إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهد الله فلامضل له
ومن يضلل فلا هادي له
وأشهد ألا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله
...
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولاتموتن إلا وأنتم مسلمون
.........
يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة
وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءا
واتقوا الله الذي تساألون به والأرحام
إن الله كان عليكم رقيباً
.........
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديدا يصلح لكم أعمالكم
ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيما
.................
إن أصدق الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم
وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار
التعريف بالقضاء والقدر
المبحـث الأول
التعريف بالقدر
" القدر مصدر ، تقول :
قَدَرت الشيء بتخفيف الدال وفتحها أقْدِره بالكسر والفتح قَدْراً وقَدَراً
إذا أحطت بمقداره " (1) .
والقدر في اللغة " القضاء والحكم ومبلغ الشيء
والتقدير التروية والتفكر في تسوية الأمر " (2) .
والقدر في الاصطلاح : " ما سبق به العلم ، وجرى به القلم مما هو كائن إلى الأبد
وأنه – عز وجل - قدَّر مقادير الخلائق ، وما يكون من الأشياء قبل أن تكون في الأزل
وعلم سبحانه أنها ستقع في أوقات معلومة عنده تعالى
وعلى صفات مخصوصة، فهي تقع على حسب ما قدرها " (3) .
وقال ابن حجر في تعريفه :
" المراد أنّ الله – تعالى – علم مقادير الأشياء وأزمانها قبل إيجادها
ثمّ أوجد ما سبق في علمه أنه يوجد ، فكل محدث صادر عن علمه وقدرته وإرادته " (4) .
ونقل السفاريني عن الأشعرية أن " القدر إيجاد الله – تعالى –
الأشياء على قدر مخصوص ، وتقدير معين في ذواتها وأحوالها
طبق ما سبق به العلم وجرى به القلم " (5) .
وهذه التعريفات متقاربة فيما بينها ، وهي تفيد أن القدر يشمل أمرين :
الأول : علم الله الأزلي الذي حكم فيه بوجود ما شاء أن يوجده
وحدد صفات المخلوقات التي يريد إيجادها
وقد كتب كل ذلك في اللوح المحفوظ بكلماته
فالأرض والسماء أحجامهما وأبعادهما وطريقة تكوينهما وما بينهما وما فيهما
كل ذلك مدون علمه في اللوح المحفوظ تدويناً دقيقاً وافياً .
والثاني : إيجاد ما قدر الله إيجاده على النحو الذي سبق علمه وجرى به قلمه
فيأتي الواقع المشهود مطابقاً للعلم السابق المكتوب .
والقدر يطلق ويراد به التقدير السابق لما في علم الله
ويطلق ويراد ما خلقه وأوجده على النحو الذي علمه .
وسئل الإمام الشافعي – رحمه الله تعالى –
عن القدر فأجاب شعراً قائلاً:
فما شئتَ كان وإن لم أشـأ==== وما شئتُ إن تشأ لم يكنْ
خلقتَ العباد على ما علمتَ=== ففي العلم يجري الفتى والمُسِنْ
على ذا مننتَ وهذا خذلتَ ----- وهذا أعنـتَ وهذا لم تُعِنْ
فمنهم شقي ومنهم سعيد000000 ومنهم قبـيح ومنهم حَسَنْ
خلقتَ العباد على ما علمتَ=== ففي العلم يجري الفتى والمُسِنْ
على ذا مننتَ وهذا خذلتَ ----- وهذا أعنـتَ وهذا لم تُعِنْ
فمنهم شقي ومنهم سعيد000000 ومنهم قبـيح ومنهم حَسَنْ
--------------------------------
(1) فتح الباري لابن حجر العسقلاني :1/118 .
(2) القاموس المحيط للفيروزآبادي :ص591 .
(3) عقيدة السفاريني :1/348 .
(4) فتح الباري :1/118 .
(5) عقيدة السفاريني :1/345 .
(6) الاعتقاد للبيهقي :ص162.شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي :1/702 .
تعليق