إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سلسلة "خواطر حول القضاء والقدر(1)"!!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سلسلة "خواطر حول القضاء والقدر(1)"!!

    اعتذر لكم اخانا د غيث فانا كنت سبب في سقوط الموضوع هذه المره حيث حاولت ان اضيف تعليق بسيط قبل البدأ في الرد علي الشبهات المتعلقة بهذا الموضوع
    اعتذر مرة اخري و ربنا ييسرلنا الاحوال و نحاول تطوير المنتدي
    اما بالنسبة للتعليق فاضعة هنا حتي لا اتسبب بحذف الموضوع مرة اخري

    بسم الله و الصلاة و السلام علي خير خلق الله محمد بن عبد الله,
    اكرمكم الله اخانا الكريم ماشاء الله كفيتم ووفيتم كما يقولون
    انا كنت كتبت تعليق بسيط علي الجزء اللي حضرتك كتبته و لكن للاسف الموضوع وقع قبل ما اضعه اسال الله ان ييسر للمشرفين سبيل لتطوير المنتدي.
    هو تعليق بسيط عن الايمان بالقدر و حول اللوح المحفوظ

    فاقول و بالله التوفيق,

    أن الإيمان بالقدر أحد أركان الإيمان السته التى ذكرت من قبل .
    لكنه ليس حجة للإنسان على فعل معاصى الله أو التهاون بما أوجب الله 0 وجه ذلك أن الله منحك عقلا تتمكن به من الارادة وأعطاك قدرة تتمكن بها من العمل فلذلك إذا سلب عقل الإنسان لم
    يعاقب على معصية ولا ترك واجب وإذا سلب قدرته على الواجب لم يؤاخذ بتركه 0
    إن الإحتجاج بالقدر على المعاصى أو ترك الواجبات حجة داحضة باطله أبطلها الله فى كتابه ويبطلها العقل والواقع وقد أبطلها الله حيث قال : ( رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ) 0 ولو كان القدر حجة لم ترتفع بإرسال الرسل لأن القدر ثابت مع إرسال الرسل 0 ( سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم حَتَّى ذَاقُواْ بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إَلاَّ تَخْرُصُونَ ) 0 فلو كان الاحتجاج بالقدر على فعل المعاصى وترك الواجبات حجة داحضة يبطلها العقل وذلك لأن المحتج بالقدر ليس عالما بالقدر فيبنى عمله عليه فكيف يحتج بما ليس له تأثير فى فعله إذ لا تأثير للشىء فى فعل الفاعل حتى يكون عالما بهذا المؤثر 0

    ولو أن أحدا إعتدى على شخص يأخذ ماله أو قتله وقال هذا شىء بقضاء الله وقدرة ويقول
    أصله مكتوب . فهذا كذب وبهتان عظيم .
    لأن الله تعالى لم يفرض عليك المعصية و لا الطاعة أيضا إنما ترك ذلك لإرادتك المطلقة بعد مابين لنا عن طريق الرسل . ( وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللّهُ مَا عَبَدْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ نَّحْنُ وَلا آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ ) .
    والصحابة رضوان الله عليهم قالوا يارسول الله :أ فلا ندع العمل ونتكل على القضاء ؟قال : إعملوا فكل ميسر لما خلق له . فأهل الخير فيسيرون لعمل أهل السعادة وأهل الشر يسيرون إلى أهل الشقاوة . ثم قرأ النبى صلى الله عليه وسلم ( فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى )
    وكلنا نقرأ ( إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) 0
    والمعنى أنك لا تهدى من احببت ولكن الله يهدى من يشاء لنفسه الهدايه أى من أراد أن يهتدى يهديه الله . لأنه سبحانه أعلم بالمهتدين .
    وعلى كل حال نقول أنه سبق لعلم الله ما سيكون منك من ععمل إن كان خير فخير 0 وإن كان شرا فشر 0 أعاذنا الله من الشر آمين

    اما فيما يخص اللوح المحفوظ ,

    قال الله تعالى: (ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب) [الحج:70 ]
    قال ابن عطية: هو اللوح المحفوظ.
    وقال تعالى: (ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها) [الحديد: 22 ]
    قال القرطبي يعني اللوح المحفوظ.
    وقد روى البخاري في صحيحه من حديث عمران بن حصين - الطويل - وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كان الله ولم يكن شيء غيره، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء، وخلق السموات والأرض".
    قال الحافظ ابن حجر أن المراد بالذكر هنا: هو اللوح المحفوظ.

    و اعتذر اني قطعت كلام حضرتك,في انتظار الشبهات و ردها بامر الله.
    التعديل الأخير تم بواسطة امة الرحمن/فاطمة; الساعة 01-12-2011, 07:00 PM. سبب آخر: التحويل للجمع
    اللهم انصر المجاهدين في سبيلك في كل مكان.اللهم من خذلهم فاخذله، ومن أسلمهم فأسلمه إلى نفسه، ومن كادهم فَكِِدْهُ، ومن عاداهم فعادِهِ،ومن تَتَبَّعَ عوراتهم فافضحه على رؤوس الخلائق أجمعين.

    اللهم قاتل الكفرة الذين يصدون عن سبيلك، ويكذبون رسلك، ولا يؤمنون بوعدك.


  • #2
    سلسلة "خواطر حول القضاء والقدر(1)"!!

    :lll:

    مقدمة


    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد...



    _العقيدة إصطلاحاً هى:الأمور التى تصدق بها النفوس وتطمئن لها القلوب وتكون يقيناً



    عند أصحابها لا يمازحها ريب ، ولا يخالطها شك وهى أمور غيبية ليست بمشاهدة ولا



    منظورة...



    فالإسلام عقيدة وشريعة....



    أى أن الإسلام أمور يعتقدها كل مسلم في قلبه ونفسه أخبره الله _عزوجل_بها في كتابه



    ،أو وحياً إلى رسوله.....



    وكذا فإن الإسلام يشمل تكاليف عملية من عبادات ومعاملات ونحو ذلك....



    فإن الإسلام الذى لا يقبل الله _عزوجل_من العبد ديناً غيره لا يستقيم لصاحبه إلا



    بسلامة وصحة الإعتقاد....



    لذ ا فقد اخترت موضوعاً هاماً متعلقاً بالعقيدة بل هو ركنٌ من أركان الإيمان الستة...



    _***ومما دفعنى للكتابة في هذا الباب الخطير _الذى زلت فيه الأقدام_مع الخوف



    الشديد من الخوض فيه هو كثرة التساؤلات التى ترد على أذهان الكثيرين وكذا الشبهات



    التى تدور بخلد الكثيرين....



    وأنا والله ما كتبت في هذا الموضوع من منطلق الإحساس "بالأهلية" ولكن كتبت من



    منطلق الإحساس بالمسئولية لأن هذا الركن لا يعلم عنه المسلمون الكثير ...وإلا فأنا



    أعلم من عظيم جهلى ووضاعة قدرى ما كان زاجراً لى عن التجرؤ في الكتابة عن هذا



    الموضوع.....



    الله أسأل أن يعفو عن زللى وتقصيرى وأن يتقبله منى خالصاً لوجهه الكريم...



    وأرجو من الله ألا يبخل على إخوانى وأخواتى في الله من النصيحة وتصحيح خطىء..





    أولاً: مسائل القدر توقيفية....



    فقد نهى رسول الله عن الخوض في القدر والتعمق فيه...فقد أخرج الإمام أحمد عن عمرو



    بن شعيب قال:خرج رسول الله ذات يوم والناس يتكلمون في القدر قال :فكأنما تفقأ في



    وجهه حب الرمان من الغضب ،قال: قال لهم((ما لكم تضربون كتاب الله بعضه ببعض



    بهذا هلك من كان قبلكم)).....





    ولكن :النهى الوارد في الحديث منصب على وجه الخوض في القدر على سبيل التنازع



    والإختلاف والإعتراض على الله تعالى لا على وجه المعرفة الصادقة....



    إذا المعنى المقصود _كما قال الطحاوى_:وأصل القدر سر من أسرار الله تعالى في



    خلقه لم يطلع على ذلك ملك مقرب ولا نبى مرسل والتعمق في ذلك ذريعة الخذلان



    وسلم الحرمان ودرجة الطغيان فالحذر فالحذر من ذلك نظراً وفكراً ووسوسة ،فإن الله



    طوى علم القدر عن أنامه ونهاهمعن مرامه ...قال تعالى((لا يسئل عما يفعل وهم



    يسئلون))...



    وذكر د/الأشقر :



    1_وجوب الإيمان بالقدر...



    2_الإعتماد في معرفة القدر وحدوده وأبعاده على الكتاب والسنة وترك الإعتماد على



    ذلك على نظر العقول ومحض القياس ،فالعقل الإنسانى لا يستطيع أن يضع المعالم



    والركائز التى تنقذه في هذا الباب من الإنحراف والضلال والذين خاضوا في هذه



    المسألة بعقولهم ضلوا وتاهوا.....



    3_ترك التعمق في البحث في القدر فبعض جوانبه لا يمكن للعقل الإنسانى _مهما بلغ



    نبوغه_أن يستوعبها وبعضها الأخر لا يستوعبها إلا بصعوبة كبيرة....





    وقال د/محمد نعيم ياسين:



    "ذاك ما يحتاج إليه المؤمن في القضاء والقدر فيكفيه أن يعلم معناه ودرجاته وأن يؤمن



    به،وأن الله عليم بكل شىء وخالق كل شىء وما لم يشىء لم يكن ،وأنه عادل لا يظلم



    أحداً وأنه حكيم منزه من العبث ولا يحتاج هذا الموضوع إلى أكثر من ذلك...



    وما علم الله حاجتنا إليه بيَنه لنا وما طواه عنا لا يجوز أن نتكلف البحث عنه فنختلف



    فنهلك"....




    هذا هو الجزء الأول من هذه السلسلة ...وقد أثرت أن أكتبها فى مواضيع

    متتالية ...لأنى وضعته أكثر خمس مرات وكان يقع فى كل مرة....

    الله أسأل أن يثبته ...وأن يصلح المنتدى...




