السؤال:
هل يُستجاب دعاء مَن دعا على نفسه بدعاء سيئ؟
الجواب :
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، ومَن والاه، أما بعدُ:
فالشارعُ الحكيم بيَّن أن هناك من الدُّعاء ما هو مكروه في نفسه؛ مثل: الدُّعاء ببَغْي، أو قطيعة رحِم؛ مثل دعاء مَن قال: اللهم ما كنت معذِّبي به في الآخرة، فعجِّله لي في الدنيا، فنهاه النبيُّ صلى الله عليه وسلم، وكدعاء أهل الميت لما صاحوا، فقال لهم: "لا تدعوا على أنفسكم إلا بخيرٍ؛ فإنَّ الملائكة يؤمِّنون على ما تقولون"، وفي الحديث الآخر قال صلى الله عليه وسلم: "لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم؛ لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاءً؛ فيستجيب لكم" [رواه مسلم]؛ أي: لا تدعوا دعاء سوء؛ مخافة أن يوافقَ دعاؤكم ساعة إجابة، فتندموا، ولا ينفعكم الندَم، وكل هذا مِن جهل الإنسان، وعجلتِه؛ حيث يدعو على نفسه، أو أولاده، أو ماله، بالشر عند الغضب، ويبادر بذلك الدعاء، كما يبادر بالدعاء في الخير، ولكن الله اللطيف الخبير بلطفه ومنه وكرمه ورحمته أخبر أنه يستجيب له في الخير، ولا يستجيب له في الشر؛ فقال سبحانه: {وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} [يونس: 11]، وقال تعالى: {وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا} [الإسراء: 11].
أخبر سبحانه وتعالى عن عجلة الإنسان، ودعائه أحيانًا على نفسه أو ولده أو ماله بالموت، أو الهلاك والدمار واللعنة، ونحو ذلك، فلو استجاب له ربُّه، لهلك بدعائه؛ ولذلك نهاه الشرع عن التعدِّي في دعائه؛ لأنه ربما يستجاب؛ كما في الحديث السابق، ولكن من رحمة الله تعالى أنه قال: {وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} [يونس: 11]، قال مجاهد كما علَّقه البخاريُّ في "صحيحه": "قول الإنسان لولده وماله إذا غضب: اللهم لا تبارك فيه والْعَنه، {لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ}؛ لأهلك مَن دُعي عليه، ولأماته".
قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري": "وصله الفريابي، وعبد بن حميد، وغيرهما، من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد في تفسير هذه الآية، ورواه الطبري بلفظ مختصر قال: "فلو يعجل الله لهم الاستجابة في ذلك كما يستجاب في الخير، لأهلكهم"، ومن طريق قتادة قال: "هو دعاء الإنسان على نفسه وماله بما يكره أن يُستجاب له" اهـ.
وقال شيخُ المفسرين أبو جعفر الطبري: "يقول تعالى ذكره: ولو يعجل الله للناس إجابة دعائهم في الشر، وذلك فيما عليهم مضرة في نفس، أو مال، استعجالهم بالخير، يقول: كاستعجاله لهم في الخير بالإجابة إذا دعوه به، {لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ}؛ يقول: لهلكوا، وعجل لهم الموت، وهو الأجل، وعنى بقوله: {لَقُضِيَ}؛ لفرغ إليهم من أجلهم، ونبذ إليهم" اهـ؛ من "تفسير الطبري" (15 / 33).
والحاصلُ أنَّ الدُّعاء على النفس بالشر لا يُستجاب كما يُستجاب الدُّعاء بالخير، ولكن نهى الشارع الحكيم عنها؛ مخافةَ أن يوافقَ ساعة إجابة؛ فيستجاب.
فالشارعُ الحكيم بيَّن أن هناك من الدُّعاء ما هو مكروه في نفسه؛ مثل: الدُّعاء ببَغْي، أو قطيعة رحِم؛ مثل دعاء مَن قال: اللهم ما كنت معذِّبي به في الآخرة، فعجِّله لي في الدنيا، فنهاه النبيُّ صلى الله عليه وسلم، وكدعاء أهل الميت لما صاحوا، فقال لهم: "لا تدعوا على أنفسكم إلا بخيرٍ؛ فإنَّ الملائكة يؤمِّنون على ما تقولون"، وفي الحديث الآخر قال صلى الله عليه وسلم: "لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم؛ لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاءً؛ فيستجيب لكم" [رواه مسلم]؛ أي: لا تدعوا دعاء سوء؛ مخافة أن يوافقَ دعاؤكم ساعة إجابة، فتندموا، ولا ينفعكم الندَم، وكل هذا مِن جهل الإنسان، وعجلتِه؛ حيث يدعو على نفسه، أو أولاده، أو ماله، بالشر عند الغضب، ويبادر بذلك الدعاء، كما يبادر بالدعاء في الخير، ولكن الله اللطيف الخبير بلطفه ومنه وكرمه ورحمته أخبر أنه يستجيب له في الخير، ولا يستجيب له في الشر؛ فقال سبحانه: {وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} [يونس: 11]، وقال تعالى: {وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا} [الإسراء: 11].
أخبر سبحانه وتعالى عن عجلة الإنسان، ودعائه أحيانًا على نفسه أو ولده أو ماله بالموت، أو الهلاك والدمار واللعنة، ونحو ذلك، فلو استجاب له ربُّه، لهلك بدعائه؛ ولذلك نهاه الشرع عن التعدِّي في دعائه؛ لأنه ربما يستجاب؛ كما في الحديث السابق، ولكن من رحمة الله تعالى أنه قال: {وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} [يونس: 11]، قال مجاهد كما علَّقه البخاريُّ في "صحيحه": "قول الإنسان لولده وماله إذا غضب: اللهم لا تبارك فيه والْعَنه، {لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ}؛ لأهلك مَن دُعي عليه، ولأماته".
قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري": "وصله الفريابي، وعبد بن حميد، وغيرهما، من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد في تفسير هذه الآية، ورواه الطبري بلفظ مختصر قال: "فلو يعجل الله لهم الاستجابة في ذلك كما يستجاب في الخير، لأهلكهم"، ومن طريق قتادة قال: "هو دعاء الإنسان على نفسه وماله بما يكره أن يُستجاب له" اهـ.
وقال شيخُ المفسرين أبو جعفر الطبري: "يقول تعالى ذكره: ولو يعجل الله للناس إجابة دعائهم في الشر، وذلك فيما عليهم مضرة في نفس، أو مال، استعجالهم بالخير، يقول: كاستعجاله لهم في الخير بالإجابة إذا دعوه به، {لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ}؛ يقول: لهلكوا، وعجل لهم الموت، وهو الأجل، وعنى بقوله: {لَقُضِيَ}؛ لفرغ إليهم من أجلهم، ونبذ إليهم" اهـ؛ من "تفسير الطبري" (15 / 33).
والحاصلُ أنَّ الدُّعاء على النفس بالشر لا يُستجاب كما يُستجاب الدُّعاء بالخير، ولكن نهى الشارع الحكيم عنها؛ مخافةَ أن يوافقَ ساعة إجابة؛ فيستجاب.
المفتي الشيخ خالد عبد المنعم الرفاعي.
تعليق