية، لا في طاعة ولا معصية.. إلى أن أذن الله بساعة الفرج، بعد بذل الوسع في إيجاد المخرج.
      قال الشنقيطي في الأضواء:( ï´؟أَطِيعُواْ الله وَأَطِيعُواْ الرسول وَأُوْلِي الأمر مِنْكُمْï´¾ [ النساء: 59] ، فكرر الفعل بالنسبة لله وللرسول ولم يكرره بالنسبة لأُولِي الأمْر، لأن طاعتهم لا تكون استقلالاً بل تبعاً لطاعة الله وطاعة رسوله، كما في الحديث : « لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق» .)[8/328].
      لطيفة: لا طاعة لمن عصى الله
      بل في الحديث الآخر:« لا طاعةَ لمَنْ عصَى اللهَ»[الألباني، السلسلة الصحيحة:2/137، حديث 590]، فمن كان أصله وديدنه وهجِّيراه معصية الله، خارجا عن طاعته وشريعته، فلا طاعة له، لأنه عصى الله أصلا ومطلقاً، وصار اسم العاصي أغلب عليه وأصدق فيه من اسم الطائع، وهذا حال غالب حكام العرب والمسلمين. وفي الحديث الآخر:« لا طاعة لمن لم يطع الله»[الألباني، صحيح الجامع: 7521]، فشخص دينه وديدنه وسحابة يومه أنه لم يطع الله في وظيفته، التي هي سياسة الدنيا بالدين، فهذا لا طاعة له أصلا، لأنه لم يطع الله، وصار اسم العاصي اصدق عليه من اسم الطائع..
      والقصد: أن هناك فرقاً بين مَن أصله الطاعة، ولكنه يخالف قليلا، ومن أصله المعصية، وقد يوافق الحق قليلا، وربما بغير قصد الحق والطاعة، وإنما لما تحقق له من مصلحة، كما جاء في وصف المنافقين الذين يوافقون الحق لما لهم فيه من حقٍّ، لا لأنه الحق: وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ (48) وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ (49)[النور].
      قال الطاهر بن عاشور في تفسير الآية:( لمّا أمر الله الأمّة بالحكم بالعدل عقّب ذلك بخطابهم بالأمر بطاعة الحكّام ولاة أمورهم؛ لأنّ الطاعة لهم هي مظهر نفوذ العدل الذي يحكم به حكّامهم، فطاعة الرسول تشتمل على احترام العدل المشرّع لهم وعلى تنفيذه، وطاعة ولاة الأمور تنفيذٌ للعدل)[التحرير والتنوير: 3/451]، يعني أن طاعة أولي الأمر إنما وجبت لِمَا يقومون به من تعليم علم النبي-صلى الله عليه وسلم- كعلماء، ولما يقومون به من تنفيذ العدل الذي جاءت به شريعة النبي-صلى الله عليه وسلم- كحكام وأمراء، فإذا خرجوا عن علمه وشريعته فلا سمع لهم ولا طاعة، لأن الحكم يدور مع علته وجوداً وعدماً.
      قال الشنقيطي في أضواء البيان:( والتحقيق في معنى الآية الكريمة أن المراد بأولي الأمر: ما يشمل الأمراء والعلماء. لأن العلماء مبلغون عن الله وعن رسوله، والأمراء منفذون، ولا تجوز طاعة أحد منهم إلا فيما أذن الله فيه)[7/551]. فتبليغ العلماء للشريعة وتنفيذ الأمراء لها، هو علة وجوب طاعتهم، أمَّا حين يرمون بالشريعة وراءهم ظهريا فقد زالت علة الوجوب، فسقطت طاعتهم. لأن الحكم يدور مع علته وجوداً وعدماً.
      فهل يصلح أحدٌ من حكام البلاد الإسلامية لهذا المنصب؟ وهل تجب طاعتهم مع نبذهم للشريعة، ومنابذتهم لأهلها؟ هل هم ينفذون العدل النبوي الوارد في شريعته الربانية؟ حتى تثبت له ولاية أو تجب لهم طاعة؟
      وحيث إنَّ الجواب أولا : لا، فالجواب ثانيا: كـلا.

      تعليق


      • #4
        رد: ولاية المتغلب

        بارك الله فيكم ونفع بكم
        لا تدع مصاعب الحياة تسلب منك أجمل ما فيك !
        بل اسلب من آلامها التى تُميتك أمالك التى تُحييك ..}
        فالألم والأمل حروفهما واحدة ,, فقط تحتاج للترتيب !

        تعليق


        • #5
          رد: ولاية المتغلب

          صراحة أنت خلطت الحابل بالنابل
          ولم أرك تأتى بدليل واحد صحيح صريح كما بفهم الأصحاب.