    التعديل الأخير تم بواسطة امة الرحمن/فاطمة; الساعة 01-12-2011, 07:03 PM.
    تالله ما الدعوات تُهزم بالأذى أبداً وفى التاريخ بَرُ يمينى
    ضع فى يدىَ القيد ألهب أضلعى بالسوط ضع عنقى على السكين
    لن تستطيع حصار فكرى ساعةً أو نزع إيمانى ونور يقينى
    فالنور فى قلبى وقلبى فى يدىَ ربىَ وربى حافظى ومعينى
    سأظل مُعتصماً بحبل عقيدتى وأموت مُبتسماً ليحيا دينى
    _______________________________
    ""الدعاة أُجراء عند الله ، أينما وحيثما وكيفما أرادهم أن يعملوا ، عملوا ، وقبضوا الأجر المعلوم !!!..وليس لهم ولا عليهم أن تتجه الدعوة إلى أى مصير ، فذلك شأن صاحب الأمر لا شأن الأجير !!!!...
    __________________________________
    نظرتُ إلىَ المناصب كلها.... فلم أجد أشرف من هذا المنصب_أن تكون خادماً لدين الله عزوجل_ لا سيما فى زمن الغربة الثانية!!
    أيها الشباب ::إنَ علينا مسئولية كبيرة ولن ينتصر هذا الدين إلا إذا رجعنا إلى حقيقته.

    تعليق


    • #3
      سلسلة "خواطر حول القضاء والقدر(2)""!!

      :lll:

      الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وبعد....




      ***معنى القضاء والقدر:

      _1_فى اللغة :

      **القضاء هو:كل ما أحكم عمله أو أُتِمَ أو أُجِبَ أو أمضى...

      **القدر هو:التقدير ...قال الله((إنَا كل شىءٍ خلقناه بقدرٍ))...

      _2_فى الإصطلاح:

      **القضاء هو:ما قضى الله به في خلقه من إيجاد أو عدم أو تغيير..

      **القدر هو:إيجاد الأشياء على مقاديرها المحددة بالقضاء في "صفتها ،وأفعالها ،وأحوالها ، وأمكنتها ،وأسبابها"..

      وقال صاحب فتح البارى_رحمه الله_("القضاء" هو الحكم الإجمالى في الأزل و"القدر"هو جزئيات ذلك الحكم وتفصيله)...


      *****دليل وجوب الإيمان بالقدر جملة: الأدلة كثيرة ولكن سأكتفى بذكر بعضها للتبسيط...

      **القرأن الكريم:

      قال الله ((ليقضى الله أمراً كان مفعولاً))...

      قال الله((ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه))...

      قال الله((وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله))...

      قال الله ((فقدرنا فنعم القادرون))...

      قال الله((إنَ الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون))...



      **السنة المطهرة:

      قال رسول الله ((كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة))...أخرجه مسلم...

      قال رسول الله((كل شىءٍ بقدر ،حتى العجز والكيس ))....رواه مسلم

      _العجز:عدم القدرة والتسويف والتأخير....

      _الكيس:النشاط والفهم ومعرفة الأمور....

      قال رسول الله_فى حديث جبريل المشهور_((الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الأخر

      وتؤمن بالقدر خيره وشره))....
      _يبقى أن نعلم ما يلى:أن الله حكيمٌ فيما يفعل وفيما يأمر وفيما يخلق وأن العقول البشرية لا تستطيعأن

      تحصى هذه الحكم ...وهو سبحان في مقام "الربوبية" ونحن في مقام العبودية ولذا

      "فلا يسأل عما يفعل وعم يسئلون"....


      ****أركان الإيمان بالقضاء والقدر:

      للإيمان بالقدر أربعة أركان لا يتم الإيمان إلا بها جميعاً...وهى على وجه الإجمال:

      1_الإيمان( بعلم الله) الشامل المحيط...

      2_الإيمان (بكتابة الله)لمقادير الخلائق إلى يوم القيامة في اللوح المحفوظ...

      3_الإيمان بمشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة...

      4_الإيمان بأن الله (خالق كل شىء)...

      وتفصيل ذلك كما يلى:

      أولاً :الإيمان بعلم الله الشامل المحيط:

      **الدليل النقلى :

      _قال الله((أحاط بكل شىءٍ علماً))...

      قال الله(عالم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرة فىالسماوات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك

      ولا أكبر))...

      _قال الله((أو ليس الله بأعلم بما في صدور العالمين))...

      _وقال الرسول الكريم((ما منكم من نفسٍ إلا وقد علم منزلها من الجنة والنار،قالوا : يا رسول الله

      فلِمَ العمل ، أفلا نتكل؟؟قال :"لا ،اعملوا فكلٌ مُيسر ٌ لما خُلِقَ له"، ثم قرأ قوله تعالى(فأما من أعطى

      واتقى )...إلى قوله(فسنيسره للعسرى)).....متفق عيه...

      ومن ثمَ فلا بدَ من الإيمان بأن الله_عزوجل_علم جميع خلقه قبل أن يخلقهم ، وعلم أرزاقهم وأجالهم

      وجميع حركاتهم وسكناتهم وأسرارهم وعلانيتهم ومن هو منهم من أهل الجنة ومن منهم من أهل النار....



      ** شبهة:

      يقول بعض الناس :"كيف يتفق القول بحرية الإرادة للإنسان ، والقول بأن أعمالنا لن تخرج من دائرة العلم الألهى؟؟؟!!!!

      ***الجواب :

      قال علمائنا "إن العلم نور يكشف وليس قوة تُرغم""...

      مثال :قف أمام مرأة مجلوة صافية وأنت عابس الوجه مقطب الجبين ،فماذا ترى؟؟

      سترى صورتك كما هى عابسة مقطبة....أى ذنب للمرأةفى ذلك؟؟؟؟!!!!!!!

      إن مهمتها أن تصف وأن تكشف وهى قد صدقت فيما أثبتت لك ، ولو كنت ضاحك الوجه لأثبتت لك على صفحاتها

      صورة ضاحكة _لا شك في ذلك....


      ولكن : غاية ما يمتاز به العلم الإلهى أنه لا يكشف الحاضر فقط ولكنه يكشف كذلك الماضى والمستقبل...

      ومن ثم : يرى الأشياء على ماكانت عليه وعلى ما ستكون عليه كما يراها وهى كائنة (سواءً بسواء))...

      فالله _سبحانه وتعالى_ من علمه أنه _سبحانه وتعالى_ ((يعلم ما لم يكن لو كان كيف سيكون))...


      **الدليل النقلى :

      _قال الله ((لو علم الله فيهم خيراً لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم مُعرضون))

      _قال تعالى((ولو رُدُوا لعادوا لما نهوا عنه))...

      _قال الله((لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالاً))


      ***الدليل العقلى:

      _الأول :نحن نعلم بالضرورة أن أكمل من المخلوق فلو لم يكن الخالق عالماً لكان المخلوق أكمل منه!!!1

      _الثانى: كل علم في المخلوقات فهو من الله ومن الممتنع أن يكون فاعل الكمال ومبتدعه عارياً منه...

      والخلاصة:

      _ ليس علم الله هو الموجب لوجود الشىء الذى علم الله وجوده وإنما هو كعلمنا بالموجودات التى وجدت

      قبل وجودنا فهو علم لا تأثير له في المعلوم...

      هذا الجزء الثانى ولله الفضل والمنة....

      إن شاء الله نكمل...
      التعديل الأخير تم بواسطة امة الرحمن/فاطمة; الساعة 01-12-2011, 07:19 PM.
      تالله ما الدعوات تُهزم بالأذى أبداً وفى التاريخ بَرُ يمينى
      ضع فى يدىَ القيد ألهب أضلعى بالسوط ضع عنقى على السكين
      لن تستطيع حصار فكرى ساعةً أو نزع إيمانى ونور يقينى
      فالنور فى قلبى وقلبى فى يدىَ ربىَ وربى حافظى ومعينى
      سأظل مُعتصماً بحبل عقيدتى وأموت مُبتسماً ليحيا دينى
      _______________________________
      ""الدعاة أُجراء عند الله ، أينما وحيثما وكيفما أرادهم أن يعملوا ، عملوا ، وقبضوا الأجر المعلوم !!!..وليس لهم ولا عليهم أن تتجه الدعوة إلى أى مصير ، فذلك شأن صاحب الأمر لا شأن الأجير !!!!...
      __________________________________
      نظرتُ إلىَ المناصب كلها.... فلم أجد أشرف من هذا المنصب_أن تكون خادماً لدين الله عزوجل_ لا سيما فى زمن الغربة الثانية!!
      أيها الشباب ::إنَ علينا مسئولية كبيرة ولن ينتصر هذا الدين إلا إذا رجعنا إلى حقيقته.

      تعليق


      • #4
        سلسلة" خواطر حول القضاء والقدر(3)""!!!

        :lll:

        الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة

        ثانياً : الإيمان "بكتابة الله" وأن كل شىء في اللوح المحفوظ:

        **ودليله من الكتاب:

        _قال الله ((وكل شىءٍ أحصيناه في إمام مبين))

        _قال الله((بل هو قرأن مجيد ،في لوح محفوظ))..

        _قال الله((وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه وما يعمر من مُعمَر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب

        إنَ ذلك على الله يسير))...


        **السنة المطهرة:

        _قال الرسول الكريم((ما من نفسٍ منفوسةٍ إلا كُتب مكانها من الجنة والنار ،وإلا قد كُتب شقيَة أو سعيدة))..

        _قال الرسول الكريم((أوَل ما خلق الله تبارك وتعالى القلم ،ثمَ قال الله له:اكتب، قال :وما أكتب؟؟؟

        قال:فاكتب ما يكون ، وما هو كائنٌ إلى أن تقوم الساعة))...أخرجه أحمد وصححه الشيخ /مقبل الوادعى..

        وغير ذلك من الأحاديث...

        **فمما سبق يتضح أن على المسلم أن يؤمن بأمور:

        _الأمر الأول :أول ما خلق الله_عزوجل_القلم وأمره بالكتابة:

        وقد يقول قائل : كيف يوجه الله الخطاب إلى الجماد؟؟؟؟

        قال العلامة/ابن عثيمين:"أن الجماد بالنسبة لله عاقل يصح أن يُوجه إليه الخطاب"


        _الأمر الثانى:الإيمان باللوح المحفوظ:

        وسُمى محفوظاً لأمرين :1_أنه محفوظ من أيدى الخلق فلا يمكن أن يلحق أحد به شيئاً...

        2_أنه محفوظ من التغيير فالله عزوجل لا يغير فيه شيئاً لأنه كتبه عن علم منه...

        ولا يجب البحث عن صفة اللوح ولا حجمه لأنها أمور غيبية لا سبيل إلى معرفتها إلا بنص ولم

        يرد دليل من الكتاب والسنة يبين ذلك ..كما أنها أمور لا يضر الجهل بها...

