السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب والحكمة ، وأقام بهما على عباده الحجة فمن اتبع فقد اهتدى ومن أعرض فقد ضل وغوى ...
والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى والنبي المجتبى وآله وصحبه المستكملين الشرفا ومن تبعهم بإحسان إلى يوم اللقا ... ثم أما بعد ... ،
فقد عتب علينا البعض لما نحمله على المخالفين للمنهج السلفي وأنه حسب ادعائه هذا وقت تجميع وأن الحملة على المخالفين للمنهج السلفي تفرق جمع المسلمين فكان ردنا واضحا في موضوع
فلما عجز أهل البدع (بجميع طوائفهم) عن الرد عادوا إلى ضلالهم القديم وظنوا أنهم يحسنون صنعا قالوا : (لنعمل سويا فيما اتفقنا فيه وليعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه) فكان رد أهل العلم واضحا لا مجاملة فيه كما بينا ذلك في موضوع معذرة ... فلن أتعاون معكم ...
فإن
كلمة التوحيد أساس توحيدالكلمةفاقرؤوا بتمعن وسلوا الله حسن الفهم
ثم قال بعضهم بلاد الإسلام ممتلئة بالعصاة والمنحرفين عن طاعة الله أليس من الأولى أن نوجه دعوتنا لهم و أن نتحرك عليهم حتى يتوبوا إلى الله ...
فكان الرد واضحا أيضا في موضوعنا أهل البدع أشد خطرا من العصاة والذي أوضحنا فيه مدى خطورة البدعة بجميع أنواعها على الإسلام والمسلمين
و أن أهل البدع من أعظم الناس صدا عن سبيل الله ذلك بأنهم يشوهون الدين ويغيرون الملة وكما بينا ذلك جليا في موضوع دور الصوفية في إفسادِالعقائدِ
فلما لم يسع علماءنا قديما وحديثا السكوت عن أهل البدع فلم يسعنا نحن أيضا وإنا على آثار أسلافنا مقتدون كما بينا ذلك في موضوع من فظائع الصوفية ... وأقوالعلماء الإسلام فيهم
وقد يسأل سائل من أين أتتنا هذه الطوام العظيمة ؟
وهذا ما نحاول الإجابة عنه في نقلنا التالي والله المستعان
نشأة الطرق الصوفية :
وضع أبو سعيد محمد أحمد الميهي الصوفي الإيراني 430هـ أول هيكل تنظيمي للطرق الصوفية بجعله متسلسلا عن طريق الوراثة, ويمثل القرن السادس الهجري البداية الفعلية للطرق الصوفية وانتشارها حيث انتقلت من إيران إلى المشرق الإسلامي, فظهرت الطريقة القادرية المنسوبة لعبد القادر الجيلاني 561هـ .
كما ظهرت الطريقة الرفاعية المنسوبة لأبي العباس الرفاعي 540هـ , وفي القرن السابع الهجري دخل التصوف الأندلس وأصبح ابن عربي أحد رؤوس الصوفية 638هـ , واستمرت الصوفية بعد ذلك في القرون التالية إذ انتشرت الفوضى واختلط الأمر على الصوفية لاختلاط أفكار المدارس الصوفية وبدأت مرحلة الدراويش.
نماذج من الطرق الصوفية:
[ الطريقة القادرية وتسمى الجيلانية: أسسها عبد القادر الجيلاني المتوفى سنة 561هـ , يزعم أتباعه انه أخذ الخرقة والتصوف عن الحسن البصري عن الحسن بن علي بن أبي طالب رضى الله عنهما, كما نسبوا إليه من الأمور العظيمة فيما لا يقدر عليها إلا الله تعالى من معرفة الغيب, وإحياء الموتى وتصرفه في الكون حيا أو ميتا , بالإضافة إلى مجموعة من الأذكار والأوراد والأقوال التي منها: من استغاث بي في كربة كشفت عنه, ومن نادني في شدة فرجت عنه ومن توسل بي في حاجة قضيت له.
[ الطريقة الرفاعية: تنسب إلى ابي العباس أحمد بن أبي الحسين الرفاعي ويطق عليها البطائحية نسبة إلى مكان ولاية بالقرب من قرى البطائح بالعراق, وجماعته يستخدمون السيوف ودخول النيران في إثبات الكرامات. قال عنهم الشيخ الألوسي "وأعظم الناس بلاء في هذا العصر على الدين والدولة مبتدعة الرفاعية, فلا تجد بدعة إلا ومنهم مصدرها وعنهم موردها فذكرهم عبارة عن رقص وغناء وعبادة مشايخهم".
[ البدوية: وتنسب إلى احمد البدوي 634هـ ولد بفاس, حج ورحل إلى العراق, واستقر في طنطا حتى وفاته, له فيها ضريح مقصود, حيث يقام له كغيره من أولياء الصوفية احتفال بمولده سنويا يمارس فيه الكثير من البدع والانحرافات العقدية من دعاء واستغاثة وتبرك وتوسل ما يؤدي إلى الشرك المخرج من الملة, وأتباع طريقته منتشرون في بعض محافظات مصر, ولهم فيها فروع كالبيومية والشناوية وأولاد نوح والشعبية وشارتهم العمامة الحمراء.
[ الطريقة الدسوقية: تنسب إلى إبراهيم الدسوقي 676هـ المدفون بمدينة دسوق في مصر, يدعي المتصوفة انه احد الأقطاب الأربعة الذين يرجع إليهم تدبير الأمور في هذا الكون.
[ الطريقة الأكبرية: نسبة إلى الشيخ محيي الدين بن عربي الملقب بالشيخ الأكبر 638هـ, وتقوم طريقته على عقيدة وحدة الوجود والصمت والعزلة والجوع والسهر, ولها ثلاث صفات: الصبر على البلاء, والشكر على الرخاء, والرضا بالقضاء.
