إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حكم تشريح الجثث لغرض تعلم الطب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حكم تشريح الجثث لغرض تعلم الطب



    السؤال


    أدرس في كلية الطب وأتمنى أن أصبح طبيبا ناجحا إن شاء الله ، وفيما يتعلق بدراستي فتواجهني مشكلة ، وهي : كجزء من دراستي علي أن أقوم بتشريح جثث الموتى ، وهذا يستدعى كشف أماكن متعددة من الجسد والقطع منه ، هل عملي هذا حلال أم حرام ؟ أرجو نصحي لأنني لا أريد أن أخالف الشريعة .


    ~ ~ ** ~ ~ ** ~ ~ **

    الجواب


    الحمد للّه
    لقد قامت المجامع الفقهية واللجان العلمية بدراسات مفصلة لتحقيق حكم تشريح جثة الإنسان لغرض تعليم الطب ، وذلك أن المسألة تنازعها أصلان كبيران :
    الأول : حرمة الميت في الشريعة ، وما جاء من التشديد في احترامه وتقديره .
    الثاني : المصلحة الضرورية المترتبة على التشريح في حالات كثيرة .
    ونحن ننقل هنا الفتاوى الصادرة في هذا الشأن عن الهيئات العلمية وبعض أهل العلم المعاصرين ، وخلاصتها أنه لا حرج من استعمال الجثث في التشريح لغرض تعلم الطب وتعليمه ، ولكن بشرط ألا تكون الجثة لإنسان معصوم الدم ، وألا يتجاوز فيها قدر الحاجة والضرورة .
    جاء في قرارات "المجمع الفقهي الإسلامي" بمكة المكرمة نقلا عن "فقه النوازل" للجيزاني (4/208-209) ما يلي :
    " بناء على الضرورات التي دعت إلى تشريح جثث الموتى ، والتي يصير بها التشريح مصلحة تربو على مفسدة انتهاك كرامة الإنسان الميت ، قرر مجلس المجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي ما يأتي :



    أولا : يجوز تشريح جثث الموتى لأحد الأغراض الآتية :
    أ‌- التحقيق في دعوى جنائية لمعرفة أسباب الموت أو الجريمة المرتكبة وذلك عندما يشكل على القاضي معرفة أسباب الوفاة ويتبين أن التشريح هو السبيل لمعرفة هذه الأسباب .
    ب‌- التحقق من الأمراض التي تستدعي التشريح ليتخذ على ضوئه الاحتياطات الواقية والعلاجات المناسبة لتلك الأمراض .

    ت‌- تعليم الطب وتعلمه كما هو الحال في كليات الطب .
    ثانيا : في التشريح لغرض التعليم تراعى القيود التالية :



    أ‌- إذا كانت الجثة لشخص معلوم يشترط أن يكون قد أذن هو قبل موته بتشريح جثته ، أو أن يأذن بذلك ورثته بعد موته ، ولا ينبغي تشريح جثة معصوم الدم إلا عند الضرورة .


    ب‌- يجب أن يقتصر في التشريح على قدر الضرورة كيلا يعبث بجثث الموتى .ت‌- جثث النساء لا يجوز أن يتولى تشريحها غير الطبيبات إلا إذا لم يوجدن .ثالثا : يجب في جميع الأحوال دفن جميع أجزاء الجثة المشرحة " انتهى .


    وجاء في كتاب "البحوث العلمية" لهيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية (2/83-84) ما يلي :
    " الموضوع ينقسم إلى ثلاثة أقسام :



    الأول : التشريح لغرض التحقق عن دعوى جنائية .


    الثاني : التشريح لغرض التحقق عن أمراض وبائية ؛ لتتخذ على ضوئه الاحتياطات الكفيلة بالوقاية منها .


    الثالث : التشريح للغرض العلمي تعلما وتعليما .


    وبعد تداول الرأي والمناقشة ودراسة البحث المقدم من اللجنة قرر المجلس ما يلي :


    بالنسبة للقسمين الأول والثاني : فإن المجلس يرى : أن في إجازتهما تحقيقا لمصالح كثيرة في مجالات الأمن والعدل ووقاية المجتمع من الأمراض الوبائية ، ومفسدة انتهاك كرامة الجثة المشرحة مغمورة في جنب المصالح الكثيرة والعامة المتحققة بذلك .