        _الأمر الثالث: الإيمان بكتابة كل ما هو كائن إلى يوم القيامة ولكن هذه الكتابة إجمالية أم تفصيلية؟؟؟؟

        *لا يستطيع أحد الجزم بذلك ،لأنه لا يستطيع أحد أن يطلع على اللوح المحفوظ ليعلم ....

        ولكن الله تعالى يقول:""ما فرطنا في الكتاب من شىء""...



        ***قال الشيخ/حافظ الحكمى في "معارج القبول":أن التقدير التابع لعلمه تعالى يكون في 5مواضع:
        الأول : التقدير الأزلى :

        _كتابة مقادير الخلائق جميعاً قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة في اللوح المحفوظ عندما

        خلق الله القلم....

        _قال الله((ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير))

        _قال رسول الله((كتب الله مقادير الخلائق قبلخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة))...


        الثانى : التقدير العمرى:

        _عند استخراج ذرية أدم من ظهره بعد خلقه وأخذ الميثاق عليهم ، وقسمهم إلى فريقين:

        أهل الجنة، وأهل النار....


        _قال الله((وإذ أخذ ربك من بنى ءادم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست

        بربكم قالوا بلى شهدنا))...

        _قال الرسول الكريم((إنَ الله_عزوجل_خلق أدم ثُم مسح ظهره بيمينه ،فاستخرج منه

        ذريةً،فقال :خلقت هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون، ثمَ مسح ظهره فاستخرج

        منه ذرية ً، فقال : خلقت هؤلاء للنار وبعمل أهل النار يعملون))..صححه الألبانى
        وقال صحيح إلا مسح الظهر......


        _الثالث:التقدير العمرى عند تخليق النطفة في الرحم...

        قال الله ((هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض وإذ أنتم أجنةٌ في بطون أمهاتكم فلا تُزكوا أنفسكم

        هو أعلم بمن اتقى))......

        _قال الرسول الكريم ((إنَ أحدكم يُجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً ، ثمَ يكون علقةً مثل ذلك

        ثمَ يكون مُضغةً مثل ذلك ،ثمَ يبعث الله مَلكاً فيؤمر بأربع كلمات ،ويقال له:اكتب عمله ورزقه

        وأجله وشقىٌ أو سعيدٌ))....متفق عليه...



        _ الرابع : التقدير الحولى:

        قال الله ((فيها يُفرق كلُ أمرٍ حكيمٍ، أمراً من عندنا))...

        قال ابن عباس_رضى الله عنهما__""يكتب من أم الكتاب في ليلة القدر ما يكون

        في السنة من موت أو حياة ورزق ومطر حتى الحجاج ""...(شفاء العليل)..


        _الخامس: التقدير اليومى:

        قال الله ((يسئله من في السماوات والأرض كلَ يومٍ هو في شأن))...

        _×?°وجملة القول:×?°

        أن التقدير اليومى هو سوق المقدور على العبد وإنفاذه فيه في الوقت الذى

        سبق أن يناله فيه ،لا يتقدمه ولا يتأخره في الوقت الذى شاء الله تعالى وفى المكان

        الذى شاء لا يتقدم ولا يتأخر....


        ***شبهة:

        كيف نجمع بين تقدير الله الأزلى أى قبل خلق السماوات بخمسين ألف سنة وبين هذه التقادير الأخرى؟؟؟
        **الجواب:

        _كل هذه التقادير إنما هى كالتفصيل من التقدير السابق "الأزلى" الذى أمر الله القلم أن يكتبه في اللوح المحفوظ.

        فإن ما في اللوح المحفوظ لا يتبدل ولا يتغير أبداً بحال من الأحوال وإنما هذه التقادير هى تفصيل ما في اللوح

        المحفوظ...

        وهى تنفيذ وإيجاد ما قدره الله أزلاً....

        وليست بتقديرات جديدة غير التقدير الأزلى...

        _وقال شيخنا/محمد حسان :""وهكذا فالتقدير اليومى تفصيل من التقدير الحولى، والتقدير الحولى

        تفصيل من التقدير العمرى ،والتقدير العمرى تفصيل من التقدير الذى كتب في يوم الميثاق

        وهذا التقدير هو تفصيل من التقدير الأزلى الذى كتبه الله يوم خلق القلم"""...


        انتهى الركن الثانى ويليه _إن شاء الله تعالى_ الركن الثالث....

        الحمد الذى بنعمته تتم الصالحات.....للعالمين ..وبعد...

        التعديل الأخير تم بواسطة كريمه بركات; الساعة 10-08-2015, 01:50 AM.
        تالله ما الدعوات تُهزم بالأذى أبداً وفى التاريخ بَرُ يمينى
        ضع فى يدىَ القيد ألهب أضلعى بالسوط ضع عنقى على السكين
        لن تستطيع حصار فكرى ساعةً أو نزع إيمانى ونور يقينى
        فالنور فى قلبى وقلبى فى يدىَ ربىَ وربى حافظى ومعينى
        سأظل مُعتصماً بحبل عقيدتى وأموت مُبتسماً ليحيا دينى
        _______________________________
        ""الدعاة أُجراء عند الله ، أينما وحيثما وكيفما أرادهم أن يعملوا ، عملوا ، وقبضوا الأجر المعلوم !!!..وليس لهم ولا عليهم أن تتجه الدعوة إلى أى مصير ، فذلك شأن صاحب الأمر لا شأن الأجير !!!!...
        __________________________________
        نظرتُ إلىَ المناصب كلها.... فلم أجد أشرف من هذا المنصب_أن تكون خادماً لدين الله عزوجل_ لا سيما فى زمن الغربة الثانية!!
        أيها الشباب ::إنَ علينا مسئولية كبيرة ولن ينتصر هذا الدين إلا إذا رجعنا إلى حقيقته.

        تعليق


        • #5
          سلسلة "خواطر حول القضاء والقدر(4)!!!"

          :LLL:





          الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الرحمة المهداة إمام الأنبياء والمرسلين...وبعد....



          ***الركن الثالث :الإيمان بمشيئة الله_عزوجل_ النافذة وقدرته الشاملة:



          _الدليل من القرأن :



          قال تعالى((وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين))...



          قال تعالى((من يشإ الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراطٍ مستقيمٍ))...



          قال تعالى((إنما قولنا لشىءٍ إذا أردناه أن نقول له كن فيكون))...





          _الدليل من السنة:


          قال الرسول الكريم ((لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان ، ولكن قولوا:"ما شاء الله ثمَ شاء فلان"))..



          قال الرسول الكريم((إنَ قلوب بنى أدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن ،كقلبٍ واحدٍ يصرفه



          حيث يشاء))...رواه مسلم...



          والأدلة كثيرة جداً لكن يكفى ذلك إن شاء الله...





          ***شبهة:



          _كيف يحاسب الله تعالى العباد وهو الذى شاء لهم الهداية أو الضلالة؟؟ وكيف يتفق ذلك مع حرية



          وإرادة العبد؟؟؟؟؟



          _الجواب:



          يجب علينا أن نفهم نصوص القرأن والسنة على مرادها وظاهرها الذى أراده الله وبينه رسوله



          وطبقته خير القرون لا أن نضرب النصوص بعضها ببعض....



          إن الله تعالى قال ((فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم والله لا يهدى القوم الفاسقين))...



          قال الله((وما يُضل إلا الفاسقين الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه))..



          قال الله ((إن الله لا يهدى القوم الفاسقين))...



          قال الله ((إن الله يُضل من يشاء ويهدى إليه من أناب))...



          قال الله ((فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى))



          قال الله((وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى))....



          فمن تدبر في هذه الأيات وجد أن تقدير الله _عزوجل_بالإضلال لشخص إنما "هو بكسب هذا



          الشخص الذى أثر الغى والطغيان والبخل والبعد والإستغناء عن الله وأثر الضلال على الهدى



          والرشاد ""...



          ثم إنك وأنت تعمل العمل من خير أو شر فإنك لا تعلم ما أراده الله لك إبتداءً ولكنك تعمل بإرادة



          حرة لا تتعارض مع الإرادة العليا في شىء وإنما هو عملك وكسبك الذى عملته....







          §¤~¤§¤~¤§***شبهة:§¤~¤§¤~¤§



          _كيف نجمع بين كونه_سبحانه وتعالى_لا يقع في ملكه إلا ما شاء وبين ما يقع من الكفر والفساد



          وهو القائل_سبحانه_((ولا يرضى لعباده الكفر))...وقال أيضاً ((والله لا يحب الفساد))...



          فهل يكون في ملكه تعالى ما لا يريد؟؟؟؟؟؟






          **الجواب:


          يجب أن نعلم أن ما يحدث في الحياة من أمور وأحداث وأعمال الناس وتصرفاتهم على قسمين:



          1_"الإرادة الكونية القدرية"....((المشيئة))..



          فهناك أمور تحدث بمحض الإرادة والمشيئة الإلهية وهذه "تنفذ في الناس طوعاً أو كرهاً"...



          كالخلق والإحياء والإماتة والصحة والمرض والفقر والسعة والغنى...وغير ذلك.



          ومن هذه الأمور أمور نافذة في العباد ولا ملازمة بينها وبين المحبة والرضا "أى أنها ليست مما يحبه



          الله ويرضاه ولكنها مما قدره الله ليكون في العباد _كالكفر والعصيان والفساد_""...



          وكلها أشياء قدرها الله لحكمة بالغة فما يتبين الشر إلا بالخير ، وما يكون الإيمان إلا في مقابل الكفر



          وهكذا....



          2_""الإرادة الدينية الشرعية"":



          وهذه مختصة"بما يحبه الله ويرضاه وهى أوامر الله التى أمر الله بها عباده ،والنواهى التى نهاهم



          عنها""....



          قال الله((يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر))



          قال الله((يريد الله ليبين لكم ويهديكم سُنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليمٌ حكيم))..



          ولكن : لا بد أن يُفهم أن هذه الإرادة الشرعية تتبع الإرادة الكونية فتجتمع الإرادة الكونية والشرعية



          في حق المؤمن الطائع وتنفرد الكونية في حق الفاجر العاصى....



          ومن ثم :

          فإن يقع في ملك الله ما لا يريده ""إرادة شرعية"" من المعاصى والكفر والفسوق ونحوذلك



          ولكن ذلك جاء موافقاً ""للإرادة الكونية القدرية""....والله المستعان...