[ الطريقة الشاذلية: وهي طريقة صوفية تنسب إلى أبي الحسن الشاذلي يؤمن أصحابها بجملة الأفكار والمعتقدات الصوفية وان كانت تختلف في أسلوب سلوك المريد أو السالك وطرق تربيته, إضافة إلى اشتهارهم بالذكر المفرد "الله" أو مضمرا "هـ", ويفضلون اكتساب العلوم عن طريق الذوق وهو تلقي الأرواح للأسرار الطاهرة في الكرامات وخوارق العادات, كذلك معرفة الله تعالى معرفة يقينية ولا يحصل ذلك إلا عن طريق الذوق أو الكشف. كما أن من معتقداتهم السماع وهو سماع الأناشيد والأشعار التي قد تصل إلى درجة الكفر والشرك كرفع الرسول إلى مرتبة ليست موجودة في الكتاب والسنة.
[ الطريقة البكداشية: كان الأتراك العثمانيون ينتمون الى هذه الطريقة, وهي لا تزال منتشرة في ألبانيا, كما أنها اقرب الى التصوف الشيعي, وكان لهذه الطريقة اثر بارز في نشر الإسلام بين الأتراك والمغول.
[ الطريقة المولوية: انشأها الشاعر الفارسي جلال الدين الرومي 672هـ والمدفون بقونية, أصحابها يتميزون بإدخال الرقص والإيقاعات في حلقات الذكر, وقد انتشروا في تركيا وغرب آسيا, ولم يبق لهم في الأيام الحاضرة إلا بعض التكايا في تركيا وحلب وفي بعض أقطار المشرق.
[ الطريقة النقشبندية: تنسب إلى الشيخ بهاء الدين محمد بن البخاري الملقب بشاه نقشبند 791هـ وهي طريقة تشبه الطريقة الشاذلية, انتشرت في فارس وبلاد الهند.
[ الطريقة الملامتية: مؤسسها أبو صالح حمدون بن عمار المعروف بالقصار 271هـ أباح بعضهم مخالفة النفس بغية جهادها ومحاربة نقائصها, وقد أظهر الغلاة منهم في تركيا حديثا بمظهر الإباحية والاستهتار وفعل كل أمر دون مراعاة للأوامر والنواهي الشرعية.
[ الطريقة التيجانية: طريقة صوفية يؤمن أصحابها بجملة الأفكار والمعتقدات الصوفية ويزيدون عليها الاعتقاد بامكانية مقابلة النبي مقابلة مادية واللقاء به لقاء حسيا في هذه الدنيا, وان الرسول قد خصهم بصلاة "الفاتح" التي تحتل لديهم مكانة عظيمة ـ وكنا قد عرضنا لهذه الصلاة أعلى الصفحة ـ هذه الطريقة أسسها أبو العباس أحمد التيجاني 1230هـ , الذي ولد بالجزائر ويدعي انه التقى النبي لقاء حسيا ماديا وانه تعلم منه صلاة الفاتح وانها تعدل قراءة القرآن ستة آلاف مرة. ويلاحظ على أصحاب هذه الطريقة شدة تهويلهم للأمور الصغيرة وتصغيرهم للأمور العظيمة على حسب هواهم ما أدى إلى أن يفشو التكاسل بينهم لما شاع بينهم من الأجر العظيم على اقل عمل يقومون به, ويرون أن لهم خصوصيات ترفعهم عن مقام الناس الآخرين من أهمها: أن تخفف عنهم سكرات الموت وان الله يظلهم في ظل عرشه وان لهم برزخا يستظلون به وحدهم. وأهل هذه الطريقة كباقي الطرق الصوفية يجيزون التوسل بذات النبي , وقد بدأت هذه الطريقة في مدينة فاس وصار لها أتباع في السنغال ونيجيريا وشمال إفريقيا ومصر والسودان.
[ الطريقة الختمية: وهي طريقة صوفية تلتقي مع الطرق الصوفية الأخرى في كثير من المعتقدات مثل الغلو في شخص رسول الله وادعاء لقياه واخذ تعاليمهم وأورادهم وأذكارهم التي تميزوا بها, عنه مباشرة, هذا إلى جانب ارتباط الطريقة بالفكر والمعتقد الشيعي وأخذهم من أدب الشيعة وجدالهم. وقد أسس هذه الطريقة محمد عثمان الميرغني ويلقب بالختم إشارة إلى أنه خاتم الأولياء, ومنه اشتق اسم الطريقة الختمية, كما تسمى الطريقة الميرغنية ربطا لها بطريقة جد المؤسس عبد الله الميرغني المحجوب.. وقد بدأت هذه الطريقة من مكة والطائف, وأرست لها قواعد في جنوب وغرب الجزيرة العربية, كما عبرت الى السودان ومصر, وتتركز قوة الطريقة من حيث الاتباع والنفوذ الآن في السودان.. وعلى هذا فان الطريقة الختمية طائفة صوفية تتمسك بمعتقدات الصوفية وأفكارهم وفلسفاتهم حيث تبنوا فكرة وحدة الوجود التي نادى بها ابن عربي وقالوا بفكرة النور المحمدي, واستخدموا مصطلحات الوحدة والتجلي والانبجاس والظهور والفيض وغيرها من المصطلحات الفلسفية الصوفية, وأسبغوا على الرسول من الأوصاف ما لا ينبغي أن يكون إلا لله تعالى, ويدعي مؤسس الطريقة بأنه خاتم الأولياء وان مكانته تأتي بعد الرسول , والطريقة الختمية تهتم بإقامة الاحتفالات الخاصة بإحياء ذكر مولد النبي واقامة ليالي الذكر أو الحولية.