          تعليق


          • #6
            رد: ولاية المتغلب

            المشاركة الأصلية بواسطة مسلمة معتزة بدينها مشاهدة المشاركة
            بارك الله فيكم ونفع بكم
            وفيكم بارك الله، ووفقنا وإياكم لكل خير

            تعليق


            • #7
              رد: ولاية المتغلب

              المشاركة الأصلية بواسطة mohamedmashhot مشاهدة المشاركة
              صراحة أنت خلطت الحابل بالنابل
              ولم أرك تأتى بدليل واحد صحيح صريح كما بفهم الأصحاب.
              جزاك الله خيرا وبارك وهدانا وإياكم لكل خير
              وجعلني وإياكم والمسلمين من أتباع الدليل الصحيح الدَّال...
              وأسأل الله تعالى أن يكون فيما سيأتي الفصل بين الحابل والنابل.. وأرجو منك الصبر وطول النفس، فلعل الموضوع يطول..
              وطلبي منكم التمسك بهذا المبدأ ألا يأتيني أحد فيقول قال شيخ فلان، تاركا الدليل وراءه !!!.

              تعليق


              • #8
                رد: ولاية المتغلب

                كل ماكتبته هذا يهدمه حديث واحد في البخاري
                حَدَّثَنَاإِسْمَاعِيلُ حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ عَنْ عَمْرٍو عَنْ بُكَيْرٍ عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْجُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ قَالَ دَخَلْنَا عَلَى عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وَهُوَ مَرِيضٌ قُلْنَا أَصْلَحَكَ اللَّهُ حَدِّثْ بِحَدِيثٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهِ سَمِعْتَهُ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،قَالَ: دَعَانَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَايَعْنَاهُ فَقَالَ: "فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا أَنْ بَايَعَنَا عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي مَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا وَعُسْرِنَا وَيُسْرِنَا وَأَثَرَةً عَلَيْنَا وَأَنْ لَا نُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَهُ إِلَّا أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَكُمْ مِنْ اللَّهِ فِيهِ بُرْهَانٌ". [رواه البخاري].
                ماتقرره هذا ليس من فعل السلف فالأمر ليس بالجديد بل هو مغاير لما فعل السلف الكرام

                فاتقو الله في دماء المسلمين التي تسيل من أجل كراسي
                فكم من مسلم أريق دمه من أجل عودة الرئيس السابق الذي لم ينصر الدين كما تدعون وأقل مافعله إدخال الروافض البلاد ومعروف خطرهم وتخريبهم لبلاد المسلمين

                ثانيا لو أخذنا بشروط الإمارة هذه لن تجد رئيس دولة واحد تنطبق عليه الشروط فلتخرج الشعوب وتثور وينتشر الفوضى والخراب ويتسلط علينا أعداؤنا بحق
                ثالثا من يستطيع أن يقولها أننا من بعد ثورة 25 في حال أفضل
                لن تجد إلا القتل والإغتصاب والسرقات والاعتقالات والله والمستعان
                فكفاكم تهييجا للعامة

                (حديث مرفوع) حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّهُ سَيَكُونُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ ، وَتَرَوْنَ أَثَرَةً " ، قَالَ : قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَمَا يَصْنَعُ مَنْ أَدْرَكَ ذَاكَ مِنَّا ؟ قَالَ : " أَدُّوا الْحَقَّ الَّذِي عَلَيْكُمْ ، وَسَلُوا اللَّهَ الَّذِي لَكُمْ
                أنار الله بصيرتك

                تعليق


                • #9
                  رد: ولاية المتغلب

                  قال الإمام أحمد في الإمام يخرج عليه من يطلب الملك فيكون مع هذا قوم ومع هذا قوم فقال "تكون الجمعة مع من غلب"
                  واحتج بأن بن عمر صلى بأهل المدينة في زمن الحرة وقال "نحن مع من غلب "وأيضا ببيعة بن عمر لعبد الملك بن مروان وقد أخذ الملك بالسيف عن عبد الله بن دينار قال شهدت بن عمر حين اجتمع الناس على عبد الملك فكتب "إنى لأقر بالسمع والطاعة لعبد الله أمير المؤمنين على سنة الله وسنة رسوله مااستطعت وأن بني قد أقرو بمثل ذلك"

                  تعليق


                  • #10
                    رد: ولاية المتغلب

                    جزاكم الله خيرا

                    لي عودة لاكمال قراة الموضوع

                    بارك الله فيكم

                    اللهم بارك لنا في شعبان وبلغنا رمضان

                    تعليق


                    • #11
                      رد: ولاية المتغلب

                      أخى
                      عبد الإله طَهور

                      أنت لم تأتى بدليل واحد صحيح
                      أنت أتيت بأيات وانزلتها فى مواضع ليست مواضعها وفسرتها على هواك فقط
                      هناك كتاب وسنة بفهم الصحابة وان كان عقلى لا يقبله او عاطفتى ترفضه فلابد أن أقبلة أما غير ذلك فهو لا محل له من الإعراب.