          ****الركن الرابع :""الإيمان بأن الله تعالى خالق كل شىء""



          _الدليل من القرأن الكريم:



          قال الله((الله خالق كل شىء وهو على كل شىءٍ وكيلٌ))..



          قال الله((الله الذى خلقكم ثم رزقكم ثم يُميتكم ثم يُحييكم هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شىء)).





          _الدليل من السنة:



          قال الرسول الكريم ((إن الله يصنع كل صانع وصنعته))....أخرجه البخارى



          قال الرسول الكريم((اللهم أت نفسى تقواها وزكها أنت خير من زكاها إنك أنت وليها ومولاها))..



          وغير ذلك من الأدلة....





          ***§¤°~®~°¤§ مسألة خلق الله تعالى لأفعال العباد:§¤°~®~°¤§



          _الدليل النقلى :



          قال الله ((والله خلقكم وما تعملون))...



          _""ما"" هنا مصدرية ...وتقدير الكلام : خلقكم وعملكم وهذا يدل على أن عمل الإنسان



          مخلوق لله تعالى...



          _ الدليل العقلى :



          _إن فعل العبد ناشىء عن أمرين : عزيمة صادقة ، وقدرة تامة ...والذى خلق فيك هذه القدرة وأودع



          فيك هذه العزيمة هو _الله تبارك وتعالى_ وقد خلق الله السبب الذى فعلت به الفعل ((القدرة _والعزيمة



          وخلق ((المسبب))..الفعل ذاته...





          _إن الفعل وصف الفاعل والوصف تابع للموصوف ..فكما أن الإنسان بذاته مخلوقُ لله فإن أفعاله



          مخلوقة "لأن الصفة تابعة للموصوف""....((الشيخ/بن عثيمين_رحمه الله))





          ***يبقى السؤال ((هل للعباد قدرة ومشيئة على أفعالهم المضافة إليهم))


          قال الشيخ / حافظ الحكمى _رحمه الله_:



          ""نعم للعباد قدرة على أفعالهم ولهم مشيئة وإرادة وأفعالهم تُضاف إليهم حقيقةً وبحسبها كُلفوا



          وعليها يُثابون ويعاقبون ولم يكلفهم الله إلا وسعهم وقد أثبت لهم ذلك في الكتاب والسنة ووصفهم به



          ولكنهم : لا يقدرون إلا على ما أقدرهم الله عليه ولا يشاءون إلا أن يشاء الله ولا يفعلون شيئاً إلا



          بجعله إياهم فاعلين...فكما لم يوجدوا أنفسهم لم يوجدوا أفعالهم ...فقدرتهم ومشيئتهم وإرادتهم



          وأفعالهم تابعة لقدرته ومشيئته وفعله إذ هو خالق الإنسان وخالق قدرته وإرادته ومشيئته وفعله..







          وبهذا نكون قد استكملنا الأركان الأربعة للإيمان بالقدر _ولله الحمد والمنة_...



          ويبقى إن شاء الله بعض الشبهات القديمة الحديثة وسوف أذكر طرفاً منها إن شاء الله وقدر ....



          تالله ما الدعوات تُهزم بالأذى أبداً وفى التاريخ بَرُ يمينى
          ضع فى يدىَ القيد ألهب أضلعى بالسوط ضع عنقى على السكين
          لن تستطيع حصار فكرى ساعةً أو نزع إيمانى ونور يقينى
          فالنور فى قلبى وقلبى فى يدىَ ربىَ وربى حافظى ومعينى
          سأظل مُعتصماً بحبل عقيدتى وأموت مُبتسماً ليحيا دينى
          _______________________________
          ""الدعاة أُجراء عند الله ، أينما وحيثما وكيفما أرادهم أن يعملوا ، عملوا ، وقبضوا الأجر المعلوم !!!..وليس لهم ولا عليهم أن تتجه الدعوة إلى أى مصير ، فذلك شأن صاحب الأمر لا شأن الأجير !!!!...
          __________________________________
          نظرتُ إلىَ المناصب كلها.... فلم أجد أشرف من هذا المنصب_أن تكون خادماً لدين الله عزوجل_ لا سيما فى زمن الغربة الثانية!!
          أيها الشباب ::إنَ علينا مسئولية كبيرة ولن ينتصر هذا الدين إلا إذا رجعنا إلى حقيقته.

          تعليق


          • #6
            سلسلة "خواطر حول القضاء والقدر()!!!""







            الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أذن الخير التى استقبلت أخر إرسال السماء لهدى



            الأرض ولسان الصدق الذى بلغ عن الحق مراده من الخلق....سبحانك تفضلت بالتكليف وتفضلت



            بالمعونة ...فأنت المتفضل أولاً وأخيراً....وبعد....





            _فلا أخفيكم سراً أن جزء الشبهات هذا كتبته وأنا في غاية الخوف والحذر لأن الموضوع جد خطير



            وكما قلت فأنا أعلم من جهلى ووضاعة قدرى ما كان رادعاً لى عن الخوض في هذا الموضوع...



            ولكنى أستعين بالله وحده وأرجو منه أن يغفر لى زللى وتقصيرى وأن يعلمنى علماً نافعاً...





            _أحب أن أقول أنه لا ينبغى لأحد من الأخوة والأخوات أن يقرأ في هذه الشبهات إلا بعد أن



            يستوعب ما سبق من الأصول التى ذكرتها حول هذا الموضوع حتى تترسخ الفكرة عنده أولاً...





            _ أنا أعلم أن الشبهات كثيرة ولكنى سأحاول أن أطرح أشهرها ثم في انتظار تعليقاتكم واستفساراتكم



            إن شاء الله تعالى وقدر....



            .................................................. .................................................. .......................



            **الشبهة الأولى:



            _قال الرسول الكريم ((وتؤمن بالقدر خيره وشره))...وقال أيضاً((والخير كله في يديك والشُر ليس



            إليك))....فكيف يخلق الله الشر ويقدره؟؟؟ وكيف الجمع بين القولين السابقين للرسول؟؟؟

            _الجواب:



            إن الشر هنا ليس الشر "المحض" الذى لاخير فيه ولا نفع فيه فإن تقدير الله تعالى كله خير بإعتبار



            إضافته إلى الله ،لأن كل أوامر الله تعالى وكل تقديره خير وفيه من العلل والحكم الكثير وكله عدل..



            ولكن تقدير الله يكون شراً بإعتبار إضافته"للعبد"" كالمرض والموت والسرقة ونحو ذلك فهو شر



            لأن العبد يعده من المصائب ولكنه "خير"..لأن فيه تكفيراً للذنوب والسيئات وفيه رفعاً للدرجات



            ونحو ذلك ...حتى "إبليس"" _لعنه الله_ كان في خلقه من الحكم الكثيرة التى لا يحصيها إلا الله...



            قال الله ((إن الله لا يظلم الناس شيئاً ولكن الناس أنفسهم يظلمون))...







            **الشبهة الثانية:



            _إذا كان القدر خيره وشره من الله فكيف نوجه قوله تعالى((وما أصابك من سيئة فمن نفسك))....



            فهل ينفى ذلك خلق الله لأفعال العباد؟؟؟


            _الجواب:



            إن كل فعل يفعله الإنسان فإنه يصحُ أن "يُنسب إلى الإنسان على أنه السبب فيه" وإلى "الله على أنه



            الخالق له ،"" ولكن الفعل قد يكون من الله خلقاً ولكن لا يُنسب إلى الله (تأدباً)..



            مثال :



            _قول سيدنا إبراهيم ((والذى هو يطعمنى ويسقين، وإذا مرضت فهو يشفين))..



            فنسب الإطعام والسقيا إلى الله تعالى أما المرض فأسنده لنفسه _عليه السلام_...



            ومن ثم : ""فإن من الأدب نسبة الشر لأنفسنا وعدم نسبته لله مع إيماننا المطلق بأن الله



            تعالى هو خالق لأفعال العباد من خير وشر....



            _وقال شيخ الإسلام في الفتاوى في قوله تعالى((وما أصابك من سيئة فمن نفسك)):



            من الفوائد في هذه الأية :"أن العبد لا يطمئن إلى نفسه لأن الشر لا يجىء إلا منها ولا يشتغل



            بملام الناس وذمهم ولكن يرجع إلى الذنوب فيتوب منها ويستعيذ بالله من شر نفسه وسيئات عمله



            ويسأل الله أن يعنيه على طاعته فبذلك يحصل له الخير وينفع عنه الشر""..







            ***الشبهة الثالثة:



            _إن الله تعالى نهانا عن المعاصى ...فكيف نكره المعاصى وهى من قضاء الله تعالى؟؟؟؟



            *الجواب:



            _إن الرضى بالمقدور واجب فلا بد من الرضا بأوامر الله وتقديره وكذا بما يبتلى به العبد من



            المصائب ولكنه لا يجب على العبد أن يرضى بالسيئات والمعاصى بل لا بد له أن يبغضها وأن يمتنع



            عنها ، وليس في ذلك تعارض مع القدر لأن السيئات هى من كسب الإنسان ومن تقدير الله عليه...



            _ وما أجمل ما قال الشيخ/ابن عثيمين :



            ""والإيمان بالقدر خيره وشره لا يتضمن الإيمان بكل مقدور بل المقدور ينقسم إلى :



            1_فالمقدور الكونى: إذا قدر عليك مكروهاً فلا بد أن يقع رضيت أم أبيت...



            2_المقدور الشرعى : قد يفعله الإنسان وقد لا يفعله ولكن باعتبار الرضا به فيه تفصيل:



            إن كان طاعة لله وجب الرضا به وإن كان معصية وجب سخطه وكراهته والقضاء عليه ...



            وعلى هذا يجب الإيمان بالمقضى كله من حيث كونه ((قضاء الله تعالى))....



            أما من حيث كونه مقضياً فقد نرضى به وقد لا نرضى فلو وقع الكفر من شخص فلا نرضى



            بالكفر منه لكن نرضى بكون الله أوقعه""...







            ***الشبهة الرابعة:



            _كيف تقولون:إن الأقدار مكتوبة ...والنبى يقول ""ولا يردُ القدر إلا الدعاء""؟؟؟؟؟


            *الجواب:



            _أن الدعاء شأنه شأن سائر الأسباب التى لا يحصل المراد إلا بها ...قال الله ((ادعونى أستجب لكم))



            فعلق الله الإجابة على الدعاء فالدعاء من القدر وهو من جملة الأسباب المشروعة...