[ الطريقة البريلوية: وهي فرقة صوفية نشأت في شبه القارة الهندية الباكستانية في مدينة بريلي بالهند أيام الاستعمار البريطاني وقد اشتهرت بمحبة وتقديس الأنبياء والأولياء بعامة, والنبي بخاصة. مؤسس هذه الطريقة هو احمد رضا خان 340هـ ولقد سمى نفسه عبد المصطفى!, ويعتقد أبناء هذه الطائفة بان الرسول لديه القدرة التي يتحكم بها في الكون, ولقد غالوا في نظرتهم إلى النبي حتى أوصلوه إلى قريب من مرتبة الإلوهية, يقول احمد رضا خان "أي يا محمد لا استطيع أن أقول لك الله, ولا استطيع أن أفرق بينكما, فأمرك إلى الله هو اعلم بحقيقتك" كما ان هذه الطائفة لديها عقيدة الشهود حيث ان النبي في نظرهم حاضر وناظر لأفعال العباد في كل زمان ومكان, كما أنهم يشيدون القبور ويعمرونها ويتبركون بها, ويؤمنون بالإسقاط وهي صدقة تدفع عن الميت بمقدار ما ترك من صلاة أو صيام أو سائر العبادات وهي مقدار صدقة الفطر. وأعظم أعيادهم هو ذكرى المولد النبوي. وهم يكفرون المسلمين لأدنى سبب مثل الرئيس الباكستاني الراحل ضياء الحق وشيخ الإسلام ابن تيمية والإمام محمد بن عبد الوهاب.
أهم الشخصيات الصوفية :
سنحاول عرض أبرز الشخصيات الصوفية وأكثرها تأثيرا عبر العصور ـ وخصوصا الذين دعوا الى عقيدة الحلول والاتحاد فمن أبرزهم:
* البسطامي (261هـ): هو أبو يزيد طيفور بن عيسى البسطامي كان جده مجوسيا فاسلم, وهو أول من استخدم لفظ الفناء بمعناه الصوفي الذي يقصد منه الاتحاد بذات الله, يقول د. عبدالرحمن بدوي ـ صوفي معاصر ـ صاحب كتاب تاريخ التصوف الإسلامي: "لقد نصب الله الخلائق بين يدي أبي يزيد وها هي ذا تتحرق إلى رؤياه في هذا المقام... لكن لكي يمكنهم أن يروه كان عليه أن يطلب إلى الله أن يزين أبا يزيد بوحدانيته ويلبسه أنانيته..." وعلى هذا فإن عقيدة البسطامي واضحة فهو أول من سعى في نشر عقيدة الاتحاد بين المسلمين.
* الحلاج (309هـ): هو الحسين بن منصور الحلاج, صوفي فيلسوف, تبرأ منه سائر الصوفية والعلماء لسوء سيرته ومروقه, وهو يدعي الحلول ومعناه حلول الإله فيه أي الله سبحانه وتعالى وتقدس عما يقول, واستمر الحلاج في نشر فكره الحلولي حتى استفحل أمره فألقي القبض عليه لتتم مناظرته ومناقشته بحضره القضاة وبعد أن تيقن السلطان (المقتدر) أمره أمر بقتله.
* الغزالي (450 ـ 505هـ): أبو حامد محمد بن احمد الطوسي الملقب بحجة الإسلام, ولد بطوس من إقليم خراسان, نشأ في بيئة كثرت فيها الآراء والمذاهب مثل علم الكلام والفلسفة, والباطنية, والتصوف, وأورثه ذلك حيرة وشكا , ألف عددا من الكتب أهمها تهافت الفلاسفة والمنقذ من الضلال, وأهمها على الإطلاق إحياء علوم الدين, ويعد الغزالي رئيس مدرسة الكشف في المعرفة.. ومن جليل أعماله هدمه للفلسفة اليونانية وكشفه لفضائح الباطنية. وفي آخر حياته اقبل على حديث الرسول , وفي هذه المرحلة ألف كتابه "إلجام العوام عن علم الكلام" الذي ذم فيه علم الكلام وطريقته وانتصر لمذهب السلف, ويقال انه رجع عن القول بالكشف وإدراك خصائص النبوة,.
* ابن الفارض (566 ـ 632): هو أبو حفص عمر بن علي الحموي الأصل المصري المولد, لقب بشرف الدين, وهو من الغلاة الموغلين في وحدة الوجود, يقول الشيخ الوكيل "ابن الفارض يزعم انه منذ القدم كان الله, ثم تلبس بصورة النفس.. الخ" ونص شيخ الإسلام ابن تيمية على أن ابن الفارض من أهل الإلحاد القائلين بالحلول الاتحاد ووحدة الوجود..
* ابن عربي (560 ـ 638هـ): وهو أبو بكر محيي الدين محمد بن علي بن عربي الحاتمي الطائي الأندلسي, الملقب بالشيخ الأكبر عند الصوفية, رئيس مدرسة وحدة الوجود, يعتبر نفسه خاتم الأولياء, استقر في دمشق حيث مات ودفن, وله فيها قبر يزار, طرح نظرية الإنسان الكامل التي تقوم على أن الإنسان وحده من بين المخلوقات يمكن أن تتجلى فيه جميع الصفات الإلهية إذ تيسر له الاستغراق في وحدانية الله, وهذا يوضح خطورة آرائه ولذلك فقد اتفق علماء الإسلام شرقا وغربا على ذم ابن عربي وآرائه والبعض منهم يحرم النظر في كتبه.
* ابن سبعين (614 ـ 669هـ): هو قطب الدين أبو محمد عبد الحق بن إبراهيم بن محمد بن سبعين الاشبيلي المرسي, احد الفلاسفة المتصوفة القائلين بوحدة الوجود التي يرى أنها تعني أن وجود الحق هو الثابت بدءا , وانه مادة كل شيء, والخلق منبثق منه فائض عنه, ولذا يقول ابن تيمية: أن ابن سبعين وإن قال بأن الوجود واحد فهو يقول بالاتحاد والحلول من هذا الوجه, لان معنى كلامه أن الحق محل للخلق. ويرى ابن سبعين ان الله هو الوجود كله ولا شيء معه إلا علمه, والكائنات هي عين علمه. يقول ابن تيمية "هذا من أبطل الباطل وأعظم الكفر والضلال".