                      تعليق


                      • #12
                        رد: ولاية المتغلب

                        الغلبة هى من طرق تنصيب الحاكم وليس للغلبة شروط معينة-كما تزعم- وهذا إجماع ونقله أكثر من واحد -هذا لا كلام فيه-

                        وقد حكى الإجماع على وجوب طاعة الحاكم المتغلّب الحافظ ابن حجر في «الفتح»( «فتح الباري» لابن حجر (13/ 7) وقد حكاه عن ابن بطّال -رحمه الله-)، والشّيخ محمّد بن عبد الوهّاب في «الدّرر السّنيّة»

                        قال ابن عمر : (لا أقاتل في الفتنة، وأصلي وراء من غلب)
                        [الطبقات الكبرى 149 / 4]
                        وقال الإمام الالباني: إسناده صحيح -إنظر ارواء الغليل (2/304)


                        إذا غلب على النّاس حاكمٌ بالقوّة والسّيف حتّى أذعنوا له واستقرّ له الأمر في الحكم وتمّ له التّمكين، صار المتغلّبُ إمامًا للمسلمين وإن لم يستجمع شروط الإمامة، وأحكامُه نافذةٌ، بل تجب طاعته في المعروف وتحرم منازعته ومعصيته والخروج عليه قولاً واحدًا عند أهل السّنّة، ذلك لأنّ طاعته خيرٌ من الخروج عليه، لِما في ذلك من حقن الدّماء وتسكين الدّهماء، ولِما في الخروج عليه من شقّ عصا المسلمين وإراقة دمائهم، وذهاب أموالهم وتسلُّطِ أعداء الإسلام عليهم، قال الإمام أحمد -رحمه الله-: «ومن خرج على إمامٍ من أئمّة المسلمين وقد كان النّاس اجتمعوا عليه وأقرّوا له بالخلافة بأيّ وجهٍ كان بالرّضا أو الغلبة؛ فقد شقّ هذا الخارج عصا المسلمين، وخالف الآثار عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فإن مات الخارج مات ميتة جاهليّة، ولا يحلّ قتال السّلطان ولا الخروج عليه لأحدٍ من النّاس، فمن فعل ذلك فهو مبتدع على غير السّنّة والطّريق» «المسائل والرسائل» للأحمدي (2/ 5).

                        والطاعة تكون فى المعروف اما ان أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة ولكن لا نخرج ولا ننزع يدا من طاعة وهذا ثابت ايضا بالاحاديث فانا أقبل بذلك وان كان لا يوافق هواى

                        ولو كان الحاكم كافر-ولا أظن ان الحاكم كافر الان- فايضا للخروج عليه شروط والقدرة والاستطاعة من هذه الشروط وحقن الدماء ايضا
                        ولا أظن ان ايا من هذا موجود والحمد لله.


                        تعليق


                        • #13
                          رد: ولاية المتغلب

                          في صحيح البخاري، ومسند الإمام أحمد: ” لما خلع الناس يزيد بن معاوية، جمع ابن عمر بنيه وأهله، ثم تشهد، ثم قال: أما بعد. فإنا بايعنا هذا الرجل على بيع الله ورسوله، وإني سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: ” إن الغادرَ يُنصبُ له لواء يوم القيامة، يقال: هذه غدرة فلانَ، وإن من أعظم الغدر إلا أن يكون الإشراك بالله: أن يبايع رجلٌ رجلاً على بيع الله وبيع رسوله ثم ينكث بيعته، فلا يخلعَنَََّ أحدٌ منكم يزيدَ، ولا يسرفنَّ أحدٌ منكم في الأمر، فيكون الفيصلَ بيني وبينه”. رواه مسلم والترمذي.
                          قال الحافظ بن حجر في الفتح معلقاً على الحديث:
                          ” وفي هذا الحديث وجوب طاعة الإمام الذي انعقدت له البيعة، والمنع من الخروج عليه ولو جار في حكمه، وأنه لا ينخلعُ بالفسقِ”.