            قال الله ((ولقد نادانا نوحٌ فلنعم المجيبون))... والكثير من الأيات...



            _ والمقصود هنا : أن يعلم أن الدعاء والسؤال هو سبب لنيل المطلوب المسئول ليس وجوده كعدمه أى



            أنه لن يكون الشىء الذى قدر الله أن يكون بالدعاء إلا بالدعاء ....







            ***الشبهة الخامسة:



            _إذا كان الدعاء مما هو كائن فما فائدة الأمر به ولا بد من وقوعه؟؟؟؟

            *الجواب:



            _إن الدعاء هو من أوامر الله الشرعية التى يحبها الله ويرضاها وأمر بها فمن العباد من يأتمر



            بأمر الله فيدعو فيستجيب الله له فيكون هذا الدعاء الذى دعا به مقدر ومعلوم لله أى أن الله تعالى



            علم الدعاء والإجابة فما علقه الله على الدعاء لا يتحقق بغير الدعاء...



            وأما من لم يدع الله فلم يستجب له الله فإن المعلوم المقدور عند الله أنه لا يدعو فلا يتحقق له ما أراد



            لأن الله علَق الأمر على الدعاء ،فلم يتحقق بغير الدعاء...



            وعليه فإن الدعاء الكائن ""أى الذى دعا به العبد""هو ما تقدم علم الله به وتقديره له أنه كائن...



            والدعاء الذى لا يكون هو الذى تقدَم علم الله به وتقديره له أنه لا يكون ....والله أعلم...







            ***الشبهة السادسة:



            _هل الرجل إذا سرق أو أكل الحرام أو شرب الخمر مثلاً ..فهل ذلك كله من رزق الله للعبد أم لا؟؟؟


            *الجواب:



            _إن لفظ الرزق يُراد به ما أباحه الله تعالى للعبد وملكه إياه ويراد به ما يتغذى به العبد..



            فقد يكون الرزق 1_ مالاً يتملكه العبد ويتصرف فيه ...قال الله((أنفقوا مما رزقناكم))..



            2_أن يكون الرزق المراد به ما يتغذى به العبد ..قال الله((وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقه)



            والله تعالى يرزق البهائم ولا توصف بأنها تمللك وإنما المقصود بالرزق هنا :"هو ما تتغذى به""..





            **أما النوع الأول :



            _ فقد سبق في علم الله ويدخل فيه الرزق الحلال والرزق الحرام على حد سواء فمن عمل فاكتسب



            مالاً حلالاً فهو من رزق الله ،،ومن سرق فاكتسب مالاً فهو كذلك من رزق الله ...



            فالرزق الحلال والحرام هو من قدر الله ولكن الله يعاقبه على الرزق الحرام ولا يحبه ولا يرضاه...



            قال الله((ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل))...



            **أما النوع الثانى:


            _فإن العبد إذا أكل الميتةأ و لحم الخنزير مثلاً فإن ذلك كله من قدر الله وهو مما كتبه الملائكة وهو



            داخلُ تحت مشيئة الله وهو مع ذلك حرمه ونهى عنه فلفاعله الذم والعقاب من الله...



            وعليه فإن السارق وشارب الخمر لا يحتج فيقول :هذا قدر الله ..بلى هو من قدر الله الكونى



            ولكنه مما يبغضه الله وينهى عنه شرعاً ويعاقب عليه فاعله.....







            هذ الجزء الأول من بعض الشبهات وتبقى الشبهة الشهيرة "احتجاج الكفار بالقدر على كفرهم



            واحتجاج العصاة بالقدر على المعصية"...وقد أفردت لها الجزء الثانى من الشبهات نظراً



            لطول التفصيل فيها...





            والحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات.........
            التعديل الأخير تم بواسطة راجية حب الرحمن; الساعة 23-11-2011, 07:15 AM. سبب آخر: التنسيق
            تالله ما الدعوات تُهزم بالأذى أبداً وفى التاريخ بَرُ يمينى
            ضع فى يدىَ القيد ألهب أضلعى بالسوط ضع عنقى على السكين
            لن تستطيع حصار فكرى ساعةً أو نزع إيمانى ونور يقينى
            فالنور فى قلبى وقلبى فى يدىَ ربىَ وربى حافظى ومعينى
            سأظل مُعتصماً بحبل عقيدتى وأموت مُبتسماً ليحيا دينى
            _______________________________
            ""الدعاة أُجراء عند الله ، أينما وحيثما وكيفما أرادهم أن يعملوا ، عملوا ، وقبضوا الأجر المعلوم !!!..وليس لهم ولا عليهم أن تتجه الدعوة إلى أى مصير ، فذلك شأن صاحب الأمر لا شأن الأجير !!!!...
            __________________________________
            نظرتُ إلىَ المناصب كلها.... فلم أجد أشرف من هذا المنصب_أن تكون خادماً لدين الله عزوجل_ لا سيما فى زمن الغربة الثانية!!
            أيها الشباب ::إنَ علينا مسئولية كبيرة ولن ينتصر هذا الدين إلا إذا رجعنا إلى حقيقته.

            تعليق


            • #7
              سلسلة "خواطر حول القضاء والقدر (5)""!!!

              :lll:

              |--*¨®¨*--|الشبهات:|--*¨®¨*--|



              الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أذن الخير التى استقبلت أخر إرسال السماء لهدى



              الأرض ولسان الصدق الذى بلغ عن الحق مراده من الخلق....سبحانك تفضلت بالتكليف وتفضلت



              بالمعونة ...فأنت المتفضل أولاً وأخيراً....وبعد....





              _فلا أخفيكم سراً أن جزء الشبهات هذا كتبته وأنا في غاية الخوف والحذر لأن الموضوع جد خطير



              وكما قلت فأنا أعلم من جهلى ووضاعة قدرى ما كان رادعاً لى عن الخوض في هذا الموضوع...



              ولكنى أستعين بالله وحده وأرجو منه أن يغفر لى زللى وتقصيرى وأن يعلمنى علماً نافعاً...





              _أحب أن أقول أنه لا ينبغى لأحد من الأخوة والأخوات أن يقرأ في هذه الشبهات إلا بعد أن



              يستوعب ما سبق من الأصول التى ذكرتها حول هذا الموضوع حتى تترسخ الفكرة عنده أولاً...





              _ أنا أعلم أن الشبهات كثيرة ولكنى سأحاول أن أطرح أشهرها ثم في انتظار تعليقاتكم واستفساراتكم



              إن شاء الله تعالى وقدر....



              .................................................. .................................................. .......................



              **الشبهة الأولى:



              _قال الرسول الكريم ((وتؤمن بالقدر خيره وشره))...وقال أيضاً((والخير كله في يديك والشُر ليس



              إليك))....فكيف يخلق الله الشر ويقدره؟؟؟ وكيف الجمع بين القولين السابقين للرسول؟؟؟



              _الجواب:



              إن الشر هنا ليس الشر "المحض" الذى لاخير فيه ولا نفع فيه فإن تقدير الله تعالى كله خير بإعتبار



              إضافته إلى الله ،لأن كل أوامر الله تعالى وكل تقديره خير وفيه من العلل والحكم الكثير وكله عدل..



              ولكن تقدير الله يكون شراً بإعتبار إضافته"للعبد"" كالمرض والموت والسرقة ونحو ذلك فهو شر



              لأن العبد يعده من المصائب ولكنه "خير"..لأن فيه تكفيراً للذنوب والسيئات وفيه رفعاً للدرجات



              ونحو ذلك ...حتى "إبليس"" _لعنه الله_ كان في خلقه من الحكم الكثيرة التى لا يحصيها إلا الله...



              قال الله ((إن الله لا يظلم الناس شيئاً ولكن الناس أنفسهم يظلمون))...







              **الشبهة الثانية:



              _إذا كان القدر خيره وشره من الله فكيف نوجه قوله تعالى((وما أصابك من سيئة فمن نفسك))....



              فهل ينفى ذلك خلق الله لأفعال العباد؟؟؟



              _الجواب:



              إن كل فعل يفعله الإنسان فإنه يصحُ أن "يُنسب إلى الإنسان على أنه السبب فيه" وإلى "الله على أنه



              الخالق له ،"" ولكن الفعل قد يكون من الله خلقاً ولكن لا يُنسب إلى الله (تأدباً)..



              مثال :



              _قول سيدنا إبراهيم ((والذى هو يطعمنى ويسقين، وإذا مرضت فهو يشفين))..



              فنسب الإطعام والسقيا إلى الله تعالى أما المرض فأسنده لنفسه _عليه السلام_...



              ومن ثم : ""فإن من الأدب نسبة الشر لأنفسنا وعدم نسبته لله مع إيماننا المطلق بأن الله



              تعالى هو خالق لأفعال العباد من خير وشر....



              _وقال شيخ الإسلام في الفتاوى في قوله تعالى((وما أصابك من سيئة فمن نفسك)):



              من الفوائد في هذه الأية :"أن العبد لا يطمئن إلى نفسه لأن الشر لا يجىء إلا منها ولا يشتغل



              بملام الناس وذمهم ولكن يرجع إلى الذنوب فيتوب منها ويستعيذ بالله من شر نفسه وسيئات عمله



              ويسأل الله أن يعنيه على طاعته فبذلك يحصل له الخير وينفع عنه الشر""..







              ***الشبهة الثالثة:



              _إن الله تعالى نهانا عن المعاصى ...فكيف نكره المعاصى وهى من قضاء الله تعالى؟؟؟؟



              *الجواب:



              _إن الرضى بالمقدور واجب فلا بد من الرضا بأوامر الله وتقديره وكذا بما يبتلى به العبد من



              المصائب ولكنه لا يجب على العبد أن يرضى بالسيئات والمعاصى بل لا بد له أن يبغضها وأن يمتنع



              عنها ، وليس في ذلك تعارض مع القدر لأن السيئات هى من كسب الإنسان ومن تقدير الله عليه...



              _ وما أجمل ما قال الشيخ/ابن عثيمين :



              ""والإيمان بالقدر خيره وشره لا يتضمن الإيمان بكل مقدور بل المقدور ينقسم إلى :



              1_فالمقدور الكونى: إذا قدر عليك مكروهاً فلا بد أن يقع رضيت أم أبيت...