* العفيف التلسماني (610 ـ 690هـ): هو سليمان بن علي الكومي التلمساني, يلقب بعفيف الدين, يقول عنه الذهبي أنه أحد زنادقة الصوفية, ويقول ابن كثير "وقد نسب هذا الرجل إلى عظائم في الأقوال والاعتقاد في الحلول والاتحاد والزندقة والكفر المحض وشهرته تغني عن الإطناب في ترجمته", ومن أقوال التلمساني الشنيعة التي توضح كفره الحوار الذي دار بينه وبين احد شيوخه قال: القرآن ليس فيه توحيد بل القرآن كله شرك, ومن اتبع القرآن لم يصل إلى التوحيد" وكذلك فان من فكر التلمساني الفاسد ما حكاه شيخ الإسلام من أن الشيرازي قال لشيخه التلمساني ـ وقد مر بكلب أجرب ميت ـ فقال: هذا أيضا من ذات الله؟! فقال: وهل ثم خارج عنه!؟ قال ابن تيمية: هذا من أعظم الكفر. وعلى هذا فان الرجل يعد من رواد وحدة الوجود الكبار, ومن المصنفين المكثرين في تقرير هذه العقيدة الفاسدة ونشرها.
* النابلسي (1050 ـ 1143هـ): هو عبد الغني بن إسماعيل الدمشقي النابلسي الحنفي النقشبندي القادري, آمن بالطريقة النقشبندية الذين يؤمنون بعقيدة الفناء ووحدة الوجود.
أقوال بعض الأئمة والعلماء في الصوفية :
* الإمام الشافعي: أدرك بدايات التصوف وكان أكثر العلماء والأئمة إنكارا عليهم, وقد كان مما قاله في هذا الصدد "لو أن رجلا تصوف اول النهار لا يأتي الظهر حتى يصير أحمق".
* الإمام احمد بن حنبل: كان للصوفية بالمرصاد فقد قال فيما بدأ الحارث المحاسبي يتكلم فيه وهو الوساوس والخطرات قال احمد: ما تكلم فيها الصحابة ولا التابعون وحذر من مجالسة الحارث وقال لصاحب له: لا أرى لك ان تجالسه.
* الإمام ابن الجوزي: كتب كتابا سماه "تلبيس إبليس" خص الصوفية بمعظم فصوله وبيَّن تلبيس الشيطان عليهم ما جعلهم يتخبطون في الظلمات.
* شيخ الإسلام ابن تيمية: كان من أعظم الناس بيانا لحقيقة التصوف, وتتبعا لأقوال الزنادقة والملحدين وخاصة ابن عربي و التلمساني وابن سبعين, فتعقب أقوالهم وفضح باطنهم وحذر الأمة من شرورهم وقد ذكرنا في هذا الجزء مقاطع مما قاله ابن تيمية.
بعض كبار الصوفية الذين هداهم الله للطريق القويم:
* الدكتور تقي الدين الهلالي: شيخ التوحيد في بلاد المغرب والذي كان صوفيا (تيجانيا) فأكرمه الله بدعوة التوحيد, يقول عن سبب خروجه من الطريقة التيجانية: "لقد كنت في غمرة عظيمة وضلال مبين وكنت أرى خروجي من الطريقة التيجانية كالخروج من الإسلام ولم يكن يخطر لي ببال أن أتزحزح عنها قيد شعرة, وجرت مناظرة حول ادعاء الشيخ التيجاني في انه رأي النبي يقظة, وقد ثبت بطلان ذلك "يمكن الرجوع للمناظرة بكاملها في كتاب (الفكر الصوفي ص 474) وكذلك يذكر انه اجتمع بالشيخ عبد العزيز بن إدريس وأوضح له بطلان الطريقة التيجانية".
* الشيخ عبدالرحمن الوكيل: وكيل جماعة أنصار السنة بمصر, صاحب كتاب "هذه هي الصوفية" يقول "كانت لي بالتصوف صلة, وهي صلة العبرة بالمأساة, حيث كان يدرج بي الصبا في مدارجه السحرية وتستقبل النفس كل صروف الأقدار بالفرحة الطروب".
ويضيف "ألا فاسمعوها غير هيابة ولا وجلة, وأصغوا إلى هتاف الحق يهدر بالحق إن التصوف أدنأ و أألم كيد ابتدعه الشيطان ليسخر معه عباد الله في حربه لله ولرسوله, انه قناع كل عدو صوفي للدين الحق, فتش فيه تجد برهمية وبوذية, وزرادشتية, ويهودية ونصرانية ووثنية جاهلية..."
وبعد 000
إن ما نشاهده اليوم من الصوفية التي عمدت إلى تدوين معتقداتها ومناهجها ومن ثم محاولة نشر تلك المعتقدات بشتى الوسائل وخصوصا في عصرنا الحاضر عصر المعلومات والاتصالات فما نشاهده من تكريس لتلك العقيدة والشريعة من خلال طقوسها التي تطالعنا بها الفضائيات وتعج بها الصحف والمجلات على أنها من أصول العقيدة والتشريع الإسلامي ما قد يؤدي بالأمة الإسلامية إلى التخلف والتقهقر وكيف لها أن تتقدم مع هذه الانحرافات العقدية.. والله من وراء القصد.
للاستزادة حول الصوفية:
(1) الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة: الندوة العالمية للشباب الإسلامي.
(2) تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي ـ محمد لوح ـ رسالة ماجستير منشورة ـ الجامعة الإسلامية.
(3) الفكر الصوفي في ضوء الكتاب والسنة ـ عبد الرحمن عبد الخالق.
(4) تاريخ التصوف الإسلامي ـ عبد الرحمن بدوي
ولمزيد من البحث الموسوعي يتم مراجعة موضوع
الملف الكامل (ماذا تعرف عن الصوفية؟)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب والحكمة ، وأقام بهما على عباده الحجة فمن اتبع فقد اهتدى ومن أعرض فقد ضل وغوى ...
والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى والنبي المجتبى وآله وصحبه المستكملين الشرفا ومن تبعهم بإحسان إلى يوم اللقا ... ثم أما بعد ... ،
فقد عتب علينا البعض لما نحمله على المخالفين للمنهج السلفي وأنه حسب ادعائه هذا وقت تجميع وأن الحملة على المخالفين للمنهج السلفي تفرق جمع المسلمين فكان ردنا واضحا في موضوع
فلما عجز أهل البدع (بجميع طوائفهم) عن الرد عادوا إلى ضلالهم القديم وظنوا أنهم يحسنون صنعا قالوا : (لنعمل سويا فيما اتفقنا فيه وليعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه) فكان رد أهل العلم واضحا لا مجاملة فيه كما بينا ذلك في موضوع معذرة ... فلن أتعاون معكم ...
فإن
كلمة التوحيد أساس توحيدالكلمةفاقرؤوا بتمعن وسلوا الله حسن الفهم
ثم قال بعضهم بلاد الإسلام ممتلئة بالعصاة والمنحرفين عن طاعة الله أليس من الأولى أن نوجه دعوتنا لهم و أن نتحرك عليهم حتى يتوبوا إلى الله ...
فكان الرد واضحا أيضا في موضوعنا أهل البدع أشد خطرا من العصاة والذي أوضحنا فيه مدى خطورة البدعة بجميع أنواعها على الإسلام والمسلمين
و أن أهل البدع من أعظم الناس صدا عن سبيل الله ذلك بأنهم يشوهون الدين ويغيرون الملة وكما بينا ذلك جليا في موضوع دور الصوفية في إفسادِالعقائدِ
فلما لم يسع علماءنا قديما وحديثا السكوت عن أهل البدع فلم يسعنا نحن أيضا وإنا على آثار أسلافنا مقتدون كما بينا ذلك في موضوع من فظائع الصوفية ... وأقوالعلماء الإسلام فيهم
وقد يسأل سائل من أين أتتنا هذه الطوام العظيمة ؟
وهذا ما نحاول الإجابة عنه في نقلنا التالي والله المستعان
نشأة الطرق الصوفية :
وضع أبو سعيد محمد أحمد الميهي الصوفي الإيراني 430هـ أول هيكل تنظيمي للطرق الصوفية بجعله متسلسلا عن طريق الوراثة, ويمثل القرن السادس الهجري البداية الفعلية للطرق الصوفية وانتشارها حيث انتقلت من إيران إلى المشرق الإسلامي, فظهرت الطريقة القادرية المنسوبة لعبد القادر الجيلاني 561هـ .
كما ظهرت الطريقة الرفاعية المنسوبة لأبي العباس الرفاعي 540هـ , وفي القرن السابع الهجري دخل التصوف الأندلس وأصبح ابن عربي أحد رؤوس الصوفية 638هـ , واستمرت الصوفية بعد ذلك في القرون التالية إذ انتشرت الفوضى واختلط الأمر على الصوفية لاختلاط أفكار المدارس الصوفية وبدأت مرحلة الدراويش.
نماذج من الطرق الصوفية:
[ الطريقة القادرية وتسمى الجيلانية: أسسها عبد القادر الجيلاني المتوفى سنة 561هـ , يزعم أتباعه انه أخذ الخرقة والتصوف عن الحسن البصري عن الحسن بن علي بن أبي طالب رضى الله عنهما, كما نسبوا إليه من الأمور العظيمة فيما لا يقدر عليها إلا الله تعالى من معرفة الغيب, وإحياء الموتى وتصرفه في الكون حيا أو ميتا , بالإضافة إلى مجموعة من الأذكار والأوراد والأقوال التي منها: من استغاث بي في كربة كشفت عنه, ومن نادني في شدة فرجت عنه ومن توسل بي في حاجة قضيت له.
[ الطريقة الرفاعية: تنسب إلى ابي العباس أحمد بن أبي الحسين الرفاعي ويطق عليها البطائحية نسبة إلى مكان ولاية بالقرب من قرى البطائح بالعراق, وجماعته يستخدمون السيوف ودخول النيران في إثبات الكرامات. قال عنهم الشيخ الألوسي "وأعظم الناس بلاء في هذا العصر على الدين والدولة مبتدعة الرفاعية, فلا تجد بدعة إلا ومنهم مصدرها وعنهم موردها فذكرهم عبارة عن رقص وغناء وعبادة مشايخهم".
[ البدوية: وتنسب إلى احمد البدوي 634هـ ولد بفاس, حج ورحل إلى العراق, واستقر في طنطا حتى وفاته, له فيها ضريح مقصود, حيث يقام له كغيره من أولياء الصوفية احتفال بمولده سنويا يمارس فيه الكثير من البدع والانحرافات العقدية من دعاء واستغاثة وتبرك وتوسل ما يؤدي إلى الشرك المخرج من الملة, وأتباع طريقته منتشرون في بعض محافظات مصر, ولهم فيها فروع كالبيومية والشناوية وأولاد نوح والشعبية وشارتهم العمامة الحمراء.
[ الطريقة الدسوقية: تنسب إلى إبراهيم الدسوقي 676هـ المدفون بمدينة دسوق في مصر, يدعي المتصوفة انه احد الأقطاب الأربعة الذين يرجع إليهم تدبير الأمور في هذا الكون.
[ الطريقة الأكبرية: نسبة إلى الشيخ محيي الدين بن عربي الملقب بالشيخ الأكبر 638هـ, وتقوم طريقته على عقيدة وحدة الوجود والصمت والعزلة والجوع والسهر, ولها ثلاث صفات: الصبر على البلاء, والشكر على الرخاء, والرضا بالقضاء.