    وإن المجلس لهذا يقرر بالإجماع : إجازة التشريح لهذين الغرضين ، سواء كانت الجثة المشرحة جثة معصوم أم لا .


    وأما بالنسبة للقسم الثالث : وهو التشريح للغرض التعليمي فنظرا إلى أن الشريعة الإسلامية قد جاءت بتحصيل المصالح وتكثيرها ، وبدرء المفاسد وتقليلها ، وبارتكاب أدنى الضررين لتفويت أشدهما ، وأنه إذا تعارضت المصالح أخذ بأرجحها .


    وحيث إن تشريح غير الإنسان من الحيوانات لا يغني عن تشريح الإنسان .
    وحيث إن في التشريح مصالح كثيرة ظهرت في التقدم العلمي في مجالات الطب المختلفة : فإن المجلس يرى : جواز تشريح جثة الآدمي في الجملة ، إلا أنه نظرا إلى عناية الشريعة الإسلامية بكرامة المسلم ميتا كعنايتها بكرامته حيا ؛ وذلك لما روى الإمام أحمد وأبو داود وابن ماجه عن عائشة رضي الله عنها : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( كسر عظم الميت ككسره حيا ) ، ونظرا إلى أن التشريح فيه امتهان لكرامته ، وحيث إن الضرورة إلى ذلك منتفية بتيسر الحصول على جثث أموات غير معصومة : فإن المجلس يرى الاكتفاء بتشريح مثل هذه الجثث وعدم التعرض لجثث أموات معصومين " انتهى .

    كما جاء في "مجموع فتاوى ابن باز" (22/349) ما يلي :



    " إذا كان الميت معصوما في حياته - سواء كان مسلما أو كافرا ، وسواء كان رجلا أو امرأة - فإنه لا يجوز تشريحه ، لما في ذلك من الإساءة إليه وانتهاك حرمته ، وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال



    : ( كسر عظم الميت ككسره حيا ) رواه أبو داود (2792) .
    أما إذا كان غير معصوم كالمرتد والحربي فلا أعلم حرجا في تشريحه للمصلحة الطبية " انتهى .



    والله أعلم .
    http://www.islamqa.com/ar/ref/92820

    التعديل الأخير تم بواسطة ام هالة30; الساعة 17-09-2013, 06:55 PM. سبب آخر: تفعيل الرابط
    لا تدع مصاعب الحياة تسلب منك أجمل ما فيك !
    بل اسلب من آلامها التى تُميتك أمالك التى تُحييك ..}
    فالألم والأمل حروفهما واحدة ,, فقط تحتاج للترتيب !

  • #2
    رد: حكم تشريح الجثث لغرض تعلم الطب

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته


    تعليق


    • #3
      رد: حكم تشريح الجثث لغرض تعلم الطب

      ونفع بكم وأثابكم الجنة يارب
      لا تدع مصاعب الحياة تسلب منك أجمل ما فيك !
      بل اسلب من آلامها التى تُميتك أمالك التى تُحييك ..}
      فالألم والأمل حروفهما واحدة ,, فقط تحتاج للترتيب !

      تعليق


      • #4
        رد: حكم تشريح الجثث لغرض تعلم الطب

        جزاكم الله خيرا

        تعليق


        • #5
          رد: حكم تشريح الجثث لغرض تعلم الطب

          جزاكم الله خيرًا
          نعم ، إنها الرغبة .. الرغبة التي حطمت ضخام العوائق


          صدقة جارية للإخت هبة محمود رحمها الله

          تعليق


          • #6
            رد: حكم تشريح الجثث لغرض تعلم الطب

            جزانا وإياكم الله جميعاً
            لا تدع مصاعب الحياة تسلب منك أجمل ما فيك !
            بل اسلب من آلامها التى تُميتك أمالك التى تُحييك ..}
            فالألم والأمل حروفهما واحدة ,, فقط تحتاج للترتيب !

            تعليق

            يعمل...
            X