إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أين تصير الروح حين تخرج من الجسد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أين تصير الروح حين تخرج من الجسد

    بحث الإمام ابن قيم الجوزية عليه رحمة الله مسألة استقرار الأرواح مابين الموت إلى يوم القيامة بتوسع في كتابه الروح (ص90 ) وما بعدها ، فذكر اختلاف الأقوال فيها بأدلتها ، وتفنيد الباطل منها ، والجمع والريط بين أقوال أهل العلم في ذلك ، ثم قال فإن قيل فقد ذكرتم أقوال الناس في مستقر الأرواح ومأخذهم فما هو الراجح من هذه الأقوال حتى نعتقده ؟
    قال: رحمه الله : قيل الأرواح متفاوتة في مستقرها في البرزخ أعظم تفاوت فمنها
    1)أرواح في أعلى عليين في الملأ الأعلى وهي أرواح الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم ، وهم متفاوتون في منازلهم كما رآهم النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء ،
    2)ومنها أرواح في حواصل طير خضر تسرح في الجنة حيث شاءت وهي أرواح بعض الشهداء لا جميعهم ،
    3) بل من الشهداء من يحبس عن دخول الجنة لدين عليه أو غيره كما في المسند أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله مالي إن قتلت في سبيل الله ؟ قال الجنة ، فلما ولى قال : إلا الدين سارني به جب يل آنفا (مسلم 1502/3).
    4)ومنهم من يكون محبوسا على باب الجنة كما في الحديث الآخر : "رأيت صاحبكم محبوسا على باب الجنة " (المسند 13/5) .
    5) ومنهم من يكون محبوسا في قبره كحديث صاحب الشملة التي غلها ثم استشهد فقال الناس :هنيئا له الجنة ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده إن الشملة التي غلها لتشتعل عليه نارا في قبره -(البخاري 1547/4) و(مسلم 108/1) .
    6) ومنهم من يكون مقره باب الجنة كما في حديث ابن عباس : الشهداء على بارق نهر بباب الجنة في قبة خضراء يخرج عليهم رزقهم من الجنة بكرة وعشيا .(المسند 266/1) ،
    7) وهذا بخلاف جعفر بن أبي طالب حيث أبدله الله من يديه جناحين يطير بهما في الجنة حيث شاء .
    8) ومنهم من يكون محبوسا في الأرض لم تعل روحه إلى الملأ الأعلى فإنها كانت روحا سفلية أرضية ، فإن النفس الأرضية لا تجامع الأنفس السماوية كما لا تجامعها في الدنيا ، والنفس التي لم تكتسب في الدنيا معرفة ربها ومحبته والأنس به والتقرب إليه ، بل هي أرضية سفلية لا تكون بعد المفارقة لبدنها إلا هناك ، كما أن النفس العلوية التي كانت في الدنيا عاكفة على محبة الله وذكره والتقرب إليه والأنس به تكون بعد المفارقة مع الأرواح العلوية المناسبة لها ، فالمرء مع من أحب في البرزخ ويوم القيامة ، والله تعالى يزوج النفوس بعضها ببعض في البرزخ ويوم المعاد ، ويجعل روحه يعني المؤمن مع النسيم الطيب أي الأرواح الطيبة المشاكلة لروحه ، فالروح بعد المفارقة تلحق بأشكالها وأخواتها وأصحاب عملها فتكون معهم هناك .
    9) ومنها أرواح تكون في تنورة الزناة والزواني ، وأرواح في نهر الدم تسبح فيه وتلقم الحجارة .
    فليس للأرواح سعيدها وشقيها مستقر واحد ، ولا تظن أن بين الآثار الصحيحة في هذا الباب تعارضا فإنها كلها حق يصدق بعضها بعضا ، ولكن الشأن في فهمها ومعرفة النفس وأحكامها وأن لها شأنا غير البدن وأنها مع كونها في الجنة فهي في السماء وتتصل بفناء القبر وبالبدن فيه وهي أسرع شئ حركة وانتقالا وصعودا وهبوطا ، وأنها تنقسم إلى مرسلة و محبوسة وعلوية وسفلية ولها بعد المفارقة صحة ومرض ولذة وألم أعظم مما كان لها حال اتصالها بالبدن . وانظر شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز 589/2.

    المصدر
    كتاب (التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة للإمام القرطبي)
    المحقق: الصادق بن محمد بن إبراهيم
    طبعة دار المنهاج

  • #2
    جزاكم الله خيرا وبارك فيكم

    تعليق

    يعمل...
    X