[ الطريقة الشاذلية: وهي طريقة صوفية تنسب إلى أبي الحسن الشاذلي يؤمن أصحابها بجملة الأفكار والمعتقدات الصوفية وان كانت تختلف في أسلوب سلوك المريد أو السالك وطرق تربيته, إضافة إلى اشتهارهم بالذكر المفرد "الله" أو مضمرا "هـ", ويفضلون اكتساب العلوم عن طريق الذوق وهو تلقي الأرواح للأسرار الطاهرة في الكرامات وخوارق العادات, كذلك معرفة الله تعالى معرفة يقينية ولا يحصل ذلك إلا عن طريق الذوق أو الكشف. كما أن من معتقداتهم السماع وهو سماع الأناشيد والأشعار التي قد تصل إلى درجة الكفر والشرك كرفع الرسول إلى مرتبة ليست موجودة في الكتاب والسنة.
[ الطريقة البكداشية: كان الأتراك العثمانيون ينتمون الى هذه الطريقة, وهي لا تزال منتشرة في ألبانيا, كما أنها اقرب الى التصوف الشيعي, وكان لهذه الطريقة اثر بارز في نشر الإسلام بين الأتراك والمغول.
[ الطريقة المولوية: انشأها الشاعر الفارسي جلال الدين الرومي 672هـ والمدفون بقونية, أصحابها يتميزون بإدخال الرقص والإيقاعات في حلقات الذكر, وقد انتشروا في تركيا وغرب آسيا, ولم يبق لهم في الأيام الحاضرة إلا بعض التكايا في تركيا وحلب وفي بعض أقطار المشرق.
[ الطريقة النقشبندية: تنسب إلى الشيخ بهاء الدين محمد بن البخاري الملقب بشاه نقشبند 791هـ وهي طريقة تشبه الطريقة الشاذلية, انتشرت في فارس وبلاد الهند.
[ الطريقة الملامتية: مؤسسها أبو صالح حمدون بن عمار المعروف بالقصار 271هـ أباح بعضهم مخالفة النفس بغية جهادها ومحاربة نقائصها, وقد أظهر الغلاة منهم في تركيا حديثا بمظهر الإباحية والاستهتار وفعل كل أمر دون مراعاة للأوامر والنواهي الشرعية.
[ الطريقة التيجانية: طريقة صوفية يؤمن أصحابها بجملة الأفكار والمعتقدات الصوفية ويزيدون عليها الاعتقاد بامكانية مقابلة النبي مقابلة مادية واللقاء به لقاء حسيا في هذه الدنيا, وان الرسول قد خصهم بصلاة "الفاتح" التي تحتل لديهم مكانة عظيمة ـ وكنا قد عرضنا لهذه الصلاة أعلى الصفحة ـ هذه الطريقة أسسها أبو العباس أحمد التيجاني 1230هـ , الذي ولد بالجزائر ويدعي انه التقى النبي لقاء حسيا ماديا وانه تعلم منه صلاة الفاتح وانها تعدل قراءة القرآن ستة آلاف مرة. ويلاحظ على أصحاب هذه الطريقة شدة تهويلهم للأمور الصغيرة وتصغيرهم للأمور العظيمة على حسب هواهم ما أدى إلى أن يفشو التكاسل بينهم لما شاع بينهم من الأجر العظيم على اقل عمل يقومون به, ويرون أن لهم خصوصيات ترفعهم عن مقام الناس الآخرين من أهمها: أن تخفف عنهم سكرات الموت وان الله يظلهم في ظل عرشه وان لهم برزخا يستظلون به وحدهم. وأهل هذه الطريقة كباقي الطرق الصوفية يجيزون التوسل بذات النبي , وقد بدأت هذه الطريقة في مدينة فاس وصار لها أتباع في السنغال ونيجيريا وشمال إفريقيا ومصر والسودان.
[ الطريقة الختمية: وهي طريقة صوفية تلتقي مع الطرق الصوفية الأخرى في كثير من المعتقدات مثل الغلو في شخص رسول الله وادعاء لقياه واخذ تعاليمهم وأورادهم وأذكارهم التي تميزوا بها, عنه مباشرة, هذا إلى جانب ارتباط الطريقة بالفكر والمعتقد الشيعي وأخذهم من أدب الشيعة وجدالهم. وقد أسس هذه الطريقة محمد عثمان الميرغني ويلقب بالختم إشارة إلى أنه خاتم الأولياء, ومنه اشتق اسم الطريقة الختمية, كما تسمى الطريقة الميرغنية ربطا لها بطريقة جد المؤسس عبد الله الميرغني المحجوب.. وقد بدأت هذه الطريقة من مكة والطائف, وأرست لها قواعد في جنوب وغرب الجزيرة العربية, كما عبرت الى السودان ومصر, وتتركز قوة الطريقة من حيث الاتباع والنفوذ الآن في السودان.. وعلى هذا فان الطريقة الختمية طائفة صوفية تتمسك بمعتقدات الصوفية وأفكارهم وفلسفاتهم حيث تبنوا فكرة وحدة الوجود التي نادى بها ابن عربي وقالوا بفكرة النور المحمدي, واستخدموا مصطلحات الوحدة والتجلي والانبجاس والظهور والفيض وغيرها من المصطلحات الفلسفية الصوفية, وأسبغوا على الرسول من الأوصاف ما لا ينبغي أن يكون إلا لله تعالى, ويدعي مؤسس الطريقة بأنه خاتم الأولياء وان مكانته تأتي بعد الرسول , والطريقة الختمية تهتم بإقامة الاحتفالات الخاصة بإحياء ذكر مولد النبي واقامة ليالي الذكر أو الحولية.