              2_المقدور الشرعى : قد يفعله الإنسان وقد لا يفعله ولكن باعتبار الرضا به فيه تفصيل:



              إن كان طاعة لله وجب الرضا به وإن كان معصية وجب سخطه وكراهته والقضاء عليه ...



              وعلى هذا يجب الإيمان بالمقضى كله من حيث كونه ((قضاء الله تعالى))....



              أما من حيث كونه مقضياً فقد نرضى به وقد لا نرضى فلو وقع الكفر من شخص فلا نرضى



              بالكفر منه لكن نرضى بكون الله أوقعه""...







              ***الشبهة الرابعة:



              _كيف تقولون:إن الأقدار مكتوبة ...والنبى يقول ""ولا يردُ القدر إلا الدعاء""؟؟؟؟؟



              *الجواب:



              _أن الدعاء شأنه شأن سائر الأسباب التى لا يحصل المراد إلا بها ...قال الله ((ادعونى أستجب لكم))



              فعلق الله الإجابة على الدعاء فالدعاء من القدر وهو من جملة الأسباب المشروعة...



              قال الله ((ولقد نادانا نوحٌ فلنعم المجيبون))... والكثير من الأيات...



              _ والمقصود هنا : أن يعلم أن الدعاء والسؤال هو سبب لنيل المطلوب المسئول ليس وجوده كعدمه أى



              أنه لن يكون الشىء الذى قدر الله أن يكون بالدعاء إلا بالدعاء ....







              ***الشبهة الخامسة:



              _إذا كان الدعاء مما هو كائن فما فائدة الأمر به ولا بد من وقوعه؟؟؟؟



              *الجواب:



              _إن الدعاء هو من أوامر الله الشرعية التى يحبها الله ويرضاها وأمر بها فمن العباد من يأتمر



              بأمر الله فيدعو فيستجيب الله له فيكون هذا الدعاء الذى دعا به مقدر ومعلوم لله أى أن الله تعالى



              علم الدعاء والإجابة فما علقه الله على الدعاء لا يتحقق بغير الدعاء...



              وأما من لم يدع الله فلم يستجب له الله فإن المعلوم المقدور عند الله أنه لا يدعو فلا يتحقق له ما أراد



              لأن الله علَق الأمر على الدعاء ،فلم يتحقق بغير الدعاء...



              وعليه فإن الدعاء الكائن ""أى الذى دعا به العبد""هو ما تقدم علم الله به وتقديره له أنه كائن...



              والدعاء الذى لا يكون هو الذى تقدَم علم الله به وتقديره له أنه لا يكون ....والله أعلم...







              ***الشبهة السادسة:



              _هل الرجل إذا سرق أو أكل الحرام أو شرب الخمر مثلاً ..فهل ذلك كله من رزق الله للعبد أم لا؟؟؟



              *الجواب:



              _إن لفظ الرزق يُراد به ما أباحه الله تعالى للعبد وملكه إياه ويراد به ما يتغذى به العبد..



              فقد يكون الرزق 1_ مالاً يتملكه العبد ويتصرف فيه ...قال الله((أنفقوا مما رزقناكم))..



              2_أن يكون الرزق المراد به ما يتغذى به العبد ..قال الله((وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقه)



              والله تعالى يرزق البهائم ولا توصف بأنها تمللك وإنما المقصود بالرزق هنا :"هو ما تتغذى به""..





              **أما النوع الأول :



              _ فقد سبق في علم الله ويدخل فيه الرزق الحلال والرزق الحرام على حد سواء فمن عمل فاكتسب



              مالاً حلالاً فهو من رزق الله ،،ومن سرق فاكتسب مالاً فهو كذلك من رزق الله ...



              فالرزق الحلال والحرام هو من قدر الله ولكن الله يعاقبه على الرزق الحرام ولا يحبه ولا يرضاه...



              قال الله((ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل))...



              **أما النوع الثانى:



              _فإن العبد إذا أكل الميتةأ و لحم الخنزير مثلاً فإن ذلك كله من قدر الله وهو مما كتبه الملائكة وهو



              داخلُ تحت مشيئة الله وهو مع ذلك حرمه ونهى عنه فلفاعله الذم والعقاب من الله...



              وعليه فإن السارق وشارب الخمر لا يحتج فيقول :هذا قدر الله ..بلى هو من قدر الله الكونى



              ولكنه مما يبغضه الله وينهى عنه شرعاً ويعاقب عليه فاعله.....







              هذ الجزء الأول من بعض الشبهات وتبقى الشبهة الشهيرة "احتجاج الكفار بالقدر على كفرهم



              واحتجاج العصاة بالقدر على المعصية"...وقد أفردت لها الجزء الثانى من الشبهات نظراً



              لطول التفصيل فيها...





              والحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات.........
              التعديل الأخير تم بواسطة راجية حب الرحمن; الساعة 26-07-2015, 06:31 PM. سبب آخر: تنسيق يسير
              تالله ما الدعوات تُهزم بالأذى أبداً وفى التاريخ بَرُ يمينى
              ضع فى يدىَ القيد ألهب أضلعى بالسوط ضع عنقى على السكين
              لن تستطيع حصار فكرى ساعةً أو نزع إيمانى ونور يقينى
              فالنور فى قلبى وقلبى فى يدىَ ربىَ وربى حافظى ومعينى
              سأظل مُعتصماً بحبل عقيدتى وأموت مُبتسماً ليحيا دينى
              _______________________________
              ""الدعاة أُجراء عند الله ، أينما وحيثما وكيفما أرادهم أن يعملوا ، عملوا ، وقبضوا الأجر المعلوم !!!..وليس لهم ولا عليهم أن تتجه الدعوة إلى أى مصير ، فذلك شأن صاحب الأمر لا شأن الأجير !!!!...
              __________________________________
              نظرتُ إلىَ المناصب كلها.... فلم أجد أشرف من هذا المنصب_أن تكون خادماً لدين الله عزوجل_ لا سيما فى زمن الغربة الثانية!!
              أيها الشباب ::إنَ علينا مسئولية كبيرة ولن ينتصر هذا الدين إلا إذا رجعنا إلى حقيقته.

              تعليق


              • #8
                سلسلة "خواطر حول القضاء والقدر (6)""!!!


                الحمد لله وكفى وسلاماً على عباده الذين اصطفى ....وبعد...

                فهذا الجزء الثانى من الشبهات والذى سأتناول فيه إن شاء الله شبهة قديمة حديثة شاعت

                على ألسن الكثير من الكفار ومن العصاة المسلمين ألا وهى""احتجاج الكفار والعصاة

                بالقدر على كفرهم ومعصيتهم """

                **الجواب:

                _إن الذى يحتج بقدر الله على الكفر والمعصية لا يعدو أحد اثنين :

                1_إما أن يكون مؤمناً بوجود الله....
                2_إما أن يكون منكراً...

                فإذا كان الأول أى "مؤمناً" لزمه الإعتقاد بعدل الله وتنزيهه عن الظلم لأن الظلم نقص لا

                يليق بالخالق لأنه تجاوز الحد ،والله سبحانه لا يعتريه نقص بحال من الأحوال...

                ولا شك في أن عقاب المكره على الفعل ظلم ،والإحتجاج بقدر الله على معصيته مع

                ظهور عقابه سبحانه للعصاة فيه نسبة الظلم إليه ..وهو أمر يتنافى مع الإيمان بالله ...

                _أما إذا كان المحتج بالقدر "منكراً لله": فإن احتجاجه بالقدر تناقض ومماحكة لا يستحق

                الجواب.....

                _إن المحتج بالقدر على كفره ومعصيته متقول على الله بغير علم إذ كيف يصح للكافر

                أو العاصى أن يحتج بأن الله كتب عليه الكفر أو المعصية قبل صدور ذلك منه،

                وقدر الله وقوعه غيب لا يعلمه إلا الله عزوجل مع أنه مخاطب قبل إقدامه على عصيان

                ربه بطاعته والتزام أمره؟؟؟....

                وبعبارة أقرب: كيف يصح لرجل أن يقول :"كتب على ربى أن أسرق فأنا ذاهب لتنفيذ

                قدره؟؟؟...فهل اطلع على اللوح المحفوظ فقرأ ما فيه حتى يعلم ما كتب الله عليه في

                وقت كان مخاطباً بالإمتناع عن معصية الله بالسرقة وغيرها؟؟؟

                قال الله((وإذا فعلوا فاحشةً قالوا وجدنا عليها أباءنا والله أمرنا بها قل إنَ الله لا يأمر

                بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون))...

                _والواقع أن هذا الأسلوب القرأنى في الرد على أمثال هؤلاء جاء ليصحح للناس

                منهجهم في الفكر والنظر ويبين لهن أن المطلوب منهم هو"تنفيذ أوامره واجتناب

                نواهيه وليس المطلوب أن يبحثوا عن غيبه المستور ليكيفوا أنفسهم على حسبه"".

                وأختم بهذه الكلمات _وهى من بديع ما قرأت _ وهى "لصاحب الظلال _رحمه الله_""

                ((إن الله أمرهم بأوامر ونهاهم عن محظورات وهذا ما يملكون أن يعلموه علماً مستيقناً

                فأما مشيئة الله فهي غيب لا وسيلة لهم إليه ،فكيف يعلمونه؟؟!!..

                وإذا لم يعلموه يقيناً فكيف يحيلون عليه؟؟!!إن لله أوامر ونواهى معلومة علماً قطعياً

                فلماذا يتركون هذه المعلومات القطعية ليمضوا وراء الحدس والخرص في واد لا يعلمونه...

                _هذا هو فصل القول في هذه القضية:إن الله لا يكلف الناس أن يعلموا غيب مشيئته

                وقدره حتى يكيفوا أنفسهم على حسبه...إنما يكلفهم أن يعلموا أوامره ونواهيه ليكيفوا

                أنفسهم على حسبها....وهم حين يحاولون هذا يقرر الله سبحانه أنه يهديهم إليه ويشرح

                صدورهم للإسلام ....وهذا حسبهم في القضية التى تبدو عندئذ في واقعها العملى

                يسيرة واضحة بريئة من غموض ذلك الجدل وتحكماته....

                إن الله قادر لو شاء على أن يخلق بنى أدم ابتداء بطبيعة لا تعرف إلا الهدى أو يقهرهم

                على الهدى أو يقذف بالهدى في قلوبهم فيهتدوا بلا قهر....