                          قال الإمام أحمدُ: “… ومن غلبَ عليهم، يعني: الولاة بالسيف حتى صار خليفة وَسُمِّي أمير المؤمنين، فلا يحل لأحدٍ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يبيت ولا يراه إماماً برَّاً كان أو فاجراً “.
                          واحتجَّ الإمام أحمد بما ثبت عن ابن عمر أنه قال: ” وأصلي وراء من غَلَبََ “.
                          وفي صحيح البخاري، عن عبد الله بن دينار قال: شهدت ابن عمر حيث اجتمع الناس على عبد الملك بن مروان قال:” كتب: إني أُقِرُّ بالسمع والطاعة لعبد الله؛ عبد الملك أمير المؤمنين، على سنة الله وسنة رسوله ما استطعتُ، وإنَّ بنيَّ قد أقرُّوا بمثل ذلك”.

                          “لا يزال الناس بخيرٍ ما عظَّموا السلطان والعلماء، فإن عظَّموا هذين أصلح الله دنياهم وأخراهم، وإن استخفوا بهذين أفسدوا دنياهم وأخراهم”. تفسير القرطبي(5/260ـ 261).
                          قال الشيخ العلامة الفقيه ابن عثيمين في ” حقوق الراعي والرعية”:
                          “فالله الله في فهم منهج السلف الصالح في التعامل مع السلطان، وأن لا يتخذ من أخطاء السلطان سبيلاً لإثارة الناس، وإلى تنفير القلوب عن ولاة الأمور، فهذا عين المفسدة، و أحد الأسس التي تحصل بها الفتنة بين الناس…، قال: وكذا ملء القلوب على العلماء، يحدث التقليل من شأن العلماء، وبالتالي التقليل من الشريعة التي يحملونها…، قال: الواجب أن ننظر ماذا سلك السلف تجاه السلطان، وأن يضبط الإنسان نفسه، وأن يعرف العواقب. و لْيُعْلَم أنَّ من يثورُ إنما يخدمُ أعداءَ الإسلام، فليست العبرة بالثورة ولا بالانفعال بل العبرة بالحكمة.
                          و لست أريد بالحكمة السكوت عن الخطأ، بل معالجة الخطأ لنصلح الأوضاع لا لنغير الأوضاع، فالناصح هو الذي يتكلم ليصلح الأوضاع لا ليغيرها “.

                          تعليق


                          • #14
                            رد: ولاية المتغلب

                            المشاركة الأصلية بواسطة mohamedmashhot مشاهدة المشاركة
                            أخى
                            عبد الإله طَهور

                            أنت لم تأتى بدليل واحد صحيح
                            أنت أتيت بأيات وانزلتها فى مواضع ليست مواضعها وفسرتها على هواك فقط
                            هناك كتاب وسنة بفهم الصحابة وان كان عقلى لا يقبله او عاطفتى ترفضه فلابد أن أقبلة أما غير ذلك فهو لا محل له من الإعراب.
                            على هواك فقط!!!!!!
                            هكذا من أوَّله؟
                            لم تعطِ لنفسك فرصة لتقول التي هي أحسن لأخيك، وتحسن الظن فيه حتى لو كان مخطأ في نظرك؟
                            كيف تراني أغلب نفسي وأسمع منك وآخذ عنك، وأن تتهمني باتباع الهوى لمجرد أني قلت ما لا تقول؟؟؟ أحدنا مخطئ والآخر مصيب، وأرجو ألا تكون مصيبة.
                            أهذه أخلاق رسول الله-صلى الله عليه وسلم- مع من يلقاهم أول مرة من الكفار ، فضلا عن المسلمين؟؟
                            أخي الكريم هداني الله وإياكم لكل خير، ولا خير إلا في اتباع السنة.. ما تعودنا أن نخرج عن الأدب في مناقشاتنا-الكثيرة والحمد لله- لإخواننا المخالفين، فضلا عن الموافقين..

                            أرجو أن نقارع الحجة بالحجة، لا السباب والاتهام والتعالي والتهويش بما لا يدل

                            تعليق


                            • #15
                              رد: ولاية المتغلب

                              المشاركة الأصلية بواسطة mohamedmashhot مشاهدة المشاركة
                              في صحيح البخاري، ومسند الإمام أحمد: ” لما خلع الناس يزيد بن معاوية، جمع ابن عمر بنيه وأهله، ثم تشهد، ثم قال: أما بعد. فإنا بايعنا هذا الرجل على بيع الله ورسوله، وإني سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: ” إن الغادرَ يُنصبُ له لواء يوم القيامة، يقال: هذه غدرة فلانَ، وإن من أعظم الغدر إلا أن يكون الإشراك بالله: أن يبايع رجلٌ رجلاً على بيع الله وبيع رسوله ثم ينكث بيعته، فلا يخلعَنَََّ أحدٌ منكم يزيدَ، ولا يسرفنَّ أحدٌ منكم في الأمر، فيكون الفيصلَ بيني وبينه”. رواه مسلم والترمذي.
                              قال الحافظ بن حجر في الفتح معلقاً على الحديث:
                              ” وفي هذا الحديث وجوب طاعة الإمام الذي انعقدت له البيعة، والمنع من الخروج عليه ولو جار في حكمه، وأنه لا ينخلعُ بالفسقِ”.