[ الطريقة البريلوية: وهي فرقة صوفية نشأت في شبه القارة الهندية الباكستانية في مدينة بريلي بالهند أيام الاستعمار البريطاني وقد اشتهرت بمحبة وتقديس الأنبياء والأولياء بعامة, والنبي بخاصة. مؤسس هذه الطريقة هو احمد رضا خان 340هـ ولقد سمى نفسه عبد المصطفى!, ويعتقد أبناء هذه الطائفة بان الرسول لديه القدرة التي يتحكم بها في الكون, ولقد غالوا في نظرتهم إلى النبي حتى أوصلوه إلى قريب من مرتبة الإلوهية, يقول احمد رضا خان "أي يا محمد لا استطيع أن أقول لك الله, ولا استطيع أن أفرق بينكما, فأمرك إلى الله هو اعلم بحقيقتك" كما ان هذه الطائفة لديها عقيدة الشهود حيث ان النبي في نظرهم حاضر وناظر لأفعال العباد في كل زمان ومكان, كما أنهم يشيدون القبور ويعمرونها ويتبركون بها, ويؤمنون بالإسقاط وهي صدقة تدفع عن الميت بمقدار ما ترك من صلاة أو صيام أو سائر العبادات وهي مقدار صدقة الفطر. وأعظم أعيادهم هو ذكرى المولد النبوي. وهم يكفرون المسلمين لأدنى سبب مثل الرئيس الباكستاني الراحل ضياء الحق وشيخ الإسلام ابن تيمية والإمام محمد بن عبد الوهاب.
أهم الشخصيات الصوفية :
سنحاول عرض أبرز الشخصيات الصوفية وأكثرها تأثيرا عبر العصور ـ وخصوصا الذين دعوا الى عقيدة الحلول والاتحاد فمن أبرزهم:
* البسطامي (261هـ): هو أبو يزيد طيفور بن عيسى البسطامي كان جده مجوسيا فاسلم, وهو أول من استخدم لفظ الفناء بمعناه الصوفي الذي يقصد منه الاتحاد بذات الله, يقول د. عبدالرحمن بدوي ـ صوفي معاصر ـ صاحب كتاب تاريخ التصوف الإسلامي: "لقد نصب الله الخلائق بين يدي أبي يزيد وها هي ذا تتحرق إلى رؤياه في هذا المقام... لكن لكي يمكنهم أن يروه كان عليه أن يطلب إلى الله أن يزين أبا يزيد بوحدانيته ويلبسه أنانيته..." وعلى هذا فإن عقيدة البسطامي واضحة فهو أول من سعى في نشر عقيدة الاتحاد بين المسلمين.
* الحلاج (309هـ): هو الحسين بن منصور الحلاج, صوفي فيلسوف, تبرأ منه سائر الصوفية والعلماء لسوء سيرته ومروقه, وهو يدعي الحلول ومعناه حلول الإله فيه أي الله سبحانه وتعالى وتقدس عما يقول, واستمر الحلاج في نشر فكره الحلولي حتى استفحل أمره فألقي القبض عليه لتتم مناظرته ومناقشته بحضره القضاة وبعد أن تيقن السلطان (المقتدر) أمره أمر بقتله.
* الغزالي (450 ـ 505هـ): أبو حامد محمد بن احمد الطوسي الملقب بحجة الإسلام, ولد بطوس من إقليم خراسان, نشأ في بيئة كثرت فيها الآراء والمذاهب مثل علم الكلام والفلسفة, والباطنية, والتصوف, وأورثه ذلك حيرة وشكا , ألف عددا من الكتب أهمها تهافت الفلاسفة والمنقذ من الضلال, وأهمها على الإطلاق إحياء علوم الدين, ويعد الغزالي رئيس مدرسة الكشف في المعرفة.. ومن جليل أعماله هدمه للفلسفة اليونانية وكشفه لفضائح الباطنية. وفي آخر حياته اقبل على حديث الرسول , وفي هذه المرحلة ألف كتابه "إلجام العوام عن علم الكلام" الذي ذم فيه علم الكلام وطريقته وانتصر لمذهب السلف, ويقال انه رجع عن القول بالكشف وإدراك خصائص النبوة,.
* ابن الفارض (566 ـ 632): هو أبو حفص عمر بن علي الحموي الأصل المصري المولد, لقب بشرف الدين, وهو من الغلاة الموغلين في وحدة الوجود, يقول الشيخ الوكيل "ابن الفارض يزعم انه منذ القدم كان الله, ثم تلبس بصورة النفس.. الخ" ونص شيخ الإسلام ابن تيمية على أن ابن الفارض من أهل الإلحاد القائلين بالحلول الاتحاد ووحدة الوجود..
* ابن عربي (560 ـ 638هـ): وهو أبو بكر محيي الدين محمد بن علي بن عربي الحاتمي الطائي الأندلسي, الملقب بالشيخ الأكبر عند الصوفية, رئيس مدرسة وحدة الوجود, يعتبر نفسه خاتم الأولياء, استقر في دمشق حيث مات ودفن, وله فيها قبر يزار, طرح نظرية الإنسان الكامل التي تقوم على أن الإنسان وحده من بين المخلوقات يمكن أن تتجلى فيه جميع الصفات الإلهية إذ تيسر له الاستغراق في وحدانية الله, وهذا يوضح خطورة آرائه ولذلك فقد اتفق علماء الإسلام شرقا وغربا على ذم ابن عربي وآرائه والبعض منهم يحرم النظر في كتبه.
* ابن سبعين (614 ـ 669هـ): هو قطب الدين أبو محمد عبد الحق بن إبراهيم بن محمد بن سبعين الاشبيلي المرسي, احد الفلاسفة المتصوفة القائلين بوحدة الوجود التي يرى أنها تعني أن وجود الحق هو الثابت بدءا , وانه مادة كل شيء, والخلق منبثق منه فائض عنه, ولذا يقول ابن تيمية: أن ابن سبعين وإن قال بأن الوجود واحد فهو يقول بالاتحاد والحلول من هذا الوجه, لان معنى كلامه أن الحق محل للخلق. ويرى ابن سبعين ان الله هو الوجود كله ولا شيء معه إلا علمه, والكائنات هي عين علمه. يقول ابن تيمية "هذا من أبطل الباطل وأعظم الكفر والضلال".