                ولكنه سبحانه شاء غير هذا شاء أن يبتلى بنى أدم بالقدرة على الإتجاه على الهدى أو

                الضلال ليعين من يتجه إلى الهدى على الهدى وليمد من يتجه منهم إلى الضلال في

                غيه وفى عميانه...فجرت سنته بما شاء...فالقضية واضحة مصوغة في أيسر صورة

                يدركها الإدراك البشرى فأما المجادلةفهى غريبة على الحس الإسلامى وعلى المنهج

                ..الإسلامى ...ولم ينته الجدل فيها في أية فلسفة أو أى لاهوت إلى نتيجة مريحة..

                لأنه جدل يتناول القضية بإسلوب لا يناسب طبيعتها ...ولكن الإسلام جاء ليحقق

                واقعاً عملياً تححده أوامر ونواهٍ واضحة فالإحالة إلى المشيئة الغيبية "دخول في متاهة

                يرتادها العقل بغير دليل ومضيعة للجهد الذى ينبغى أن ينفق في العمل الإيجابى الواقعى
                ...

                _ فيا أخيى القارىء: أنت مطالب قبل الفعل "بطاعة الله وعدم معصيته" وبعد الفعل

                أن أطعت الله : فعليك شكره إذ ذاك....

                وإن عصيته: فأنت مخاطب بوجوب التوبة والرجوع إليه ....وتستيقن بعدله وحكمته

                وأن تكره المعصية قبل وقوعك فيها ليصدك ذلك عنها ...وبعد وقوعها ليدفعك ذلك

                إلى التوبة إلى الله تعالى....ولتعلم أن ليس في كراهتك للمعصية قدر الله وإنما أنت

                مطالب بكره ما يكره وحب ما يحبه تعالى ...وأن توافق ربك في رضاه وسخطه

                فترضى بما رضى به وتسخط مما سخط الله منه ...ولتعلم أيضاً أن الله لا يحب الكفر

                ولا يرضاه لعباده ولا يحب أن يُعصى ولا يرضى ذلك لعباده....


                ***أعتذر عن الإطالة ولكن لأهمية الموضوع...

                وبهذا أكون _بفضل الله وحده_قد أتممت السلسلة ...

                الحمد لله الذى هدانا لهذا وما كنا لنهتدى لولا أن هدانا الله سبحانه والحمد لله

                الذى علمنا وأسبغ علينا نعمه وفضله ...فهذا هو ما تيسر لى في هذا السلسة

                المتواضعة...

                الله أسأل أن يتقبل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم وأن يشفى به صدور قوم

                مؤمنين ......

                وإن شاء الله إذا كان من إستفسار فأنا على استعداد لتوضيحه _بحول الله وحده_..

                وأخيراً : أسأل إخوانى وأخواتى في الله دعوة صالحة بظهر الغيب فما أفقرنى

                وأحوجنى إليها....

                سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك...

                وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى أله وصحبه وسلم....




                التعديل الأخير تم بواسطة راجية حب الرحمن; الساعة 23-11-2011, 07:14 AM. سبب آخر: التنسيق
                تالله ما الدعوات تُهزم بالأذى أبداً وفى التاريخ بَرُ يمينى
                ضع فى يدىَ القيد ألهب أضلعى بالسوط ضع عنقى على السكين
                لن تستطيع حصار فكرى ساعةً أو نزع إيمانى ونور يقينى
                فالنور فى قلبى وقلبى فى يدىَ ربىَ وربى حافظى ومعينى
                سأظل مُعتصماً بحبل عقيدتى وأموت مُبتسماً ليحيا دينى
                _______________________________
                ""الدعاة أُجراء عند الله ، أينما وحيثما وكيفما أرادهم أن يعملوا ، عملوا ، وقبضوا الأجر المعلوم !!!..وليس لهم ولا عليهم أن تتجه الدعوة إلى أى مصير ، فذلك شأن صاحب الأمر لا شأن الأجير !!!!...
                __________________________________
                نظرتُ إلىَ المناصب كلها.... فلم أجد أشرف من هذا المنصب_أن تكون خادماً لدين الله عزوجل_ لا سيما فى زمن الغربة الثانية!!
                أيها الشباب ::إنَ علينا مسئولية كبيرة ولن ينتصر هذا الدين إلا إذا رجعنا إلى حقيقته.

                تعليق


                • #9
                  سلسلة "خواطر حول القضاء والقدر(6)""!!!

                  :LLL:

                  الحمد لله وكفى وسلاماً على عباده الذين اصطفى ....وبعد...



                  فهذا الجزء الثانى من الشبهات والذى سأتناول فيه إن شاء الله شبهة قديمة حديثة شاعت



                  على ألسن الكثير من الكفار ومن العصاة المسلمين ألا وهى""احتجاج الكفار والعصاة



                  بالقدر على كفرهم ومعصيتهم """





                  **الجواب:



                  _إن الذى يحتج بقدر الله على الكفر والمعصية لا يعدو أحد اثنين :



                  1_إما أن يكون مؤمناً بوجود الله....

                  2_إما أن يكون منكراً...



                  فإذا كان الأول أى "مؤمناً" لزمه الإعتقاد بعدل الله وتنزيهه عن الظلم لأن الظلم نقص لا



                  يليق بالخالق لأنه تجاوز الحد ،والله سبحانه لا يعتريه نقص بحال من الأحوال...



                  ولا شك في أن عقاب المكره على الفعل ظلم ،والإحتجاج بقدر الله على معصيته مع



                  ظهور عقابه سبحانه للعصاة فيه نسبة الظلم إليه ..وهو أمر يتنافى مع الإيمان بالله ...



                  _أما إذا كان المحتج بالقدر "منكراً لله": فإن احتجاجه بالقدر تناقض ومماحكة لا يستحق



                  الجواب.....



                  _إن المحتج بالقدر على كفره ومعصيته متقول على الله بغير علم إذ كيف يصح للكافر



                  أو العاصى أن يحتج بأن الله كتب عليه الكفر أو المعصية قبل صدور ذلك منه،



                  وقدر الله وقوعه غيب لا يعلمه إلا الله عزوجل مع أنه مخاطب قبل إقدامه على عصيان



                  ربه بطاعته والتزام أمره؟؟؟....



                  وبعبارة أقرب: كيف يصح لرجل أن يقول :"كتب على ربى أن أسرق فأنا ذاهب لتنفيذ



                  قدره؟؟؟...فهل اطلع على اللوح المحفوظ فقرأ ما فيه حتى يعلم ما كتب الله عليه في



                  وقت كان مخاطباً بالإمتناع عن معصية الله بالسرقة وغيرها؟؟؟



                  قال الله((وإذا فعلوا فاحشةً قالوا وجدنا عليها أباءنا والله أمرنا بها قل إنَ الله لا يأمر



                  بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون))...



                  _والواقع أن هذا الأسلوب القرأنى في الرد على أمثال هؤلاء جاء ليصحح للناس



                  منهجهم في الفكر والنظر ويبين لهن أن المطلوب منهم هو"تنفيذ أوامره واجتناب



                  نواهيه وليس المطلوب أن يبحثوا عن غيبه المستور ليكيفوا أنفسهم على حسبه"".



                  وأختم بهذه الكلمات _وهى من بديع ما قرأت _ وهى "لصاحب الظلال _رحمه الله_""



                  ((إن الله أمرهم بأوامر ونهاهم عن محظورات وهذا ما يملكون أن يعلموه علماً مستيقناً



                  فأما مشيئة الله فهي غيب لا وسيلة لهم إليه ،فكيف يعلمونه؟؟!!..



                  وإذا لم يعلموه يقيناً فكيف يحيلون عليه؟؟!!إن لله أوامر ونواهى معلومة علماً قطعياً



                  فلماذا يتركون هذه المعلومات القطعية ليمضوا وراء الحدس والخرص في واد لا يعلمونه...



                  _هذا هو فصل القول في هذه القضية:إن الله لا يكلف الناس أن يعلموا غيب مشيئته



                  وقدره حتى يكيفوا أنفسهم على حسبه...إنما يكلفهم أن يعلموا أوامره ونواهيه ليكيفوا



                  أنفسهم على حسبها....وهم حين يحاولون هذا يقرر الله سبحانه أنه يهديهم إليه ويشرح



                  صدورهم للإسلام ....وهذا حسبهم في القضية التى تبدو عندئذ في واقعها العملى



                  يسيرة واضحة بريئة من غموض ذلك الجدل وتحكماته....



                  إن الله قادر لو شاء على أن يخلق بنى أدم ابتداء بطبيعة لا تعرف إلا الهدى أو يقهرهم



                  على الهدى أو يقذف بالهدى في قلوبهم فيهتدوا بلا قهر....



                  ولكنه سبحانه شاء غير هذا شاء أن يبتلى بنى أدم بالقدرة على الإتجاه على الهدى أو



                  الضلال ليعين من يتجه إلى الهدى على الهدى وليمد من يتجه منهم إلى الضلال في



                  غيه وفى عميانه...فجرت سنته بما شاء...فالقضية واضحة مصوغة في أيسر صورة



                  يدركها الإدراك البشرى فأما المجادلةفهى غريبة على الحس الإسلامى وعلى المنهج



                  ..الإسلامى ...ولم ينته الجدل فيها في أية فلسفة أو أى لاهوت إلى نتيجة مريحة..



                  لأنه جدل يتناول القضية بإسلوب لا يناسب طبيعتها ...ولكن الإسلام جاء ليحقق



                  واقعاً عملياً تححده أوامر ونواهٍ واضحة فالإحالة إلى المشيئة الغيبية "دخول في متاهة



                  يرتادها العقل بغير دليل ومضيعة للجهد الذى ينبغى أن ينفق في العمل الإيجابى الواقعى

                  ...



                  _ فيا أخيى القارىء: أنت مطالب قبل الفعل "بطاعة الله وعدم معصيته" وبعد الفعل



                  أن أطعت الله : فعليك شكره إذ ذاك....



                  وإن عصيته: فأنت مخاطب بوجوب التوبة والرجوع إليه ....وتستيقن بعدله وحكمته



                  وأن تكره المعصية قبل وقوعك فيها ليصدك ذلك عنها ...وبعد وقوعها ليدفعك ذلك



                  إلى التوبة إلى الله تعالى....ولتعلم أن ليس في كراهتك للمعصية قدر الله وإنما أنت



                  مطالب بكره ما يكره وحب ما يحبه تعالى ...وأن توافق ربك في رضاه وسخطه



                  فترضى بما رضى به وتسخط مما سخط الله منه ...ولتعلم أيضاً أن الله لا يحب الكفر



                  ولا يرضاه لعباده ولا يحب أن يُعصى ولا يرضى ذلك لعباده....





