الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فيسعى أعداء الإسلام بكل ما يستطيعون إلى طمس الهوية الإسلامية بطمس معالمها كالعقيدة السلفية والتاريخ الإسلامي واللغة العربية، وإحلال هويات باطلة بدلاً منها، سواء كانت يهودية أو نصرانية، أو قومية أو وطنية، أو غربية أو فرعونية.
فالصراع بين الحق والباطل دائم ما دامت الدنيا، واتباع فئام من الأمة المحمدية أهلَ الباطل في باطلهم من يهود ونصارى ومجوس وعباد أوثان وغيرهم، وبقاء طائفة على الحق رغم الضغوط والمضايقات، كل ذلك سنن كونية مقدرة مكتوبة، ولا يعني ذلك الاستسلام وسلوك سبيل الضالين؛ لأنّ الذي أخبرنا بوقوع ذلك لا محالة حذَّرنا من هذا السبيل، وأمرنا بالثبات على الدين مهما كثر الزائغون، وقوي المنحرفون، وأخبرنا أنّ السعيد من ثبت على الحق مهما كانت الصوارف عنه، في زمن للعامل فيه مثل أجر خمسين رجلاً يعملون مثل عمل الصحابة - رضي الله عنهم - كما ثبت ذلك في حديث أبي ثعلبة الخشني - رضي الله عنه -.
ولسوف يكون من أمة محمد صلى الله عليه وسلم أقوام ينحرفون عن الحق صوب الباطل يغيرون ويبدلون، وعقوبتهم أنّهم سيُحجزون عن الحوض حينما يَرِده الذين استقاموا ويشربون منه كما قال عليه الصلاة والسلام: أنا فرَطُكم على الحوضِ وليرفعنَّ لي رجالٌ منكم ثم لَيختلجنَّ دُوني فأقول : يا ربِّ أصحابي فيُقالُ لي : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدَك
الراوي:عبدالله بن مسعودالمحدث:أحمد شاكر - المصدر:مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 6/104
خلاصة حكم المحدث:إسناده صحيح
. وفي رواية: «فأقول: سحقاً لمن بدَّل بعدي».
وإذا كان كثير من المسلمين قد اغتروا ببهرج أعداء الله تعالى خاصة النصارى في أعيادهم الكبرى كعيد ميلاد المسيح عليه الصلاة والسلام (الكريسماس) وعيد رأس السنة الميلادية،وعيد شم النسيم ويحضرون احتفالات النصارى بها في بلادهم؛ بل نقلها بعضهم إلى بلاد المسلمين - والعياذ بالله - فإنّ البلية الكبرى والطامة العظمى ما يجري من استعدادات عالمية وعلى مستوى الدول النصرانية الكبرى للاحتفال بنهاية الألفية الثانية والدخول في الألفية الثالثة لميلاد المسيح ابن مريم عليه الصلاة والسلام. وإذا كانت الأرض تعج باحتفالات النصارى في كل رأس سنة ميلادية فكيف سيكون احتفالهم بنهاية قرن ميلادي (القرن العشرين)؛ بل بنهاية ألف ميلادية هي الثانية؟ إنّه حدث ضخم تستعد له الأمم النصرانية بما يناسب حجمه وضخامته.
لماذا علينا أن نعرف أعياد الكفار؟!
من المتفق عليه أنّ المسلم لا يعنيه التعرف على أحوال الكفار، ولا يهمه معرفة شعائرهم وعاداتهم - ما لم يُرِدْ دعوتهم إلى الإسلام - إلاّ إذا كانت شعائرهم تتسرب إلى جهلة المسلمين فيقعون في شيء منها عن قصد أو غير قصد، فحينئذ لا بد من معرفتها لاتقائها، والحذر من الوقوع في شيء منها، وفي العصور المتأخرة يتأكد ذلك للأسباب الآتية:
1- كثرة الاختلاط بالكفار سواء بذهاب المسلم إلى بلادهم للدراسة أو السياحة أو التجارة أو غير ذلك،
2- وزاد الأمرَ خطورةً البثُّ الإعلامي الذي به يمكن نقل كل شيء بالصوت والصورة الحية من أقصى الأرض إلى أدناها
3- قد عانى المسلمون على مدى تاريخهم من تأثُّر بعضهم بشعائر غيرهم من جراء الاختلاط بهم ممّا جعل كثيراً من أئمة الإسلام يحذرون عوام المسلمين من تقليد غيرهم في أعيادهم وشعائرهم؛ منهم - على سبيل المثال -: "شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه العلامة ابن القيم"، والحافظان: "الذهبي وابن كثير"، وهم قد عاشوا عصراً واحداً كثر فيه اختلاط المسلمين بغيرهم خاصة بالنصارى
4- أنّ بعض أعيادهم تحول في العصر الحاضر إلى اجتماع كبير له بعض خصائص عيدهم القديم، ويشارك كثير من المسلمين
6- كثرة الدعاوي وقوة الأصوات المنافقة التي تريد للأمة الخروج عن أصالتها، والقضاء على هويتها، والانصهار في مناهج الكفرة، واتباعهم حذو القذة بالقذة تحت شعارات: الإنسانية والعولمة والكونية والانفتاح
وقف عليه الصلاة والسلام في عرفات في حجة الوداع فأنزل الله قوله: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً[المائدة:3]
فالشريعة توقيفية, وقد صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: {تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها, لا يزيغ عنها إلا هالك }
فانتهى الأمر, وهي بيضاء كالشمس
ويخطب أبو بكر رضي الله عنه وأرضاه في أول خطبة فيقول: [[يا أيها الناس! إني متبع ولست بمبتدع ]]
لذلك كان واجب علي كل واحد منا أن يدعوا الناس للابتعاد عن هذه البدع وأن يدعوهم للاتباع وعدم تقليد غير المسلمين في أعيادهم التي ما أنزل الله بها من سلطان
بدع وخزعبلات ..... واتباع بابتداع ..... و تقليد أعمى بدون علم
فتعالوا بنا نأخذ جولة فى الأقسام العلمية
لنتعرف على كيفية أن نتصدى لهذه الابتداعات من خلال حملة
لا للكريسماس
فتابعونا .....
تعليق