* العفيف التلسماني (610 ـ 690هـ): هو سليمان بن علي الكومي التلمساني, يلقب بعفيف الدين, يقول عنه الذهبي أنه أحد زنادقة الصوفية, ويقول ابن كثير "وقد نسب هذا الرجل إلى عظائم في الأقوال والاعتقاد في الحلول والاتحاد والزندقة والكفر المحض وشهرته تغني عن الإطناب في ترجمته", ومن أقوال التلمساني الشنيعة التي توضح كفره الحوار الذي دار بينه وبين احد شيوخه قال: القرآن ليس فيه توحيد بل القرآن كله شرك, ومن اتبع القرآن لم يصل إلى التوحيد" وكذلك فان من فكر التلمساني الفاسد ما حكاه شيخ الإسلام من أن الشيرازي قال لشيخه التلمساني ـ وقد مر بكلب أجرب ميت ـ فقال: هذا أيضا من ذات الله؟! فقال: وهل ثم خارج عنه!؟ قال ابن تيمية: هذا من أعظم الكفر. وعلى هذا فان الرجل يعد من رواد وحدة الوجود الكبار, ومن المصنفين المكثرين في تقرير هذه العقيدة الفاسدة ونشرها.
* النابلسي (1050 ـ 1143هـ): هو عبد الغني بن إسماعيل الدمشقي النابلسي الحنفي النقشبندي القادري, آمن بالطريقة النقشبندية الذين يؤمنون بعقيدة الفناء ووحدة الوجود.
أقوال بعض الأئمة والعلماء في الصوفية :
* الإمام الشافعي: أدرك بدايات التصوف وكان أكثر العلماء والأئمة إنكارا عليهم, وقد كان مما قاله في هذا الصدد "لو أن رجلا تصوف اول النهار لا يأتي الظهر حتى يصير أحمق".
* الإمام احمد بن حنبل: كان للصوفية بالمرصاد فقد قال فيما بدأ الحارث المحاسبي يتكلم فيه وهو الوساوس والخطرات قال احمد: ما تكلم فيها الصحابة ولا التابعون وحذر من مجالسة الحارث وقال لصاحب له: لا أرى لك ان تجالسه.
* الإمام ابن الجوزي: كتب كتابا سماه "تلبيس إبليس" خص الصوفية بمعظم فصوله وبيَّن تلبيس الشيطان عليهم ما جعلهم يتخبطون في الظلمات.
* شيخ الإسلام ابن تيمية: كان من أعظم الناس بيانا لحقيقة التصوف, وتتبعا لأقوال الزنادقة والملحدين وخاصة ابن عربي و التلمساني وابن سبعين, فتعقب أقوالهم وفضح باطنهم وحذر الأمة من شرورهم وقد ذكرنا في هذا الجزء مقاطع مما قاله ابن تيمية.
بعض كبار الصوفية الذين هداهم الله للطريق القويم:
* الدكتور تقي الدين الهلالي: شيخ التوحيد في بلاد المغرب والذي كان صوفيا (تيجانيا) فأكرمه الله بدعوة التوحيد, يقول عن سبب خروجه من الطريقة التيجانية: "لقد كنت في غمرة عظيمة وضلال مبين وكنت أرى خروجي من الطريقة التيجانية كالخروج من الإسلام ولم يكن يخطر لي ببال أن أتزحزح عنها قيد شعرة, وجرت مناظرة حول ادعاء الشيخ التيجاني في انه رأي النبي يقظة, وقد ثبت بطلان ذلك "يمكن الرجوع للمناظرة بكاملها في كتاب (الفكر الصوفي ص 474) وكذلك يذكر انه اجتمع بالشيخ عبد العزيز بن إدريس وأوضح له بطلان الطريقة التيجانية".
* الشيخ عبدالرحمن الوكيل: وكيل جماعة أنصار السنة بمصر, صاحب كتاب "هذه هي الصوفية" يقول "كانت لي بالتصوف صلة, وهي صلة العبرة بالمأساة, حيث كان يدرج بي الصبا في مدارجه السحرية وتستقبل النفس كل صروف الأقدار بالفرحة الطروب".
ويضيف "ألا فاسمعوها غير هيابة ولا وجلة, وأصغوا إلى هتاف الحق يهدر بالحق إن التصوف أدنأ و أألم كيد ابتدعه الشيطان ليسخر معه عباد الله في حربه لله ولرسوله, انه قناع كل عدو صوفي للدين الحق, فتش فيه تجد برهمية وبوذية, وزرادشتية, ويهودية ونصرانية ووثنية جاهلية..."
وبعد 000
إن ما نشاهده اليوم من الصوفية التي عمدت إلى تدوين معتقداتها ومناهجها ومن ثم محاولة نشر تلك المعتقدات بشتى الوسائل وخصوصا في عصرنا الحاضر عصر المعلومات والاتصالات فما نشاهده من تكريس لتلك العقيدة والشريعة من خلال طقوسها التي تطالعنا بها الفضائيات وتعج بها الصحف والمجلات على أنها من أصول العقيدة والتشريع الإسلامي ما قد يؤدي بالأمة الإسلامية إلى التخلف والتقهقر وكيف لها أن تتقدم مع هذه الانحرافات العقدية.. والله من وراء القصد.
للاستزادة حول الصوفية:
(1) الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة: الندوة العالمية للشباب الإسلامي.
(2) تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي ـ محمد لوح ـ رسالة ماجستير منشورة ـ الجامعة الإسلامية.
(3) الفكر الصوفي في ضوء الكتاب والسنة ـ عبد الرحمن عبد الخالق.
(4) تاريخ التصوف الإسلامي ـ عبد الرحمن بدوي
ولمزيد من البحث الموسوعي يتم مراجعة موضوع
الملف الكامل (ماذا تعرف عن الصوفية؟)
تعليق