                  ***أعتذر عن الإطالة ولكن لأهمية الموضوع...



                  وبهذا أكون _بفضل الله وحده_قد أتممت السلسلة ...



                  الحمد لله الذى هدانا لهذا وما كنا لنهتدى لولا أن هدانا الله سبحانه والحمد لله



                  الذى علمنا وأسبغ علينا نعمه وفضله ...فهذا هو ما تيسر لى في هذا السلسة



                  المتواضعة...



                  الله أسأل أن يتقبل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم وأن يشفى به صدور قوم



                  مؤمنين ......



                  وإن شاء الله إذا كان من إستفسار فأنا على استعداد لتوضيحه _بحول الله وحده_..



                  وأخيراً : أسأل إخوانى وأخواتى في الله دعوة صالحة بظهر الغيب فما أفقرنى



                  وأحوجنى إليها....



                  سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك...



                  وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى أله وصحبه وسلم....









                  تالله ما الدعوات تُهزم بالأذى أبداً وفى التاريخ بَرُ يمينى
                  ضع فى يدىَ القيد ألهب أضلعى بالسوط ضع عنقى على السكين
                  لن تستطيع حصار فكرى ساعةً أو نزع إيمانى ونور يقينى
                  فالنور فى قلبى وقلبى فى يدىَ ربىَ وربى حافظى ومعينى
                  سأظل مُعتصماً بحبل عقيدتى وأموت مُبتسماً ليحيا دينى
                  _______________________________
                  ""الدعاة أُجراء عند الله ، أينما وحيثما وكيفما أرادهم أن يعملوا ، عملوا ، وقبضوا الأجر المعلوم !!!..وليس لهم ولا عليهم أن تتجه الدعوة إلى أى مصير ، فذلك شأن صاحب الأمر لا شأن الأجير !!!!...
                  __________________________________
                  نظرتُ إلىَ المناصب كلها.... فلم أجد أشرف من هذا المنصب_أن تكون خادماً لدين الله عزوجل_ لا سيما فى زمن الغربة الثانية!!
                  أيها الشباب ::إنَ علينا مسئولية كبيرة ولن ينتصر هذا الدين إلا إذا رجعنا إلى حقيقته.

                  تعليق


                  • #10
                    :lll:

                    أكرمكم الله أختنا الكريمة وبارك فى علمكم وعمركم وجهدكم ورزقكم الإخلاص فى القول

                    والعمل....

                    _أما الإعتذار : فلا داعى له أبداً .....

                    _أما التعليق : جزاكم الله خيراً عليه وأريد أن أعلق على الأية الكريمة التى تفضلتم بذكرها

                    قال الله((إنك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء))..

                    قال الأصفهانى _رحمه الله_ :إن الهداية لها أربع أنواع :

                    1_هداية الفطرة : وهى ما أنعم الله به على خلقه من عقل وحكمة وفطنة ومعرفة..

                    قال الله ((قال ربنا الذى أعطى كل شىءٍ خلقه تُمَ هدى))....

                    2_ هداية الدلالة "الدعوة": وهى ما أمر الله به رسله والدعاة من بعدهم وأنزل الكتب

                    لكى يدلوا الخلق على الطريق المستقيم الذى رسمه الله تعالى لعباده....


                    3_ هداية التوفيق : وهى قذف الإيمان فى القلب وتثبيت المؤمنين على طريق الحق ...

                    وذلك لمن سار فى طريق الإيمان واستجاب لدعوة الرسل والدعاة .....

                    قال الله ((والذين اهتدوا زادهم هدىً وأتاهم تقواهم))

                    4_ هداية المؤمنين يوم القيامة إلى الجنة : حيث يثبتهم الله على الصراط حتى يصلوا

                    لمنازلهم فى الجنة ويقولوا الحمد لله الذى هدانا لهذا وما كنا لنهتدى لولا أن هدانا الله..


                    إذاً فالدعاة لا يملكون من أنواع الهداية إلا هداية "الدعوة " أما الباقى فهى بيد الله تعالى

                    حيث أنه جلت حكمته قضى بأنه من إتبع الرسل وصار فى طريق الهداية فإن الله يعيته

                    ويثبته فى الدنيا والأخرة ....ولكن لا بد أن يأخذ بالأسباب التى حددها الله تعالى فى كتابه

                    وبينها الرسول الكريم فى سنته ....

                    ومن ثم : فهذا يدحض حجج الذين إذا دعوناهم إلى الله تجده يقول " لما ربنا يهدينى"

                    نقول إن الله قد هداك هداية الدلالة على يد الرسل والدعاة وأنت بالخيار "إن استجبت

                    وسرت فى الطريق استحققت هداية التوفيق التى لا يملكها أحد إلا الله .....

                    وإلا فلا تلومن إلا نفسك....


                    أعتذر للإطالة وشكر الله لكم...
                    التعديل الأخير تم بواسطة المشتاقة لله; الساعة 29-07-2010, 07:26 PM. سبب آخر: التحويل للجمع
                    تالله ما الدعوات تُهزم بالأذى أبداً وفى التاريخ بَرُ يمينى
                    ضع فى يدىَ القيد ألهب أضلعى بالسوط ضع عنقى على السكين
                    لن تستطيع حصار فكرى ساعةً أو نزع إيمانى ونور يقينى
                    فالنور فى قلبى وقلبى فى يدىَ ربىَ وربى حافظى ومعينى
                    سأظل مُعتصماً بحبل عقيدتى وأموت مُبتسماً ليحيا دينى
                    _______________________________
                    ""الدعاة أُجراء عند الله ، أينما وحيثما وكيفما أرادهم أن يعملوا ، عملوا ، وقبضوا الأجر المعلوم !!!..وليس لهم ولا عليهم أن تتجه الدعوة إلى أى مصير ، فذلك شأن صاحب الأمر لا شأن الأجير !!!!...
                    __________________________________
                    نظرتُ إلىَ المناصب كلها.... فلم أجد أشرف من هذا المنصب_أن تكون خادماً لدين الله عزوجل_ لا سيما فى زمن الغربة الثانية!!
                    أيها الشباب ::إنَ علينا مسئولية كبيرة ولن ينتصر هذا الدين إلا إذا رجعنا إلى حقيقته.

                    تعليق


                    • #11




                      ماشـــــــاء الله لاقـــــوة الا بالله

                      بــــارك الله فيكم أخينا على هذا المجهود الرائــــــــع :( تكريم :

                      أسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتكم وان ينفعنا وأياكم به .

                      ولك منــــا دعـــــوة بظهر الغيب ان شاء الله .


                      " ليا طلب من الاخوة المشرفين : برجاء تثبيت الموضوع لأهميته

                      وجــــــــزاكم الله كل خير


                      التعديل الأخير تم بواسطة راجية حب الرحمن; الساعة 23-11-2011, 07:24 AM.
                      عن إبن عباس قال : كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقال :" يا غلام !إني أعلمك كلمات أحفظ الله يحفظك أحفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا ستعنت فاستعن بالله وأعلم أن الأمة لو أجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو أجتمعواعلى أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف"
                      قال الإمام الترمذي:هذا حديث حسن صحيح

                      تعليق


                      • #12
                        :LLL:

                        مجهودك مميز فى سلسلة القضاء والقدر أخى غيث ... فجزاك الله خيرا

                        وإن شاء الله قريبا سنرى ما يسرنا فى المنتدى حتى لا تقع مواضيع

                        إن الله مع الصابرين
                        سبحان الله وبحمده ::. . .:: سبحان الله العظيم
                        الحمد لله عدد ما خلق . الحمد لله ملء ما خلق . الحمد لله عدد ما في السموات و ما في الأرض . الحمد لله عدد ما أحصى كتابه و الحمد لله ملء ما أحصى كتابه . و الحمد لله عدد كل شيئ والحمد لله ملء كل شيئ



                        تعليق


                        • #13
                          اللهم أميييييييييييييييييييييييييييين

                          أولاً :أعتذر فى التأخر فى الرد على حضرتك......

                          جزاكم الله خيراً منه أختى الكريمة وبارك الله فيكِ.....

                          ثانيا: الأخ "أبو يحيى" بالفعل ثبت الموضوع ولكنه وقع أكثر من مرة ....والله أسأل أن يثبته

                          بعد تعديل المنتدى إن شاء الله...
                          التعديل الأخير تم بواسطة كريمه بركات; الساعة 10-08-2015, 01:51 AM.
                          تالله ما الدعوات تُهزم بالأذى أبداً وفى التاريخ بَرُ يمينى
                          ضع فى يدىَ القيد ألهب أضلعى بالسوط ضع عنقى على السكين
                          لن تستطيع حصار فكرى ساعةً أو نزع إيمانى ونور يقينى
                          فالنور فى قلبى وقلبى فى يدىَ ربىَ وربى حافظى ومعينى
                          سأظل مُعتصماً بحبل عقيدتى وأموت مُبتسماً ليحيا دينى
                          _______________________________
                          ""الدعاة أُجراء عند الله ، أينما وحيثما وكيفما أرادهم أن يعملوا ، عملوا ، وقبضوا الأجر المعلوم !!!..وليس لهم ولا عليهم أن تتجه الدعوة إلى أى مصير ، فذلك شأن صاحب الأمر لا شأن الأجير !!!!...
                          __________________________________
                          نظرتُ إلىَ المناصب كلها.... فلم أجد أشرف من هذا المنصب_أن تكون خادماً لدين الله عزوجل_ لا سيما فى زمن الغربة الثانية!!
                          أيها الشباب ::إنَ علينا مسئولية كبيرة ولن ينتصر هذا الدين إلا إذا رجعنا إلى حقيقته.

                          تعليق


                          • #14
                            رد: سلسلة "خواطر حول القضاء والقدر()!!!""

                            للرفع رفع الله قدركم
                            وجزاكم عنا خير الجزاء


                            اسئلكم الدعاء ﻻخي بالشفاء العاجل وان يمده الله بالصحة والعمر الطويل والعمل الصالح

                            تعليق


                            • #15
                              رد: سلسلة "خواطر حول القضاء والقدر()!!!""

                              جزاكم الله خيراااااا

                              بارك الله فيكم

                              ونفع بكم ..اللهم آمين

                              وآآآآه يا أبي بكر هل لي من لقياك نصيب
                              رضي الله عنك وأرضاك


                              تعليق

                              يعمل...
                              X