                              قال الإمام أحمدُ: “… ومن غلبَ عليهم، يعني: الولاة بالسيف حتى صار خليفة وَسُمِّي أمير المؤمنين، فلا يحل لأحدٍ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يبيت ولا يراه إماماً برَّاً كان أو فاجراً “.
                              واحتجَّ الإمام أحمد بما ثبت عن ابن عمر أنه قال: ” وأصلي وراء من غَلَبََ “.
                              وفي صحيح البخاري، عن عبد الله بن دينار قال: شهدت ابن عمر حيث اجتمع الناس على عبد الملك بن مروان قال:” كتب: إني أُقِرُّ بالسمع والطاعة لعبد الله؛ عبد الملك أمير المؤمنين، على سنة الله وسنة رسوله ما استطعتُ، وإنَّ بنيَّ قد أقرُّوا بمثل ذلك”.

                              “لا يزال الناس بخيرٍ ما عظَّموا السلطان والعلماء، فإن عظَّموا هذين أصلح الله دنياهم وأخراهم، وإن استخفوا بهذين أفسدوا دنياهم وأخراهم”. تفسير القرطبي(5/260ـ 261).
                              قال الشيخ العلامة الفقيه ابن عثيمين في ” حقوق الراعي والرعية”:
                              “فالله الله في فهم منهج السلف الصالح في التعامل مع السلطان، وأن لا يتخذ من أخطاء السلطان سبيلاً لإثارة الناس، وإلى تنفير القلوب عن ولاة الأمور، فهذا عين المفسدة، و أحد الأسس التي تحصل بها الفتنة بين الناس…، قال: وكذا ملء القلوب على العلماء، يحدث التقليل من شأن العلماء، وبالتالي التقليل من الشريعة التي يحملونها…، قال: الواجب أن ننظر ماذا سلك السلف تجاه السلطان، وأن يضبط الإنسان نفسه، وأن يعرف العواقب. و لْيُعْلَم أنَّ من يثورُ إنما يخدمُ أعداءَ الإسلام، فليست العبرة بالثورة ولا بالانفعال بل العبرة بالحكمة.
                              و لست أريد بالحكمة السكوت عن الخطأ، بل معالجة الخطأ لنصلح الأوضاع لا لنغير الأوضاع، فالناصح هو الذي يتكلم ليصلح الأوضاع لا ليغيرها “.
                              أحسن الله إليكم ووقانا وإياكم شرور أنفسنا
                              جميل أنك ممن يأخذ عن أمثال العلامة ابن عثيمين-رحمه الله وأسكنه الفردوس- وجعلنا الله ممن يقتدي بأخلاقه التي نال بها "درجة" السماحة بحق، نحسبه كذلك.
                              كل ما أشرت إليه خارج محل النزاع كما يقول العلماء ، والأصوليون منهم خاصة..
                              ونرجو-أخي الحبيب- أن نتفقه أو نتناقش على أصول علمية وقواعد فقهية، حتى نحسن وضع الأدلة في مواضعها، ونعرف الحجة من غير الحجة، حتى لا نتوه عن الطريق..
                              ثم إن موضوعي هذا ليس مشاركات ارتجالية أجيب بها حال اردود، بل هو بحث متكامل جاهز، كتبته وأعدت قراءته مرات، ثم بدأت أضعه في حلقات، ولذلك فإن بعض الشبهات التي وردت في كلمك أو كلام غير من إخواني الكرام هنا، سيأتي الجواب عنها في موضعها إن شاء الله، بل هو موجود، لكن حفاظا على نسق الموضوع تسلسل أفكاره أدعها لحينها، ولا يعني أن سكتُّ عنها الآن. فأٍجو المعذرة إلى حين.
                              وشرطي أو رجائي فيمن يناقشني أو يرد عليّ أن يكون قد قرأ حروفي وليس فقط كلاماتي التي كتبتها، حتى يتبين له ما قلتُ وما لم أقل، فلعل جواب شبهة أو بيان أمر في السطر الذي لم يقرأه.

                              أ

                              تعليق

                              يعمل...
                              X